النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

ـ عطف المضارع على الماضى :

يعطف الفعل المضارع على الفعل الماضى إذا اتحدا فى الزمن ، ومنه قوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) [الفرقان : ١٠](١) ، الفعل المضارع (يجعل) معطوف على فعل جواب الشرط الماضى (جعل) ، لأن زمن الفعلين مستقبل ، فاتحدا زمنا. وجزم (يجعل) على محلّ (جعل) لأنه جواب الشرط.

ـ عطف الفعل على الصفة المشتقة :

يعطف الفعل ماضيا أو مضارعا على الصفة المشتقة التى تشبهه فى نوعه من المضى أو المضارعة أو زمنه.

مثال ذلك فى الاتحاد فى الماضى قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) [العاديات : ١ ـ ٤] حيث عطف الفعلان الماضيان (أثر ، وسط) على اسم الفاعل

__________________

أوردهم فى الدنيا النار. (ينظر الدر المصون ٤ ـ ١٢٨).

(١) (تبارك) فعل ماض مبنى على الفتح. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون. (شاء) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (جعل) فعل جواب الشرط ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والتركيب الشرطى صلة الموصول لا محل له من الإعراب. (لك) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بجعل. (خيرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من ذلك) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ذلك : اسم إشارة مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة متعلقة بخير. (جنات) بدل من خير ، أو عطف بيان له منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم. ويجوز أن ينصب على إضمار فعل محذوف تقديره أعنى. (تجرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. (من تحتها) من :حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. تحت : اسم مجرور بمن ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر ، مضاف إليه .. وشبه الجملة متعلقة بتجرى. (الأنهار) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ويجعل) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. يجعل : فعل مضارع مجزوم بالعطف على جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره :هو. (لك) اللام : حرف حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر باللام .. وشبه الجملة متعلقة بيجعل. (قصورا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٣٢١

(العاديات) ؛ لأن تقديرها : اللاتى عدن ، وما بعده تقديره : واللاتى أغرن فقدرا بالماضى.

ومثله : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ) [الحديد : ١٨] ، أى : إن الذين تصدقوا ... وأقرضوا ...

ومثاله فى الاتحاد فى المضارع قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ..) [الملك : ١٩](١) ، عطف الفعل المضارع (يقبض) على اسم الفاعل (صافات) ؛ لأنهما بمعنى واحد فى المضارعة ، والتقدير : (اللاتى يصففن ويقبضن) ، أو : صافات وقابضات.

كما أن منه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) [آل عمران : ٤٥ ، ٤٦](٢). حيث عطف الحال الجملة الفعلية (يكلم الناس) على الحال الصفة المشتقة (وجيها).

__________________

(١) (أولم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (يروا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جرمه حذف النون. واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (إلى الطير) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الطير : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالرؤية. (فوقهم) فوق : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بصافات ، أو بالرؤية. (صافات) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الكسرة ؛ لأنها جمع مؤنث سالم. (ويقبضن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. يقبضن : فعل مضارع مبنى على السكون لإسناده إلى نون النسوة فى محل رفع. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على صافات.

(٢) (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يبشرك) يبشر : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير المخاطبة الكاف مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (بكلمة) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. كلمة : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالتبشير. (منه) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لكلمة ، أو متعلقة بنعت محذوف. (اسمه المسيح) اسم : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى

٣٢٢

ـ عطف الصفة المشتقة على الفعل :

تعطف الصفة المشتقة على الفعل ماضيا أو مضارعا إذا كانا من نوع واحد ، أى : اتحدا فى الزمن.

مثال ذلك قول الشاعر :

بات يعشّيها بعضب باتر

يقصد فى أسوقها وجائر (١)

__________________

فى محل جر مضاف إليه. المسيح : خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل جر ، نعت ثان لكلمة. (عيسى ابن مريم) عيسى : بدل من المسيح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. أو عطف بيان للمسيح ، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف تقديره : هو عيسى. ابن : نعت أو بدل أو عطف بيان لعيسى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. مريم : مضاف إلى ابن مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (وجيها) حال من كلمة منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وقيل : من المسيح أو عيسى. (فى الدنيا) فى : حرف جر مبنى لا محل له الإعراب. الدنيا : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بوجيه. (والآخرة) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. الآخرة : معطوف على الدنيا مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ومن المقربين) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المقربين : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الياء لأنه. جمع مذكر سالم. وشبه الجملة فى محل نصب بالعطف على الحال وجيها. (ويكلم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. يكلم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على الحال وجيها. (الناس) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (فى المهد) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المهد : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، إما لأنها حال ، وإما على الظرفية. (وكهلا) : الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. كهلا : معطوفة على شبه الجملة فى محل نصب. (١) ينظر : معانى الفراء ١ ـ ٢١٣ / ابن الشجرى ٢ ـ ١٦٧ / العينى ٤ ـ ١٧٤ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٢٠ / الخزانة رقم ٣٥٦ / القرطبى ١٨ ـ ١٤٢ / البحر المحيط ٨ ـ ٣٠٢ / الدر المصون ٦ ـ ٣٤٦. أسوق : جمع ساق ، العضب : السيف. (بات) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (يعيشها) يعشى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر بات. (بعضب) : الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. عضب : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بيعشى. (باتر) نعت لعضب مجرور وعلامة جره الكسرة. (يقصد) فعل

٣٢٣

والتقدير : قاصد فى أسوقها وجائر ، أو : يقصد ويجور. فعطف اسم الفاعل (جائر) على الفعل المضارع (يقصد).

