النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

لقيت حمارا زيدا ، المعرفة (زيد) بدل مباين من النكرة (حمار).

ومن إبدال المعرفة من النكرة قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِراطِ اللهِ ..) [الشورى : ٥٢ ، ٥٣] (صراط) الثانية معرفة بالإضافة إلى معرفة وهى بدل من (صراط) الأولى ، وهى نكرة.

ويكون منه قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي) [طه : ٢٩ ، ٣٠] ، حيث يكون المعرفة العلم (هارون) بدلا من النكرة (وزير) وهو بدل مطابق (١).

إبدال النكرة من النكرة : يجوز إبدال النكرة من النكرة نحو : أعجبت برجل رجل صالح ، النكرة (رجل صالح) بدل مطابق من النكرة (رجل).

بنيت بيتا أساسا منه ، النكرة (أساس) بدل جزء من كلّ من النكرة (بيت).

أعجبتنى فتاة خلق لها. النكرة (خلق) بدل اشتمال من النكرة (فتاة).

ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً) [النبأ : ٣١ ، ٣٢] ، حيث الاسم النكرة (حدائق) بدل اشتمال من النكرة (مفارا) ، وكل منهما منصوب ، ويجوز أن يكون بدل كلّ ، ويجوز أن ينصب بفعل مضمر ، تقديره (أعنى).

إبدال النكرة من المعرفة : يختلف النحاة فى وجود شروط لإبدال النكرة من المعرفة (٢) ، حيث : يذهب الكوفيون والبغداديون إلى وجوب نعت النكرة إذا أبدلت من المعرفة.

أما البصريون فإنهم لا يشترطون الوصف ، ما دام فى البدل النكرة فائدة معنوية لم توجد فى المبدل منه المعرفة ، كتغيير لفظى البدل والمبدل منه ، أو نعت البدل ،

__________________

(١) يجوز أن يكون نصب (هارون) على تقدير فعل محذوف (أخص) ، أو على أنه مفعول به أول لـ (جعل) ، ووزير مفعول به ثان وقد تقدم لأهمية الوزارة. وفيها أوجه إعرابية أخرى مذكورة فى الصفحات السابق.

(٢) ينظر : شرح الكافية لابن الحاجب ١ ـ ٦٢ / شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٨٦ / المساعد ٢ ـ ٤٢٨.

١٤١

كما فى قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) [العلق : ١٥ ، ١٦] ، (ناصية) النكرة الموصوفة بدل مطابق من المعرفة (الناصية) ، وكلّ منهما مجرور.

ب ـ من حيث الإظهار والإضمار :

مبنى البدل والمبدل منه من حيث كونهما مظهرين أو مضمرين أو مختلفى الإظهار والإضمار يختلف وجوبا وجوازا بين النحاة على النحو الآتى : إبدال المظهر من المظهر : يجوز كما ورد فى الأمثلة السابقة. ومنه : فهمت اليوم درسا درس النحو ، سافرت أسبوعا يومى الاثنين والثلاثاء ، أعجبت بامرئ القيس شعره ، وبزهير حكمته ، وبعنترة شجاعته ، وبحسان دفاعه عن الإسلام ؛ استمعت إلى الأغنية الحديث.

وفيها (درس النحو ، يومى ، وشعر ، وحكمة ، وشجاعة ، ودفاع ، والحديث) بدل من (درسا ، وأسبوعا ، وامرئ القيس ، وزهير ، وعنترة ، وحسان ، والأغنية) ، وكلها بدل مظهر من مظهر ، الأول بدل مطابق ، والثانى بدل جزء من كل ، والثالث بدل اشتمال ، والرابع اشتمال ، والخامس اشتمال ، والسادس اشتمال ، والسابع بدل مباين.

إبدال المضمر من المضمر : يجوز ، نحو : أكرمته إياه ، حيث ضمير الغائب المنفصل المنصوب (إياه) فى محلّ نصب على البدلية المطابقة من ضمير الغائب المتصل المنصوب (هاء الغائب) ، ولا يكون ضمير الفصل المذكور توكيدا ؛ لأن التوكيد يكون بضمائر الرفع.

ومنه : ثلث الرغيف أكلته إياه (بدل بعض من كلّ) ، فالهاء فى (أكلته) يعود على الرغيف.

وكذلك : جمال المرأة أعجبت منها فيه. (بدل اشتمال) ، وحسن الجارية أعجبتنى هو ، الضمير (هو) عائد على الحسن ، وهو بدل اشتمال من الضمير المستتر فى أعجبت.

١٤٢

ومثل هذه التراكيب بدل عند البصريين ، ولا تكون توكيدا ؛ لأن التوكيد يكون بالضمير المرفوع المنفصل.

أما هى عند الكوفيين فتوكيد (١) ، ويصححه ابن مالك ، فيذكر : وقد تكلف بعض المتأخرين فصوّروا أمثلة تتضمن جعل المضمر بدلا ... ثم يقول : «ويكفى فى ردّ هذا أن مثله لم تستعمله العرب نثرا ولا نظما» (٢). ويذكر ابن الحاجب : «والأحسن فى مثل هذا أن يجعل تأكيدا لا بدلا» (٣).

ومن النحاة من يرى أنه لا يأتى بدل المضمر من المضمر فى بدل بعض من كلّ ، ولا فى بدل الاشتمال ، لما فيه من التكلف فى الكلام ، وعدم الإبانة (٤).

