النحو العربي - ج ٢

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٢

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٧١

أما قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ)(١) [إبراهيم : ١٩]. ففيه المصدر المؤول (أن الله خلق) قد سدّ مسدّ مفعولى (ترى) ؛ لأنه فعل قلبى.

ومنه : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ)(٢) [الشعراء : ٢٢٥].

فالرؤية القلبية تنصب مفعولين ، أما إذا كانت بصرية فإنها تتعدى إلى مفعول واحد ، وهى بمعنى (نظر) ، كأن تقول : متى رأيت زللا قوّمته ، ومتى رأيت صوابا شجعت عليه.

ومنه قوله تعالى : (فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) [آل عمران : ١٤٣] ، (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) [التوبة : ٢٦].

أما قوله تعالى : (فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) [النازعات : ٢٠] ، (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) [الرعد : ١٢] ، (لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما) [الأعراف : ٢٧] ، فإن الفعل فى المواضع السابقة بصرى يتعدى إلى واحد ، لكنه تعدى إلى اثنين بواسطة الهمزة ، وهو واضح فى الآية الأولى ، أما هو فى الآيتين الأخريين (يرى) مضموم حرف المضارعة ماضيه (أرى) الذى أصله : رأى ، فتعدى بالهمزة أرأى ، لينتهى إلى (أرى) بعد التغيرات الصرفية اللازمة.

وقد يرد بمعنى (ذهب) من المذهب أو الذهاب فيتعدى إلى واحد ، نحو : رأى أبو حنيفة حلّ كذا ، ورأى الشافعىّ حرمته.

وألحق بـ (رأى) العلمية (رأى) الحلمية ، كما فى قول عمرو بن أحمد الباهلى :

أراهم رفقتى حتى إذا ما

تجافى الليل وانخزل انخزالا

__________________

(١) (السماوات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم. (والأرض) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الأرض : معطوف على السماوات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بالحق) شبه جملة فى محل نصب ، حال.

(٢) الجملة الفعلية (يهيمون) فى محل رفع ، خبر أن.

١٤١

إذا أنا كالذى يجرى لورد

إلى آل فلم يدرك بلالا (١)

حيث (أرى) هنا حلمية ، وقد نصبت مفعولين ، أولهما ضمير الغائبين (هم) ، والآخر (رفقة).

ومنه قوله تعالى : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤]. (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) [الصافات : ١٠٢]. المصدر المؤول (أنى أذبحك) فى محل نصب ساد مسد مفعولى (أرى) الحلمية.

ألفى :

مثاله : قوله تعالى : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ) [الصافات : ٦٩] ، (آباء)

__________________

(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ١٣١ / ضياء السالك رقم ١٨٢ ، ١ ـ ٣٠٩.

(أراهم) أرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (رفقتى) رفقة : مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (حتى) حرف غاية وجر مبنى لا محل له من الإعراب. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية ، (ما) توسعية توكيدية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تجافى) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح المقدر.

(الليل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة فى محل جر بالإضافة. (وانخزل) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. انخزل : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (انخزالا) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) فجائية فى محل نصب على الظرفية ، أو حرف مبنى. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (كالذى) الكاف : حرف تشبيه وجر مبنى لا محل له من الإعراب. الذى : اسم موصول مبنى فى محل جر بالكاف. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. (يجرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (لورد) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، ورد : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالجرى. (إلى آل) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. آل : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالجرى. والجملة جواب إذا. وإذا مع جملتيها فى محل جر بحتى ، وحتى مع مجرورها متعلقة بالرؤية. (فلم) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(يدرك) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (بلالا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٤٢

مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (ضالين) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

أما قوله تعالى : (بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) [البقرة : ١٧٠] ففى (ألفى) وجهان : إما أن يكون بمعنى (أصاب ، أو وجد ، أو أدرك) فيكون متعديا إلى مفعول به واحد ، وهو (آباء).

وإما أن يكون فعلا قلبيا فيكون متعديا إلى مفعولين ، أولهما (آباء) ، والآخر شبه جملة (عليه).

ومثل ذلك قوله تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) [يوسف : ٢٥].

ومما جاء فيه (ألفى) قول أبى حفص الشطرنجى :

قد جرّبوه فألفوه المغيث إذا

ما الروع عمّ فلا يلوى على أحد (١)

درى :

مثاله قول الشاعر :

دريت الوفىّ العهد يا عرو فاغتبط

فإن اغتباطا بالوفاء حميد (٢)

__________________

(١) ينظر : شرح ابن الناظم ١٩٧.

(قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (جربوه) جرب : فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فألفوه) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ألفى : فعل ماض مبنى على الضم المقدر على الألف المحذوف ، منع من ظهوره التعذر. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (المغيث) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى على السكون فى محل نصب على الظرفية. (ما) حرف للتوسع والتوكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الروع) فاعل ـ على حد النحاة ـ لفعل محذوف يفسره المذكور مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عم) فعل ماض مبنى على الفتح مفسر للمحذوف ، لا محل له من الإعراب. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق. والتقدير : إذا عم الروع ألفوه المغيث. (فلا) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يلوى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (على أحد) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أحد : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بيلوى.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم ١٩٦ / شرح شذور الذهب ٣٦٠ / العينى ٢ ـ ٣٧٣ / الأشمونى رقم ٣٢٣ / التصريح ١ ـ ٢٤٧ / الدرر رقم ٥٨١.

١٤٣

(تاء المتكلم) فى محل رفع ، نائب فاعل ، وقد كان مفعولا به أول ، (الوفى) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

قد ترد (خال وظنّ وحسب) لليقين (١) ، من ذلك قول النمر بن تولب العكلى :

دعانى الغوانى عمّهن وخلتنى

لى اسم فلا أدعى به وهو أول (٢)

__________________

(دريت) درى : فعل ماض مبنى على السكون المقدر ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل.

وهو المفعول به الأول. (الوفى) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (العهد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو مفعول به ، أو مضاف إليه. (يا عرو) يا : حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. عرو : منادى مبنى على الضم المقدر فى محل نصب. (فاغتبط) الفاء : حرف سببى مبنى لا محل له من الإعراب. (اغتبط) فعل أمر مبنى على السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (فإن) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (اغتباطا) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بالوفاء) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الوفاء : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالحمد. (حميد) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) يرجع إلى : شرح ابن الناظم ٢٠٠.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم ٢٠٠ / الأشمونى رقم ٣١٤ / شواهد العينى ٢ ـ ٣٩٥ / الدرر رقم ٥٨٥ ، ٢ ـ ٢٤٨ / ورقم ٦٠٦ ، ٢ ـ ٢٦٦.

(دعانى) دعا : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (الغوانى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. (عمهن) عم : مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبات (هن) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (وخلتنى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. خال : فعل ماض مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون : حرف وقاية مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (لى اسم) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. اسم : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مفعول به ثان.

(فلا) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أدعى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (وهو أول) الواو : حرف استئناف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. أول : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

١٤٤

وقول لبيد بن ربيعة العامرى :

حسبت التّقى والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا (١)

وقوله تعالى : (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) [الكهف : ٥٣].

المجموعة الثالثة : ما يفيد التحويل :

هذه المجموعة من الأفعال القلبية تفيد التحويل أو التصيير ، وأفعالها :

جعل :

بمعنى (صيّر) ، ومثاله : قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) [البقرة : ٢٢] (الأرض) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فراشا) مفعول به ثان منصوب.

وقوله تعالى : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ)(٢) [الأحزاب : ٤] ، (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) [الزخرف : ١٠] ،

__________________

(١) ينظر : شرح ابن الناظم ٢٠٠ / الأشمونى ٢ ـ ٢١ / شواهد العينى ٢ ـ ٣٨٤ / شرح التصريح رقم ٣١٨.

(حسبت) حسب : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(التقى) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (والجود) الواو :حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الجود : معطوف على التقى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (خير) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (تجارة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (رباحا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى على السكون فى محل نصب على الظرفية. (ما) حرف توسع وتوكيد زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (المرء) اسم أصبح المحذوف ودل عليه المذكور مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أصبح) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح مفسر للمحذوف ، لا محل له من الإعراب. (ثاقلا) خبر أصبح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.

ويجوز أن تجعل (أصبح) المحذوفة تامة ، فيكون (المرء) فاعله و (ثاقلا) يكون حالا. وإذا جعلت (المرء) مبتدأ بعد إذا فخبره (أصبح ثاقلا).

(٢) (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (جعل) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (أزواجكم) أزواج : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ،

١٤٥

(وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) [البقرة : ٢٥٩] ، (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان : ٧٤].

صير :

ومثاله : صيّره الله عربيا بعد أن كان أعجميا (١) ، صيرت الطين حجرا. صيّر الصانع الماء ثلجا.

ويلحق النحاة بهذه الأفعال : ردّ ، أصار ، تيقن ، شعر ، تبين ، أصاب ، اعتقد ، تمنى ، وهب ، ترك ، اتخذ ، تخذ.

وهم يختلفون فيما بينهم فى تعدى الأفعال الثلاثة الأخيرة ، ويجعلون منصوبها الثانى حالا ، ومن أمثلتها : (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) [البقرة : ١٠٩] ، ضمير المخاطبين (كم) مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول ، (كفارا) مفعول به ثان منصوب ، ومنهم من يرى أن (كفارا) حال من ضمير المخاطبين ، والرأى الأول أرجح.

