النحو العربي - ج ٢

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ٢

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٧١

ومن التراكيب النحوية المشهورة المتداولة قولهم : لا تأكل السمك وتشرب اللبن (١). حيث يضبط الفعل (تشرب) طبقا للمعنى المفهوم من العلاقة بين الجملتين ، فيجوز أن يجزم ، وأن ينصب ، وأن يرفع ، ذلك على النحو الآتى :

ـ إن أردت نهيا عن الفعل الثانى (تشرب) عطفت على المنهىّ عنه الأول (تأكل) ، فإنك تجزم الثانى كما جزمت الأول ، وتحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين.

ـ إن أردت عدم الجمع بين الفعلين حدثيا فإنك تنصب الثانى ، حيث تصير الواو للمصاحبة أو المعية ، وعندئذ تفعل أحدهما ، وتمتنع عن الآخر.

ـ إن أردت النهى فى الفعل الأول وحده ، وأبحت عمل الفعل الثانى للمستمع فإنك ترفع الثانى على سبيل القطع والاستئناف ، وعندئذ توجب النهى عن الأول ، وتجيز فعل الثانى.

ـ التمنى : فى قوله تعالى : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنعام : ٢٧]. حيث (نكذب) مضارع منصوب بعد واو المعية بـ (أن) المضمرة ، وقد سبقت الواو بالتمنى (يا ليتنا) ، كما عطف عليه (نكون) بالنصب (٢).

ـ الاستفهام : فى قول الحطيئة :

ألم أك جاركم ويكون بي

نى وبينكم المودّة والإخاء (٣)

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٢ / المقتضب ٢ ـ ٢٤ / المقرب ١ ـ ٢٦٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٤١.

(٢) فى الفعلين (نكذب ونكون) قراءات أخرى ، حيث يقرآن بالرفع بالعطف على (نرد) ، أو أنهما خبر لمبتدإ محذوف. كما يقرأ الأول منصوبا والثانى مرفوعا ، أو العكس.

ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٤ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٣٩ / البيان ١ ـ ٣١٨ / الدر المصون ٣ ـ ٣٨.

(٣) ديوانه : ٥٤ / الكتاب ٣ ـ ٤٢ / المقتضب ٢ ـ ٢٧ / الرد على النحاة ١٢٢٢ / شرح التحفة الوردية ٣٧٨ / شرح الشذور رقم ١٢٥ ص ٣١٢.

(ألم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (أك) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنا. (جاركم) جار : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٨١

(يكون) فعل مضارع منصوب بعد واو المصاحبة بـ (أن) المضمرة ، وقد سبقت الواو بالاستفهام (الهمزة).

ويقاس على ذلك ما تبقى من ألوان الطلب.

أو :

ينصب الفعل المضارع بعد (أو) إذا كانت بمعنى (إلى أن) ، أو (إلا أن) ، وبذلك تكون مسبوقة بجملة حدثية.

مثل ذلك قولك : تحمّل الأعباء أو تحقق الغرض ، حيث التقدير : إلى أن تحقق ، فيكون الفعل المضارع (تحقق) منصوبا بعد (أو) بإضمار (أن) ، وعلامة نصبه الفتحة.

ومنه : لألزمنّك أو تقضينّى حقى ، أى : إلى أن ، ومنه قول الشاعر :

لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلا لصابر (١)

__________________

وهو مضاف ، وضمير المخاطبين (كم) مبنى فى محل جر ضاف إليه. (ويكون) الواو : للمعية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. يكون : فعل مضارع ناقص ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد الواو ، وعلامة نصبه الفتحة. (بينى) بين : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر يكون مقدم ، أو متعلقة بخبر يكون المحذوف. (وبينكم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. بين : ظرف مكان معطوف على ما قبله. وهو مضاف ، وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (المودة) اسم يكون مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(والإخاء) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. الإخاء معطوف على المودة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ٣١٨ / أوضح المسالك رقم ٤٩٧ / شرح التحفة الوردية ٣٧٠ / شرح شذور الذهب ١٤٦ / الأشمونى ٣ ـ ٢٩٥ / الدرر رقم ١٠١٩ ، ٤ ـ ٧٧.

