النحو العربي - ج ٢

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٢

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٧١

١
٢

الجملة الفعلية (١)

هى الجملة التى يتصدّرها فعل تام يسند إلى فاعله أو ما ينوب عنه. وكلّ فعل فى الكلام يكون جملة فعلية بالضرورة ، فإذا قلت : (يصدق المؤمن) فهذه جملة فعلية ، الفعل فيها (يصدق) ، وفاعله (المؤمن) ، وإن قلت : (محمد الذى قابلنا أمس رأيناه اليوم) ، فإن الفعل (قابل) دليل جملة فعلية ، ولا بدّ له من فاعل أو ما ينوب عنه ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والفعل (رأى) فاعله ضمير المتكلمين (نا).

وأذكر بأن الاعتداد فى تحديد نوع الجملة بركنيها الأساسين ، وما قد تبتدئ به منهما ، أما ما يسبقها من حروف فلا اعتداد بها ، فالفعل المسبوق بقد ، أو حتى ،

__________________

(١) الواضح ٣٩ ، ٧١ ، ٧٣ ، ١٢٣ / اللمع فى العربية ١١٥ ، ١١٧ ، ١٣٤ ، ٢٠٥ / العوامل المائة ٢٤٥ ، ٢٥١ ، ٣٠١ ، ٣١١ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٠٥ ، ١٢٤ / شرح المقدمة المحسبة ١ ـ ١٩٣ ، ٢ ـ ٣٠٢ ، ٣٤٠ ، ٣٥٥ / أسرار العربية ٧٧ ، ٨٥ ، ٨٨ ، ١٥٦ ، ٣١٥ ، ٣٢٨ ، ٣٣٣ / المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ١٦٧ ، ٣٢٥ ، ٣٤٤ ، ٤٩٣ ، ٥٩١ ، ٦٠٧ ، ٦٢١ / شرح عيون الإعراب ٧٩ ، ٨٧ ، ١٢٥ ، ٢٧٧ / المفصل ١٨ ، ٣٤ ، ٢٤٤ ، ٥٩ / المرتجل ١١٦ ، ١٥١ ، ٢٠١ / الهادى فى الإعراب ٤٥ ، ٥٥ ، ٨٦ ، ١٣٢ ، ١٤١ / المقدمة الجزولية فى النحو ٣٣ ، ٥٠ ، ٧٨ ، ١٤١ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٣٠ ، ٣٩ / ٧ ـ ٢ ، ٦٢ ، ٦٩ ، ٧٧ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ١٥٧ ، ٢٤٤ / ٢ ـ ٣ / شرح الرضى على الكافية ١ ـ ٧٠ ، ٨٣ ، ١٢٧ / ٢ ـ ٢٢٣ ، ٢٧٦ / المقرب ١ ـ ٥٣ ، ٧٩ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ٢٦١ ، ٢٧١ / عمدة الحافظ ٨٤ ، ٨٧ ، ١٤٤ ، ١٥١ ، ٢١٨ / التسهيل ٧٥ ، ٧٧ ، ٨٣ ، ٢٢٨ ، ٢٣٥ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ١ ـ ٢٥٩ ، ٤١١ ، ٤٣٣ ، ٤٤٩ / ٢ ـ ٩٥١ / الإرشاد إلى علم الإعراب ١٠١ ، ١٠٥ ، ١٣٣ ، ١٨٦ ، ٢١٧ ، ٤٣٧ / شرح ابن الناظم ١٩٥ ، ٢١٤ ، ٢١٨ ، ٢٣١ ، ٢٤٤ ، ٦٦٤ ، ٦٨٩ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٣٠٥ ، ٤٧٥ ، ٥٠٤ ، ٥١٨ ، ٦١٥ ، ٧٠٨ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٢٨ ، ٧٤ ، ١١١ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ١٩ ، ٣٥٢ ، ٣٨٥ ، ٤٢٦ / شفاء العليل ١ ـ ٤١١ ، ٤١٧ ، ٤٣٣ / الجامع الصغير ٧١ ، ٧٥ ، ٧٩ ، ٨٨ ، ١٦٩ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٠٤ ، ١٠٧ ، ١٦٤ / شرح القمولى على الكافية تحقيق (فتحية عطار) ٢٨٤ وما بعدها / (عفاف بنتن) ١ ـ ٣١ الفوائد الضيائية ١ ـ ٢٥٢ ، ٢٧١ ، ٣٢١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٧٩ ، ١٨٤ ، ٢٧٣ ، ٣٨٧ ، ٥٤١ / شرح اللمحة البدرية ١ ـ ٢٩٠ ، ٣٠٩ / ٢ ـ ٧١ ، ٣٢١ / شرح التحفة الوردية ١٢٠ ، ١٣٨ ، ١٩٠ ، ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٩ ، ٣٦١ ، ٣٨٤ / كشف الوافية فى شرح الكافية ١١١ ، ١٢٩ ، ١٧٨ ، ٣٦١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٤٦ ، ٢٦٤ ، ٢٦٧ ، ٢٨٦ ، ٣٠٨ ، ٣١٣ / ٢ ـ ٢٢٩.

