النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

وقد تصدّر البيتان بحرف الاستفهام (هل) ، ثم ذكرت (أم) بدون ذكر (هل) ، فتقدر (أم) بـ (بل) و (هل) ، وقد تكررت (أم) مذكورا بعدها (هل) فى صدر البيت الثانى ، وهو إضراب ثان.

أما الإضراب بـ (أم) المنقطعة فإنه يكون على أحوال ، حيث :

ـ يكون الإضراب مجردا حقيقة ، كما هو فى الآية الكريمة السابقة : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ ...) [الرعد : ١٦].

ومنه قولهم : هل لك قبلنا حقّ أم أنت رجل ظالم؟ أى : بل أنت رجل ظالم.

والإضراب الحقيقى المجرد يكون فى معنيين :

أولهما : أن يكون إضراب انتقال :

كما هو فى الآية الكريمة ، حيث ينتقل بالإضراب من المعنى الأول إلى المعنى الثانى.

ومنه قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) [السجدة : ٢ ، ٣].

وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) [الكهف : ٩].

__________________

محل له من الإعراب. (كبير) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (بكى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع نعت لكبير .. (لم يقض) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. يقض : فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب حال. (عبرته) عبرة : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أثر الأحبة) إثر : منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف والأحبة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (يوم البين) يوم : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. متعلق بمشكوم ، وهو مضاف والبين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مشكوم) خبر المبتدإ كبير مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٦١

والآخر : إضراب إبطال :

ويجوز أن يكون منه المثل السابق ، حيث يبطل بالإضراب بـ (أم) المعنى الذى يسبقها ليثبت المعنى المذكور بعدها. ومنه أن تقول : أتقول إنه قد ظلمك أم أنت الذى تعدّيت عليه؟ ، أى : بل أنت الذى تعديت عليه ، فأبطلت بـ (أم) المعنى الأول ؛ لتثبت المعنى الثانى ..

ـ كما يكون الإضراب متضمنا الاستفهام الطلبى ، أى : الحقيقى ، كما هو فى قولهم : إنها لإبل أم شاء؟ ، أى : بل أهى شاء؟ حيث الإخبار فى الجملة الأولى التى تسبق أم ، ثم عرض له شكّ فاستفهم بقوله : أم شاء؟ ومنه أن تقول : هذا كتابك أم هو معجم عام؟

ومنه قوله تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً .. أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ .. أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ) [الملك ١٦ ، ١٧ ، ٢٠ ، ٢١].

ـ وقد يكون الإضراب متضمنا الاستفهام الإنكارى ، كما فى قوله تعالى : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) [الطور : ٣٩] ، أى بل أله البنات ، فالإضراب بـ (أم) تضمن معنى الاستفهام الإنكارى ، وإن لم يسبق باستفهام ، ذلك لأن (أم) فى جميع مواضعها فى سورة الطور استفهامية منقطعة ، والاستفهام بها إنكارى ، وتؤول حينئذ بـ (بل) والهمزة ، وما أوّل ذكر (أم) فيه قوله تعالى : (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ ..) [الطور : ٢٩ ، ٣٠] والتقدير : بل أيقولون ...

ومنها : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ..) [الطور ٣٢ ، ٣٣]. أى : بل أتأمرهم .. بل أهم .. بل أيقولون .. وكذلك : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا .. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ .. أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ ..) [الآيات : ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨].

٢٦٢

وتلحظ أنه لو قدّر الإضراب المحض فى المواضع السابقة لكان محالا.

ومنه قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) [الأنبياء : ٢١](١).

حيث تقدر (أم) بـ (بل) والهمزة ، فتعطى معنى الإضراب الانتقالى ، والهمزة للاستفهام الإنكارى.

وقوله ـ تعالى ـ فى سورة الصافات : (أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ .. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) .. أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) [الأيات : ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥٣ ، ١٥٦].

وكذلك قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٣ ، ٥٤].

(أم) متصلة أو منقطعة بتوجيه المعنى :

ـ فى قوله تعالى : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٨٠] ، يجوز فى (أم) وجهان :

أحدهما : أن تكون متصلة ، فتعادل بين ما قبلها وما بعدها فى إرادة الاستفهام ، ويكون التقدير : أىّ هذين واقع؟ وتكون ـ حينئذ ـ عاطفة.

والآخر : أن تكون منقطعة ، فتكون غير عاطفة ، وتقدر ـ حينئذ ـ بـ (بل) والهمزة ، والتقدير : بل أتقولون ، ويكون الاستفهام إنكاريا.

ـ قوله تعالى : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) [يونس : ٣٧ ، ٣٨](٢). فيه (أم) تؤول على وجهين :

__________________

(١) (من الأرض) شبه جملة فى محل نصب ، نعت لآلهة ، أو متعلقة بنعت محذوف ، الجملة (ينتشرون) فى محل رفع ، خبر المبتدإ هم. والجملة الاسمية (هم ينتشرون) فى محل نصب ، نعت ثان لآلهة. أو فى محل نصب ، حال.

