النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

حيث يتعيّن احتساب (عبد شمس ونوفل) عطف بيان لأخوينا ، وهما منصوبان. ولا يصحّ احتسابهما بدلا ، إذ لو احتسبا بدلا لكان التقدير : أيا عبد شمس ونوفلا ، بنصب (نوفل) ، وهو غير جائز ؛ لأن (نوفلا) علم ، فإذا نودى وجب بناؤه على الضمّ ، فلا يصح إحلال التابع محلّ المتبوع.

د ـ التابع لما أضيف إلى (أى) إذا كان تفصيلا له (١) :

كأن تقول : بأى الرجلين زيد وعمرو مررت؟ حيث (زيد وعمرو) تابعان للرجلين مجروران ، ويجب احتسابهما عطف بيان لمتبوعها ، ولا يصحان بدلا ، لأن (أى) لا تضاف إلى مفرد عطف عليه مفرد ، فلا تقول : أى على ومحمود قابلت؟

هذا لا يجوز ، ولكنه يجوز : أى الصديقين على ومحمود قابلت؟ (٢) على عطف البيان ، حيث لا يصح إحلال التابع محلّ المتبوع.

ه ـ التابع لما أضيف إلى (كلا) إذا كان تفصيلا له (٣) :

(كلا) يجب إضافتها إلى مثنى ، ولا يجوز إضافتها إلى ما يدل على المفرد ، وإن عطف عليه مثله ، فإذا قلت : كلا أخويك زيد وعمرو جاء ، فإن (زيدا وعمرا) يجب أن يكونا عطف بيان لأخويك المضاف إلى (كلا) ، وكل منهما مجرور ،

__________________

(أيا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (أخوينا) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة. (عبد) عطف بيان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (شمس) مضاف إلى عبد مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ونوفلا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له. نوفل : معطوف على عبد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أعيذكما) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بالله) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بأعوذ. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له. (تحدثا) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل نصب على نزع الخافض. والتقدير : من أن تحدثا. (حربا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.

(٢) ويجوز أن تقول : أى محمد من المحمدين قابلت : فأصبح المضاف إليها المفرد مبهما موصوفا بمجموعه ، وكأنك قلت : أى المحمدين قابلت؟ وليس هذا من قضيتنا ، لكننى أردت التنويه إلى كيفية إضافة (أى) إلى المفرد.

(٣) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.

١٨١

ولا يصح احتسابهما بدلا ، لأن البدل فى نية تكرير العامل ، ولا يصح إحلالهما محلّ المتبوع ، حيث لا يصحّ القول : كلا زيد وعمرو جاء.

ومثل ذلك : ذهبت كلتا أختيك هند ودعد ، حيث تكون (هند) عطف بيان لأختيك مجرور ، وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة لاحتسابه ممنوعا من الصرف ، ويجوز جره بالكسرة الظاهرة ؛ لأنه علم مؤنث على ثلاثة أحرف ساكنة الوسط فيجوز منعه وصرفه ، وعطف عليه بدعد ، وهو عطف لازم.

و ـ التابع غير المعرف بالأداة المتبوع لمعرف بالأداة تابع لاسم الإشارة (١) :

تابع اسم الإشارة يجب أن يكون معرفا بالأداة ، فلو ذكر تابع لتابع اسم الإشارة وهو غير معرف بالأداة لوجب جعله عطف بيان ، ولا يصح أن يكون بدلا. نحو قولك : جاء هذا الرجل عمرو ، (الرجل) بدل أو عطف بيان لاسم الإشارة (هذا) ، وهو معرف بالأداة ، ويجب أن يكون كذلك حتى يحتسب تابعا لاسم الإشارة ، فلما أتبع بعمرو وهو خال من أداة التعريف وجب احتساب (عمرو) عطف بيان ؛ لأن عطف البيان ليس فى نية الإحلال محلّ متبوعه ، ولا يجب احتسابه بدلا ، لأنه لا يصح إحلاله محلّ متبوعه ، إذ لا يصح القول : جاء هذا عمرو.

ز ـ اسم الإشارة التابع للمنادى (٢) :

لا يقع الاسم المبهم منادى عند جمهور النحاة ، واسم الإشارة مبهم ، فلا يكون منادى ، فإذا ذكر تابعا لمنادى وجب جعله عطف بيان ، ولا يصحّ بدلا ، لأنه لا يصحّ إحلاله محلّ متبوعه ، إذ يمتنع ـ عند هؤلاء القوم من النحاة ـ نداء اسم الإشارة.

كأن تقول : يا زيد هذا ، فهذا اسم إشارة مبنى فى محلّ نصب ؛ لأنه عطف بيان للمنادى (زيد) ، وهو مبنىّ على الضمّ فى محل نصب. ولا يكون بدلا ؛ لأنه يمتنع القول : (يا هذا). عند قوم من النحاة.

ح ـ التابع المنصوب غير المعرف بالأداة لصفة (أى) فى النداء (٣) :

(أى) فى النداء يجب أن توصف بما فيه (أل) مرفوعا بعد ذكر حرف الوصل بينهما (ها) ، فتقول : يا أيها الرجل ، يا أيها المواطنون ، يا أيها الذين. فإذا أتبعنا

__________________

(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.

(٢) الموضع السابق.

(٣) الموضع السابق.