٣

أو حرف نفى ، أو حرف تنفيس ، أو ردع وزجر ، أو ابتداء ، أو تحضيض وحث أو غير ذلك مما لا يعدّ أساسا فى تنويع الجملة يمثل جملة فعلية.

ومما يكون جملة فعلية وقد تصدر بحرف ما يأتى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر : ٣ ، ٤] كلّ منهما جملة فعلية مع سبقهما بالحرفين (كلا) (وسوف) ، إلى جانب (ثم) في الثانية.

(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(١) [الإنسان : ١].

هذه جملة استفهامية فعلية. حيث تصدرت بحرف الاستفهام (هل) ، ولا اعتداد به فى تنويع الجملة لفظيا ، ثم تلى بالفعل (أتى) فأصبحت فعلية ، فاعلها (حين).

والجملة الفعلية جملة حدثية في المقام الأول ، بحيث يمكن القول بأن الركن المبتدأ به فى الجملة الفعلية ـ وهو الفعل هو محور الحديث ومركزه ، فهو المعلوم لدى كلّ من المتحدث والمستمع ، وهو الخيط الذي يربط بينهما ليقوم عليه الإخبار ، ويخبر عنه بالركن الثانى ، وهو الفاعل أو نائب الفاعل. فإذا تحولت الجملة الفعلية إلى اسمية أصبح الاسم محور الحديث ومركزه ، وهو المعلوم لدى طرفى الحديث ، فهى التى تصبح محور الإخبار ، ويتضح هذا المفهوم من المثال : غرق ... ويسكت المتحدث ، فيسأل المستمع : من غرق؟ ومنه يفهم أن الغرق مخبر عنه ، وهو المعلوم ، وما يجاب به عن السؤال هو المخبر به ، وهو المجهول ، وهذا هو طبيعة

__________________

(١) (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (على الإنسان) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الإنسان : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (حين) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من الدهر) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الدهر : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لحين. (لم يكن) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يكن : فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون.

واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (شيئا) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة (يكون) مع اسمها وخبرها فى محل نصب ، حال. أو فى محل رفع ، نعت ثان لحين. (مذكورا) نعت لشىء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٤

الجملة الفعلية : فعل معلوم ، وفاعل أو نائبه مجهول ، مع أن الفعل المعلوم مسند ، والفاعل المجهول مسند إليه.

وما سبق من مفهوم يكون على النقيض من القول : صديقى ... ويسكت المتحدث ، فيكون التساؤل عن الحدثية التى تصبح المفاد من الإخبار ، ويكون الاسم هو المخبر عنه ، وما يجاب به هو المخبر به ، وقد يكون حدثا ، كالقول : غرق.

ومنه يتبين أن هناك فرقا احتماليا أو فرضيا فى المعنى بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية يتمثل في إرادة الإخبار ، ولو كانتا تحملان لفظين متماثلين كما سبق من : غرق صديقى ، أو : صديقى غرق.

للجملة الفعلية ركنان أساسان ، الفعل وفاعله ، أو ما ينوب عنه ، ويطرأ عليهما تغيرات لغوية فى التركيب ، كما يتعرضان لقضايا لغوية متنوعة ، وقد يحتاجان إلى ما يتممهما. وأرى أن نعرض لكل ركن على حدة ، مع ذكر القضايا اللغوية المشتركة.

الفعل

يعرف سيبويه الفعل فى قوله : «أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء ، وبنيت لما مضى ، ولما يكون ولم يقع ، وما هو كائن لم ينقطع» (١) وتناقل النحاة بعد ذلك هذه المعانى ليجمعوا بين الحدثية والزمن فى تعريف حدّ الفعل ، حيث إن الفعل إنما هو ما يدلّ على معنى فى نفسه مقترن بزمن ، وإنما ينحصر الفعل من حيث ما دلّ على معنى فى نفسه فى الأحداث فقط ، وهى المصادر دون غيرها من أقسام الاسم ؛ لذلك فإن الفعل إنما هو لفظ أو كلمة تدلّ على حدث فى زمن. فإذا قلت : (سمع) فإن هذه الكلمة تدل على سمع من زمن مضى. والأمر ذاته يمكن أن تفهمه من قولك : علم ، استفتح ، تعلّم ، يفهم ، يشرب ، انتبه ، افتح ...

إلخ. حيث تدل هذه الكلمات على : علم فى زمن مضى ، واستفتاح ، وتعلّم فى زمن مضى ، وفهم وشرب فى زمن حالى ، وانتباه وفتح فى زمن مستقبلى.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ١٢.

٥

وإذا استمعت إلى لفظ الفعل أشعرك ذلك بحدوث حركة ما ، سواء أكان تحركا حاليا ، أم تحركا سابقا ، أم تحركا لاحقا.

ويختص الفعل دون الاسم والحرف بقبول :

ـ قد ، فتقول : قد أقدم إليك.

