النحو العربي - ج ٣

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٣

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٦٠٨

اسم التفضيل (أرذل) أضيف إلى معرفة (ضمير المتكلمين) ، فجاء على وجه المطابقة ، حيث جمع ، وهو مذكر.

وجاء مطابقا ـ كذلك ـ اسم التفضيل فى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها) [الأنعام : ١٢٣].

حيث (أكابر) جمع (أكبر) ، وهو مضاف إلى ما أضيف إلى معرفة.

وجاء غير مطابق فى قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ...)[البقرة : ١٩٦].

واجتمعا فى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «ألأ أخبركم بأحبّكم ، وأقربكم منى مجالس يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون» (١). حيث أفرد أحب وأقرب ، وجمع أحسن ، وكلّها أسماء تفضيل مضافة إلى معرفة.

ملحوظة :

يجب مطابقة اسم التفضيل المضاف إلى معرفة فى موضعين :

أولهما : إن لم يقصد به التفضيل ، أى : كان أفعل التفضيل على غير بابه.

منه قولهم : الناقص والأشجّ أعدلا بنى مروان (٢) ، أي : العادلان منهم ، إذ لم يشاركهما أحد فى العدل منهم. فلم يقصد تفضيلهما على غيرهما. حيث يجب أن يشترك المفضل والمفضل عليه فى معنى جهة التفضيل.

والآخر : أن يؤول بما لا تفضيل فيه ، حيث يقصد باسم التفضيل المفاضلة على المضاف إليه مع غيره. فتكون المفاضلة ـ حينئذ ـ عامة كأن تقول :

الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أفضل قريش ، أى : أفضل الناس قاطبة من بين قريش ، فليس المقصود معنى (من) ، لأنها تجعل المفاضلة محدودة ، ولكنه يراد بها الإطلاق.

__________________

(١) التاج الجامع للأصول ٥ ـ ٨٥ / دليل الفالحين ٥ ـ ١٠٦ / شرح التسهيل ٣ ـ ٥٩ / شرح ابن الناظم ٤٨٢.

(٢) الناقص : يزيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان. الأشج : عمر بن عبد العزيز.

شرح التصريح ٢ ـ / ١٠٥ ضياء السالك ٣ ـ ١٢٠ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٤٩.

٥٨١

ويشترط لتجريد اسم التفضيل من معنى التفضيل ألا يقترن بمن لفظا ، ولا تقديرا ، ولا يكون بعض ما يضاف إليه ، فيؤول ـ حينئذ ـ باسم الفاعل ، أو بالصفة المشبهة. من ذلك ما ذكره ابن مالك من المثال : يوسف أحسن إخوته ، حيث لا يجوز أن يقدر منهم ، لأن يوسف ليس من المفضل عليهم ، فيشترك.

ويقال على إرادة معنى (من) : يوسف أحسن أبناء يعقوب.

ومنه : زيد أعلم المدينة ، أى : عالم المدينة ، فتقول : الزيدان أعلما المدينة ، الزيدون أعلمو المدينة ... إلخ.

ومنه مؤولا بالصفة المشبهة قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم : ٢٧]. اسم التفضيل (أهون) بمعنى هيّن ، فيكون صفة مشبهة ، مثله فى ذلك مثل القول : الله أكبر ، أى : كبير ؛ لأنه ليس المقصود هنا التفضيل ، وإنما الصفة التى تفيد الثبوت واللزوم ، وهى الصفة المشبهة ؛ إذ لا تفاوت فى نسب المقدورات إلى قدرته ـ تبارك وتعالى ـ (١).

واسم التفضيل العارى الذى ليس معه (من) ويكون مجردا من التفضيل يستعمل مؤولا باسم الفاعل فى قوله تعالى : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ...)[النجم : ٣٢].

أما قول الشاعر :

تمنّى رجال أن أموت وإن أمت

فتلك سبيل لست فيها بأوحد (٢)

فتقديره : لست فيها بوحيد.

__________________

(١) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٠.

(٢) المساعد ٢ ـ ١٧٦.

(أن أموت) حرف مصدرى مبنى ، وفعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (أنا) ، والمصدر المؤول مفعول به فى محل نصب. (أمت) فعل الشرط مضارع مجزوم. وفاعله مستتر تقديره : أنا. (فتلك سبيل) الفاء واقعة فى جواب الشرط ، ومبتدأ أو خبر ، والجملة الاسمية جواب الشرط فى محل جزم. (بأوحد) حرف جر زائد ، وخبر ليس منصوب مقدرا. وجملة ليس مع معموليها نعت لسبيل.

٥٨٢

ومن ذلك قول الفرزدق :

إنّ الذى سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أعزّ وأطول (١)

حيث أراد : عزيزة طويلة ، وهما صفتان مشبّهتان.

