النحو العربي - ج ٤

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٤

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٥

المستخدمة فى هذا النمط اسم. والمراد فى الإجابة التعويض أو الإحلال ، أى : إحلال الاسم المجهول محلّ اسم الاستفهام ، فيصير المجهول معلوما لدى المستمع.

فتقول : من حضر؟ فتجيب : حضر محمد. وقد يكون الاستعلام فى هذا النمط عن حدث مجهول ؛ لذا فإنه يستعاض عن ذكر الاسم الحدث فى الإجابة بذكر الفعل ، حيث يتضمن الحدث وزمان حدوثه ، فتقول : ماذا فعل محمد؟ فتجيب : محمد ذاكر. بدلا من : فعل محمد المذاكرة.

الاستفهام له صدر الكلام :

حروف الاستفهام تنقل الجملة من الإخبار إلى الاستخبار والاستعلام ؛ لذلك وجب أن تكون حروف الاستفهام فى الصدارة حتى تؤدى هذا المعنى دون إلباس ، فلا يتقدم عليها شئ من الجملة ، وهذا لكى يكون كلّ مكون من مكونات الجملة المستفهم عنها فى حيز الاستفهام ، وما تقدم على حرف الاستفهام يخرج من حيزه ، أو دائرته المعنوية. لذا وجب الصدارة.

أدوات الاستفهام

من التحليل السابق لكنه الاستفهام أو الاستخبار نجد أن ما يسأل به يجب أن ينقسم إلى قسمين : حروف وأسماء.

أما الحروف فإنها الهمزة ، وهل ، وأم (المعادلة لهمزة الاستفهام) ، وهى حروف لا محلّ لها من الإعراب ، وغير مؤثرة إعرابيا.

وقد ينسب إليها (لعلّ) كما يرى الكوفيون (١).

وأما الأسماء فإنها تتنوع تبعا لنوع الاسم الذى يسأل عنه ، ويتباين بين ما يعقل وما لا يعقل ، والحال ، والزمان ، والمكان ، والعدد أو الكمية.

وأسماء الاستفهام هى : من ، ما ، متى ، أيّان ، أين ، كيف ، أنّى ، أىّ ، كم.

والأسماء كلّها فى اللغة العربية لا بدّ أن يكون لها موقع إعرابى ، ومحلّ إعرابى.

__________________

(١) ينظر : الأزهية ٢١٨ / شرح الكافية ٢ ـ ٣٤٦ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٣.

٤٢١

لكن جمهور النحاة يذهب إلى أن كلّ أحرف الاستفهام وأسمائه تتضمن همزة الاستفهام ، حيث يرون أن أصل (هل) (أهل) ، وأصل (من) (أمن) ، و (متى) أصلها (أمتى) ... إلخ.

وهاك تفصيلا لأدوات الاستفهام :

أحرف الاستفهام :

الهمزة (١) :

همزة الاستفهام حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب ، إذ معناه فى غيره ، حيث يستفهم به عن مضمون العلاقة بين طرفى جملة أو أكثر ، من حيث الصحة وعدمها ، وهى أمّ باب الاستفهام لاختصاصها بأمور ليست فى أخواتها. وسماتها التركيبية ما يأتى :

أ ـ تذكر فى صدر جملة مكتملتى الركنين.

ب ـ تدخل على الجملة الاسمية والجملة الفعلية على السواء.

ج ـ تدخل على الإيجاب والنفى. فتقول : أذا كرت هذا الدرس؟ ألم تذاكر هذا الدرس؟

د ـ المقصود من السؤال بها طلب التصديق أو عدمه ، أو طلب التصور والتعيين مع (أم).

ه ـ يتصدر الجواب عنها (نعم) أو (لا) ، وما يكون بمعناهما. أي : ما يفيد التصديق والتقرير أو النفى ، إذا كان المسئول عنه بها علاقة واحدة ، نحو : أمحمد حاضر؟ فيكون الجواب حال الإيجاب والتصديق : نعم ؛ محمد حاضر. ويكون حال النفى : لا ؛ محمد غير حاضر.

__________________

(١) يرجع إلى : الكتاب ١ ـ ٩٩. معانى الحروف ٣٢٣ / التبصرة والتكرة ١ ـ ٤٦٧ / المفصل ٣١٩ / أمالى ابن الحاجب ١ ـ ١٧٥ / رصف المبانى ٤٤ / الجنى الدانى ٣٠ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٣ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٢٠.