(٢) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (القرآن) بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة

٢٦٣

أولهما : أن تكون منقطعة ، وتقدر بـ (بل) والهمزة ، ويكون الكلام انتقالا من المعنى السابق لإنكار المعنى اللاحق بها.

والآخر : إن قدرت (أم) متصلة فلا بدّ من تقدير معادل محذوف مقرون بالهمزة المعادلة ، ويكون التقدير : أيقرّون به أم يقولون افتراه ..؟

ـ قوله تعالى : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ) [البقرة : ١٣٩ ، ١٤٠]. فيه تحتمل (أم) وجهين :

__________________

مرفوع ، وعلامة رفعها لضمة. (أَنْ يُفْتَرى) أن حرف مصدرى ونصب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. يفترى : فعل مضارع منصوب بعد أن ، علامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر كان. (مِنْ دُونِ اللهِ) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. دون : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالافتراء. (ولكن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (تصديق) معطوف على خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يكون خبرا لكان مضمرة. ، أو مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، أو مفعولا لأجله لفعل مقدر ، والتقدير : ولكن أنزل للتصديق. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل جر. مضاف إليه. (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وشبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أو متعلقة بصلة محذوفة. وهو مضاف و (يدى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى. ، هو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (وتفصيل) حرف عطف مبنى ومعطوف على تصديق. (الكتاب) مضاف إلى تفصيل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لا ريب) لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب ريب : اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. فيه : جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة فى محل رفع خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبرها المحذوف. وجملة لا مع معموليها فى محل نصب ، حال من الكتاب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، أو اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (من رب) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. رب : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بتصديق أو تفصيل ، أو فى محل نصب ، حال ثانية من الكتاب. (أم) منقطعة حرف إضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (يقولون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (افتراه) افترى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول.

٢٦٤

أ ـ أن تكون متصلة ، حيث التعادل فى إرادة الاستفهام بين ما قبل (أم) وما بعدها ، وهو استفهام للإنكار والتوبيخ.

ب ـ أن تكون منقطعة ، فتقدر بـ (بل) التى للإضراب للانتقال ، والهمزة المقدرة للاستفهام الإنكارى التوبيخى.

ـ قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) [آل عمران : ١٤٢]. يمكن أن توجه فيه (أم) كما يأتى :

أ ـ أن تكون منقطعة ، فتكون للإضراب للانتقال والإنكار والتوبيخ.

ب ـ أن تكون متصلة ، فتكون عديلة همزة تقدر من المعنى السابق عليها ، فيكون التقدير : أتعلمون أن التكليف يوجب ذلك ، أم حسبتم (١).

ما يختص به أم :

أ ـ يختص الحرف (أم) بأنه يجوز أن يحذف مع ما عطفه لدليل عليه ، ويشترك فى ذلك مع الواو والفاء ، كما هو مؤول فى قول أبى ذؤيب :

وقال صحابى قد غبنت وخلتنى

غبنت فما أدرى أشكلكم شكلى (٢)

__________________

(١) ينظر : الدر المصون ٢ ـ ٢١٨.

(٢) ينظر : شرح أشعار الهذليين ١ ـ ٤٣ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٥ / شرح التصريح ٢ ـ ١٥٤.

(قال صحابى) قال : فعل ماض مبنى على الفتح. صحابى : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم .. وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (قد غبنت) قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. غبن : فعل ماض مبنى على السكون مبنى للمجهول. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (وخلتنى) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. خال : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول (غبنت) غبن : فعل ماض مبنى على السكون مبنى للمجهول. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مفعول به ثان. (فما) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب .. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (أشكلكم شكلى) الهمزة :

٢٦٥

أى : أشكلكم شكلى؟ أم غير ذلك؟ ، فحذف حرف العطف (أم) مع المعطوف.

ومنه قول أبى ذؤيب الهذلى :

دعانى إليها القلب إنى لأمره

سميع فما أدرى أرشد طلابها (١)

حيث يقدر : أرشد طلابها أم غىّ ، بناء على أن الهمزة دائما لا تكون إلا معادلة بين شيئين ، فلما لم يوجد إلا واحد لزم تقدير الآخر. ومنهم من يجعل الهمزة لطلب التصديق فلا يكون لها معادل.

ب ـ جواز حذف المعطوف عليه مشتركا فى ذلك مع الواو ، والفاء ، وثم ، كما هو فى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١٤] ، حيث يؤول إلى : أعلمتم أن الجنة حفّت بالمكاره أم حسبتم .. ، فيكون المعطوف عليه بـ (أم) محذوفا.

__________________

حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. شكل : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل جر مضاف إليه. شكلى : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم. وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، مفعولى أدرى. والاستفهام معلق للفعل.