تعقيب :

اسم التفضيل المضاف إلى المعرفة يكون ـ كما ذكرنا ـ على ثلاثة أقسام :

أ ـ ما يقصد به التفضيل ، أى : زيادة المفضل على المفضل عليه فى صفة ما ، وهذا يجوز فيه المطابقة للموصوف ، وعدم المطابقة. نحو : هو أفضل الرجال ، هما أفضلا الرجال ، هما أفضل الرجال ... هى أفضل النساء ، وهى فضلى النساء ...

ب ـ مالا تفضيل فيه ، وهذا يجب فيه المطابقة ، ومنه ما ذكرناه من القول :

الناقص والأشجّ أعدلا بنى مروان ، أي : العادلان.

ج ـ ما يؤول بما لا تفضيل فيه ، وهذا يجب فيه المطابقة ، وهو ما ذكرناه من المثال : الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أفضل قريش. المقصود : أفضل الناس قاطبة. حيث يقصد إطلاق المفاضلة ، لا تحديدها بالمضاف إلى اسم التفضيل.

الجوانب الإعرابية فى تركيب التفضيل

أولا : إعراب اسم التفضيل :

 ـ اسم التفضيل له موقعه الإعرابى فى الجملة التى يذكر فيها ، حيث يتخذ الموقع الإعرابىّ للاسم ، ويكون بين الرفع ، والنصب ، والجر ، فيكون مبتدأ ، وفاعلا ، ومفعولا به ، وخبرا ... إلخ.

 ـ واسم التفضيل قد يكون للمفرد ، وقد يكون للمثنى ، أو للجمع ، تبعا لقواعد التركيب الذى يستعمل فيه.

__________________

(١) شرح ابن يعيش ٦ ـ ٩٧ ، ٩٩ / شرح التسهيل ٣ ـ ٦٠ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٥١.

٥٨٣

فإذا كان مثنى أو مجموعا جمعا سالما أعرب إعرابهما بالعلامات الفرعية التى تستخدم لهما. وإذا كان مجموعا جمع تكسير أعرب إعرابه بالعلامات الأصلية التى تستخدم له.

لكنه إذا كان مفردا (أفعل) و (فعلى) فإنه يكون ممنوعا من الصرف ، فى الأولى للوصفية ووزن الفعل ، وفى الثانية للاختتام بألف التأنيث المقصورة ، فيعرب إعراب الاسم الممنوع من الصرف ، حيث لا ينوّن ، ويجرّ بالفتحة إذا جرّد عن (أل) ، والإضافة.

ويخرج من ذلك خير وشرّ وحبّ ، لأنها تعرب إعرابا كاملا ، حيث خروجها اللفظى عن وزن أفعل.

ثانيا : الأثر الإعرابى لاسم التفضيل :

أ ـ عمل اسم التفضيل الرفع :

يعمل اسم التفضيل عمل الفعل ، من حيث الرفع ؛ لكن لأن اسم التفضيل يشبه (أفعل) المتعجب به ، كان قاصرا عن الصفة المشبهة فى العمل ، حيث إنه : يرفع الفاعل ، لكن أكثر فاعله يكون ضميرا مستترا فيه.

ثم هو يرفع الظاهر فى موضعين :

أحدهما : ذكره سيبويه فى المثال الذى ذكره ، وهو : مررت بعبد الله خيرا منه أبوه. وذكر أنها لغة رديئة (١). ويذكر ابن مالك : مررت برجل أكرم منه أبوه (٢) ، ومنه : مررت برجل أفضل منه أبوه ، وخير منه عمّه (٣).

والموضع الآخر من رفع اسم التفضيل للاسم الظاهر ، وهو عند جميع العرب ، مذكور فى القول العلم على ذلك ، وهو ما اشتهر بمسألة الكحل : «ما رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد» (٤).

__________________

(١) الكتاب ٢ ـ ٣٤.

(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥.

(٣) شرح ابن يعيش ٦ ـ ١٠٦.

(٤) الكتاب ٢ ـ ٣١ / المقتضب ٣ ـ ٢٤٨ / التسهيل ١٣٥ / شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥ / شرح الشذور ٤١٥ / شرح التصريح ٢ ـ ١٠٦.

٥٨٤

حيث اسم التفضيل (أحسن) ، وهو نعت لرجل منصوب ، رفع الاسم الظاهر (الكحل) ، فالتقدير : «ما رأيت رجلا يحسن فى عينه الكحل منه كحسنه فى عين زيد. (فى عينه) شبه جملة متعلقة بأحسن ، ويجوز أن تكون حالا من الكحل ، (منه) شبه جملة متعلقة بأحسن ، (فى عين) شبه جملة حال من الضمير فى (منه).

ونلحظ أن فى هذا التركيب قرائن لا بدّ من توافرها حتى يرفع اسم التفضيل فاعله الظاهر ، وهى :

 ـ يصح أن يحلّ الفعل محلّ اسم التفضيل.