٤٢٢

وهذا المعنى يعبر عنه النحاة بالتصديق ، ويعنون به إدراك النسبة ، والتصديق معنى مجازى ، لأنه إما تصديق أو عدم تصديق ، أى : نفى ، لكن الأكثر وضوحا أن يكون السؤال بالهمزة فى مثل هذا التركيب مفيدا للسؤال عن علاقة معنوية بين عنصرين معنويين من عناصر الجملة من حيث الثبوت وعدمه.

والجواب عنها مع وجود (أم) فى السؤال يكون بالتعيين ؛ لأن المسئول عنه علاقتان معنويتان ، فيكون الجواب بتعيين إحداهما ، فإذا قلت : أمحمد حاضر أم غائب؟ فإن الجواب يكون : محمد حاضر ، أو : محمد غائب.

وهذا المعنى يعبر عنه النحاة بالتصور ، ويعنون به إدراك المفرد ، لكن الأكثر وضوحا هو : أن يكون مفيدا للسؤال عن تعيين علاقة معنوية من علاقتين مسئول عنهما.

ومثال الاستفهام بها أن تقول : أفهمتم ما أقول؟ أمحمد حضر اليوم؟ أكتب كلّ الحاضرين الدرس؟ أمحمود وعلىّ أجابا عن هذا السؤال؟.

وتكون الإجابة عن الأسئلة السابقة فى حال الإيجاب بالحرف (نعم) ، وفى حال النفى بالحرف (لا). فتكون الإجابة فى حال الإيجاب كما يأتى :نعم ؛ فهمنا ما تقول. نعم ؛ محمد حضر اليوم. نعم ، كتب كلّ الحاضرين الدرس. نعم ؛ محمود وعلىّ أجابا عن هذا السؤال.

وتقول : ألم تشتر الكتاب؟ فيجاب بالإيجاب : بلى ؛ اشتريت الكتاب. وفى حال النفى تكون الإجابة : نعم ؛ لم أشتر الكتاب. ومنه : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الانشراح : ١].

ملحوظة : حال إعراب الجملة السابقة فإن حرف الاستفهام وحرف الجواب يكونان لا محلّ لهما من الإعراب ، وهما غير مؤثرين إعرابيا ، وبالتالى فإنّ ما بعدهما يعرب حسب تصنيفه الجملى ، إن جملة اسمية ، وإن جملة فعلية.

فإعراب : أفهمتم ما أقول؟ هو :

٤٢٣

الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب.

فهمتم : فهم : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (تم) مبنى فى محل رفع ، فاعل.

ما أقول : ما : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. أقول : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وفيه ضمير محذوف هو العائد فى محل نصب ، مفعول به. والتقدير : أقوله. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

أو : ما : حرف مصدرى ، أقول : الإعراب السابق نفسه ، والمصدر المؤول من (ما) والفعل فى محل نصب مفعول به

وإعراب : أمحمود وعلى أجابا عن هذا السؤال؟ كما يأتى :

الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب.

محمود : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وعلى : الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. على : معطوف على محمود مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

أجابا : فعل ماض مبنى على الفتح. وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

عن هذا السؤال : عن : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. هذا : اسم إشارة مبنى فى محل جر بحرف الجر عن. السؤال : نعت أو بدل أو عطف بيان لاسم الإشارة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالإجابة.

اختصاص همزة الاستفهام :

تختص همزة الاستفهام بخصائص ليست لأخواتها من أدوات الاستفهام ، ولذلك فقد عدّوها أمّ الباب ، وهذه الخصائص هى :

٤٢٤

أ ـ الهمزة هى حرف الاستفهام الذى لا يزول عنه إلى غيره ، وليس للاستفهام فى الأصل غيره (١).

ولذلك فإن جمهور النحاة يضمنونها سائر أدوات الاستفهام حرفية واسمية ، فيقولون إن أصلها : أهل ، أمتى ، أمن ، أما ... إلخ.

ب ـ معادلة (أم) بها بخاصة ، فتقول : أمحمد حضر أم علىّ؟ حيث عادلت (أم) ما بعدها بما قبلها فى إرادة الاستفهام ، ولا يجوز تلك المعادلة إلا مع الهمزة.

وإن لم توجد الهمزة فى مثل هذا التركيب فإنها يجب أن تقدر ، ومن ذلك قول عمر بن أبى ربيعة :

فو الله ما أدرى وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان (٢)

والتقدير : أبسبع أم بثمان.

