النحو العربي - ج ٣

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٣

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٦٠٨

فى قوله تعالى : (قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) [يوسف : ١٩] ، من أوجه نصب (بضاعة) الحالية ، والبضاعة : القطعة من المال تعد للتجارة من بضعت (١) ، فهو اسم جامد غير مصدر ، وفى قول أبى حيان : وانتصب (بضاعة) على الحال ، أى : متّجرا لهم ومكسبا (٢) ، ما يوحى بأنه حال تؤول بالمشتق ، وأرى أن فيها تشبيها ، حيث جعل يوسف كقطعة من المال تعدّ للبضاعة ، أو : كالبضاعة ، وفى نصب بضاعة وجه آخر وهو على المفعولية الثانية ، على أن يتضمن الفعل (أسرّوه) معنى : صيّروه.

كما أنه يمكن أن نجعل من هذا القسم المثل المأثور : وقع المصطرعان عدلى عير ، فعدلى مثنى (عدل) ، وهو اسم جامد غير مصدر ، ويكون منصوبا على الحالية بتقدير مضاف محذوف ، أى : مصطحبين اصطحاب عدلى حمار حين سقوطهما (٣).

وكذلك قول الشاعر :

فما بالنا أمس أسد العرين

وما بالنا اليوم شاء النجف (٤)

حيث (أسد وشاء) منصوبان على الحالية من ضمير المتكلمين فى (بالنا) فى الموضعين ، والتقدير : فما بالنا أمس شجعاء ، وما بالنا اليوم جبناء ، وتلمس فى الحال معنى التشبيه ، حيث التقدير : ما بالنا كأسد ، وكشاء.

ثانيها : أن يدل معناها على تقسيم :

مثله : أقسم عليهم المال أثلاثا ، أو : أخماسا فـ (أثلاثا) حال من المال ، وهو جمع (ثلاث) ، وهو اسم جامد غير مصدر ، ويدل على التقسيم.

ثالثها : أن تكون الحال موصوفة بمشتقّ أو ما يشبه المشتقّ كالنسب :

يمثّل لذلك بقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) [يوسف : ٢] ، وقوله تعالى : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) [مريم : ١٧](٥). (قرآنا) حال من ضمير الغائب فى

__________________

(١) ينظر : الدر المصون ٤ ـ ١٦٥.

(٢) البحر المحيط ٥ ـ ٢٩٠.

(٣) قد يوجه نصب (عدلى) على النيابة عن المفعول المطلق ، والتقدير : وع المصطرعان وقوعا مثل وقوع عدلى ...

(٤) شرح ألفية ابن معطي : ١ ـ ٥٧٠ / الخزانة : ٣ ـ ٢٠١.

(٥) يرى كثيرون أن (بشرا) الأقرب أن يكون منصوبا على نزع الخافض ، والتقدير : فتمثل لها ببشر ، حيث كان المتمثل لها ملكا وقت التمثيل لا بشرا.

٤١

(أنزلناه) ، وهو اسم جامد غير مصدر ، وكذلك (بشرا) حال من الضمير المستتر فى (تمثل).

ويسمّون هذه الحال حالا موّطئة ، والمقصود لديهم بالتوطئة التمهيد لما بعدها ، إذ إنّ ما بعدها هو المقصود بالحالية ، ويكون صفة مشتقة ، مثل : (سويّا) ، أو ما يشبه الصفة المشتقة ، مثل (عربيا) ، فهو اسم منسوب ، والنسب فيه معنى المشتقّ.

فكأن الاسم الجامد لما وصف بما يصلح أن يكون حالا جاز أن يقع فى موقع الحالية ؛ لأن الموصوف وصفته بمثابة الاسم الواحد.

ومنه قوله تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ). [الزمر : ٢٣](١).

(كتابا) حال من (أحسن الحديث) منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وهو اسم جامد غير مصدر موصوف بالصفة المشتقة (متشابها) ، ويجوز أن يعرب (كتابا) بدلا من (أحسن الحديث).

ومن الاسم الجامد الذى يقع حالا وهى موصوفة بمشتقّ أن تقول : اسمعه قولا صريحا ، جاءنى زيد رجلا بهيا.

ومنه قوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) [الأحقاف : ١٢]. الاسم الجامد (لسانا) منصوب على الحالية (كتاب) ، وجاز أن يكون صاحب الحال نكرة ؛ لأنها مخصصة بالصفة.

__________________

(١) (الله) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (نزل) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (هو) ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، (أحسن) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الحديث) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مثانى) صفة ثانية لكتاب منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، ويجوز أن تكون حالا ثانية منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (تقشعر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (منه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالاقشعرار. (جلود) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (يخشون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (ربهم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، صفة لكتاب ، ويجوز أن تكون حالا منه فى محل نصب ، ويجوز أن تكون استئنافية.

٤٢

رابعها : أن تدلّ الحال على ترتيب :

والمقصود بذلك أن يكون فى الإتيان بها فى الجملة معنى الترتيب ، نحو : دخلوا رجلا رجلا ، قسّمنا الموضوع بابا بابا. فكلّ من : (رجلا ، وبابا) دلّ على تقسيم ، أى : رجلا بعد رجل ، وبابا بعد باب ، أى : مرتّبين. وضابطه أن تفصّل بالحال ما ذكر مجموعا فى صاحبها ، فـ (رجلا رجلا) تفصيل لصاحبها واو الجماعة ، و (بابا بابا) تفصيل لصاحبها المفعول به (الموضوع).

