النحو العربي - ج ٢

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٢

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٧١

الأحرف إلى معنى مخالف انتفى نصب المضارع بعده ؛ لذا يمكن القول بأن هذه الأحرف ناصبة للمضارع بعدها بذاتها دون إضمار (أن) (١) ، وسواء أكان هذا أم ذاك فإننا نحكى عنها ناصبة للمضارع قولا حقيقيا أو مجازيا.

وهاك تفصيلا لهذه الأحرف مذكورة طبقا للأقسام الأربعة السابقة.

أولا : حروف تنصب الفعل المضارع بذاتها :

أن (٢) :

حرف مصدرىّ ، أى : يكوّن مع الفعل الذى يليه مصدرا مؤولا ، له موقعه الإعرابى من الرفع والنصب والجر ، وإذا وقع بعده الفعل المضارع فإنه ينصبه. ومن أمثلته فى نصب المضارع :

الجملة 

 المضارع المنصوب

 علامة النصب

١ ـ (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] ٢

 تصوموا

 حذف النون

٢ ـ يعجبنى أن تحرصا على حقوقكما

 تحرصا

 حذف النون

٣ ـ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ) [الحديد : ١٦]

 تخشع

 الفتحة الظاهرة

٤ ـ أفى العقد أن تأخذى هذا لك؟

 تأخذى

 حذف النون

٥ ـ يراد أن ترسى دعائم الإنسانية

 ترسى

 الفتحة المقدرة

٦ ـ كان عليك أن تؤدى واجبك

 تؤدى

 الفتحة الظاهرة

٧ ـ استطعت أن أحقق ما أريد

 أحقق

 الفتحة الظاهرة

٨ ـ (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) [الكهف : ٧٩]

 أعيب

 الفتحة الظاهرة

٩ ـ (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها) [طه : ١١٨]

 تجوع

 الفتحة الظاهرة

١٠ ـ لأن تضىء شمعة خير من أن تلعن الظلام

 تضىء

 الفتحة الظاهرة

من حولك.

تلعن

 الفتحة الظاهرة

١١ ـ الوصول إلى الهدف بأن تخطط سليما.

 تخطط

 الفتحة الظاهرة

__________________

(١) ينظر : الرد على النحاة ١١٥.

(٢) ينظر : معانى الحروف ١٧١ / التسهيل ٢٢٨ / مغنى اللبيب ١ ـ ٢٦ / الجنى الدانى ٢١٧.

٤١

وتكوّن (أن) مع المضارع الذى يليها مصدرا مؤولا له موقعه الإعرابى ، وهو فى الجمل السابقة كما يأتى :

 المصدر المؤول

 الصريح منه

 موقعه الإعرابى

 محله الإعرابى

١ ـ أن تصوموا

 صومكم

 مبتدأ

 الرفع

٢ ـ أن تحرصا

 حرصكما

 فاعل

 الرفع

٣ ـ أن تخشع قلوبهم

 خشوع قلوبهم

 فاعل

 الرفع

٤ ـ أن تأخذى

 أخذك

 مبتدأ مؤخر

 الرفع

٥ ـ أن ترسى دعائم

 إرساء دعائم

 نائب فاعل

 الرفع

٦ ـ أن تؤدى

 أداؤك

 اسم كان مؤخر

 الرفع

٧ ـ أن أحقق

 تحقيق

 مفعول به

 النصب

٨ ـ أن أعيب

 عيبها

 مفعول به

 النصب

٩ ـ ألا تجوع

 عدم جوعك

 اسم إن مؤخر

 النصب

١٠ ـ أن تضىء

 إضاءتك مبتدأ

 الرفع

الرفع

أن تلعن

 لعنك

 مجرور بمن

 الجر

١١ ـ أن تخطط

 تخطيطك

 مجرور بالباء

 الجر

وفى قوله تعالى : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء : ٨٢] الفعل المضارع (يغفر) منصوب بعد (أن) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، أما المصدر المؤول فإن الأصل فيه : أطمع فى أن يغفر لى ، فيكون فيه تقديران :

أولهما : أن يراعى حذف حرف الجر ، فيكون فى محل نصب على نزع الخافض ، أو على التوسع.

والآخر : أن يراعى وجود حرف الجر ، فيكون فى محلّ جر.

ملحوظة :

يطّرد حذف حرف الجر قبل المصدر المؤول من (أنّ) المشددة مع معموليها ، (أن) مع الفعل ، وذلك لطولهما بالصلة ، بشرط أمن اللبس ، وللنحاة فى إعراب

٤٢

المصدر المؤول ـ حينئذ ـ المذهبان السابقان ، وهما النصب على نزع الخافض ، والجرّ على تقدير وجود حرف الجر.