١٨٢

هذا النعت لأى بمنصوب فإنه يجب أن يحتسب عطف بيان ؛ لأنه لا يصحّ إحلاله محلّ الأول ، فيقال : يا أيها الرجل ابن محمود. يجب أن يحتسب (ابن) عطف بيان للرجل ؛ لأن ابنا منصوب فلا يصح إحلاله محلّ نعت (أى) الواجب رفعه.

وتقول : يا ذا الرجل غلام زيد. بنصب (غلام) ، فوجب جعله عطف بيان.

ط ـ تكرر العلم المنادى بحيث لا يصحّ أن يكون منادى :

ذكر ذلك فى قول رؤبة :

إنىّ وأسطار سطرن سطرا

لقائل يا نصر نصر نصرا (١)

حيث (نصر) الأولى منادى مبنى على الضم ، أما الثانى فيروى بالضمّ بلا تنوين فيكون بدلا ، أو مؤكدا ، وتردّ البدلية على أن التكرير بلفظه لا يوضح ولا يبين ، كما يروى بالرفع منونا على أنه عطف بيان للمنادى على اللفظ ، ويروى بالنصب على أنه عطف بيان على الموضع ، وقد يحتسب نصبه على المصدرية.

أما الثالث فإنه يروى بالنصب وحده ، ويكون حينئذ عطف بيان لا غير للمنادى على الموضع ؛ لأنه لا يصحّ إحلاله محلّه ، ويجوز أن يكون منصوبا على المصدرية.

وفيه رواية : «يا نصر نصرا نصرا» على أن الآخرين عطف بيان.

ى ـ التابع المفصّل لاسم عام مضاف إلى أفعل التفضيل ، والمفضل أحد أقسام المفصّل (٢) :

وذلك أن تقول : زيد أفضل الناس الرجال والنساء أو النساء والرجال ؛ وذلك لأنه لو نوى إحلال الرجال محلّ الناس لنوى إحلال ما عطف عليه ، وهو النساء ، وذلك لا يجوز ، واسم التفضيل لو قصد به الزيادة على من أضيف له يشترط فيه أن يكون منهم (٣).

__________________

(١) ملحقات ديوان رؤية ١٧٤ / الكتاب ١ ـ ١٨٦ / ٢ ـ ١٨٥ / المقتضب ٤ ـ ٢٠٩ / شرح ابن الناظم ٥١٦ / المساعد ٢ ـ ٥١٧ ـ نصر هو نصر بن سيار.

(٢) ارتشاف الضرب ٢ ـ ٦٠٦.

(٣) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.

١٨٣

٢ ـ ما يتعين فيه البدلية :

يتعين الإبدال دون عطف البيان فيما إذا كان تابع المنادى والمنادى مضبوطين بأحكام إعراب المنادى ، حينئذ ، يجوز أن يحلّ الثانى محلّ الأول ، كما أنه يجوز أن يكرر العامل ، فتجب ـ حينئذ ـ البدلية ، ويمتنع عطف البيان.

فإذا قلت : يا عبد الله كرز (١) ، بضم كرز ، فإن عبد الله يكون منادى منصوبا لأنه مضاف ، أما (كرز) وهو لقبه فإنه مبنى على الضم. فنطق أو ضبط على نية تكرير العامل ، وجاز إحلاله محلّ متبوعه المنادى ، فتعيّن أن يكون بدلا ، وامتنع أن يكون عطف بيان.

تراكيب بين البدل وعطف البيان :

قد ترد بعض التراكيب فى اللغة يجوز أن يحتسب التابع فيها عطف بيان ، وقد يحتسب بدلا مطابقا ، وذلك حسب الضبط تارة ، أو إرادة المعنى أخرى : منها :

أ ـ يا غلام زيد :

يبنى الأول على الضمّ لأنه منادى نكرة مقصودة ، أما الثانى فإن أردته عطف بيان فإنك تنصبه منونا ؛ لأنه غير منادى فيكون عطف بيان للمنادى منصوبا ، وقد ترفعه منونا. وإن أردته بدلا تعيّن ضمّه بلا تنوين لأنه علم ، والعلم ينادى بالبناء على الضم ، والبدلية على نية تكرير العامل ، وهو حرف النداء.

ب ـ يا زيد زيد :

يبنى الأول على الضمّ لأنه منادى علم غير مضاف وغير شبيه بالمضاف ، فلو أنك أردت بالثانى بدلا فإنك تضمّه دون تنوين ، حتى يكون مبنيا على الضم ، فيصلح لأن يكون منادى. وإن أردت به عطف البيان فإنك تنونه.

ج ـ يا أخانا زيدا :

(أخانا) منادى منصوب وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة ، ونصب لأنه منادى مضاف ، أما تابعه (زيد) فإن أردت به عطف بيان للمنادى نصبته

__________________

(١) الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ٨٧.

١٨٤

ونونته ؛ لأنه يكون غير منادى. وإن أردت به البدل ضممته بدون تنوين ؛ لأنه على نية تكرير حرف النداء ، فيكون منادى (١).

د ـ جاء أخوك زيد :

إن كان لك أخ واحد وهو زيد فالتابع بدل من (أخيك). وإن كان لك أكثر من أخ فالتابع عطف بيان (٢) ؛ لأنه يكون توضيحا وتبيينا لأخ معين من الإخوة الكثيرين.

وكذلك إذا قلت : مررت بأخيه الطويل ، إن كان له أخ غيره فهو عطف بيان ؛ لأن الأخ المتحدث عنه يحتاج إلى توضيح وتبيين فيكون بكلمة الطويل للبيان. وإن لم يكن له أخ غيره فهو بدل (٣) ؛ لأنه لا أخ غيره يتحدث عنده فيكون كل من التابع والمتبوع مقصودا بالحكم.