وفى نصب الجزء الثانى خلاف (١) ، فذهب الزجاج إلى أنه توكيد ، ويذهب ابن جنى إلى أنه صفة للأول ، ويذهب الفارسى إلى أنه منصوب بالأول ، أما المرادى فإنه يختار نصب الجزأين على الحالية ، حيث إن مجموعهما هو الحال ، وهناك من يرى أن الجزء الثانى منصوب على أنه معطوف على الجزء الأول ، وقد حذف حرف العطف ، ويقدر بالفاء أو (ثم).

لكنه مادام معنى الترتيب لا يفهم إلا من خلال ذكر الجزأين منصوبين فهذا يدل على أن الجزأين معا منصوبان على الحالية.

ويلحظ أنه مما ذكرناه من الحالية فى مبنى الاسم الجامد القول : دخلوا الأول فالأول ، أى : إن حرف العطف فصل بين الحالين.

ملحوظة : هل يمكن لنا أن نجعل من هذه الحال قوله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ١٣ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)(٢) [نوح : ١٣ ، ١٤] ، حيث (أطوارا) حال ، وهو اسم جامد غير مصدر ، وهى جمع (طور) ، ويعنى المرة والتارة والتنقل من حال إلى حال ، فالأطوار هى الأحوال المختلفة بين المسىء والمحسن و

الطالح والصالح (٣) وفى المعنى تفصيل فى (أطوارا) لصاحب الحال ضمير المخاطبين فى (خلقكم).

__________________

(١) يرجع إلى شرح الكافية للرضى ١ ـ ٢٠٨ شرح التصريح ١ ـ ١٧٠.

(٢) الجملة الفعلية (لا ترجون) في محل نصب على الحالية. (ما لكم) جملة اسمية ، المبتدأ فيها اسم الاستفهام المبني (ما) ، وخبره شبه الجملة (لكم) ، وتفيد التعجب الإنكاري.

(٣) ينظر : الدر المصون ٦ ـ ٣٨٤.

٤٣

خامسها : أن تدلّ على طور فيه مفاضلة :

الطور يقصد به الحالة ، والحالة فى هذا الموضع تعنى الانتقال بين جهتين ، سواء أكانت الجهتان تمثّلان حالين لشيئين مختلفين ، أم كانتا تمثلان حالين لشىء واحد ، وفى الموضعين يكون تفضيل حالة عن أخرى ، مثال ذلك : أحمد أدبا أحسن من محمود علما ، علىّ شيخا أكثر نشاطا من خالد شابّا ، ومنه : هذا بسرا أطيب منه رطبا. فالأول والثانى مفضل كلّ منهما على غيره فى طور من الأطوار ، فأحمد فى حال كونه مؤدبا أحسن من محمود فى حال كونه عالما ، وعلىّ فى حال كونه شيخا أكثر نشاطا من خالد فى حال كونه شابّا ، والثالث مفضل على نفسه فى طور من أطواره على طور آخر ، أى : هذا فى حال كونه بسرا أطيب من نفسه فى حال كونه رطبا.

وأجاز الكوفيون أن يقال : أنت زيدا أشهر منك عمرا ، عبد الله المحسن أفضل منه المسىء ، والقول : لذو الرمة ذا الرمة أشهر منه غيلانا.

والبصريون ينصبون كلّ ذلك على تقدير (كان) محذوفة ، أو فعل ملائم ، والتقدير لديهم : أنت إذا تسميت زيدا أشهر منك إذا تسميت عمرا ، عبد الله إذا كان المحسن أفضل منه إذا كان المسىء ... إلخ.

سادسها : أن تدلّ على طورين لشىء واحد دون المفاضلة :

تأتى الحال فى مبنى الاسم الجامد غير المصدر إذا دلت على طورين لشىء واحد ، ولا ضرورة أن يكون فيهما معنى المفاضلة ، كأن يقال : مررت بالعود شجرا ثم مررت به رمادا (١) ، فكل من : (شجرا ورمادا) حال من (العود ، والضمير العائد عليه فى (به) ، فدلّ كلّ من الحالين على طور من أطوار العود دون تفضيل بينهما.

ومثل ذلك أن تقول : شاهدت الأثاث خشبا ، ثم شاهدته أسرة وكراسىّ ، حضرت السيارة صاجا ، ثم حضرتها سيارة.

__________________

(١) نتائج الفكر ٤٠٢.

٤٤

سابعها : أن يؤتى بها للتسعير :

أى : أن تدلّ على وحدة التسعير والتثمين ، مثال ذلك : الحديد طنّا بألف جنيه ، هذا البرتقال اشتريته قفصا بعشرين جنيها ، اشتريت الأقلام قلما بجنيه ، فكلّ من : (طنا ، قفصا ، قلما) أسماء جامدة منصوبة على الحالية ، وهى دالة على وحدة الثمن ، أى : الحديد بألف جنيه فى حال كونه طنا ، والبرتقال فى حال كونه قفصا اشتريته بعشرين جنيها ، وكذلك الأقلام فى حال كونها قلما اشتريته بجنيه ، ومنه : اللحم كيلو جراما بخمسة عشر جنيها ، القطن قنطارا بخمسمائة جنيه ... إلخ.

ثامنها : أن تكون الحال نوعا لصاحبها :

يكون الاسم الجامد حالا إذا دلّ على نوع صاحب الحال ، نحو : إنه مالك ذهبا ، فالاسم الجامد (ذهبا) نوع للمال ، وهو منصوب على الحالية.

فالعلاقة بين الحال و (وصاحبها) علاقة جزئية ، حيث إن صاحب الحال كلّ يتعدّد ، والحال فرد من هذا التعدد. وعليه يمكن القياس فتقول : هذه عقاراتك منازل ، إنها ممتلكاتك أموالا.