ومنه قول الكميت :

رمى الحدثان نسوة آل حرب

بمقدار سمدن له سمودا

__________________

وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (اللائى) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، نعت أو بدل من أزواج. (تظاهرون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (منهن) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبات مبنى فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالمظاهرة.

(أمهاتكم) أمهات : مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة. وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى ، فى محل جر ، مضاف إليه. (وما) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (جعل) فعل ماض مبنى على الفتح. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (أدعياءكم) أدعياء : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أبناءكم) أبناء : مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير المخاطبين (كم) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(١) ينظر : همع الهوامع ١ ـ ١٥٠ ، ١٥١.

١٤٦

فردّ شعورهن السود بيضا

وردّ وجوههن البيض سودا (١)

كلّ من (شعور ووجوه) مفعول به أول ، و (بيضا وسودا) مفعول به ثان.

وقوله تعالى : (أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) [يوسف : ٢١].

(وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) [الكهف : ٩٩]. (بعض) مفعول به أول منصوب ، والجملة الفعلية (يموج) فى محل نصب مفعول به ثان.

(وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [النساء : ١٢٥]. فإن جعل الفعل (اتخذ) متعديا لاثنين فإن (إبراهيم) يكون مفعولا أول ، و (خليلا) يكون مفعولا ثانيا. وإن جعلته متعديا لواحد كان (خليلا) حالا.

وقوله تعالى : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ) [البقرة : ٥١] ، وفيه (العجل) مفعول به أول منصوب ، أما المفعول به الثانى فهو محذوف ، والتقدير : اتخذتم العجل إلها.

__________________

(١) ينظر : مجالس ثعلب ٢ ـ ٤٣٩. / الأضداد ٣٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٤٣٠ / الأشمونى رقم ٣٣١.

السمود : الغفلة وذهاب القلب.

(رمى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (الحدثان) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (نسوة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (آل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف و (حرب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بمقدار) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. مقدار : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالرمى. (سمدن) سمد : فعل ماض مبنى على السكون. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية في محل جر نعت لمقدار. (له) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بسمود. (سمودا) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(فرد) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. رد : فعل ماض مبنى على الفتح. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (شعورهن) شعور : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. هو مضاف ، وضمير الغائبات مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (السود) نعت لشعور منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بيضا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ورد) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. رد : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (وجوهن) وجوه : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائبات (هن) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (البيض) نعت لوجوه منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (سودا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٤٧

واتخذ وتخذ بمعنى واحد ، وتركيب واحد ، وقد يتعديان إلى اثنين ، وقد يتعديان إلى واحد.

وقول رؤبة :

ولعبت طير بهم أبابيل

فصيّروا مثل كعصف مأكول (١)

واو الجماعة فى (صيروا) نائب فاعل ، وهو المفعول به الأول. و (مثل) مفعول به ثان منصوب.

وقولك : وهبنى الله فداءك ، ياء المتكلم مفعول به أول ، و (فداء) مفعول به ثان منصوب ، وقول فرعان بن الأعرف :

وربّيته حتى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه (٢)

__________________

(١) ينظر : ديوانه ١٨١ / الجنى الدانى ٩٠ ، وفيه : فأصبحت / شرح التصريح ١ ـ ٢٥٢ / الأشمونى رقم ٣٢٨.

(لعبت) لعب : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء الساكنة للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب.

(طير) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بهم) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وضمير الغائبين (هم) مبنى فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلقة باللعب. (أبابيل) نعت لطير مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فصيروا) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. صير : فعل ماض مبنى على الضم مبنى للمجهول. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. (مثل) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كعصف) الكاف : حرف زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. عصف : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مأكول) نعت لعصف مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وسكن من أجل الروى.

(٢) ينظر : شرح الكافية الشافية ١ ـ ٣٨٨ / شرح التحفة الوردية ١٩١ / العينى ٢ ـ ٣٩٨ / الأشمونى رقم ٣٣٠ / الدرر رقم ٥٨٨ ، ٢ ـ ٢٥١.

(ربيته) ربى : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (حتى) ابتدائية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى ، فى محل نصب على الظرفية. (ما) حرف زائد للتوكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تركته) ترك : فعل الشرط ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (أخا القوم) أخا : مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، والقوم : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (واستغنى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. استغنى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (عن المسح) عن : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

١٤٨

هاء الغائب فى (تركته) مفعول به أول ، و (أخا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.

أفعال تتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر :

تتعدى أفعال هذه المجموعة إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، وتدور فى معنيين : (المنح أو الإعطاء ، والكساء أو الإلباس) ، ويجوز الاقتصار على أحد المفعولين ، وهى : منح ، أعطى ، أكسب ، أورد ، أرفد ، ألبس ، كسا ...