ه ـ يا زيد زيد الظريف :

إذا أردت البدل فلا بدّ من بناء زيد الأولى وزيد الثانية على الضم ، فتقول : يا زيد زيد الظريف.

أما إذا أردت عطف البيان جاز لك فى زيد الثانى النصب على المحلّ ، والرفع على اللفظ ، فتقول : يا زيد زيدا الظريف ، ويا زيد زيد الظريف.

و ـ زوّجتك بنتى عائشة :

لو قلت : زوّجتك بنتى فاطمة وكانت عائشة ، التعبير بهذا الخطأ على عطف البيان نكاح صحيح ؛ لأن الغلط وقع فى البيان الذى أريد به التوضيح والبيان ، أما هو فنكاح غير صحيح على البدل (٤) ؛ لأن الثانى فى البدل مقصود قصد الأول.

__________________

(١) ينظر : شرح عيون الإعراب ٢٣٥.

(٢) شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٥١٢.

(٣) شرح ابن يعيش ٣ ـ ٧١.

(٤) شرح المفصل ٣ ـ ٧٤.

١٨٥

عطف النسق (١)

العطف ـ كما ذكرنا ـ إمالة الشىء إلى الشىء ، وهو يعنى الرجوع إلى الشىء بعد الانصراف عنه (٢) ، فهو إثناء الثانى إلى الأول ، وحمله عليه فى إعرابه.

يقال : «ثغر نسق إذا كانت الأسنان مستوية ، وكلام نسق إذا كان على نظام واحد» (٣).

فالنسق يعنى التساوى والتناظم الواحد والتتابع. والنسق ـ يفتح السين ـ اسم مصدر بمعنى المنسوق ، فهو بمعنى اسم المفعول ، وبالسكون يكون مصدرا.

يذكر ابن يعيش أن العطف من عبارات البصريين ، وأن النسق من عبارات الكوفيين (٤).

اقترض النحاة اللفظين (العطف والنسق) وجعلوهما مصطلحا واحدا يطلق على كل شيئين اشتركا فى حكم واحد أو صفة واحدة بواسطة حرف من الأحرف المخصوصة لذلك فى اللغة. والخليل يعبر عن النسق بأنه ضمّ الفعل إلى الفعل أو

__________________

(١) يرجع فى هذه الدراسة إلى : الواضح ٥٥ ، ١٦٨ ، ٢٣٦ / اللمع فى العربية ١٧٧ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٣١ / شرح المقدمة المحسبة ٢ ـ ٤٢٩ / المقتصد فى شرح الإيضاح ٢ ـ ٩٣٧ / شرح عيون الإعراب ٢٤٥ / المفصل ٣٠٣ / أسرار العربية / ٣٠٢ الهادى فى الإعراب ١٢٥ / المقدمة الجزولية فى النحو ٧٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٨٨ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢٠٢ / شرح الرضى على الكافية ٢ ـ ٣٦٣ / المقرب ١ ـ ٢٢٩ / التسهيل ١٧٤ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٦٤٤ ، ٧٩٥ ، ١٠١٩ / الإرشاد إلى علم الإعراب / ٣٨٩ شرح ابن الناظم ٥١٩ / شرح ألفية ابن المعطى ١ ـ ٧٧٣ / شرح ابن عقيل ٣ ـ ٢٢٤ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١١٥ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٧٧ / الجامع الصغير / ١٩٣ ، الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٨٩ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٣٥٥ / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٣٠٦ / شرح التحفة الوردية ٢٩٣ / كشف الوافية فى شرح الكافية ٢٦٩ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٤.

(٢) الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٨٥.

والنسق بإسكان السين المصدر نسقت الكلام إذا عطفت بعضه على بعض.

(٣) شرح المفصل ٣ ـ ٧٤ / وينظر ٨ ـ ٨٨ / لسان العرب : مادة (نسق).

(٤) شرح المفصل ٣ ـ ٧٤ ، ٨ ـ ٨٨.

١٨٦

الاسم إلى الاسم (١) ، كما أن سيبويه عبّر عنه بمصطلح الشركة أو التشريك (٢) ، وقد شارك المبرد سيبويه فى ذلك (٣) ، أما الضمّ فيعنى وجود رابطة بين المضمومين ، وهذه الرابطة هى أحرف العطف ، حتى لا يكون ضما على مثال التثنية أو الجمع.

وأما الشركة أو التشريك فيعنيان الاشتراك فى حكم واحد ، ويمكن أن يتضمنا الدلالة على استعمال أحرف العطف.

فكان للنحاة من هذه المعانى مصطلح عطف النسق الذى جمعها جميعا ، وذلك إما لمتابعة الثانى الأول ، وإما لمساواته فى الإعراب ، ويكون عطف النسق فى اللغة للاختصار.

عطف النسق ـ اصطلاحا ـ :

هو حمل الاسم على الاسم ، أو الفعل على الفعل ، أو الجملة على الجملة بشرط توسط حرف بينهما من الحروف الموضوعة لذلك (٤).

والحمل المقصود فى باب العطف إنما يعنى التبعية ، لذلك فإن العطف تابع من التوابع ، فهو «تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف» (٥).

والقول (تابع) يشمل كلّ التوابع ، لكن شرط توسط حرف عطف بينه وبين متبوعه يخرج كلّ التوابع ما عدا عطف النسق.

