النحو العربي - ج ٢

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٢

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٧١

وجوب تقديم المفعول به الثانى

يجب تقديم المفعول به الثانى على الأول فى المواضع الآتية (١) :

أ ـ عن طريق الحصر ، وهو أن يحصر ما هو فاعل فى المعنى ، حينئذ يتأخر المحصور وهو الفاعل فى المعنى ، فيتقدم المفعول به فى المعنى عليه ، وهو الثانى لتحقيق معنى الحصر ، نحو : ما منحت الجائزة إلا المتفوق ، (الجائزة) مفعول به ثان منصوب ، و (المتفوق) مفعول به أول منصوب ، ويجب تأخره لأنه المحصور.

أو أن يحصر ما هو مبتدأ فى الأصل ، فيجب تأخره ، وتقدم ما هو خبر لتحقيق معنى الحصر ، نحو قولك : ما ظننت مجتهدا إلا محمدا. (مجتهدا) مفعول به ثان مقدم منصوب ، (محمدا) مفعول به أول مؤخر منصوب.

ومنه : إنما حسبت مفتوحا الباب الأول. هل علمت كريما إلا محمودا؟

ب ـ أن يكون المفعول الأول ظاهرا ويكون الثانى ضميرا متصلا ، فيحتاج إلى ما يعتمد عليه نطقا ، وليكن الفعل ؛ حتى لا يكون مضافا فيلزم تقديمه على المفعول به الأول الذى له أصالة التقديم ، كقولك : الدرس أفهمته عليّا. الثوب كسوته الفقير ، الجنيهان أعطيتهما البائع. ضمير الغائب فى الأمثلة الثلاثة فى محل نصب ، مفعول به ثان ، وكلّ من : على والفقير والبائع مفعول به أول مؤخر.

ج ـ أن يشتمل المفعول به الأول على ضمير يعود على المفعول به الثانى ، فيلزم تأخير المفعول به الأول المشتمل على الضمير ؛ حتى لا يعود الضمير على اسم متأخر فى اللفظ والرتبة ، كقولك : منحت الكتاب موجده ، أعطيت القلم باريه ، سلّمت الدار مشتريها ، كلّ من : (الكتاب ، والقلم ، والدار) مفعول به ثان منصوب ، و (موجد ، بارى ، مشترى) مفعول به أول منصوب ، وقد أخر المفعول به الأول لتضمنه ضميرا يعود على المفعول به الثانى.

ومنه : ألبست الأمّ الثوب صاحبته ، أعطيت الأموال طالبها. لقد منحوا الجائزة مستحقّها.

__________________

(١) ينظر : شرح ابن عقيل ٢ ـ ١٥٣ / الجامع الصغير ٩٠ / شرح التصريح ١ ـ ٣١٤ / ضياء السالك ٢ ـ ٩٨.

٢٠١

قضية الحذف فى الجملة الفعلية

يحدث الحذف فى الجملة الفعلية إما فى العامل ، وهو الفعل ، وإما فى الفاعل ، وإما فى الجملة الفعلية بركنيها ، كما قد يكون الحذف فى المفعول به ، ويكون الحذف جائزا فى مواضع أو واجبا في مواضع ، أخرى ، وقد يكون ممتنعا فى تراكيب معينة ، ذلك على التفصيل الآتى.

حذف الفعل

يجوز أن يحذف الفعل إن دل عليه كلام سابق ، كأن يكون : اختصارا فى إجابة عن سؤال ما ، كقولك : محمد ، جوابا لمن سأل : من أجاب؟ ، فيكون التقدير : أجاب محمد ، ويكون (محمد) فاعلا لفعل محذوف دل عليه السؤال ، وقد يكون التقدير : محمد أجاب ، فيكون (محمد) خبرا لمبتدإ محذوف.

والوجه الأول أكثر ملاءمة لصحة الجملة.

ومنه قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [الزخرف : ٨٧]. أى : خلقهم الله ، ومنه قول أبى ذؤيب الهذلى :

ألا هل أتى أمّ الحويرث مرسل

نعم خالد إن لم تعقه العوائق (١)

__________________

(١) ينظر : أشعار الهذليين شرح السكرى ١ ـ ١٥٦ / ديوان الهذليين ١٥١ / المساعد ١ ـ ٣٩٥.

(ألا) حرف تحضيض مبنى ، لا محل له من الإعراب. (هل) حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (أم الحويرث) أم : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، والحويرث : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(مرسل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (نعم) حرف جوابى مبنى لا محل له من الإعراب. (خالد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو : مبتدأ خبره محذوف ، أو خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : أتى خالد ، أو : خالد أتى ، أو : هو خالد. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تعقه) تعق :فعل الشرط مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. وضمير الغائب مبنى في محل نصب ، مفعول به. (العوائق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق. والتقدير : إن لم تعقه العوائق أتى خالد أم الحويرث.

٢٠٢

والتقدير : أتاها خالد.

