النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

ومنه أن تقول : أهوى النحو صعب أو سهل. نحترم أستاذنا حضر أو غاب. نخلص لوطننا عشنا فيه أو بعدنا عنه.

ومنه ما أورده سيبويه من قول الشاعر :

فلست أبالى بعد يوم مطرّف

حتوف المنايا أكثرت أو أقلّت (١)

حيث (حتوف) مفعول به لأبالى ، وتكون الجملة الفعلية (أكثرت) فى محلّ نصب ، حال ، وقد عطف عليها (أقلت) بحرف العطف (أو) ، ويقدر فى الجملة الحالية حرف الشرط ، كأنه قال : إن أكثرت أو أقلت.

ومثله قول زياد بن زيد العذرى :

إذا ما انتهى علمى تناهيّت عنده

أطال فأملى أو تناهى فأقصرا (٢)

ثانيا : الإخبار عن المتعاطفين بـ (أو):

لما كانت (أو) لأحد الشيئين كان العائد كذلك على أحدهما ، ولا يجوز أن يكون عليهما معا ، فتقول إن جاد محمود أو علىّ أكرمته ، بضمير الغائب المفرد ، وليس المثنى.

وعندئذ يجوز لك أن تراعى الأول فتقول : محمد أو سعاد منطلق ، كما يجوز أن تراعى الثانى فتقول : محمد أو سعاد منطلقة.

ومن مراعاة الطرف الأول لـ (أو) قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) [الجمعة : ١١] ، أى : انفضوا إلى التجارة ، وهى المعطوف عليه.

ومن مراعاة الثانى قوله تعالى : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) [البقرة : ٢٧٠] ، أى : يعلم النذر.

لهذا فإن (أو) تكون مقتضية لأحد الشيئين.

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٨٥ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢١٠. إضافة الحتوف إلى المنايا للتوكيد.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١٨٥ / المقتضب ٣ ـ ٣٠٢ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢١٠. أملى : أمهل. من الزمن الطويل.

٢٤١

أما قوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) [النساء : ١٣٥] ففيه الضمير العائد على المشتركين بـ (أو) مثنى ، وهو (هما) فى (بهما) ، ولهم ، وفيه تأويلات أظهرها (١) :

أ ـ أن يكون الضمير عائدا على جنسى الغنى والفقير ، لا عليهما ، فيكون التقدير : إن يكن المشهور عليه غنيا أو فقيرا فليشهد عليه ، فالله أولى بجنسى الغنى والفقير.

ب ـ أن تكون (أو) للتفصيل. فيكون الضمير عائدا على المشهود له والمشهود عليه معا.

ج ـ أن الضمير يعود على محذوف مثنى ، والتقدير : إن يكن الخصمان غنيا أو فقيرا ، فالله أولى بهما.

د ـ أن تكون بمعنى الواو ، وهو ضعيف.

(أم)

تربط بين شيئين أو أشياء عطف نسق.

وتأتى فى الجملة العربية على قسمين : متصلة ومنقطعة ، والضابط لهما هو العلاقة المعنوية لما بعدها بما قبلها ، من حيث التداخل والاتصال ، والانقطاع والانفصال.

(أم) المتصلة :

تعطف بين شيئين لا يستغنى أحدهما عن الآخر ، ولا يجوز أن يذكر أحدهما دون الآخر. فهى على معنى (أيهما) أو (أيهم) ، ولا تكون (أى).

إلا فى تركيب يتضمن أكثر من واحد ، وتقدير (أم) المتصلة بـ (أى) يجعلها تقدر مع الهمزة بمفرد.

__________________

(١) ينظر : الدر المصون ٢ ـ ٤٤٠.

٢٤٢

كما أنه يجب إضافتها ـ لفظيا أو معنويا ـ إلى ما يدل على أكثر من واحد ، فتقول : أىّ الدرسين فهمت؟ واقرأ أىّ الدرسين تهوى. وإن قلت : كافئ أىّ طالب ، فتقديره : أى طالب من الطلاب ، أى : أىّ الطلاب. فهى تشارك بـ (أو) و (إما) فى أنها لأحد الشيئين ، وتفارقهما فى الغرض من الاستفهام ، فالسائل بـ (أو) و (إمّا) غير عالم بثبوت أحد الأمرين ، أما السائل بـ (أم) فإنه عالم بثبوت أحدهما ، والمراد من السؤال بها تعيين أحدهما.

وتسمى (أم) المتصلة بالمعادلة ، حيث تعادل بين المعطوفين فى التسوية ، أو : تعدل بينهما فى الاستفهام ، إن سبقها استفهام ، أو أنها تعادل همزة الاستفهام.

ومن النحاة ـ على رأسهم أبو عبيدة والنحاس ـ من يجعل (أم) بمعنى الهمزة ، فإذا قلت أقائم زيد أم عمرو ؛ كان التقدير : أعمرو قائم.

وتركيب (أم) المتصلة ـ بصفة عامة ـ تلحظ فيه :

أ ـ أن (أم) يجب أن تسبق بهمزة مذكورة أو مقدرة ، تفيد معنى التسوية.