ومنه قول الشاعر :

يا ربّ بيضاء من العواهج

أمّ صبى قد حبا أو دارج (١)

عطف اسم الفاعل (دارج) على الفعل الماضى (حبا) ـ على الوجه الأرجح ـ لأن التقدير : حبا أو درح ، أو : حاب ودارج.

وقول النابغة الذبيانى :

فألفيته يوما يبير عدوّه

ومجر عطاء يستحقّ المعابرا (٢)

__________________

مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة فى محل جر نعت ثان لعضب ، أو فى محل نصب ، حال من عضب. (فى أسوقها) فى حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أسوق : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بيقصد. (وجائر) : معطوف على الجملة الفعلية يقصد مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) ينظر : الأمالى الشجرية ٢ ـ ١٦٧ / شرح ابن الناظم ٥٥٢ / العينى ٤ ـ ١٧٤ / شرح التصريح ١ ـ ١٥٢ / الأشمونى ٣ ـ ١٢٠ / اللسان : مادة (درج). وروايته فيه : يا ليتنى قد زرت غير خارج.

العواهج : جمع عوهج وهى الطويلة العنق من النوق والظباء ، والمراد بها المرأة التامة الخلق ، حبا : زحف ، دارج : قارب بين خطاه.

(يا) حرف تنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. وإن جعلته حرف نداء فيكون المنادى محذوفا ، والتقدير :

يا قومى. (رب) حرف جر شبيه بالزائد مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب. (بيضاء) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (من العواهج) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. العواهج : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لبيضاء على اللفظ ، أو فى محل رفع على المحل. أو متعلقة بنعت محذوف. (أم) يجوز أن تكون مجرورة على أنها عطف بيان من بيضاء ، ويجوز أن تكون مرفوعة على أنها عطف بيان من بيضاء على المحل ، أو أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح. (قد حبا) قد : حرف تحقق مبنى لا محل له من الإعراب. حبا : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل جر صفة لصبى. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (دراج) معطوف على موضع جملة حبا مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) شرح ابن عقيل ٣ ـ ٢٤٤ / الدر المصون ٣ ـ ١٣٢.

٣٢٤

عطف اسم الفاعل (مجر) على الفعل المضارع (يبير) ، وجاز ذلك حيث التقدير : يبير ويجرى ، أو : مبيرا ومجريا ..

وأحد تأويلى عطف (مخرج) فى قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ...) [الأنعام : ٩٥] ؛ يكون على الفعل المضارع (يخرج) (١) ، ويكون التقدير : يخرج ... ويخرج ، أو : مخرج ...

ومخرج ..

ـ عطف الجملة على جملة تماثلها نوعا :

تعطف الجملة على جملة مماثلة لها فى النوع ، والمراد بهذا العطف عطف مضمون الجملتين ، نحو : كتب علىّ ، وفهم محمود ، يعدو المتسابق ، ويعجب به المشاهدون.

محمد مجتهد وعلىّ مهذب. الطالبان يجيبان عن السؤال ، والآخرون ينظرون إليهما فى إعجاب. يجوز أن تكون الجملة الأخيرة حالية.

ـ عطف الجملة على جملة تخالفها نوعا :

للنحاة فى عطف الجملة الاسمية على الفعلية وبالعكس ثلاثة آراء :

الأول : المنع مطلقا.

__________________

(ألفيته) ألفى : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يبير) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مفعول به ثان. (عدوه) عدو : مفعول به ليبير منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى جر ، مضاف إليه. (ومجر) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. مجر : معطوف على الجملة الفعلية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الياء المحذوفة للضرورة. (عطاء) مفعول به لاسم الفاعل عطاء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يستحق) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لعطاء. (المعابرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والألف حرف إطلاق مبنى لا محل له من الإعراب.

(١) والوجه الآخر لعطف (مخرج) أن يكون معطوفا على (فالق) ، والتقدير : إن الله فالق ... ومخرج ...

٣٢٥

الثانى : الجواز مع حرف العطف الواو.

الثالث : الجواز مطلقا ، ويفهم من تعليلهم لاختيار نصب (عمرو) فى القول : قام زيد وعمرو أكرمته ، بأن تناسب الجملتين أولى من تخالفهما.

ـ من أمثلة عطف الجملة الاسمية على الفعلية :

قوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [البقرة : ١٠](١).

الجملة الفعلية الاسمية (لهم عذاب) معطوفة على الفعلية (زادهم الله).

(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) [البقرة : ٧]. الجملة الاسمية (على أبصارهم غشاوة) معطوفة على الفعلية (خَتَمَ اللهُ). ومن ذلك : (غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) [الروم : ٢ ، ٣].

(وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها) [الأعراف : ٢٨].

الاسمية (الله أمرنا) معطوفة على الفعلية (وجدنا).

ومنه قول الشاعر :

عاضها الله غلاما بعد ما

شابت الأصداغ والضّرس نقد (٢)

__________________

(١) (مرض) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مرضا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لهم) شبه جملة فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو متعلقة به. (عذاب) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) ينظر : إصلاح المنطق لابن السكيت ٤٩ / الخصائص ٢ ـ ٧١ / اللمحة البدرية ١ ـ ٣٠٩ / شرح شواهد المغنى ٤٨٥ / اللسان مادة (نقد).

عاضها : وهبها وعوضها ، شابت الأصداغ : شاب شعر العارضين ، نقد : تآكل وتكسر.

(عاضها) عاض : فعل ماض مبنى على الفتح ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول.

(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (غلاما) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو منصوب على نزع الخافض أو على التوسع. (بعد) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ما شبت الأصداغ) ما : حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. شاب : فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. الأصداغ : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل جر ، مضاف إلى بعد. وشبه الجملة بعد ما شابت متعلقة بعاض. (والضرس نقد) الواو : حرف عطف مبنى لا محل من الإعراب. الضرس : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. نقد : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية معطوفة على شابت الأصداغ.

٣٢٦

الجملة الاسمية (الضرس نقد) معطوفة على الجملة الفعلية (شابت الأصداغ).

ومن لا يجيز ذلك يقدر فعلا قبل الضرس يدل عليه الفعل المذكور ، فيكون : نقد الضرس نقد.

مسائل فى عطف الجمل

أولا :

إذا قلت : (ضربت القوم حتى زيدا ضربته) ؛ لك فى (زيد) الأوجه التالية (١) :

أ ـ النصب بإضمار فعل.

ب ـ الرفع بالابتداء ، وتكون الجملة بعده فى محل رفع ، خبر له.

ج ـ الجر بحتى ، وتكون الجملة بعده مؤكّدة.

د ـ النصب على العطف على (القوم) ، وتكون الجملة بعده مؤكّدة.

ثانيا :

إذا قلت : (زيد أكرمته ، ومحمدا عظّمته) فلك فى (محمد) وجهان (٢) :

أ ـ الرفع على الابتداء ، بعطف جملته على الجملة الكبرى ، (زيد أكرمته).

ب ـ النصب على المفعولية بالعطف على الجملة الصغرى (أكرمته).

ومن النحاة من يمنع العطف على الجملة الصغرى ، لأن المعطوف شريك المعطوف عليه ، والجملة الصغرى (أكرمته) خبر ، فيلزم أن تكون الثانية خبرا.

ثالثا :

إذا قلت : (أصبحت لا أحمل السلاح وزيد يقدر على حمله) (٣) :

ففى (زيد) اختيار النصب بالعطف على جملة (أصبح) وهى فعلية فيكون النصب أرجح ، كما يجوز فيه الرفع على الابتدائية ، لكنه ـ على الأرجح ـ لا

__________________

(١) ينظر : الجمل ٧٩ ، ٨٠ / البسيط فى شرح الجمل ٢ ـ ٦٥٢.

(٢) ينظر فى ذلك : المحتسب ٢ ـ ٣٠٢ / شرح الجمل لابن عصفور ١ ـ ٣٦٧ / البسيط فى شرح الجمل ٢ ـ ٦٤٩.

(٣) ينظر : البسيط فى شرح الجمل ٢ ـ ٦٥٥ وما بعدها.

٣٢٧

يجوز العطف على خبر أصبح (لا أحمل) ، حتى لا يهمل معنى (أصبح) مع اسمها فى الجملة الثانية ، فلا يكون كلاما قولك : أصبحت زيدا يقدر ..

وتقول لذلك : كنت جالسا ومحمدا يكرمه عمرو ، ليس زيد قائما وعمرا أكرمه.

رابعا :

فى قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) [الإنسان : ٣١] (الظالمين) مفعول به منصوب على الاشتغال بفعل يفسره الفعل المذكور (أعدّ لهم) من حيث المعنى لا من جهة اللفظ ، وتقديره : يعذب الظالمين أعدّ لهم. وحسن النصب للعطف على جملة فعلية (يدخل) (١).

ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ : (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) [الأعراف : ٣٠].

حيث (فريقا) الثانية مفعول به منصوب بفعل محذوف ، يقدر من المعنى ، تقديره : أضل ، وحسن النصب للعطف على جملة فعلية.

العطف على معمول فأكثر لعامل واحد فأكثر : يكون العطف على معمولات لعامل على النحو الآتى :

أ ـ العطف على معمول عامل واحد جائز مطلقا ، نحو قولك : إن محمدا وعليّا موجودان.

ب ـ العطف على معمولي عامل واحد جائز مطلقا. نحو إن زيدا جالس وعمرا واقف. أصبح زيد قائما وعمرو قاعدا.