من ذلك قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) [البقرة : ٢٦] ، وفيه (يستحيى) فعل مضارع يتعدى مرة بنفسه ، وأخرى بحرف الجرّ ، فمع احتساب تعديه بحرف جرّ غير مذكور يكون إعراب المصدر المؤول (أن يضرب) على وجهين : النصب على نزع الخافض ، والجر على تقدير وجود حرف الجر.

أما قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [البقرة : ١١٤] ففيه المصدر المؤول (أن يذكر) من أوجه موقعه الإعرابى أنه مسبوق بحرف جر أسقط (١) ، فيكون فيه الوجهان السابقان : النصب أو الجر.

ومنه :

ـ (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) [البقرة : ٢٣٧] الفعل المضارع (تمسوا) منصوب بعد (أن) ، وعلامة نصبه حذف النون ، والمصدر المؤول فى محل جر بالإضافة إلى قبل. والتأويل : من قبل مسكم إياهن.

ـ (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً) [النساء : ٩٢] (أن يقتل) مصدر مؤول فى محل رفع ، اسم (كان) مؤخر.

ـ (قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) [البقرة : ٦٧] ، التقدير : أعوذ من أن أكون ، فيكون المصدر المؤول فيه الوجهان المذكوران بين النصب والجر.

ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) [البقرة : ٦٧].

ـ (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ)(٢) [المؤمنون : ٩٥].

__________________

(١) من أوجه الموقع الإعرابى للمصدر المؤول كذلك :

ـ أن يكون مفعولا ثانيا لمنع.

ـ أن يكون مفعولا لأجله ، والتقدير : كراهة أن يذكر.

ـ أنه بدل اشتمال من (مساجد).

(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ،

٤٣

ـ (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ) [مريم : ٣٥].

ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ)(١) [الروم : ٤٦].

ـ (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا)(٢) [الحشر : ٣].

ـ (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى)(٣) [القيامة : ٤٠].

__________________

اسم إن. (على) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (نريك) نرى : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والمصدر المؤول فى محل جر بعلى ، وشبه الجملة (على أن نريك) متعلقة بالقدرة. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. (نعدهم) نعد : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، وفى الجملة محذوف عائد تقديره : به.

والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تجعل (ما) مصدرية فتكون مع ما بعدها مصدرا مؤولا فى محل نصب ، مفعول به ثان. ويكون التقدير : نريك وعدنا. (لقادرون) اللام : لام الابتداء أو التوكيد أو المزحلقة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قادرون : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(١) (من آياته) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. آيات : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (أن يرسل) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يرسل : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. (الرياح) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مبشرات) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الكسرة.

(٢) (أن كتب الله) مصدر مؤول فى محل رفع ، مبتدأ. خبره محذوف وجوبا. وجملة (لعذبهم) جواب شرط لولا.

(٣) (أليس) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (بقادر) الباء : حرف جر زائد للتوكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب. قادر : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (على) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(أن يحيى) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يحيى : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول فى محل جر بعلى.

وشبه الجملة متعلقة بالقدرة. (الموتى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

٤٤

تتمة :

تأتى (أن) فى الجملة العربية فى ثلاثة معان أخرى ، هى : المفسرة ، والزائدة ، والمخففة من الثقيلة.

(أن) المفسرة (١) :

تأتى (أن) مفسرة للمفعول السابق عليها فى وجود الشروط الآتية :

ـ أن تسبق بجملة فيها معنى القول دون حروفه.

ـ أن يتأخر عنها جملة.

ـ ألا تقترن بحرف جارّ.

من ذلك قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) [طه : ٣٨ ، ٣٩]. والتقدير : أى : اقذفيه ، وتلحظ أن الوحى فيه معنى القول ، وقد ذكر (أن) وبعدها جملة ، وسبقت بجملة ، ولم تقرن بحرف جر. وقد فسرت المفعول به (ما).

وقد تكون مفسرة لمفعول مقدر ، كما فى قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) [المؤمنون : ٢٧].

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ) [الأعراف : ١١٧].

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) [القصص : ٧].

ويجوز فى المواضع السابقة أن تكون (أن) مصدرية ، ويكون المصدر المؤول فى محل نصب ، مفعولا به للوحى.

(أن) الزائدة :

هى التى خروجها من الكلام كدخولها فيه ، وتفصل بين متلازمين ، كأن تفصل بين :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٥٢ ، ١٦٢ ، ١٦٣ / المقتضب ١ ـ ٤٩ / ٢ ـ ٣٦١.

٤٥

ـ (لمّا) والفعل ، مثل قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) [يوسف : ٩٦] ، أى : فلما جاء البشير.

(فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما) [القصص : ١٩].

(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ) [العنكبوت : ٣٣].

ـ (الكاف) ومجرورها ، ومنه قول الشاعر :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (١)

والتقدير : كظبية.

ـ فعل القسم قبل (لو) ، كما هو فى قول الشاعر :

فأقسم أن لو التقينا وأنتم

لكان لكم يوم من الشمس مظلم (٢)

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٣٤ / المقتضب ٣ ـ ١٢٨ / المقرب ١ ـ ١١ / شرح القطر رقم ٥٩ ص ٢١٨ / شذور الذهب رقم ١٤٠ ص ٢٨٤ / أوضح المسالك ٣ ـ ١٦٧.

(يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالموافاة. (توافينا) توافى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بوجه) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وجه : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالموافاة. (مقسم) نعت لوجه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى ، لا محل له من الإعرب. (ظبية) فيها روايات الجر والرفع والنصب : جر ظبية على أن الكاف فى كأن حرف جر. وأن زائدة ، وظبية مجرورة بالكاف. و (تعطو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل جر نعت لظبية. وشبه جملة كظبية فى محل نصب حال من فاعل توافى. أو متعلقة بحال محذوفة.

أما رفع ظبية على أنها خبر كأن. أما اسم ظبية فمحذوف ، والتقدير : كأنها ظبية. وجملة تعطو فى محل رفع ، نعت لظبية. ونصب ظبية على أنها اسم كأن. وجملة تعطو فى محل نصب نعت لظبية ، وخبر كأن محذوف. والتقدير : كأن ظبية تعطو فى مكان هذه المرأة. (إلى وارق السلم) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وارق : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف. و (السلم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بتعطو.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٠٧ / شرح ابن يعيش ٩ ـ ٩٤ / شرح شواهد المغنى ٤٠.

٤٦

والأصل : فأقسم لو التقينا.

(أن) المخففة من الثقيلة :

ذكرت فى موضعها من الأحرف الناسخة.

(لن):

حرف نصب للفعل المضارع ، وينفى وقوعه فى المستقبل ، سواء أكان قريبا أم استمراريا ، يفهم ذلك من خلال قول سيبويه : «وإذا قيل : سوف يفعل فإن نفيه لن يفعل» (١) ومثال ذلك :

الجملة

 المضارع المنصوب

 علامة النصب

لن أهمل أداء الواجب

 أهمل

 الفتحة الظاهرة

لن أرجو غير الله

 أرجو

 الفتحة الظاهرة

لن أقتدى بغير المؤمن

 أقتدى

 الفتحة الظاهرة

لن أخشى فى الحق لومة لائم

 أخشى

 الفتحة المقدرة

لن يرضيا إلا بقول الحق

 يرضيا

 حذف النون

لن يسمعوا إلا ما يرضيهم

 يسمعوا

حذف النون

لن تحترمى إلا لأخلاقك

 تحترمى

 حذف النون

__________________

(أقسم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أن) حرف زائد مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لو) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. (التقينا) التقى : فعل الشرط ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية جملة شرط لو ، لا محل لها من الإعراب. (وأنتم) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع بالعطف على فاعل التقى. وكان على الشاعر أن يفصل بينهما بضمير الرفع فيكون : التقينا نحن وأنتم. (لكان) اللام : واقعة فى جواب القسم حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (لكم) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان مقدم. (يوم) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. ويجوز أن تجعل (كان) فعلا تاما. فاعله (يوم). وشبه جملة (لكم) متعلقة بالكينونة. (من الشر) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الشر : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت ليوم. أو متعلقة بنعت محذوف. (مظلم) نعت ثان ليوم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) الكتاب ٣ ـ ١١٧ / وينظر : المفصل ٣٠٧ / التسهيل ٢٢٩.

٤٧

أصل (لن) البنيوى : اختلف النحاة فى أصلها البنيوى (١) ، حيث :

ـ يرى الخليل أنها مركبة من (لا أن) ، ولكنها خففت بالحذف ، أى : حذف الألف والهمزة.

ـ أما الفراء فيرى أن نونها مبدلة من ألف (لا).

ـ لكنها عند سيبويه حرف برأسه.

وميلنا إلى التبسيط اللغوى يجعلنا نختار الرأى الأخير.

وأمثلة (لن) :

ـ (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٢) [آل عمران : ٩٢].

ـ (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)(٣) [النساء : ١٢٩].

ـ (وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها) [المائدة : ٢٢].

ـ (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي) [يوسف : ٨٠].

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٥ / المقتضب ٢ ـ ٦ ، ٨ / التسهيل ٢٢٩ / الجنى الدانى ٢٧٠.