ب ـ يذكر أحد المعطوفين ، أو أحد المعدولين قبل (أم) وبعد الهمزة ، والآخر بعد (أم).

ج ـ أن يكون السائل عالما بأحد المعطوفين دون تعيين.

د ـ ألا يعطف بها إلا مفرد على مفرد ، إما اسمان متعلقان بحكم واحد ، نحو : أمحمد عندك أم محمود؟ ، وإما فعلان منسوبان إلى فاعل واحد ، نحو : أأذّن أم أقام؟

ه ـ قد يفصل بينها وبين المعطوف عليه ، وهو كثير ، كما هو فى المثل السابق ، وكأن تقول : أزيدا لقيت أم عمرا؟

وقد لا يفصل بينهما ، كأن تقول : أعندك محمد أم محمود؟ ألقيت زيدا أم عمرا؟

٢٤٣

و ـ تأتى (أم) المتصلة بسماتها التركيبية السابقة فى صورتين من حيث المعنى وبعض الخصائص التركيبية ، وذلك على النحو الآتى :

الصورة الأولى : يفيد التركيب معها ما يفيد التسوية الإخبارية بين متعادلين فى الإخبار ، وخصائص هذا التركيب :

ـ أن تسبق الهمزة و (أم) بما يفيد التسوية من لفظ (سواء) ، وقد تسبق بألفاظ أخرى تدل مع الهمزة وأم على التعادل ، من نحو : ما أبالى ، ما أدرى ، لا أبالى ، لا أدرى ، ليت شعرى ، لا يحضرنى ، لا يهمنى ، لا يعنينى ...

ـ تربط بين جملتين ، يكون كل منها فى تأويل مصدر مع الهمزة أو (أم).

ـ الجملة الأولى منهما تتضمن الهمزة ـ ذكرا أو تقديرا ـ.

ـ الجملة الثانية منهما تسبق بـ (أم) المتصلة المعادلة.

ـ لا تحتاج إلى جواب ؛ لأن الهمزة ـ حينئذ ـ لا تكون استفهاما ، وإنما تكون معادلة فقط ، فهو خبر ليس على الاستفهام الحقيقى.

ـ الكلام معها يحتمل التصديق والتكذيب.

ـ الهمزة تفيد التسوية حيث تسوى ما بعد أم بما قبلها فى إرادة الحكم المتضمن من التركيب.

مثال ذلك قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٦] ، والتقدير : سواء عليهم الإنذار وعدمه ، فتكون (سواء) مبتدأ مرفوعا ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، خبر مقدم. أو : يكون (سواء) خبرا مقدما ، والمصدر مبتدأ مؤخرا. والتقدير : الإنذار وعدمه سواء.

ومنه : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [المنافقون : ٦] ، (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) [إبراهيم : ٢١]. (سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) [الشعراء : ١٣٦] والتقدير على الترتيب : سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه ، سواء علينا جزعنا وصبرنا ، سواء علينا الوعظ وعدمه.

٢٤٤

وتربط (أم) المتصلة بين جملتين اسميتين ، كما هو قول الشاعر :

ولست أبالى بعد فقدى مالكا

أموتى ناء أم هو الآن واقع (١)

والتقدير : لست أبالى نأى الموت ووقوعه ، وتلحظ أن المعادلة بين جملتين اسميتين.

يذكر أن (أم) إذا عادلت بين جملتين فى التسوية فيكون ما بعدها فعلية ، ولكن الأخفش أجاز الاسمية قياسا على الفعلية ، وقد ورد ما بعدها اسمية فى قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) [الأعراف : ١٩٣]. والتقدير :سواء عليكم الدعوة والصمت ، وقد ربطت (أم) بين جملتين مختلفتى النوع ، وكانت الجملة التى بعدها اسمية.

وقد عادلت بين مفرد وجملة فى قول الشاعر :

سواء عليك النّفر أم بتّ ليلة

بأهل القباب من عمير بن عامر (٢)

__________________

(١) شرح ابن الناظم ٥٢٨ / العينى ٤ ـ ١٣٦ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤٢ / الدرر ، رقم ١٦٠٧.

(لست) ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (أبالى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر ليس. (بعد فقدى مالكا) بعد : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. وفقد : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها الحركة المناسبة لضمير المتكلم. وشبه الجملة متعلقة بأبالى. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه فقد. مالكا : مفعول به للمصدر فقد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أموتى ناء) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. موت : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل ، بالحركة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه. ناء : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والجملة معلقة لأبالى فى محل نصب مفعوليه ، لأنه قريب من الفعل القلبى. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (هو الآن واقع) هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدإ. الآن : ظرف زمان متعلق بواقع مبنى على الفتح فى محل نصب. واقع : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب بالعطف على قبلها.

(٢) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٠.

(سواء عليك النفر) سواء : خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. على حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بسواء. النفر : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (بت ليلة) بات : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع

٢٤٥

حيث عادلت (أم) بين المفرد (النفر) والجملة الفعلية (بتّ ليلة)

وجاءت (أم) فى قوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً) [الجن : ٢٥](١).