ـ مقدرا ، قد يكون الفعل مقدرا ، كما فى قول الشاعر :

ليبك يزيد ضارع لخصومة

ومختبط مما تطيح الطوائح (١)

حيث التقدير : يبكيه ضارع ، وذلك إجابة عن سؤال مقدر : من يبكيه؟

ـ إجابة عن منفى ، قد يحذف الفعل فى إجابة عن منفى ، كما هو فى قول الشاعر :

تجلّدت حتى قيل لم يعر قلبه

من الوجد شىء قلت بل أعظم الوجد (٢)

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٨ ، ٣٦٦ ، ٣٩٨ / المقتضب ٣ ـ ٢٧١ ، ٢٨٢ / شرح ابن الناظم ٢٢٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢٧٤ / الدرر ١ ـ ٤٩.

يبك : مبنى للمجهول ، ضارع : ذليل خاضع ، مختبط : مبتغى المعروف من غير وسيلة ، تطيح : تهلك ، الطوائح ـ جمع طائحة أو طائح : المهلك أو المهلكة.

(لبيك) اللام : لام الأمر حرف مبنى لا محل له من الإعراب. يبك : فعل مضارع مجزوم بعد لام الأمر ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة مبنى للمجهول. (يزيد) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(ضارع) فاعل لفعل محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والتقدير : يبكيه ضارع. (لخصومة) اللام :حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. خصومة : اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بضارع. (ومختبط) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. مختبط : معطوف على ضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مما) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بمختبط. (تطيح) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. الطوائح : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والعائد محذوف والتقدير : تطيحه. والجملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٢) المساعد ١ ـ ٣٩٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٧٤ / ضياء السالك رقم ٢٠٣ / العينى على الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٥٠.

(تجلدت) تجلد : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قيل) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح.

(لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يعر) فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (قلبه) قلب : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف. وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (من الوجد) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الوجد : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة في محل نصب ، حال من شىء. (شىء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية (لم يعر قلبه شىء) فى محل رفع ، نائب فاعل للقول. وقيل مع مقولها مع أن المصدرية المقدرة بعد حتى تكون مصدرا مؤولا فى

٢٠٣

والتقدير : بل عراه أعظم الوجد ، وهذا إجابة عن النفى السابق : لم يعر قلبه.

ـ محذوفا بعد أدوات الشرط ، على حدّ قول النحاة (١) : يقدر فعل محذوف فى حال ذكر الاسم بعد أداة الشرط ، ففى قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق : ١] يكون التقدير : إذا انشقت السماء انشقت.

كما يقدر ذلك بعد حرف الاستفهام (هل) ، فإذا قلت : هل محمد ذاكر؟ فإن التقدير يكون : هل ذاكر محمد ذاكر؟

كما يحذف الفعل جوازا مع كلّ المنصوبات إذا دلّ عليه دليل لفظى أو مقامى حالى ، حيث يقال لمن قدم من الحج : حجّا مبرورا ، أو : راشدا ، والتقدير : حججت ، أو : أديت ، وعدت أو رجعت.

ويقال لمن يجتهد وينتبه : أملا فى التفوق ، والتقدير : أجتهد وأنتبه أملا. إلى غير ذلك من المواقف السياقية.

ومنه قولك لمن سدد سهما : القرطاس ، أى : تصيب القرطاس ، أو : الهدف ، أى : تصيبه.

وقولك لمن يتصرف كالبخلاء : أكلّ هذا بخلا؟ أى : أتفعل كلّ هذا؟

وقول العرب : اللهم ضبعا وذئبا ، دعاء على غنم ، أى : اجمع فيها ضبعا وذئبا.

ومنه قوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً) [الطلاق : ١٠ ، ١١] ، أى : أرسل رسولا.

وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) [الحشر : ٩] ، أى : وأبرّوا الإيمان ، أو : اعتقدوا الإيمان.

__________________

محل جر بحتى. وشبه الجملة من حتى والمصدر المؤول متعلقة بتجلد. (قلت) قال : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل لفعل محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والتقدير : عراه أعظم. (الوجد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٨٢ / المقتصد ٢ ـ ١٠٤٩ / اللباب ٢ ـ ٤٧٧ / الجنى الدانى ٢٦٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٤٠.

٢٠٤

وقوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) [يونس : ٧١] ، أى : وادعوا شركاءكم ، أو جمّعوا ، أو اجمعوا (بهمزة الوصل) ، فيقال : (أجمع) فى المعانى ، و (جمع) فى الأعيان.

ومنه قول الشاعر :

علفتها تبنا وماء باردا

حتى شتت همّالة عيناها (١)

أى : وسقيتها ماء.

وقول الآخر :

يا ليت بعلك قد غدا

متقلّدا سيفا ورمحا (٢)

أى : ومتقلدا رمحا.

__________________

(١) شرح الشذور رقم ١١٥ ص ٢٤٠ / ضياء السالك رقم ٢٥٨ / الأشمونى رقم ٤٤١. (علفتها) علف :فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (تبنا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وماء) الواو :حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (ماء) مفعول به ثان لفعل محذوف ، والتقدير : وسقيتها ماء. ويجوز أن يكون معطوفا على تبن على أن الفعل علف تضمن معنى قدم. (باردا) نعت لماء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (شئت) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. والتاء : حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. (همالة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (عيناها) عينا : فاعل همالة مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إليه. والمصدر المؤول من أن المحذوفة بعد حتى وما بعدها فى محل جر بحتى ، وشبه الجملة متعلقة بعلف.