والتبعية أو الإشتراك بين المعطوف (وهو التابع) والمعطوف عليه (وهو المتبوع) يعنى الاشتراك فى الحكم بكلّ جوانبه الدلالية واللفظية. فالعطف تشريك للثانى مع الأول بوساطة حرف من حروف العطف على سبيل الاختصار والإيجاز.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٥٠٢.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٢٣ ، ٤٧.

(٣) ينظر : المقتضب ٢ ـ ١٦ / ٤ ـ ٢٦٤.

(٤) ينظر : المقرب ٢٢٩.

(٥) ينظر : شرح ابن عقيل ٢ ـ ٢٢٤ / أوضح المسالك ٣ ـ ٣٧ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٤.

١٨٧

شروط صحة العطف :

لصحة العطف يشترط صلاحية مباشرة المعطوف للعامل ، ويستوجب هذا مراعاة جانبين :

أولهما : الجانب المعنوى ، وهو صحة العلاقة المعنوية بين العاطف والمعطوف ، ويكون ذلك من خلال وضع المعطوف موضع المعطوف فيصحّ المعنى ، أو من خلال وضع العامل قبل المعطوف ، مثال ذلك : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [آل عمران : ٩٠]. حيث (اختلاف) مجرور بالكسرة معطوف على (خلق) ، ولو وضعنا (اختلاف) بعد (فى) ، أو (فى) قبلها لصحّ المعنى ، فى حين لو وضع (اختلاف) موضع (السموات) أو (الأرض) وكلّ منها مجرور لما صحّ المعنى.

وتقول : أكرمت محمدا الأول وعليا ، فتضع (عليا) موضع (الأول) فلا يصح معنويا ، ولكنك إذا وضعتها موضع (محمدا) فإن المعنى يصح فيكون (عليا) معطوفا على (محمدا) منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتقول : فتحت باب الحجرة والنافذة ، فتجد أن (النافذة) معطوف على (باب) منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ولا يعطف على (الحجرة) ، ولأنه لا يصح أن يوضع موضعها.

والآخر : الجانب اللفظى ، حيث يكون المعطوف فى الموقع الإعرابى للمعطوف عليه ، فهو مشترك معه فى الحكم ، ويكون ذلك بوضع المعطوف موضع المعطوف عليه فتصح الأحكام التركيبية ، مع مراعاة التغيرات اللفظية فى التركيب والتى يتطلبها تجاور الكلمات من الإظهار والاستتار ، والانفصال والاتصال ، والتعريف والتنكير ، وإظهار علامة التأنيث .. إلخ.

فتقول : جاء محمد وعلى ، حيث يصح : جاء علىّ.

وتقول : قرأت كتاب النحو والرسالة ، فيصح قرأت الرسالة.

١٨٨

وإذا قلت : قام زيد وأنا ، فإنه يصح : قمت ، حيث يتحول الضمير المرفوع المنفصل (أنا) إلى مثيله المتصل (تاء المتكلم).

وإذا قلت : رب رجل وأخيه ، فإنه يصح : رب أخى رجل و (رب) تدخل على النكرات ، وإذا كان (أخ) مضافا إلى ضمير الغائب فتكون معرفة ، فإنها بسبقها لا تضاف إلى هذا الضمير حيث لا يعود على سابق ، ويأخذ ما عاد عليه الضمير من النكرة (رجل) موضعه فى الإضافة إلى (أخى) ، وبهذا تصح القواعد التركيبية.

وتقول : اختصم زيد وعمرو ، فإذا قلت : اختصم عمرو فإنه لا بد من ذكر معطوف عليه ، لأن معنى الفعل يتطلب اثنين فأكثر.

وتقول : مررت برجل قائم أبواه لا قاعدين ، فتضع المعطوف موضع المعطوف عليه فتتطلب الصحة التركيبية إفراد المعطوف ؛ لأنه فى هذا الموضع بمثابة الفعل الذى سبق فاعله ، والفعل إذا سبق الفاعل فإنه يلزم بنية الإسناد إلى مفرد ، حيث لا يلحقه ما يدلّ على تثنية أو جمع ، فتقول : مررت برجل قاعد أبواه.

فإذا عطفت على الصفة ما كان معطوفا عليه ألحقت بالمعطوف ما يدل على التثنية ، فتقول : مررت برجل قاعد أبواه لا قائمين.

وإذا قلت : من يأتنى ويسلنى أعطه.

وفى هذه الأمثلة ردّ على النحاة (١) الذين يعتقدون أن المعطوف لا يشترط فى صحة العطف وقوعه موقع المعطوف عليه لعدم صحة التركيب فى مثل هذه الأمثلة ، حيث يريدون أن يضعوا المعطوف موضع المعطوف عليه بما ظهر عليه من نطق أو لفظ دون إجراء التغيرات التى يتطلبها التركيب ، ولكن المعقول أن يوضع المعطوف موضع المعطوف عليه ، ويتخذ ظواهره اللفظية أو سماته التركيبية.

أقسام عطف النسق :

يكون عطف النسق على ثلاثة أقسام (٢) :

__________________

(١) يرجع إلى : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٦٨.

(٢) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٨٩.

١٨٩

أولها : العطف على اللفظ :

العطف على اللفظ هو أصل عطف النسق ، وصحته إمكان توجه العامل إلى المعطوف. فلا يجوز القول : ما جاءنى من رجل ولا فاطمة ، بجر (فاطمة) على الفتحة ، وعدم الجواز سببه أن (من) الاستغراقية الزائدة لا تسبق معرفة ، فمجرورها يجب أن يكون نكرة ؛ ليعطيا معنى الاستغراق والشمول.