ملحوظة :

ـ إذا كان المتعادلان لا يتضمنان همزة الاستفهام المعادلة فإن الرابط بين المتعادلين يكون الواو ، من ذلك قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) [الرعد : ١٠]. (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) [الحج : ٢٥]. (سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) [الجاثية : ٢١].

الصورة الأخرى : يفيد تركيبها الاستفهام عن أمرين متعادلين فى إرادة الاستفهام. ومن خصائص هذا التركيب :

__________________

بالعطف على النفر. ليلة : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بأهل القباب) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، والقباب :مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالبيت. (من عمير) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. عمير : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من أهل. (ابن عامر) ابن : بدل أو نعت أو عطف بيان لعمير مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وعامر : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) (قل) فعل أمر مبنى على السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (إن) حرف نفى مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أقريب) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب.

قريب : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو خبر مقدم. (ما توعدون) ما : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل سد مسد الخبر ، أو سد مسد مبتدإ مؤخر. توعدون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وفيه ضمير محذوف مفعول به هو العائد. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تجعل ما مصدرية حرفا لا محل له من الإعراب. ويكون المصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدإ مؤخر. والجملة الفعلية فى محل نصب مفعولى أدرى : (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (يجعل له ربى) يجعل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بيجعل. رب : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة رفعه الضمة. والجملة الأسمية فى محل نصب بالعطف على سابقتها.

٢٤٦

ـ لا يتضمن ما يدل على التسوية من ألفاظ.

ـ يتصدر بالهمزة التى تفيد الاستفهام الصريح أو الحقيقى.

ـ تربط ـ غالبا ـ بين مفردين يشتركان فى حكم واحد يذكر مع أحدهما.

ـ تذكر (أم) بين المتعادلين فى إرادة الاستفهام.

ـ الكلام معها لا يحتمل التصديق والتكذيب.

ـ يحتاج هذا التركيب إلى جواب.

ـ يطلب بالهمزة وب (أم) التعيين ، أى : أى : تعيين أحد المعادلين المستفهم عنهما.

فمبنى الكلام فى هذا التركيب على أن السؤال عما قبلها مثل ما هو على ما بعدها ، ومن هنا كان الجواب عليها بتعيين أحد الأشياء المسؤول عنها ، فإذا قلت : أزيد فى الدار أم عمرو؟ كانت الإجابة : زيد ، أو عمرو ، بتعيين أحدهما.

ـ يلحظ أن فصلها مما عطفت عليه أكثر من وصلها.

ومنه قوله تعالى : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها) [النازعات : ٢٧] ، حيث المعادلة فى إرادة الاستفهام بين الضمير (أنتم) و (السماء).

ومنه : (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) [الواقعة : ٦٩]. (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان : ٣٧]. (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) [الصافات : ٦٢](١).

(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا) [الصافات : ١١](٢). (أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ

__________________

(١) (نزلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) (استفهم) استفت : فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر ، تقديره : أنت. وضمير الغائبين هم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أَهُمْ أَشَدُّ) الهمزة حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. هم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. أشد : خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة فى محل نصب بنزع الخافض. أو متعلقة مع الجار المقدر بالاستفتاء. (خلقا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (من خلقنا) من :اسم موصول مبنى فى محل رفع بالعطف على هم. خلق : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير

٢٤٧

أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف : ٣٩]. (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) [الأنعام : ١٣٠ ، ١٤٣](١). (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) [البقرة : ١٤٠]. (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) [الواقعة : ٥٩] ، والمعادلة فى الاستفهام والحكم بين الضميرين (أنتم ، نحن).

وفى قوله : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩](٢) تكون المعادلة بين (قريب وبعيد) فى إرادة الاستفهام ، فذكر أحدهما بعد همزة الاستفهام ، والآخر ذكر بعد (أم) ، فجاز تأخر (ما توعدون) ، ويلحظ وصل (أم) بما عطفت عليه ، وهو (قريب) ، و (ما) اسم موصول مبنى يجوز أن يكون مبتدأ مؤخرا خبره المقدم (قريب) ، ويجوز أن يكون فاعلا لقريب.

ومنه قول المثقّب العبدى :

وما أدرى إذا يمّمت أرضا

أريد الخير أيّهما يلينى

أألخير الذى أنا أبتغيه

أم الشرّ الذى هو يبتغينى (٣)

__________________

المتكلمين نا مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول. أو الاسم الموصول مبتدأ ، خبره محذوف دال عليه ما سبق.

(١) (آلذكرين) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الذكرين : مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى. (حرم) فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.

(أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (الأنثيين) معطوف على الذكرين منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى.

(٢) (إن) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أَقَرِيبٌ) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. قريب : خبر مقدم أو مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة (أَمْ بَعِيدٌ) أم : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. بعيد : معطوف على قريب ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ما تُوعَدُونَ) ما :حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. توعدون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون مبنى للمجهول ، واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع نائب فاعل. والمصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل سد مسد المبتدإ المؤخر أو الخبر. ويجوز أن تجعل (ما) اسما موصولا سد مسد المبتدإ أو الخبر. وجملة توعدون صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، وفيها ضمير محذوف عائد تقديره : توعدون به. ويجوز أن تجعلها قضية تنازع ، حيث تنازع كل من قريب وبعيد الاسم الموصول ما ، أو المصدر وعدكم.