تاسعها : أن تكون الحال أصلا لصاحبها :

تبنى الحال من الاسم الجامد إذا دلّت على أصل صاحبها ، كأن تقول : هذه ساعتك ذهبا ، فالذهب أصل معدن الساعة ، ونصبت على الحالية ، والتقدير : هذه ساعتك فى حال كونها ذهبا.

ومن ذلك : إنه ثوبك حريرا ، وذلك باب القاعة خشبا ، أما هذا فباب الكلية صاجا.

حيث كلّ من : (حريرا ، وخشبا ، وصاجا) حال منصوبة من (ثوبك ، وباب القاعة ، وباب الكلية).

٤٥

فالعلاقة بين الحال وصاحبها علاقة تأصيل وتحديد ، حيث إن صاحب الحال يجوز أن يكون من أشياء مختلفة فى كنهها وماهيتها ، والحال شىء من هذه ، فتحدد أصله الذى وجد منه.

وعلى هذا المعنى يمكن القياس : هذا بيتك أحجارا ، وهذا قلمك معدنا ، وهذه مسطرتك خشبا ، اشتريت الأكواب زجاجا.

ومنه قوله ـ تعالى ـ : (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) [لإسراء : ٦١]. حيث (طينا) حال من الاسم الموصول المجرور (من) ، أو من المفعول به المقدر فى (خلقت) ، والتقدير : خلقته (١).

عاشرها : أن يكون صاحب الحال أصلا لها :

فالعلاقة بين هذا المعنى وما سبقه علاقة عكسية ، إذ إن صاحب الحال هو الأصل للحال ، أى : إنه يمثل التأصيل للحال فى كنهها وماهيتها. فتكون على مثال : هذا ذهبك ساعة ، وهذا حريرك ثوبا ، وذلك الخشب للقاعة بابا ، وهذا الصاج للكلية بابا ، هذه أحجارك بيتا.

الحظ الفرق بين هذه الأمثلة ، وما سبقها تلحظ الطرد العكسىّ فيهما.

ومنه : هذا خاتمك حديدا ، حيث إن (حديدا) اسم جامد منصوب على الحالية ، وهو أصل لصاحب الحال (خاتم) ، فالحديد أصل للخاتم.

حادى عشرها : أن يكون فى الحال معنى المفاعلة :

تكون الحال اسما جامدا غير مصدر إذا كان فيها معنى المفاعلة ، والمقصود بالمفاعلة معنى التشارك فى إحداث الحالية من جانبين.

يجعلون من ذلك : بعته يدا بيد ، وكلمته فاه إلى فىّ (٢). وكل من (يدا ، وفا) منصوب على الحالية وتلمس فى كل منهما مع ما بعدهما معنى المشاركة.

__________________

(١) يجوز أن تنصب (طينا) على نزع الخافض ، والتقدير : لمن خلقته من طين.

(٢) ينظر : شرح الكافية للرضى ١ ـ ٢٠٨ / شرح التصريح ١ ـ ٣٧٠. قد ينطق هذان المثالان برفع ما نصب على الحالية ، فتقول : بعته يده بيدى ، وكلمته فوه إلى فى ، فيكون كلّ من : يد ، وفو مبتدأ خبره شبه الجملة التى تليه ، والجملة الاسمية فى محل نصب على الحالية.

٤٦

ثانى عشرها : أن يكون لفظها عددا دالا على ميقات :

يجوز أن تأتى الحال اسما جامدا إذا كان لفظها عددا دالا على ميقات ، نحو قوله تعالى : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الأعراف ١٤٢](١).

ملحوظة : ثالث عشرها :

يذكر أن الاسم إذا وصف كان كالمشتقّ. والمنصوب الجامد فى قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) [الدخان ٤ ، ٥]. وهو (أمرا) موصوف بشبه الجملة (من عندنا) ، فأصبح كالمشتقّ ، فجاز أن يكون حالا ؛ لأن الحال من شروطها أن تكون صفة مشتقة.

فى نصب (أمرا) عدة أوجه (٢) :

أ ـ النصب على الحالية ، ويتعدد صاحب الحال ـ حينئذ ـ على النحو الآتى :

 ـ إما أن يكون ضمير المتكلمين فى (أنزلنا) ، ويكون التقدير : أنزلناه آمرين ، فهو حال من الفاعل.

 ـ وإما أن يكون ضمير الغائب فى (أنزلناه) ، ويكون التقدير : أنزلناه مأمورا به ، فهو حال من المفعول به.

 ـ وإما أن يكون لفظ (كل) ، فهو حال من المضاف ، وجاز لأن صاحب الحال تخصص بالإضافة ، فهو نكرة مخصصة.

 ـ وإما أن يكون لفظ (أمر) الأول ، فهو حال من المضاف إليه ، وجاز مع كونه نكرة ؛ لأنه تخصص بالصفة (حكيم).

 ـ وإما أن يكون من الضمير المستتر فى (حكيم).

__________________

(١) فى نصب (أربعين) وجه آخر ، وهو النصب على المفعولية ؛ على اعتبار أن (تم) بمعنى (بلغ). ولتقارن ذلك بنصب (أربعين) فى قوله تعالى : (قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) [المائدة : ٢٦] ، حيث إنها منصوبة على الظرفية ، فالتقدير : فى أربعين سنة. وأما قوله تعالى : (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) [الأحقاف : ١٥] ، فأربعين منصوبة على المفعولية لا غير ؛ لأن البلوغ واقع عليها لا فيها.

(٢) يرجع إلى الدر المصون ٦ ـ ١١.

٤٧

ب ـ النصب على أنه مفعول له ، والناصب : إما (منذرين) ، وإما (يفرق).

ج ـ النصب على المفعولية ، إما بتقدير فعل محذوف تقديره : أخص ، أو : أعنى.