إبدال الاسم المضمر من المظهر : نحو : أكرمت محمدا إياه. على أن ضمير النصب المنفصل (إياه) بدل من المظهر محمدا. وهو بدل مطابق.

ومن بدل الجزء من الكلّ فى هذا القسم أن تقول : ثلث الرغيف أكلت الرغيف إياه ، على أن (إياه) عائد على الثلث ، فيكون بدلا من الرغيف ، ولا بدّ من إعادة الظاهر.

ومن بدل الاشتمال قولك : حسن الجارية أعجبت من الجارية فيه ، فتعيد الظاهر (الجارية) ، وضمير الغائب من (فيه) يعود إلى الحسن ، فيكون بدل اشتمال ، وحسن الجارية أعجبتنى الجارية هو.

وبعض النحاة يمنعون إبدال المضمر من الظاهر ، ويجعلون ذلك توكيدا (٥).

ملحوظة :

هذه المسائل الأربع من القسمين السابقين التى تحتاج إلى إعادة المظهر ، وهى بدل المضمر من الظاهر ، والمضمر من المضمر فى بدل الجزء من الكلّ ، وبدل

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٥٦.

(٢) شرح العمدة ٥٨٥ / التسهيل ١٧٢.

(٣) الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٤٥٣.

(٤) ينظر : البسيط فى شرح جمل الزجاجى ١ ـ ٣٩٤.

(٥) التسهيل ١٧٢.

١٤٣

الاشتمال منعها بعض النحاة ومنهم ابن عصفور (١) ، وتبريرهم لذلك خلوّ الجملة الواقعة خبرا من ضمير يعود على المبتدإ ، فالضمير (إياه) فى التراكيب الأربعة ، وإن كان واقعا فى جملة الخبر ، وهو عائد على الثلث ، فهو من جملة أخرى ؛ لأن البدل فى نية تكرير العامل ، فكأنك قلت : إياه أكلت.

إبدال المظهر من المضمر : نحو : محمد أكرمته أخاك ، حيث المظهر (أخا) بدل مطابق من ضمير الغائب المفعول به الهاء ، وهو منصوب وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.

ومنه قول بعض العرب : اللهمّ صلّ عليه الربّ الرحيم ، أبدل الاسم المظهر (الرب) من الضمير الفاعل المستتر فى (صلّ).

ويجعلون من ذلك قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [الأنبياء : ٣] فى أحد التوجهات الإعرابية لهذا الموضع ، حيث يبدل الاسم الموصول (الذين ظلموا) من الضمير الفاعل (واو الجماعة) فى (أسروا) ، ويكون فى محل رفع (٢).

ومنه : الجارية أعجبتنى حسنها ، (حسن) بدل من الضمير المستتر فى (أعجب).

ومن إبدال المظهر من المضمر الحاضر قوله تعالى : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) [غافر : ٤٨] بنصب ، (كل) فى قراءة ابن السميفع وعيسى بن عمر ، ومن أوجه نصبها أن تكون بدلا من اسم (إن) ضمير المتكلمين ، وفيها وجهان آخران : هما النصب على الحالية ، والنصب على أنها توكيد لاسم إن ، على أن التنوين فى (كل) عوض من الضمير الواجب إضافته إليها لإفادة التوكيد.

__________________

(١) ينظر : شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٨٨ ، ٢٨٩ / شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٥٠٢.

(٢) فى الموقع الإعرابى للاسم الموصول أوجه أخرى غير البدلية التى ذكرت ، وهى :

أ ـ أن يكون فى محل رفع فاعل الفعل (أسر) والواو علامة جمع ، كما هو فى لغة أزد شنوءة فى الفاعل الجمع والمثنى ، حيث يلحقون بالفعل ما يدل على الجمع والتثنية.

ب ـ أن يكون مبتدأ مؤخرا ، خبره المقدم الجملة الفعلية (أسروا).

ج ـ أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هم الذين ظلموا.

١٤٤

ومنه القول : قمتم ثلاثتكم ، عند من رفع (ثلاثة) فى هذا الموضع واحتسبها توكيدا. لأنه قد تحتسب بدلا ، وقد تنصب على الحالية.

ملحوظة :

إذا أبدل الاسم الظاهر من المضمر فإن للنحاة فيه تفصيلا وخلافا على النحو الآتى (١) :

ـ إذا كان الإبدال من ضمير الغيبة فإن هذا جائز ، كما هو مذكور فى الأمثلة السابقة.

ـ إذا كان الإبدال من ضمير الحاضر البارز متكلما أو مخاطبا بدلا مطابقا فإن جمهور النحاة يمنعونه ؛ لأن الثانى لا يعطى إفادة ؛ لأن الضمير فى غاية الوضوح ، والاسم المظهر يكون أنقص منه فى التعريف ، مع كون مدلوليهما واحدا ، والبدل إنما يؤتى به للبيان غالبا.

أما الأخفش والكوفيون فإنهم يجيزونه مستدلين بقول الشاعر :

أنا سيف العشيرة فاعرفنى

حميدا قد تذرّيت السّناما

حيث جعلوا (حميدا) بدلا من ضمير المتكلم المنصوب الياء ، ويرد عليه بأن نصب (حميد) على الاختصاص.

__________________

د ـ أن يكون مبتدأ ، وخبره ما بعده.