(١) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٣.

(دعانى) دعا : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إليها) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإهراب وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر بإلى ، وشبه الجملة متعلقة بالدعاء. (القلب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لأمره) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أمر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بسميع. (سميع) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فما) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهرها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا (أرشد طلابها) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. رشد : مبتدأ أو خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (طلاب) فاعل سد مسد الخبر أو المبتدإ المؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر.

٢٦٦

(أم) زائدة :

يذكر بعضهم قسما ثالثا لـ (أم) غير ما هى عليه من الاتصال والانقطاع ، وهو أن تكون زائدة (١) ، ويجعل منها قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ) [الزخرف : ٥١ ، ٥٢].

ومنهم من يجعل (أم) فى هذا الموضع منقطعة ، فتقدر بـ (بل) والهمزة التى للإنكار. ومنهم من يجعلها بمعنى (بل) فقط. ومنهم من يجعلها متصلة ، وهو مردود.

ومما يؤول فيه (أم) على أنها زائدة قول ساعدة ابن جؤية :

يا ليت شعرى ولا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم (٢)

بين (أم) و (أو):

مما سبق نودّ أن نركز على جوانب تفرق بين (أم) و (أو) :

__________________

(١) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٥.

(٢) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٥ / الدرر ، رقم ١٦٢١.

(يا ليت شعرى) يا : حرف تنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. وإن جعلته : حرف نداء فإن المنادى يكون محذوفا ، والتقدير : يا قومى. ليت : حرف تمن مبنى لا محل له من الإعراب. شعر : اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه. وخبر ليت محذوف. (ولا منجى) الواو : ابتدائية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. منجى : اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر فى محل نصب (من الهرم) من حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الهرم : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر لا المحذوف. (أم) حرف زائد مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (على العيش) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. العيش اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (بعد الشيب) بعد : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، والشيب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالعيش. (من ندم) من : حرف جر زائد مبنى على السكون مؤكد لا محل له من الإعراب. ندم : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

٢٦٧

١ ـ (أم) لا تزول عن الاستفهام ، أما (أو) فإنها تزول عنه.

٢ ـ السؤال بـ (أو) سابق للسؤال بـ (أم) ، أى : يسأل بـ (أم) عن ما يتضمنه جواب (أو) ، لأن السؤال بـ (أو) يكون عن أحد شيئين أو أشياء من غير تعيين ، ثم يأتى السؤال بـ (أم) ؛ لتعيين من يسأل عنه قبل بـ (أو).

فإذا قلت : أجاءك أخوك أو أبوك؟ فإن المعنى يكون : أجاءك أحد هذين؟ ويكون الجواب : نعم أولا. فإن قيل : (لا) علمت أنهما لم يجيئا. وإن قيل : (نعم) علمت أن أحدهما جاء ، ولم يعيّن. فتسأل عن تعيينه بـ (أم) ، لأن (أم) تكون بعد همزة الاستفهام ، ويصير الاستفهام بها سؤالا عن التعيين. فتقول : أجاءك أخوك أم أبوك؟

والمعنى : أيّهما جاءك؟. ويكون الجواب : أبى ، أو أخى ، بحسب من جاءك. ولا يجوز أن تقول ـ حينئذ ـ : نعم ، ولا أن تقول : لا. إلا أن تريد أن تناقض الكلام الأول المبنى منه السؤال (١).

تقول : أقام محمد أو محمود؟ أى : أكان قيام حادث؟ ويكون الجواب : (نعم) ، ويكون قد ثبت عند السائل فعل غير معين الفاعل ، فيسأل عن الفاعل بـ (أم) ، حيث يقال : أقام محمد أم محمود؟ ويكون الجواب بالتعيين ، حيث يتضمن قيام أحدهما بالضرورة.

تقول : أتضرب زيدا أو تقتل خالدا؟ إذا أردت معنى (أيهما) كان العطف بـ (أو) (٢).

وتقول : أتضرب زيدا أم تشتم عمرا أم تكلم خالدا؟ إن أردت : أيّ فعل حدث؟ فإن أردت : هل كون شىء من ذلك؟ كان العطف بـ (أو).

وتقول : أتضرب زيدا؟ أو تضرب عمرا؟ أو تضرب خالدا؟ إذا أردت : هل يكون شىء من ضرب واحد من هؤلاء؟ وإن أردت أى ضرب هؤلاء يكون؟ قلت : أم (٣).

__________________

(١) ينظر : المنتخب الأكمل على شرح الجمل للخفاف ٧٥١.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٣.

(٣) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٠ ، ١٨١.

٢٦٨

وتقول : هل تأتينى أو تحدثنى؟ فيكون السؤال عن حدوث فعل من عدمه ، وباستخدام (أم) يكون السؤال عن أحدهما ، ويحتاج إلى التعيين.