ج ـ جواز الفصل بينها وبين الفعل بمعموله ، فتقول : أدرسا واحدا ذاكرت؟

حيث (درسا) مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد فصل بين همزة الاستفهام والفعل (ذاكر). ولا يجوز ذلك مع سائر أدوات الاستفهام.

د ـ التقرير بها على سبيل الإنكار ، فتقول : أتضرب زيدا وهو أخوك؟ ولا يستعمل غير الهمزة فى هذا (٣).

ومنه قوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) [المائدة : ١١٦](٤).

__________________

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٩٩ / معانى الحروف ٣٢ / المفصل ٣١٩ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٤٦٧.

(٢) ديوانه ٢٦٦ / شرح المفصل ٨ ـ ١٥٤ / الجنى الدانى ٣٥ / مغنى اللبيب رقم ٦.

(٣) ينظر : شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥١.

(٤) (أأنت) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب ، أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ.

(قلت) قال : فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (للناس) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الناس : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالقول. (اتخذونى) فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير

٤٢٥

وقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الأعراف : ١٧٢](١).

ومن مثيل التقرير إرادة التثبيت فيما إذا قيل : كافأت محمدا فتتثبّت من ذلك بالقول : أمحمد نيه؟. ولا تستعمل غير الهمزة فى ذلك ..

ولو قال : مررت بزيد ؛ وأردت أن تستثبت ذلك قلت : أزيد نيه؟ أو : أزيدا؟

أو : أبزيد؟.

ه ـ سبقها لحروف العطف (الواو والفاء وثم) ، ومن ذلك ما ذكرناه فى هذه الأحرف العاطفة : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف : ١٨٥]. (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [النساء : ٨٢]. (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١].

أما سائر أدوات الاستفهام فإنها تذكر بعد حروف العطف ، فتقول : وهل محمد حاضر؟ فمتى تأتينا؟ ثم ما ذا تفعل بعد؟

وهذا يؤكد قوة صدارتها للجملة.

وقد ذكرنا خلاف النحاة فى اجتماع همزة الاستفهام مع هذه الأحرف العاطفة فى باب العطف ، وأوجزها فى رأيين (٢) :

__________________

مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (وأمى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أم : معطوف على ضمير المتكلم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إلهين) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى. (من دون الله) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. دون : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لإلهين ، أو متعلقة بنعت محذوف. والله : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) (بربكم) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. رب : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف ، وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٧ / المقتضب ٣ ـ ٣٠٧ / المفصل ٣١٩ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٤٦٧ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٢ / الجنى الدانى ٣١.

٤٢٦

١ ـ يرى الجمهور ـ وعلى رأسهم سيبويه ـ أن الهمزة هى التى تتقدم على حرف العطف دلالة على أصالتها فى التصدير.

٢ ـ يرى آخرون ـ وعلى رأسهم الزمخشرى ـ أن الهمزة فى موضعها الأصلى ، وأن ما ذكر بعد حرف العطف إنما هو معطوف على محذوف مقدر بين همزة الاستفهام والعاطف.

و ـ إذا أبدلت من (كم) العددية فى الاستفهام تضمن البدل همزة الاستفهام لا غيرها من أخواتها ، فتقول : كم غلمانك؟ أثلاثة أم أربعة؟ فتكون (ثلاثة) بدلا من (كم) مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة.

كم عدد أفراد أسرتك؟ أخمسة أم ستة؟ كم جنيها أنفقت؟ أثلاثين أم أربعين؟

(ثلاثين) بدل من (كم) الاستفهامية منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. و (كم) استفهامية مبنية فى محل نصب ، مفعول به. (جنيها) تمييز (كم) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وأرى أن هذا الإبدال مطلق فى كلّ أسماء الاستفهام ، حيث يجوز القول : من أجاب عن السؤال؟ أمحمد أم على؟ ماذا فعلت؟ أخيرا أم شرا؟

كيف وصلت؟ أراجلا أم راكبا؟ متى وصلت؟ أصباحا أم مساء؟ ...

إلخ.

ز ـ جواز حذفها ، سواء تقدمت عليها (أم) ، كما ذكر فى قول عمر بن أبى ربيعة السابق : (بسبع رمين الجمر) ، أى : أبسبع رمين الجمر أم بثمان؟ أم لم تتقدم (أم) ، كما هو فى قول المتنبى :

أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا

والبين جاد على ضعفى وما عدلا (١)

__________________

(١) ديوانه ٢ ـ ١٢٢ / أمالى ابن الشجرى ١ ـ ٢٣٠ / مغنى اللبيب رقم ، ٩

المعنى : كيف أحيا وأقل شىء قاسيته قد قتل غيرى ، فهو يتعجب من حياته.