الثانى : العطف على المحل :

صحته أو شرطه إمكان ظهور المحل ـ على الوجه الأفصح ـ فلا يجوز القول : مررت بزيد وعمرا ، بنصب (عمرو) ؛ لأن المحلّ لا يجيز النصب خلافا لابن جنى.

كما لا يجوز القول : إن زيدا وعمرو قائمان ، برفع (عمرو).

ولكنه يجوز القول : ما زيد بجبان ولا بخيلا (١) ، بنصب (بخيلا) على موضع (جبان) ، فمحلّه النصب لأنه خبر (ما) الحجازية.

ويجوز : إن زيدا قائم وعمرو. برفع (عمرو) على موضع (إن) مع اسمها وهو الرفع على الابتداء. أو على أنه مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما سبق.

ومنه قول عقيبة بن هبيرة الأسدى :

معاوى إننا بشر فأسجح

فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٢)

__________________

(١) يجوز فى (بخيل) الجر والرفع والنصب ، الجر بالعطف على اللفظ ، والتشريك فى الباء ، والرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف ، والنصب بالعطف على موضع (جبان) ، والتشريك بـ (ما).

(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٦٧ / المقتضب ٣ ـ ٣٣٧ / الجمل ٦٨ / الأمالى للقالى ١ ـ ٣٦ / الحلل ٦٨ / البسيط فى شرح الجمل ٢ ـ ٨٠٠ / خزانة الأدب ١ ـ ٣٤٣ / ٢ ـ ١٤٣.

فى (الحديد) رواية الجر على لفظ (الجبال). أسجح : سهل.

(معاوى) منادى مرخم مبنى على الضم المقدر فى محل نصب ، وحرف النداء مقدر. (إننا بشر) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم نا مبنى فى محل نصب ، اسم إن.

بشر : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (فأسجح) الفاء حرف تعليلى مبنى ، لا محل له من الإعراب.

أسجح فعل أمر مبنى على السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (فلسنا بالجبال) الفاء حرف

١٩٠

حيث نصب (الحديدا) على موضع (الجبال) ، فموضعه النصب لأنه خبر (ليس) ، والباء حرف جر زائد للتوكيد والإلصاق.

الثالث : العطف على التوهم :

وشرطه صحة دخول العامل المتوهّم ، أو كثرة دخوله ، ولهذا لا يجوز القول : ما كنت قائما ولا قاعد. بجر (قاعد) على التوهم بوجود حرف الجر فى خبر (كان).

ولكنه يجوز القول : لست قائما ولا قاعد ؛ لأن حرف الجر الزائد (الباء) يكثر دخوله فى خبر (ليس).

ومنه قول زهير :

بدا لى أنى لست مدرك ما مضى

ولا سابق شيئا إذا كان جائيا (١)

__________________

تعليل مبنى ، لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. الباء : حرف جر زائد مبنى لا محل له من الإعراب. الجبال : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، (ولا الحديدا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. الحديدا : معطوف على خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والألف للإطلاق.

(١) ينظر : ديوانه ٢٨٧ / الكتاب ١ ـ ١٦٥ ، ٣٠٦ ، ٢ ـ ١٥٥ ، ٣ ـ ٢٩ ، ٥١ ، ٤ ـ ١٦٠ / الجمل ٩٦ / الحلل ١١٠ / الخصائص ٢ ـ ٣٥٣ ، ٤٢٤ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٥٢ / البسيط فى شرح الجمل ١ ـ ٣٢٨.

(بدا) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر. (لى) اللام : حرف جر مبني لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بالنداء. (أنى) أن : حرف توكيد ونصب مصدرى ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، اسم أن (لست مدرك) ليس : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع اسم ليس. مدرك : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة ليس معموليها فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل. (ما مضى) ما : اسم موصول فى محل جر بالإضافة. مضى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر. والجملة صلة الموصول لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. سابق : معطوف على خبر ليس بتوهم الباء به مجرور ،

١٩١

حيث عطف (سابق) المجرور على خبر (ليس) المنصوب بتوهّم (الباء) ؛ لأن الباء الزائدة يكثر دخولها فى خبر (ليس).

ومنه على أحد وجهين القول : هذا ضارب زيد الآن وعمرا ، بجر (زيد) بالإضافة إلى (ضارب) ، ونصب عمرو ، ويؤول نصب عمرو على التوهم بنصب (زيد) ، وتكون الإضافة للتخفيف. فيتوهم التنوين بنصب (زيد) (١).

ملحوظة :

الفرق بين العطف على المحل والعطف على التوهم أن العامل فى العطف على المحل موجود دون ظهور أثره ، وأن العامل فى العطف على التوهم مفتقد مع ظهور أثره.

أحرف العطف

حروف العطف هى : الواو ، الفاء ، ثمّ ، أو ، أم ، بل ، لكن ، لا ، حتى ، وإما الثانية ، على خلاف بين النحاة فى الحرفين الأخيرين ، وبعضهم يضيف إليها (أى) ، لكن تركيبها لا يكون عطف نسق على الوجه الأرجح ، وبعضهم يضيف (ليس) لكن قسمها البنيوى لا يجيز ذلك.