وتقول : أتجلس أو تذهب أو تحدثنا؟ وذلك إذا أردت : هل يكون شىء من هذه الأفعال؟ فأما إذا ادعيت أحده فليس إلا استخدام (أم).

تقول : أتجلس أم تذهب أم تأكل؟ كأنك قلت : أىّ هذه الأفعال يكون منك؟ (١).

٣ ـ يستحب مع (أم) أن يتقدم أحد الاسمين ويؤخّر الآخر ، فتقول : أمحمد عندك أم محمود؟

أما مع (أو) فإنه يستحب تقدم الاسمين ، فتقول أمحمد أو محمود عندك؟ أو تقول : أعندك محمد أو محمود؟

٤ ـ لأن (هل) ليست بمنزلة همزة الاستفهام فى الجانب الدلالى ؛ حيث لا يحتمل الاستفهام بـ (هل) الحدوث ؛ وإنما يحتمله الاستفهام بالهمزة ؛ فإن (هل) يأتى بعدها (أو) ، ولا يحتمل (أم) ذلك ، فتقول : هل عندك شعير أو برّ أو تمر؟ وهل تأتينا أو تحدثنا؟ حيث يكون السؤال عن الحدوث فقط ، ولا تكون (أم) فى هذا المعنى ، لأنك إذا قلت : هل تضرب زيدا؟ فلا تدعى أن الضرب واقع بالضرورة.

حيث يحتمل التركيب الاستفهام عن حدوث ضرب زيد من عدمه. أما إذا قلت : أتضرب زيدا؟ فإنه يحتمل أن الضرب واقع.

ولكن يجوز أن تقول : هل تأتينى أم تحدثنى؟ وهل عندك برّ أو شعير؟ على كلامين ، وكذلك سائر حروف الاستفهام. وذلك على تقدير : هل تأتينى أم هل تحدثنى؟ (٢).

وتقول : ما أدرى : هل تأتينا أو تحدثنا؟ وليت شعرى : هل تأتينا أو تحدثنا؟ (٣) فكأنك قلت : أعلمنى.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٠.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٧٦.

(٣) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٧٧.

٢٦٩

٥ ـ كل ما يتطلب طرفين ـ بالضرورة ـ فأكثر لا يجىء معه إلا (أم) ، من مثل الأفضلية وعدم المبالاة وعدم الدراية والاستواء ، فتقول : أزيد أفضل أم عمرو؟

فمعناه : أيهما أفضل؟ لأنه لا يجوز السكوت بالسؤال عن أحدهما ، فذلك يدلك أن معناه معنى (أيهما) (١).

وتقول : ما أبالى أضربت زيدا أم عمرا. فلا يكون إلا (أم) لأنه لا يجوز لك السكوت على أول الاسمين فالاستفهام على معنى (أيهما) (٢).

وتقول : آلحسن أو الحسين أفضل أم ابن الحنفية؟ فيكون المعنى : أأحدهما أفضل أم ابن الحنفية؟ فيجاب بالتعيين ؛ إما بقولك : أحدهما ، وإما بابن الحنفية ، ولا يجوز التعيين بالحسن أو الحسين (٣).

فإذا قلت : أالحسن أم الحسين أفضل أم ابن الحنفية ؛ كنت قد سوّيت بين الثلاثة ، وصرت تسأل عن الأفضل من الجميع ، فكأنك قلت : أيهم أفضل ، ويكون الجواب بالتعيين بواحد من الثلاثة : الحسن ، أو : الحسين ، أو : ابن الحنفية (٤).

٦ ـ تقول : أزيد عندك أو عمرو؟ فيكون المعنى ـ كما ذكرنا ـ الاستفهام عن الثبوت من عدمه ، ويكون الجواب بـ (نعم) أو (لا) ، فإن أجيب بالتعيين صحّ حيث يكون جوابا وزيادة (٥).

(لا)

حرف نفى ، ولا يفارقه النفى ، وقد يزاد لتوكيد نفى سابق عليه ، ويكون عاطفا نافيا ما بعده عن حكم سابق عليه فى حال اجتماع السمات التركيبية الآتية :

أ ـ أن يكون المنفىّ بـ (لا) اسما ، وهو ما يعبر عنه النحاة بالإفراد ، أى : لا يكون جملة ولا شبه جملة.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٧٩ ، ١٨٠.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٠.

(٣) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٤٣.

(٤) ينظر : المقتصد فى شرح الإيضاح ٢ ـ ٩٥٠ / مغنى اللبيب ١ ـ ٤٣.

(٥) انظر الموضعين السابقين.

٢٧٠

ب ـ أن يسبقها موجب ، سواء أكان خبرا أم أمرا ، نحو : أهوى النحو لا الأدب ، افعل الخير لا الشرّ.