وإما أن يكون مفعولا به ثانيا لمنذرين : والمفعول الأول محذوف ، يقدر بـ (الناس) ، ويكون التقدير : منذرين الناس أمرا.

د ـ النصب على المصدرية ، بتقدير فعل محذوف : أى : أمرنا أمرا ، أو : بتضمينه معنى : فرقا ، أى : يفرق فرقا ، أو بتضمينه معنى الإنزال ، والتقدير : إنا أنزلناه إنزالا ، وفى هذين يكون (أمرا) نائبا عن المفعول المطلق.

ثانيا : الحال شبه جملة :

قد تبنى الحال من شبه الجملة بنوعيها : الظرف ، والجار ومجروره ، بشرط أن يكونا تامّين ، أى يفيدان معنى مع صاحبها وعاملها ، نحو : رأيت الهلال بين السحاب ، حيث ظرف المكان (بين) فى موضع الحال من الهلال (١). أما الجارّ ومجروره فى موضع الحال فيمثله القول : نظرت إلى السمك فى الماء ، حيث شبه الجملة (فى الماء) فى موضع الحال من (السمك).

تلحظ أن صاحب الحال لشبه الجملة يكون معرفة (٢).

وجمهور النحاة يجعل شبه الجملة الواقعة موقع الحال متعلقة بمحذوف وجوبا ، يقدرونه إما باسم فيكون (مستقرا) ، وإما بجملة فيكون (استقر) ، والمحذوف هو الحال.

من أمثلة شبه الجملة الواقعة حالا : قوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ)(٣) [البقرة : ٢٥٢] شبه الجملة من الجار والمجرور (بالحق) فى محل نصب ، حال من ضمير الغائبة فى (نتلوها) ،

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٣٨٨.

(٢) تذكر القاعدة النحوية الشائعة : الجمل وأشباه الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال. ما لم تكن خبرا ولا صلة.

(٣) (تلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (آيات) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (نتلوها) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ـ الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال ، والعامل فيها معنى اسم الإشارة ، وقد تكون استئنافية لا محل لها من الإعراب. (عليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتلاوة.

٤٨

والتقدير : ملتبسة بالحق. ويجوز أن تكون حالا من الفاعل المقدر فى (نتلو) ، والتقدير : ومعنا الحق (١).

رأيت القطّ تحت المائدة. (تحت) ظرف مكان منصوب فى موضع الحال من (القط).

(إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [الزمر : ١٠](٢). (بغير) شبه جملة من جار ومجرور فى موضع نصب ، حال من (أجر) ، أو من الصابرين.

لقد أجاب فى ثقة ، وجلس فى هدوء ، وتكلم بأدب.

ملحوظة :

أذكّر بأن شبه الجملة حكمها حكم الجملة بعد المعارف والنكرات (٣) ، فهى صفة بعد النكرة ، وحال بعد المعرفة ، وتحتمل الوصفية والحالية إذا ذكرت بعد معرف جنسى ، نحو : يعجبنى الزهر فى أكمامه ، والتمر على أغصانه ، هذا ثمر ناضج فى شجره. حيث تحتمل أشباه الجمل : (فى أكمامه ، وعلى أغصانه ، وفى شجره) الحالية والوصفية لأن صاحبها اسم جنس (الزهر ، والتمر ، وثمر).

ثالثا : الحال جملة :

كما قد تبنى الحال من الجملة : اسمية أو فعلية ، وقد أدركنا أن شبه الجملة قد تؤوّل إلى جملة فعلية ، ذلك لأن الحال حكم ، والحكم قد يكون بالمفرد والجملة.

ومثال الحال جملة : ذهبت إليه وإننى لمسرور. الجملة الاسمية المنسوخة (وإننى لمسرور) فى محل نصب ، حال لضمير المتكلم.

__________________

(١) ينظر : إملاء ما من به الرحمن ١ ـ ١٠٥ / الدر المصون ١ ـ ٦٠٩.

(٢) (إنما) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وما كافة لإن عن عملها حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يوفى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (الصابرون) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (أجرهم) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (بغير) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال (حساب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٣) ينظر : مغنى اللبيب ٢ ـ ٧٨.

٤٩

أقبلت على عملى وأوقن أن الله يرانى. الجملة الفعلية : (وأوقن أن ...) فى محلّ نصب ، حال لضمير المتكلم.

لقد أجابوا وهم واثقون مما يقولون. الجملة الاسمية : (وهم واثقون) فى محل نصب ، حال من واو الجماعة.

الشروط الواجب توافرها فى الجملة الحالية :

إذا وقعت الجملة حالا فإنه يجب أن تتوافر فيها شروط ثلاثة ؛ حتى تصحّ حاليتها من صاحبها لفظا ومعنى. هذا إلى جانب ما هو شرط عام فى الحال ؛ وهو كون صاحبها معرفة ، وهذا يذكّرنا بالقاعدة الشائعة : «الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال».

لكنه يحترز عند النظر فى وجود الجملة وشبه الجملة بعد المعرفة ، حيث تلتبس الحال بغيرها من المواقع الإعرابية. فالجملة وشبه الجملة بعد المعرفة حال ما لم تكن خبرا ولا صلة ، فتقول : محمد يكتب ـ محمد فى القاعة.

كلّ من الجملة (يكتب) ، وشبه الجملة (فى القاعة) فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

وتقول : علىّ الذى يفهم ـ علىّ الذى فى المكتبة.

كل من الجملة (يفهم) ، وشبه الجملة (فى المكتبة) صلة الموصول.

ولكنك تقول : أقبل محمد يضحك ـ رأيت محمدا فى القاعة.