 ـ أن يسبق بنفى ، لأن النفى هو الذى يهيئ للفعل أن يقع موقع اسم التفضيل ، أما الإثبات فإنه لا يتيح ذلك ، حيث يذهب معنى التفضيل. ولتتمعّن التقدير : رأيت رجلا يحسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد ... تجد أن المعنى قد تغيّر.

 ـ أن يكون المعمول المرفوع أجنبيا ، ليس سببيا.

 ـ أن يكون المعمول مفضّلا على نفسه باعتبار آخر ، أى غير الاعتبار الذى كان فى المفضل عليه ، فهو مفضّل ومفضّل عليه. لكنه مفضّل فى موقع من التركيب يكون أسبق ، ومفضّل عليه فى موقع آخر من التركيب يكون بعد اسم التفضيل.

 ـ يكون اسم التفضيل صفة لاسم جنس سابق عليه.

ومثل ذلك ما جاء فى الأثر : «ما من أيّام أحبّ إلى الله ـ عزّوجلّ ـ فيها الصوم منه فى عشر ذى الحجة» (١).

اسم التفضيل (أحب) رفع الاسم الظاهر (الصوم) ، مع وجود القرائن السابقة.

والمثال : ما رأيت رجلا أبغض إليه الشرّ منه إليه (٢).

__________________

(١) الترمذى ، أبواب الصوم ، باب ما جاء فى العمل فى أيام العشر / ابن ماجه ، أبواب ما جاء فيه الصيام ، باب صيام العشر.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٣١.

٥٨٥

ومنه قول الشاعر :

ما علمت امرأ أحبّ إليه ال

بذل منك يا ابن سنان (١)

اسم التفضيل (أحب) ، وهو صفة للمفعول به امرئ ، رفع الاسم الظاهر (البذل) ، فهو فاعله.

ومثله :

لا قول أبعد عنه نفع منه عن

نهى الخلىّ عن الغرام متيّما (٢)

اسم التفضيل (أبعد) رفع الاسم الظاهر (نفع) ، فهو فاعله.

يذكر سيبويه : «وإن شئت قلت : ما رأيت أحدا أحسن فى عينه الكحل منه ، وما رأيت رجلا أبغض إليه الشرّ منه ، وما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم من عشر ذى الحجة» (٣).

حيث الضمير فى (منه) يعود على الاسم المرفوع ؛ لأنه مفضل فى هذا الموضع على نفسه فى الموضع الآخر.

وقد تختصر كذلك ، وتقول : ما رأيت أحدا أحسن فى عينه الكحل من عين زيد ، أو : من زيد. على تقدير : من كحل عين زيد (٤). فتحذف مضافا واحدا ، أو مضافين.

وقد يستغنى عن المفضل لفهمه من السياق ، أو للعلم به ، ومنه قول سحيم بن وثيل :

مررت على وادى السباع ولا أرى

كوادى السباع حين يظلم واديا

__________________

(١) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥ / شذور الذهب ٤٣٠ / شواهد القطر رقم ١٣٢.

(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٥.

(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٦ / الأشباه والنظائر ٤ ـ ٢٠٨.

(٤) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٧.

٥٨٦

أقلّ به ركب أتوه تئيّة

وأخوف إلا أن يقى الله ساريا (١)

اسم التفضيل (أقل) رفع الاسم الظاهر (ركب) ، فهو فاعله ، وكلّ القرائن متوافرة ، لكنّ المفضّل غير مذكور ، والتقدير : ولا أرى واديا أقلّ به ركب منه بوادى السباع. «كما تقول : أنت أفضل ، ولا تقول : من أحد ، وكما تقول : الله أكبر ، ومعناه : الله أكبر من كل شىء» (٢).

ومثله قول الآخر :

ما إن رأيت كعبد الله من أحد

أولى به الحمد فى وجد وإعدام (٣)

والأصل : ما رأيت من أحد أولى به الحمد منه بعبد الله.

فحذف المفضل للعلم به ممّا سبق.

وتقول لذلك : ما رأيت كزيد أبغض إليه الشرّ.

والأصل : أبغض إليه الشرّ منه إليه ، فحذف (منه) و (إليه) للعلم بهما.

ولا يمتنع أن يستعمل هذا التركيب بعد نهى ، أو استفهام فيه معنى النفى ، فتقول :لا يكن غيرك أحبّ إليه منه إليك.

وهل فى الناس رجل أحقّ به الحمد لله منه بمحسن لا يمن بمنّه (٤)؟ والتقدير :ليس فى الناس رجل ...

ملحوظات :

أولا : ذكرنا أن المفضّل يسبق المفضّل عليه إلا فى تراكيب الاستفهام

؛ لكن فى هذا التركيب يسبق المفضل عليه المفضّل دائما ، فالمفضل عليه يأتى أولا فى سياق النفى ؛ لذا لزم النفى أو ما يشبهه ، ويذكر المفضل أخيرا.