ه ـ أن يكون فى محلّ نصب على الذم ، بتقدير فعل محذوف ، تقديره : أذم أو بتقدير : أعنى.

و ـ وفيه وجهان آخران للجر.

«هل هذا إلا بشر مثلكم» ، (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب ، (بشر) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مثلكم) نعت لبشر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة.

لاحظ أن الاستفهام يخرج إلى معنى النفى ، ولذلك فإن الاستثناء مفرغ ، والكلام فيه ناقص منفى ، فيعرب ما بعد إلا حسب موقعه فى الجملة.

(١) شرح الكافية لابن الحاجب ١ ـ ٦٢ / الرضى على الكافية ١ ـ ٣٤١ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٦٢ / الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ١٢٨ / الهمع ٢ ـ ١٢٧.

١٤٥

وقول الآخر :

وشوهاء تغدو بى إلى صارخ الوغى

بمستلئم مثل الفنيق المدجّل

حيث جعلوا (بمستلئم) بدلا من (بى) ، ولكن يرد على ذلك بأنه تجريد بيانى ، حيث جرّد من نفسه ذاتا.

وقول الآخر :

بكم قريش كفينا كلّ معضلة

وأمّ نهج الهدى من كان ضلّيلا (١)

على أنه أبدل قريشا من ضمير المخاطبين ، ويرد على ذلك بأن قريشا مروى بالرفع منادى نوّن للضرورة.

ـ ويجيز النحاة إبدال المظهر من المضمر للمتكلم والمخاطب إذا أفاد إحاطة ، لأنه يكون قد أفاد معنى ، ويجعلون منه قوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) [المائدة : ١١٤] ، حيث (لأولنا وآخرنا) بدل كلّ من كلّ من (لنا) بإعادة العامل (اللام) (٢). وهو يعطى معنى الإحاطة والشمول.

ومن ذلك قول عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فى يوم بدر :

فما برحت أقدامنا فى مقامنا

ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا (٣)

__________________

(١) (بكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بكفى. (قريش) بالجر بدل من ضمير المخاطبين مجرور ، وبالرفع منادى مبنى على الضم ، ونون للضرورة الشعرية. (كفينا) فعل ماض مبنى على السكون ، مبنى للمجهول ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (كل) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (معضلة) مضاف إلى كل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وأم) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، أم : فعل ماض مبنى على الفتح. (نهج) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الهدى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر ، تقديره : هو. (ضليلا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) فى (لأولنا) وجه آخر ، وهو أن تكون شبه الجملة فى محلّ نصب ، صفة لعيد ، أو متعلقة بمحذوف صفة لعيد.

(٣) المنائيا : المنايا.

١٤٦

بجرّ (ثلاثتنا) بدلا مطابقا من ضمير المتكلمين المجرور (نا) فى (مقامنا) ، ومن النحاة من يرى أنه لا حجة فى هذا البيت ؛ لأن (ثلاثتنا) توكيد وليس بدلا.

ومنه القول : أكرمتكم أكابركم وأصاغركم ، فأكابركم وأصاغركم بدل مطابق من ضمير المخاطبين (كم) فى (أكرمتكم) ، وهو يعطى معنى الإحاطة والشمول.

ومنه : ادخلوا أولكم وآخركم وصغيركم وكبيركم ، فأول وما بعده بدل كلّ من كلّ من الضمير الفاعل واو الجماعة ، وفى البدل معنى الإحاطة والشمول.

وفى ذلك يقول ابن مالك :

ومن ضمير الحاضر الظاهر لا

تبدله إلا ما إحاطة جلا

أو اقتضى بعضا أو اشتمالا

كأنك ابتهاجك استمالا

 ـ إذا كان إبدال المظهر من المضمر بدل بعض من كلّ أو بدل اشتمال أو بدلا مباينا فإن هذا جائز ؛ لأن مدلول الثانى يكون غير مدلول الأول ، وبذلك فإنه يعطى إفادة ، من ذلك : أعجبتك وجهى ، حيث (وجهى) بدل بعض من كلّ من ضمير المتكلم الفاعل (التاء) ، وهو مرفوع بالضمة المقدرة.

وأعجبتنى وجهك ، (وجهك) بدل جزء من كلّ من تاء الفاعل ، وهو مرفوع بالضمة.

وكذلك : أعجبتك علمى ، (علمى) بدل اشتمال من تاء المتكلم الفاعل مرفوع مقدرا. وأعجبتنى علمك ، (علمك) بدل اشتمال من تاء المخاطب الفاعل ، مرفوع مقدرا.

وضربتك الجدار ، (الجدار) بدل مباين من كاف المخاطب المفعول به منصوب.

وضربتنى الجدار ، (الجدار) (١) بدل مباين من ياء المتكلم المفعول به منصوب.

ومنه رجز العديل بن الفرج :

__________________

(١) شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٥٠٣ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٦٧.

١٤٧

أوعدنى بالسّجن والأداهم

رجلى فرجلى شثنة المناسم (١)

وفيه (رجلى) بدل بعض من كلّ من ضمير المتكلم المفعول به الياء ، وهو منصوب بفتحة مقدرة ومن النحاة من يجعل وعيده بالسجن له ، والوعيد بالأداهم وهو القيود للرّجل.

ومنه ما يتمثلون به : ما ضربتكم إلا زيدا ، حيث (زيد) بدل بعض من كلّ من ضمير المخاطبين المفعول به (كم) ، وهو منصوب.