وفى الدعاء تقول : رحم الله أبا بكر لا أبا جهل ، ولا يكون ما قبلها نفيا أو استفهاما أو عرضا أو تمنيا أو رجاء.

نحو : هلا تقبل على الدرس لا اللعب ، ومنعه آخرون.

واختلف فى التحضيض ، حيث يجيز نحاة مجيئها بعده ، كما اختلف فى النداء ، نحو قولك : يا ابن أخى لا ابن عمى.

ولا يعطف بـ (لا) الجملة الاسمية ولا الفعل الماضى ، ويجوز عطفها المضارع.

ج ـ ألا يصدق أحد معطوفيها على الآخر ، أى : لا يتناول أحدهما الآخر ، فلا يقال : جاء رجل لا زيد ، لأن الرجل يصدق على زيد.

د ـ ألا تقترن بعاطف ـ على الوجه الأرجح ـ ، فإذا قلت : جاء محمد لا بل محمود ، فإن العاطف (بل) ، ولكن (لا) يكون رادا لما قبله لا عاطفا ، وإذا قلت : ما فهمت الدرس ولا الشرح ؛ فإن العاطف (الواو) ، ويكون (لا) توكيدا للنفى.

ومما قرن فيه (لا) بحرف عطف قوله تعالى : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) [آل عمران : ١٠](١).

__________________

(١) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، الذين : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، اسم إن. كفروا : فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (لن تغنى) لن : حرف نصب ونفى مبنى على السكون لا محل له من الإعراب تغنى : فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه الفتحة. (عنهم) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر بعن. وشبه الجملة متعلقة بالإغناء. (أموالهم) أموال : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ولا أولادهم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أولاد : معطوف على أموال مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (من الله) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ولفظ الجلاله الله : مجرور وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالإغناء. (شيئا) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : شيئا من الإغناء. ويجوز أن يكون مفعولا به على تضمين يغنى معنى يقضى.

٢٧١

ه ـ ألا تقترن بصفة ولا خبر ولا حال ، فإن اقترن بأحدها كان نافيا غير عاطف ، ووجب تكراره. فتقول : أكرمت طالبا لا مهملا ولا سيئ الخلق ، (مهملا) نعت لطالب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. و (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (لا) حرف زائد لتوكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. (سيئ) معطوف على مهمل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ومنه قوله تعالى (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) [البقرة : ٦٨].

وقوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) [النور : ٣٥](١).

وتقول : قابلته لا ضاحكا ولا باكيا ، حيث (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (لا) حرف زائد لتوكيد النفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (باكيا) معطوف على (ضاحكا) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتقول : هذا لا كاذب ولا غادر. (كاذب) خبر المبتدأ اسم الإشارة (هذا) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. و (الواو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لا) حرف زائد لتأكيد النفى ، لا محل له من الإعراب. (غادر) معطوف على الخبر كاذب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

مثال (لا) عاطفة أن تقول : اشرب لبنا لا شايا ، حيث (لبنا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(شايا) معطوف على (لبنا) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

__________________

(١) (يوقد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (من شجرة) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. شجرة : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بيوقد. (مباركة) نعت لشجرة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (زيتونة) بدل من شجرة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لا شرقية) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. شرقية : نعت ثان لشجرة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ولا غربية) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. غربية : معطوف على شرقية مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٧٢

وتقول : فتحت الباب لا الشباك. استمع إلى الحديث لا الأغنية ، استمع إلى ناصر الحقّ لا الباطل. إنه رزق الله لا كدّك.

و ـ ألا تتكرر ، مثل سائر حروف العطف ، لكنها إن كررت لزم سبق الواو لها ، وكانت تأكيدا لسابقتها ، فتقول : حضر محمود لا علىّ ولا محمد ولا أحمد.

ز ـ الجانب الدلالى فى العطف بـ (لا) :

يعطف بـ (لا) لإفادة معنى قصر الحكم على ما قبلها ، والقصر بـ (لا) قسمان :

١ ـ قصر تعيين أو إفراد ، نحو : محمد كاتب لا شاعر ، ويكون هذا للمتردد فى أىّ الوصفين ثابت له مع علمه بثبوت أحدهما له دون تعيين.

وتقول : استمعت إلى مدرس لا خطيب.

٢ ـ قصر سلب ، وتكون فيه (لا) بين المتناقضين ، نحو : محمد عالم لا جاهل ، وعلى حاضر لا غائب ، وأنت ترى فى هذا القصر معنى التوكيد ، حيث (لا) مع بعدها من معنى يعطى المعنى السابق لها نفسه ؛ لكن بالسلب عن طريق النفى والصفة المناقضة.

وتقول : رأيت طويلا لا قصيرا ، هذا رجل لا امرأة.

تلحظ أن (لا) تنفى عن الثانى ما وجب للأول ، ففيها توكيد لإيجاب الأول.