(٢) (لن) حرف نفى ونصب واستقبال مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تنالوا) فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (البر) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب متعلق بالإنفاق. (تنفقوا) فعل مضارع منصوب بعد حتى ، أو بأن المضمرة بعد حتى ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (مما) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بالإنفاق. (تحبون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وفى الجملة ضمير محذوف فى محل نصب ، مفعول به ، وهو العائد. والتقدير : تحبونه. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٣) (أن تعدلوا) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. تعدلوا : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به للاستطاعة. (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالعدل. وهو مضاف و (النساء) مضاف إليه. جملة جواب (لو) محذوفة دل عليها ما سبق.

٤٨

ـ (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ) [المزمل : ٢٠]

ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) أن لن (نَجْمَعَ عِظامَهُ)(١) [القيامة : ٣].

ـ (وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً)(٢) [المائدة : ٤٢].

إذن :

حرف للجواب والجزاء ، تأتى فى اللغة بين الإعمال والإهمال ، ولكى تنصب الفعل المضارع يجب (٣) :

ـ أن تكون فى صدر الكلام جوابا عن سابق.

ـ ألا يعتمد ما بعدها على ما قبلها ، كأن يكون معتمدا فى إعرابه عليه.

ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل المضارع.

ـ أن يكون زمن المضارع فى المستقبل.

__________________

(١) (أيحسب) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. يحسب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (الإنسان) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن) حرف توكيد ونصب مصدرى ، مبنى على السكون مخفف من الثّقيلة ، لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن محذوف. (لن) حرف نفى ونصب واستقبال مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (نجمع) فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر ، تقديره : نحن. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول سد مسدّ مفعولى يحسب. (عظامه) عظام : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) (إن) حرف شرط مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تعرض) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (عنهم) عن : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل جر بعن. وشبه الجملة متعلقة بالإعراض. (فلن) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط رابط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. لن : حرف نفى ونصب واستقبال مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يضروك) فعل مضارع منصوب بعد لن ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل جزم جواب الشرط. (شيئا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يكون التقدير : شيئا من الضرر فيكون منصوبا على المصدرية ، أى : نائبا عن المفعول المطلق ، حيث وضع العام موضع الخاص.

(٣) ينظر : الكتاب ٤ ـ ٢٣٤ / ٣ ـ ١٢ / المقتضب ٢ ـ ١٠ / الجنى الدانى ٣٦١.

٤٩

نحو قولك : هل تأتينى «إذن أكرمك ، وتكون (إذن) حرف جواب وجزاء مبنيا ، لا محل له من الإعراب. (أكرم) فعل مضارع منصوب بعد (إذن) ، وعلامة نصبه الفتحة.

ويقول القائل : أنا أكافئك ، فيردّ عليه : إذن أشكرك. تكون (إذن) فى صدر الكلام جوابا عن الإخبار السابق ، لا يعتمد ما بعدها على ما قبلها متصلة بالفعل ، وزمنه للمستقبل ، حيث زمن الشكر بعد زمن الحديث أو بعد زمن المكافأة. فيكون (أشكر) فعلا مضارعا منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتعمل (إذن) النصب فى المضارع إذا كان الفاصل بينهما جملة اعتراضية ، دخولها فى الكلام كخروجها منه ، أى : لا تكون أساسا فى الأداء الدلالى لجملة (إذن) ، كأن يكون الفاصل الاعتراضىّ واحدا من :

ـ القسم ، كما هو فى قول الشاعر :

إذن ـ والله ـ نرميهم بحرب

تشيب الطفل من قبل المشيب (١)

حيث حيث (نرمى) فعل مضارع منصوب بعد (إذن) ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد فصل بينهما بالجملة القسمية (والله).

ـ الدعاء ، كقولك : إذن ـ حياك الله ـ أجيب دعوتك ، وذلك إجابة لمن قال لك : سأدعوك.

__________________

(١) شرح الشذور ٢٩١ / قطر الندى رقم ١٣ المسالك رقم ٤٩٧ ، ٣ ـ ١٧١.

(إذن) حرف جواب وجزاء مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (والله) الواو : حرف قسم مبنى لا محل له من الإعراب. ولفظ الجلالة مقسم به مجرور بعد الواو ، وعلامة جره الكسرة.

(نرميهم) نرمى : فعل مضارع منصوب بعد إذن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بحرب) الباء حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. حرب : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالرمى.