كلّ من الجملة (يضحك) ، وشبه الجملة (فى القاعة) فى محل نصب ، حال.

كما يحترز من المواضع التى يصح أن يكون فيها صاحب الحال نكرة.

والشروط الثلاثة الأخرى الواجب توافرها فى الجملة الحالية هى :

أولا : تكون جملة الحال خبرية :

أى : يحتمل معناها الصدق والكذب ، ذلك لأن الحال بمثابة النعت ، وهى قيد لصاحبها أثناء حدث ما ، والنعت يكون بالخبر ، كما أن الحال حكم ، والحكم يكون بالكلام الخبرى. لهذا فإنهم لا يجعلون من الحال قول الشاعر :

٥٠

اطلب ولا تضجر من مطلب

فآفة الطالب أن يضجرا (١)

حيث جملة (ولا تضجر) جملة إنشائية بالنهى ، ولذلك فإن الواو واو العطف ، والجملة بعدها معطوفة على سابقتها.

ثانيا : تكون جملة الحال غير مضمنة دليل استقبال :

جملة الحال يجب أن ترتبط بالجملة التى يقع فيها صاحبها ارتباطا زمنيّا ، ذلك لأن الحال وصاحبها يتزامنان ، فهى وصف لصاحبها أثناء إحداث ما ، وهذا يتطلب الملازمة الزمنية ، ولهذا فإن جملة الحال لا تتضمن ما يدلّ على استقبال فى الزمن ، من نحو : السين أو سوف أو لن أو لا الناهية أو غدا أو غير ذلك ، حتى لا يتوهم المخالفة الزمنية بينها وبين صاحبها. والحال موافقة ـ كذلك ـ لعاملها فى الزمان الواقع فيه ، فالحالية لا تصدر بدليل استقبال ، ولذلك فإنه ليس من الحال قوله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الصافات : ٩٩]. حيث جملة (سيهدين) مصدرة بحرف الاستقبال (السين).

ثالثا : ترتبط جملة الحال بصاحبها :

يجب أن ترتبط جملة الحال بصاحبها ، كى لا تكون أجنبية عنه ، ذلك لأن الحال ـ كما ذكرنا ـ بمثابة الخبر والنعت ، وكلّ من ذلك يجب أن يرتبط بما وضع له فى التركيب ، لكن وسائل الربط بين كلّ منها وصاحبه قد تختلف.

__________________

(١) (اطلب) فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، (لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (تضجر) وهو مفتوح ، فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة ، والتقدير : ولا تضجرن ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب. وقد يعرب على أن (لا) حرف نفى مبنى ، و (تضجر) فعل مضارع منصوب بعد أن المحذوفة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والمصدر المنسبك من أن والفعل معطوف على المصدر المتوهم فى الأمر السابق ، والتقدير : ليكن منك طلب وعدم ضجر. (من مطلب) شبه جملة متعلقة بعدم الضجر. (الفاء) عاطفة فيها معنى التعليل. (آفة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الطالب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(أن يضجرا) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، يضجرا : فعل مضارع منصوب بعد أن وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والألف للإطلاق ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة لا محل لها من الإعراب.

٥١

أما الحال فإنها ترتبط بصاحبها إما : بالواو التى هى واو الابتداء أو واو الحال ، وإما بالضمير الراجع إلى صاحب الحال ، وإما بالضمير والواو معا لتقوية الربط.

مثال ربط جملة الحال بصاحبها بالواو والضمير قوله تعالى : (خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة ٢٤٣]. فالجملة الاسمية (وهم ألوف) فى محلّ نصب على الحالية من الفاعل واو الجماعة فى (خرجوا). وقد صدّرت بواو الابتداء أو واو الحال ، كما كان المبتدأ الضمير (هم) عائدا على صاحب الحال ، فارتبطت جملة الحال بصاحبها بالواو والضمير.

ومثله أن تقول : قابلته وهو مسرع. استمعت إليه وهو يشرح الدرس.

ومنه قوله تعالى : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) [آل عمران ٤٠](١). الجملة الفعلية (وقد بلغنى الكبر) فى محلّ نصب ، حال من ضمير المتكلم فى (لى) ، والرابط فيها واو الحال وضمير المتكلم فى (بلغنى).

ومثلها الجملة الاسمية الحالية المعطوفة عليها (وامرأتى عاقر).

ومثله قوله تعالى : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) [مريم : ٨]. الجملة الفعلية المحولة (وكانت امرأتى عاقرا) فى محلّ نصب ، حال من ضمير المتكلم فى (لى) ، وقد ارتبطت به بالواو وضمير المتكلم فى (امرأتى) ، وكذلك الجملة الفعلية الحالية المعطوفة عليها (وقد بلغت).

__________________

(١) (رب) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم المحذوف لدلالة الكسرة عليه ، وهو فى محل جر بالإضافة ، والتقدير : يا ربى. (أنى) ظرف مكان منصوب محلا ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر (يكون) مقدم ، أو متعلقة بيكون ، أو بالمحذوف فى (لى). (يكون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، قد تجعله ناقصا ، وقد تجعله تاما. (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة إما تبيين متعلقة بيكون ، أو أنها فى محل نصب ، خبر يكون. (غلام) إما فاعل ليكون التامة ، وتكون شبه الجملة (لى) والظرف (أنى) متعلقين بيكون. وإما اسم (يكون) الناقصة ، وخبرها إما شبه الجملة (لى) ، وإما الظرف (أنى). (الكبر) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة (بلغنى الكبر) فى محل نصب ، حال. (امرأتى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وضمير المتكلم فى محل جر بالإضافة ، (عاقر) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب بالعطف على جملة الحال.