(لأستسهلن) اللام واقعة فى جواب قسم محذوف ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أستسهل : فعل مضارع مبنى على الفتح فى محل رفع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والنون للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الصعب) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (أو) حرف بمعنى إلى مبنى ، لا محل له من الإعراب متعلق بأستسهل. (أدرك) فعل مضارع منصوب بعد أو بأن

٨٢

والتقدير : إلى أن أدرك.

أما القول : يعاقب المذنب أو تظهر براءته ، فإن التقدير فيه : إلا أن تظهر ، فيكون الفعل المضارع (تظهر) منصوبا بعد (أو).

ومنه قول زياد الأعجم :

وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما (١)

والتقدير : (إلا أن تستقيم) ، فنصب الفعل المضارع بعد (أو) بأن المضمرة وجوبا.

رابعا : حروف ينصب المضارع بعدها بـ (أن) مضمرة جوازا :

قد ذكرنا منها سابقا : لام التعليل ولام العاقبة واللام الزائدة ، ونذكر سائرها ، وهو حروف العطف.

__________________

ـ المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر : أنا. (المنى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فما) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (انقادت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الآمال) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلا) حرف استثناء يفيد القصر والحصر هنا مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لصابر) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. صابر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالانقياد.

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٨ / المقتضب ٢ ـ ٢٩ / الأزهية ١٢٨ / شرح ابن يعيش ٥ ـ ١٥ / شرح التحفة الوردية ٣٧ / قطر الندى ٩٧ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٣٦ / اللسان ، مادة (غمز).

(كنت) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى على السكون ، فى محل نصب على الظرفية ، مضاف إلى شرطه ، منصوب بجوابه. (غمزت) غمز : فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة فى محل جر ، مضاف إليه (قناة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وهو مضاف ، و (قوم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (كسرت) كسر : فعل جواب الشرط ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. (كعوبها) كعوب : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

والتركيب الشرطى فى محل نصب ، خبر كان. (أو) حرف بمعنى إلا مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تستقيما) فعل مضارع منصوب بعد أو بأن المضمرة وجوبا ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى ، والألف للاطلاق.

٨٣

ينصب الفعل المضارع بعد أربعة من حروف العطف ، وهى : الواو ، والفاء ، وثم ، وأو ، بشرط أن يكون العطف بها على مصدر صريح (١).

وهذه الحروف الأربعة تعطف ما بعدها من مصدر مؤول مكون من (أن) المضمرة والفعل المضارع المنصوب على المصدر الصريح المشترط ذكره قبلها ؛ لذا فإن الفعل المضارع المذكور بعدها يكون منصوبا ؛ حتى يكون مصدرا مؤولا يعطف على الصريح المذكور. فتكون صورة التركيب البنيوية مع هذه الأحرف على النحو الآتى : مصدر صريح ... حرف العطف (و ـ ف ـ ثم ـ أو) مصدر مؤول (أن مضمرة+ فعل مضارع منصوب مباشر لحرف العطف).

ومثالها ما يأتى :

ـ الواو :

ينصب الفعل المضارع بعد الواو إذا عطفته على مصدر صريح ، كما هو فى قول ميسون بنت بحدل زوج معاوية بن أبى سفيان :

للبس عباءة وتقرّ عينى

أحبّ إلىّ من لبس الشّفوف (٢)

__________________

(١) ينظر : التسهيل ٢٣٠ / الجامع الصغير ١٧٢ / شرح الشذور ٢١٢.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٤٥ / المقتضب ٢ ـ ٢٧ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٢٥ / شرح ابن عقيل ٢٣٦ / شرح الشذور ٣٢٨ / شرح القطر ٨٩ / أوضح المسالك رقم ٥٠٥ ، ٣ ـ ١٨١.