(تشيب) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لحرب. (الطفل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من قبل) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. قبل : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالشيب. وقبل مضاف و (المشيب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٥٠

ـ النداء ، كقولك : إذن ـ أيها الطالب ـ تعرف واجباتك. ردّا على من قلت له : هل حصلت على حقوقك؟

إهمالها :

تهمل (إذن) إذا وقعت حشوا ، كأن تكون فى جواب القسم ، نحو قول الشاعر :

لئن عاد لى عبد العزيز بمثلها

وأمكننى منها إذن لا أقيلها (١)

وفيه جملة (إذن لا أقيلها) جواب القسم ، وقد تصدرت بحرف الجواب (إذن) فأهمل ، ورفع الفعل المضارع (أقيل).

ـ فى جواب الشرط ، كقولك : إن تأتنى إذن ألقاك أهلا وسهلا. جملة جواب الشرط (إذن ألقاك) صدّرت بحرف الجواب والجزاء (إذن) فأهمل ، ورفع المضارع (ألقى).

ووجه احتساب (إذن) حشوا فى جواب القسم وجواب الشرط ؛ لأنها فيهما لا تعطى جديدا فى المعنى ، حيث إنها جواب وجزاء ، وهما جواب وجزاء.

__________________

(١) ينظر : شرح الشذور رقم ١٤٤ / أوضح المسالك رقم ٤٩٥ ، ٣ ـ ١٦٩ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٣٠.

(لئن) اللام : موطئة للقسم حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (عاد) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (لى) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بالعود. (عبد العزيز) عبد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (العزيز) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بمثلها) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. مثل : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

وشبه الجملة متعلقة بالعود. (وأمكننى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أمكن : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والنون : حرف وقاية مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة معطوفة على جملة الشرط.

(منها) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بالإمكان. (إذن) حرف جواب وجزاء مبنى ، لا محل له من الإعراب مهمل. (لا أقيلها) لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. أقيل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية جواب القسم المقدر فى أول البيت ، لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جملة جواب القسم.

٥١

ـ كما تهمل (إذن) إن فصلت بين متلازمين (١) ، أى : إذا اعتمد ما بعدها على ما قبلها ، كأن تفصل بين المبتدإ والخبر فى قولك : أنا ـ إذن ـ آتيك. حيث (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (آتيك) ، فصل بينهما بالحرف (إذن) فأهمل ، ورفع المضارع بعده. أما قول الراجز :

إنى إذن أهلك أو أطيرا (٢)

فضرورة ، حيث نصب المضارع (أهلك) بعد (إذن) ، وهو حرف حشو ، حيث فصل بين المتلازمين : اسم إن (ضمير المتكلم) وخبرها (الجملة الفعلية أهلك).

ومن النحاة من يخرج هذا الموضع على أن خبر (إن) محذوف ، والتقدير : إنى لا أستطيع ذلك ، فتكون (إذن) فى صدر جملة استئنافية.

ـ وتهمل إذا فصل بينها وبين المضارع بغير ما سبق من الجمل الاعتراضية. كأن تقول : : إذن محمد وعلى يتصافحان ، وقد فصل بين الحرف (إذن) والمضارع (يتصافحان) بالمبتدإ (محمد) والمعطوف عليه (على) ، وتلحظ أن الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ الفاصل.

ثانيا : حرف ينصب بنفسه مرة وأخرى بأن مضمرة وجوبا :

كى :

حرف يفيد التعليل ، كما قد يكون مصدريا ، وأنبّه فى دراسة (كى) إلى ثلاثة أمور :

أولها : ترتبط (كى) بلام التعليل وبأن المصدرية ؛ لأن التركيب الذى يوجد به (كى) يجب أن يجمع بين التعليل والمصدرية ، وقد تقع بعد لام التعليل أو قبلها ، أو قبل (أن) ، أو تخلو منهما.

ثانيها : ما ينصب الفعل المضارع فى التركيب الذى يوجد به (كى) هو ما يسبقه مباشرة من (كى) ، أو (أن) الظاهرة أو المقدرة.

__________________

(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٢٦١.

(٢) ينظر : ضياء السالك ٣ ـ ١٧٠.

٥٢

ثالثها : لا يدخل حرف الجرّ على مثله ، والذى يسبق يكون حرف جر ، وما بعده هو الناصب للمضارع ، و (كى) واللام يكون أحدهما حرف جر ، ولا تكون اللام مصدرية ، لكن (كى) قد تكون تعليلية جارة ، وقد تكون مصدرية.

رابعها : لابد من إفادة تركيب (كى) معنى التعليل ، سواء أكان باستخدام لام التعليل ظاهرة أو مقدرة ، أم كان بواسطة (كى) ذاتها.

