النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

٣ ـ عطف السببى على الأجنبى فى تركيب الاشتغال :

وذلك إذا لم يقصد الترتيب. كقولك : محمدا كافأت عليّا وأخاه ، حيث (أخو محمد) وهو سببى لمحمد ، فهو يتضمن ضميرا يعود عليه معطوف على (على) ، وهو أجنبى بالنسبة لمحمد ؛ حيث لا يتعلق به ، فيلزم هنا أن يكون العاطف الواو ، ما لم يرد الترتيب ، فتكون الفاء.

ومنه : سميرا اقترضت قلم محمود وكتابه. (أى : كتاب سمير) ، فاطمة أعجبت بحديث سعاد وشعرها. (أى : شعر فاطمة) ، الطالبة كافأت الأول وأخاها.

مررت برجل قائم أبوك وابنه. أزيدا ضربت عمرا وأخاه.

٤ ـ عطف ما دخل فى المعطوف عليه وتضمنه :

أى : عطف خاص على عام ، أو عطف مخصص على ما دخل فيه من معنى.

من ذلك قوله تعالى : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [الرحمن : ٦٨] ، وفيه عطف (نخل ورمان) على ما دخل فيه من معنى ، وهو (فاكهة).

وقوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) [لبقرة : ٢٣٨] ، حيث خصّت الصلاة الوسطى ، وهى داخلة فى الصّلوات ، فوجب العطف بالواو. وقوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨] ، فخص جبريل وميكال بعد ذكر الملائكة فى لفظ جامع ، فلزم العطف بالواو.

وتقول : فى هذا الحى أشرار واللصّ.

كافأنا المتفوقين والأول على المدرسة.

نظفت المائدة وزجاجها.

وتشاركها (حتى) فى هذه الخاصة ، نحو : مات الناس حتى الأنبياء.

٥ ـ عطف المترادفين :

كما تختص الواو بعطف الكلمة على مرادفها ، ومنه قوله تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) [المائدة : ٤٨]. فـ (منهاجا معطوف على (شرعة) منصوب ،

٢٠١

وعلامة نصبه الفتحة ، وهما مترادفان ، ويقال : إن بينهما فرقا ؛ إذ الشرعة الطريق واضحا ، أو غير واضح ، أو ابتداء الطريق ، أما المنهاج فهو الطريق الواضح أو المستمر.

ومنه قول عدى بن زيد العبادى :

فقدمت الأديم لراهشية

وألفى قولها كذبا ومينا (١)

فالكذب والمين مترادفان ، فكان العطف بينهما بالواو.

وقول الحطيئة :

ألا حبذا هند وأرض بها هند

وهند أتى من دونها النأى والبعد (٢)

النأى والبعد مترادفان ، فتعاطفا بالواو.

وقوله تعالى : (قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) [يوسف : ٨٦]. (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) [طه : ١٠٧].

__________________

(١) مغنى اللبيب رقم ٦٦٦ / الدر رقم ١٥٨٨ ، ٦ ـ ٧٣.

(٢) أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ٣٦ / شرح ابن يعيش ١ ـ ١٠ ، ٧٠ / الدر ، رقم ١٤٢٩.

(ألا) حرف استفتاح وابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حبذا) حب : فعل ماض جامد مبنى على الفتح : واسم الإشارة مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ، أو فى محل رفع خبر مقدم. (هند) المخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، أو مبتدأ مؤخر. (وأرض) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أرض : معطوف على هند مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة.

(بها) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبة مبنى قى محل جر بالباء ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم (هند) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة. والجملة الاسمية فى محل رفع ، نعت لأرض. (وهند) الواو حرف ابتداء مبنى لا محل له من الإعراب. هند : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو اسم ممنوع من الصرف ، ونون من أجل الوزن. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (من دونها) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. دون :اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بأتى. (النأى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (والبعد) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. البعد : معطوف على النأى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٠٢

٦ ـ جواز الفصل بينها وبين معطوفها بظرف أو بجار ومجرور :

ومنه قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) [يس : ٩].

٧ ـ جواز تقديمها مع معطوفها على المعطوف عليه :

ومنه قول يزيد بن الحكم :

جمعت وفحشا غيبة ونميمة

ثلاث خصال لست عنها بمرعوى (١)

حيث (فحشا) معطوف على (غيبة) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد تقدمت الواو والمعطوف على المعطوف عليه.

ويشترط لهذا التقديم : ألا يكون العامل حرفا ، وألا يتقدم المعطوف على العامل ، وألا يكون المعطوف عليه مقرونا بإلا أو ما فى معناها (٢). وتشترك الفاء وثم وأو ولا مع الواو فى هذا الحكم.

٨ ـ جواز العطف على الجوار بالواو بخاصة فى الجر بخاصة :

كما هو فى قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) [المائدة : ٦]. بجر (أرجل) فى قراءة أبى عمر وأبى بكر وابن كثير وحمزة ، وأحد توجيهاته أن أرجلا تكون مجرورة على الجوار لرؤوس.