__________________

(١) الكتاب : ٢ ـ ٣٢ ، ٣٣ / شرح التسهيل ٣ ـ ٦٦ / شرح الكافية ٢ ـ ٢٧١ / العينى ٤ ـ ٤٨.

الأشباه والنظائر ٤ ـ ٢٠٨.

التئية ـ التلبث والمكث. السارى : من يسير ليلا.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٣٣.

(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٦ / الأشباه والنظائر ٤ ـ ٢٠٨.

(٤) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٨.

٥٨٧

ثانيا : ما يتحمله مسألة الكحل من مذكور ومحذوف (١) :

 ـ ما رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد.

 ـ ما رأيت رجلا أحسن الكحل منه فى عين زيد.

 ـ ما رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل من كحل عين زيد.

 ـ ما رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل من عين زيد.

 ـ ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل.

ثالثا : إن لم يكن الاسم الذى جاء على وزن (أفعل) للتفضيل) ؛ فإنه يرفع المظهر ، نحو : مررت برجل أحمر أبوه. ويكون (أحمر) صفة لرجل مجرورة ، وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة ، (أبو) فاعل لأحمر.

وفى القول : مررت برجل أفضل منه أبوه ، أفضل لا يكون مجرورا على أنه صفة ، لأنه اسم تفضيل ، فلا يرفع المظهر ، ولكن يكون مرفوعا على أنه خبر مقدم ، والمبتدأ (أبوه) ، والجملة الاسمية صفة لرجل فى محل جر.

ب ـ الجر :

ذكرنا فى الصور التى يأتى عليها اسم التفضيل فى الجملة أنه قد يضاف إلى نكرة ، أو إلى معرفة.

كما أنه قد يلحق به (من) سابقة للمفضل عليه.

وهو فى كل ذلك جارّ للمفضل عليه بواسطة من ، أو جارّ لما أضيف إليه.

ج ـ النصب :

١ ـ اسم التفضيل مع المفعول به :

لا ينصب اسم التفضيل المفعول به ، ولكن يحتمل عدة احتمالات فى التركيب :

 ـ إن جاء بعد اسم التفضيل منصوب على المفعولية ؛ فإنه يقدر له فعل محذوف يكون اسم التفضيل دليلا عليه.

__________________

(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٠٧.

٥٨٨

من ذلك قول العباس بن مرداس :

فلم أر مثل الحىّ حيّا مصبّحا

ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا

أكرّ وأحمى للحقيقة منهم

وأضرب منا بالسيوف القوانسا (١)

حيث الناصب للقوانس ليس اسم التفضيل (أضرب) ، وإنما فعل محذوف ؛ لأن اسم التفضيل لا يعمل فى المفعول به. ويقدر من اسم التفضيل ، فيكون : نضرب القوانس بالسيوف.

ومنه قوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) [الأنعام : ١٢٤]. (حيث) فى هذا الموضع قد خرجت عن الظرفية ؛ لأنه لا يوصف الله ـ تعالى ـ بأنه أعلم فى أزمنة وأمكنة ؛ لأن علمه لا يختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة ، وبذلك تكون مفعولا به ، والعامل فيه فعل محذوف ، دلّ عليه اسم التفضيل ، والتقدير : يعلم حيث يجعل ... أى : الله أعلم ، يعلم مكان جعل رسالته ...

وأجاز بعضهم أن يكون (أعلم) مجردا عن التفضيل ويكون هو العامل (٢).

 ـ إذا أردت أن يعدّى اسم التفضيل إلى مفعول به فإنه يتبع ما يأتى (٣) :إن كان اسم التفضيل مصوغا من فعل متعد لفعل واحد ، وهو دالّ على حب أو بغض فإنه يعدّى إلى ما هو فاعل فى المعنى بإلى ، ويعدّى إلى ما هو مفعول فى المعنى باللام.

فتقول : المؤمن أحبّ إلى الله من غيره ، أى : يحبّه الله أكثر من غيره ، فتعدى إلى ما هو فاعل فى المعنى بإلى. حيث (إلى) لابتداء الغاية ، وهى ملائمة للعلاقة المعنوية التى تنطلق من المفعول به إلى الفاعل فى الحديث.

__________________

(١) نوادر زيد ٢٦٠ / الحماسة ١ ـ ٢٤٦ / الحماسة البصرية ١ ـ ٥٥ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ / ١٠٠٣ شرح ابن يعيش ٦ ـ ١٠٦ / شرح التسهيل ٣ ـ ٦٨ / شرح الكافية الشافية ٢ ـ ١١٤١ / مغنى اللبيب رقم ٨٥٢ / شرح التصريح ١ ـ ٣٣٩.

القوانس : جمع قونس ، وهو ما بين الأذنين. وأعلى بيضة الحديد.

(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٩.

(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ٦٨ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٥٦.

٥٨٩

وتقول : المؤمن أحبّ لله من نفسه ، أى : يحب الله أكثر من نفسه ، حيث إن اللام تكون لتعدية الفاعل إلى المفعول به فى الحدث.