ومثالها قولك : منحنا الأول جائزة. (الأول) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (جائزة) مفعول به ثان منصوب.

ألبست الأم فتاتها ثوبا جديدا. (فتاة) مفعول به أول منصوب. (ثوبا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصب كل منهما الفتحة.

ومنه أن تقول : نعطى الفقراء صدقات ، كسوت المحتاجين ألبسة ، أكسبنا التاجر المتعامل معنا أموالا كثيرة.

ويجعل سيبويه أفعال هذا الباب لا تلتزم بوجود المفعولين ، حيث يذكر : «هذا باب الفاعل الذى يتعداه فعله إلى مفعولين ، فإن شئت اقتصرت على المفعول الأول ، وإن شئت تعدّى إلى الثانى كما تعدى إلى الأول ، وذلك قولك : أعطى عبد الله زيدا درهما» (١).

ملحوظتان :

الأولى : المفعول الأول فاعل فى المعنى :

تلحظ أن مفعولى هذا الباب أحدهما فاعل فى المعنى ، وهو الآخذ ، أو الممنوح ، أو المعطى إليه ، أو اللابس ، أو المكسوّ ، والآخر مفعول به فى المعنى ، وهو

__________________

المسح : اسم مجرور بعن ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالاستغناء. (شاربه) شارب : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(١) الكتاب ١ ـ ٣٧.

١٤٩

المأخوذ أو الممنوح به ، أو المعطى ، أو الملبوس ، أو المكسوّ به. فإذا قلت : أعطيت الصديق كتاب النحو ، فكل من (الصديق وكتاب) مفعول به منصوب ، لكنه فى المعنى يكون الصديق معطى إليه ، فهو آخذ ، فهو فاعل ، و (كتاب) يكون معطى ، فهو مأخوذ ، فهو مفعول به فى كلّ حال.

ومثل ذلك فى قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر : ١]. فكاف المخاطب آخذ ، والكوثر مأخوذ. وكذلك : (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) [المؤمنون : ١٤].

الثانية : من أفعال هذه المجموعة :

يمكن أن نلحق بأفعال هذه المجموعة تلك الأفعال التى تتعدى إلى الثانى مرة بحرف الجر ، وأخرى بدون حرف الجر ، وأحيانا يجعلونه حينئذ منصوبا على نزع الخافض ، أو على السعة والاتساع.

من ذلك : سقى ، سمى ، روى ، كنّى ....

ومثله قوله تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) [الإنسان : ٢١]. (أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً) [يوسف : ٤١]. (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً) [محمد : ١٥].

وكأن تقول : سميته محمدا ، وسميته بمحمد ، كنّيته أبا على ، وكنيته بأبى على ، رويت الزرع ماء ، رويت الزرع بالماء.

أفعال تتعدى إلى ثلاثة

الأفعال التى تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل فى اللغة العربية سبعة ، مأخوذة من العلم والإنباء ، وهى : أعلم ، أرى ، أنبأ ، نبّأ ، أخبر ، خبّر ، حدّث.

وحقيقة هذه الأفعال أنها حدث يشترك فيه اثنان :

ـ الحدث هو الإعلام أو الإنباء والإخبار ، تلحظ أنها أفعال تتعدى إلى اثنين ، ثم تعدت إلى الثالث بالهمزة ، أو التضعيف.

١٥٠

ـ الفاعل قائم بالحدث إعلاما أو إنباء ، وهو الذى يكون مرفوعا.

ـ المفعول به الأول متلق للحدث ، فهو مشترك فى الفاعلية ، وإن كان منصوبا.

ـ معنى الإعلام أو الإنباء ينحصر فى المفعولين الثانى والثالث ، وقد كانا يكونان جملة اسمية قبل دخول الفعل القلبى عليهما.

مثال هذه الأفعال مع تحليلها الصرفى والدلالى : أعلمت عليا محمدا مجتهدا. الإعلام قد حدث بواسطتى (تاء المتكلم) ، وتلقاه على ، فالإعلام مشترك بينى فاعلا وبين على مفعولا أول ، لكن عملية الإنباء تقع على ركنى الجملة الاسمية (محمد مجتهد). (أعلم) فعل ماض مبنى على السكون ، وهو فاعل قلبى ، أصله : (علم) القلبى تعدى بالهمزة.

(تاء الفاعل) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وهو محدث الإعلام. (عليا) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو متلقى الإعلام.

(محمدا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(مجتهدا) مفعول به ثالث منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

تلحظ أن المفعولين الثانى والثالث هما مادة الإعلام ، فهما يكونان جملة اسمية (محمد مجتهد) مدلولها هو المعلم به.