ج ـ العطف على معمولات عامل واحد جائز مطلقا ، نحو : أعلم زيد عمرا بكرا موجودا ، ومحمد عليا سعيدا قادما.

د ـ العطف على معمول أكثر من عاملين ممتنع مطلقا.

__________________

(١) فى (الظالمين) قراءة الرفع لابن الزبير وأبان بن عثمان وأبى عبلة ، وتوجه على أنها مبتدأ وما بعده الخبر.

٣٢٨

ه ـ العطف على معمولى عاملين : ممتنع ـ على الوجه الأرجح ـ ، ويجيزه بعضهم مطلقا ، ويجيزه بعضهم إن كان أحد العاملين جارا ، شرط اتصال المعطوف بحرف العطف ، وهذا أحد قولى الأخفش ، لكن الامتناع أولى ، فإن سمع من ذلك شىء فإنه يؤول على تقدير عامل بعد العاطف ، فيكون من قبيل عطف الجمل ، كما فى القول : فى الدار زيد والحجرة عمرو ويجعلون منه قول أبى دؤاد الإيادى :

أكلّ امرئ تحسبين امرا

ونار توقّد بالليل نارا (١)

و ـ العطف على معمولات عاملين ممتنع ـ على الوجه الأرجح.

خامسا : العامل فى المعطوف :

لا خلاف بين النحاة فى أن العامل فى الجزء الأول من عطف النسق (المعطوف عليه) هو ما قبله من اسم أو فعل أو حرف ، أو عامل معنوى حسب مذاهب النحاة المختلفة.

لكنهم اختلفوا فى العامل فى الجزء الثانى من التركيب العطفى (المعطوف) على النحو الآتى :

ـ ذهب جماعة من النحاة ـ على رأسهم سيبويه وجماعة من البصريين ـ إلى أن العامل فى المعطوف هو العامل فى المعطوف عليه ، والحرف العاطف دخل بمعناه ،

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٣٣ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٧٩ / ٥ ـ ١٤٢ / المقرب ١ ـ ٢٣٧ / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٧١ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٧٣ / أوضح المسالك رقم ٣٥١ / الدرر رقم ١٢٥٤.

(أكل) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. كل : مفعول به أول مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (امرئ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تحسبين) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (امرءا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(ونار) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. نار : مضاف إلى اسم محذوف معطوف على كل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (توقد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لنار. (بالليل) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الليل : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالتوقد. (نارا) معطوف على المفعول به الثانى امرءا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٣٢٩

وأشرك بينهما. ويؤيد هذا اختلاف العمل لاختلاف العامل ، ولو كان العمل للحرف لما اختلف عمله (١).

فإذا قلت : كافأت محمدا وعليا ، فإن العامل فى المعطوف عليه المنصوب المفعول به (محمدا) هو العامل فى المعطوف المنصوب (عليا).

وعند ما تقول : أعجبت بمحمد وعلىّ ، فإن العامل يختلف عن سابقه ، فجرّ كلّ من المعطوف والمعطوف عليه.

ـ ذهب آخرون ـ وعلى رأسهم ابن السراج وأبو على الفارسى وابن فارس ـ إلى أن العامل فى المعطوف حرف العطف ، وإنه موضوع لينوب عن العامل ، ويغنى عن إعادته (٢).

فحرف العطف نائب مناب الفعل المحذوف.

فإذا قلت : (قام محمد وعلى) فإن التقدير : قام محمد قام على ، ثم حذف الفعل الثانى ، وأنيب حرف العطف الواو منابه.

ـ ذهب قوم إلى أن العامل فى المعطوف هو الفعل المحذوف بعد حرف العطف (٣). فإذا قلت : (قام محمد وعلى) فإن التقدير يكون : قام محمد وقام على ، ثم حذف الفعل الثانى (قام) ، فأصبح الكلام : قام محمد وعلى.

لكن جمهور النحاة يختار الرأى الأول ، ويبطلون الرأيين الثانى والثالث بأوجه ، موجزها (٤) :

أ ـ أن الحرف لم يوجد نائبا مناب الفعل المتصرف إذا كان باقيا على أصالته.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٣٧٧ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٧٥ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٢٩.

(٢) ينظر : الصحابى فى فقه اللغة ٩٧ / رصف المبانى ٤١٢ / نتائج الفكر ٢٤٩ / شرح ابن يعيش ٣٩ ـ ٧٥ / ٨ ـ ٨٩ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٢٩.

(٣) ينظر : نتائج الفكر ٢٤٩ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٣٠.

(٤) ينظر : البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٣٠ ، ٣٣١ / ويرجع إلى الكتاب ١ ـ ١٠٧ ، ١٠٨.

٣٣٠

هذا غير الفعل الناقص ونيابة الحرف منابه فى قولهم : أمّا أنت ، حيث ناب الحرف (ما) مناب الفعل الناقص المحذوف (كان).

ب ـ أنك تقول : استوى زيد وعمرو ، فلو قلت : استوى زيد استوى عمرو ؛ لم يكن كلاما.

ج ـ تقول : مررت برجل قائم زيد وأخوه ، ولو قلت : مررت برجل قائم زيد قائم أخوه فإنك تنعت الرجل بما ليس من سببه.