فتعدى اسم التفضيل إلى ما هو مفعول به فى المعنى باللام.

وتقول : محمد أبغض للشرّ من صديقه. أى : إنه يبغض الشرّ.

محمد أبغض إلى الشرّ من غيره. أى : الشرّ ببغضه ...

 ـ وإن كان اسم التفضيل معدى بنفسه دال على علم عدّى بالباء.

فتقول : محمد أعرف بى ، وأنا أسمع به. وهو أدرى بى.

 ـ وإن كان اسم التفضيل مصوغا من فعل يتعدّى بحرف الجر عدّى بهذا الحرف ، لا بغيره. فتقول :

محمد أزهد فى الدنيا.

إنّه أسرع إلى الخير.

ليته أبعد من الإهمال.

لعلّه أحرص على الإتقان.

لقد أصبح أجدر بالاحترام.

كان صديقى أرغب فى الخير ، وأرأف بنا من غيره.

إنه أحيد عن الخنى (الفحش وقبيح الكلام).

وإن كان غير ذلك عدّى اسم التفضيل باللام.

فتقول : إنه أنفع للجار ، وأطلب لرضا الله ـ تعالى ـ وأحبّ للإخلاص ، وأعشق للإتقان.

لقد صار أوعى للعلم ، وأبذل للمعروف.

إنه أجمع لنواصى الخير.

٥٩٠

 ـ فإن كان اسم التفضيل مصوغا من فعل متعدّ إلى اثنين ؛ عدّى إلى أحدهما باللام ، ونصب الثانى بفعل يقدر من اسم التفضيل المذكور.

نحو : هو أكسى للفقراء الثياب.

تعدى اسم التفضيل إلى الأول باللام (للفقراء) ، أما الثانى (الثياب) فإنه منصوب بفعل مضمر ، والتقدير : يكسوهم الثياب.

ملحوظة :

يعطى (أفعل) التعجب مالأفعل التفضيل فى كيفية التعدى المذكورة سابقا ، فيقال :

ما أحبّ المؤمن لله! ، وما أحبّه إلى الله!

ما أعرفه بنفسه!. ما أراده بغيره!. ما أجهل خالدا ببكر!

ما أغضه للطرف! ما أحفظه للشعر!

ما أزهده فى الدنيا! ما أسرعه إلى الخير!

ما أحرصه على الواجبات! وما أجدر بالاحترام!

ما أكسى محمدا للفقراء الثياب! ما أظنّ عمرا لبشر صديقا!

٢ ـ التمييز :

يعمل اسم التفضيل عمل فعله فى نصبه التمييز (١) ، نحو : قوله تعالى : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) [الكهف : ٣٤]. كلّ من (مالا ، نفرا) منصوب على التمييز ، والعامل اسما التفضيل : أكثر ، وأعزّ.

ومنه قوله تعالى : (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) [مريم : ٧٤].

ومنه أن تقول : مصر أطيب هواء ، وأخصب تربة ، وأنمى زرعا ، وأمجد تاريخا ، وأعرق حضارة ، وأكرم شعبا.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٠٢.

٥٩١

ومثله : هو خير منك أبا ، هو أحسن منك وجها ، هو خير عملا (١).

ومنه : هو أشجع الناس رجلا ، وهما خير الناس اثنين (٢).

تلحظ أن التمييز إما أن يكون :

 ـ مصدرا ، نحو : إنه أشدّ زلزلة. هو أجدى تعليما ، لقد كان أكثر قربا منا.

وحينئذ يكون المصدر هو معنى المفاضلة ، ويكون اسم التفضيل محددا النسبة بين المتفاضلين فى هذا المعنى ـ غالبا.

ومنه : محمد أعمق فكرا. وأكثر تثاؤبا.

إنه أسعد حظا. وأقلّ إهمالا.

 ـ وإما أن يكون اسما دالا على ذات ، نحو (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) [الكهف : ٣٤].

إنه أكرم جدا ، وأطيب أبا ، وأعرق عائلة ، هو أحسن كحلا. وأجمل خطّا.

ويكون التمييز فيه معنى المفاضلة ، أما اسم التفضيل فيحدد النسبة.

٣ ـ الحال :

كما يعمل اسم التفضيل عمل الفعل فى نصبه الحال ، نحو : هذا بسرا أطيب منه (٣) ثمرا. هو أحسن الناس متبسما.

٤ ـ الظرف :

ينصب اسم التفضيل الظرف ، ورد ذلك فى قول أوس بن حجر :

فإنا رأينا العرض أحوج ساعة

إلى الصون من ريط يمان مسهّم (٤)

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٠٢.

(٢) الكتاب ١ ـ ٢٠٥.

(٣) المقتضب ٣ ـ ٢٥١.