فإذا كانت (أعلم) منقولة من المتعدى لواحد تعدت إلى اثنين ، كقولك : أعلمتك الخبر. أعلم على محمدا الموعد ، وهى بمعنى (أعرف) ومثل ذلك سائر الأفعال على النحو الآتى : أريتك الصديق موجودا.

(أرى) فعل قلبى بمعنى (أعلم) متعدى (علم) القلبى بالهمزة ، وهو فعل ماض مبنى على السكون. (تاء المتكلم) فاعله ، و (كاف المخاطب) مفعول به أول ، و (الصديق) مفعول به ثان ، و (موجودا) مفعول به ثالث. وتلحظ أن المفعولين الثانى والثالث أصلهما جملة اسمية (الصديق موجود).

١٥١

مضارع (أرى) هو (يرى) بضم الياء وكسر الراء ، بمعنى (يعلم) بضم الياء وكسر اللام.

ومنه قوله تعالى : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ١٦٧] ، حيث (يرى) مضارع (أرى) المتعدى بالهمزة من (رأى) الفعل القلبى. فيكون ضمير الغائبين مفعولا به أول ، و (أعمال) تكون مفعولا به ثانيا ، و (حسرات) تكون مفعولا به ثالثا (١).

ومنه قوله تعالى : (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ) [سبأ : ٢٧]. أى : ألحقتموهم به. (ضمير المتكلم) مفعول به أول. (الذين) مفعول به ثان. (شركاء) مفعول به ثالث. وذلك على أن (أرى) فعل قلبى تعدى بالهمزة ، وليس بصريا.

(أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) [فاطر : ٤٠ ، الأحقاف : ٤]. على أن (أرى) علمية ، فالياء مفعول أول ، وجملة (ما ذا خلقوا) سدت مسد المفعولين الثانى والثالث فى محل نصب.

أما قوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً) [الأنفال : ٤٣] ، فإن فيه (رأى) حلمية ، فإذا عدّت كالعلمية فإن (كاف المخاطب) يكون مفعولا أول ، وضمير المخاطب يكون مفعولا ثانيا ، و (قليلا) يكون مفعولا ثالثا ، وإن عدّت (رأى) كالبصرية فإنها تتعدى إلى اثنين لأنها فعل معدى بالهمزة ، ويكون (قليلا) حالا.

إذا كانت (رأى) منقولة من المتعدى إلى واحد فإنها تتعدى إلى اثنين ، فيقال : أريتك الكتاب. (كاف المخاطب) مفعول به أول. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب.

ومنه ـ أى المتعدى إلى اثنين ـ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) [الرعد : ١٢](فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) [النازعات : ٢٠] ، (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) [النمل : ٩٣].

__________________

(١) يجوز أن تجعل الرؤية بصرية ، فتكون (حسرات) حالا.

١٥٢

أنبأت عليا محمدا جالسا عندى. ومنه قول الأعشى :

وأنبئت قيسا ولم أبله

كما زعموا خير أهل اليمن (١)

(تاء المتكلم) ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وقد كان مفعولا به أول.

(قيسا) مفعول به ثان منصوب. (خير) مفعول به ثالث منصوب.

قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الحجر : ٤٩] ، (عباد) مفعول أول. المصدر المؤول (أنى أنا الغفور) سد مسد المفعولين الثانى والثالث فى محل نصب.

وقولك : أخبرت الامتحان سهلا. تاء المتكلم نائب فاعل ، وهو المفعول الأول.

(الامتحان) مفعول به ثان ، (سهلا) مفعول به ثالث. ومنه قول العوام بن عقبة :

وخبّرت سوداء الغميم مريضة

فأقبلت من أهلى بمصر أعودها (٢)

__________________

(١) ينظر : مجالس ثعلب ٤١٤ / شرح ابن الناظم ٢١٦ / شرح ابن عقيل رقم ١٤٠ / الأشمونى رقم ٣٥٢ / شرح التصريح ١ ـ ٢٦٥ / الدرر رقم ٦٢٣.

لم أبله : لم أختبره وأجربه.

(أنبئت) أنبئ : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. (قيسا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولم أبله) الواو للابتداء أو للحال ، حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. أبل : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال.

(كما زعموا) الكاف : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. زعم : فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والمصدر المؤول فى محل جر بالكاف ، وشبه الجملة من الكاف ومجرورها متعلقة بخير. (خير أهل اليمن) خير : مفعول به ثالث منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وأهل : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، واليمن مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم ٢١٦ / شرح ابن عقيل رقم ١٤١ / الأشمونى رقم ٣٥٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢٦٥ / الدرر رقم ٦٢٤.