(٣) شرح ابن يعيش ٩ ـ ١٣٨ / المساعد على التسهيل على الفوائد ٢ ـ ٤٥٤ ، ٤٥٥.

٢٤٨

وتلحظ أن (أم) وما قبلها من همزة الاستفهام وما فى حيزهما تمثل تفسيرا وتفصيلا لقوله : (أيهما يلينى) ، مما يدلّ على أن (أيّا) تقع موقع (أم) والهمزة.

إن كان الشكّ فى الجملتين ولم يشتركا فى أحد الركنين وجب ذكرهما جميعا ، وتذكر كلّ جملة فى الموضع الذى كان موضع المفرد ، كقولك : أقام زيد أم قعد عمرو؟ ، ولا تميز (أم) المتصلة هذه عن المنقطعة إلا بالقصد ؛ لاحتمال الأمرين جميعا فى كلّ مواضعها ، وأما المنقطعة ، فإنها تكون كالإضراب عن الجملة المقدمة استفهامية كانت أم خبرية ، ففى الجملة السابقة باحتساب (أم) متصلة يكون التقدير : أحدت أيّهما؟

__________________

(ما أدرى) ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أدرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية متعلق بأدرى المقدر. (يممت) يمم : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة فى محل جر بالإضافة إلى إذا. (أرضا) : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق. (أريد الخير) أريد : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. الخير : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (أيهما يلينى) أى : اسم استفهام مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير الغائبين هما مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. يلى :فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره :هو. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ والجملة الاسمية أيهما يلينى فى محل نصب مفعولى أدرى. والاستفهام معلق لعمله. (أألخير) الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. الخير : بدل من اسم الاستفهام أى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الذى أنا أبتغيه) الذى : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت للخير. أنا : ضمير منفصل بارز مبنى فى محل رفع مبتدأ. أبتغى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (الشر) معطوف على الخير مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت للشر .. (هو يبتغينى) هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. يبتغينى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدأ. والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

٢٤٩

ومثله قول بن ثابت :

ما أبالى أنبّ بالحزن تيس

أم جفانى بظهر غيب لئيم (١)

والتقدير : ما أبالى بنبيب التيس ولا بجفاء اللئيم ، أى : ما أبالى بأحدهما.

وأما قول زهير بن أبى سلمى :

وما أدرى ولست إخال أدرى

أقوم آل حصن أم نساء (٢)

__________________

(١) ديوانه ٤٣٤ / الكتاب ٣ ـ ١٨١ / الأعلم ١ ـ ٤٨٨ / المقتضب ٣ ـ ٢٩٨ / الأمالى الشجرية ٢ ـ ٣٣٤ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢٠٩ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٥ / العينى ٤ ـ ١٣٥ / الخزانة ٤ ـ ٤٦١.

نبيب التيس : صوته عند هياجه ، الحزن : بفتح الحاء ما غلظ من الأرض.

(ما أبالى) ما حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أبالى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (أنبّ بالحزن تيس) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. نب : فعل ماض مبنى على الفتح. الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الحزن : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بنب. تيس : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب مفعولى أبالى. والاستفهام معلق لأنه قريب من أفعال القلوب. (أم) حرف مبنى لا محل له من الإعراب (جفانى) جفا : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهورها التعذر. والنون : حرف وقاية مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على جملة (نب تيس). (بظهر غيب) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ظهر : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وغيب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بجفا. (لئيم) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على سابقتها.

(٢) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٠ / الدرر ، رقم ٥٩٩ ...

(ما أدرى) ما : حرف نفى لا محل له من الإعراب. أدرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (ولست إخال) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وتاء المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. إخال : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره :أنا. والجملة الفعلية إخال فى محل نصب ، خبر ليس. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية سدت مسد مفعولى إخال فى محل نصب. (أقوم) الهمزة حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. قوم : خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (آل حصن) آل : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وحصن : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى أدرى ، والفعل معلق بالاستفهام. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (نساء) معطوف على قوم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٥٠

حيث المعادلة فى الاستفهام بين (قوم ونساء) ، فمنهم من يجعل المتعاطفين جملتين ، والتقدير : أم هم نساء ، حيث يكون (أدرى) فعلا معلقا ، والتعليق لا يكون إلا عن جملة وهى التى بعد الهمزة. ولكن يردّ على ذلك بأن المعلق عنه مجموع الكلام.

تقول : أفى الدار جلست أم فى السوق؟ أى : أين جلست من هذين المكانين؟

وتقول : أيوم السبت جئت أم يوم الأحد؟ أى : متى جئت من هذين اليومين؟

وتقول : أصحيح زيد أم مريض؟ أى : كيف زيد من هاتين الصفتين؟ وتقول. أزيد قام أم عمرو؟ (١).