(أحيا) تقديره : أأحيا ، فتكون همزة الاستفهام محذوفة ، وهى مبنى. أحيا : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (وأيسر) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أيسر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما قاسيت) ما : اسم

٤٢٧

والتقدير : أأحيا ...؟

وجعلوا من ذلك قوله تعالى : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) [الشعراء : ٢٢](١). أى : أو تلك نعمة؟

ومنه قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لجبريل : «وإن زنى وإن سرق؟» (٢) أى : أو إن زنى ..؟ ولذلك فقد رد جبريل ـ عليه السّلام ـ : «وإن زنى وإن سرق».

__________________

موصول مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. أو نكرة بمعنى شىء مبنية فى محل جر ، مضاف إليه. (قاسيت) قاسى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. وفى الجملة ضمير رابط مقدر ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. أو فى محل جر ، نعت لما النكرة. ويجوز أن تجعل ما مصدرية ، ويكون المصدر المؤول ما قاسيت ، أى مقاساتى. فى محل جر مضاف إليه. (ما قتلا) ما : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدأ. قتل : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والألف للإطلاق. والجملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (والبين جار) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. البين : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. جار : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (على ضعفى) جار ومجرور ، ومضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالجور. (وما عدلا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (عدلا) فعل ماض ، وفاعل مستتر وألف إطلاق. والجملة فى محل رفع بالعطف على جملة الخبر.

(١) (تلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (نعمة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (تمنها) تمن : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لنعمة. وقد يعد فيها حرف محذوف والتقدير : تمن بها (على). على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالمن. (أن عبدت) أن : حرف مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. عبد : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطب التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل رفع ، عطف بيان من اسم الإشارة. أو بدل من نعمة. أو خبر مبتدإ محذوف تقديره هى. أو فى محل جر بباء مقدرة متعلق بالمن. أو فى محل نصب ، مفعول لأجله ، أو مفعول به لفعل محذوف ، تقديره أعنى ... (بنى إسرائيل) بنى : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء. وهو مضاف ، وإسرائيل مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف.

(٢) رواه الشيخان والترمذى عن أبى ذر فى باب الإيمان.

٤٢٨

ومنه قول الأخطل :

كذبتك عينك أم رأيت بواسط

غلس الظلام من الرباب خيالا

أى أكذبتك عينك أم رأيت ...؟ فوجود (أم) دليل على حذف الهمزة وتقدير وجودها.

وقول الأسود بن يعفر :

لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا

شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر (١)

أى : أشعيث بن سهم أم شعيث ..؟

ح ـ دخول الهمزة على (إنّ) بخلاف (هل) ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) [يوسف : ٩٠].

ط ـ وقوعها بدلا من واو القسم ؛ كما ذكر سيبويه فى القول : آلله لتفعلنّ؟ إذا كان استفهاما أضمر حرف الاستفهام الجار ، وصارت همزة الاستفهام بدلا منه فى اللفظ معاقبا (٢) ، ولذلك فقد بقى الجرّ ، ولا يقال : أو الله؟

المعانى التى تأتى عليها همزة الاستفهام :

قد ترد همزة الاستفهام فى التركيب على معان أخرى غير الاستفهام الحقيقى ، وهى (٣) :

الأول : التسوية ، وسماتها التركيبية هى الهمزة التى تدخل على جملة يصح حلول المصدر محلّها ، وتستوجب جملتين بينهما (أم) العاطفة المعادلة ، وتكون دائما بعد : سواء ، ما أبالى ، ما أدرى ، ليت شعرى ... ومثيل ذلك ، وتلحظ فيه معنى الإخبار ؛ لأن مقصود المتحدث إخبار فيه تسوية ، وليس استفهاما.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٧٤ / الخصائص ٢ ـ ٢٨٢ / المفصل ٣٢٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٤ / الجنى الدانى ٣٤.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٦١ ، ٣ ـ ٧ ، ٥٠٠.

(٣) يرجع إلى : الجنى الدانى ٣٢ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٨.

٤٢٩

ومنه : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) [البقرة : ٦] ، (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [المنافقون : ٩].

ومنه : ما أبالى أحضر أم غاب؟ لا أدرى أهو معنا أم علينا.