__________________

(١) أمالى القالى ١ ـ ٦٨ / الخصائص ٢ ـ ٣٨٣ / العينى ٣ ـ ٨٦ / شرح التصريح ١ ـ ٣٤٤ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ١٣٧ / الدرر ، رقم ٨٧٧ ، ٣ ـ ١٥٦.

(جمعت) جمع فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (وفحشا) معطوف على غيبة مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (غيبة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ونميمة) عاطف ومعطوف على غيبة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ثلاث خصال) ثلاث بالنصب نعت لغيبة والمعطوف عليها منصوب ، وعلامة نصبة الفتحة. وبالضم : خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة. والتقدير : هى ثلاث. وهو مضاف وخصال : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لست) ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المخاطب التاء مبنى فى محل رفع اسم ليس. (عنها) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر بعن. وشبه الجملة متعلقة بالارعواء. (بمرعوى) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. مرعوى خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. وجملة ليس مع معموليها فى محل نصب أو رفع ، نعت لثلاث.

(٢) ينظر : حاشية الشيخ يس على شرح التصريح ٢ ـ ١٣٧.

٢٠٣

٩ ـ جواز حذفها إن أمن اللبس :

كقول الشاعر :

كيف أصبحت كيف أمسيت ممّا

يغرس الودّ فى فؤاد الكريم (١)

أى : وكيف أمسيت.

١٠ ـ تليها (لا) حين عطفها مفردا بعد نهى أو نفى أو شبهه :

من ذلك قوله تعالى : (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ) [المائدة : ٢].

وقوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) [البقرة : ١٩٧].

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧].

١١ ـ تليها (إما) مسبوقة بمثلها عاطفة مفردا على مفرد :

من ذلك قوله تعالى : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) [مريم : ٧٥]. (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) [الإنسان : ٣](٢).

(فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤].

١٢ ـ يعطف بها بخاصة العقد على النيّف إذا أريدا دفعة واحدة :

ومنه : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [ص : ٢٣](٣).

__________________

(١) الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٦

(٢) (إنا) إن حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين نا مبنى في محل نصب اسم إن. (هديناه) هدى فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل.

وضمير الغائب مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (السبيل) منصوب على التوسع ، أو على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : اهدنا إلى السبيل ، أو : للسبيل. (إما) حرف تفصيل مبنى لا محل له من الإعراب. (شاكرا) حال منصوبة. وعلامة نصبها الفتحة. (وإما) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إما : حرف تفصيل مبنى ، لا محل له من الإعراب. كفورا : معطوف على شاكر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، اسم إن.

(أخى) أخ : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة الملائمة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. ويجوز أن يكون

٢٠٤

فإذا قصد الترتيب فإن الفاء تستخدم ، وإذا قصدت مهلة بين المتعاطفين استخدمت (ثم).

١٣ ـ يعطف بالواو بخاصة النعوت المتعددة لفظا مع اجتماع المنعوتين لفظا :

ومنه قول الشاعر :

بكيت وما بكا رجل حزين

على ربعين مسلوب وبال (١)

حيث المنعوت (ربعين) مثنى ، ووصف بالنعتين المتفرقين المجرورين (مسلوب ، وبال).

١٤ ـ عطف ما حقّه التثنية والجمع :

ومثال ما حقّه التثنية قول الفرزدق :

إن الرزية لا رزية مثلها

فقدان مثل محمد ومحمد (٢)

__________________

من اسم الإشارة منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. (له تسع) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. تسع : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل رفع خبر ثان لإن ، أو خبر.

(وتسعون) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تسعون : معطوف على تسع مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. (نعجة) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(١) ينظر : ضياء السالك رقم ٣٩٥ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٨.

(بكيت) بكى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع فاعل. (وما) الواو :ابتدائية حرف لا محل له من الإعراب. ما اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (بكا رجل) بكا : خبر المبتدإ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف ، ورجل مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (حزين) نعت لرجل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (على ربعين) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ربعين : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثى ، وشبه الجملة متعلقة بالبكاء. (مسلوب) نعت لربعين مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، (وبال) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. بال : معطوف على مسلوب مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة.

(٢) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٣٨ / الدرر ، رقم ١٥٨٩.

(إن الرزية) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. الرزية : اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لا رزية مثلها) لا نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. رزية : اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. مثل : خبر لا النافية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر مضاف إليه. والجملة اعتراضية للتهويل والتعظيم ، أو فى محل نصب حال. (فقدان) خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (مثل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف. (ومحمد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٠٥

حيث (محمد ومحمد) تركيب عطفى حقّه التثنية ، فيقال : مثل المحمدين ، ولذا وجب العطف بين المفردين المتماثلين بالواو.