ـ السين وسوف ، تقول : سوف أتقدم في دراستى ، سأؤدّى واجبى.

ـ حروف نصب الفعل ، فتقول : لن أخرج اليوم.

ـ أدوات الجزم ، فتقول : لم أسع فى شرّ.

ـ تاء التأنيث الساكنة ملحقة به ، فتقول : فاطمة أقبلت في كبرياء.

ـ نونى التوكيد ، تقول : لأحترمنّ غيرى. لأؤدينّ واجبى.

ـ ضمائر الرفع البارزة المتصلة ، تقول : استمعت إليه ، هدنا إلى الله ، افهمى ما يشرح ، أتقولان الحقّ؟ (١) ...

وأساس الفعل التصرف ، أى : صوغ الماضى والمضارع والأمر من المادة اللغوية الواحدة ، نحو : فهم ، يفهم ، افهم ، استمع ، يستمع ، استمع ، تولّى ، يتولّى ، تولّ ، أقدم ، يقدم ، أقدم ...

لكنّ هناك بعض الأفعال التى لا تتصرف تدرس من خلال دراسة الأبواب النحوية ، لكنه يمكن أن نثبت ما أوجزه ابن مالك فى قوله : (منعت التصرف أفعال ، منها المثبتة فى نواسخ الابتداء (٢) ، وباب الاستثناء (٣) ، والتعجب وما يليه (٤) ، ومنها : قلّ النافية ، وتبارك ، وسقط في يده ، وهدّك من رجل ، وعمرتك

__________________

(١) يرجع إلى : المفصل ٢٤٣ / التسهيل ٣ ، ٤ / ابن عقيل ١ ـ ١٩ / شرح التصريح ١ ـ ٣٨ / الهمع ١ ـ ٦.

(٢) يقصد : ليس ودام ، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع عدا (كاد وأوشك وطفق) ويضاف إليها كرب.

(٣) الأفعال المستثنى بها ، وهى : عدا وخلا وحاشا ، وما عدا وما خلا ، وليس ، ولا يكون.

(٤) يقصد فعلى التعجب فى صيغتى : ما أفعله وأفعل به. وكذلك أفعال المدح والذم : نعم وبئس وحبّ.

٦

الله ، وكذب فى الإغراء (١) ، وينبغى ، ويهيط (٢) ، وأهلمّ ، وأهاء وأهاء بمعنى آخذ وأعطى ، وهلمّ التميمية ، وهأ وهاء بمعنى خذ ، وعم صباحا ، وتعلّم بمعنى اعلم ، وفى زجر الخيل أقدم واقدم وهب وأرحب وهجد ، وليست أصواتا ولا أسماء أفعال لرفعها الضمائر ، واستغنى غالبا بـ (ترك) عن : وذر وودع ، وبالترك عن الوذر والودع) (٣).

الفاعل

الفاعل ما أسند إليه فعل تام مقّدم مفرغ ، أو ما ضمّن معنى الفعل على جهة وقوعه منه ، أو قيامه به.

والإسناد يعنى النسب إليه على سبيل الإحداث ، سواء أكان واقعا منه أم قائما به.

فالفاعل مصدر الحدث ، ولو كان فاعلا معنويا.

فإذا قلت : (جاء الرجل) ؛ فإن المجىء مسند إلى الرجل على أنه واقع منه ، فهو فاعل المجىء ، ولو قلت : (علم الرجل) ؛ فإن العلم مسند إلى الرجل على أنه قائم به ، فهو فاعل معنوى له ، حيث العلم قائم بالرجل. ومثل الفاعل المعنوى القائم بالفعل أن تقول : أو رقت الشجرة ، مات المريض ، ازدهرت السوق ، سقط الحائط ، رخص السعر ، سكن البرد ، اشتد الحرّ ، أقبل الشتاء ، ذهب الصيف ...

__________________

(١) ما ذكر فى الهامش (روى عن عمر ـ رضى الله عنه : كذب عليكم الحج ، كذب عليكم العمرة ، كذب عليكم الجهاد ، ثلاثة أسفار كذبن عليكم). وقد نص جماعة على استعمال (كذب) للإغراء ، منهم أبو عبيدة ويونس والأخفش والأعلم ، وفسر (كذب) فى الخبر بمعنى : وجب أو : ألزم. والاسم بعده مرفوع على الفاعلية ، أو منصوب على تضمن كذب معنى الأمر. هامش. (١) التسهيل ٢٤٧.

وينظر : اللسان ، مادة كذب.

(٢) يهيط هيطا وما زال فى هيط ، أى : فى ضجاج وشر وجلبة وقيل : الهياط الإقبال والمياط الإدبار : (لسان العرب ، مادة. هيط بتصرف). وهذا يدل على تصرفه.

(٣) التسهيل : ٢٤٦ ، ٢٤٧.