د ـ تقول : أزيدا لقيت عمرا وأباه ، فلو قلت : أزيدا لقيت عمرا لقيت أباه ، لم يجز ، لأن (لقيت) الأول عامل فى أجنبى فلا يصح أن يفسر.

لكننا إذا نظرنا إلى أن العطف من وسائل الإيجاز والاختصار فى اللغة العربية ، كما هو فى المثنى والجمع ، لفكّرنا مرة أخرى فى هذه الآراء من العوامل ، ولاخترنا الرأى الثالث ، وأعربنا على الرأى الأول مجازا واستسهالا على المعربين ، فأعربنا المعطوف تابعا لما قبله ، لكن أصله فى الكلام أن يكون معمولا لمحذوف دل عليه سابقه الذى عمل فى المعطوف عليه.

وما ذكره النحاة من أمثلة سابقة إنما هى من صنعهم ، حيث عود الضمير فى الثالث والرابع فيه التباس ، ولو أننا جعلنا التركيب فيهما من قبيل عطف الجمل لما حدث إشكال.

سادسا : همزة الاستفهام وحرف العطف :

قد تدخل همزة الاستفهام على حروف العطف (الواو والفاء وثمّ) ، مثال ذلك : (أَوَلا يَعْلَمُونَ) [البقرة : ٧٧](أَفَلا تَعْقِلُونَ) [البقرة : ٤٤] ، (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١].

٣٣١

وللنحاة فى هذا التركيب رأيان :

أولهما : رأى الجمهور ، حيث يذهبون إلى أن حرف العطف له الصدارة قبل همزة الاستفهام ، فكان الأصل : وألا يعلمون ، فألا تعقلون ، ثم إذا وقع. ثم قدّمت الهمزة على حرف العطف للدلالة على أصالتها فى التصدير ، وفى هذا الرأى تلمس تقدم بعض المعطوف على العاطف.

والآخر : ما يراه الزمخشرى من أن كلّا من الهمزة وحرف العطف فى موضعه ، حيث تسبق الهمزة حرف العطف ، وحينئذ يجب أن يقدر معطوف عليه محذوف جملة تقدر بين همزة الاستفهام وحرف العطف ، وما بعد حرف العطف معطوف على هذه الجملة المحذوفة ، فيكون التقدير فى ما سبق : أيجهلون فلا يعلمون ، أتغفلون فلا تعقلون ، أانصرفتم عنه ثم إذا ما وقع ...

ويحكى عن الزمخشرى موافقة الجمهور فى رأيهم السابق.

ومهما اختير من رأى فإن هذا التركيب شائع ، حيث تسبق همزة الاستفهام حروف العطف الثلاثة ، ويكون الاستفهام إنكاريا أو توبيخيا. ومنه : (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) [سبأ : ٩]. (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) [البقرة : ٧٥](أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) [البقرة : ٨٥] ، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [النساء : ٨٢]. (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) [العنكبوت : ٦٧]. (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ) [الواقعة : ٦٣].

ومنه : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ) [الملك : ١٩]. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) [غافر : ٢١]. (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) [يس : ٧٧](١).

__________________

(١) (أو لم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (ير) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (الإنسان) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أنا) أن :حرف توكيد ونصب مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (خلقناه) خلق : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل.

٣٣٢

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) [الروم : ٨]. (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) [الشعراء : ٣٠]. (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف : ١٨٥].

سابعا : عطف التفسير :

تربط (أى) ـ بفتح فسكون ـ بين مترادفين ، ويكون الثانى منهما مفسرا للأول ، فتكون تفسيرية (١) ، نحو : ولمّا رأيت الغضنفر أى : الأسد نظرت إليه فى حذر ، وينقسم النحاة إزاءها فى مثل هذا التركيب إلى رأيين :

أولهما : ما يذهب إليه البصريون من أنها التفسيرية ، وما بعدها يكون عطف بيان ، بعطف الأجلى على الأخفى ، وليس هناك عطف بيان بالحرف سوى ما فى هذا التركيب.

والآخر : ما يذهب إليه الكوفيون وجماعة من أنها عاطفة.

والميل إلى الرأى الأول.

وقد رأيت أن أسمى مثل هذا التركيب (عطف التفسير) حيث إنه يكون دلاليا للتفسير ، ولا نستطيع أن نتحلل من كونه عطفا ، حيث يكون الثانى مشاركا الأول فى جميع أحكامه.

ويلحظ أن (أى) تفسر الجمل والمفرد ، كما أنها تقع بعد القول وغيره.

من ذلك قول الشاعر :

وترميننى بالطرف أي أنت مذنب

وتقليننى لكنّ إياك لا أقلى (٢)

__________________

وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولى يرى فى محل نصب. (من نطفة) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. نطفة : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالخلق.

(١) تكون (أى) حرف نداء للبعيد ، وقيل : للتوسيط ، وقيل : للقريب كالهمزة.

(٢) ينظر : المفصل ١٤٧ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٤٠ / الجنى الدانى ٢٣٣.