وتقسم هذه الأحرف إلى قسمين :

أولهما : ما يقتضى إشراك المعطوف عليه فى اللفظ والمعنى ، أى فى وجوه الإعراب والحكم ، ويتضمن الواو والفاء وثم وحتى مطلقا ، فإذا قلت : حضر القوم ومحمد ، فمحمد ، ثم محمد ، حتى محمد ، فإننا نلمس أن محمدا شارك القوم فى الحكم ، وهو الحضور ، وفى الإعراب ، وهو الرفع.

__________________

وعلامة جره الكسرة .. (شيئا) مفعول به لسابق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بسابق. (كان جائيا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير محذوف تقديره : هو. جائيا : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كان مع معموليها فى محل جر بالإضافة.

(١) الوجه الآخر فى تعليل النصب أن يقدر فعل محذوف والتقدير : ويضرب عمرا. ينظر : الكتاب ١ ـ ١٦٩ ، ١٧٤.

١٩٢

وأو وأم بشرط عدم إفادة الإضراب ؛ لأن الإضراب تحول عن المعنى الأول الذى يسبق الحرف إلى المعنى الثانى الذى يلى الحرف.

فإذا قلت : أمحمد موجود أم علىّ؟ فإن ذلك يفيد أنك تعلم أن أحد الاثنين موجود ، ولكنك لا تستطيع تعيينه. فكلّ منهما مراد به السؤال ، وصالح للوجود وعدم الوجود ، وهو الحكم المعنوىّ فى الخبر. وكذلك (أو) مشركة ما بعدها لما قبلها فى المعنى الذى تكون له ، إلى جانب الأوجه الإعرابية.

فإذا أفادا إضرابا فإنهما يشركان فى اللفظ فقط دون المعنى ، حيث الإضراب مخالفة معنوية.

والآخر : ما يقتضى إشراك المعطوف للمعطوف عليه فى اللفظ دون المعنى ، وهو ، بل ، ولكن ، ولا ، والبغداديون يلحقون بهذه الأحرف الثلاثة (ليس) ، ولكن الجمهور يؤول ما يشعر بذلك.

ففى قول لبيد :

وإذا أقرضت قرضا فاجزه

إنما يجزى الفتى ليس الجمل (١)

برفع الجمل ، ولكنه يخرج على تقدير : ليسه الجمل ، أو : ليس الجمل مجزيا ، فيكون الجمل اسم ليس.

__________________

(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٥.

(إذا) اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية. (أقرضت) أقرض : فعل شرط ماض ، مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى ، فى محل رفع فاعل. (قرضا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فاجزه) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. اجز :فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة الهاء مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية جواب شرط إذا لا محل لها من الإعراب. (إنما) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لإن مؤكد مبنى لا محل له من الإعراب.

(يجزى الفتى) يجزى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر مبنى للمجهول الفتى : نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب. (الجمل) اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبر ليس محذوف.

١٩٣

وتشترك هذه الأحرف الثلاثة بين المتعاطفين لفظا فقط لاختلاف المتعاطفين بها فى الإثبات والنفى ، إذ ما قبل (بل) و (لكن) منفىّ ، وما بعدها يكون مثبتا ، أما (لا) فبالعكس ، فتقول : ما قام محمد بل أو لكن علىّ ، فيكون محمد غير قائم ، أما على فهو قائم.

تقول : قام محمد لا على ، فيكون محمد قائما ، ويكون على غير قائم.

ملحوظتان :

أولا : (أى)

(أى) تفسيرية ، وليست حرف عطف ، والذى يليها يكون عطف بيان لا عطف نسق ، فإذا قلت : رأيت الغضنفر أى الأسد ، فإن (أى) حرف تفسير وبيان مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الأسد) عطف بيان للغضنفر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

ثانيا : التوكيد المسبوق بـ (ثم):

إذا أكدت الجملة توكيدا لفظيا ؛ أى : بالتكرير ؛ فإنه من الأفضل أن تسبق الجملة المؤكّدة بحرف العطف (ثمّ) ، بشرط عدم الالتباس ، أى عدم إفادة التكرير ، منه قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر ٣ ، ٤] ، فالجملة الثانية توكيد للأولى ، وفصل بينهما بـ (ثم) ، ليس للعطف.

وهاك دراسة مفصلة لأحرف العطف.

* * *

* (الواو)

حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب ، معنى العطف غالب فيه ، ويفيد اجتماع المتعاطفين مطلقا. ومن حيث دلالة الواو على الترتيب فإن للنحاة فيها مذهبين (١) :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤٣٧ ، ٤ ـ ٢١٦ / المقتضب ١ ـ ٤١٨ / المقتصد ٩٣٨ / الإرشاد إلى علم الإعراب ٣٨٩ / الجنى الدانى ١٥٩ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٥.

١٩٤

أولهما : أنها لا تفيد الترتيب ، بل هى لمجرد الجمع المطلق بين المتعاطفين. وعليه البصريون مطلقا ، وأكثر الكوفيين.

الآخر : أنها للترتيب ، حيث المذكور أولا يسبق الثانى فى الحكم زمنيا وحدثيا ، وعلى ذلك الكسائى والفراء وهشام وثعلب من الكوفيين ، وقطرب من البصريين.

والمختار أن حرف الواو العاطف يكون لمطلق الجمع بين المتعاطفين مع أداء إحدى الدلالات الآتية من حيث الترتيب ؛ طبقا للمعنى المفاد من العلاقات المعنوية بين عناصر الجملة :

ـ المصاحبة بين المتعاطفين وتكون أكثر فى تراكيب الواو ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) [العنكبوت ١٥] ، فأصحاب معطوف على ضمير الغائب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والنجاة حادثة لنوح وأصحاب السفينة معا من خلال حدث واحد فى زمن واحد.