لذلك يمكن القول أن (كى) تأتى فى معنيين نحويين ودلاليين (١) :

أولهما : (كى) المصدرية :

تتعين مصدرية (كى) إذا سبقت بلام التعليل ، فتكون (كى) حينئذ فى تقدير (أن) ؛ لأن اللام تكون حرف جر ، والجارّ لا يدخل على مثيله ، و (كى) المصدرية تنصب المضارع بذاتها ، ومثالها : ذاكرت لكى أتفوق. حيث (اللام) حرف تعليل وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. و (كى) حرف مصدرى ينصب الفعل المضارع مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أتفوق) فعل مضارع منصوب بعد (كى) ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والمصدر المؤول فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بالمذاكرة.

ومنه قوله تعالى : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً)(٢) [النحل : ٧٠].

__________________

(١) ينظر : معانى الحروف ٩٩ / رصف المبانى ٢١٦ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٤٤.

(٢) (منكم) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر باللام.

وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. (يرد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (إلى أرذل) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب.

أرذل : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالرد. (العمر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لكى) اللام : حرف تعليل وجر مبنى لا محل له من الإعراب. كى : حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (لا يعلم) لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. يعلم : فعل مضارع منصوب بعد كى ، وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول (كى لا يعلم) فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بالرد : (بعد) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بعدم الرد. وهو مضاف و (علم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (شيئا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٥٣

(فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ) [آل عمران : ١٥٣]. (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ) [الحديد : ٢٣]. (كى) حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب ، (تأسوا) فعل مضارع منصوب بعد (كى) ، وعلامة نصبه حذف النون وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والمصدر المؤول من (كى) والفعل فى محل جر باللام التعليلية.

ملحوظة : إذا جعلت (كى) فى مثل هذا التركيب تعليلية فإنها تكون مؤكدة للام التعليل التى تسبقها ، ويكون الفعل المضارع منصوبا بـ (أن) المصدرية المقدرة.

والآخر : (كى) التعليلية :

إذا احتسبت (كى) تعليلية فإنها تكون حرف جرّ لمصدر مؤول يحتسب بعدها ، يتكون من (أن) المصدرية والفعل المضارع المنصوب الذى يليها.

وتتعين تعليلية (كى) إن تأخرت عنها اللام أو (أن) ، نحو قول عبد الله بن قيس الرقيات :

كى لتقضينى رقية ما

وعدتنى غير مختلس (١)

وفيه سبقت (كى) لام التعليل ، فتكون (كى) حرف جر للتعليل ، أما اللام فهى مؤكدة ل (كى) ، و (تقضى) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة.

__________________

(١) ينظر : أوضح المسالك ٣ ـ ١٦٢ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٣١.

(كى) حرف تعليل مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لتقضينى) اللام : حرف تعليل مؤكد للكاف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تقضى : فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها الضرورة الشعرية. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والمصدر المؤول من أن والفعل فى محل جر بـ (كى). (رقية) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. (وعدتنى) وعد : فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء : حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والنون : للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب.

وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وفى الجملة محذوف تقديره : به ؛ ليكون الضمير عائدا على الاسم الموصول ، ويجوز ألا تقدر حرف الجر فيكون التقدير : ما وعدتنيه. (غير) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة من ضمير المتكلم المفعول به الأول. وهو مضاف. و (مختلس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٥٤

أما قول جميل :

فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (١)

ففيه ذكرت (أن) المصدرية بعد (كى) ، ولم تذكر اللام قبلها ، فتحتسب (كى) تعليلية جارة ، وما بعدها يكون مصدرا مؤولا فى محل جرّ بها.

وإن تجردت (كى) من اللام و (أن) كقولك : (ذاكرت كى أنجح) فإن لك فيها أمرين :

ـ إما أن تجعل التقدير (لكى) ، فتقدر اللام محذوفة سابقة (كى) ، فتكون (كى) حرفا مصدريّا ناصبا للمضارع.

ـ وإما أن تجعل التقدير : (كى أن أنجح) ، فتكون (كى) حرف جر للتعليل بمنزلة اللام ، ويكون المضارع منصوبا بـ (أن) المضمرة بعدها ، والمصدر المؤول يكون فى محل جر بـ (كى) ، ومن ذلك قوله تعالى : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) [الحشر : ٧].

(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها)(٢) [القصص : ١٣].

__________________

(١) ديوانه ١٢٥ / الجنى الدانى ٢٦٢ / أوضح المسالك ٣ ـ ١٦٣ / الهمع ٢ ـ ٥.