ومثال ما حقّه الجمع قول أبى نواس :

أقمنا بها يوما ويوما وثالثا

ويوما له يوم الترحل خامس (١)

أى : أقمنا بها ثمانية أيام ، فقسمها ، فوجب أن يكون العطف بينها بالواو.

١٥ ـ جواز أن يعطف بها بعض متبوعها تفضيلا :

نحو قوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) [البقرة : ٩٨](٢). (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) [البقرة : ٢٣٨].

١٦ ـ عطف العام على الخاص :

ومنه قوله تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [نوح : ٢٨] ، حيث ابتدأ بتخصيص نفسه ، فوالديه ، فمن دخل بيته مؤمنا ، ثم عمّم المؤمنين والمؤمنات ، ولمّا أراد الجمع والاشتراك فى الحكم ، وهو طلب المغفرة ، عطف بالواو.

__________________

(١) ينظر : هامش الشيخ يس على شرح التصريح ٢ ـ ١٣٨ / الدرر رقم ١٥٩٠.

مدة الإقامة ثمانية أيام ؛ لأن ما بعد الثالث خمسة أيام ، بما فيها يوم الترحل. (أقمنا) أقام : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بها) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بالإقامة. (يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ويوما) حرف عطف مبنى ومعطوف منصوب. (ثالثا) حرف عطف مبنى ومعطوف منصوب. (ويوما) حرف عطف مبنى ومعطوف منصوب. (له) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالهاء. وشبه الجملة متعلقة بخامس. أو فى محل نصب حال منه. (يوم الترحل) : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (خامس)

خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، نعت ليوم الأخير.

(٢) جملة (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ) فى محل جزم جواب الشرط. (من) اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره جملتا الشرط والجواب. (جبريل وميكال) معطوفان على لفظ الجلالة مجروران ، وعلامة جر كل منهما الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنهما ممنوعان من الصرف.

٢٠٦

١٧ ـ اقترانها بـ (لكن):

نحو : (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم : ٩](١).

(إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الأنفال : ٣٤](٢).

(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) [الأنفال : ٧].

١٨ ـ العطف التلقينى :

هو أن يكون المعطوف معنى صادرا من غير من يصدر عليه ، وذلك نحو قوله تعالى : (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) [البقرة : ٢٦](٣).

أى : قال وأرزق من كفر.

__________________

(١) (ما (كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ)) ما : حرف نفى لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وخبر كان محذوف ـ على رأى البصريين ـ تقديره : موجودا. اللام : لام الجحود حرف مبنى لا محل له من الإعراب. يظلم : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.

وضمير الغائبين هم مبنى فى محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول فى محل جر بلام الجحود. وشبه الجملة متعلقة بخبر كان المقدر. (ولكن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم. واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع اسم كان ، (أنفسهم) أنفس : مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر مضاف إليه. (يظلمون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب خبر كان.

(٢) (إن) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (أولياء) مبتدأ مرفوع خبره المتقون.

(٣) (من آمن) من : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، بدل بعض من كل من أهل. وجملة آمن صلته.

(من كفر) من : اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. وجملة الشرط كفر. وجملة الجواب (فأمتعه) ، والتقدير : فأنا أمتعه وهى فى محل جزم. ويجوز أن تجعل هذه اسما موصولا فى محل رفع ، مبتدأ. صلته جملة كفر. وخبره جملة فأمتعه. ويجوز أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، والتقدير : وأرزق من كفر منهم. (قليلا) منصوب على أنه نائب عن المفعول المطلق ، أى : تمتيعا قليلا ، أو منصوب على الظرفية ؛ والتقدير : زمنا قليلا.

٢٠٧

١٩ ـ العطف فى التحذير والإغراء :

نحو : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) [الشمس : ١٣] ، حيث (ناقة) منصوب على التحذير ، أى : احذروا ناقة الله. و (سقيا) معطوف على (ناقة) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. فيكون من قبيل عطف المفرد على المفرد ، ويجوز أن تجعلها من قبيل عطف الجملة على الجملة.

ومنه أن تقول : الصدق والوفاء. إياك والكذب. الجار والصديق. المروءة والنجدة.

٢٠ ـ عطف السابق على اللاحق :

يعطف بالواو بخاصة السابق زمنيا على اللاحق به ، حيث لا يراد به الترتيب ولا التتابع ، نحو : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الشورى : ٣] والمعنى واضح من حيث عطف (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) على كاف المخاطب ، فعطف السابق على اللاحق.

٢١ ـ عطف (أى) على مثلها :

منه قول الشاعر :

أيّى وأيّك فارس الأحزاب

حيث عطفت الواو أيا على أىّ التى تسبقها ، ولا يجوز أن يعطف بينهما حرف آخر.

٢٢ ـ جواز حذف الواو :

قد تحذف الواو ويبقى المتعاطفان ، ويجعلون من ذلك ما جاء فى الحديث الشريف : «تصدق الرجل من ديناره ، من درهمه ، من صاع برّه ، من صاع تمره» (١) أى : ومن درهمه ومن صاع ...