وتقول : الحقّ بين محمد ومحمود ، فلا يكون ترتيب ، كما تقول : سيّان علىّ وسمير. واختصم أحمد ومحمود ، واشترك سعيد وسمير فى هذا العمل. تضارب زيد وعمرو. وتقاتل خالد وعطية ، حيث الافتعال والتفاعل يقتضيان المشاركة ، ولا يصح وقوعهما من فاعل واحد ، أما (سيان) فإنها تقتضى اثنين ، لأنها مثنى.

وتلمس المصاحبة فى قوله تعالى : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) [النساء : ٥٤](١).

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) [البقرة : ١٢٧].

__________________

(١) (قد) حرف تحقيق مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (آتينا) آتى فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل. (آل إبراهيم) آل : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وإبراهيم : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والحكمة) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الحكمة : معطوف على الكتاب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٩٥

ـ الترتيب : حيث تعطف متأخرا فى الحكم على متقدم فيه ، وهو كثير ، ومنه قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ) [الحديد : ٢٦] ، فإبراهيم ـ عليه السّلام ـ أرسل بعد نوح عليه السّلام ـ فهما مشتركان فى الحدث ، ولكنهما مترتبان فى الزمن.

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) [آل عمران : ٣٣](١).

(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ) [التوبة : ٧٠].

(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) [الزلزلة : ١ ـ ٣](٢).

ومنه القول : رأيت زيدا وبكرا بعده.

ـ المخالفة فى الترتيب ، فتعطف متأخرا فى الحكم على متقدم فيه ، وهو قليل.

ومنه قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ) [الشورى : ٣] ، حيث المعطوف عليه ـ وهو كاف المخاطب ـ متأخر زمنيا عن المعطوف ، وهو (الذين من قبلك) ، وإن كانا مشتركين حدثيا.

ومنه : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [آل عمران : ٤٣] ، فقدم السجود على الركوع.

(إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) [المؤمنون : ٣٧](٣) ، حيث إننا نحيا قبل أن نموت. وربما كان العطف مع الترتيب ، إذ المقصود نموت نحن ، ويحيا غيرنا ، أو أبناؤنا.

__________________

(١) الجملة الفعلية (اصطفى) فى محل رفع ، خبر إن.

(٢) (ما لها) ما : اسم استفهام مبنى فى محل رفع مبتدأ. اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. والجملة الاستفهامية فى محل نصب ، مقول القول.

(٣) (إن) حرف نفى مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (هى) ضمير مبنى فى محل رفع مبتدأ. (إلا) حرف استثناء يفيد الحصر والقصر ، مبنى لا محل له من الإعراب. (حياتنا الدنيا) حياة : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

١٩٦

(قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ) [آل عمران : ٨٤].

(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) [القمر : ٢١ ، ٣٠] ، العذاب يكون بعد النذر.

ومنه القول : رأيت زيدا وبكرا قبله.

ومنه نلمس أن الواو تفيد الجمع مطلقا ففى قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) [الأعراف : ١٦١] ، وفى القصة نفسها يقول تعالى فى موضع آخر : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ) [البقرة : ٥٨].

وفى قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ) [الأحزاب : ٧].

فجمع فى (النبيين) ، ولمّا فصّل ذكر رسولنا الكريم أولا ، وهو خاتم الأنبياء ، ثم ذكر الأقدم : نوحا ، ومن جاء بعده بكثير من الأنبياء ، وهو (إبراهيم) ، وكان العاطف الواو ، وليس فى المتعاطفات بها إرادة ترتيب.

وأنت تلحظ مما سبق أن معنى الإشراك أو الاجتماع هو المعنى الثابت للواو ، أما سائر المعانى المصاحبة لها فإنها تفهم من خلال العلاقة بين المتعاطفين ؛ ولذلك فإن الواو يجعلونها أصل حروف العطف ؛ لأنها تدل على معنى واحد (١) ، أما غيرها من حروف العطف فإنها تدل على معنى آخر غير معنى الاجتماع.

فصارت الواو بمنزلة الشىء المفرد ، وغيرها من حروف العطف بمثابة المركب (٢).

ملحوظة :

تكون الواو بمعنى (أو) فى ثلاثة مواضع (٣) :

__________________

(الدنيا) نعت لحياة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (نموت) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب. (ونحيا) حرف عطف مبنى ، وجملة فعلية معطوفة على سابقتها.

(١) أسرار العربية ٣٠٢.

(٢) ينظر : شرح ابن يعيش ٨ ـ ٩٠.

(٣) ينظر : الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٨.

١٩٧

أولها : التقسيم ، نحو قولك : الكلمة اسم وفعل وحرف.

وثانيها : الإباحة : حيث يجوز القول : جالس الحسن وابن سيرين ، أى أحدهما.

ولذلك فإنه ـ تعالى ـ قال : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) بعد قوله ـ تعالى : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) [البقرة : ١٩٦](١). لئلّا يتوهّم الإباحة بين الثلاثة والسبعة ، فأكّد مجموعهما وصيامهما معا بذكر (عشرة كاملة) ، مما يدلل على أن الواو قد يتوهم فيها معنى الإباحة.