(خبرت) خبر : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. (سوداء) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (الغميم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مريضة) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه

١٥٣

(تاء المتكلم) ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وقد كان مفعولا به أول. (سوداء) مفعول به ثان منصوب. (مريضة) مفعول به ثالث منصوب.

وقولك : حدّثتك المقعد نظيفا.

وقول النابغة الذبيانى :

نبّئت زرعة والسفاهة كاسمها

يهدى إلىّ غرائب الأشعار (١)

الفعل الماضى (نبّأ) تعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، الأول (تاء الفاعل) وقد تحول إلى نائب فاعل ، والثانى (زرعة) ، والثالث هو الجملة الفعلية (يهدى).

__________________

الفتحة. (فأقبلت) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. أقبل : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (من أهلى) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. أهل : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم (الياء) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

وشبه الجملة متعلقة بأقبل. (بمصر) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. مصر : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال ، أو متعلقة بحال محذوفة من أهلى. (أعودها) أعود : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من تاء الفاعل فى أقبلت.

(١) ينظر : شرح ابن الناظم ٢١٥ / شرح ابن عقيل رقم ١٣٧ / شواهد العينى ٢ ـ ٤٣٩ الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٢ ـ ٤١.

(نبئت) نبئ : فعل ماض مبنى على السكون مبنى للمجهول. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. (زرعة) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والسفاهة) الواو : للابتداء أو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. السفاهة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كاسمها) الكاف : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. اسم : اسم مجرور بعد الكاف ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. أو متعلقة بخبر محذوف. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (يهدى) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مفعول به ثالث لنبئ. (إلىّ) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم (الياء) مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بيهدى. (غرائب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصب الفتحة. و (الأشعار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

١٥٤

وقول الحارث بن حلزة اليشكرى :

أو منعتم ما تسألون فمن حد

دثتموه له علينا العلاء (١)

(حدث) تعدى إلى ثلاثة ، الأول ضمير المخاطبين (ثم) وهو نائب فاعل ، والثانى (هاء الغائب) ، والثالث هو الجملة الاسمية (له علينا العلاء)

أحكام أفعال القلوب

لأفعال القلوب فى التركيب ثلاث أحوال (٢) :

أولاها : أن تكون عاملة :

هذا هو الأصل فيها ـ كما تقدم ـ حيث تدخل على الجملة الاسمية فتنصب كلا من المبتدإ والخبر مفعولين لها ، وذلك إذا تقدم الفعل مفعوليه ، حيث يجب نصبه لهما.

ثانيتها : أن تكون ملغاة :

يجوز أن يبطل عمل هذه الأفعال فى اللفظ والمحلّ ، مع ترجيح فى إحداها على التفصيل الآتى :

__________________

(١) ينظر : شرح ابن يعيش ٧ ـ ٦٥ / شرح ابن الناظم ٢١٧ / شرح ابن عقيل رقم ١٣٩ / العينى ٢ ـ ٤٤٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٦٥ / الدرر رقم ٦٢٦.

(أو منعتم) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. منع : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطبين (تم) مبنى فى محل رفع ، فاعل. (ما تسألون) ما : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. تسألون : فعل مضارع مبنى للمجهول مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل.

وفى الجملة ضمير محذوف ، وهو العائد. والتقدير : تسألونه. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (فمن) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. من : اسم استفهام مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (حدثتموه) حدث : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على السكون.

وضمير المخاطبين فى محل رفع ، نائب فاعل ، وهو المفعول الأول. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ اسم الاستفهام من. (له) اللام حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (علينا) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين نا فى محل جر بعلى ، وشبه الجملة متعلقة بالعلاء. (العلاء) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والجملة الاسمية (له العلاء) فى محل نصب ، مفعول به ثالث لحدث.

(٢) ينظر : المقتضب ٢ ـ ١٠ ، ٣٤٤ / المقرب ١ ـ ١١٦ / شرح شذور الذهب ٣٦٤ / الهمع ١ ـ ١٥٣.

١٥٥

أ ـ إذا توسط الفعل بين الاسمين المفعولين يتساوى الإلغاء والإعمال ، نحو : الطالب ـ ظننت ـ مجتهدا ، برفع الطالب ومجتهد ونصبهما ، الرفع بإلغاء الفعل فيكونان مبتدأ وخبرا. والنصب بإعمال الفعل فيكونان مفعولين.

ب ـ إذا تأخر الفعل عن الاسمين المعمولين فإن الإلغاء يرجح ، نحو : الفتاة فاضلة خلت. برفع الفتاة وفاضلة على الابتداء والخبر ، حيث يرجح إلغاء الفعل ؛ لتأخره عنهما ، ويجوز بوجه مرجوح أن ينصبا على إعماله.