(ترميننى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل

٣٣٣

تتمة : ذهب قوم إلى أن (أى) التفسيرية ـ اسم فعل بمعنى (عوا) أو :(افهموا) (١).

__________________

نصب ، مفعول به. (بالطرف) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الطرف اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالرمى. (أى) حرف تفسير مبنى لا محل له من الإعراب ، (أنت مذنب) أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. مذنب : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب. (وتقليننى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. تقلين : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين الياء مبنى فى محل نصب ، المفعول به. (لكنّ) أصلها : لكن أنا : وعلى ذلك فإن لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من لإعراب. أنا : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (إياك) ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به مقدم. (لا أقلى) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أقلى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدإ.

(١) ينظر : الجنى الدانى ٢٣٣.

٣٣٤

التركيب الشرطى

تناول النحاة عدة مصطلحات فى دراستهم لهذا النوع من التراكيب ، أهّمها الجزاء ، والمجازاة ، والشرط وفعل الشرط والجواب ، ويجعل النحاة الأوائل (١) مصطلح (الجزاء) عنوانا لهذا الباب ، ويقصد بالجزائية عندهم الجزم ، حيث يجعلون كلا من الجزم والجزاء محلّ الآخر ، وكذلك مصطلح المجازاة ، ويذكر أبو بكر الزبيدى هذه الدراسة تحت عنوان (باب الشرط وهو باب المجازاة) (٢) ، ثم يتجه النحاة (٣) بعد ذلك إلى دراسة هذا الأسلوب أو التركيب من خلال دراستهم للأدوات ، فيجعلون عنوانه : أدوات الشرط من خلال دراستهم لقضايا هذا التركيب وأدواته المختلفة ، وهم فى ذلك يجعلون الفعل الأول فعل الشرط ، والفعل الثانى فعل الجزاء والجواب ، وكل من أدوات الشرط يقتضى فعلين ، يسمى أولهما شرطا لتعليق الحكم عليه ، ويسمى ثانيهما جوابا ؛ لأنه يترتب على الشرط كما ترتب الجواب على السؤال ، كما يسمى جزاء ؛ لأنّ مضمونه جزاء لمضمون الشرط (٤) ، أما كلمة (الجزاء) فتعنى لغويا : المكافأة على الشىء ، وجزى الشىء يجزى : كفى ، وعنه قضى (٥).

وقد يتلاءم معنى الجزاء مع الأدوات المستخدمة فى هذا الأسلوب فى أغلب معانيه ، لكن الأكثر قبولا وملاءمة أن يفهم منه تعليق جملتين حدثيتين ببعضهما ، وترتب الثانية على ما تلى أداة الشرط ترتيبا زمنيا ، فحدوث مضمون الجملة الثانية جواب لحدوث مضمون الجملة الأولى ، واستخدام كلمة (مضمون) أو (معنى) فى

__________________

(١) انظر : الكتاب ، ٣ ـ ٥٦ / الأزهية ٤٦ ، ٢٠٩ / اللباب ٢ ـ ٤٧١ ، ٤٧٦.

(٢) انظر : الواضح فى علم العربية ٩٤ / المقتصد ٢ ـ ١٠٣٦ ، ١٠٤٠.

(٣) انظر : المقتضب ٢ ـ ٤٦ وما بعدها / الأصول فى النحو ٢ ـ ١٨٥ ، ومواضع أخرى. المفصل ٣٢٠ / المقرب ١ ـ ٢٧٧ / التسهيل ٢٣٦ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٤٧ / الجامع الصغير ١٧٧ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٣١٨.

(٤) انظر : شرح التصريح ٢ ـ ٢٤٨.

(٥) القاموس المحيط : ٤ ـ ٣١٢.

٣٣٥

هذا المجال يعفى من الوقوع فى القياس ، أو وجود غموض من حيث النفى والإثبات ، فمثل هذا المعنى يدور مع واقع الجملة نفيا أو إثباتا ؛ لأن إثبات الحدث أو نفيه لا يستكمل من خلال الفعل فقط ؛ وإنما يكون ذلك من خلال مضمون الجملة بركنيها ومتعلّقاتها ، لذا فمن الأفضل أن نستخدم مصطلحى (جملة الشرط) ، و (جملة الجواب).

والذى دعا النحاة إلى استخدام مصطلحى (فعل الشرط ، وفعل الجواب) هو دراستهم لأدوات الشرط والاهتمام بأثرها النحوى ، وهو الجزم لبعضها ، وعدم التأثير لفظا لبعضها الآخر. فنظروا إلى الفعل لأنه المتأثر بأداة الشرط أو غير المتأثر ، وربما نستطيع أن نلمس إدراك النحاة لفكرة الجملة متضامنة فى ما ذهب إليه بعضهم من أن هذه الأدوات تقتضى جملتين.

