النحو العربي - ج ٤

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٤

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٥

(ه) محلية الرفع فى خبر (إنّ):

ورد حرف الجرّ الزائد (الباء) فى خبر (إن) فى قول امرئ القيس :

فإن تنأ عنها حقبة لا تلاقها

فإنّك ممّا أحدثت بالمجرّب (١)

أى : فإنك المجرب مما أحدثت ، (المجرب) خبر (إن) مرفوع مقدرا.

ومن زيادة الباء فى خبر (إن) للتوكيد والإلصاق زيادته فى التركيب (أو لم يروا) ، ومنه قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) [الأحقاف : ٣٣]. (بقادر) خبر (أن) فيه الباء حرف جر زائد للتوكيد والإلصاق ، (وقادر) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

و ـ محلية الرفع فى خبر (لكنّ):

ورد حرف الباء زائدا فى خبر (لكنّ) فى قول الشاعر :

ولكنّ أجرا لو فعلت بهيّن

وهل ينكر المعروف فى الناس والأجر (٢)

__________________

(١) شرح المفصل لابن يعيش ٨ ـ ١٣٩ / المساعد ١ ـ ٢٨٩ / الهمع ١ ـ ١٢٧ / الدرر اللوامع ١ ـ ٢٩٣ ، ٢ ـ ٢٨.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تنأ) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (عنها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالنأى. (حقبة) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تلاقها) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (فإنك) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (مما) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتجريب. (أحدثت) أحدث : فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المخاطب مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (بالمجرب) الباء حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. المجرب : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وجملة إن مع معموليها فى محل جزم ، جواب الشرط.

(٢) المساعد ١ ـ ٢٨٩ / أوضح المسالك رقم / ١١٦ الخزانة ٤ ـ ١٦٠ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٢٧.

٢٢١

(بهين) الباء حرف جر زائد مبنى ، هين : خبر لكن مرفوع مقدرا.

ز ـ محلية الرفع فى خبر (ليت):

ورد (الباء) حرف جرّ زائدا فى خبر (ليت) فى قول الشاعر :

يقول إذا اقلولى عليها وأقردت

ألا ليت ذا العيش اللذيذ بدائم (١)

(بدائم) الباء : حرف جر زائد مبنى ، دائم : خبر ليت مرفوع مقدرا.

ح ـ محلية الرفع فى خبر (لا) التبرئة :

يزاد الباء بعد (لا) التبرئة ، كما فى قول العرب : لا خير بخير بعده النار (٢) ، حيث (بخير) خبر لا النافية للجنس مرفوع مقدّرا ، والباء حرف جر زائد مبنى.

ثانيا : محلية النصب :

أ ـ موقعية المفعولية :

يذكر بعض النحاة أن (الباء) يزاد كثيرا فى مفعول (عرفت) ونحوه ، كما تزاد فى مثل : لقى ، ومد ، وأراد ، وكفى المتعدية لواحد (٣).

ويمكن أن يكون من ذلك : رأى من حسن أثره عليه ، أى : رأى حسن ، فيكون (من) حرف جر زائدا ، و (حسن) مفعول به منصوب مقدرا.

ومثل ذلك أن تقول : ما سمعنا بأحد يقول ذلك ، (أى : أحدا) ، خششت بصدره (٤) ، (أى : صدره) ، لقد أحسنوا فى القول ، (أى : أحسنوا القول).

كما يزاد الباء فى المفعول به فى نحو : قرأت بالسورة ، وأصله : قرأت السورة ، ثم زيد حرف الجر (٥).

__________________

(١) شرح التصريح ١ ـ ٢٠٢ / همع الهوامع ١ ـ ١٢٧ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٢٦ ، ٥ ـ ١٣٩.

(٢) ينظر : المساعد ١ ـ ٢٨٧.

(٣) ينظر : همع الهوامع ١ ـ ١٦٧.

(٤) الكتاب ١ ـ ٩٢.

(٥) البسيط فى شرح جمل الزجاجى ١ ـ ٤٦٣.

٢٢٢

ويمكن أن يعدّ حرف الجر فى المواضع السابقة مؤديا دلالة غير دلالة التوكيد لزيادته (١).

ومنه ما ذكرناه من قوله تعالى : (رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) [النمل : ٧٢] ، أى : ردفكم ، وقول الشاعر :

فلما أن تواقفنا قليلا

أنخنا للكلاكل فارتمينا

أى : أنخنا الكلاكل ، حيث تكون (الكلاكل) مفعولا به منصوبا مقدرا ، واللام حرف جر زائد. ومنه قوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ)(٢) [مريم : ٣٥]. وقول الجعدى : نضرب بالسيف ونرجو بالفرج (٣). التقدير : ونرجو الفرج ، (الفرج) مفعول به منصوب مقدرا ، وقول الشاعر :

هن الحرائر لا ربات أخمرة

سود المحاجر لا يقرأن بالسور (٤)

أى : لا يقرأن السور. ومثله قول جرير :

إن البعيث وعبد آل مقاعس

لا يقرآن بسورة الأحبار (٥)

وفى زيادة الباء مع المفعول به للفعل (قرأ) شواهد أخرى (٦).

__________________

(١) يرجع إلى : الجنى الدانى ٣٠٩ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٣.

(٢) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (لله) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب خبر كان مقدم ، أو متعلقة بمحذوف خبر. (أن يتخذ) أن :حرف مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. يتخذ : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر المؤول فى محل رفع اسم كان. (من) حرف جر زائد مبنى لا محل له. (ولد) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (سبحانه) سبحان : منصوب على المصدرية لفعل محذوف ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مصدر أو اسم مصدر ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة.