الثانى : التقرير ، وهو توقيف المخاطب على أمر يعلم ثبوته أو نفيه لحمله على الاعتراف. ويجب أن يليها الشىء الذى تقرره به.

ومنه أن تقول فى التقرير بالفعل : أكسرت هذا الزجاج؟ أقلت هذا القول؟

وقد اعتيد على أن يكون فى نهاية كلّ مجموعة من الحديث القول : أفهمت؟

أفهمتم؟ أتفهمون؟ ... إلخ ، وذلك لإفادة التقرير.

ومنه : (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [النساء : ٢٠].

ومن التقرير بالفاعل أن تقول : أأنت استمعت إلى هذا القول؟ أأنت رأيته بعينيك؟

الثالث : الإنكار التوبيخى ، وضابطه أن يكون ما بعدها واقع ، وفاعله يلام على فعله.

ومنه : قوله تعالى : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) [الصافات : ٩٥]. (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ) [الصافات : ٨٦](١). (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ١٦٥].

ومنه رجز العجاج :

أطربا وأنت قنّسرىّ

والدهر بالإنسان دوّارىّ (٢)

__________________

(١) (أئفكا) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. إفكا : مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : أتريدون آلهة دون الله إفكا؟ ويجوز أن يكون مفعولا به لتريد ، (آلهة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. أو بدل من إفك إذا جعلته مفعولا به. (دون الله) دون : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لآلهة ، أو متعلقة بنعت محذوف. (تريدون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(٢) ينظر : ديوانه ٦٦ / المخصص ١ ـ ٤٥ / أمالى ابن الشجرى ١ ـ ١٦٢ / شرح ابن يعيش ١ ـ ١٢٣ /

٤٣٠

أى : أتطرب وأنت شيخ كبير (١)؟

ومنه (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [البقرة : ٦١](٢).

فى قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) [الشعراء : ١٨](٣). اجتمع التقرير ـ حيث إنه قد حدث ووقع ـ والتوبيخ حيث اللوم.

ومنه : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) [البقرة : ٤٤](٤) ، ويجوز أن تجعله للتعجب الإنكارى ، وقد يحمل معنى اللوم والتوبيخ.

الرابع : الإنكار الإبطالى ، وضابطه : أن ما بعد الهمزة غير واقع ، وأن القائل به كاذب.

__________________

مغنى اللبيب رقم ١٢ / الصبان على الأشمونى ٤ ـ ٢٠٣. (أطربا) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب ، طربا : مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والتقدير : أتطرب طربا. (وأنت قنسرى) الواو : واو الحال أو الابتداء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. قنسرى : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة فى محل نصب ، حال. (والدهر بالإنسان دوارى) الواو : واو العطف حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الدهر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. بالإنسان :جار ومجرور. وشبه الجملة متعلقة بدوارى. دوارى : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب بالعطف على جملة الحال.

(١) مغنى اللبيب ١ ـ ١٨.

(٢) (أدنى) خبر المبتدإ هو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. تلحظ أن المتروك مع الفعل (استبدل) قد سبقه حرف الجر الباء.

(٣) (وليدا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (سنين) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

(٤) (وأنتم تتلون الكتاب) الواو : للابتداء أو واو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، تتلون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (الكتاب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٤٣١

ومنه : قوله ـ تعالى ـ : (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) [الصافات : ١٥٣] ، (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) [الإسراء : ٤٠]. (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) [ق : ١٥]. (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) [النمل : ٦٠]. (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ) [الزمر : ٦٤](١)(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) [البلد : ٥](٢).

ويكون منه باستخدام لفظ النفى ـ ونفى النفى إثبات ـ قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) [التين : ٨](٣).

فالهمزة تفيد النفى أو الإنكار الإبطالىّ ، وليس للنفى ، ونفى النفى إثبات ، وهو المحصّل النهائىّ للتركيب.

__________________

(١) (قل) فعل أمر مبنى على السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (أفغير الله) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. غير :مفعول به مقدم للفعل أعبد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، ولفظ الجلالة الله مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تأمرونى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (أعبد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال.

أو أنها مصدر مؤول مجرور بباء محذوفة متعلقة بالأمر. فتقدر أن محذوفة ، فرفع الفعل (أعبد) بعد حذفها. (أيها الجاهلون) أى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. وحرف النداء يا محذوف. وها وصلة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الجاهلون : نعت لأى مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) (أيحسب) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب ، يحسب : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (أن لن يقدر عليه أحد) أن : حرف مصدرى ناسخ وناصب مخفف من الثقيل مبنى ، لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن محذوف. لن :حرف نصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يقدر : فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه الفتحة ، عليه : جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقدرة. أحد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول سد مسد مفعولى يحسب فى محل نصب.