(قالت) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والتاء للتأنيث حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أكل) الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. كل : مفعول به ثان مقدم لاسم الفاعل مانح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف و (الناس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أصبحت) أصبح : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، والتاء للمخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم أصبح. (مانحا) خبر أصبح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لسانك) مفعول به أول لاسم الفاعل مانح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر بالإضافة. (كى ما) كى : حرف تعليل وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تغر) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والمصدر المؤول من أن والفعل فى محل جر بـ (كى) ، وشبه الجملة من كى والمصدر متعلقة باسم الفاعل مانح. (وتخدعا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تخدع : فعل مضارع منصوب بالعطف على تغر ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والألف للإطلاق حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(٢) (رددناه) رد : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير

٥٥

أما قول الشاعر :

أردت لكى ما أن تطير بقربتى

فتتركها شنّا ببيداء بلقع (١)

ففيه وقعت (كى) بين اللام و (أن) ، فإن جعلت (كى) تعليلية فهى مؤكدة للام قبلها ، وتكون (أن) ناصبة ، وإن جعلتها مصدرية فهى مؤكدة ل (أن) بعدها ، أو العكس ، والمختار الأول.

__________________

الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إلى أمه) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

أم : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالرد. (كى) إما حرف مصدرى ونصب ، فيقدر قبله لام التعليل ، وإما حرف تعليل وجر ، فيقدر بعده أن المصدرية ، وفى الحالين حرف مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تقر) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والمصدر المؤول فى محل جر بـ (كى) أو باللام المقدرة ، وشبه الجملة متعلقة بالرد. (عينها) عين : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(١) ينظر : شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٩ / الجنى الدانى ٢٦٥ / ضياء السالك ٣ ـ ١٦٥ / الخزانة رقم ٦٥٣ ، ٨ ـ ٤٨٤.

الشن ـ جمع شنان كسهم وسهام : القربة الخلقة ، البلقع : الخالية من كل شىء.

(أردت) أراد : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لكى) اللام : حرف تعليل وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. كى : يجوز أن يكون حرفا مصدريا ونصبا مبنيا على السكون لا محل له من الإعراب. ويجوز أن يكون حرفا تعليليا مؤكدا للام. (ما) حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، إما مؤكد لكى إذا جعلت كى مصدرية ، وإما حرف مصدرى بمفرده إذا جعلت كى تعليلية مؤكدة للام. (تطير) فعل مضارع منصوب بعد كى أو أن. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والمصدر المؤول فى محل جر باللام ، وشبه الجملة من اللام والمصدر متعلقة بالإرادة. (بقربتى) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. قربة : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بتطير.

(فتتركها) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. تترك : فعل مضارع منصوب بالعطف على تطير ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (شنا) مفعول ثان لتترك منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن تكون حالا من ضمير الغائبة. (ببيداء) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. بيداء : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وشبه الجملة متعلقة بالترك. (بلقع) نعت لبيداء مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٥٦

ومثله قول أبى ثروان :

أردت لكى ما أن ترى لى عثرة

ومن ذا الذى يعطى الكمال فيكمل (١)

ويمكن إيجاز الصور التى تأتى عليها (كى) فى الجملة العربية على النحو الآتى :

كى+ اللام ـ كى تعليلية جارة.

كى+ أن ـ كى تعليلية جارة.

اللام+ كى ـ كى مصدرية ناصبة.

اللام+ كى+ أن ـ كى إما تعليلية وإما مصدرية.

كى ـ إما تعليلية وإما مصدرية.

ملحوظة : قد يذكر بعد (كى) (ما) فتكون ـ على الأرجح ـ حرفا زائدا لا محل له من الإعراب.

ثالثا : حروف ينصب المضارع بعدها بأن مضمرة وجوبا :

(اللام):

يجعل النحاة اللام التى ينصب المضارع بعدها أربعة أقسام ، الفرق بينها معنوىّ ، وهى : لام التعليل ، ولام العاقبة ، واللام الزائدة ، ولام الجحود ، ويجعلون الثلاثة الأولى تنصب المضارع بأن مضمرة بعدها جوازا ، والرابعة تضمر بعدها أن وجوبا ، وأرى أن تذكر اللام بأنواعها الأربعة فى موضع واحد كى تكتمل الفائدة من دراستها.

__________________

(١) (ترى) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (من ذا الذى) من : اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. ذا : اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ. الذى : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، بدل أو نعت لاسم الإشارة. (يعطى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وهو مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (الكمال) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فيكمل) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. يكمل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة معطوفة على سابقتها.

٥٧

لام التعليل :

تأتى فى تركيب يكون ما قبلها سببا لما بعدها ، نحو قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النحل : ٤٤] ، اللام للتعليل حيث ما قبلها ـ وهو إنزال الكتاب ـ سبب لما بعدها ، وهو التبيين ، وهو حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (تبين) فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، أو (أن) المضمرة وجوبا بعد لام التعليل.