٥٢

وكذلك قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) [النمل : ١٠](١) الجملة الفعلية (ولم يعقّب) فى محل نصب على الحالية من الفاعل ضمير الغائب المستتر فى (ولّى) ، وقد ربط بين الحال وصاحبها بالواو التى تصدرت جملة الحال ، وبالضمير الفاعل المستتر فى (يعقّب) ، وهو راجع إلى صاحب الحال.

وقوله تعالى : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ) [الملك : ٧]. الجملة الاسمية (وهى تفور) فى محل نصب ، حال من ضمير الغائبة فى (لها) ، والرابط واو الحال وضمير الغائبة (هى) ، وهو عائد على صاحب الحال.

ومن أمثلة ربط الحال بصاحبها بالضمير دون ذكر الواو قوله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) [طه : ١٠٢ ، ١٠٣](٢). الجملة الفعلية (يتخافتون) فى محل نصب ، حال من المفعول به (المجرمين) ، والرابط واو الجماعة فى (يتخافتون) ، وهو ضمير يرجع إلى صاحب الحال.

__________________

(١) (لما) حرف فيه معنى الشرط ، لا محل له من الإعراب ، يفيد الوجوب للوجوب ، ويقتضى جملتين. ومن النحاة من يجعله ظرفا مبنيا فى محل نصب ، والعامل فيه جملة جوابه (ولّى). (رآها) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (هو) ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة مع حرفية (لما) ، لا محل لها من الإعراب ، ومع ظرفيتها فى محل جر بالإضافة. (تهتز) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله مستتر تقديره : (هى) ، والجملة فى محل نصب ، حال من ضمير الغائبة. (كأنّها) حرف تشبيه مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم (كأن). (جان) خبر كأن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية المنسوخة فى محل نصب ، حال ثانية من ضمير الغائبة ، ويجوز أن تجعلها حالا من فاعل تهتزّ. (ولّى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) ، (مدبرا) حال من فاعل (ولّى) منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وهى حال مؤكدة. (ولم) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يعقّب) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (هو) ، والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على الحال (مدبرا).

(٢) الجملة الفعلية (ينفخ) فى محل جر بالإضافة. (يومئذ) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. و (إذ) مضاف إليها مجرور محلا ، والتنوين عوض عن جملة محذوفة. (زرقا) حال من المجرمين منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (إن) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لبثتم) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل ، (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (عشرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٥٣

ومن الشواهد على ذلك : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) [الملك ٧ ، ٨].

الجملة الفعلية المحولة (تكاد تميز) حال من الفاعل المستتر فى (تفور) ، والرابط الضمير المستتر فى (تكاد) ، تقديره : (هى) ، يرجع إلى صاحب الحال.

وقول الشاعر :

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد (١)

الجملة الفعلية (تعشو) فى محل نصب على الحالية من الفاعل الضمير المستتر فى (تأت) ، والرابط الضمير المستتر الفاعل (أنت) فى (تعشو).

ومثال ربط الحال بالواو دون الضمير قوله تعالى : (قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) [يوسف : ١٤](٢). الجملة الاسمية (ونحن عصبة) فى محل

__________________

(١) (متى) اسم شرط جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية ، والعامل فيه فعل جواب الشرط. (تأته) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله مستتر تقديره : أنت ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (تعشو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال ، (إلى ضوء) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بتعشو. (ناره) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (تجد) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جرمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (خير) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (نار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (عندها) ظرف ومضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (خير) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (موقد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، والجملة الاسمية فى محل جر ، صفة لنار.

(٢) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، (لئن) اللام موطئة للقسم المحذوف حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (أكله) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (الذئب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ونحن) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (عصبة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال ، أو اعتراضية لا محل لها من الإعراب. (إنا) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم (إن). (إذا) حرف جواب وجزاء مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وهو لتقرير ارتباط ـ الجواب بما تقدم. (لخاسرون) اللام للابتداء والتأكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، خاسرون خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة الاسمية المنسوخة جواب القسم ، لا محل لها من الإعراب ، أما جواب الشرط فمحذوف دل عليه جواب القسم المذكور.

٥٤

نصب ، حال من (الذئب) ، أو من الضمير فى (أكله) ، أو منهما معا ، والرابط بينها وبين الجملة التى تسبقها الواو ، وهى واو الابتداء ، أو واو الحال ، أما ضمير المتكلمين (نحن) فلا يعود على أى مكوّن من مكونات الجملة السابقة للجملة الحالية.

ونلمس الواو رابطا بين جملة الحال وما سبقها فى قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) [الأنعام : ٩٣]. فالجملة الاسمية (والملائكة باسطو) فى محل نصب ، حال من الظالمين ، وقد صدرت بواو الابتداء أو واو الحال ، وليس فيها ضمير يعود على اسم من أسماء الجملة التى تسبقها ، إنما تلحظ أن ضمير الغائبين فى (أيديهم) يعود إلى المبتدإ فى جملة الحال (الملائكة).

«وإنما جعلت الواو فى باب الحال رابطة لأنها تدلّ على الجملة ، والغرض اجتماع جملة الحال مع عامل صاحبها» (١).

ولما كانت الواو تستعمل غالبا فى الاقتران الزمنى ـ مع مراعاة أنها قد تفيد الترتيب حسب الملفوظ الأول فالأول ، أو بلا مراعاة ترتيب الملفوظ ، لكن المفيد منها الاشتراك فى الحكم ـ كانت الحرف المناسب للاشتراك الزمنى بين جملة الحال الحدث الذى ارتبطت به. ومنه قول امرئ القيس :

وقد أغتدى والطير فى وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

الجملة الاسمية (والطير فى وكناتها) فى محل نصب على الحالية ، والرابط واو الحال.