(٤) شرح ابن يعيش ٦ ـ ١٠٤. ـ (رأينا) فعل ماض ، وفاعله ، والجملة خبر إن فى محل رفع. (العرض) مفعول به أول لرأى ، منصوب ، و (أحوج) مفعول به ثان لرأى متعلقة بأحوج. (من ريط) شبه متعلقة بأحوج.

(يمان مسهم) صفتان لريط.

٥٩٢

(ساعة) منصوبة على الظرفية ، والعامل فيه أحوج. فهو شبه جملة متعلقة باسم التفضيل. ولا يجوز أن يكون العامل فيه رأى ؛ لأن المعنى يفسد ، حيث إن العرض يحتاج إلى الصون فى كل ساعة. وأنه لو نصب برأى لأصبح فاصلا بين اسم التفضيل و (من) ، وهو أجنبى ، وهذا لا يجوز.

تنبيهات :

أولا : دلالة (من) فى تركيب التفضيل :

اختلف النحاة فيما بينهم فى دلالة (من) بعد اسم التفضيل على النحو الآتى :

 ـ ذهب جماعة إلى أنها لابتداء الغاية ، وعلى رأس هؤلاء سيبويه والمبرد.

 ـ ذهب آخرون إلى أنها فيها معنى التبعيض ، وقد يفهم ذلك من كلام سيبويه فى قوله فى هو أفضل من زيد : أراد أن يفضله على بعض ولا يعمّ (١).

 ـ ذهب آخرون إلى أنها تفيد معنى المجاوزة ، فعندما يقال : زيد أفضل من عمرو ، فكأنه قال : جاوز زيد عمرا ، والرأى الأول أرجح ؛ لأنه المعنى الأساس لـ (من) ، ولا داعى لإخراجها عنه.

ثانيا : تعدية اسم التفضيل بمن :

إذا صيغ اسم التفضيل من مصدر يتعدّى بحرف الجر (من) فإنه يجوز الجمع بينها وبين (من) الداخلة على المفضّل عليه ، سواء تقدمت إحداهما أم تأخرت.

فتقول : زيد أقرب من عمرو من كلّ خير ، وأقرب من كلّ خير من عمرو (٢).

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٠٥.

(٢) الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٤٦.

٥٩٣

ثالثا : حذف (من) والمفضّل عليه :

قد تحذف (من) ، وبالتالى يحذف المفضّل عليه الذى تجرّه ، وذلك إذا دلّ عليهما دليل.

وأكثر ما يحذفان إذا كان اسم التفضيل خبرا ، ومنه قوله تعالى : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) [الكهف : ٣٤] ، أى : أعزّ منك :

 ـ (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [البقرة : ٦١] ، كلّ من (أدنى) و (خير) اسم اسم تفضيل ، وقع خبرا وحذف بعده (من) والمفضل عليه.

 ـ دعوهم (لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) [الأحزاب : ٥] (أقسط) اسم تفضيل ، خبر المبتدإ الضمير ، وقد حذف بعده (من) والمفضل عليه.

 ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) [آل عمران : ٣٦].

 ـ (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) [الأعلى : ١٧].

 ـ (وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران : ١١٨].

 ـ (وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [الأنفال : ١٩].

 ـ (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) [طه : ١٣١].

 ـ (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) [مريم : ٧٥].

 ـ (قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ ...) [يوسف : ٧٧].

 ـ (ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا ...) [البقرة : ٢٨٢].

ومنه قول الشاعر :

سقيناهم كأسا سقونا بمثلها

ولكنّهم كانوا على الموت أصبرا (١)

__________________

(١) المساعد ٢ ـ ١٧١ / الدرر ٢ ـ ١٣٧.

(سقيانهم) فعل ماض مبنى على السكون. وفاعله ضمير المتكلمين. وضمير الغائبين مفعول به أول فى محل نصب. (كأسا) مفعول به ثان منصوب ، (سقونا) فعل ماض ، وواو الجماعة فاعل وضمير المتكلمين مبنى

٥٩٤

أى : كانوا على الموت أصبر منا.

وقد تحذف (من) والمفضل عليه ؛ وليس اسم التفضيل خبرا ، حيث حذف فى المواقع الآتية :

 ـ وهو معطوف على المفعول به ، فى قوله تعالى : (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) [طه : ٧] ، أى : وأخفى من السر ، فيكون اسم التفضيل منصوبا بالعطف على المفعول به (السر) (١).

 ـ وهو حال ، كما هو فى قول الشاعر :

دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا

فظلّ فؤادى فى هواك مضلّلا (٢)

والتقدير : دنوت أجمل من البدر ، وقد خلناك مثله ، فيكون اسم التفضيل حالا.

 ـ وهو نعت ، فى قول رجل من طيئ :

عملا زاكيا توخّ لكى تج

زى جزاء أزكى وتلفى حميدا (٣)

أى : لكى تجزى جزاء أزكى من العمل الزاكى ، فاسم التفضيل (أزكى) نعت لجزاء ، منصوب مقدرا.