وقول النابغة الجعدى :

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا (٢)

__________________

(١) شرح المفصل ٣ ـ ٧٠ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٨٠٩ / شرح شذور الذهب ٤٤٢ / الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ١٢٩ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦٠ / همع الهوامع ٢ ـ ١٢٧.

الأداهم : جمع أدهم ، وهو القيد. شثنة : غليظة. المناسم : جمع منسم وهو خف البعير. (أوعدنى) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بالسجن) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بأوعد. (والأداهم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. الأداهم : معطوف على السجن مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (رجلى) بدل من ضمير المتكلم منصوب بفتحة مقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة ، (فرجلى) الفاء تعقيبية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. رجل : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة (شثنة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (المناسم) مضاف إلى شثنة مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) شرح ابن الناظم ٥٦٠ / الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ١٣٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦١.

(بلغنا) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل ، (السماء) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مجدنا) بدل من ضمير المتكلمين مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة ، (وسناؤنا) الواو. حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. سناء معطوف على مجد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة إلى سناء. (وإنا) الواو استئنافية حرف مبني لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لنرجو) اللام لام الابتداء أو التوكيد أو المزحلقة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. نرجو فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، والجملة الفعلية (لنرجو) فى محل رفع ، خبر إن. (فوق) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل جر بالإضافة. (مظهرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٤٨

وفيه (مجدنا وسناؤنا) بدل اشتمال من ضمير المتكلمين الفاعل (نا) ، وهو مرفوع.

وقول الشاعر :

ذرينى إنّ أمرك لن يطاعا

وما ألفيتنى حلمى مضاعا (١)

وفيه (حلمى) بدل اشتمال من ضمير المتكلم المفعول به الياء فى (ألفيتنى) ، وهو منصوب مقدرا.

ومنه كذلك قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) [الأحزاب : ٢١].

حيث الاسم الموصول (من كان يرجو) بدل بعض من كلّ من ضمير المخاطبين فى (لكم) ، وذلك بإعادة العامل الجارّ (اللام) ، وهو فى محل جرّ.

ملحوظات :

أ ـ الإبدال من اسم الاستفهام :

إذا أبدل من اسم الاستفهام اسم لا يفيد معنى الاستفهام بدلا مطابقا يعطى معنى التفصيل ؛ فإنه لا بدّ من ذكر همزة الاستفهام ؛ حتى يوافق البدل المبدل منه فى

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ١٥٦ / معانى القرآن للفراء ٢ ـ ٧٣ / وللأخفش ٢ ـ ٢٨٣ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٦٥ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٤٥٣ ألفيتني : وجدتنى مضاعا : ذاهبا.

(ذريني) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبني فى محل رفع ، فاعل ، والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، (أمرك) أمر : اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (لن) حرف نفى ونصب للفعل المضارع مبنى لا محل له من الإعراب. (يطاعا) فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف للإطلاق لا محل له ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (وما) الواو حرف عطف مبنى لا محل له ، ما : حرف نفى مبنى لا محل له. (ألفيتنى) فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء للمخاطبة ، ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب مفعول به أول. (حلمى) بدل من ضمير المتكلم ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة إلى حلم. (مضاعا) مفعول به ثان لألفى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٤٩

غرضه المعنوى ، وهو الاستفهام ، فتقول : كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون؟ ، حيث (عشرون) بدل من اسم الاستفهام (كم) ، مرفوع وعلامة رفعه الواو ، فتضمن البدل همزة الاستفهام.

وتقول : متى تخرج؟ أيوم الخميس أم يوم الجمعة؟ (يوم) بدل من اسم الاستفهام (متى) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتقول : من قابلت؟ أمحمدا أم عليا؟ (محمدا) بدل من اسم الاستفهام (من) منصوب ، لأن (من) مفعول به مبنى فى محل نصب.

وتقول : ما صنعت؟ أخيرا أم شرا؟

وتلحظ أن البدل معطوف عليه آخر باستخدام حرف العطف (أم) ، ولما كان البدل فى نية تكرير العامل ، والبدل والمبدل منه من جملتين كان لا بدّ من تضمّن البدل ـ وهو تفصيلىّ لاسم الاستفهام ـ ما يدلّ على الاستفهام ، ولما كان المراد من التفصيل تعيينا كانت همزة الاستفهام هي أداة الاستفهام الملائمة.

(ب) الإبدال من اسم الشرط :

إذا أبدل من اسم الشرط المفيد العاقل وغير العاقل والزمان والمكان والحال بدلا مطابقا للتفصيل فإن البدل يقرن بحرف الشرط (إن) ، فتقول : من يخرج ـ إن محمد وإن علىّ ـ أخرج معه ، حيث (محمد) بدل من اسم الشرط (من) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، لأن اسم الشرط مبنى فى محل رفع ، مبتدأ.

وتقول : ما تذاكر ـ إن درس النحو وإن درس الأدب ـ يكن خيرا لك (درس) بدل من اسم الشرط (ما) منصوب.

متى تسافر ـ إن يوم الخميس وإن يوم الجمعة ـ أصاحبك ، (يوم) بدل من اسم الشرط (متى) منصوب ، لأن (متى) مبنى فى محلّ نصب على الظرفية.