٧

والفعل التام نحو (شرب ، فهم ، يسمع ، يلهو ، يؤمن ...) دون الناقص نحو (كان وأخواته) هو المقصود في هذا الباب ، حيث التمام فى الفعل يتضمن إحداث حدث والقيام بعمل أو وقوع عمل أو حدث. ويجب أن يكون الفعل مقدما على الفاعل حتى يفرق بتلك الرتبة بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية ؛ لأن ما تبتدأ به الجملة هو المصنف للجملة ؛ لأنه يكون مبتدأ الحديث ، كما يكون العلاقة المعنوية الرابطة بين طرفى الحديث.

كما يكون الفعل مفرغا للفاعل دون انشغال عنه بالضمير ، كأن تقول : قاموا الرجال ، حيث يجوز أن يكون التقدير : الرجال قاموا. فتكون جملة اسمية.

أمّا ما يتضمن معنى الفعل فإنه يمكن أن ينحصر فى :

ـ الصفات المشتقة ، من : اسم الفاعل وصيغ المبالغة والصفة المشبهة ، واسم التفضيل ، فهذه الصفات المشتقة تعمل عمل الفعل فى رفعها فاعلا ، كما أنها تكون فى حاجة إليه دائما.

ففى قوله تعالى : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها)(١) [فاطر : ٢٧] ، (مختلف) اسم فاعل نعت لجدد ، (ألوان) فاعل لمختلف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ومنه أن تقول : محمد مرتفعة درجاته ، لقد كانت ليلة حالكا سوادها. إنه لثوب ناصع بياضه. الفتى شديدة قوته ، كريم خلقه. إنه أحسن خلقا ، أى : أحسن هو ، وإنه لحسن وجهه ، وطاهر ثوبه ، ونقية نفسه.

ومنه قوله تعالى : (وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ). [البقرة : ٩٦].

__________________

(١) (من الجبال) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الجبال : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (جدد) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(بيض) نعت لجدد مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (وحمر) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. حمر : معطوف على بيض مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (مختلف) نعت آخر لجدد مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ألوانها) فاعل لمختلف مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إلى ألوان.

٨

المصدر المؤول (أن يعمر) فى محل رفع فاعل ، والعامل فيه اسم الفاعل (مزحزح).

ومنه : أعجبت بصديق ظريف أخوه ، وصادقت رجلا طاهرا ثوبه ، فيكون كلّ من (أخو وثوب) فاعلا مرفوعا ، والعامل الصفتان المشبهتان باسم الفاعل (ظريف وطاهر).

وتقول : هذا شرّاب اللبن أبوه ، وهذه منحار الدجاج أخوها. كلّ من (أبو ، وأخو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، والعامل فيهما صيغتا المبالغة (شرّاب ومنحار).

وقولهم : ما رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد. حيث (الكحل) مرفوع لأنه فاعل ، والعامل فيه اسم التفضيل (أحسن). ومنه قول الشاعر :

ما رأيت امرأ أحبّ إليه ال

بذل منه إليك يا ابن سنان (١)

(البذل) فاعل مرفوع ، والعامل فيه اسم التفضيل (أحب).

وقوله صلّى الله عليه وسلّم : «ما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم منه فى عشر ذى الحجة» (الصوم) فاعل اسم التفضيل (أحب).

ـ المصدر : نحو : قراءة الدرس ، حيث التقدير : اقرإ الدرس ، فناب المصدر مناب الفعل ، وفى المصدر فاعل مستتر تقديره : أنت. و (الدرس) مفعول به للمصدر منصوب.

__________________

(١) ينظر : شرح الشذور ١٤٦ / شرح قطر الندى ٣٩٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٦٩ /.

(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (رأيت) رأى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. (امرأ) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أحب) نعت لامرئ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إليه) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بالحب. (البذل) فاعل لأحب مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (منه) جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة متعلقة بأحب. (إليك) جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة متعلقة بأحب. (يا ابن) يا : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. ابن : منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (سنان) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٩

وقد يضاف المصدر إلى فاعله ، فتقول : سرّنى فهم محمد الموضوع. حيث (فهم) فاعل (سر) ، وهو مصدر مضاف إلى فاعله (محمد) ، والتقدير : سرنى أن فهم محمد الدرس ، و (الدرس) مفعول به منصوب.

ومنه قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧] (من) اسم موصول مبنى في محل رفع فاعل ـ فى أحد أوجهه الإعرابية ـ والعامل فيه المصدر (حج) ، والتقدير : ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم سبيلا البيت. ويرد هذا الرأى كثير من النحاة ، حيث أضيف المصدر فيه إلى مفعوله ولكنه يجب أن يضاف إلى فاعله إذا اجتمع المصدر والفاعل والمفعول.

ومنه : عرفت برّ زيد ولده (١). (ولد) فاعل للمصدر (بر). أعجبت بشرح الدرس فاهمه.

ويلحق بالمصدر اسم المصدر ، كأن تقول : قدّرت عطاءك الفقير صدقة. (الفقير) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والعامل فيه اسم المصدر (عطاء).