(٢) (يا ليت) يا : حرف تنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. أو حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف. ليت : حرف تمن مبنى لا محل له من الإعراب. (بعلك) بعل : اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (غدا) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (متقلدا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (سيفا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبها الفتحة. (ورمحا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (رمحا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة لفعل محذوف ، أو معطوف على سيف منصوب على أن يتضمن اسم الفاعل متقلدا معنى مستعملا.

٢٠٥

وقول الآخر :

إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا (١)

أى : وكحّلن العيون.

وجوب حذف الفعل

يذهب جمهور النحاة إلى أن بعض الأدوات تطلب الفعل ، أى : لا يذكر بعدها إلا فعل ، فإذا ورد بعدها اسم فإنهم يقدرون فعلا محذوفا ، وهم يعللون لذلك بأن هذه الأدوات يلزمها الفعل ، فلما ظهر الفعل بعد الفاعل التزموا حذف الفعل ، وجعلوا المذكور بعد الاسم مفسرا له ، وهذه الأدوات :

ـ أدوات الشرط ، لا يدخل منها في هذا الباب إلا (إن ، ولو ، وإذا) ، حيث ذكر الاسم بعد هذه الأدوات الثلاث دون غيرها.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) [التوبة : ٦] ، حيث يجعلون أحدا فاعلا مرفوعا لفعل محذوف يفسره المذكور ، والتقدير : وإن استجارك أحد ... فلا يجمع بين المحذوف والمفسر (٢).

__________________

(١) شرح الشذور رقم ١١٦ ص ٢٤٢ / ضياء السالك رقم ٢٥٩ / الأشمونى رقم ٤٤٢.

(إذا) اسم شرط غير جازم ظرف لما يستقبل من الزمان مبنى فى محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه. (ما) حرف زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الغانيات) فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (برزن) برز : فعل ماض مبنى على السكون. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية مفسرة ، لا محل لها من الإعراب. (يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق ببرز. (وزججن) الواو :حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. زجج : فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل والجملة فى محل جر بالعطف على جملة برزن. (الحواجب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والعيونا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

العيونا : مفعول به لفعل محذوف. أو معطوف على الحواجب على أن يتضمن الفعل زجج معنى جمل أو حسّن أو زيّن.

(٢) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ١٩٦ / مشكل إعراب القرآن ١ ـ ٣٢٤ / ويرجع إلى الكتاب ١ ـ ٢٦٣.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (امرأة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة لفعل محذوف يفسره المذكور ، وهو فعل الشرط. (خافت) فعل ماض مبنى على الفتح مفسر للمحذوف ، لا محل له من الإعراب. والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (من بعلها)

٢٠٦

ومنه قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما) [النساء : ١٢٨]. (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ) [النساء : ١٧٦].

ومنه قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق : ١] ، حيث يرون أن السماء فاعل لفعل محذوف تقديره : انشقت ، يفسره الفعل المذكور (١).

وفى القول : لو أنك جئتنى لأكرمتك ، تقديره : لو ثبت أنك جئتنى ، فيجعلون المصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل لفعل محذوف ، وهذا عند كثير من النحاة.

ولنا رأى فى هذه القضية يذكر فى دراسة التركيب الشرطى ـ إن شاء الله.

ـ أدوات التحضيض ، نحو : هلا محمد زارنى ، تقديره : هلا زارنى محمد زارنى ، فيكون محمد فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور.

ومنه أن تقول : ألا صديق يعيننى ، أما المدرس يشرح له الدرس.

ـ همزة الاستفهام ، نحو : أمحمد خرج؟ يذكرون أنه من الأحسن أن يقدر بعد همزة الاستفهام فعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : أخرج محمد خرج؟ فيكون محمد فاعلا لفعل محذوف. ويجوز أن يعرب محمد على أنه مبتدأ مرفوع.

__________________

من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. بعل : اسم مجرور بمن ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. وشبه الجملة متعلقة بخافت ، أو بنشوز. (نشوزا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إعراضا) معطوف على نشوز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فلا) الفاء : حرف واقع في جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (جناح) اسم لا النافية للجنس مبنى ، فى محل نصب. (عليهما) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين (هما) مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر محذوف. وجملة لا النافية مع معموليها فى محل جزم ، جواب الشرط.

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ١٠٦ / أمالى ابن الحاجب ٢ ـ ٤٢ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٥١١.

٢٠٧

ـ (ما) و (لا) النافيتان ، نحو : ما علىّ خرج ، ولا محمد جاء. من الأحسن ـ على رأى كثير من النحاة ـ أن يكون كلّ من (على ومحمد) فاعلا مرفوعا لفعل محذوف يفسره المذكور. ويجوز أن يعرب على الابتداء ، والجملة التى تليه تكون فى محلّ رفع ، خبر.