ومنه أن تقول : لقيتك ومحمد قادم ، وأتيتك والشمس ساطعة.

وجوب ذكر الواو رابطا :

يذكر النحاة أن الواو يجب أن تكون الرابط فى جملة الحال فى موضعين (٢) :

__________________

(١) شرح التصريح ١ ـ ٣٩١.

(٢) ينظر : الموضع السابق.

٥٥

أولهما : عدم وجود الضمير فى جملة الحال رابطا :

يجب أن تذكر الواو رابطا بين جملة الحال وصاحبها إذا لم يوجد فى جملة الحال ضمير يعود إلى صاحبها ، كأن تقول : ذاكرت الدرس وما كان الزميل موجودا.

فجملة (وما كان الزميل موجودا) فى محل نصب ، حال يربطها بصاحبها الفاعل (تاء الفاعل) واو الابتداء أو واو الحال ؛ لأنه لا يوجد ضمير رابط ، ويتعين هنا ذكر الواو.

ومن النحاة من يرى أنه لا بدّ من الضمير.

ثانيهما : قبل الفعل المضارع المقرون بـ (قد):

إذا كانت جملة الحال فعلية فعلها مضارع مقرون بـ (قد) فإنه يجب أن يتصدرها واو الحال رابطا ، ولا يكتفى بالضمير رابطا ـ حينئذ ـ ذلك فى قوله تعالى : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) [الصف : ٥](١). الجملة الفعلية (وقد تعلمون أنّى ...) فى محل نصب ، حال من الفاعل (واو الجماعة) ، أو من المفعول به (ضمير المتكلم) فى (تؤذوننى) ، أو منهما معا ، وتلحظ أن فعلها مضارع مسبوق بقد (قد تعلمون) ، ومع وجود الضمير العائد على كل من الصاحبين ، وهو واو الجماعة فى (تعلمون) ، وضمير المتكلم فى (أنّى) ، إلا أنه يجب أن تذكر الواو رابطا ؛ لأن الجملة الحالية فعلية ، فعلها مضارع مسبوق بـ (قد).

والنحاة يرون أن الجملة الحالية الفعلية ذات الفعل المضارع المثبت يجب أن ترتبط بصاحبها بواسطة الضمير العائد على صاحب الحال ، ولا يجوز أن تذكر الواو رابطا ، مادام المضارع المثبت خاليا من (قد).

__________________

(١) (لم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإيذاء. (تؤذوننى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون للوقاية حرف لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول (قال يا قوم لم تؤذوننى). (أنى) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم (أن) ، (رسول) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة أن مع معموليها سدت مسد مفعولى تعلم فى محل نصب.

٥٦

أما قولهم : قمت وأصكّ عينه ، فإنه يخرّج على وجهين :

أولهما : أنه شاذّ ، ولا يقاس عليه.

والآخر : أن الحال جملة اسمية المبتدأ فيها محذوف ، تقديره : (أنا) ، ويكون التقدير : قمت وأنا أصكّ.

أما قول عبد الله بن همام السلولى (١) :

فلمّا خشيت أظافيرهم

نجوت وأرهنهم مالكا

حيث الجملة الفعلية «وأرهنهم مالكا» فى محل نصب على الحالية ، وفعلها مضارع مثبت مسبوق بالواو رابطا ، فإنهم يجعلون ذلك ضرورة شعرية ، وقد يخرج على ما خرج عليه سابقه. وقد تكون الجملة الفعلية خبرا لمبتدإ محذوف ، تقديره (أنا) ، وتكون الجملة الاسمية فى محل نصب ، حال ، ويكون الرابط الواو والضمير المحذوف معا.

أما قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١]. ففيه الجملة الفعلية (يكفرون) فعلها مضارع مثبت مسبوق بالواو ، وفيها وجهان :

أولهما : أن تكون جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.

والآخر : أن تكون خبرا لمبتدإ محذوف ، تقديره : هم ، وبذلك تكون الجملة الاسمية فى محلّ نصب ، حال ، والواو واو الابتداء أو الحال.

ملحوظة :

إذا كانت جملة الحال فعلية فعلها ماض مقرون بقد ، فمن الأفضل أن يكون الرابط الواو. فتقول : أقبل محمود وقد علاه الأمان. ومنه : نجوت وقد بلّ المرادىّ سيفه. حيث الجملة الفعلية (وقد بل المرادى سيفه) فى محل نصب ، حال من الفاعل ، والرابط واو الحال.

__________________

(١) المقرب ١ ـ ١٥٤ / ابن عقيل ١ ـ ٣٧١.

٥٧

لكنه يقل أن تخلو جملة الحال ـ وهذه صفتها ـ من الواو رابطا ، ذلك كما ورد فى قول النابغة الذبيانى :

وقفت بربع الدّار قد غيّر البلى

معارفها والساريات الهواطل

حيث الجملة الفعلية (قد غير البلى معارفها) فى محل نصب ، حال من (الدار) ، والرابط هو الضمير فى (معارفها) دون ذكر الواو ، وهذا قليل.

امتناع ذكر الواو رابطا :

يمتنع ذكر الواو رابطا بين جملة الحال وصاحبها ، ويتعيّن ذكر الضمير العائد على صاحب الحال رابطا فى مواضع ، هى :

أولا : الحال المؤكدة لمضمون الجملة السابقة عليها :

إذا كانت الحال مؤكدة لمضمون الجملة السابقة عليها ، فإنه يتعين ذكر الضمير رابطا لها دون الواو ، كما فى قوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ٢](١).

جملة (لا ريب فيه) فى محل نصب ، حال من الكتاب فى أحد أوجه مواقعها الإعرابية ، وتلحظ أن ضمير الغائب «الهاء» فى (فيه) هو الضمير الرابط ، ولا يصح ذكر الواو فى هذا الموضع.