ج ـ إذا تقدم الفعل على الاسمين وكان مسبوقا باستفهام فإن الإعمال يرجح ، بل يوجبه جمهور النحاة ، نحو قولك : متى ألفيت صديقك وفيا؟ بنصب صديق ووفى ـ على الأرجح ، ووجوبا عند الجمهور ـ على أنهما مفعولين ، ويجوز عند الكوفيين أن يلغى الفعل متى سبق باستفهام ، فيرفعان على الابتداء والخبر.

فى حال رفع الاسمين بعد الفعل القلبى المسبوق باستفهام فإن البصريين يقدرون ضمير شأن محذوفا أو لام الابتداء التى تعلق الفعل ، نحو : متى ظننت محمد قائم؟ والتقدير : متى طننت هو محمد قائم؟ أو : متى ظننت محمد؟ أو : ...

لمحمد قائم؟

ملحوظتان :

أ ـ لا يدخل الإلغاء أفعال التحويل ولا أفعال القلوب الجامدة (هب وتعلّم).

ب ـ مذهب البصريين وجوب الإعمال إذا تقدم الفعل على مفعوليه ، لكن الكوفيين والأخفش يجيزون الإلغاء فى مثل هذا التركيب مستدلّين بقول الشاعر :

أرجو وآمل أن تدنو مودّتها

وما إخال لدينا منك تنويل (١)

__________________

(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ١٢٩ / شرح التصريح ١ ـ ٢٥٨ / تهذيب التوضيح ١ ـ ١١٦ / ضياء السالك رقم ١٩٠ / الأشمونى رقم ٣٣٤.

(أرجو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (وآمل) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. آمل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أن تدنو) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. تدنو : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الضرورة. (مودتها) مودة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ،

١٥٦

حيث رفع (تنويل) ، والبصريون يجعلون هذا من قبيل الإلغاء ؛ لأن الفعل ليس فى أول الكلام ، بدليل تقدم حرف النفى (ما) عليه ، ومنهم من يجعل الفعل معلقا بتقدير لام الابتداء بين الفعل ومعموليه.

ثالثتها : أن تكون معلّقة :

تعليق الفعل القلبى يعنى أن يبطل عمله لفظا ، لكنه يعمل محلا ، ذلك لمجىء ما له صدر الكلام بعده ، فافترض أن ما بعده كلام مستقلّ نحويا ، فيكون له ضبطه الإعرابى على سبيل الاستقلال ، لكنه لا يستطاع إغفال أثر الفعل القلبى ، فيجعل النحاة عمله محلا ، أى : ما بعد الفعل القلبى المعلق يعرب حسب موقعه ، كما لو كان كلاما مستقلا ، ثم يجعل فى محلّ نصب مفعولى الفعل المعلق. ويكون ذلك مع ما يأتى :

أ ـ لام الابتداء :

كما فى قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)(١) [البقرة : ١٠٢]. (لمن) اللام : لام الابتداء حرف مبنى ، لا محل له

__________________

وهو مضاف ، وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به ، (وما إخال) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إخال : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (لدينا) لدى : ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، وهو مضاف وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مبتدإ. (منك) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب (الكاف) مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة متعلقة بتنويل. (تنويل) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والجملة الاسمية فيها عدة أوجه :

أ ـ أن تكون قد سدت مسدّ مفعولى (إخال) على أنه عامل ، مع تقدير لام الابتداء التى علقته عن العمل. والتقدير : وما إخال للدنيا منك تنويل ، أو : لتنويل.

ب ـ أن تكون الجملة الاسمية فى محل نصب ، مفعول به ثان لإخال على أنه عامل ، والمفعول به الأول يكون ضمير شأن محذوفا. والتقدير : وما إخاله لدينا تنويل.

ج ـ أن يكون إخال ملغى لتقدم النفى عليه ، أو لذكره فى وسط الكلام لا فى أوله.

(١) (لقد) اللام : واقعة فى جواب قسم محذوف حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (علموا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لمن) اللام : للابتداء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، معلق لعلم عن العمل لفظا. من : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (اشتراه) اشترى : فعل ماض مبنى على الفتح

١٥٧

من الإعراب. من : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الاسمية (له خلاق) ، والجملة الاسمية (من اشتراه ما له من خلاق) فى محل نصب مفعولى (علم).

ومنه أن تقول : خلت للصديق وفىّ. (الصديق) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (وفى) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (خال).

ومنه : علمت لمحمد حاضر ، ظننت للمسرحية ملغاة.