أيان ما تجلس ـ إن فى القاعة وإن فى الحجرة ـ فلتصغ إلى ما يقال. (فى القاعة) بدل من اسم الشرط (أيان).

١٥٠

كيفما جئت ـ إن راجلا وإن راكبا ـ فلتسرع. (راجلا) بدل من اسم الشرط المبنى المنصوب على الحالية (كيفما) ، وهو منصوب.

وتلحظ أن البدل التفصيلى فى التركيب الشرطىّ من اسم الشرط كأنه تفصيل متعدد لاسم الشرط المبهم ، ولذلك فإن أداة الشرط للعاقل يذكر بعدها عاقل ، وما هى لغير العاقل يذكر بعدها غير عاقل ، وما هى للزمان أو المكان يذكر بعدها زمان أو مكان .. وهكذا ، وما دمنا قد ذكرنا غير المبهم ؛ وأردنا الإبدال من الشرط الأول فإننا نستخدم حرف الشرط ؛ (إن) الذى يعطى معنى التعليق فقط دون إرادة معنى آخر ؛ كالعقل وعدمه ، أو الظرف أو غيره.

ولنعد إلى الفكرة المطردة التى تجعل البدل والمبدل منه جملتين ، فإننا نجد أن أداة الشرط (إن) هى الملائمة ، كما أن البدل غير المبهم يأخذ الحكم الإعرابى لاسم الشرط المبهم ، وكأننا قدّرنا فعل الشرط فإذا قلت : أىّ صديق تلازم اليوم ـ إن محمدا وإن محمودا ـ ألازمه ، فالتقدير : إن تلازم اليوم محمدا وإن تلازم محمودا ألازمه.

ثانيا : الإبدال فى الأفعال

يجوز أن يبدل الفعل من الفعل إذا تضمّن الثانى الأول ، وأفاد زيادة بيان فى المعنى ، من ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الفرقان ٦٨ ، ٦٩] ، حيث الفعل (يضاعف) بدل اشتمال من فعل جواب الشرط (يلق) ، وكلّ منهما مجزوم (١).

__________________

(١) قرأ ابن عامر وأبو بكر (يضاعف) بالرفع ، وحينئذ تكون جملته فى محلّ نصب ، حال ، أو تكون استئنافا.

(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ خبره جملتا الشرط والجواب. (يفعل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (يلق) فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (أثاما) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يضاعف) بالسكون بدل اشتمال من يلق مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بيضاعف. (العذاب) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (يوم) ظرف زمان

١٥١

ومنه قول عبد الله بن الحرفى :

متى تأتنا تلمم بنا فى ديارنا

تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا (١)

حيث (تلمم) بدل من فعل الشرط (تأت) بدل اشتمال ، حيث الإلمام النزول ، والإتيان هو المجىء ، وقد جعله بعضهم بدل كلّ.

وقول الراجز :

إنّ علىّ الله أن تبايعا

تؤخذ كرها أو تجىء طائعا (٢)

__________________

منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (القيامة) مضاف إلييه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. فى قراءة (يضاعف) بالرفع تكون الجملة الفعلية إما فى محل نصب على الحالية ، وإما استئنافية لا محل لها من الإعراب.

(١) الكتاب ٣ ـ ٨٦ / شرح أبيات سيبويه ٢ ـ ٦٦ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦٢ / شرح ابن يعيش ١ ـ ٢٠ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٣١.

(متى) اسم شرط جازم مبنى في محل نصب على الظرفية. (تأتنا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير المتكلمين (نا) فى محل نصب مفعول به. (تلمم) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وهو بدل اشتمال من فعل الشرط. (بنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإلمام. (فى دارنا) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإلمام. (تجد) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل مستتر تقديره : أنت. (حطبا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ونارا) عاطف ومعطوف على حطب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (تأججا) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله مستتر تقديره : هو ، والألف للإطلاق ، والجملة فى محل نصب ، نعت لحطب.

(٢) الكتاب ١ ـ ١٥٦ / المقتضب ٢ ـ ٦٣ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦٢ / الصّبان على الأشمونى ٣ ـ ١٣١ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦١ / الخزانة ٢ ـ ٣٧٣ / المقاصد النحوية ٤ ـ ١٩٩.

(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (علىّ) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر إن مقدم. (الله) مقسم به منصوب على نزع الخافض ، وهو حرف القسم. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (تبايعا) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت ، والألف للإطلاق ، والمصدر المؤول (أن تبايع) في محل نصب ، اسم إن مؤخر. (تؤخذ) فعل مضارع منصوب على البدلية بدل اشتمال من تبايع ، وعلامة نصبه الفتحة. (كرها) مصدر واقع موقع الحال منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والتقدير : مكرها. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (تجىء) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة معطوف على تبايع ، وفاعله مستتر تقديره : أنت. (طائعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبه الفتحة. ملحوظة : يجوز أن تعرب (كرها) نائبا عن المفعول المطلق منوبا ؛ لأنه صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : تؤخذ أخذا كرها.

١٥٢

بنصب (تؤخذ) ، فيكون بدلا من الفعل (تبايع) بدل اشتمال.

وتقول : إن تصلّ تسجد للرحمن يرحمك ، حيث (تسجد) بدل من فعل الشرط (تصل) ، وهو بدل بعض من كلّ ـ على الأرجح ـ.

إن تطعم محمدا تكسه تنل خيرا ، (تكس) بدل من فعل الشرط (تطعم) مجزوم ، وهو بدل مباين.