__________________

(١) الحديث من صحيح مسلم (زكاة ٧٠) والنسائى (زكاة ٦٤).

٢٠٨

ويجعلون منه قول الشاعر :

كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ ممّا

يزرع الودّ فى فؤاد الكريم (١)

أى : وكيف أمسيت؟

كما يقدر منه فى أحد الأوجه قوله تعالى : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) [التوبة : ٩٢] ، حيث يقدر الواو قبل (قلت) ليكون العطف على (أتوك) (٢).

وليس النحاة جميعا على هذا الرأى من حذف الواو ، فقد أجازه الفارسى وتبعه ابن عصفور وابن مالك ، ولم يأخذ به نحاة كثيرون ، منهم ابن الصائغ والسهيلى ، معللين لذلك بأن حروف العطف لها حكم حروف المعانى ، فهى دالة على معنى فى نفس المتكلم ، فلا يجوز إضمارها ، ويخرجون مثل هذه التراكيب على أنها بدل بداء فى الحديث الشريف ، وعلى معنى الاستمرار فى البيت ، كما تقول : ألف باء ... (٣).

٢٣ ـ جواز عطفها عاملا محذوفا وقد بقى معموله على عامل مظهر يجمعهما معنى واحد :

من ذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [الحشر : ٩] ، إذ التقدير : تبوءوا الدار ، وألفوا الإيمان ، أو : والتزموا الإيمان ، إذ الإيمان لا يتبوّا ، وإنما المكان هو الذى يتبوا ويتمثل فى الدار. فحذف العامل المعطوف (ألفى ، أو التزم) وبقيت الواو والمعمول المنصوب (الإيمان) (٤).

__________________

(١) الخصائص ١ ـ ٢٩٠ ، ٢ ـ ٢٨٠ / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٧٣ / الأشمونى ٣ ـ ١١٦ الدرر / رقم ١٦٥٤.

(٢) (فى قلت) أوجه أخرى ، موجزها :

أ ـ جواب (إذا) الشرطية ، ويكون (تولوا) جوابا لسؤال مقدر ، يكون : ما كان حالهم إذ أجيبوا بهذا؟

فيكون الجواب : تولوا.

ب ـ فى موضع نصب ، حال من كاف (أتوك).

ج ـ مستأنفة.

(٣) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٧٤.

(٤) يذكر أن من أسماء المدينة المنورة (الإيمان) ، وعلى ذلك فلا يقدر محذوف.

٢٠٩

ومنه قولهم : (ما كلّ سوداء تمرة ، ولا بيضاء شحمة) ، حيث (بيضاء) مجرورة ؛ لأنها مضاف إلى محذوف معطوف على (كل) ، والتقدير : ولا كل بيضاء ... ، وذلك التقدير حتى لا يلزم العطف على معمولى عاملين مختلفين ،

فسوداء معمول كل بالإضافة ، وتمرة معمول ما ، فلو كان العطف لعطف بيضاء على سوداء ، وشحمة على تمرة ، وهذا يكون عطفا على معمولى عاملين مختلفين ، وهو غير جائز عند الجمهور ، وإن كان يصح عند بعضهم مثل ، ما حكاه الفارسى وابن الحاجب عن الفراء ، ومنعه الجمهور مطلقا.

ويجعل بعضهم منه قوله ـ تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة : ٣٥].

حيث يكون من عطف الجمل ، والتقدير : ولتسكن زوجك الجنة ، فحذف المعطوف (لتسكن) ، وأبقى المعمول المرفوع (زوجك) ، والمعمول المنصوب (الجنة) ؛ وهذا لأنه من حق المعطوف.

حلوله محلّ المعطوف عليه ، ولا يصحّ أن يقال : اسكن زوجك الجنة ، فكان على هذا الرأى تقدير محذوف ومعطوف على (اسكن) ، وهو (لتسكن). والذين أجازوا العطف على الضمير فى مثل هذا الموضع ـ وهو جمهور النحاة ـ عللوا لرأيهم بأنه يغتفر فى الثوانى ما لا يغتفر فى الأوائل ، وربّ شىء يصح تبعا ولا يصح استقلالا (١).

ومثله ما ذكرناه فى ما سبق من قوله تعالى : (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً) [طه : ٥٨] والتقدير : ولا تخلفه. فحذف المعطوف ، وبقى معموله.

ومنه قول الراعى النميرى :

إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا (٢)

أى : وكحّلن العيونا ، إذ يجمعهما معنى التزيين والتحسين. و (العيون) مفعول به لفعل محذوف معطوف على (زجج).

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٥٤.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم / ٥٥٠ المساعد ٢ ـ ٤٤٥ / شذور الذهب ٢٤٢ / ضياء السالك رقم ٢٥٩ / الدرر ، رقم ٨٨٠ ، ١٥٩٣.