وقد يكون اسم التفضيل نعتا لمنعوت مقدر ، ومنه قول أحيحة بن الجلاخ :

تروّحى أجدر أن تقيلى

غدا بجنبى بارد ظليل (٤)

__________________

مفعول به فى محل نصب. والجملة الفعلية نعت لكأس فى محل نصب. جملة (كانوا أصبر) خبر لكن فى محل رفع. (أصبرا) خبر كان منصوب ، والألف للإطلاق. شبه الجملة (على الموت) متعلقة باسم التفضيل.

 (١) قد يحتسب (أخفى) فعلا ماضيا ، والتقدير : أخفى عن عبادة الغيب.

(٢) شرح التسهيل ٣ ـ ٧٥ / المساعد ٢ ـ ١٧٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٠٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٤٦.

(وقد خلناك كالبدر) جملة فعلية حال منصوب محلا. وكاف المخاطبة وشبه الجملة مفعولاها.

(مضللا) خبر ظل منصوب. والألف للإطلاق.

(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ٥٧.

(٤) شرح التسهيل ٣ ـ ٥٧ / شرح الكافية الشافية ٢ ـ ١ ـ ١٣٠ / شرح ابن الناظم ٤٨٠ / العينى ٤ ـ ٣٦ / شرح التصريح ٢ ـ ١٠٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٤٦.

تروحى : خطاب للفسيل ، تروح : طال. تقيلى : من القيلولة ، وهو النوم وقت الظهيرة. وكنى به عن نمو الزرع وزهوته بكونه فى جنبى بارد ظليل. أى : تروحى وأتى مكانا أجدر من غيره بأن تقيلى فيه ، أى : تمكثى فيه وقت الظهيرة.

٥٩٥

أى : تروّحى وائتى مكانا أجدر أن تقيلى فيه من غيره.

رابعا : تقديم (من) والمفضّل عليه :

إن كان المفضل عليه اسم استفهام ـ أى : يكون مسؤولا عنه ـ أو مضافا إلى اسم ؛ فإنه يجب تقديم (من) مع اسم الاستفهام ؛ لأن الاستفهام له الصدارة. ذلك نحو :

ممّن هو أعدل؟ حيث المفضّل عليه اسم استفهام مسبوق بمن ، (ممّن؟) يليهما المفضّل الضمير (هو) ، واسم التفضيل (أعدل).

و (من) اسم استفهام تعويضى ، أى : يعوض عنه باسم فى الإجابة ، وهو المفضّل عليه ، فتكون الإجابة ـ مبتدئين بما فى السؤال :

هو أعدل من صديقه.

ومثله أن تقول : ممّن أنتما أحلم؟

ممّن قدّك أعدل؟ ممّن هو أكرم؟

من إجابة من هذه الإجابة أوضح؟

من وجه من وجههنّ أحسن؟

من أىّ رجل أنت أكرم؟

ومنه : من أيهم أنت أفضل؟

من كم دراهمك أكثر؟ من غلام أيهم أنت أفضل؟ من خط من خطّك أحسن؟

من عمل من عملهما أتقن؟

ممّن كان زيد أفضل؟ وممّن ظننت زيدا أفضل؟

ولا يجوز تقديم المفضّل عليه ؛ إن كان غير ذلك وما جاء منه غير ذلك فإنه يحكم عليه بالندرة.

٥٩٦

من ذلك قول ذى الرمة :

ولا عيب فيها غير أنّ سريعها

قطوف وأن لّا شىء منهن أكسل (١)

والأصل : أكسل منهن.

وقول الفرزدق

فقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت

جنى النحل بل ما زودت منه أطيب (٢)

والأصل : ما زودت أطيب منه.

ومن ذلك قوله :

فقلت لها لا تجزعى وتصبّرى

فقالت بحقّ إننى منك أصبر

فقلت لها والله ما قلت باطلا

وإنى بما قد قلت لى منك أخبر (٣)

أى : إننى أصبر منك ، وإنى بما قلت أخبر منك.

وتلحظ أن ذلك للمحافظة على القافية ورويها. مما دعا الشاعر إلى ذلك.

خامسا : أمثلة لإعراب اسم التفضيل :

 ـ هو أكرم خلقا ، وأكثر التزاما.

(أكرم) خبر المبتدإ مرفوع. (يلاحظ أنه بضمة واحدة ؛ لأنه ممنوع من الصرف) ، (خلقا) تمييز منصوب لاسم التفضيل.

__________________

(١) ديوانه ٤٦ / شرح التسهيل ٣ ـ ٥٤ / شرح الكافية الشافية ٢ ـ ١١٣٤ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٥٢. قطوف : ضيقة الخطو ، أو المشى.

(لا) نافية للجنس. اسمها (عيب) مبنى على الفتح فى محل نصب ، وخبرها شبه الجملة (فيها).