(للبس) اللام : حرف ابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. لبس : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وهو مضاف ، و (عباءة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وتقر) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تقر : فعل مضارع منصوب بعد الواو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة.

(عينى) عين فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والمصدر المؤول فى محل رفع بالعطف على المبتدإ. (أحب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلى) إلى حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بالحب. (من لبس) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. لبس : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالحب. (الشفوف) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٨٤

(تقر) فعل مضارع منصوب بعد واو العطف بإضمار (أن) جوازا ، والعطف على مصدر صريح وهو (لبس).

ـ الفاء :

ينصب الفعل المضارع بعد الفاء العاطفة بـ (أن) مضمرة جوازا إذا عطفته على مصدر صريح ، كما هو فى قول الشاعر :

لو لا توقّع معترّ فأرضيه

ما كنت أوثر إترابا على ترب (١)

(أرضى) فعل مضارع منصوب بعد الفاء العاطفة بـ (أن) المضمرة جوازا ، والمصدر المؤول معطوف على المصدر الصريح (توقع).

ـ ثم :

ينصب الفعل المضارع بـ (أن) المضمرة جوازا بعد (ثم) العاطفة على مصدر صريح ، من ذلك قول الشاعر :

إنى وقتلى سليكا ثم أعقله

كالثور يضرب لمّا عافت البقر (٢)

__________________

(١) ينظر : شرح الشذور رقم ١٥٧ ، ٣١٥ / أوضح المسالك رقم ٥٠٦ ، ٣ ـ ١٨٢ / قطر الندى ٩١ (هامش).

ترب ، بكسر فسكون : بلدة الرجل ، وقرنه فى السن ، وبفتح ففتح : الفقر والحاجة ، وأصلها : اللصق فى التراب.

(لولا) حرف امتناع لوجود مبنى ، لا محل له من الإعراب غير جازم. (توقع) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (معتر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فأرضيه) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أرضى : فعل مضارع منصوب بعد الفاء بأن مضمرة جوازا ، وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والمصدر المؤول فى محل رفع بالعطف على توقع. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب.

(كنت) كان : فعل جواب الشرط ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان (أوثر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. (إترابا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(على ترب) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ترب : اسم مجرور بعلى ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإيثار.

(٢) شرح شذور الذهب رقم ١٥٨ ، ٣١٦ / قطر الندى ٩١ (هامش) / ضياء السالك رقم ٥٠٧ ، ٣ ـ ١٨٣ / الهمع ٢ ـ ١٧.

٨٥

(أعقل) فعل مضارع منصوب بـ (أن) المضمرة جوازا بعد (ثم) العاطفة على المصدر الصريح (قتل).

ـ أو :

ينصب الفعل المضارع بـ (أن) مضمرة جوازا بعد (أو) العاطفة على مصدر صريح ، كما هو فى قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ) [الشورى : ٥١]. حيث الفعل المضارع (يرسل) منصوب بأن المضمرة جوازا بعد (أو) العاطفة على المصدر الصريح (وحيا) (١).

٣ ـ جزم الفعل المضارع

الجزم خاصّ بالفعل ، وهو فى الفعل نظير الجرّ فى الاسم ، ولا يظهر أثر الجزم صوتيا إلا فى الفعل المضارع إعرابا ، وفى فعل الأمر بناء ، ودراستنا هذه فى جزم الفعل المضارع ، وهو يجزم إذا وقع بعد أدوات خاصة تجمع بين الحرفية والاسمية ،

__________________

ـ (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (وقتلى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قتل : معطوف على اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وهو الفاعل. (سليكا) مفعول به للمصدر قتل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ثم) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (أعقله) أعقل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والمصدر المؤول فى محل نصب بالعطف على المصدر الصريح قتل. (كالثور) الكاف : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الثور : اسم مجرور بعد الكاف ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر إن. أو متعلقة بخبر إن المحذوف. (يضرب) فعل مضارع مبنى للمجهول ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من الثور. (لما) حرف ربط فيه معنى الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. (عافت البقر) عاف : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. البقر : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (١) فى (يرسل) قراءة الرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف ، أو أنه جملة فعلية حالية معطوفة على (وحيا) ، حيث هو مصدر واقع موقع الحال.