٢١٠

ومنه قول ذى الرمة :

علفتها تبنا وماء باردا

حتى غدت همّالة عيناها (١)

أى : سقيتها ، فحذف العامل (سقى) ، وبقى معموله (ماء) ، ويلحظ أنه يجمع العاملين معنى واحد ، وهو التقديم.

٢٤ ـ جواز حذف المعطوف عليه بالواو :

يجوز حذف المعطوف عليه بالواو ، ويشترك معها فى ذلك الفاء وأم وثمّ.

مثال ذلك قولهم : وبك وأهلا وسهلا ، جوابا لمن قال : مرحبا. والتقدير : ومرحبا بك وأهلا ... ، فالواو الأولى عاطفة الكلام كلّه على كلام المتكلم الأول ، والثانية عاطفة (أهلا) على (مرحبا) ، وشبه جملة (بك) متعلقة بـ (مرحبا).

ومنه قوله ـ تعالى : (أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) [البقرة : ٧٧] ، والتقدير : أجهلوا ولا يعلمون ... وهو ما ذهب إليه الزمخشرى.

(أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) [الجاثية : ٣١] ، أى : ألم يأتكم رسلى ، فلم تكن آياتى تتلى عليكم (٢).

٢٥ ـ جواز حذف الواو مع المعطوف بها لدليل :

يجوز أن تحذف الواو ومعطوفها لدليل عليهما ، ويشترك معها فى ذلك الفاء وأم وثم. ومثاله قول النابغة الذبيانى :

__________________

(١) المقتضب ٤ ـ ٢٢٣ / الخصائص ٢ ـ ٤٣١ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٨ / العينى ٣ ـ ١٠١ / شرح الشذور رقم ١١٥ / أوضح المسالك رقم ٢٥٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٤٦ / الأشمونى ٢ ـ ١٤٠. (علقتها علف : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (تبنا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (وماء) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ماء : مفعول به لفعل محذوف تقديره : سقيتها ، منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بادرا) نعت لماء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حتى) حرف غاية وجر لا محل له من الإعارب. (غدت) غدا فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب.

(همالة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (عيناها) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. والمصدر بعد حتى فى محل جر بها ، وشبه الجملة متعلقة بالفعل قبلها.

(٢) يرجع إلى : الكشاف ٤ ـ ٢٩٣.

٢١١

فما كان بين الخير لو جاء سالما

أبو حجر إلا ليال قلائل (١)

والتقدير : بين الخير وبينى ، فحذف الواو وما عطفته ؛ لأن (بين) تقتضى متعاطفين بالضرورة فأكثر ، أو ما يدل على ذلك.

ومنه قوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥]. ومنه قولهم : راكب الناقة طليحان ، أى : راكب الناقة والناقة طليحان ، فحذف الواو ومعطوفها ، والدليل تثنية الخبر (طليحان) (٢).

ومنه قوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، أى : تقيكم الحر والبرد.

ومنه قول امرئ القيس :

كأنّ الحصى من خلفها وأمامها

إذا حذفته رجلها حذف أعسرا (٣)

__________________

(١) ينظر : ديوانه ١١٩ / شرح ابن الناظم ٥٤٨ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٥ / العينى ٤ ـ ١٦٧ / شرح التصريح ٢ ـ ١٥٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٦. أبو حجر : كنية النعمان بن الحارث الغسانى.

(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب و (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان مقدم ، أو متعلقة بخبر كان محذوف. (الخير) مضاف إلى بين مجرور ، وعلامة جره الكسرة .. تلحظ أن هنا حذفا تقديره (وبينى). (لو) حرف شرط غير جازم مبنى لا محل له من الإعراب. (جاء) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح (سالما) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. (أبو) فاعل جاء مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف و (حجر) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب مهمل يفيد الحصر والقصر. (ليال) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين (قلائل) نعت لليال مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

(٢) يجوز التأويل على تقدير : راكب الناقة أحد طليحين ، فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه وأخذ إعرابه ، فرفع ، فلا يكون فيه شاهد. طليحان : ضعيفان.

(٣) ديوانه ٥٦٤ / شرح ابن الناظم ٥٤٨ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٥ / العينى ٤ ـ ١٩٦ / الدر المصون ٤ ـ ٣٥٣.

(كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الحصى) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.

٢١٢

أى : حذفته رجلها ويدها ، والدليل قوله فى الشطر الأول : خلفها وأمامها.

ومنه قوله ـ تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) [الحديد : ١٠] ، أى : من أنفق من قبل الفتح ومن أنفق بعده. ومنه : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥] ، أى بين أحد وأحد.

ملحوظة :

قد يحكم على الواو بزيادتها وفاقا للأخفش ، ويجعلون من ذلك قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) [الزمر : ٧١] ، حيث تكون الواو زائدة فى (وفتحت) ؛ لأن الجملة جواب الشرط ، أو تكون هذه الجملة حالية ، فتكون الواو زائدة فى جملة جواب الشرط (وقال لهم) (١).