(٣) (بأحكم) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. أحكم : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

٤٣٢

ومنه : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) [الزمر : ٣٦](١). (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) الانشراح : ١]. (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) [العلق : ١٤]. (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) [القيامة ٤٠](٢).

ومن ذلك قول جرير فى مدح عبد الملك بن مروان :

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح (٣)

الخامس : التعجب الإنكارى ، وضابطه أن يكون المعنى حقيقيا ، لكن المتحدث يتعجب من فعله وينكره ، نحو : (قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها) [الكهف : ٧١] (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ) [الكهف : ٧٤].

__________________

(١) (أليس) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص رفعه مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بكاف) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. كاف : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. (عبده) عبد مفعول به لكاف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) (بقادر) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى. قادر : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (على أن يحيى الموتى) على : حرف جر مبنى. أن حرف مصدرى ونصب مبنى. يحيى : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. الموتى : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. والمصدر المؤول فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالقدرة.

(٣) الخصائص ١ ـ ٤٦٣ / المغنى رقم ١١ / شرح شواهد المغنى ١٤٣ / الجنى الدانى ٣٢ / ديوانه ٩٨

(ألستم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناسخ ناقص مبنى على السكون. وضمير المخاطبين تم مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (خير) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر ، مضاف إليه. (ركب المطايا) ركب : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (المطايا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (وأندى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أندى : معطوف على خبر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وهو مضاف ، و (العالمين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. (بطون راح) بطون : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وراح : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤٣٣

السادس : التعجب ، نحو : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) [المجادلة : ١٤](١). (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) [الفرقان : ٤٥](٢). (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) [إبراهيم : ٢٨](٣).

السابع : التحقيق ، ويكون ما بعده أمرا واقعا وجىء بالهمزة ـ لإقرار الحقيقة ، ويجعل منه بيت جرير السابق : «ألستم خير من ركب المطايا».

ويجوز أن تجعل منه : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) [القيامة : ٣٧](٤).

(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) [المرسلات : ١٦].

(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) [يس : ٨١](٥).

__________________

(١) جملة (غضب الله عليهم) فى محل نصب ، نعت لقوم.

(٢) (كيف مد الظل) كيف : اسم استفهام مبنى فى محل نصب على الحالية. مد فعل ماض مبني علي الفتح.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. الظل : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل نصب مفعولى تر ، والفعل معلق بالاستفهام.

(٣) (تر) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وهو متعد إلى اثنين لكنه ضمن معنى المتعدى بحرف الجر ، فتعلق به شبه الجملة (إلى الذين). وجملة (بدلوا) صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (نعمة) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كفرا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٤) (يك) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (نطفة) خبر يك منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من منى) جار ومجرور.

(٥) (أوليس) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (الذى خلق) الذى اسم موصول مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. خلق : فعل ماض مبنى على الفتح. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (السموات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم. (والأرض) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الأرض : معطوف على السموات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بقادر) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. قادر : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (على أن يحيى الموتى) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يحيى : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. الموتى : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. والمصدر المؤول فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالإحياء.

٤٣٤

الثامن : التهكم ، نحو : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) [هود : ٨٧](١).

التاسع : التنبيه نحو : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) [الحج : ٦٣](٢).

العاشر : معاقبة حرف القسم ، أى : تكون همزة الاستفهام عوضا من باء القسم ، نحو : ألله لقد كان كذا؟.

الحادى عشر : التذكير بالشىء ، وضابطه أن يكون المعنى حقيقة ويعلمها المخاطب ، نحو : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) [الضحى : ٦ ، ٧ ، ٨]. (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) [المرسلات : ٢٠].

الثانى عشر : الأمر ، حيث تلمس فى سياق ما بعد همزة الاستفهام معنى الأمر ، نحو (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ) [آل عمران : ٢٠] ، أى : أسلموا ..

(أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) [الواقعة : ٥٨ ، ٦٣ ، ٦٨ ، ٧١].

__________________

(١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يا شعيب) يا :حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. شعيب : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (أصلاتك) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. صلاة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر مضاف إليه. (تأمرك) تأمر : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره هى. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدأ. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (أن نترك) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. نترك : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به. (ما يعبد آباؤنا) ما : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. يعبد : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفيه ضمير مقدر مفعول به هو العائد. آباء : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تجعل ما مصدرية ، ويكون المصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به. والتقدير : عبادة آبائنا.