ـ اسم الفعل ، نحو : صه ، بمعنى (اسكت) ، فيكون (صه) اسم فعل أمر مبنيا ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

وتقول : نزال ، أى : انزل. فنزال اسم فعل أمر مبنى على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وتقول : عليك محمودا ، فيكون (عليك) اسم فعل أمر مبنيا ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. ومثله : إليك هذا الكتاب ، أى : خذ هذا ...

ومنه قول جرير :

فهيهات هيهات العقيق ومن به

وهيهات خلّ بالعقيق نواصله (٢)

__________________

(١) عمدة الحافظ ٨٦.

(٢) يرجع إلى : الخصائص ٣ ـ ٤٢ / شرح ابن يعيش ٤ ـ ٣٥ / شرح شذور الذهب ٤٠٢ رقم ٢١٢ / أوضح المسالك رقم ٤٦٢ ، ٣ ـ ١١٩ / شرح القطر ٣٦٠.

(هيهات) اسم فعل ماض مبنى على الفتح بمعنى بعد. (هيهات) توكيد للأول. (العقيق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ومن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. من : اسم

١٠

كل من (العقيق وخل) فاعل مرفوع ، والعامل فيهما اسم الفعل (هيهات) بمعنى (بعد).

وقول لقيط بن زرارة :

شتّان هذا والعناق والنّوم

والمشرب البارد فى ظلّ الدّوم (١)

(هذا) اسم إشارة مبنى في محل رفع ، فاعل ، والعامل فيه اسم الفعل (شتان) بمعنى (افترق).

ومنه قوله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : ١٠٥] ، بنصب (أنفس) ؛ لأنها مفعول به لاسم الفعل (عليكم).

ـ شبه الجملة ، تدرس فيما بعد فى (إلباس الفاعل بالمبتدإ). ومثلها أن تقول : أعجبت برجل عندك أخوه ، ورأيت رجلا فى المنزل أبوه. هذا كتاب فى النحو موضوعه ، أمسكت بكوب فوق المنضدة موضعه.

حيث يكون فى شبه الجملة معنى الفعل الذى يقتضى الفاعلية.

__________________

موصول مبنى على السكون فى محل رفع بالعطف على العقيق. (به) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الهاء : ضمير فى محل جر بالباء وشبه الجملة متعلقة بصلة من المحذوفة ، أو صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. هيهات : اسم فعل ماض مبنى على الفتح. (خل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بالعقيق) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. العقيق : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، صفة لخل. أو متعلقة بمحذوف صفة.

(نواصله) نواصل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن.

وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت ثان لخل.

(١) ينظر : شرح شذور الذهب ٤٠٣ رقم ٢١٣.

(شتان) اسم فعل ماض بمعنى افترق مبنى على الفتح. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(الواو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (العناق والنوم والمشرب) معطوفات على اسم الإشارة مرفوعة ، وعلامة رفعها الضمة. (البارد) نعت للمشرب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فى ظل) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ظل : اسم مجرور بعد فى وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من المشرب ، أو فى محل رفع ، نعت له ، أو متعلقة بمحذوف أى منهما.

(الدوم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وأسكن من أجل الروى. وأسكن (النوم) كذلك.

١١

ـ المنسوب ، هذا رجل مصرىّ موطنه. وناديت رجالا عربية جنسيتهم ، كلّ من (موطن وجنسية) فاعل للاسم المنسوب (مصرى ، وعربية).

إذن فالفاعل فى اللغة هو : من أوجد الفعل.

وفى الاصطلاح : ما أسند إليه الفعل التام ، أو ما فى تأويله (١) ، أى : ما يعمل عمل الفعل مما ذكرناه فى الصفحات السابقة ، وذلك من الصفات المشتقة والمصادر وأسماء الأفعال .. ويكون الفعل مقدما عليه.

وإسناد الفعل إلى الفاعل إسناد مطلق ، أى : يشمل كلّ تراكيب الإثبات والنفى والتعليق والإنشاء ، فيتضمن ذلك الأمثلة :

ـ فى الإثبات والنفى : قوله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) [المسد : ١ ، ٢].

ـ وفى التعليق : إن اتحدت كلمة العرب عزّت نفوسهم.

ـ وفى الإنشاء : هل غلى ماء القدر؟ وهل غلا ثمن الكتاب؟

فإذا أريد حذف الفاعل لغرض معنوى أو لفظى ؛ فإن مفعولا به ؛ أو المصدر غير المؤكد ، أو شبه الجملة التامة ينوب عن الفاعل ، ويأخذ أحكامه ، وتتغير بنية الفعل ـ حينئذ ـ ويسمى الفعل مبنيا للمفعول ، أو للمجهول ، ويسمى ما أسند إليه نائبا عن الفاعل.

قد يحذف الفاعل أو نائب الفاعل المضاف ، ويقام المضاف إليه مقامه ، ويأخذ حكمه ، ويكون فاعلا أو نائب فاعل لفظا ، أما المعنى فإنه يكون مجازا ، حيث تقول : فتحت الحجرة ، والأصل : فتح باب الحجرة.

ويقال : رعف فلان ، والأصل : رعف أنفه ، غلت القدر ، والأصل : غلى ماء القدر.