(غير) منصوب على الاستثناء. (أن سريعها قطوف) مصدر مؤول من أن ومعموليها ، وهو مضاف إلى غير فى محل جر. (لا شىء أكسل) نافية للجنس ومعمولاها ، وجملتها خبر أن المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، والتقدير : وأنه لا شىء ... ، والمصدر المؤول فى محل جر بالعطف على المصدر الأول المضاف إلى غير.

(٢) ديوانه ٣٢ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٦٠ / شرح التسهيل ٣ ـ ٥٤ / شرح الكافية الشافية ٢ ـ ١١٣٣ / شرح ابن الناظم ٤٨٤ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٥٢.

(٣) المساعد على تسهيل الفوائد ٢ ـ ١٦٨.

٥٩٧

(أكثر) معطوف على أكرم مرفوع ، وهو بضمة واحدة. (التزاما) تمييز منصوب.

 ـ إنه أقوى جسما. (أقوى) خبر إن مرفوع مقدرا.

 ـ لقد كان أفضل نظاما. (أفضل) خبر كان منصوب.

 ـ ليس بأفضل منهم. (أفضل) خبر كان منصوب مقدرا.

 ـ عاد من رحلته أوسع نشاطا. (أوسع) حال منصوبة.

 ـ لقد أجاب الأذكيان. (الأذكيان) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ، لأنه مثنى.

 ـ أكرمنا الأفضلين منهم. (الأفضلين) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء ، لأنه جمع مذكر سالم.

 ـ قدّرنا الأتقيات من الزميلات. (الأتقيات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

 ـ (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [التوبة : ١٣]. (أحق) خبر لفظ الجلالة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (أن تخشوه) مصدر مؤول بدل اشتمال من لفظ الجلالة ، مرفوع محلا ، أو فى محل نصب على نزع الخافض ، أو فى محل جر على تقدير وجود الجر ، والتقدير : بأن تخشوه.

ويجوز أن يكون (أحق) خبرا مقدما ، والمصدر المؤول فى محل رفع على الابتدائية ، والجملة الاسمية فى محل رفع خبر لفظ الجلالة (١).

 ـ مثل ذلك :

قوله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ) [التوبة : ٦٢].

 ـ (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ ...) [التوبة : ٩٧].

__________________

(١) ينظر : المشكل فى غريب إعراب القرآن ١ ـ ٣٥٨ / البيان فى إعراب القرآن ١ ـ ٣٥٩ / تفسير القرطبى ٨ ـ ١٩٣ ، ٢٣١.

٥٩٨

الفهرس

الموضوع

الصفحة

الحال

حدها........................................................................ ٣

صفاتها : منتقلة............................................................... ٤

مشتقة....................................................................... ٧

نكرة......................................................................... ٨

تشمل صاحبها.............................................................. ١٢

بين الحال وغيرها مما يوصف به معنويا.......................................... ١٣

قد تكون الحال غير فضلة معنويا............................................... ١٥

إعرابها...................................................................... ١٩

العامل فيها.................................................................. ٢٠

مبنى صاحب الحال........................................................... ٢٥

مواضع مجىء الحال من النكرة.................................................. ٣٥

الحال اسما مشتقا............................................................. ٣٥

الحال مصدرا................................................................ ٣٦

الحال اسما جامدا غير مصدر................................................... ٤٠

الحال شبه جملة.............................................................. ٤٨

الحال جملة.................................................................. ٤٩

شروطها.................................................................... ٥٠

وجوب ذكر الواو رابطا........................................................ ٥٥

الشرط حالا................................................................. ٧٢

٥٩٩

جملة الحال والجمل الاعتراضية.................................................. ٧٥

الحال المركبة................................................................. ٧٧

تعدد الحال.................................................................. ٧٩

وجوب تعدد الحال........................................................... ٨٨

الحذف والذكر فى الحال....................................................... ٨٩

حذف الحال................................................................ ٩١

حذف العامل............................................................... ٩٢

وجوب ذكر العامل......................................................... ١٠٠

قضية الرتبة فى الحال........................................................ ١٠٢

أولا : الرتبة بين الحال والعامل................................................ ١٠٢

ثانيا : الرتبة بين الحال وصاحبها.............................................. ١١١

أنواع الحال................................................................ ١١٧

المبينة والمؤكدة.............................................................. ١١٨

المنتقلة والثابتة.............................................................. ١٢١

المقصودة والموطئة........................................................... ١٢٢

الحقيقية والسببية........................................................... ١٢٣

المقارنة والمقدرة المحكية....................................................... ١٢٦

أقسامها من حيث موقعية صاحبها............................................ ١٢٩

المشتقة والجامدة............................................................ ١٣٨

النكرة والمعرفة.............................................................. ١٣٩

الحال من المعرفة ومن النكرة.................................................. ١٤٠

الحال الاسم وشبه الجملة والجملة............................................. ١٤١

أقسامها من حيث مطابقتها لصاحبها فى المعنى................................. ١٤٢

٦٠٠