ملحوظة :

أكثر ما يكون إبدال الفعل من الفعل فى فعلى الشرط والجزاء ـ كما لحظنا من الأمثلة ـ.

ثالثا : الإبدال بين الفعل والاسم

قد يبدل الفعل من الاسم (كما) يجوز أن يبدل الاسم من الفعل ، فهما قد يتبادلان البدلية.

من ذلك أن تقول : محمد متّق يخاف ربه. حيث (يخاف) بدل كلّ من اسم الفاعل (متق) ، كما تقول : محمد يخاف ربه متّق. حيث (متق) بدل كلّ من الفعل (يخاف).

وأرى أنه إذا كان الإبدال بين الفعل والاسم فإنه يجب أن يتفقا فى معنى الحدثية ، ولذلك فإن الاسم يجب أن يؤدى معنى الفعل ، أو عمله ، كأن يكون الاسم من الصفات المشتقة أو المصادر.

رابعا : الإبدال فى الجملة :

يجوز إبدال الجملة من الجملة ، نحو قعدت جلست عند صديقى ، حيث جملة (جلست) بدل من جملة (قعدت).

ويجعلون منه قوله تعالى : (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الشعراء : ١٣٢ ـ ١٣٤] فجملة (أمدكم) الثانية بدل

١٥٣

من الجملة الأولى ، ويرى بعضهم أنه بدل بعض من كلّ ، لأن الثانية أخصّ من الأولى.

ومن النحاة من يرى أن البدل ينحصر فى شبه الجملة (بأنعام) ، حيث إن أنعاما بدل من الاسم الموصول (ما تعلمون) بإعادة العامل الجار ، ويجعلون مثل هذا التركيب باحتسابه كلّه توكيدا بالتكرير (١).

ومثله قوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) [يس : ٢٠ ، ٢١] ، حيث الجملة الفعلية (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) بدل من الجملة الفعلية (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) ، ومنهم من يرى أن هذا تكرير ، أى : توكيد ، ويحصرون البدل فى إعادة العامل إذا كان حرف الجرّ.

من البدل فى الجملة قول الشاعر :

أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا

وإلّا فكن فى السّرّ والجهر مسلما (٢)

الجملة الفعلية (لا تقيمن) بدل اشتمال من الجملة الفعلية (ارحل).

__________________

(١) البحر المحيط ٧ ـ ٣٢٨ / الدر المصون ٥ ـ ٤٧٩.

(٢) شرح ابن الناظم ٥٦٣ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦٢.

(أقول) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقول. (ارحل) فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره :أنت ، والجملة الفعلية فى محل نصب مقول القول. (لا) حرف نهى وجزم مبنى لا محل له من الإعراب. (تقيمن) فعل مضارع مبنى على الفتح فى محل جزم ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (عندنا) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بعدم الإقامة. (وإلا) الواو استئنافية حرف مبنى لا محل له إعرابيا. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له. أما جملة الشرط فمحذوفة دل عليها ما سبق. والتقدير : وإن لم ترحل. (فكن) الفاء حرف مبنى يربط الشرط بجوابه لا محل له من الإعراب. كن : فعل أمر مبنى على السكون. واسمها ضمير مستتر تقديره : أنت. (فى السر) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمسلم. (والجهر) عاطف ومعطوف على السر مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مسلما) خبر كن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٥٤

وإذا قلت : قم اقعد ، وأنت تقصد معنى الثانية نهائيا ، فهى بدل مباين من الجملة الأولى.

خامسا : الإبدال بين الجملة والاسم :

يذكر بعض النحاة إبدال الجملة من الاسم المفرد ، كما يذكر بعضهم إبدال الاسم المفرد من الجملة. يجعلون من الأول قول الفرزدق :

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة

وبالشّام أخرى كيف يلتقيان (١)

حيث الجملة الفعلية الاستفهامية (كيف يلتقيان) بدل من (حاجة وأخرى) ، وهما اسمان مفردان ، وبعضهم يجعلها جملة استفهامية.

كما يجعلون منه قوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية : ١٧] ، حيث تكون الجملة الفعلية الاستفهامية (كيف خلقت) بدلا من اسم الجمع (الإبل).

ويجعلون من الثانى قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) [الكهف : ١ ، ٢] ، حيث يجعلون الاسم المفرد (قيما) بدلا من الجملة الفعلية (لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) ، وهو بدل منصوب فى مقام الحال ، لأن الجملة المبدل منها فى محلّ نصب على الحالية (٢). وكان ذلك لأنهما بمعنى واحد ، نفى العوج وإثبات الاستقامة.

__________________

(١) الأشمونى على الصبان على الكافية ٣ ـ ١٣٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦٢.

(إلى الله) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بأشكو (أشكو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (بالمدينة) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من حاجة ؛ لأنها صفة لها ، فلما تقدمتها أصبحت حالا. (حاجة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وبالشام) الواو حرف عطف مبنى لا محل له. بالشام : جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من أخرى. (أخرى) معطوف على حاجة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. (كيف) اسم استفهام مبنى فى محل نصب ، حال. (يلتقيان) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة كيف يلتقيان فى محل نصب على البدلية من : حاجة وأخرى.