وللفاعل ونائب الفاعل أحكام متحدة بينهما ، نذكرها فى الصفحات الآتية.

__________________

(١) الصبان على الأشمونى على الألفية ٢ ـ ٤٣ ، ٤٤.

١٢

قضايا خاصة بالفاعل ونائبه

هذه قضايا تخصّ الفاعل ونائب الفاعل فى الجملة أو التركيب ، وهى مجموع أحكامهما ، وتتضمن : الرتبة ، والاسمية ، وصورهما البنيوية ، وجواز جر الفاعل ، والحكم الإعرابىّ لهما ، والمطابقة النوعية للفعل ، وإلزام الفعل الدلالة على الإسناد إلى المفرد ، والفاعل ونائبه عمدة ، ولكل فعل فاعل واحد.

أ ـ الرتبة :

يذهب البصريون إلى وجوب تأخر الفاعل أو نائبه عن الفعل ، ولكن الكوفيين يجيزون تقديمهما عليه ، والبصريون يتأولون ذلك على الابتداء ، ويستدل الكوفيون بقول الزباء :

ما للجمال مشيها وئيدا

أجندلا يحملن أم حديدا (١)

حيث يجعلون (مشى) فاعل (وئيدا) ، وقد سبقه ، لكن البصريين يتأولون ذلك على أن مشيها مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : ثبت أو ظهر ، أما (وئيدا) فهو منصوب على الحالية.

__________________

(١) ينظر : ضياء السالك رقم ٢٠١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٧١ / الأشمونى رقم ٣٥٥ ، ٢ ـ ١٠٥ / العينى ٢ ـ ٤٤٨ / الدرر رقم ٦٢٧ ، ٢ ـ ٢٨١.

(ما للجمال) ما : اسم استفهام مبنى في محل رفع ، مبتدأ. اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الجمال : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. (مشيها وئيدا) مشى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف تقديره : مشيها يظهر. وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وئيدا : حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. وعند الكوفيين (مشى) فاعل مقدم للحال ، (أجندلا) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. جندلا : مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يحملن) فعل مضارع مبنى على السكون لإسناده إلى نون النسوة ، مرفوع محلا. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أم) حرف عطف مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (حديدا) معطوف على جندلا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

تنبيه : فى (مشى) رواية الجر على أنها بدل اشتمال من الجمال. ورواية النصب على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير : تمشى مشيها.

١٣

ويعلل لوجوب سبق الفعل الفاعل أو نائبه دائما بأن الفاعل موجود قبل وجود الفعل ، فيجب أن يكون قبله ، إلا أنه لمّا كان الفعل عاملا فى الفاعل أو نائبه وجب سبقه له ؛ لأن العامل يسبق المعمول (١).

كما أن الفاعل كالجزء من الفعل ؛ لأن الفعل يفتقر إليه في معناه وفى استعماله ، وهو كالعجز منه ؛ لذا لا يجوز تقديمه عليه ؛ لأن العجز لا يجوز تقدمه على الصدر (٢).

وعلينا أن نستحضر فكرة المعلوم والمجهول فى ركنى الجملة ، حيث يبتدأ بما هو معلوم ليخبر عنه بما هو مجهول ؛ ولهذا فإن الجملة قد قسمت إلى فعلية واسمية ، فإن علم المتحدث أن المستمع يعلم اسما ما فإنه يبتدئ به لتكون الجملة اسمية ، وإن كان يعلم حدثية فإنه يبتدئ بها ثم يتلوها بفاعلها أو ما ينوب عنه فتكون الجملة فعلية ؛ ولهذا فإن الفعل يجب أن يسبق الفاعل أو نائبه حتى تكون الجملة فعلية ، أى أن الفعل هو المعلوم لدى طرفى الحديث ، ومن هنا يمكن أن ندرك الفرق المعنوىّ فى الإخبار بقولنا : أصيب الصديق ، والصديق أصيب ، حيث يمكن تغيير الجزء الثانى من الجملة بأى معنى آخر صالح مع الجزء الأول ، لكن هذا التغيير غير ممكن فى الجزء الأول على افتراض حتمية معلوميته لدى الطرفين المتخاطبين.

فالفعل أولا ، ثم يليه الفاعل لذلك ؛ والفعل بمثابة المبتدإ فى الجملة الاسمية ، والفاعل بمثابة الخبر ، وعلى الرغم من أنه المسند إليه معنى الفعل ، ولكن لا بد من هذا التقدير الافتراضى ؛ ليتضح الفرق بين الاسمية والفعلية.

يذكر المبرد : فقولك : يقوم زيد؟ يقوم فى موضع المبتدإ ، وكذلك : زيد يقوم ، يقوم فى موضع الخبر (٣).

ب ـ الاسمية :

يجب أن يكون الفاعل أو نائبه اسما ؛ لأنه مسند إليه ، حيث يسند إليه الحدث الذى يتمثل فى الفعل ، والإسناد لا يكون إلا لاسم ـ كما هو فى المبتدإ ـ ولو كان

__________________

(١) ينظر : شرح ابن يعيش ١ ـ ٧٥.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم ٢١٩.