(٣) وصف المبانى ٣٢١ / خزانة الأدب ٤ ـ ١٦٠ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٦.

(٤) معانى القرآن وإعرابه للزجاج ٣ ـ ٤٢١ / البحر المحيط ٢ ـ ٧١ / خزانة الأدب ٣ ـ ٦٦٧ ، ٤ ـ ٨٦٠ / شرح أبيات المغنى ١٢٨٠١ / ٢ ـ ٣٦٨.

(٥) شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٩.

(٦) ينظر : معانى القرآن وإعرابه للزجاج ٣ ـ ٤٢١ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٧ ، ٣٧٣.

٢٢٣

ب ـ زيادة اللام مع المفعولية المتقدمة :

إذا تقدم المفعول به على الفعل فإنه يجوز أن تسبقه بحرف الجرّ اللام (١) ، كما فى القول : لزيد ضربت.

ج ـ مع مفعول الصفات المشتقة :

قد تزاد اللام مع مفعول الصفات المشتقة (٢) ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [هود : ١٠٧] ، أى : فعال ما يريد. فزيدت اللام بين الصفة المشتقة (فعال) ومفعولها الاسم الموصول (ما). ومثله قوله تعالى : (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١].

د ـ خبر كان :

ورد حرف الباء زائدا فى خبر (كان) فى قول الشاعر :

إذا مدّت الأيدى إلى الزاد لم أكن

بأجشعهم إذ أجشع القوم أعجل

حيث (بأجشعهم) خبر كان ، فيه (الباء) حرف جرّ زائد مبنى ، و (أجشع) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد.

ه ـ موقعية النصب فى خبرية (ليس):

يذكرون أن الباء تزاد كثيرا فى خبر (ليس) ، كما هو فى قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) [التين : ٨] (الباء) حرف جر زائد ، و (أحكم) خبر ليس منصوب مقدرا.

ومنه ما ذكرناه من قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١]. (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر [الغاشية : ٢٢]. حيث (مثل) خبر

__________________

(١) ينظر : المقتضب : ٢ ـ ٣٦ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى : ٢ ـ ٨٥٨ ، ١ ـ ٤٦٥.

(٢) ينظر : الجنى الدانى ٥٤ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٢٨٧ / همع الهوامع ١ ـ ١٢٧ / أوضح المسالك رقم ١١٣ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٩٢ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٢٤.

٢٢٤

ليس مقدم منصوب مقدرا ، والكاف حرف جر زائد. واسم (ليس) المؤخر (شىء) ، كذلك (مصيطر) خبر ليس منصوب مقدرا. والباء حرف جر زائد ، واسم (ليس) ضمير المخاطب (التاء).

(و) خبر (ما):

تزاد فى خبر (ما) ، كما هو فى قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل : ٩٣] ، الباء حرف جر زائد مبنى ، أما (غافل) فهو خبر المبتدإ (رب) مرفوع مقدرا ، إن احتسبنا (ما) تميمية ، وإن احتسبت (ما) حجازية فإن غافلا تكون منصوبة مقدرا ؛ لأنها تكون خبر (ما) الحجازية التى تعمل عمل (ليس).

ومثله قول المتنخل :

لعمرك ما إن أبو مالك

بواه ولا بضعيف قواه (١)

(بواه) الباء حرف جر زائد مبنى ، (واه) خبر المبتدإ (أبو) مرفوع مقدرا ، ومعطوف عليه بزيادة حرف الجر (بضعيف) ، وهو مرفوع مقدّرا.

يلحظ فى البيت المذكور سابقا أن الباء قد زيد فى خبر (ما) المكفوفة بـ (إن) ، وهذا يدلّ على أنه لا اختصاص لزيادة الباء فى خبر (ما) الحجازية بخاصة.

ز ـ خبر (لا) العاملة عمل (ليس):

يلحق بزيادة (الباء) فى خبر الأفعال الناسخة المنفية زيادتها فى خبر (لا) العاملة عمل (ليس) ، كما هو فى قول سواد بن قارب :

__________________

(١) ينظر : خزانة الأدب ٣ ـ ١٥٣ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٢٣.

(لعمرك) اللام ابتداء وتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. عمر : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة ، والخبر محذوف وجوبا ، تقديره قسمى. (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إن) حرف نفى زائد مبنى لا محل له. (أبو) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ، لأنه من الأسماء الستة. (مالك) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بواه) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. واه : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له. لا : حرف مبنى زائد لتأكيد النفى. (بضعيف) الباء :حرف جر زائد مبنى. ضعيف : معطوف على واه مجرور لفظا مرفوع محلا. (قواه) فاعل ضعيف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وضمير الغائب مبنى فى محلّ جر بالإضافة.

٢٢٥

فكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب (١)

(لا) عاملة عمل (ليس) ، ترفع المبتدأ (ذو) وتنصب ، الخبر (بمغن) ، وقد سبق الخبر حرف الجر الزائد (الباء) ، فـ (مغن) خبر لا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة.

ح ـ محلية النصب فى الحال :

تزاد الباء مع الحال المنفية كما هو فى قول الشاعر :

فما رجعت بخائبة ركاب

حكيم بن المسيب منتهاها (٢)

الباء) فى (بخائبة) حرف جر زائد مبنى ، (خائبة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة. ومن النحاة من يخرج البيت على تقدير محذوف ،

__________________

(١) شرح ابن عقيل : ١ ـ ٣٢٠ / الدرر اللوامع : ٢ ـ ١٢٦.