ب ـ لام القسم :

كما جاء فى قول لبيد :

ولقد علمت لتأتينّ منيّتى

إن المنايا لا تطيش سهامها (١)

__________________

المقدر ، منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (له) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى ، فى محل جر باللام ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (فى الآخرة) فى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الآخرة : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بخلاق. (من خلاق) من : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. خلاق : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والجملة الاسمية (ما له من خلاق) فى محل رفع ، خبر الاسم الموصول. والجملة الاسمية (من اشتراه ما له من خلاق) سدت مسد مفعولى (علم) ، والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف ، لا محل لها من الإعراب.

(١) الكتاب ٣ ـ ١١٠ / الأشمونى رقم ٣٣٦ / شرح التصريح ١ ـ ٢٥٤ / ضياء السالك رقم ١٨٧ / الخزانة رقم ٧١٦ ، ٩ ـ ١٥٩ / تهذيب التوضيح ١ ـ ١١٥.

(لقد) اللام للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (علمت) علم : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

(لتأتين) اللام : للتوكيد واقعة فى جواب قسم محذوف ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. تأتى : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل رفع. والنون الثقيلة للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (منيتى) منية : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، والجملة في محل نصب مفعولي علم ، وهو معلق بلام القسم. والجملة جواب القسم المحذوف ، لا محل

١٥٨

اللام فى (لتأتينّ) لام القسم ، فعلق الفعل القلبى (علم) عن العمل ، فتكون الجملة الفعلية (لتأتين منيتى) فى محل نصب مفعولى (علم).

ومنه أن تقول : رأيت ليكوننّ محمد وفيا. خلت لتزورنّ عمّك مساء

ج ـ (ما) النافية :

كما جاء فى قوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) [الأنبياء : ٦٥] ، حيث (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (هؤلاء) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (ينطقون) ، والجملة الاسمية (ما هؤلاء ينطقون) فى محل نصب مفعولى (علم).

د ـ (لا) و (إن) النافيتان فى جواب قسم :

إذا كان معمولا الفعل القلبى متضمنين (لا) أو (إن) النافيتين الواقعتين فى جواب قسم فإن الفعل يعلّق ، سواء أكان القسم ملفوظا به أم مقدرا : مثال القسم الملفوظ به : علمت والله لا هو مهمل ولا كسول. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (هو) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، (مهمل) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (علم). ذلك لأن حرف النفى (لا) وقع فى جواب القسم (والله) المتصدر معمولى (علم).

ومثال القسم مقدرا : خلت إن علىّ فاهم. والتقدير : خلت والله إن على فاهم ، حرف النفى (إن) واقع فى جواب قسم مقدر تصدر معمولى (خال) فيعلق الفعل ، وتكون الجملة الاسمية (على فاهم) في محل نصب مفعولى (خال).

__________________

لها من الإعراب. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (المنايا) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (لا تطيش) لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. تطيش : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (سهامها) سهام : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن.

١٥٩

ه ـ الاستفهام :

فى أى صورة من صور موقعه فى تركيب الجملة التى تقع بعد الفعل القلبى ، فقد يكون الاستفهام :

ـ معترضا بين الفعل ومنصوبيه ، كما فى قوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩] ، معمولا الفعل القلبى (أدرى) هما (قريب ما توعدون) ، تصدرا بحرف الاستفهام (الهمزة) ، فيعلق الفعل ، ويكون (قريب) مبتدأ أو خبرا مقدما ، و (ما) الاسم الموصول يكون فاعلا سدّ مسدّ الخبر أو المبتدإ المؤخر ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (أدرى).

ـ وقد يكون اسم الاستفهام أحد المعمولين ، كما فى قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) [طه : ٧١] ، حيث (أى) اسم استفهام مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مضاف ، خبره (أشد) ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (تعلم) ؛ لأن الفعل معلق عن العمل.

ومثله أن تقول : علمت من القادم؟ خلت أىّ البابين أوسع

ـ وقد يكون الاستفهام مضافا إلى أحد المعمولين ، كأن تقول : علمت فتاة من هذه؟ (فتاة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مضاف ، واسم الاستفهام (من) مضاف إليه مبنى على السكون فى محل جر. واسم الإشارة (هذه) مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى (علم) ، وهو فعل قلبى معلق لتضمن معموله استفهاما. ومنه : ظننت كتاب من هذا؟

ـ وقد يكون اسم الاستفهام فضلة فى معمول الفعل القلبى ، كما فى قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. حيث معمول (يعلم) الجملة الفعلية (أى منقلب ينقلبون) ، وقد تضمنت اسم استفهام (أى) ، وهو منصوب على المصدرية.

و ـ لعل :

يقول ابن هشام : «ذكره أبو على فى التذكرة» (١) ، فيكون منه قوله تعالى :

__________________

(١) ينظر : شرح الشذور ٣٦٦.

١٦٠