(٢) (أن الله أنزل) مصدر مؤول فى محل نصب مفعولى تر. الجملة الفعلية (أنزل) فى محل رفع ، خبر أن. شبه الجملة (من السماء) متعلقة بأنزل.

٤٣٥

الثالث عشر : الاستبطاء ، وتلمسه من المعنى أو السياق ، كما هو فى قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ) [الحديد : ١٦](١).

الرابع عشر : التهديد ، نحو : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) [المرسلات : ١٦]. (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) [القصص : ٧١](٢).

الخامس عشر : النفى ، حيث يتضمن السؤال بالهمزة معنى النفى الحقيقى لا غير ، نحو : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) [النمل ٦٠ ، ٦١ ، ٦٢ ، ٦٣] ، أى : لا إله مع الله.

ونحو : (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) [القمر : ٢٥].

(فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) [القمر : ٢٤](٣).

(قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) [الأعراف : ١٤٠](٤).

__________________

(١) (ألم) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يأن) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (للذين) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الذين : اسم موصول مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بيأن. (آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (أن تخشع قلوبهم) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. تخشع : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. قلوب :فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والمصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل. (لذكر الله) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذكر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالخشوع.

(٢) (سرمدا) مفعول به ثان لجعل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. أو حال منصوبة إن كان جعل بمعنى خلق.

(٣) (بشرا) مفعول به منصوب على الاشتغال ، وعلامة نصبه الفتحة. (منا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لبشر ، أو حال من واحد. (واحدا) نعت لبشر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٤) (أغير الله) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. غير : مفعول به لأبغى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أبغيكم) أبغى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب بنزع الخافض ، وأصله : أبغى لكم. (إلها) تمييز لغير منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجوز أن تجعل غيرا حالا من إله لأنه كان نعتا فلما تقدم أصبح حالا. فتجعل إلها مفعولا به. (وهو فضلكم) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من

٤٣٦

(أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) [يونس : ٤٢]. (أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) [هود : ٢٨](١). (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) [الأنعام : ١٤].

(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) [آل عمران : ١٦٢]. (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) [البقرة : ١٣].

السادس عشر : النهى ، قد يجمع الاستفهام بين معنى الأمر والنفى فيكون نهيا ، ونجعل منه قوله تعالى ـ والله أعلم : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [يونس : ٩٩].

السابع عشر : الحث والتّحضيض ، قد يخرج الاستفهام بالهمزة إلى معنى الحث والتحضيض ، ومنه : (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية : ٢٣]. (أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الزخرف : ٥١]. (أَفَلا تَتَّقُونَ) [المؤمنون : ٢٣]. ومثيل هذه التراكيب ، وهى كثيرة. قد تلمس فيما سبق معنى الأمر.

ومنه : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [النساء : ٨٢]. (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) [المائدة : ٧٤]. كما تلحظ فيهما معنى النصح والإرشاد.

أم :

تأتى (أم) فى الجملة العربية على نوعين : متصلة ومنقطعة.

__________________

الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. فضل : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدإ. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (على العالمين) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. العالمين : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وشبه الجملة متعلقة بالتفضيل.

(١) (أنلزمكموها) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. نلزم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. وضمير المخاطبين كمو مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. والجملة الاسمية (أنتم لها كارهون) فى محل نصب ، حال.

٤٣٧

(أم) المتصلة المعادلة :

(أم) فى الاستفهام معادلة لهمزة الاستفهام فى إيقاع إرادة الاستفهام الذى قبلها على ما بعدها ، فالاستفهام بها ومعها الهمزة استفهام عن علاقتين معنويتين يراد تعيين إحداهما ، وتسمى هذه (أم) المتصلة ، حيث يدخل ما بعدها فى ما قبلها فى إرادة الاستفهام الواقع على ما قبلها ، وهو ما يسمونه بطلب التصور.

فإذا قلت : أحضر محمد أم غاب؟ فإن السؤال يكون عن علاقتين ، هما حضور محمد وغيابه ، والجواب يكون بتعيين إحداهما ، فتجيب : حضر محمد. أو تقول : غاب محمد.

وإذا قلت : أمحمد فهم أم لم يفهم؟ أجبت فقلت : محمد فهم ، أو : محمد لم يفهم.

وقد ذكرنا مثل ذلك فى دراسة الهمزة.