ح ـ قد يحذف المعطوف عليه مع (لا) ، نحو قولك : أعطيتك لا لتظلم ، أى : لتعدل ، أشرح لك لا لتنصرف ، أى : لتنتبه.

ملحوظة :

أجاز الفراء العطف بـ (لا) على اسم (لعل) ، كما يعطف بها على اسم (إن) ، فتقول : لعلّ زيدا لا عمرا قائم (١).

(بل)

(بل) حرف إضراب ، ويعنى الإضراب التحول بالحكم ويكون موجبا دائما عن الأول إلى الثانى ، وقد يليها جملة أو مفرد ، فإن وليها جملة فإنها تفيد معنى

__________________

(١) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٢.

٢٧٣

الانتقال ، وتوضح هذا فيما بعد ، وإن وليها مفرد فإنها تكون حرف عطف إضرابى ، ويتبع ما بعدها ما قبلها ضبطا ، نحو : جاء محمد بل محمود ، وما أجاب سعيد بل علىّ ، كلّ من (محمود وعلى) معطوف على (محمد وسعيد) ـ على الترتيب ـ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ويلحظ فى تركيب (بل) العاطفة مفردا على ما سبقها من مفرد السمات الآتية :

أ ـ أن تسبق (بل) بإيجاب أو أمر ، أو نفى أو نهى.

ب ـ أن يكون بين المفردين (الذى يليها والذى يسبقها) تضادّ أو تناقض. وقد يكون التناقض فى استخدام الحكم المذكور ، وقد يكون التناقض فى المخالفة بين المذكورين.

ج ـ أن يصحّ انتقال الحكم الذى يسبقها إلى ما بعدها ، ويصحّ المعنى المقصود لذلك.

يؤتى بـ (بل) فى التركيب العربى إذا ربطت بين مفردين لتجعل ما بعدها موجبا دائما من حيث الحكم السابق عليها ، ويختلفون فى إثبات ما قبلها أو نفيه ، وأرى أنه يكون فى حال نفى دائما ، فإن كان منفيا بقى على حاله من النفى ، وإن كان موجبا أصبح منفيا لإثبات الإيجاب لما بعدها ، أو : سكت عنه ، وهذا الحكم الأخير يكون فى مفهوم كثير من النحاة ، حيث يكون ما قبلها مسكوتا عنه ، أو بمنزلة ما لم يذكر.

فى اجتماع السمات التركيبية السابقة لـ (بل) يكون التوجه المعنوى أو الدلالى على النحو الآتى :

أولا : إذا سبقت (بل) العاطفة بإيجاب أو أمر أفادت معنيين متضامنين : أحدهما يكون لما قبلها ، وهو إزالة الحكم عنه ، وقد ذكرنا أن ما قبلها يكون معناه منفيا معها ، والآخر يكون لما بعدها ، وهو إثبات الحكم له ؛ لأن ما بعدها يكون معناه موجبا.

فتفيد (بل) المسبوقة بإيجاب أو أمر إزالة الحكم عن ما قبلها وإثباته لما بعدها.

٢٧٤

فتقول : ركبت القطار بل السيارة ، والحكم هو الركوب ، فيكون معنى الجملة : عدم ركوبى القطار وركوبى السيارة ، تلحظ أن المعنى السابق لـ (بل) موجب ، وشبه التناقض بين القطار والسيارة ، وأن السيارة يصح أن يحكم عليها بالحكم السابق ، وهو الركوب.

وتقول : انتظر محمدا بل محمودا ، والحكم هو الانتظار ، فيكون المعنى عدم الانتظار لمحمد ، والانتظار لمحمود ، فكلّ منهما يختلف عن الآخر ، كما تلحظ صلاحية الانتظار لمحمود وهو ما بعد (بل).

وتقول : استمعت إلى الدرس بل الخطبة ، الزم الكذب بل الصدق. افتح الحقيبة بل الكتاب. شربت القهوة بل الشاى. حضر الذى نريده بل الذى لا نريدّ.

من النحاة من يرى أن المعنى الذى يسبق (بل) إذا كان موجبا أو أمرا يكون مسكوتا عنه ، أى : لا يسلب حكمه أو لا ينفى ، فيكون بذلك محتملا الإيجاب والنفى ، فإذا قلت : يكتب محمد بل علىّ ، فإن إثبات الكتابة لمحمد يجوز ، ولكنه لعلىّ واجب.

إذن ؛ إذا سبقت (بل) بإيجاب أو أمر فإن تركيبها يكون على ثلاثة معان :

أولها : أن يكون على معنى الغلط ، ويكون باللسان.

ثانيها : أن يكون على معنى النسيان ، ويكون بالجنان.

الثالث : أن يكون على معنى الإضراب ، ويكون بالسكوت عن المعنى الأول إلى الثانى ، وإن كان حقا.