تنبيه :

يجوز أن يكون من هذا الباب الفعل الذى في معنى الأمر أو النهى أو الدعاء وقد تقدمه اسم ، فيجوز أن يكون هذا الاسم فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور ، نحو : سمير ليكتب ، علىّ لا يقم ، والتّقدير : ليكتب سمير ، لا يقم عليّ ، فيكون كلّ من (سمير وعلى) فاعلا لفعل محذوف يفسره المذكور. ويجوز أن يكون الاسم المرفوع مبتدأ عند من يجيز أن يكون الخبر طلبيا.

تنويه :

يجب أن ينوّه إلى أن هناك تراكيب أخرى ثابتة البنية يحذف فيها الفعل وجوبا ، تدرس فى الصفحات التالية ؛ لأن حذف الفعل فيها يكون مقرونا بحذف الفاعل ، وهذه التراكيب : الاختصاص ، والإغراء ، والتحذير ، والنداء ، والاشتغال ، وقطع النعت عن منعوته ، والأمثال ، والمصادر الواقعة بدلا من أفعالها ، مع تفاوت بين النحاة فى كون حذف بعضها وجوبا أم جوازا.

ملحوظتان :

أ ـ حذف الفاعل وحده :

يرى بعض النحاة ـ وعلى رأسهم الكسائى ـ أنه يجوز حذف الفاعل دون الفعل ، ولكن هذا غير جائز ؛ لأنه لا يجوز حذف أحد الركنين الأساسين دون وجود دليل عليه ، كما أن الفعل لا يجوز أن يكون بدون فاعل مذكور ، فالفاعل لا يحذف إلا مع الفعل ، وما يستدلون به مردود عليه على النحو الآتى :

ـ قوله تعالى : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا)(١) [غافر : ٣٥] ، فاعل (كبر) ضمير مستتر تقديره : (هو) يعود على سابق (من هو مسرف ، أو : جدال الذين آمنوا).

__________________

(١) (مقتا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٢٠٨

ـ قوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) [يوسف : ٣٥] ، فاعل (بدا) إمّا (بداء) وإما (السجن) ، وإما (الرأى أو القول) ، وليس محذوفا.

ـ قوله تعالى : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) [إبراهيم : ٤٥] فاعل (تبين) هو (العلم) ، والتقدير : تبين لكم العلم ..

ـ قول الشاعر :

فإن كان لا يرضيك حتى تردّنى

إلى قطرى لا إخالك راضيا (١)

فاعل (يرضى) ضمير يعود على اسم كان المقدر من واقع الحال ، والتقدير : فإن كان ما تشاهد منى لا يرضيك.

وهذا كلّه من قبيل إضمار الفاعل لدليل مقامى أو حالى.

ـ ما ذكرناه فى بدء الجملة الفعلية من ذكر (ما) بعد الفعل ، فى مثل : قلّما ، كثر ما ، طالما ، وما أولناه من تقدير فاعل من خلال التركيب بوجه ، أو بآخر.

ب ـ جواز تقدير الفاعل من لفظ فعله :

يجوز ألا يلفظ بالفاعل ؛ لأن لفظه مقدر من فعله على صورة اسم الفاعل.

__________________

(١) ضياء السالك رقم ٢٠٢ / الأشمونى رقم ٣٥٤.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (كان) فعل الشرط ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على الحال. (لا يرضيك) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. يرضى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وضمير المخاطب (الكاف) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على اسم كان. والجملة الفعلية فى محل نصب خبر كان. (حتى) حرف غاية وجر مبنى لا محل له من الإعراب متعلق بيرضى. (تردنى) ترد : فعل مضارع منصوب بعد حتى أو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والمصدر المؤول فى محل جر بحتى. (إلى قطرى) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. قطرى : اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بترد. (لا إخالك) لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. إخال : فعل جواب الشرط مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وكاف المخاطب ضمير مبنى في محل نصب ، مفعول به أول. (راضيا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٢٠٩

من ذلك قوله تعالى فى قراءة هشام : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ)(١) [آل عمران : ١٦٩] بالياء فى (يحسب) ، فيكون تقدير الفاعل : حاسب ، ويكون الكلام : ولا يحسبن حاسب.

وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام : «ولا تناجشوا ، ولا يزيدنّ على بيع أخيه ، ولا يخطبنّ على خطبته» (٢) ، والتقدير : ولا يزيدن زائد ، ولا يخطبن خاطب ...

وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام : «لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» (٣). أى : ولا يشرب الخمر شارب ....

الاقتصار على المفعول به :

قد تحذف الجملة الفعلية بركنيها ـ فعلها وفاعلها ـ جوازا ، ويقتصر منها على المفعول به ، وذلك للاختصار والإيجاز ، من ذلك :

ـ إذا دل عليهما دليل سابق ، ومنه : قوله تعالى : (قالُوا خَيْراً) [النحل : ٣٠] ، أى : أنزل خيرا ، فيكون (خيرا) مفعولا به منصوبا لفعل محذوف ، وتلحظ حذف الفعل والفاعل معا ؛ لأنهما مذكوران فى قول سابق من قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ).