وممّا يرى فيه زيادة الواو قول الأخطل :

فلما رأى الرحمن أن ليس

منهم رشيد ولا ناه أخاه عن الغدر

وصبّ عليهم تغلب ابنة وائل

فكانوا عليهم مثل راغبة البكر (٢)

__________________

(من خلفها) جار ومجرور بالكسرة ، ومضاف إليه فى محل جر ، وشبه الجملة فى محل نصب حال. (وأمامها) حرف عطف مبنى ومعطوف مجرور ومضاف إليه مبنى (إذا حذفته رجلها) إذا : ظرف زمان مبنى فى محل نصب. حذف فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء : حرف ـ تأنيث مبنى .. رجل فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة فى محل جر بالإضافة. (حذف أعسرا) حذف : خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. أعسرا : مضاف إلى حذف مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، والألف للإطلاق.

(١) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٢ ـ ٦٣٣ / الدر المصون ٢٥ ـ ٦٣٣.

ولقد سمّى بعضهم هذه واو الثمانية ، حيث أبواب الجنة ثمانية ، ومثل ذلك قدروا الفاء فى قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢].

(٢) ديوانه ٢ ـ ٦٧٢ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٣.

(لما) حرف فيه معنى الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب يقتضى جملتين. (رأى الرحمن) رأى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. الرحمن : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن ليس منهم رشيد) أن : حرف ناسخ مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن محذوف وجوبا. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (منهم) من حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس مقدم. (رشيد) اسم ليس مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وجملة ليس ومعموليها فى محل رفع خبر أن ، والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل نصب مفعول به (ولا ناه) الواو : حرف عطف مبنى لا

٢١٣

أى : صب عليهم.

وقول الشاعر :

ولقد رمقتك فى المجالس كلّها

فإذا وأنت بعين من يبغينى (١)

أى : فإذا أنت بعين ...

__________________

محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. ناه : معطوف على رشيد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة (أخاه) أخا : مفعول به. منصوب وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (عن الغدر) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الغدر : اسم مجرور بعن ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالنهى. (وصب) الواو : حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. صب : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (عليهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالصب. (تغلب ابنة وائل) تغلب : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ابنة : نعت ، أو عطف بيان ، أو بدل من تغلب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. ووائل : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. فكانوا. الفاء : حرف تعقيبى عاطف مبنى لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم. واو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع اسم كان. (عليهم) جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة متعلقة بخبر كان. (مثل) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (راغبة) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف. و (البكر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) المغنى ١ ـ ٤٠١ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٣.

(لقد) اللام : واقعة فى جواب قسم مقدر حرف مبنى لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (رمقتك) رمق فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فى المجالس) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المجالس : اسم مجرور بعد فى وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالرمق. (كلها) كل توكيد للمجالس مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (فإذا) الفاء : حرف تعقيبى مبنى لا محل له من الإعراب. (إذا) للمفاجأة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (وأنت) الواو : حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (بعين) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. عين : اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر مضاف إليه. (يبغينى) يبغى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب.

٢١٤

(الفاء)

الفاء حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب. له دلالات فى التراكيب عديدة منها العطف ، وحرف الفاء عاطفا يفيد الجمع والترتيب والتعقيب ، أى : الترتيب بلا مهلة.

أما الترتيب فإنه يكون على نوعين :

ـ الترتيب المعنوى واللفظى :

ومفهومه أن يكون المعطوف لا حقا بالمعطوف عليه زمانا وذكرا أو لفظا ، نحو قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) [الانفطار : ٧]. حيث تتابع الخلق فالتسوية فالعدل زمانا وذكرا فى التلفظ.

ـ الترتيب الذكرى أو اللفظى :

وهو أن يكون المعطوف مذكورا بعد المعطوف عليه لفظا لا زمانا ، أى : لا يفيد أن المعنى الثانى وقع بعد زمان وقوع الأول ، وأكثر ما يكون الترتيب الذكرى فى عطف مفصل على مجمل بواسطة حرف الفاء ، ويمثل له بقوله تعالى : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) [النساء : ١٥٣](١). وفيه المعطوف عليه (سألوا موسى أكبر) ومعناه مجمل ، فعطف عليه بالفاء القول : (فقالوا أرنا ..) ، وذلك ليفصله ، فليس بين المعنيين تتابع ولا زمن ، ولكن تفصيل لمجمل بينهما العاطف الفاء.

__________________

(١) (فقد) الفاء : عاطفة على محذوف. أو أنها فى جواب شرط مقدر. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل من الاعراب. (سألوا) فعل ماض مبنى على الضم. ووا الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(موسى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (أكبر) نعت لمحذوف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : سألوا سؤالا أكبر. (من ذلك) جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بأكبر. (فقالوا) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قالوا : فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أرنا) أر : فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقدير : أنت. وضمير المتكلمين مفعول به ثان. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (جهرة) منصوب على المصدرية ، وعلامة نصبه الفتحة. أو مصدر واقع موقع الحال. أى : مجاهرين. وصاحبه واو الجماعة ، أو ضمير المتكلمين ، أو لفظ الجلالة.