ثانيا : إذا سبقت (بل) العاطفة بنفى أو نهى ـ وهما معنيان سالبان ـ فإن المعنى المفاد من التركيب يؤول على وجهين :

الأول : وأرى أنه الأرجح ؛ أن تؤدى فيه (بل) معنيين متضامنين ، أحدهما يكون لما قبلها ، وهو تقرير حكمه المنفىّ أو المنهىّ عنه ، وقد ذكرنا أن ما قبلها يكون معناه منفيا معها ، فلما كان منفيا فى التركيب بقى على حاله من النفى أو النهى ، والآخر

٢٧٥

يكون لما بعدها ، وهو إثبات نقيض الحكم الأول له ، فيكون بالإيجاب ، وقد ذكرنا أن ما بعدها يجب أن يكون معناه موجبا معها ، وتدرك بذلك أن الاستدراك أو الإضراب كان من الفعل وحده مثبتا دون معنى النفى.

فلذلك تفيد (بل) المسبوقة بنفى أو نهى تقرير ما قبلها ، وإثبات نقيضه لما بعدها.

فتقول : ما وصل الرجل بل ابنه ، فيكون إقرار معنى ما قبل (بل) لأنه منفى ، فيبقى على حاله من النفى ، ويكون نقيضه لما بعدها ، ونقيضه يكون موجبا ، وبذلك يكون الرجل لم يصل ، وإنما وصل ابنه.

وتقول : لا تشرب الشاى بل اللبن ، فيكون عدم الشرب للشاى ، ولكن الشرب يكون للبن.

وتقول : لم أكتب الدرس بل العنوان. ما ركبت السيارة بل القطار. لا تغلق الباب بل النافذة. لا تأكل المشوىّ بل المسلوق. لا أحبّ المملّح من الأسماك بل المشوىّ منها والمقلىّ.

فيكون على المفهوم السابق إثبات للثانى ما وجب للأول ، وتنفيه عنه.

والآخر : أن يكون الاستدراك أو الإضراب عن معنى النفى ، فتثبته مع الفعل للمعطوف ببل ، فإذا قلت : ما جاءنى زيد بل عمرو ، كان التقدير : ما جاءنى زيد بل ما جاءنى عمرو ، وكأنك قصدت أن تثبت نفى المجىء لزيد ، ثم استدركت فأثبتّه لعمرو ، وبذلك تخبر أن عمرا هو الذى لم يجئ دون زيد (١).

(لا) النافية قبل (بل):

قد تذكر (لا) النافية قبل (بل) ، نحو قول الشاعر :

وجهك البدر لا بل الشمس لو

لم يقض للشمس كسفة أو أفول (٢)

__________________

(١) يرجع إلى : المقتصد فى شرح الإيضاح ٢ ـ ٩٤٧.

(٢) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٦٥ / صبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٣ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤٨ / الدرر ، رقم ١٦٣٥. الكسفة : التغير إلى سواد ، الأفول : الغيبوبة ...

٢٧٦

وقول الآخر بعد النفى :

وما هجرتك لا بل زادنى شغفا

هجر وبعد تراخ لا إلى أجل (١)

وقولك : ما نسيت محمدا لا بل محمودا.

ولهم فى (لا) وجهان :

أولهما : أنها زائدة لتوكيد المعنى الناتج من وجود (بل) ، وهو توكيد الإضراب بعد الموجب ، وتوكيد التقرير بعد النفى.

والآخر : أنها لتأسيس معنى غير موجود فيما كان موجبا ، وهو نفى المعنى عن ما قبلها نفيا قاطعا ، فإذا لم تكن موجودة فإن معنى ما قبلها يكون مسكوتا عنه ، ويجوز أن يحدث ، ويجوز ألا يحدث.

__________________

(١) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٦٦ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٣ / الدرر ، رقم ١٦٣٦.

(ما هجرتك) ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. هجر : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير المخاطبة الكاف مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لا) حرف نفى زائد لتأكيد الإعراب مبنى لا محل له من الإعراب. (بل) حرف إضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (زادنى) زاد : فعل ماض مبنى على الفتح. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (شغفا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (هجر) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وبعد تراخ) الواو حرف عطف : مبنى لا محل له من الإعراب. بعد : معطوف على هجر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وتراخ : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (لا إلى أجل) لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أجل : اسم مجرور بعد إلى وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة نعت لتراخ فى محل جر.

٢٧٧

(بل) بعدها جملة :

(بل) حرف إضراب ، والإضراب لا يفارقه ، وقد ذكرنا أنه يكون عاطفا فى المفردات ، فهو يعطف مفردا على مفرد ، لكنه إذا ذكر بعده الجمل فإنه يكون للإضراب وحده ، والإضراب قسمان : إضراب إبطال ، وإضراب انتقال.

يعنى بإضراب الإبطال إبطال الحكم المذكور عن ما يسبق (بل) ، وإثباته لما بعدها ، نحو : جاءنا محمد بل محمود ، حيث إبطال المجىء عن محمد ـ على الوجه الأرجح كما ذكرنا ـ وإثباته لمحمود.