(٣) المقتضب ٢ ـ ٥.

١٤

في الجملة ما ظاهره أنه فاعل غير اسم فإنه يؤول ويقدر الفاعل اسما ، ويتضح ذلك فى القسم التالى ، كما أن اسمية الفاعل تتحقق من خلال الأبنية المذكورة فيه فى الفكرة المذكورة بعد.

ج ـ صورهما البنيوية :

ذكرنا أن الفاعل أو نائب الفاعل يجب أن يكون اسما ، وهما يردان فى الجملة فى صورتهما الاسمية على المبانى الآتية :

١ ـ الاسم الصريح الظاهر :

نحو : اجتهد الطالب ، حيث (الطالب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ومنه : ولاحت لنا سحابة ، تفوقت الفتيات ، كلّ من (سحابة والفتيات) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ينحدر المجرى فى قناة جانبية. (المجرى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

وفى قولك : كوفئ المجتهد ، لا تباع ضمائر الأحرار ، كلّ من (المجتهد ، وضمائر) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢ ـ اسم الإشارة :

أقبل هذا إلينا. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محلّ رفع ، فاعل.

وتقول : عوقب هؤلاء المهملون ، فيكون (هؤلاء) اسم إشارة مبنيا فى محل رفع ، نائب فاعل.

ومنه : (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) [ص : ١٥].

(وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ) [الفتح : ١٢].

٣ ـ الاسم الموصول :

اجتهد الذى لمناه. (الذى) اسم موصول مبنى في محل رفع ، فاعل.

١٥

وتقول : طولب من عليه الدّين. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل.

ومما جاء اسما موصولا دالا على الجنس فاعلا فاعل (نعم وبئس) فى قولك : نعم ما استمعت إليه محاضرة اليوم. حيث (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل (نعم).

ومنه : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) [البقرة : ٢٥٨]. الذى اسم موصول مبنى في محل رفع ، نائب فاعل : (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ)(١) [البقرة : ٢٨٢]. (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ)(٢) [البقرة : ٢٨٣].

(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ) [الأنعام : ٣٣]. (وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) [البقرة : ٢٥٣](الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) [المائدة : ٣]. (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ)(٣) [المائدة : ٧٣].

٤ ـ الضمير :

احترمنا الملتزمين. ضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل الحظ بناء الفعل الماضى (احترم) على السكون.

__________________

(١) (الحق) مبتدأ مؤخر ، خبره المقدم شبه الجملة (عليه) ، والجملة الاسمية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٢) (ليؤد الذى) اللام : للأمر حرف مبنى لا محل له من الإعراب. يؤد : فعل مضارع مجزوم بعد اللام ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. الذى : اسم موصول مبنى فى محل رفع فاعل. (اؤتمن) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (أمانته) أمانة : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر مضاف إليه.

(٣) (لقد) اللام : جواب قسم محذوف حرف مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كفر الذين) كفر : فعل ماض مبنى على الفتح. الذين : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. (قالوا) قال : فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إن الله ثالث) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. الله : لفظ الجلالة اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ثالث : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (ثلاثة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

١٦

وتقول : الفتيات عوملن باحترام ، (نون النسوة) ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. تلحظ بناء الفعل الماضى على السكون.

فإذا قلت : محمد يجتهد فى دروسه ، فإن فاعل (يجتهد) ضمير مستتر تقديره (هو).

وتقول : محمد خوصم فى حق. (خوصم) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : (هو).

فاطمة تهيّأت للمناقشة ، والتقدير : تهيأت هى ، الرجل المقصود بالخبر علمه ، والتقدير : علم هو إياه.

ويكون الفاعل ضميرا ظاهرا بعد حرف الاستثناء ـ على الوجه الأرجح ـ ، وذلك فى قوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) [الأنعام : ٥٩].

وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) [الأعراف : ١٨٧].

ضمير الغائب الظاهر المنفصل (هو) فى محل رفع ، فاعل ـ على الأرجح.

وقد يكون الفاعل ضميرا واجب الاستتار ، وذلك إذا كان :

ـ فاعلا لفعل أمر مخاطب به الواحد ، نحو : افهم ، اسمع ، الزم ... حيث الفاعل ضمير مستتر تقديره : (أنت).

ـ فاعل (نعم وبئس) مميزا بنكرة ، نحو : نعم طالبا محمد ، حيث (نعم) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : (هو) ، و (طالبا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

ـ فاعلا للفعل المضارع المسند إلى المتكلم ، أو المتكلمين ، نحو : أعبد الله وحده ، ألزم أداء الواجب ، أصلى على الرسول ، وتقول : نعبد الله وحده ، نلزم أداء ، نصلّى .. حيث الفاعل ضمير مستتر ، تقديره : (نحن).

ـ فاعلا للمضارع المسند إلى المخاطب ، نحو : أنت تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر. حيث الفاعل ضمير مستتر ، تقديره : (أنت).