٢١٥

أما التعقيب : فإنه يعنى اتصال المعطوف عليه بلا مهلة ، والمهملة تختلف بحسب المعانى ومقتضى الترتيب الحدثى ، لا بحسب مقدار المدة الزمنية وتعيينها ، فتقول : دخل محمد فعلىّ القاعة ، فيقتضى هذا الدخول مهلة زمنية غير ما تكون عليه المدة الزمنية فى قولك : دخل مصر فالشام. وكلاهما ترتيب وتعقيب.

ولتلحظ التعقيب ومدّته الزمنية فيما يأتى : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ) [عبس : ٢١](ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا) [عبس : ٢٦ ، ٢٧].

حملت سعاد ، فوضعت ، ففطمت ، رضيعها.

دخلت الكلية ، فذاكرت ، فامتحنت ، فنجحت.

دخلت القاهرة ، فالأقصر ، فأسوان.

ملحوظات :

أ ـ فى الترتيب : فى قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً) [الأعراف : ٤](١). عطف مجىء البأس على الإهلاك بواسطة الفاء ، لكن التتابع والترتيب غير متوافرين ، إذ الإهلاك يؤول على أن الأول وهو المعطوف عليه إنما المقصود به إرادة الإهلاك ، فيكون التقدير : أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا.

ومثل ذلك يفهم من الحديث الشريف : «توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه». حيث التقدير : أراد الوضوء فغسل وجهه ...

__________________

(١) (كم) خبرية للكثرة مبنية على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (من قرية) جار ومجرور تمييز لكم.

(أهلكناها) أهلك : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (فَجاءَها بَأْسُنا) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. جاء فعل ماض مبنى على الفتح. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به. بأس : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر ، مضاف إليه (بياتا) مصدر واقع موقع الحال منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يكون مفعولا له ، أو منصوبا على الظرفية.

٢١٦

ب ـ فى التعقيب : فى قوله تعالى : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) [الأعلى : ٤ ، ٥]. عطفت الجملة الفعلية (جعله غثاء) على الفعلية (أخرج المرعى) بواسطة الفاء ، لكن التعقيب بلا مهلة غير متوافر هنا ؛ لأن بين إخراج المرعى وجعله غثاء أحوى (يابسا أسود) مدة لا تفيد التعقيب ، وإنما تفيد التراخى ، والتقدير : فمضت مدة فجعله غثاء.

وإما أن تكون الفاء قد تناوبت (ثم) ، أى : ثم جعله غثاء. ومنه : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) [الحج : ٦٣].

(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) [المؤمنون : ١٤].

ج ـ الفاء والتسبب : غالبا ما تفيد (الفاء) معنى التسبب ، فيكون المعطوف مسبّبا عن المعطوف عليه ، ويكون المعطوف جملة أو صفة. من ذلك قوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) [لقصص : ١٥]. حيث الجملة المعطوفة بالفاء (قضى) مسبّبة عن المعطوف عليه (وكزه موسى).

ومنه : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ) [عبس : ٢١](فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ) [البقرة : ٢٦٦].

(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) [النحل : ٦٥].

تلحظ أن ما بعد الفاء من معطوف (أقبره ، تركه ، احترقت ، أحيا) مسبّب عن ما قبلها من معطوف عليه : (أماته ، أصابه وابل ، أصابها إعصار ، أنزل ماء). ويتضح المعنى فى قولك : أملته فمال. فتحته فانفتح. أقمته فقام ، أنرته فأنار. كسرته فانكسر.

ومنه : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) [البقرة : ٣٧]. (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ) [ص : ٢٤ ، ٢٥]. (وَأَخَذَ

٢١٧

الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) [هود : ٦٧](١) .. (.. أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) [يوسف : ٩٦].

ومن عطف الفاء للصفات : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ) [الواقعة : ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٤](٢). وقول ابن زيابة :

يا ويح زيّابة للحارث الصا

بح فالغانم فالآئب (٣)

ما تختص به الفاء :

تختص الفاء بخصائص تشترك فيها مع الواو ، وفى بعضها مع (ثم) أو (أم) ، وهى :

أ ـ يجوز حذف الفاء مع المعطوف بها قوله لوجود دليل ، وهى تشترك فى ذلك مع الواو ، وأم ، ثم ، مثال ذلك قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) [الأعراف : ١٦٠]. حيث عطف (انبجست) على محذوف ، تقديره : (فضرب) ، وقد حذف معه الفاء العاطفة. أو يكون التقدير : فإن ضرب فقد انبجست ، وتسمى هذه الفاء الفصيحة ، حيث عطفت موجودا على مقدر ، وما بعدها أفصح عن المحذوف.