وترتبط أداة الشرط دائما بجملة الشرط ، فهما تابعان لبعضهما ، الأداة أولا ، وجملة الشرط ثانيا ، دون اعتداد بما قد يفصل بينهما من حروف ، وقد تذكر جملة الجواب بعدهما ، وقد تسبقهما ، وقد يتوسطانها ، وفى كل حالة تكون أداة الشرط وجملة الشرط متلازمتين ، فلا يمكن أن يقال مثلا : (أتيتنى) ويقصد بهذه الجملة جملة الشرط ، حيث تكون بصورتها هذه تامة المعنى ، ولكن لا بدّ من ارتباطها بأداة شرط ، وحينئذ لا يعطيان معنى مفهوما مقصودا ، فلو قيل «إن أتيتنى» لأصبح المعنى منقوصا غير مفهوم ولا مقصود ، فأداة الشرط تدخل على الجملة فتجعلها متعلقا عليها ، وحينئذ لا تفهم إلا بذكر المتعلّق بها ، وهو جملة الجواب ؛ لهذا فإن أداة الشرط وجملة الشرط وجملة الجواب جملة واحدة مركبة ، ومعنى متكامل مترابط ببعضه ، ولذا فإننا نؤثر استخدام مصطلح (التركيب الشرطى) ، حيث استلزم جملتين مرتبطتين ببعضهما باستخدام أداة شرط ، ومتناسقتين زمنيا ، والمعنى يفهم من خلال الأجزاء الثلاثة متكاملة

وطبيعة التركيب الشرطىّ معنويا هو ترتب حدث الجواب على حدث الشرط بمعنى أداة الشرط ، أى : إن أداة الشرط تربط بين الحدثين ربطا يختلف باختلاف ما وضعت له الأداة من معنى ، والربط بين الحدثين يستلزم ـ غالبا ـ الترتيب

٣٣٦

والتعليق ، وهذا المفهوم يتضامن مع ما اختير له من مصطلح الجزاء ، أو مصطلح الجواب ، أو : الشرط ، والمعنى المعوّل عليه هو معنى الجزاء أو الجواب أو المجازاة ، أى : معنى جملة الجواب ، ولكن شرط حدوثه هو حدوث معنى جملة الشرط ، أى الجملة الأولى المتراكبة على أداة الشرط بمعناها.

وبذلك فإن التركيب الشرطىّ ـ معنويا ـ جزءان ، أولهما : أداة الشرط مع جملة الشرط ، والآخر : جملة الجواب ، فعند ما تقول : إن أتيتنى أكرمتك ، فإن الإكرام المتمثل فى جملة الجواب متعلق حدوثه ومتراتب على الإتيان ، وكان معنى من خلال حرف الشرط (إن) ، أى : أعلق على إتيانك إلىّ إكرامى لك ، أو أعلق إكرامى لك على إتيانك إلىّ.

وإذا قلت : إذا أردت التفوق فذاكر ، فإن المذاكرة تتراكب على زمن إرادة التفوق ؛ لأنك بهذا التركيب تفهم أن مذاكرتك ترتبط بزمن إرادة التفوق ؛ لذا كانت جملة الشرط مرتبطة ارتباطا كليا بأداة الشرط ، وكما ذكرنا ؛ فإن الأداة هى التى تجعل جملة الشرط منقوصة ، وكأنهما معا بمثابة أحد ركنى الجملة التامة ، وجملة الجواب بمثابة الركن الثانى ـ معنويا ولفظيا.

أجزاء التركيب الشرطى

يتكون التركيب الشرطىّ من ثلاثة أجزاء : الأداة ، وجملة الشرط ، وجملة الجواب ، وسنحاول تجميع القضايا الخاصة بكل جزء ودراستها على حدة ؛ حتى نستطيع الإلمام بما قد يعنّ لنا من تساؤلات فى الجزء الواحد من أجزاء التركيب الشرطى.

القضايا الخاصة بأدوات الشرط

الأدوات (عاملة وغير عاملة):

نظر النحاة إلى الشرط على أنه الأدوات التى تؤثر نحويا فى الفعل المضارع فتجزمه ، وجعلوه باب الجزاء ، ولكن من خلال معنى الشرط السابق ـ يتبين لنا أن

٣٣٧

أدوات الشرط ليست مقصورة على الجازمة ، بل يدخل فيها أدوات ليست بجازمة للمضارع ، وليست مؤثرة فيه نحويا ؛ وذلك لأن هذه الأدوات يتوافر فيها مفهوم الشرط ، وهو التعليق والترتيب ، وعلى ذلك فأدوات الشرط قسمان : أدوات شرط جازمة ، وأخرى غير جازمة.

ولقد آثرنا استخدام مصطلح (الأداة) ؛ لأن الأداة هى : ما يتوصل به إلى عمل ما ، وهذه الكلمات إنما يتوصل بها إلى أداء معنى الشرط والجزاء ، كما أنه يمكن أن يتوصل بها إلى الجزم ، هذا إلى جانب أنها تتنوع بين الأسماء والحروف ، ولذا فإن مصطلح الأداة يمكن أن يكون جامعا للقسمين معا. أقصد الأسماء والحروف ، وسنرى فيما بعد أن الجازمة تجمع بين الحروف والأسماء ، وأن غير الجازمة تجمع بينهما ـ كذلك.