١٧

ـ فاعل اسم فعل يدل على الأمر ، نحو : صه ، مه ... نزال ، دراك ..

حيث الفاعل ضمير مستتر ، تقديره : (أنت).

ـ فاعل اسم فعل يدل على المضارع ، نحو : أفّ ، أوّه ، وى ... حيث الفاعل ضمير مستتر ، تقديره : (أنا).

ـ فاعل المصدر الواقع موقع الفعل بدلا من لفظه ، نحو : قياما لا قعودا ، انتباها .. حيث الفاعل ضمير مستتر ، تقديره : (أنت).

٥ ـ الأسماء الستة :

نحو : أقبل ذو الأخلاق الحميدة. (ذو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة.

وتقول : أعولج فوك؟ (فو) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة.

ومنه : (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ)(١) [يوسف : ٦٨].

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ)(٢) [الشعراء : ١٠٦]. (أخو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو.

(وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٣) [فصلت : ٣٥]. (ذو) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو. وهو مضاف ، و (حظ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

__________________

(١) (حيث) ظرف مكان مبنى على الضم فى محل جر بمن. (أمرهم) أمر : فعل ماض مبنى على الفتح.

وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به (أبوهم) أبو : فاعل أمر مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية فى محل جر مضاف إليه.

(٢) (نوح) بدل من أخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ألا) حرف عرض مبنى لا محل له من الإعراب.

(٣) (يلقاها) يلقى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

١٨

(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(١) [الطلاق : ٧].

٦ ـ المصدر المؤول :

نحو : ينبغى أن تسعى فى الخير. المصدر المؤول (أن تسعى) في محل رفع ، فاعل ، والتقدير : ينبغى سعيك .. يفاد أن الحكيم من تتوازن شخصيته. المصدر المؤول (أن الحكيم من) فى محل رفع ، نائب فاعل ، والتقدير : يفاد كون الحكيم ...

ومنه أن تقول : وقد تقدم أننا نقدر الملتزمين. يجب عليك أن تقدم العون لغيرك. يحكى أنّ الصبر جميل. (أن الصبر جميل) مصدر مؤول فى محل رفع ، نائب فاعل.

ومنه قولك : يجب علينا أن نتضامن جميعا ، والتقدير : يجب علينا تضامننا ، فيكون المصدر المؤول (أن نتضامن) فى محل رفع ، فاعل.

ومنه قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٢) [الحديد : ١٦]. (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(٣) [فصلت : ٥٣].

__________________

(١) (لينفق) اللام : للأمر حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ينفق : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة جزمه السكون. (ذو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، و (سعة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإنفاق.

(٢) (ألم) الهمزة : للاستفهام حرف مبنى لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يأن) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (للذين) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الذين : اسم موصول مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بيأن. (آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (أن تخشع قلوبهم) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. تخشع : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. قلوب : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذكر : اسم مجرور بعد اللام : وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالخشوع. (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٣) المصدر المؤول من (أن) ومعموليها (الهاء وشهيد) فى محل رفع ، فاعل يكفى.

١٩

(وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ)(١) [النور : ٨]. (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) [الجن : ١]. (أنه استمع نفر) مصدر مؤول فى محل رفع ، نائب فاعل.

ومن المصدر المؤول الفاعل أن تقول : يسرنى لو زرتنى ، أى : يسرنى زيارتك لى.

يعجب المدرس ما اهتمّ طالبه ، أى : يعجبه اهتمام ... على أن (ما) مصدرية.

٧ ـ الاسم المحكىّ بالنقل :

قد يكون الفاعل اسما محكيا بالنقل من الحرفية أو الفعلية ، كقولك : تنصب (إنّ) المبتدأ ، وترفعه (كان). كلّ من (إن) و (كان) فاعل مبنى فى محلّ رفع ، حيث (إن) و (كان) خرجتا من صفة الحرفية والفعلية إلى صفة الاسمية ، فالتقدير : تنصب الكلمة (إن) ... ، وترفعه الكلمة (كان) ، والكلمة إنما هى اسم ، أو ينصب لفظ (إن) ، ويرفعه لفظ (كان).

والحال كذلك فيما إذا قلت : تجرّ (فى) الأسماء ، ولا تدخل على الأفعال.

حيث (فى) فاعل مبنى فى محل رفع ، وفاعل (تدخل) ضمير مستتر تقديره : (هى) ، يعود على (فى).

٨ ـ الفاعل المقدر :

يكون تقدير الفعل من خلال السياق فى أحد تركيبين :

أولهما : أنه قد ترد جملة بعد فعل سابق عليها ، ويفهم من العلاقة المعنوية بينهما أنها الفاعل ، لكن بنية الفاعل لا تكون جملة ، حينئذ يقدر فاعل بطريقة ما ، مثال ذلك : جاء فى الحديث الشريف : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه

__________________

(١) المصدر المؤول من (أن) المصدرية والفعل المضارع (تشهد) في محل رفع ، فاعل ليدرأ. (أربع) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (شهادات) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٠