(٢) ترد أوجه إعرابية أخرى لـ (قيما) فى هذه الآية :

١٥٥

ملحوظات فى البدل

أولا : البدل والنوع :

إن كان البدل كلا من كلّ فإنه يجب أن يتطابق مع المبدل منه فى التذكير والتأنيث ، ذلك لأن الثانى هو الأول.

أما الأنواع الأخرى من البدل فإنها لا تتأثر بالتذكير أو التأنيث ؛ لأن الثانى ليس الأول فى كلّ جوانبه.

ثانيا : البدل والعدد :

يجب أن يتطابق البدل مع المبدل منه فى الإفراد والتثنية والجمع فى البدل المطابق ؛ لأن الثانى هو عين الأول ، إلا إن كان أحد ركنى البدل مصدرا ، كما فى

__________________

أ ـ أنها حال من الكتاب منصوبة ، وجملة (لم يجعل) اعتراضية.

ب ـ أنها حال من الهاء فى (له).

ج ـ أنها منصوبة بفعل مقدر ، أى : جعله قيما. وعلى كلّ مما سبق ردّ.

د ـ أنها حال ثانية ، وجملة (لم يجعل) حال أولى فى محل نصب.

لكن الرأى المذكور هو الأرجح. (ينظر : الدر المصون ٤ ـ ٤٣٠).

(الحمد) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لله) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. أو متعلقة بخبر محذوف. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل جر ، نعت ، أو بدل من لفظ الجلالة. (أنزل) فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (على عبده) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإنزال. (الكتاب) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (ولم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له إعرابيا. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (يجعل) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من الكتاب. أو معطوف على جملة الصلة لا محل لها. (قيما) بدل من الجملة الحالية فى محل نصب (لينذر) اللام حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب ، ينذر : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة لينذر ، والمفعول به الأول محذوف ، يقدر بالكافرين ، أو بالعباد .. إلخ. (شديدا) نعت لبأس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من لدنه) حرف جر مبنى ، واسم مبنى على السكون فى محل جر ، وضمير مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة في محل نصب نعت لبأس ، ويجوز أن تكون منصوبة على الحالية من بأس ، لأنه نكرة موصوفة ، أو من الضمير فى شديد ، ويجوز أن يكون الإنذار من لدنه ، فيكون متعلقا بالإنذار.

١٥٦

قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً) [النبأ : ٣١ ، ٣٢] ، فالبدل (مفازا) مصدر ميمى وهو مفرد ، أما المبدل منه (حدائق) فهو جمع ، وهو بدل مطابق ، ويجوز أن يحتسب من بدل الاشتمال فينتفى الشاهد ، وأرى ذلك.

وكذلك إن قصد بالبدل التفصيل ، فإن النحاة (١) يرون أن البدل يختلف مع المبدل منه فى العدد ، لكن الأمر فى التركيب يختلف عما ارتأوه ، حيث إنه فى بدل التفصيل يجب أن يعطف على ما نعربه بدلا ما يحقق عددية المبدل منه ، فإذا قلت : ذاكرت درسين درس النحو ودرس الأدب. فإن (درس) الأول بدل من (درسين) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وأنت ترى أن المبدل منه مثنى ، والبدل مفرد ، لكنك تلحظ كذلك أنه لا بدّ من العطف على البدل بما يحقق التثنية ، ولذلك عطف بالقول : ودرس الأدب ، ولا يصحّ التركيب بغير ذلك ، إلا إن نوى حذفه.

وهنا تتحقق المطابقة فى العدد بين البدل والمبدل منه فى البدل المطابق.

ومثل ذلك قول كثير عزة :

وكنت كذى رجلين رجل صحيحة

ورجل رمى فيها الزمان فشلّت

(رجلين) مضاف إلى (ذى) مجرور ، وعلامة جرّه الياء لأنه مثنى ، وهو المبدل منه ، أما البدل فهو (رجل صحيحة) ، وهو مجرور ، وعلامة جره الكسرة (٢) وهو مفرد ، فاختلف المبدل منه المثنى مع البدل المفرد فى النوع ، ولذلك فقد عطف على البدل بالمعطوف عليه (ورجل رمى) ، فتحققت المطابقة فى التثنية.

ومثله قول الشاعر :

فألقت قناعا دونه الشمس واتّقت

بأحسن موصولين : كفّ ومعصم (٣)

__________________

(١) ينظر : الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ١٢٨.

(٢) قد يرفع كلّ من : رجل صحيحة ، ورجل رمى ، على أنهما خبران لمبتدأين محذوفين ، والتقدير : إحداهما رجل صحيحة ، والأخرى رجل رمى ... خبر كان شبه جملة (كذى) ، أو ما تتعلق به. جملة (رمى فيها الزمان) فى محل جر ، نعت لرجل. (الزمان) فاعل مرفوع لرمى ، وعلامة رفعه الضمة.

(٣) المساعد ٢ ـ ٤٢٩.

١٥٧

حيث المبدل منه (موصولان) مثنى ، فأبدل منه كفا وعطف عليه بمعصم ، ليحقق التوافق العددىّ بين البدل والمبدل منه.