__________________

(١) يرجع إلى : السبعة لابن مجاهد ٢١٩ / الحجة في القراءات السبع ١١٦ / الإقناع فى القراءات السبع ٢ ـ ٦٢٤ / إتحاف الفضلاء ١٨٢ / النشر ٢ ـ ٢٤٤.

(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تحسبن) تحسب : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم. والنون للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : (أنت). (الذين) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (قتلوا) قتل : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، نائب فاعل. (فى سبيل) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سبيل : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالقتل. (الله) لفظ الجلالة مضاف إلى سبيل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أمواتا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بل) حرف إضراب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أحياء) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والتقدير : بل هم أحياء.

(٢) يرجع إلى : صحيح البخارى (باب لا يبيع على بيع أخيه) ١ ـ ٩١ / سنن ابن ماجه (باب لا يبيع الرجل على بيع أخيه) ٢ ـ ١٠.

(٣) يرجع إلى : صحيح البخارى (باب : النهبى بغير إذن صاحبه) ٣ ـ ١٧٨ / سنن ابن ماجة (باب : حرمة دم المؤمن وماله) ٢ ـ ٣٤٩.

٢١٠

قوله تعالى : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [البقرة : ١٣٥] ، أى : اتّبعوا ملّة ، فيكون (ملة) مفعولا به منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد حذف الفعل والفاعل.

ولمن ذكر رؤيا قيل له : خيرا ، أى : ذكرت خيرا ، أو : رأيت.

ـ ويجوز حذف الفعل والفاعل معا إذا ناب عنهما حرف الجواب ، كقولك : نعم. إجابة عن السؤال ؛ هل فهمت؟ ، والتقدير : نعم فهمت.

فالجملة الفعلية مذكورة فى السؤال ؛ لذا جاز حذفها من الجواب ، ونعلم أن السؤال سابق على الجواب.

ولتلحظ حذف الفعل والفاعل معا فى الأمثلة الآتية لدليل عليهما (١) :

ـ مكة ، لمن تأهب للحج ، أى : تريد مكة.

ـ الهلال ، لمرتقب الهلال ، أى : أرى الهلال.

ـ زيدا ، لمن قال : سأطعم ، أى أطعم.

ـ بلى زيدا ، لمن سأل : هل لا رأيت أحدا؟ أى : رأيت.

ـ بلى زيدا ، لمن قال : ما ضربت أحدا. والتقدير : بلى ضربت زيدا.

ـ بلى من أساء. لمن قال : لا تضرب أحدا ، أى : بلى أضرب من أساء.

ـ لا ، بل خالدا ، لمن قال : ضرب زيد عمرا ، أى : ضرب خالدا.

ـ لا ، بل زيدا ، لمن قال : اضرب عمرا ، أى : لا بل أضرب زيدا.

ـ من أنت؟ محمودا؟ أى : تذكر محمودا ، وقد يرفع.

ذكرنا أنه يجب حذف الفعل والفاعل معا فى كلّ من :

أ ـ الاسم المشتغل عنه بضميره ، نحو : الصديق أكرمه ، حال نصب (الصديق) يقدر فعل محذوف من الفعل المذكور ـ على رأى جمهور النحاة ـ فيكون (الصديق) المنصوب مفعولا به لفعل محذوف تقديره : (أكرم) ؛ ذلك لأن الفعل المذكور قد

__________________

(١) المساعد شرح التسهيل ١ ـ ٤٤٢.

٢١١

شغل عنه بضميره المذكور. وتلحظ أن الفعل والفاعل محذوفان معا. ويجوز فى (الصديق) الرفع على الابتداء.

ومنه قولك : الكتاب قرأته ، بنصب (الكتاب) على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور. وتلحظ أن الفعل والفاعل محذوفان معا.

ومنه قولك : الدرس ذاكره ، محمدا قابلته ، القصة قرأتها. الفكرة نشرحها.

ب ـ النداء ، نحو : يا طالب العلم احرص على الشغف به. (طالب) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة لفعل محذوف ، تقديره : (أدعو) ، ناب منابه حرف النداء.

وتقول : يا محمد احترم غيرك. (محمد) منادى مبنى على الضم فى محلّ نصب لفعل محذوف ، تقديره : (أدعو).

وتقول : يا بائع اللّبن اخش الله ، (بائع) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة لفعل محذوف ، ناب منابه حرف النداء.

ج ـ الاختصاص : نحو قولك : نحن ـ المسلمين ـ نؤمن بالله وحده ربا ، وبمحمد رسولا ، (المسلمين) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، لفعل محذوف تقديره : (أخص).

ومنه قولك : كنا ـ المصريين ـ لنا تاريخ عريق ، أنا ـ الطالب ـ يجب ألا أقضى وقتى إلا فى تحصيل العلوم والمعرفة. نحن ـ المواطنين ـ نلتزم بحقوق الوطن والمجتمع.

كلّ من (المصريين ، الطالب ، المواطنين) مفعول به لفعل محذوف تقديره (أخص) ، أو منصوب على الاختصاص.