(كن) فعل أمر مبنى على السكون ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت. (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بشفيع. (شفيعا) خبر كن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بشفيع. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، عامل عمل ليس. (ذو) اسم (لا) مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ، لأنه من الأسماء الستة. (شفاعة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بمغن) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له. (مغن) خبر لا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. وجملة لا مع معموليها فى محل جر مضاف إليه. (فتيلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عن سواد) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمغن (بن) بدل ، أو عطف بيان ، أو نعت لسواد مجرور ، وعلامة جره الكسرة (قارب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) الجنى الدانى : ٥٥ / المساعد : ٢ ـ ٧ / شفاء العليل : ٢ ـ ٥٢١ / شرح أبيات المغنى : ٢ ـ ٣٩١ / خزانة الأدب : ٤ ـ ٢٤٩ / الدرر اللوامع : ٢ ـ ١٢٨.

(ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (رجعت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بخائبة) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (خائبة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة. (ركاب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (حكيم) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ابن) بدل أو عطف بيان أو نعت لحكيم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (المسيب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (منتهاها) خبر لمبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، نعت لركاب.

٢٢٦

وتقديره : بحاجة خائبة (١). ويمكن أن نقدر الباء للحال ، لا زائدة فى الحال (٢).

ومنه قول الشاعر :

كائن دعيت إلى بأساء ذاهبة

فما انبعثت بمزءود ولا وكل (٣)

(بمزءود) حال من تاء الفاعل فى (انبعثت) ، فيها الباء حرف جرّ زائد ، و (مزءود) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، ويمكن أن يخرج على ما خرّج عليه السابق. وقول دريد بن الصمة :

دعانى أخى والخليل بينى وبينه

فلما دعانى لم يجدنى بقعدد (٤)

فنلحظ مما سبق من تأثير لحرف الجرّ فيما بعده أنه يجمع بين كثير من مواضع الرفع ، وكثير من مواضع النصب ، وما سبق إنما هو لتوضيح فكرة أثر عامل الجرّ فيما بعده ، فهو أقوى العوامل النحوية ، دون النظر إلى ما يدخل عليه ، أو يسبقه من موقع إعرابىّ ، فإن حرف الجر إذا وجد فى تركيب فلا بدّ من إعماله ، ولو لم يكن فى موقعية النسبة المخصصة بها حروف الجرّ.

ملحوظات

لا يضمر حرف الجر :

لا يجوز أن يضمر حرف الجرّ ويبقى عمله ، فإذا ما أضمر حرف الجر فإنه لا يكون مضمرا ، وإنما يكون مسقطا ، ويلزم نصب ما بعده ، ونذكر هذا ـ بالتفصيل ـ فى الصفحات القادمة. وما ذكر من قول الفرزدق :

إذا قيل أىّ الناس شرّ قبيلة

أشارت كليب بالأكفّ الأصابع (٥)

__________________

(١) ينظر : مغنى اللبيب : ١ ـ ١١٠.

(٢) ينظر : الدرر اللوامع : ٢ ـ ١٢٨.

(٣) الجنى الدانى : ٥٦ / مغنى اللبيب : ١ ـ ١١٠ / المساعد : ٢ ـ ٨ / شفاء العليل : ٢ ـ ٥٢١ / شرح أبيات المغنى : ٢ ـ ٣٩٣ / شرح عمدة الحافظ : ٣٠٥.

(٤) أوضح المسالك رقم ١١٤ / همع الهوامع : ١ ـ ١٢٧ / الدرر اللوامع : ٢ ـ ١٢٥.

(٥) المساعد ٢ ـ ٢٩٨ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٤٠.

(قيل أى الناس شر) جملة الشرط فى محل جر بالإضافة. (أى) مبتدأ خبره (شر) ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، نائب فاعل. (أشارت الأصابع) جملة جواب الشرط. (بالأكف) شبه جملة متعلقة بالإشارة.

(الأصابع) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٢٧

بجر (كليب) على أن التقدير : إلى كليب ، فهو شاذ.

لكنه قد يحذف حرف الجر ويبقى أثره فى وجود خصائص تركيبية على النحو الآتى :

أ ـ (رب) : إذا حذف حرف الجر الشبيه بالزائد (رب) فإنه لا بدّ من دليل عليه

، إما الواو كثيرا ، أو الفاء قليلا ، أو (بل) أقل ، وقد أخذت هذه الحروف النسب إلى (رب) ، فيقال : واو (رب). ومن إنابة الواو فيه مناب رب قول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله

علىّ بأنواع الهموم ليبتلى (١)

(ليل) مبتدأ مرفوع مقدرا لانشغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد (رب) ، وقد حذف وناب منابه الواو.

ومن إنابة الفاء مناب (رب) قول المتنخل بن عويمر الهذلى :

فحور قد لهوت بهنّ عين

نواعم فى المروط وفى الرياط

 (حور) مبتدأ مرفوع مقدرا بعد (رب) المحذوف ، وأنيب منابه الفاء ، والتقدير :فرب حور.

وقد يحذف (رب) بعد (بل) ، كما جاء فى قول الشاعر (سؤر الذئب) :

بل جوز تيهاء كظهر الحجفت ...