وقد يلى همزة الاستفهام حرف العطف (الفاء) ، من ذلك : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الملك : ٢٢](٢) ، المعادلة بأم والهمزة بين الاسمين الموصولين (من يمشى مكبا ، من يمشى على صراط) ، فالثانى معطوف على الأول.

ومنه : (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) [فصلت : ٤٠](٣).

__________________

(١) البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٤٩.

(٢) (أفمن) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الفاء حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. من اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (يمشى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (مكبا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (على وجهه) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وجه : اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالكب. (أهدى) خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (أم) حرف عطف مبنى على السكون لا محل له من من الإعراب. (من يمشى) من : اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع بالعطف على من الأولى. يمشى : فعل مضارع ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (على صراط) على حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. صراط : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة ، شبه الجملة متعلقة بالمشى. (مستقيم) نعت لصراط مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٣) (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (خير) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع بالعطف على من الأولى. (آمنا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

٢٥١

وتلحظ المعادلة بين الفعلين فى قوله تعالى : (أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) [النحل : ٥٩] حيث المعادلة بين الفعلين (يمسك) ، و (يدس).

ولتلحظ قوله تعالى : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) [النور : ٥٠](١). لتجد أن الاستفهام وقع على ثلاثة ، فتكررت (أم) لتذكر قبل كلّ معادل.

وقد تعدل (أم) فى مثل هذا التركيب بين جملتين ليستا فى تأويل المفردين ، من ذلك قول زياد بن حمل :

فقمت للطّيف مرتاعا فأرّقنى

فقلت أهى سرت أم عادنى حلم (٢)

حيث ربطت (أم) بين الجملتين (هى سرت) ، و (عادنى حلم) ، وجمهور النحاة يجعلون الأولى فعلية بتقدير فعل محذوف يفسره المذكور ، حيث تكون همزة

__________________

(١) (فى قلوبهم) شبه جملة فى محل رفع خبر مقدم. (مرض) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(أن يحيف الله) مصدر مؤول فى محل نصب ، مفعول به.

(٢) الخصائص ١ ـ ٣٠٥ / ٢ ـ ٣٣٠ / ابن يعيش ٧ ـ ١٣٩ / ضياء السالك رقم ٤١٨ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠١ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤٣ / الدرر ، رقم ١٦٠٨.

الطيف : المقصود بها خيال المحبوبة ، المرتاع : الخائف ، أرقنى : أسهرنى ، سرت : سارت ليلا ، عادنى : جاءنى. حلم (بضمتين) : ما يراه النائم. (قمت) قام : فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (للطيف) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الطيف : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالقيام. (مرتاعا) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. (فأرقنى) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أرق : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب مفعول به. فقلت : الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قال : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع فاعل. (أهى) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. هى : ضمير مبنى فى محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور ، والتقدير : أسرت :. والجملة فى محل نصب مقول القول. (سرت) فعل ماض وحرف تأنيث مبنى ر الفاعل ضمير مستتر تقديره : هى ، والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب. (عادنى حلم) عاد : فعل ماض مبنى على الفتح. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. حلم فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية. فى محل نصب بالعطف على مقول القول.

٢٥٢

الاستفهام بالفعل أولى. ويؤول النحاة ما عادلت بينهما (أم) بمفردين ، والتقدير : أى هذين.

وكذلك قول الأسود بن يعفر التميمى :

لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا

شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر (١)

وقد ربطت (أم) بين جملتين اسميتين (شعيث ابن سهم) ، و (شعيث ابن منقر) ، على أن شعيثا فى الموضعين مبتدأ ؛ لأن كلا منهما اسم حىّ ، أو اسم قبيلة ، والأول أرجح ، أما ابن فهو خبره ؛ لأن سهما ومنقرا اسما قبيلتين ، فيكون الاختلاف بين ركنى المتعاطفين يجعلهما جملتين.

وتلحظ حذف همزة الاستفهام ، حيث الأصل : أشعيث.

قد تقدر الهمزة قبل المعادل الأول ، كما هو فى القول السابق ، وكما جاء عند المتنبى فى قوله :

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٧٥ / الأعلم ١ ـ ٤٨٥ / المقتضب ٣ ـ ٢٩٤ / المحتسب ١ ـ ٥٠ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠١ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤٣ / الدرر ، رقم ١٦٠٩.

والمعنى : لا أدرى أى النسبين هو الصحيح ، أنسب شعيث ابن سهم ، أم شعيث بن منقر. (لعمرك) اللام : لام الابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب. عمر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف واجبا تقديره : قسمى. وهو مضاف وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه (ما أدرى) ما حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أدرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (وإن) الواو : اعتراضية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. ويجوز أن تجعل الواو للحال ، وإن زائدة. (كنت داريا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، اسم كان. داريا : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. فإن كانت الواو اعتراضية عاطفة فجملة جواب الشرط محذوفة ، ويكون التركيب الشرطى معطوفا على محذوف ، والتقدير : إن كنت غير دار وإن كنت داريا. وهذه هى الواو الفصيحة. وإن جعلت الواو للحال فالجملة تكون فى محل نصب حال. (شعيث ابن سهم) شعيث : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. ابن خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وسهم : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى أدرى. وهو معلق بالاستفهام المقدر. (أم) حرف عطف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (شعيث ابن منقر) شعيث : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ابن : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، ومنقر : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة فى محل نصب بالعطف على سابقتها.