أما من حيث أدوات الشرط الجازمة فقد قسمها" ابن عصفور" تقسيما شاملا فى قوله : " وجازم فعلين" ، وهو قسمان : حرف واسم ، فالحرف إذ ما ، وإن ، والاسم ما بقى ، وهو قسمان : ظرف وغير ظرف ، فغير الظرف : من ومهما وأىّ ، والظرف قسمان : زمانى ومكانى ، فالزمانى : متى وأيّان وأىّ حين ، وإذا فى الشعر ، والمكانى : أين وأنّى وأىّ مكان ، وحيث ، وهذه الأدوات منها ما تلزمه" ما" وهو : إذ وحيث (١). وليس كلّ ما يستفهم به يجازى به عند سيبويه ، ولكن أدوات الاستفهام هى ـ أيضا ـ أدوات جزاء ، فليس الأمر مقصورا عليها ، وإنما توجد معها أدوات أخرى فيقول : " وأما قول النحويين : يجازى بكل شىء يستفهم به فلا يستقيم ؛ من قبل أنك تجازى بإن وبحيثما وإذ ولا يستقيم بهن الاستفهام" (٢).

ولكن السيرافى فى شرحه على الكتاب يكمل ردّ" سيبويه" على النحاة بقوله : " قال أبو عمرو الجرمى ومن وافقه : لا يكون ما قال سيبويه ردا عليهم ؛ لأنهم لم يقولوا : لا تكون المجازاة إلا بما يستفهم به ، فيلزمهم هذا ، وإنما قالوا :

__________________

(١) المقرب ١ ـ ٢٧٣ / وانظر كذلك : الواضح ٩٤.

(٢) الكتاب ٣ ـ ٥٩ (بتصرف).

٣٣٨

تكون المجازاة بما يستفهم به ، ولا يمنع هذا المجازاة بغيره ، كما لو قال قائل : يكون الرفع بأنه الفاعل ، والنصب بأنه مفعول به ، لم يمنع الرفع والنصب بغيرهما ، قال المفسر : الذى حكى عنهم أنهم قالوا : إن أصل الجزاء الاستفهام وكلّ شىء جوزى به إنما هو منقول من الاستفهام ، فأراهم أنهم يجازون بحيث وإن ، وهما لا يكونان استفهاما فهذا مخرج هذا" (١).

وإذا كان الشرط يعنى تعليق جملة بجملة ، فهذا بدوره يستلزم وجود جملتين حتى يكون أسلوب الشرط.

ويذكر النحاة بعض الظواهر الشاذة من إهمال" متى وأين" (٢) أو إهمال" متى" ، وإعمال"" إذا" (٣) ، أو إهمال" إن" ، وإعمال" لو" (٤).

وبدهى أن المقصود بعمل هذه الأدوات الجزم هو جزم الفعل المضارع ، حيث يجزم ، وتكون علامة جزمه إما : السكون إذا كان صحيح الآخر ، وإما حذف حرف العلة إذا كان معتلّ الآخر بالألف أو بالواو أو بالياء ، وإما حذف النون إذا كان من الأمثلة الخمسة ، وهى كلّ فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، ومن أمثلة ذلك : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣]. (يعمل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، (يجز) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو.

(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا) [الأعراف : ١٩٨] ، (تدعوهم) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لا يسمعوا)

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ٥٩.

(٢) المقتصد ٢ ـ ١٠٥٦.

(٣) مغنى اللبيب ٢ ـ ١٨٣.

(٤) التسهيل ٢٣٧ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٨٣.

٣٣٩

لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. يسمعوا : فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) [فاطر : ١٦](١).

(وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) [فاطر : ١٨](٢).

ذكرنا أن الأدوات التى يجب أن يكون لها جواب فيها معنى الجزاء ؛ عن طريق اقتضائها جملتين يتعلق حدوث معنى إحداهما على حدوث معنى الأخرى ؛ فيتحقق فيها معنى الشرط ؛ تختلف بين عمل بعضها الجزم ، وعدم الجزم ببعضها ، واختلاف النحاة فى بعضها الثالث ؛ لذا فإنها تنقسم فى هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام ، تنحصر فى الأدوات الجازمة ، والأدوات غير الجازمة ، والأدوات التى فيها معنى الشرط.

__________________

(١) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (يشأ) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) ، (يذهبكم) فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (ويأت) حرف عطف وفعل معطوف على جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (بخلق) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بيأت. (جديد) نعت لخلق مجرور وعلامة جره الكسرة.

(٢) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (تدع) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (مثقلة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلى حملها) جار ومجرور ومضاف إلى المجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالدعاء. (لا يحمل) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب ، يحمل : فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون (منه) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال ؛ لأنها نعت لشىء ، فلما تقدمت الصفة على الموصوف صارت حالا. (شىء) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولو) الواو للإحاطة أو للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، لو حرف شرط غير جازم مبنى لا محل له من الإعراب (كان) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (ذا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة ، (قربى) مضاف إلى ذى مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. وجملة جواب لو محذوف دل عليه ما سبق.

٣٤٠