الموضع الثالث : التخيير ، حيث يؤوّل بعضهم قول الشاعر :

قالوا نأت فاخترلها الصبر والبكا

فقلت البكا أشفى إذا لغليلى (٢)

__________________

(١) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يجد) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (فصيام) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط رابط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وهو مضاف و (أيام) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط ، وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع ، خبر المبتدإ اسم الشرط ، (فى الحج) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سبعة : معطوف على ثلاثة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بالصيام. (رجعتم) رجع : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطبين تم مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة.

(٢) ينظر : أمالى القالى : ٢ ـ ٦٤ / شرح شذور الذهب ، رقم ١٩١ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٩.

(قالوا) فعل ماض مبنى الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (نأت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (فاختر) الفاء : حرف سببى مبنى لا محل له من الإعراب. اختر : فعل أمر مبنى على السكون.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (لها) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بالاختيار. (الصبر) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والبكا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الاعراب. البكا : معطوف على الصبر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فقلت) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قال : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. البكا : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (إذن) حرف جوابى مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لغليلى) اللام حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. غليل : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بأشفى. والجملة الاسمية (البكا أشفى) فى محل نصب مقول القول.

١٩٨

يؤول قوله : الصبر والبكا إلى الصبر أو البكا ، حيث لا يجمع بينهما ، فالاختيار يكون لأحدهما ، وقد يؤول إلى تقدير : اختر من الصبر والبكا.

خصائص الواو :

تختص الواو بعدة أحكام ، قد تنفرد بأكثرها ، وقد يشاركها غيرها من أحرف العطف فى بعضها ، ولكنها كلّها أحكام للعطف بالواو نذكرها فيما يأتى (١) :

١ ـ احتمال المعطوف بها مصاحبة المعطوف عليه أو مخالفة التراتب ، أو المحافظة على الترتيب ، كما ذكرنا سابقا ، فالمعطوف بها يحتمل المصاحبة والقبلية والبعدية.

٢ ـ تعطف اسمين لا يكتفى المعنى أو الكلام بأحدهما دون الآخر.

يحكم ذلك مدلول العامل ، ففى بعض الأفعال التى تكون على مثال صيغتى (افتعل وتفاعل) يكون مدلولها مستوجبا لاثنين فأكثر ، وإلا فسد المعنى ونقص ، وذلك حينما تفيد هذه الأفعال معنى الاشتراك والتشارك ، كمعانى الاختصام والاقتتال والتقاتل والتخاصم والاصطفاف والتصاف والتجاور والتعاطف والاشتراك والتشارك والاجتماع والتجمع والتسابق والاستباق والتحادث والتساوى والاستواء ، وما قد تقع عليه من أمثال ذلك.

فتقول : اختصم سمير ومحمود ، تقاتل سعيد وجاره ، اشترك المهندس والعمال فى تنفيذ المشروع. اصطفّ أحمد وزميله ، تجاورت سعاد وفاطمة ، حيث يجب ذكر المعطوف ، ولا تصحّ المعانى السابقة بدون ذكره ، ويجب أن يكون حرف العطف الواو.

إن كان الفاعل المتقدم مؤنثا ألحقت بالفعل ما يدلّ على التأنيث ، أو سبقته بها.

فتقول : اختصمت فاطمة وأخوها ، تقاتلت المرأة وزوجها.

ومنه قوله تعالى : (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) [الرعد : ١٦].

كما أن هناك معانى أخرى تستوجب وجود معطوفين ، من نحو الأمثلة الآتية :

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٣٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٩٢.

١٩٩

سواء حضورك وغيابك. حيث السواء يستلزم اثنين يسوّى بينهما ، أو أكثر. ويكون العاطف الواو. أما قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٦] ؛ حيث عطف فيه بعد السواء بالحرف (أم) ؛ فإنه يؤول إلى الأصل ، وهو : سواء عليهم الإنذار وعدمه ، فيكون أصل العطف الواو.

هذان محمود وعلىّ. إن الطلاب محمود وعلىّ وأحمد مجدّون.

جلست بين أحمد وصديقه ، حيث البينية تتطلب اثنين فأكثر ، ويكون العاطف بينهما الواو للجمع.

أما قول امرئ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل (١)

حيث عطف بعد (بين) بالفاء ، والبينية تستوجب الاجتماع الذى يحققه الواو ؛ فإنه يخرج على حذف مضاف ، والتقدير : بين أماكن الدخول فأماكن حومل.

أو : بين أهل الدخول فأهل حومل.

ويذكر بعضهم ـ وعلى رأسهم الأصمعى ـ أن الصواب أن يكون العطف بالواو.

__________________

(١) ضياء السالك رقم ٤١٣ / الدرر ، رقم ١٥٨٧ ، ٦ ـ ٨٢.

سقط : ما تساقط من الرمل ، اللوى : الرمل المعوج الملتوى ، الدخول وحومل : موضعان.

(قفا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (نبك) فعل مضارع مجزوم ؛ وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، إما لأنه فى جواب الأمر ، وإما لأنه جواب شرط محذوف. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. (من ذكرى) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ذكرى : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وشبه الجملة متعلقة بالبكاء. (حبيب) مضاف إلى ذكرى مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بسقط) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سقط اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لمنزل. أو متعلقة بنعت محذوف. (اللوى) مضاف إلى سقط مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وشبه الجملة فى محل جر ، نعت ثان لمنزل ، أو متعلقة بنعت ثان محذوف. وبين مضاف ، و (الدخول) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فحومل) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. حومل : معطوف على الدخول مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٠٠