٢٥٣

أحاد أم سداس فى أحاد

لييلتنا المنوطة بالتناد

حيث تقدر (أم) متصلة ؛ لأنه استطال الليل فشكّ أليلة واحدة هى أم ستّ ليال اجتمعت فى واحدة؟ ، فطلب التعيين ، ويكون ذلك على حذف الهمزة المعادلة قبل (أحاد) ، وتكون (لييلتنا) مبتدأ مؤخرا ؛ فهى المسئول عنه ، وخبره (أحاد) ، ويجوز أن تقدر الهمزة قبل المبتدإ.

ومثله قول عمر بن أبى ربيعة :

لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان (١)

والتقدير : أبسبع أم بثمان.

__________________

(١) ينظر : ديوانه ٢٥٨ / الكتاب ٣ ـ ١٧٥ / المقتضب ٣ ـ ٣٩٤ / المحتسب ١ ـ ٥٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٤ / شرح الجمل لابن عصفور ١ ـ ٢٣٨ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٥١ / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٥٥ / الدرر ، رقم ١٦١٠.

(لعمرك) اللام : لام القسم حرف مبنى لا محل له من الإعراب. عمر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره محذوف وجوبا ، تقديره : قسمى. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر ، مضاف إلى عمر. (ما أدرى) ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أدرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (وإن) الواو : واو الإبتداء أو واو الحال ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وإن : حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (كنت داريا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المخاطب التاء مبنى فى محل رفع ، اسم كان. داريا : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة فى محل نصب الحالية. ويجوز أن تجعل الواو عاطفة فصيحة ، محل نصب بالعطف على سابقتها. (أمدا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وتكون إن شرطية ، والتركيب الشرطى يكون معطوفا على مقدر ، والتقدير : ما أدرى إن كنت غير دار وإن كنت داريا. (بسبع) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سبع : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة برمى. وتلحظ أن قبل شبه الجملة همزة استفهام مقدرة. أى : أبسبع. (رمين) رمى : فعل ماض مبنى على السكون. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب مفعولى أدرى. (الجمر) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (بثمان) جار ومجرور ، وشبه الجملة معطوفة على شبه الجملة بسبع. والفعل أدرى متعلق بالاستفهام المقدر.

٢٥٤

وقول كثير عزة :

فلا تعجلى يا مىّ أن تتبيّنى

بنصح أتى الواشون أم بخبول (١)

أى : أبنصح أتى الواشون أم بخبول ...

تنبيه مهم :

يسمع العطف بـ (أو) بعد الهمزة لدى بعض المتحدثين ، ولكن يجب أن ينظر فى حديثه كما يأتى :

ـ إذا كان قبل الهمزة ما يفيد التسوية فإنه لا يجوز العطف إلا بـ (أم) ؛ لأنه حرف العطف الذى يفيد المعادلة ، وما عدا ذلك فهو على غير القياس.

ـ إذا كانت الهمزة للاستفهام الحقيقى فإن حرف العطف القياسى الذى يذكر بعدها يكون (أم) ، حتى يتحقق التعادل فى إرادة الاستفهام عما قبل (أم) وعما بعدها.

وبعض النحاة يجيز العطف بـ (أو) بعد همزة الاستفهام الحقيقى التى يكون فيها معنى المعادلة ، ويكون الجواب بـ (نعم) أو (لا) ، وليس التعيين ، لأنك إذا قلت : أزيد عندك أم عمرو؟ فإنه يعنى : أأحدهما عندك أم لا؟ فيكون الجواب بتعيين الوجود أو عدم الوجود ، أى : نعم ، أو : لا.

__________________

(١) ديوانه ٢ ـ ٢٤٩ / شواهد القالى ٢ ـ ٦٣ / شرح ابن الناظم ٥٣١ / العينى ٤ ـ ١٤١.

(لا تعجلى) لا : حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. تعجلى : فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون. وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (يامى) يا : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. مى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (أن تتبينى) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب .. تتبينى : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون. وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به ، أو منصوب على نزع الخافض. (بنصح) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. نصح : اسم مجرور بعد الباء وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب حال ، ويجوز أن تكون متعلقة بالإتيان. (أتى الواشون). أتى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. الواشون : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مفعول به. (أم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (بخبول) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. خبول : اسم مجرور بعد الباء وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب بالعطف على شبه الجملة بنصح.

٢٥٥

وإن أجبت بالتعين فقلت : زيد ، أو عمرو ، فإنه يكون صحيحا على أنه الجواب على السؤال المذكور وزيادة. وتكون خطوات الإجابة والتساؤل حتى كان هذا التعيين كما يأتى : «أزيد عندك أم عمرو؟ أى : أأحدهما عندك أم لا؟ فيجاب : نعم. فيكون سؤال آخر ، وهو : من عندك منهما؟ فيكون الجواب : زيد ، أو يكون : عمرو. فالإجابة بالتعيين يغنى عن الإجابة عن السؤال الأول ، ولفظ السؤال الثانى (١).