والتقدير : بل رب جوز تيهاء ... ، وتكون (جوز) مبتدأ مرفوعا مقدرا ، ومجرورا لفظا برب المحذوفة ، وخبره فيما بعده من رجز ، وهو قوله : قطعتها.

__________________

(١) يرجع إلى الموضعين السابقين.

(ليل) مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (كموج) شبه جملة فى محل جر ، نعت لليل على اللفظ ، أو فى محل رفع على المحل. (أرخى) جملة فعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (سدوله) مفعول به ، وضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (على) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بأرض. (بأنواع) شبه جملة متعلقة بأرض أو بالمصدر سدول. (ليبتلى) اللام حرف تعليل مبنى ، يبتلى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل ، وعلامة نصبه الفتحة ، ولم تظهر من أجل الوزن والروى ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بأرض.

٢٢٨

وقد نحتسب هذه الحروف هى الجارة فلا يكون هناك حذف ، لكن أكثر النحاة لا يوافقون على ذلك ، ويجعلون الجر بـ (رب) المحذوفة.

ب ـ فى جواب عن سؤال تضمّن حرف الجر :

قد يجر بحرف الجرّ محذوفا إذا كان فى جواب عن سؤال تضمّن مثل حرف الجر المحذوف ، نحو : (زيد) بالجر فى جواب من قال : بمن مررت؟ ، فكأن المجيب قال : بزيد ، فحذف حرف الجر.

ج ـ قبل معطوف على ما تضمّن حرف الجر :

قد يجرّ بحرف الجر محذوفا المعطوف على ما تضمن مثل حرف الجرّ المحذوف ، نحو : أحصل منك على صواب العلم ثم غيرك المال ، أى : ثم من غيرك المال ، فيجر (غير) بحرف الجر المحذوف (من) ؛ لأنه معطوف على مجرور بمن ، وهو ضمير المخاطب. ومثله : لك ما تنفقه مما يداك تجمع ، ثم غيرك المخزون ، أى : ثم لغيرك.

د ـ قبل معطوف على ما تضمن حرف الجر ، وانفصلا بـ (لا) أو (لو):

قد يجر بحرف الجر محذوفا إذا كان فى معطوف على ما تضمن مثل حرف الجر ، وانفصلا بـ (لا) أو (لو) ، نحو قولك : ما لغائب عذر ولا حاضر حجة ، بجر حاضر ، أى : ولا لحاضر حجة ، فيجر (حاضر) بحرف الجر اللام المحذوف.

وتقول : إن ذاكرت دروسك بإتقان ولو بعض إتقان أجبت عن الأسئلة ، بجر (بعض) على أنه مجرور بحرف الباء المحذوف ؛ لأن ما عطف عليه المجرور قد تضمنه وهو (إتقان). ومنه قول الشاعر :

ما لمحبّ جلد إن هجرا

ولا حبيب رأفة فيجبرا (١)

__________________

(١) المساعد على التسهيل ٢ ـ ٢٩٩ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٩٠ / همع الهوامع ٢ ـ ٣٦ / الدرر اللوامع ٤ ـ ١٩١ ، ٥ ـ ١٨٥.

(جلد) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره المقدم شبه الجملة (لمحب). (رأفة) مبتدأ مؤخر ، خبره شبه الجملة المقدم (لحبيب).

٢٢٩

بجر (حبيب) على أنه معطوف على ما تضمن حرف الجر اللام (محب) ، وقد فصل بينهما بالعاطف وحرف النفى. وقول الشاعر :

متى عذتم بنا ولو فئة منّا

كفيتم ولم تخشوا هوانا ولا وهنا

بجر (فئة) على أنه مجرور بحرف الجر المحذوف (الباء) ، ومثله فى (بنا) وقد عطف عليه ما جر بالحرف المحذوف ، وفصل بينهما بالعاطف (ولو).

ه ـ قبل مقرون بهمزة الاستفهام أو هلا أو إن أو الفاء الجزائيتين مذكور بعد ما تضمّن حرف الجرّ ، وارتبط به سياقيّا :

قد يجرّ بحرف الجرّ المحذوف قبل اسم قرن بهمزة الاستفهام ، أو هلا ، أو إن الجزائية ، أو الفاء الجزائية ، وقد ذكر هذا الاسم بعد ما تضمن مثل حرف الجرّ المحذوف ، وارتبط به سياقيا ، وترتّب عليه معنويا. من ذلك أن تقول : أعجبت بمحمد؟ فيقول قائل : أمحمد بن على؟ أى : أبمحمد بن على. وتقول : جئت بمحمود ، فيقال : هلا أبيه ، أى : هلا بأبيه. وتقول : أعجبت بطالب إن لا مجد فى العلم فمهذب ، أى : إن لا أعجب بمجد فى العلم فقد أعجبت بمهذب. وتقول : تناقش مع أيّهم شئت ، إن سعيد وإن أخيه ، أى : إن تناقشت مع سعيد ، وإن تناقشت مع أخيه.

ومما ذكر من أمثلة لهذه الفكرة قولهم (١) :

يقال : مررت بزيد ؛ فتقول : أزيد بن عمرو؟ بجر (زيد) ، أى : أبزيد.

يقال : جئت بدرهم. فتقول : هلا دينار. بجر (دينار) ، أى : هلا بدينار.

مررت برجل إن لا صالح فطالح ، بجر كلّ من : صالح وطالح ، أى : إن لا أمر بصالح ، فقد مررت بطالح.