وتقول : نحن ـ الطلبة ـ نبنى أنفسنا على الالتزام ، (الطلبة) مفعول به لفعل محذوف تقديره : (أخص) ، تلحظ حذف كلّ من الفعل والفاعل.

٢١٢

د ـ الإغراء : على أن يعطف أو يكرر ، نحو : الصبر الصبر ، والتقدير الزم الصبر الصبر ، (الصبر) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، لفعل محذوف تقديره (الزم) ، و (الصبر) الثانية توكيد للأولى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتقول : الصدق والإخلاص ، التقدير : الزم الصدق والزم الإخلاص ، (الصدق) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، لفعل محذوف تقديره (الزم) ، (الإخلاص) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، لفعل محذوف تقديره (الزم) ، والجملة معطوفة على سابقتها.

وتقول : حقوق الجار ، حقوق الجار ، (حقوق) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، لفعل محذوف تقديره : الزم ، تلحظ حذف كلّ من الفعل والفاعل.

ومنه قولك : العمل والإتقان ، الالتزام الالتزام ، الإنصات والاستيعاب.

ه ـ التحذير : على أن يعطف أو يكرر ، أى : فيما لا يجب فيه ذكر الفعل ، نحو : الخمول الخمول ، التقدير : احذر الخمول الخمول ، (الخمول) مفعول به لفعل محذوف تقديره (احذر) ، والثانية توكيد للأولى منصوب. وتقول : إياك ، والكذب ، والتقدير : احذر نفسك ، واحذر الكذب ، (إياك) مفعول به لفعل محذوف تقديره (احذر) ، الكذب مفعول به لفعل محذوف تقديره (احذر) ، والجملة الثانية معطوفة على الأولى.

وتقول : الثعبان الثعبان ، (الثعبان) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، لفعل محذوف تقديره : احذر ، تلحظ حذف الفعل والفاعل معا.

ومنه : ملابسك والنار ، الإهمال الإهمال ، الأسد الأسد ، إياك والنفاق.

و ـ النعوت المقطوعة إلى النصب : إذا علم المنعوت بدون النعت جاز فى النعت أن يقطع عن المنعوت ؛ ليمثل جملة اسمية فيرفع ، أو جملة فعلية فينصب ، نحو قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة : ٢ ، ٣]. كلّ من (رب ، الرحمن ، الرحيم) نعت للفظ الجلالة (الله) مجرور ، وعلامة جره الكسرة ؛ ولأن المنعوت معلوم بدون النعت فإنه يجوز أن يقطع عنه ، ويكون

٢١٣

التقدير : أعنى ربّ ، أو أعظم رب ، وكذلك : أعظم الرحمن ، أعظم الرحيم ، فيكون كلّ من (رب والرحمن والرحيم) منصوبا على أنه مفعول به لفعل محذوف ، كما يجوز التقدير : هو ربّ ، هو الرحمن ، هو الرحيم ، فيكون كلّ منها مرفوعا على الخبرية لمبتدإ محذوف.

ومنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وتقول : أحترم محمدا التاجر ، (بنصب التاجر) ، أى : أعنى التاجر ، على سبيل معلومية (محمد) بدون الصفة (التاجر) ، فيكون (التاجر) مفعولا به منصوبا لفعل محذوف ، وقد حذف الفعل مع فاعله.

ز ـ ما هو سماعىّ من الأمثال ، وسمع بالنصب ، وخرّج المنصوب على المفعولية ، إذ الأمثال وما جرى مجراها لا يتغير بناؤها أو نطقها لتداولها وشهرتها بين الناس على ما توورثت عليه ، ولا يفهم معناها فى التمثيل به إلا على ذلك ، ومنها (١) :

ـ كليهما وتمرا ، أى أعطنى كليهما وزدنى تمرا ، فيكون كلّ من (كليهما وتمرا) مفعولا به منصوبا محذوف الفعل والفاعل ، وقد يرفعان.

ـ كلّ شىء ولا شتيمة حر ، أى : إيت كل ... ولا ترتكب شتيمة ... وقد يرفعان.

ـ امرأ ونفسه ، أى : دع امرأ.

ـ الكلاب على البقر ، أى : أرسل الكلاب.

ـ أحشفا وسوء كيلة ، أى : أتبيع حشفا ..

ـ هذا ولا زعماتك. أى : ولا أتوهم زعماتك.

ـ إن تأتنى فأهل الليل وأهل النهار ، أى : فتجد أهل ...

ـ مرحبا وأهلا وسهلا ، أى : أصبت مرحبا ، وأتيت أهلا ، وطبت سهلا.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ١٦٨ / المقتضب ٢ ـ ٣١٥ ، ٣٢٢ / ٣ ـ ٢١٦ ، ٢٨١ ، ٢٨٣ / التسهيل ٨٥ / الجامع الصغير ٩٢ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٥٤ / شرح التصريح ١ ـ ٣١٤ / همع الهوامع ١ ـ ٣١٤.

٢١٤

ـ عذيرك ، أى : أحضر ...