ومثل ذلك أن تقول : هو الحقّ لا شكّ فيه ، هو الحقّ برهانه واضح.

ثانيا : أن تكون الحال جملة فعلية فعلها مضارع منفى بـ (لا):

يمتنع أن تكون الواو رابطا بين جملة الحال وصاحبها فيما إذا كانت جملة فعلية فعلها مضارع مسبوق بـ (لا) النافية ؛ لأنهم يجعلون المضارع المنفىّ بـ (لا) بمنزلة اسم الفاعل المضاف إليه (غير) ، ولا يجوز أن تكون الواو فاصلة بينهما (٢) ، من ذلك قوله تعالى : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ) [المائدة : ٨٤]. الجملة الفعلية (لا نؤمن)

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح : ١ ـ ٣٩١.

وقد تكون جملة (لا ريب فيه) فى محل رفع ، خبر لاسم الإشارة (ذلك) ، إذا جعلنا والكتاب بدلا من اسم الإشارة. واسم الإشارة مبتدأ فى التقديرين.

(٢) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٣٩٢.

٥٨

فى محل نصب على الحالية من ضمير المتكلمين فى (لنا) ، وفعلها مضارع منفى بـ (لا) ، والرابط بينها وبين صاحبها إنما هو الضمير وحده ، ضمير المتكلمين فى (نؤمن).

ومثله قوله تعالى : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) [النمل : ٢٠]. حيث الجملة الفعلية (لا أرى الهدهد) فى محلّ نصب على الحالية من ضمير المتكلم فى (لى) ، وفعلها مضارع منفى بـ (لا) ، والرابط هو ضمير المتكلم فاعل (أرى).

ومنه قول خالد بن يزيد بن معاوية :

ولو أنّ قوما لارتفاع قبيلة

دخلوا السماء دخلتها لا أحجب (١)

الجملة الحالية (لا أحجب) فعلية فعلها مضارع ، وقد ارتبطت بصاحبها تاء الفاعل فى (دخلتها) بالضمير الراجع إليه.

ومنه قوله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ) [الصافات : ٢٥]. حيث الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع المنفى بـ (لا) (لا تناصرون) فى محل نصب ، حال من ضمير المخاطبين المجرور فى (لكم) ، وقد ارتبطت بصاحبها بالفاعل واو الجماعة فى (تناصرون).

لكن ابن الناظم يرجع الربط بالضمير فى هذا الموضع كثيرا ، أى : إنه يجيز الربط بالضمير والواو معا ، ويستدل على الربط بالضمير والواو معا بقول مالك ابن رقية :

__________________

(١) ينظر : شرح ابن الناظم ٣٣٨ / شواهد العينى : ٣ ـ ١٩٩ / الأشمونى : ٢ ـ ١٨٨.

(قوما) اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (دخلوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. (السماء) منصوب على نزع الخافض ، والمصدر المؤول (أن قوما دخلوا) فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف تقديره : ثابت أو موجود ، أو فاعل لفعل محذوف ، والتقدير : لو ثبت دخول قوم ... (دخلتها) فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء الفاعل ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية جواب (لو) لا محل لها من الإعراب.

٥٩

أماتوا من دمى وتوعّدونى

وكنت ولا ينهنهنى الوعيد (١)

حيث الجملة الفعلية (ولا ينهنهنى الوعيد) فى محل نصب ، حال من تاء الفاعل فى (كنت) ، وقد ذكر الضمير رابطا ، وهو ياء المتكلم فى (ينهنهنى) ، كما ذكرت الواو فى صدر الجملة الحالية.

ومثله قول مسكين الدارمى ويستشهد به أيضا :

أكسبته الورق البيض أبا

ولقد كان ولا يدعى لأب (٢)

حيث الجملة الحالية (ولا يدعى لأب) فعلية فعلها مضارع منفى بـ (لا) ، وقد ارتبطت بصاحبها بالضمير المستتر فى (يدعى) ، وهو نائب فاعل ، وكذلك بالواو التى تتصدر جملة الحال.

ثالثا : أن تكون الحال جملة فعلية فعلها مضارع منفىّ بـ (ما):

يمتنع أن تكون الواو رابطا فيما إذا كانت الحال جملة فعلية فعلها مضارع منفىّ بـ (ما) ، نحو : قول الشاعر :

عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة

فما لك بعد الشيب صبّا متيّما (٣)

__________________

(١) شواهد القالى : ٣ ـ ١٢٧ / ابن الناظم : ٣٣٩ / العينى : ٣ ـ ١٩٢ / الأشمونى : ٢ ـ ١٨٩ / شرح التصريح : ١ ـ ٣٩٢. ينهنهنى : يكفنى ، أى : أنهم يهددوننى ، ويتوعدوننى ، وقد وجدت لا يكفنى ولا يزجرنى وعيد أو تهديد.

(كنت) كان فعل ماض تام مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (الوعيد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) دلائل الإعجاز ١٣٧ / شرح ابن الناظم ٣٣٩ / الأشمونى ٢ ـ ١٨٩ / شفاء العليل ٢ ـ ٥٤٦ / شرح التصريح ١ ـ ٣٩٢.

الورق البيض : الفضة أو الدراهم المضروبة ، أى : إنه كان غير معروف ولا مشهور ، ثم أكسبه المال شهرة ومعرفة ونسبا. (أكسبته) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (الورق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (البيض) صفة للورق مرفوعة ، وعلامة رفعها الضمة. (أبا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كان) فعل ماض تام مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو.

(٣) (عهدتك) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير

٦٠