امرر بأيهم هو أفضل ، إن زيد وإن عمرو ، بجر (زيد وعمرو) ، أى : إن مررت بزيد ، وإن مررت بعمرو.

__________________

(١) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٢٩٨ ـ ٣٠٠.

٢٣٠

النصب على حذف حرف الجر :

كل جارّ ومجرور ـ أى : شبه الجملة ـ يؤتى بها لتؤدى معنى فى سابق عليها ، أو لاحق بها ، فلا بدّ أن يكون لها متعلق ، وعلى أساس العلاقة بينها وبين ما سبقها أو ما لحق بها تكون شبه الجملة فى موقعيتها من الجملة التى أنشئت بها على نوعين :

أولهما : أن تكون شبه الجملة لها موقع إعرابىّ ، إذا كانت فى موقع خبر المبتدإ : (الطلاب فى القاعة) ، أو خبر (إن) : (إن المتقين فى نعيم) ، أو خبر كان : (ما زال تطورنا فى اطراد) ، أو نعت : (أعجبت برجل على المنبر) ، أو حال : (استمعت إلى أستاذى فى انتباه).

وقد عرفنا أن جمهور النحاة يرون أن شبه الجملة فى هذه المواقع تكون متعلقة بمحذوف ، سواء أكان فعلا أم اسما ، ويكون هذا المحذوف فى هذه الموقعية ، وشبه الجملة متعلقة به.

والآخر : أن تكون شبه الجملة متعلقة ، وحينئذ يجب أن يسبقها فعل أو ما يشبه الفعل ؛ لأن شبه الجملة تكون فى محلّ نصب ، لكن الفعل أو ما يشبهه لا يصل إلى هذا المنصوب إلا بواسطة حرف الجرّ لدواع معنوية ، حيث تتعدد الجهات المعنوية للفعل ، فيلزم وجود الواسطة حتى تحدد جهة واحدة معنوية ، يرتبط الفعل عن طريقها بالمجرور ، فمثلا : (خرج) فعل يحتمل ابتداء وانتهاء ، فلا بدّ من تحديد العلاقة بين الفعل ومنصوبه بين الابتداء فيكون بحرف الجر (من) ، أو الانتهاء فيكون حرف الجرّ (إلى) ، ومثل ذلك فى جميع ما نسميه بالأفعال اللازمة ، من نحو : نزل ، انصرف ، استمع ، تحول ، ذهب (ذهب إلى ، ذهب بـ ...). وهذه الوظيفة الدلالية تكون فى علاقة الاسم بما بعده فى المواضع والتراكيب التى تستخدم فيها حروف الجرّ. فكلّ جارّ ومجرور يكون متعلقا بما قبله يكون فى موضع نصب ، وحرف الجر واسطة معنوية لتعدية الفعل إلى معموله ، وحروف الجرّ كلّها سواء فى هذه الخاصة.

٢٣١

تقدير حرف الجر :

ذكرنا أن كلّ جارّ ومجرور يتعلق بما قبله ، أى : يكون فى موضع نصب ، فإذا حذف منه حرف الجر فإن المجرور ينصب على نزع الخافض ، أو على إسقاط حرف الجر ، أو على الاتاع.

وإذا أمعنا النظر فى الأبواب النحوية فإننا نجد أن النحاة قد ألزموا فى حدّ كثير من المنصوبات حرف الجرّ ، من نحو الظرف بنوعيه ، والتمييز ، والحال والمفعول به ، والمفعول معه ، والمفعول له ، ... إلخ. وكتاب «نزع الخافض» يناقش قضية المنصوبات ونزع الخافض. والنحاة يتحدثون عن اطراد حذف حرف الجر من (أن) و (أنّ) مفتوحتى الهمزة بنون ساكنة ثم مثقلة. لكننا فى هذا القسم نؤكد فكرة نصب المجرور إذا أسقط أو نزع خافضه.

من المواضع التى حذف فيها حرف الجرّ ونصب ما بعده من مجرور ، فتحوّل المجرور المعدّى إليه بواسطة إلى منصوب على نزع الخافض ، أو مفعول به على السعة والاتساع ما يأتى :

أ ـ ما يقدر فيه حذف (من):

مما يقدر فيه حذف حرف الجر (من) فينصب ما بعده بعد حذفه : قولهم : اخترت الرجال عبد الله ، أى : من الرجال ، فالرجال منصوب على نزع الخافض ، أو مفعول ثان على السعة.

ومنه قوله عز وجل : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) [الأعراف : ١٥٥] ، أى : من قومه ، فيكون (قوم) مفعولا ثانيا على السعة ، أو منصوبا على نزع الخافض.

ومنه قول الراعى النميرى :

اخترتك الناس إذ رثّت خلائقهم

واعتلّ من كان يرجى عنده السّول (١)

__________________

(١) البحر المحيط : ٤ ـ ٣٩٨ / الدر المصون : ٣ ـ ٣٥١. لسان العرب مادة : سول.