ـ ديار الأحباب ، أى : أذكر ديار ...

ـ الطريق يافتى ، أى : خلّ الطريق ...

ـ القرطاس ، أى : أصبت ..

وما قد يوجد متناثرا فى كتب الأمثال.

ح ـ المصادر فى أحوال ما : وذلك إذا وقعت بدلا من فعلها فى مواضع تذكر فى المفعول المطلق ، ومنه : ويح ، انتباها لا انصرافا عنا ، حمدا وشكرا ، له صوت صوت بلبل. أما علما فهو عالم. حيث يقدر فعل محذوف من كلّ مصدر أو من معناه. كما يقدر معه فاعله.

حذف المفعول به :

جواز الحذف :

الأصل فى المفعول به أن يذكر لأنه متلقى الحدث ، وهو جهة وقوعه عليه ، لكنه قد يحذف جوازا لغرض لفظى أو غرض معنوى ، أو لدلالة عليه (١) ، أو للتضمين أو فى باب التنازع ، ذلك على التفصيل الآتى :

أ ـ الغرض اللفظى ، يحقق الغرض اللفظى من حذف المفعول به : تناسب الفواصل ، كما فى قوله تعالى : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) [الضحى : ١ ، ٢ ، ٣]. أى : وما قلاك.

الإيجاز : كما فى قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) [البقرة : ٢٤] ، أى : تفعلوه ، وقوله : (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام : ٢٢] ، حيث حذف المفعولان للفعل (تزعم) ، والتقدير : تزعمونهم شركاء.

__________________

(١) ينظر : التسهيل ٨٥ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٦٢ / الجامع الصغير ٩١ / شرح التصريح ١ ـ ٣١٤ / الهمع ١ ـ ١٦٧.

٢١٥

ومنه قول الكميت فى مدح آل البيت :

بأىّ كتاب أم بأيّة سنّة

رى حبّهم عارا علىّ وتحسب (١)

التقدير : وتحسب حبّهم عارا علىّ.

ب ـ الغرض المعنوى : يحقق الغرض المعنوىّ من حذف المفعول واحد من المعانى الآتية :

ـ الاحتقار : كما هو فى قوله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) [المجادلة : ٢١] ، أى : لأغلبنّ الكفار ، فحذف المفعول به للتهوين من شأنهم.

ـ الاستهجان ، كما هو فى قول عائشة : «ما رأى منى ولا رأيت منه» أى : العورة.

ـ الإيذان بالتعميم ، نحو القول : إذا ظهر الفساد هبّ المصلحون فزجروا عنه ، أى : فزجروا الناس عموما.

ومنه قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) [البقرة : ١٨٧] ، (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) [الأحقاف : ١٥]. (وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) [آل عمران : ١٥٦].

ومنه أن تقول : هو يعطى ويمنع ، ويحيى ويميت ، هو يسمع ويبصر ...

ـ التهويل ، كأن يقال : فقد قال الناس فيهم ، وفى الاستعاذة منهم ، أى : قالوا قولا كثيرا.

__________________

(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ١٣٢ / ضياء السالك رقم ١٩١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٥٩.

(بأى) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أى : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة.

وشبه الجملة متعلقة بترى. (كتاب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أم) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بأية) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أية : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة معطوفة على سابقتها. (سنة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ترى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت. (حبهم) حب : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين (هم) مضاف إليه مبنى مجرور محلا. (عارا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وتحسب) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تحسب : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. ومفعولاه محذوفان دل عليهما ما سبق.

٢١٦

ج ـ الدلالة عليه ، يجوز أن يحذف المفعول به للدلالة عليه ، سواء أكانت دلالة معنوية ، أم دلالة حالية يدلّ عليها مقتضى الحال أو السياق ، من ذلك قوله تعالى : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ) [البقرة : ١٩٦]. أى : فمن لم يجد الهدى ، أو : ما يشترى به الهدى ، وقد ذكر فى قوله تعالى السابق لهذا : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).

ومثله قوله تعالى : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) [المجادلة : ٤] ، أى : فمن لم يجد رقبة ، وهو مذكور فى الآية السابقة.

(فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً)(١) [المجادلة : ٤] ، أى : فمن لم يستطع الصيام : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها) [الأعراف : ١٧٦].

وفى القول : ليس ذلك لمن مدحت ، ولا هذه صفة من وصفت ، أى : مدحته ، ووصفته.

(إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)(٢) [المائدة : ٤١].