ـ إذا كان الاستفهام بغير الهمزة عطف بـ (أو) ، نحو قوله تعالى : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) [مريم : ٩٨](٢).

وقد تكون (هل) بمعنى الهمزة ، فيعطف بـ (أم) بعدها ، كحديث : هل تزوّجت بكرا أم ثيّبا.

وقد تكون (أم) بمعنى الهمزة فيستفهم بها ، نحو : أم ضربت زيدا؟ أى : أضربت زيدا (٣).

(أم) المنقطعة :

وهى التى ينقطع ما بعدها عما قبلها معنويا ، فهى مستقلّة. ومن خصائص تركيب (أم) المنقطعة :

أ ـ لا تسبق بهمزة ، سواء أكانت للتسوية أم الاستفهام المعادل الطالب للتعيين.

__________________

(١) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٤٣.

(٢) (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (تحس) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (منهم) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة فى محل نصب حال من أحد. (من أحد) من : حرف جر زائد مؤكد مبنى لا محل له من الإعراب. أحد : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (تسمع) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة الفعلية معطوفة على جملة تحس. (لهم) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر باللام ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من ركز. (ركزا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٣.

٢٥٦

ب ـ لا تقع إلا بين جملتين مستقلتين ، ولذلك فهى حرف ابتدائى لا يذكر بعده إلا جملة.

ج ـ معناها الإضراب ، ولذا يجوز أن يوضع موضعها (بل) ، وهو معنى لا يفارقها.

د ـ لذلك فإنها لا تكون عاطفة عند الجمهور.

ه ـ تقدر (أم) المنقطعة عند الجمهور بـ (بل) والهمزة (١) ، وعند بعضهم بـ (بل) وحدها ، وأرى أنها تقدر بـ (بل) الإضرابية وحرف الاستفهام المذكور ، فإن لم يوجد فالتقدير بـ (بل) وهمزة الاستفهام.

و ـ تكون (أم) منقطعة بالضرورة إذا كان ما بعدها نقيض ما قبلها.

تكون (أم) منقطعة فى التراكيب الآتية (٢) :

١ ـ أن تقع بعد الخبر ، نحو : حضر علىّ ، أم غاب محمود.

٢ ـ استفهام بغير الهمزة ، نحو : هل كتبت الدرس ، أم فهمته؟

٣ ـ أن يكون ما بعدها نقيض ما قبلها ، نحو : أحضر محمود أم لم يحضر؟

٤ ـ أن يتكرر خبر ما قبلها فيما بعدها ، نحو أعندك زيد ، أم عندك عمرو؟

حيث التقدير : بل عندك عمرو.

٥ ـ أن تكون الجملتان مختلفتين معنى فى محتوييهما ، نحو : أزيد فى الدار أم خلفك عمرو؟

وتركيب (أم) المنقطعة يأتى فى عدة صور ، هى :

ـ قد تسبق بالأسلوب الخبرى ، فتجرد عن الاستفهام ، كما هو فى

قوله ـ تعالى ـ : (تَنْزِيلُ)(٣) الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ [السجدة : ٢ ، ٣]. حيث تكون (أم) منقطعة والإضراب بها انتقال.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٧٢ وما بعدها.

(٢) ينظر : البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٥٠.

(٣) فى موقع (تنزيل) أوجه : ـ أ ـ أن يكون خبرا لما سبق (ألم).

ب ـ أنه مبتدأ خبره شبه جملة (من رب) ، أو جملة (لا ريب).

ج ـ أنه خبر مبتدإ مضمر.

٢٥٧

ومنه قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١٤](١). (أم) للإضراب الانتقالى من خبر إلى خبر ، فتقدر بـ (بل) الإضرابية والهمزة للتقرير ، والتقدير : بل أحسبتم.

وإذا جعلتها متصلة فإنه لا بد من تقدير جملة محذوفة سابقة عليها ، ويفصل ذلك فى مثلها لا حقا.

ومنهم من يجعل (أم) فى مثل هذا الموضع مقدرة بـ (بل) وحدها ، ويجعلون من ذلك قول الشاعر :

بدت مثل قرن الشمس فى رونق الضّحى

وصورتها أم أنت فى العين أملح (٢)

__________________

(١) (أم) حرف إضراب انتقالى مبنى لا محل له من الإعراب. (حسبتم) حسب : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطبين تم مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن تدخلوا) أن : حرف مصدرى ونصب لا محل له من الإعراب. تدخلوا : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبها حذف حرف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والمصدر المؤول سد مسد مفعولى حسب فى محل نصب. (الجنة) منصوب على نزع الخافض ، أو مفعول به على التوسع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولما) : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (يأتكم) يأت : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا) مثل :فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. والاسم الموصول الذين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. خلوا : فعل ماض مبنى على الضم المقدر. واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة لما يأتكم مثل فى محل نصب ، حال. (من قبلكم) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. قبل : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالخلو. (٢) ينظر : معانى الفراء ١ ـ ٧٢ / الخصائص ٢ ـ ٤٥٨ / المحتسب ١ ـ ٩٩ / الإنصاف فى مسائل الخلاف مسألة ٦٧ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٧٨٣. وفى رواية (أو) موضع (أم) وذكر هذا البيت فى (أو). (بدت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير الكسرة. وهو مضاف ، و (الشمس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فى رونق الضحى) فى

٢٥٨

أى : بل أنت ..