قد يكون التفصيل بلفظ (بعض):

فإذا قيل : بعت طعامك بعضه مكيلا وبعضه موزونا ؛ فإن (بعضا) فى الموضعين تكون منصوبة على البدليّة. أما نصب (مكيل وموزون) فهو على الحالية. ويجوز رفع (بعض) على الابتدائية ، ويكون كلّ من (مكيل وموزون) مرفوعا على الخبرية ، والجملة الاسمية فى محلّ نصب على الحالية. والفرق المعنوى بين التركيبين فى حالى النصب والرفع أنه فى حال النصب يعنى أن عقد البيع وقع على كل جزء بوصفه على حدة ، أى : بيع بعضه موزونا بكذا ، وبيع بعضه مكيلا بكذا. أما فى حال الرفع فإن العقد وقع على جميع الطعام الذى منه مكيل ومنه موزون (١).

وتقول : أكرمت الطلاب بعضهم مجيبا وبعضهم مؤديا الواجب. فيكون (بعض) بدلا من الطلاب منصوبا ، أمّا (مجيبا ومؤديا) فكلّ منهما منصوب على الحالية.

ومثل ذلك القول : مررت بقومك بعضهم فقيرا وبعضهم غنيا ، بجر (بعض) على البدلية من (قوم) ، وبنصب (فقير وغنى) على الحالية (٢) ، ويجوز رفع (بعض)

__________________

(ألقت) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (قناعا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (دونه) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والهاء : ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (الشمس) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لقناع. (واتقت) الواو حرف عطف مبنى لا محل له ، وهو عاطف جملة على جملة. اتقت : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له إعرابيا ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. (بأحسن) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالاتقاء. (موصولين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى. (كف) بدل من موصولين مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ومعصم) عاطف ومعطوف على كف مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) ينظر : التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦١.

(٢) الموضع السابق.

١٥٨

على الابتداء ، ورفع (فقير وغنى) على الخبرية ، وتكون الجملة الاسمية فى محلّ نصب على الحالية ، والأخرى فى محلّ نصب بالعطف.

ثالثا : بدل المفصل من المجمل :

قد يكون البدل بدل تفصيل لمبدل منه مجمل ، كما هو مذكور من أمثلة فى الكتب وكتاب البلاغة.

ويجوز أن نجعل منه البدل من اسم الاستفهام أو اسم الشرط ، والمقرون بهمزة الاستفهام ، ومنه : متى تحضر إلىّ؟ أيوم الأحد أم يوم الأربعاء؟ حيث فصّل المبدل منه اسم الاستفهام الظرفى (متى) بالبدل المقرون بهمزة الاستفهام (يوم الأحد ويوم الأربعاء).

وكذلك : من يزرنى إن عدو وإن صديق أكرمه. ففصّل المبدل منه اسم الشرط (من) بالبدل المقرون بحرف الشرط (إن) (عدو وصديق).

وكذلك : كيف علىّ؟ أصحيح أم سقيم؟

ومن البدل المفصل للمبدل المجمل قول النجاشىّ :

وكنت كذى رجلين رجل صحيحة

ورجل رماها صاحب الحدثان (١)

حيث أبدل الشاعر (رجل صحيحة ، ورجل رماها) من (رجلين) وكلّ منها مجرور ، والبدل تفصيل للمبدل منه المجمل.

ومنه قول الفرزدق (٢) :

وقد حمدت بأخلاق خبرت بها

وإنما يا ابن ليلى يحمد الخبر

سخاوة من يدى مروان نعرفها

والطعن للخيل فى أكتافها زور

ونائل يا ابن ليلى لو تضمّنه

فيض الفرات لأضحى وهو محتقر (٣)

__________________

(١) المقتضب ٤ ـ ٢٩١ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦٠.

(٢) التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦٠.

(٣) (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (حمدت) حمد : فعل ماض مبنى على السكون مبنى

١٥٩

حيث أبدل (سخاوة ، والطعن ، ونأمل) من (أخلاق) المجرورة ففصل بالبدل المبدل منه المجمل.

__________________

للمجهول ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (بأخلاق) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالحمد. (خبرت) خبر : فعل ماض مبنى على السكون مبنى للمجهول. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لأخلاق (بها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بخبر. (وإنما) الواو ابتدائية لا محل لها من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لإن مبنى لا محل له من الإعراب. (يا) حرف نداء مبنى. (ابن) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف و (ليلى) مضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وجملة النداء لا محل لها من الإعراب. (يحمد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول. (الخبر) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (سخاوة) بدل من أخلاق مجرور وعلامة جره الكسرة. (من يدى) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. يدى : اسم مجرور بعد من وعلامة جره الياء لأنه مثنى ، وشبه الجملة متعلقة بسخاوة. ويدى مضاف و (مروان) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. (نعرفها) نعرف : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل جر نعت لسخاوة. (والطعن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. الطعن : معطوف على سخاوة مجرور ، وعلامة جرة الكسرة. (للخيل) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالطعن. (فى أكتافها) جار ومجرور ومضاف إلى المجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (وزر) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال من الخيل. (ونائل) عاطف ومعطوف عى سخاوة مجرور وعلامة جرة الكسرة. (يا ابن ليلى) حرف نداء ، ومنادى منصوب ، ومضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة نيابة عن الكسرة. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (لو) حرف شرط ماض مبنى على الفتح ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فيض) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (الفرات) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لأضحى) اللام للتوكيد حرف مبنى واقع فى جواب لو. أضحى : فعل جواب شرط ماض مبنى على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والتركيب الشرطى فى محل جر ، نعت لنائل : (وهو) الواو للابتداء ، أو الحال حرف مبنى ، وهو ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (محتقر) خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال من فاعل أضحى.

١٦٠