__________________

(١) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يستطع) فعل الشرط مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (فإطعام) الفاء : واقعة في جواب الشرط حرف مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إطعام) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف ، والتقدير : فإطعام ستين .. عليه ، أو : خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : فعقوبته إطعام ، أو : فالواجب عليه إطعام ، ويجوز أن يكون فاعلا لفعل محذوف ، والتقدير : فيلزمه إطعام ، أو ، فيجب عليه إطعام .. ، وفى كل الأوجه تكون الجملة فى محل جزم جواب الشرط. (ستين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. (مسكينا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (أوتيتم) أوتى : فعل الشرط ماض مبنى للمجهول مبنى على السكون المقدر. وضمير المخاطبين (تم) مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. (فخذوه) الفاء : حرف مؤكد رابط الشرط بجوابه مبنى ، لا محل له من الإعراب. خذوا : فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جزم جواب الشرط. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (وإن) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف شرط جازم مبنى لا محل له من الإعراب. (لم تؤتوه) لم : حرف نفى وجزم

٢١٧

ويكثر حذف مفعول الإرادة والمشيئة ، ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) [النحل : ٩] ، أى : لو شاء هدايتكم ، وقوله تعالى : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) [الرعد : ٢٦] ، أى : لمن يشاء بسطه له. (وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) [البقرة : ٢٥٣] ، أى : ما يريد فعله. (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ) [المائدة : ١] أى : ما يريد الحكم به.

د ـ التنازع ، يحذف المفعول به فى باب التنازع إذا كان المتنازع فيه مفعولا به لأحد المتنازعين ، وقد جاز حذفه ، أو وجب ، كقولك : فهمت وفهمنى الصديق ، أى : فهمت الصديق وفهمنى.

ومنه : سألت وسألنى المناقش ، أفهمت وأفهمنى الزميل

ه ـ التضمين ، قد يحذف المفعول به لتضمن الفعل المتعدى معنى الفعل اللازم ، فلا يكون مفعول به ، من ذلك قوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) [النور : ٦٣] .. أى : يخرجون عن ...

امتناع حذف المفعول به

يمتنع حذف المفعول به إذا كان هو المقصود من المعنى ، أو كان الممثل الوحيد للجملة الفعلية ، ويكون ذلك فى المواضع الآتية :

أ ـ المفعول المسئول عنه ، نحو : جنيها واحدا. جوابا للسؤال : كم جنيها أنفقت؟.

فيكون (جنيها) مفعولا به منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجب ذكره لأنه المسئول عنه ، وهو سبب السؤال.

ومنه قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا) [النحل : ٣٠] (خيرا) مفعول به منصوب.

__________________

وقلب للمضارع مبنى ، لا محل له من الإعراب. تؤتوا : فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف النون مبنى للمجهول. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. وهو المفعول به الأول. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. (فاحذروا) الفاء : حرف مؤكد رابط الشرط بجوابه مبنى ، لا محل له من الإعراب. احذروا : فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جزم جواب الشرط.

٢١٨

ب ـ المفعول به المحصور ، نحو : ما فهم محمد إلا قضية واحدة. (قضية) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجب ذكره ؛ لأنه المحصور ، فهو المقصود معنويّا.

ومنه : إنما أكرم المسئولون المجدّ. ما عاقب المدير إلا المهملين.

ج ـ المفعول المتعجب منه ، نحو : ما ألذّ دراسة النحو! (دراسة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وما دام هو المتعجب منه فإنه يجب ذكره.

ومنه : ما أحلى أن يصدق المرء ، وما أفحش الكذّاب.

د ـ المفعولان اللذان تحتاجهما الجملة الفعلية ، ويكون ذلك مع الأفعال التى تنصب مفعولين ؛ ذلك لأنهما هما المقصودان من إنشاء الجملة ، من ذلك قولك : منحت الصديق الوفاء ، رأيت التفكر شيمة العقلاء.

ه ـ المفعول به المتنازع فيه : لا يحذف الاسم المتنازع فيه ، ويجب أن يذكر ؛ لأنه ينبئ عن الاسم المطلوب للفعل المتنازع الآخر ، وهو دليل عليه ، فإذا كان مفعولا به فإنه يكون من مواضع وجوب ذكر المفعول به ، ووجوب عدم حذفه ، مثال ذلك أن تقول : احترمنى واحترمت الصديق ، بإعمال الثانى ، فيكون (الصديق) مفعولا به للاحترام الثانى ، ويمتنع حذفه.

ومنه أن تقول : ساعدنى وساعدت الجار ، فهمنى وأفهمت عليا ، قدرنى وقدرت الجليس.

و ـ المفعول الذى حذف عامله فيما ذكر ـ سابقا ـ ذلك لأن المفعول به يكون المتبقى من الجملة الفعلية ، فيكون الدالّ الوحيد عليها ، فلا يجب حذفه ، ويكون ذلك فى التراكيب الآتية :

ـ الاختصاص ، نحو : أنا ـ المسلم ـ أكره الفساد ، (المسلم) مفعول به منصوب على الاختصاص بفعل محذوف ، تقديره : (أخص).

ـ التحذير ، نحو : الحفرة الحفرة ، (الحفرة) مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : (احذر).

٢١٩

ـ الإغراء ، نحو : الصلاة الصلاة ، (الصلاة) مفعول به لفعل محذوف تقديره (الزم).

ـ النعت المقطوع إلى النصب ، كقولك : أشفقت على جارى المسكين ، بنصب (المسكين) على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعنى ...

ـ ما ذكر فى مثل ، كقولهم : الكلاب على البقر ، أى : دع الكلاب ، فيكون (الكلاب) مفعولا به لفعل محذوف ، تقديره : دع.

٢٢٠