٢٣٢

أى : اخترتك من الناس. وقوله :

فقلت له اخترها قلوصا سمينة

وناب علينا مثل نابك فى الحيا (١)

أى : اختر منها ، فضمير الغائبة فى محل نصب ، مفعول به ثان على السعة ، أو على نزع الخافض. وقول الفرزدق :

منّا الذى اختير الرجال سماحة

وجودا إذا هبّ الرياح الزعازع (٢)

أى : من الرجال. وقول الشاعر :

أستغفر الله ذنبا لست محصيه

ربّ العباد إليه الوجه والعمل (٣)

__________________

(اخترتك) اختار : فعل ماض مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وكاف المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (الناس) منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذ) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بالاختيار. (رثت) رث : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (خلائقهم) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعة الضمة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية فى محل جر ، مضاف إليه. (واعتل) الواو : حرف عطف جملة على جملة مبنى لا محل له من الإعراب. اعتل : فعل ماض مبنى على الفتح. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالعطف على جملة رثت خلائق. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (يرجى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (عنده) ظرف مكان منصوب ، وضمير الغائب مضاف إليه فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالرجاء. (السول) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان ، وجملة كان مع معموليها صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(١) معانى الفراء ١ ـ ٣٩٥ / تفسير الطبرى ١٣ ـ ١٤٦ / الدر المصون ٣ ـ ٣٥١.

(٢) الكتاب ١ ـ ٣٨ / شرح المفصل ٨ ـ ٥١ / تذكرة النحاة : ٥٨٢ / خزانة الأدب ٣ ـ ٦٧٢ / شرح أبيات المغنى :٣ ـ ١٢٢ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٩١.

(٣) الكتاب ١ ـ ٣٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٢٠ / الخصائص : ٣ ـ ٢٤٧ / شرح المفصل ٧ ـ ٦٣ / ٨ ـ ٥١ / الخزانة ١ ـ ٤٨٦ / الدرر اللوامع ٥ ـ ١٨٦.

(أستغفر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (الله) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ذنبا) مفعول به ثان على التوسع ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة.أو منصوب على نزع الخافض. (لست) ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (محصيه) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة ، وهو المفعول به لاسم الفاعل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ،

٢٣٣

أى : من ذنب.

القول : ما منعك أن تأتينا ، أى : من أن تأتينا ، فيكون المصدر المؤول فى محلّ نصب على نزع الخافض ، أو على أنه مفعول ثان على الاتساع.

والقول : خفت أن تفعل الخطأ ، أى : من أن تفعل.

ب ـ ما يقدر فيه حذف حرف الجر (الباء) فينصب ما بعده بعد حذفه : مما ينصب من مجرور لحذف حرف الجرّ (الباء) ما يأتى :

قولهم : سميته زيدا ، أى : بزيد ، وكنّيت زيدا أبا عبد الله ، أى : بأبى عبد الله.

ودعوته زيدا ، أى : بزيد. فما كان مجرورا أصبح منصوبا بعد حذف حرف الجرّ ، ويكون منصوبا على أنه مفعول ثان على الاتساع ، أو يكون منصوبا على نزع الخافض.

ومنه قول بن معد يكرب الزّبيدى :

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به

فقد تركتك ذا مال وذا نشب (١)

__________________

والجملة الفعلية المحولة (لست محصيه) فى محل نصب ، نعت لذنب. (رب) بالفتح بدل من لفظ الجلالة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجوز أن ينصب على أنه مفعول به على القطع ، ويجوز فيه الرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف. (العباد) مضاف إليه مجرور. (إليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (الوجه) مبتدأ مؤخر مرفوع ، والجملة فى محل نصب على الحال من (رب) ، (والعمل) عاطف ومعطوف على الوجه.

(١) الكتاب ١ ـ ٣٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٢٠ / شرح المفصل ٢ ـ ٤٤ ، ٨ ـ ٥٠ / الخزانة ١ ـ ١٦٤ / الدرر اللوامع ٥ ـ ١٨٦.

(أمرتك) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (الخير) مفعول به ثان منصوب على الاتساع ، أو منصوب على نزع الخافض. (فافعل) الفاء للتعقيب مبنى لا محل له. افعل : فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أمرت) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (به) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالأمر ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (فقد) الفاء الفصيحة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تركتك) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ،

٢٣٤

أى : أمرتك بالخير ، فحذف حرف الجر ، فنصب مجروره بعد حذفه.

وقوله تعالى : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) [آل عمران : ١٧٥](١).

أى : يخوفكم الشرّ بأوليائه ، فلما حذف حرف الجر (الباء) نصب ما بعده على نزع الخافض ، وهذا وجه من أوجه تحليل هذا الموضع. وفيه وجه آخر ؛ وهو أن التضعيف جعل الفعل متعديا إلى اثنين ، والأول منهما محذوف ، والتقدير : يخوفكم أولياءه.

قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [الأنعام : ١١٧]. فى (أعلم من يضل) وجه بأن الباء الجارة حذفت ، فأصبح ما بعدها منصوبا على نزع الخافض ، وذكر الحرف فيما بعدها فى الآية نفسها ، وفيه أوجه أخرى مؤداها : أن الاسم الموصول (من) فى محل جرّ ، وهو مردود ، أو أنه فى محل نصب بأفعل ذاتها ، وهو مردود ، أو أنه فى محل رفع مبتدأ على أن (من) استفهام ، وجملة يضل (خبره) (٢).

قولهم : عمرو منطلق حقّا ، أى : بحق ، وزيد ذاهب غير شك ، أى : بغير شكّ. وقوله تعالى : (أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ) [هود : ٦٠] ، أى : كفروا بربهم ويقال : إن كفر كشكر يتعدى بنفسه مرة ، وبواسطة أخرى.

وقوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠] ، أى : ادعوه بهذا الاسم ، أو بهذا الاسم ... ، وليس المعنى :

__________________

مفعول به. (ذا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الألف ، لأنها من الأسماء الستة. (مال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وذا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذا : معطوف على الحال الأولى فى محل نصب. (نشب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) (إنما) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وما : كافة لإن حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ذلكم) اسم إشارة خطابى مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الشيطان) إما بدل ، أو عطف بيان ، أو نعت لاسم الإشارة ، أو خبر اسم الإشارة. (يخوف) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة الفعلية إما فى محل رفع خبر المبتدإ اسم الإشارة ، وإما فى محل نصب على الحالية من الشيطان إن احتسبنا الشيطان خبرا. (أولياءه) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة.

(٢) ينظر : الدر المصون ٣ ـ ١٦٧.

٢٣٥

ادعوا مسمى هذا الاسم ، أو مسمى هذا الاسم ... (١) ، فيكون كلّ من (الله والرحمن) منصوبا على نزع الخافض.

ج ـ ما يقدر فيه حذف حرف الجر (عن) فينصب ما بعده :

مما حذف منه حرف الجر (عن) فنصب ما بعده بعد حذفه قولهم : نبّئت زيدا ، أى : عن زيد ، فلما حذف (عن) نصب (زيد) على نزع الخافض ، أو على أنه مفعول به ثان على التوسع.

والقول : لا يلبث أن يأتيك ، أى : عن إتيانك ، فالمصدر المؤول (أن يأتيك) فى محل نصب على التوسع ، أو على نزع الخافض.

د ـ ما يقدر فيه حذف حرف الجر (على):

من التراكيب التى حذف منها حرف الجر (على) فنصب ما بعده قول المتلمس :

آليته حبّ العراق الدهر أطعمه

والحبّ يأكله فى القرية السوس (٢)

__________________

(١) ينظر : البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن للزملكانى ٣٠٦.

(قل) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (ادعوا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب على التوسع ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو منصوب على نزع الخافض. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ادعوا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة فى محل نصب بالعطف على جملة مقول القول. (الرحمن) مفعول به منصوب على التوسع ، أو على نزع الخافض. (أياما) أيا : اسم شرط جازم مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والعامل فيه تدعوا ، ما : زائدة لا محل لها ، أو شرط ثان لتوكيد الأول. وأرى أنها للتوسع فى استخدام معنى الشرط ، مثل : أينما ، متى ما ، أيان ما ... ، (تدعوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (فله) الفاء : حرف جواب وجزاء واقع فى جواب الشرط ، مبنى لا محل له من الإعراب. له : جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (الأسماء) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط. (الحسنى) نعت للأسماء مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

(٢) الكتاب ١ ـ ٣٨ / المغنى رقم ١٣٧ / أوضح المسالك ٢ ـ ١٧ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٩٠ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٢٥٩ / ٧ ـ ٢٤٦ ، ٢٦٦.

٢٣٦

أى : على حب العراق.

ومن ذلك قوله تعالى : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) [مريم : ٧٨] ، أى : أإطلع على الغيب.

(سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) [طه : ٢١] ، أى : على سيرتها ، وقد يكون الحرف المحذوف (إلى) ، والتقدير : إلى سيرتها (١).

(لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [الأعراف : ١٦] ، أى : على صراطك.

(وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ) [البقرة : ٢٣٥] أى : على عقدة .. حيث (عزم) تتعدى بحرف الجرّ (على) ، وقد جاء ذلك فى قول الشاعر :

عزمت على إقامة ذى صباح

لأمر ما يسوّد من يسود

ومن حذف حرف الجرّ (على) قول عنترة :

ولقد أبيت على الطّوى وأظلّه

حتى أنال به كريم المطعم (٢)

أى : وأظلّ عليه.

ومما حذف منه حرف الجرّ (على) فنصب ما بعده من مجرور قول جرير :

تمرّون الديار ولم تعوجوا

كلامكم علىّ إذن حرام (٣)

__________________

(١) فى إعراب (سيرة) أوجه أخرى منها :

ـ أن تنصب على الظرفية ، والتقدير : فى سيرتها ، فى طريقها.

ـ أن تنصب على البدلية من ضمير الغائبة بدل اشتمال ، والتقدير : سنعيدها سنعيد سيرتها ...

(٢) ديوانه ١٨٧ / شرح القصائد العشر ٣٢٥.

(٣) إعراب القرآن للنحاس ٢ ـ ٣٩٠ ، ٣ ـ ٤١٢ / تذكرة النحاة ٥٨٢ / شرح المفصل ٨ ـ ٨ / خزانة الأدب ٣ ـ ٦٧١ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٢٨٩ / الدرر اللوامع ٥ ـ ١٨٩

(تمرون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (الديار) مفعول به على التوسع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو منصوب على نزع الخافض. (ولم) الواو : واو الابتداء ، أو الحال ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. لم :حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تعوجوا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه

٢٣٧

أى : تمرون على الديار ، فلما أسقط حرف الجرّ (على) نصب ما بعده ، فيكون إما مفعولا به على التوسع ، أو منصوبا على نزع الخافض.

وكذلك القول : ضرب عبد الله ظهره وبطنه ، وضرب زيد الظهر والبطن ، بنصب (ظهر وبطن) ويكون التقدير : على ظهره ... وعلى الظهر ... ، فلما حذف حرف الجرّ نصب ما بعده ، ويجوز فيهما الرفع على البدلية من نائب الفاعل (عبد الله ، وزيد).