ومنه قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) [البقرة : ١٧٠] ، حيث قولهم يفيد إبطال اتباع ما أنزل الله ، واتباع ما وجدوا عليه آباءهم ، فأفادت (بل) إضراب الإبطال.

ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) [الأنبياء : ٢٦](١).

(أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ)(٢) [المؤمنون : ٧٠].

ومنهم من يرى أن الإضراب الإبطالى لا يكون فى القرآن الكريم ، ويؤولون (بل) فيما ذكر للإضراب الانتقالى ، إذ الإخبار بصدور ذلك منهم ثابت لا يتطرّق إليه الإبطال (٣).

__________________

(١) (قالوا فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (اتخذ الرحمن ولدا) اتخذ : فعل ماض مبنى على الفتح. الرحمن : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. ولدا : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (سبحانه) سبحان :منصوب على المصدرية لفعل محذوف ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر مضاف إليه. والجملة اعتراضية للتعظيم لا محل لها من الإعراب. (بل) حرف إضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (عباد) خبر المبتدإ محذوف تقديره : هم ، مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مكرمون) نعت لعباد مرفوع ، علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) (به جنة) جملة اسمية من خبر مقدم شبه جملة ومبتدأ مؤخر مرفوع ، وهى فى محل نصب مقول القول.

(٣) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٣.

٢٧٨

أما إضراب الانتقال فيعنى به الانتقال بواسطة (بل) عن ما قبلها إلى ما بعدها ، من ذلك قوله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ) [النساء : ١٥٥] ، فـ (بل) تفيد الإضراب الانتقالى من المعنى السابق إلى المعنى اللاحق بها ، ولا يراد بالإضراب الإبطال.

وقوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) [الأعراف : ٨١](١) ، حيث أفادت (بل) الإضراب الانتقالى من المعنى السابق إلى اللاحق بها.

ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) [المائدة : ١٨]. وقوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ) [البقرة : ١٥٤](٢).

__________________

(١) (إنكم) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل نصب ، اسم إن (لتأتون) اللام : لام التوكيد أو الابتداء أو اللام المزحلقة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. تأتون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (الرجال) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (شهوة) مصدر واقع موقع الحال منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : مشتهين. أو : نائب عن المفعول المطلق ، حيث إنه يؤكد تأتون ، وهو فيه معنى الاشتهاء. أو مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من دون النساء) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. دون : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، والنساء : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لشهوة ، أو متعلقة بنعت محذوف. (بل) حرف إضراب انتقالى مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (قوم) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مسرفون) نعت لقوم مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) (لا تَقُولُوا) لا : حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. تقولوا : فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لِمَنْ يُقْتَلُ) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. من : اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر باللام. يقتل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وشبه الجملة متعلقة بالقول. (فِي سَبِيلِ اللهِ) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سبيل : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ولفظ الجلالة الله مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالقتل. (أموات) خبر لمبتدإ محذوف تقديره هم : مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (بل) حرف إضراب انتقالى مبنى لا محل له من الإعراب. (أحياء) خبر لمبتدأ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٧٩

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) [الأعلى : ١٤ ، ١٦]. (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) [المؤمنون : ٦٢ ، ٦٣](١).

فى قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ..) [السجدة : ٢ ، ٣] ... تفيد (أم) معنى الإضراب الانتقالى عن ما قبلها ، وتفيد (بل) إضراب إبطال لما هو مذكور قبلها من (افتراه) ، حيث يبطل بها الافتراء السابق عليها بالمعنى اللاحق بها (هو الحقّ).

ملحوظة :

إذا قلت : ما زيد قائما بل قاعد ، برفع (قاعد) ؛ فإن (بل) لا يكون حرف عطف ، لكنه يكون حرف إضراب ، ويعرب (قاعد) المرفوع خبرا لمبتدإ محذوف ، تقديره : هو ، وذلك لأنه يمتنع فى هذا التركيب العطف على اللفظ لانتقاض نفي (ما) بـ (بل) ، كما يمتنع العطف على المحل لزوال الابتداء بدخول الناسخ ، فلزم الرفع على الخبرية.

__________________

(١) (لدينا) لدى : ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، وهو مضاف وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (كتاب) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ينطق) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لكتاب. (بالحق) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الحق : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. أو متعلقة بحال محذوفة.

(وهم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. هم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (لا يظلمون) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. يظلمون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (بل) حرف إضراب انتقالى مبنى لا محل له من الإعراب. (قلوبهم) قلوب : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (فى غمرة) فى :حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. غمرة : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. (من هذا) من : حرف جر مبنى مبنى لا محل له من الإعراب. هذا اسم إشارة مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة متعلقة بغمرة. أو فى محل جر نعت لغمرة.

٢٨٠