ومن أمثلتها : (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) [البقرة : ١٤٠].

(قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) [يونس : ٥٩]

(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) [مريم : ٧٨]

(أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩].

(قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) [الفرقان : ١٥]

(أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) [النمل : ٢٧]

هذا غير ما يكون عليه (أم) المعادلة وهمزة الاستفهام بعد ما يفيد التسوية أو ما يماثله ، من معانى عدم المبالاة أو عدم الدراية أو غير ذلك ، حيث يكون فى الاستفهام بهما إخبار فرضته هذه المعانى المذكورة والملحوظة فيما قبل الهمزة و (أم) ، وقد ذكرنا ذلك فى دراسة الهمزة.

٤٣٨

وقد تتكرر (أم) فيكون ما بعد كلّ منها فى حكم المسئول عنه ، ويدخل فى دائرة إرادة التعيين ، مثال ذلك : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها؟) [الأعراف : ١٩٥].

(أم) المنقطعة :

إذا كانت (أم) منقطعة فإنها تقدر فى الاستفهام بـ (بل) و (همزة الاستفهام) ، وهذا ما يسمى بإضراب الانتقال ، وهو مذكور مفصلا فى باب العطف.

فى قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) [البقرة : ١٠٨] تكون (أم) متصلة باحتساب ما قبلها من قوله : (ألم تعلم ...).

وتكون منقطعة بدون هذا الاحتساب ، وهو الظاهر ، فتقدر ـ حينئذ ـ بـ (بل والهمزة) ، أى : بل أتريدون ، فالاستفهام هنا يكون من خلال هذا التقدير.

ومن إضراب الانتقال : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) [البقرة : ١٣٣] ، أى : بل أكنتم شهداء؟ ومنهم من يقدرها بالهمزة وحدها ، أى أكنتم؟ ...

ومنه من يقدرها بـ (بل) وحدها.

ومثل ما يؤول تأويل ما سبق : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١٤].

(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ؟) [النساء : ٥٣].

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤].

(أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) [النجم : ٢٤].

(أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) [الملك : ١٧].

بين (أم) و (أو) فى الاستفهام :

ذكرنا فى العطف أن (أم) للتعيين ، و (أو) لأحد الشيئين أو الأشياء ، وهما كذلك فى الاستفهام ، فـ (أم) تستخدم فى حال ثبوت أحد شيئين أو أشياء ، لكنه

٤٣٩

يلتبس عليك أيّهما وقع ، فتسأل بـ (أم) ، فتقول : أفتح علىّ الباب أم أغلقه؟ أى : أيهما حدث؟ ، حيث حدث أحد الفعلين ، فتسأل عن أيّهما حدث. ويكون الجواب بالتعيين.

لكنّ (أو) فى الاستفهام تكون حين السؤال عن حكم منسوب لشيئين أو أشياء ، فالسؤال بها عن علاقة ، ولذلك فإن الجواب عنها يكون بالإيجاب أو النفى ، فإذا قلت : أمحمد أو على حاضر؟ أى : أأحدهما حاضر؟ فيكون الجواب : نعم ، أو : لا.

فإذا قلت : أزيد عندك أو عمرو أم خالد؟ (١) فالجواب : خالد أو تقول ، أحدهما ، ولا يجوز أن تقول : زيد ، أو : عمرو.

هل (٢) :

حرف استفهام مبنى على السكون لا محلّ له من الإعراب ، سمات (هل) التركيبية ما يأتى :

أ ـ حرف استفهام مبنى لا محلّ له من الإعراب.

ب ـ من الحروف المهملة نحويا ، فهو غير مؤثر لفظيا فيما بعده ، وذلك لعدم اختصاصه.

ج ـ يدخل على جملة مكتملتى الركنين ، ويكون فى صدرها بالضرورة.

د ـ يدخل على الجملة الفعلية والجملة الاسمية فى حال الإيجاب دون النفى. فتقول : هل حضر الأستاذ؟ هل السيارة مباعة؟

ولا تدخل (هل) على نفى ، لكن الهمزة تخالفها فى هذا حيث تدخل على إيجاب وعلى نفى.

__________________

(١) ينظر : المسائل العضديات ١٩٥.

(٢) يرجع إلى : الكتاب ٣ ـ ١٧٥ / المقتضب ١ ـ ١٨١ / أسرار العربية ٣٨٥ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٠ / الجنى الدانى ٣٤١ / مغنى اللبيب ٢ ـ ٣٤٩.

٤٤٠