ه ـ ما يقدر فيه حذف حرف الجر (اللام):

مما ينصب على إسقاط حرف الجرّ اللام ما يأتى : قوله تعالى : (أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ) [البقرة : ٢٣٣] ، أى : لأولادكم ، فأسقط حرف الجر اللام ، ونصب ما بعده على التوسع ، أو على نزع الخافض.

(وَيَبْغُونَها عِوَجاً) [الأعراف : ٤٥ ، هود : ١٩] ، أى : يبغون لها.

(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) [التوبة : ٤٧] ، أى : يبغون لكم.

(لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) [آل عمران : ١١٨] أى : لا يألون لكم.

ومنه كذلك أن تقول : كسبتك الخير ، وكلتك الطعام ، ووزنتك الشىء ، وزدتك جنيها ، ونقصتك جنيها. والتقدير فيها : كسبت لك ، وكلت لك ، ووزنت لك ، وزدت لك ، ونقصت لك أو منك ، فحذف حرف الجر ، ونصب ما بعده.

ومنه قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) [يس : ٣٩] ، أى : قدرنا له.

يذكر سيبويه : «واعلم أن اللام ونحوها من حروف الجرّ قد تحذف من (أن) كما حذفت من (أن) ، جعلوها بمنزلة المصدر ، حين قلت : فعلت ذاك حذر الشرّ ، أى : لحذر الشرّ ، ويكون مجرورا على التفسير الآخر ...» (١).

__________________

حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من واو الجماعة فى تمرون. (كلامكم) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (على) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بحرام. (إذن) حرف جوابى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حرام) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) الكتاب ٣ ـ ١٥٤ / وانظر : مغنى اللبيب ٢ ـ ٦٤٠ / شرح المفصل ٨ ـ ٥١ / كافية ابن الحاجب ٢ ـ ٢٧٣.

٢٣٨

ومنه : جئتك كى تقوم ، أى لكى تقوم. اخلولقت السماء أن تمطر ، أى : لأن تمطر.

و ـ ما يقدر فيه حذف حرف الجر (فى):

عند ما نتحدث عن حذف حرف الجرّ (فى) فإننا نستحضر الأبواب النحوية التى يقدر فيها النحاة تضمنها للحرف (فى) ، كالظروف ـ مكانية أو زمانية ـ وموقع الحالية.

لكننا نتحدث عن المواضع الأخرى التى يقدر فيها حذف حرف الجرّ (فى) فينصب ما بعدها من مجرور ، حيث لا تخلو دلالتها من (فى) فى التركيب ، منها : دخلت البيت ، والتقدير : فى البيت ، حذف حرف الجرّ (فى) فنصب ما بعده ، وهو (البيت).

ومنه قوله تعالى : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) [النساء : ١٢٧] ، أى : فى أن تنكحوهن ، أو : عن نكاحهن ...

مطرنا السهل والجبل ، بنصب (السهل والجبل) ، والتقدير : فى السهل والجبل ، ويجوز أن يرفعا على أنهما بدل من ضمير المتكلمين.

* * *

٢٣٩

حروف الجر ومعانيها

إنما وجدت حروف الجرّ فى التركيب لتؤدّى دلالات تحدد علاقة واحدة من علاقات متعددة يمكن أن تكون فيما يسبقها ، وتحديدها فيما بعدها من المجرور.

والمعانى تتعدد وتتنوع إلى ما لا حصر له ، والحروف تنحصر إلى حدّ كبير ، لذلك فإن دلالة الحرف تتعدد ، وتحديد هذه الدلالة متروك لثلاثة جوانب متلازمة ، يحكمها طاقة محركة ، أما هذه الجوانب فهى : الفعل وما يشبهه ، أو الاسم ، ثم حرف الجر ، فما بعد حرف الجرّ من معمول.

أما الطاقة المحركة المستخلصة المتفاعلة والفاعلة إنما هى المتحدث بممارسته اللغوية.

ويمكن لنا أن ننبه هنا إلى عدة نقاط :

ـ معنى الحرف متروك للفعل ودلالته ، أو ما يشبه الفعل.

ـ السياق هو العامل المباشر لاختيار حرف الجر بالنظر إلى : ما يراد من تحديد دلالى ، دلالة الفعل ، دلالة المعمول ، المعنى الرئيسى للفعل.

ـ نوع الحرف وسماته الخاصة.

وفى هذا القسم عرض لحروف الجرّ بالدلالات التى يمكن أن تأتى عليها فى السياق ، وليس هذا العرض فيه النهايات الدلالية للحروف ؛ لأننا لا يمكن لنا أن نحصى الاتجاهات الدلالية للسياق.

الباء (١)

وردت الباء حرف جر أو حرف نسبة تنسب ما بعدها إلى ما قبلها ، وتجر ما بعدها من ظاهر ومضمر ، وتضفى إلى المعنى الدلالات المعنوية الآتية فى السياق :

__________________

(١) الكتاب ٤ ـ ٢١٧ / الأزهية ٢٩٤ / المفصل ٢٨٥ / اللباب فى علل البناء والإعراب ٢٩٥ / التسهيل ١٤٥ / رصف المبانى ١٤٣ ـ ١٤٧ / مغنى اللبيب ١ ـ ٨٨ ، ٨٩ / الجنى الدانى ٣٦ ، ٣٧ / الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٢ ـ ٢١٩ / الهمع ٢ ـ ٢٠ / الإتقان ٢ ـ ٢١٥ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٠٦ / المقرب ١ ـ ٢٠٣.

٢٤٠