ومن ذلك :

ـ (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)(١) [ص : ٢٩].

ـ (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(٢) [الذاريات : ٥٦].

__________________

(١) (كتاب) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والتقدير : هو كتاب. (أنزلناه) أنزل : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لكتاب. (إليك) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب (الكاف) مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بالإنزال. (مبارك) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو خبر لمبتدإ محذوف. والجمهور لا يرى أن يكون نعتا ، حيث لا يتقدم النعت غير الصريح الممثل فى الجملة الفعلية على النعت الصريح هذا.

(ليدبروا) اللام : حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بالإنزال. يدبروا : فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، أو بعد أن المضمرة ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (آياته) آيات : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (وليتذكر) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. اللام : حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب. يتذكر : فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، أو بعد أن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة ، (أولو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، و (الألباب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، ولام التعليل وما بعدها معطوف على سابقه.

(٢) (ليعبدون) اللام : حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بالخلق. يعبدون : فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، أو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وياء المتكلم المحذوفة الدال عليها الكسر ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به للعبادة.

٥٨

ـ (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ)(١) [البقرة : ١٨٨].

ـ (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) [الروم : ٣٩].

ـ (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)(٢) [القصص : ١٣].

ـ (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ)(٣) [القصص : ٢٠].

__________________

(١) (تأكلوا) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بالباطل) شبه جملة فى محل نصب ، حال ، أو : متعلقة بحال محذوفة. (تدلوا) فعل مضارع مجزوم بالعطف على تأكلوا ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لتأكلوا) اللام : للتعليل حرف مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بالإدلاء. تأكلوا :

فعل مضارع منصوب بعد لام التعليل ، أو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (فريقا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (من أموال) شبه جملة فى محل نصب ، صفة لفريق ، أو متعلقة بنعت محذوف. (بالإثم) شبه جملة فى محل نصب ، حال من فاعل تأكلوا ، أو متعلقة بالأكل.

(٢) (رددناه) رد : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إلى أمه) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أم : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالرد. (كى تقر عينها) كى : حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بالرد. تقر : فعل مضارع منصوب بعد كى ، أو بأن المضمرة بعدها ، وعلامة نصبه الفتحة. عينها : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ولا تحزن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. تحزن : فعل مضارع منصوب بالعطف على تقر ، وعلامة نصبه الفتحة وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. (ولتعلم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. اللام : حرف تعليل مبنى ، لا محل له من الإعراب. تعلم : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. (أن وعد الله حق) أن : حرف توكيد ونصب مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. وعد : اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. حق : خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل نصب ، مفعول به لتعلم.

(٣) الجملة الفعلية (يأتمرون) فى محل رفع ، خبر إن. شبه الجملة (بك) متعلقة بالائتمار.

٥٩

ـ (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) [غافر : ٥].

(إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً) [آل عمران : ١٧٨].

(وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا)(١) [البقرة : ٢٣١].

(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)(٢) [البقرة : ١٤٣].

ويجب أن تظهر (أن) بعد لام التعليل إذا فصل بينها وبين الفعل بـ (لا) نافية زائدة ، نحو قوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) [البقرة : ١٥٠] ، (يكون) فعل مضارع منصوب بعد (أن) ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ سبق (لام التعليل) (أن) ، والفصل بينها وبين الفعل بـ (لا) النافية.

أما الفصل بـ (لا) الزائدة وظهور (أن) فهو فى قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ)(٣) [الحديد : ٢٩] أى : ليعلم. (يعلم) فعل مضارع منصوب بعد (أن) ، وتلحظ (لا) بينهما ، وهى زائدة.

__________________

(١) (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تمسكوهن) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائبات مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (ضرارا) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، أى : لأجل الضرار ، أو مصدر واقع موقع الحال. (لتعتدوا) اللام حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بالتمسك. تعتدوا : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(٢) (كذلك) الكاف فى محل نصب ، نعت لمصدر محذوف ، والتقدير : جعلناكم جعلا مثل ذلك ، ويجوز أن تكون منصوبة على الحالية من المصدر المحذوف. ذلك : اسم إشارة مبنى فى محل جر بالكاف.

(جعلناكم) جعل : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل.

وضمير المخاطبين (كم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (أمة) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وسطا) نعت لأمة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لتكونوا) اللام حرف تعليل مبنى ، لا محل له من الإعراب. تكونوا : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم تكون. (شهداء) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (على الناس) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الناس : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة.

وشبه الجملة متعلقة بالشهادة.

(٣) (لئلا) اللام : حرف تعليل وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا

٦٠