فليت سليمى فى المنام ضجيعتى

هنالك أم فى جنة أم جهنّم (١)

أى : بل فى جهنم ، ولا يقدر : بل أفى جهنم.

ـ وقد يتضمن التركيب قبلها همزة لغير الاستفهام الحقيقى. كما فى قوله تعالى : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) [الأعراف : ١٩٥](٢) ، حيث تفيد (أم) إضراب انتقال ،

__________________

: حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. رونق : اسم مجرور بعد فى وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، والضحى : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من قرن الشمس ، أر متعلقة بحال محذوفة وصورتها : الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، صورة : معطوف على قرن مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أم) حرف إضراب وانتقال مبنى لا محل له من الإعراب. (أنت فى العين أملح) أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. العين : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بأملح. أملح :خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) شرح ابن الناظم ٥٣٨ / العينى ٣ ـ ١٤٣ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤٤ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٥.

(ليت) حرف تمن ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب. (سليمى) اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فى المنام) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المنام : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بضجيعة. (ضجيعتى) خبر ليت مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه (هنالك) ظرف مكان إشارى مبنى فى محل نصب. وتفصيله هنا ظرف مكان إشارى ، أو اسم إشارة لظرف المكان فى محل نصب. واللام للبعد ، والكاف للخطاب ، وهما حرفان مبنيان. (أم) حرف إضراب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (فى جنة) فى حرف : جر مبنى لا محل له من الإعراب. جنة : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بمحذوف. والتقدير : بل ليت سليمى ضجيعتى فى جنة. (أم) حرف دال على الإضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (جهنم) مجرور بحرف جر مقدر ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، لكنه كسر من أجل الروى. وشبه الجملة متعلقة بمحذوف. والتقدير : بل ليت سليمى ضجيعتى فى جهنم. ملحوظة : لجأنا إلى تقدير المحذوف كما سبق لأن (أم) التى تدل على الإضراب لا يليها إلا الجمل. لذا قدر محذوف حتى تكون جملة مضربا إليها.

(٢) (أرجل) مبتدأ مؤخر مرفوع ، خبره المقدم شبه الجملة (لهم) ، أما جملة (يَمْشُونَ بِها) فهى فى محل رفع نعت لأرجل. ومثل هذا الإعراب فى (لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) ، (لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها) ، (لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها).

٢٥٩

فهى منقطعة ، وقد سبقت بهمزة استفهام ، والاستفهام ليس حقيقيا ، وإنما هو إنكار.

ـ وقد يتضمن التركيب قبلها استفهاما بغير الهمزة ، كما هو فى قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ ...) [الرعد : ١٦].

حيث كانت أداة الاستفهام (هل) ، و (أم) هى المنقطعة بمعنى (بل) ، وتلحظ ثبوت (هل) بعدها ، حيث إنه حرف الاستفهام المذكور بما يؤكد أن تقدير (أم) يكون بـ (بل) وحرف الاستفهام المذكور.

ويقدر حرف الاستفهام (هل) إذا كان مذكورا فى صدر التركيب قبل (أم) ، ولم يذكر مقرونا بها ، وقد اجتمع الاستعمالان فى قول علقمة الفحل :

هل ما علمت وما استودعت مكتوم

أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته

إثر الأحبّة يوم البين مشكوم (١)

__________________

(١) ينظر : ديوانه ١٧ / الكتاب ٣ ـ ١٧٨ / المقتضب ٣ ـ ٢٩٠ / المحتسب ٢ ـ ٢١٩ / شرح ابن يعيش ٤ ـ ١٨ / الخزانة ١١ ـ ٢٨٦ / الدرر ٥ ـ ١٤٥ / الدر المصون ٤ ـ ٢٣٧ / المحيط ٥ ـ ٣٧٩ / روح المعانى ١٣ ـ ١٢٨.

(هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (ما علمت) ما : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. علم : فعل مبنى على السكون ، وتاء المخاطب مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (وما استودعت) الواو حرف عطف مبنى ، واسم موصول مبنى فى محل رفع بالعطف على المبتدإ ، والجملة الفعلية صلته لا محل لها من الإعراب. (مكتوم) خبر المبتدإ ما مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أم) حرف دال على الإضراب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (حبلها) حبل : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر مضاف إليه. (إذ) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بمصروم. (نأتك). نأت : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفع الضمة المقدرة على الياء المحذوفة للضرورة الشعرية. إذ أصله : نأتيك : وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة فى محل جر مضاف إليه. (اليوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بنأتى. (مصروم) خبر المبتدإ حبلها مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أم) حرف دال على الإضراب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (هل) حرف استفهام مبنى لا

٢٦٠