__________________

(١) (الذين) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (الصيحة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (جاثمين) خبر أصبح منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) فى (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) عدة أوجه :

أ ـ أن يكون (من) فى الموضعين حرف جر أصليا ، وهو لابتداء الغاية فى الموضع الأول ، وفى الموضع الثانى للبيان.

ب ـ أن تكون (من) الثانية متعلقة بمحذوف صفة لشجر.

ج ـ أن تكون (من) الأولى زائدة ، والثانية فيها الوجهان السابقان.

د ـ أن تكون الثانية مزيدة ، وما بعدها مفعول به ، وشبه الجملة قبلها فى محل نصب ، حال.

ه ـ أن تكون (من) الأولى للتبعيض ، والثانية تكون بدلا منها.

و ـ أن يكون التقدير (لآكلون شيئا من شجر ، فيكون شبه جملة (من شجر) فى محل نصب ، نعت لشىء ، وشبه جملة (من زقوم) فى محل جر ، نعت لشجر.

ينظر : الدر المصون ٦ ـ ٥٥.

(٢) فى (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) عدة أوجه :

٢١٨

ومنه قوله تعالى : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) [البقرة : ٦٠]. عطف (انفجرت) على محذوف يقدر من المذكور السابق ، ويكون تقديره : فضرب فانفجرت ، وتكون الفاء قبل (انفجرت) فاء فصيحة.

ومنه : (فَأَرْسِلُونِ (٤٥) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) [يوسف : ٤٥ ، ٤٦]. أى : فأرسلوه ، فأتاه فقال يوسف.

(فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ) [البقرة : ٥٤] ، أى : فامتثلتم فتاب عليكم ، فحذفت الفاء مع المعطوف.

(فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة : ١٨٤] ، أى : فأفطر فعليه عدة من أيام أخر.

٢ ـ جواز حذف المعطوف عليه بالفاء :

يجوز حذف المعطوف عليه بالفاء ، وتشترك معها فى هذا الواو والفاء وثمّ ، لكنه مع الفاء يختص بالجمل ، مثال ذلك : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) [الزخرف : ٥]. والتقدير : أنهملكم فنضرب عنكم الذكر.

ومثله : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) [البقرة : ٤٤]. والتقدير : أتغفلون فلا تعقلون.

(أَفَلَمْ يَرَوْا) [سبأ : ٩] ، أى : أعموا فلم يروا.

(أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ) [البقرة : ٨٧] ، أى : أفعلتم ما فعلتم فكلما جاءكم ..

وقد يكون منه قوله تعالى : (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) [الزمر : ٦٦] ، حيث تكون الفاء عاطفة ـ على الوجه الأرجح ـ والمعطوف عليه محذوف ، والتقدير : تنبّه فاعبد الله.

٣ ـ عطف مفصل على مجمل متحدين معنى :

أى : هو هو فى المعنى : مثال ذلك توضأ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فغسل وجهه فيديه فرجليه. ويجوز : يديه ورجليه.

٢١٩

وتقول : نظفت البيت فكنست الصالة فالحجرات فالشرفات.

ومنه : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) [هود : ٤٥].

٤ ـ عطفها ما لا يصح تركيبيا على ما يصلح ، والعكس :

مما له علاقة بإفادة الفاء معنى السببية والتسبب اختصاصها بعطفها ما لا يصلح أن يكون صلة أو خبرا أو صفة أو حالا لعدم تضمّنه ضميرا يعود على الموصول أو المبتدإ أو الموصوف أو صاحب الحال ، أو العكس ، أى : عطف ما يصلح أن يكون واحدا مما سبق على ما لا يصلح ؛ ذلك لأن معنى السبب فى الفاء يغنى عن الضمير العائد ، لأن السببية تجعل ما بعدها وما قبلها جملة واحدة.

كما أن الجملتين إذا عطفت إحداهما على الأخرى بالفاء التى فيها معنى السببية فإنهما يتنزلان منزلة الشرط والجزاء ، فيكتفى بضمير واحد فى إحداهما ، كما يكتفى بضمير واحد فى جملتى الشرط والجزاء.

ومنهم من يجعل الفاء خالصة للسببية ، وقد أخرجت عن العطف ، كما أن الفاء كذلك فى جواب الشرط (١) ؛ لذلك فإن الفاء تختص بعطف ما لا يصلح فى التركيب لخلوه من الضمير العائد على ما يصلح لوجود الضمير العائد أو الرابط ، أو العكس ، ويمكن أن يعبر عن سمة هذه التراكيب بأنه يسوغ فيها للفاء أن تعطف جملتين فى الصلة أو الصفة أو الخبر أو الحال مع الاكتفاء بضمير رابط واحد.

ويكون فى التراكيب الآتية :

أ ـ التركيب الموصولى :

تعطف ما لا يصلح أن يكون صلة على ما هو صلة ، ذلك نحو : الذى يقوم فيغضب زيد أخوك ، حيث الاسم الموصول (الذى) مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ.

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٤٠.

٢٢٠