٨٦

كما أنها تتنوع إلى : ما يجزم فعلا مضارعا واحدا ، تتمثل فى حروف أربعة ، هى : لم ، ولمّا ، ولام الأمر ، ولا الناهية ، وما يجزم فعلين مضارعين إن وجدا فى التركيب ، وهو أدوات الشرط الجازمة ، وهى أسماء وحروف تبيّن فى موضعها ، كما أنه يجوز أن يجزم المضارع فى جواب الطلب.

علامات الجزم :

يضبط الفعل المضارع أثناء جزمه كما يأتى :

ـ السكون فى آخر الفعل الصحيح الآخر ، نحو : لم يذهب ، لا تلعب ...

وهو ما يمكن أن يطلق عليه حذف الحركة القصيرة من آخر الصحيح الآخر.

ـ حذف حرف العلة من آخر المعتلّ الآخر ، نحو : لم تجر ، لاتله ، لتسع ....

وهو ما يمكن أن نجعله تحويل الحركة الطويلة فى آخر المعتلّ الآخر إلى حركتها القصيرة ، كل من : (يجر ، تله ، تسع) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

ـ حذف النون ، من الأفعال الخمسة ، نحو : لم يلهوا ، لا تنصرفوا ، لتفهمى ....

كلّ من : (يلهوا ، تنصرفوا ، تفهمى) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وكل من : ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

جوازم الفعل الواحد :

ذكرنا أن ما يجزم فعلا مضارعا واحدا أربعة أحرف ، هى :

لام الطلب :

تسمى لام الأمر ، وهى حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب ، يفيد معنى الطلب مع الإثبات (١) ، يكون للمخاطب غالبا ، ولغيره من الغائب والمتكلم كذلك.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٨ ، ٣٥ / المقتضب ٢ ـ ٤٤ / المفصل ٣٢٧ / التسهيل ٢٣٥ / المقرب ١ ـ ٢٧١.

٨٧

ومنه قوله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) [الطلاق : ٧] ، حيث اللام للأمر ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، (ينفق) فعل مضارع مجزوم بعد اللام ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله (ذو) مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة.

وتنطق فى بداية الحديث مكسورة كما هو فى المثال السابق ، وتكون ساكنة أثناء وصل الكلام (١) ، كما فى قوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) [العنكبوت : ١٢].

ولتلحظ نطقها مكسورة فى بداية الكلام أو النطق فى القول : لتفتحوا كتبكم ، حيث تنطق لام الأمر مكسورة ، وهى حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب.

(تفتحوا) فعل مضارع مجزوم بعد لام الأمر ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محلّ رفع ، فاعل.

ولتلحظها ساكنة صامتة أثناء الوصل فى الحديث الشريف : «قوموا فلأصل معكم». حيث تنطق لام الأمر بعد الفاء ساكنة صامتة ، وهى حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب. (أصلّ) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا.

ومنه قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) [العلق : ١٧].

وقد تستعار لام الأمر للدعاء ، أى : تكون للطلب ، فما الدعاء إلا طلب فى استشفاق واستعطاف ، كقولك : ليهده الله ، حيث لام الطلب المكسورة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (يهده) فعل مضارع مجزوم بعد لام الطلب ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وضمير الغائب مبنى فى محلّ نصب ، مفعول به. ولفظ الجلالة (الله) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

ومن الدعاء قوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف : ٧٧].

والطلب إن كان من الأدنى للأعلى سمّى دعاء ، وإن كان من الأعلى إلى الأدنى كان أمرا.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٤ ـ ١٥١ / المقتضب ٢ ـ ١٣٣.

٨٨

ومثال لام الأمر والطلب : (فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ) [الكهف : ١٩].

(فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف : ١١٠].

(وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) [الطلاق : ٧].

(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج : ٢٩](١).

ومنه قولك : لتحرصى على الالتزام التام. لتفهما ما أقول. لتغلق الشباك الخلفى.

(لا) الناهية :

(لا) الطلبية بالنفى ، أى : النهى ، ولذلك فإنها تسمى (لا) الناهية ، ففيها معنى الأمر فى نفى ، حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب ، يجزم الفعل المضارع ، يكون للمخاطب بخاصة.

ومثلها قوله تعالى : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠] ، حيث (لا) الناهية حرف مبنى ، لا محلّ له من الإعراب. (تحزن) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

وقوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(٢) [البقرة : ١٩٥] ، (تلقوا) فعل مضارع مجزوم بعد (لا) الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

__________________

(١) (ليقض) اللام : لام الأمر حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. يقض : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (علينا) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالقضاء. (ربك) رب : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) (أنفقوا) فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

٨٩

ومنه قولك : لا تشركا بالله. لا تهملى أداء واجبك. وقولهم : لا تراعى يا ظئر. لا تغفلوا عن الالتزام التام.

وقد تستعار للدعاء الدالّ على طلب منفى ، ومنه قوله تعالى : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) [البقرة : ٢٨٦] ، فالجملة (لا تؤاخذنا) دعاء فى طلب منفى ، وهو عدم مؤاخذة الله ـ تعالى ـ لنا ، فتكون (لا) ناهية حرفا مبنيا لا محلّ له من الإعراب ، أما (تؤاخذ) فهو فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

ومن استعمالها فى الدعاء قوله تعالى : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)(١) [البقرة : ٢٨٦].

__________________

(١) (ربنا) رب : منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تحمل) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (علينا) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالحمل. (إصرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كما حملته) الكاف : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بما. وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لإصر ، أو متعلقة بنعت محذوف. (حملته) حمل : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (على الذين) على :حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الذين : اسم موصول مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالحمل. (من قبلنا) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. قبل : اسم مجرور بمن ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. أو متعلقة بصلة محذوفة. (ربنا) منادى منصوب ، وضمير مبنى فى محل جر مضاف إليه. (ولا) عاطف وحرف نهى مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (تحملنا) تحمل :محل جر مضاف إليه. (ولا) عاطف وحرف نهى مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (تحملنا) تحمل :فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. (لا طاقة) لا : نافية للجنس حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. طاقة : اسم لا النافية للجنس ، مبنى على الفتح فى محل نصب. (لنا) اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس. أو متعلقة بخبرها المحذوف. (به) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب (الهاء) مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بالخبر المحذوف. وجملة لا النافية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

٩٠

ويندر أن تسبق (لا) الناهية الفعل المسند إلى المتكلم ، وقد وردت فى قول النابغة :

لا أعرفن ربربا حورا مدامعها

كأنّ أبكارها نعاج دوار (١)

حيث (لا) حرف نهى مبنى لا محلّ له من الإعراب. (أعرفن) فعل مضارع مبنى على الفتح فى محل جزم بـ (لا) الناهية ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا.

وقد يحذف مجزومها ويوقف عليها إذا دلّ عليه دليل ، كأن تقول : اشرح لنا الدرس بالتفصيل وإلا فلا ، أى : وإن لم تشرحه بالتفصيل فلا تشرحه.

ومن أمثلة (لا) الناهية :

(وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ)(٢) [المائدة : ٧٧].

(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(٣) [الأنعام : ١٠٨].

__________________

(١) ديوانه ٤٢ / الكتاب ٣ ـ ٥١١.

الربرب : القطيع من البقر الوحشى ، يكنى به عن النساء ، الأبكار : الصغار ، دوار : ما استدار من الجبل ، لا أعرفن : لا تقيموا بهذا المكان فأعرف نساءكم مسبيات.

(لا أعرفن) لا : حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. أعرف : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم بلا الناهية. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والنون الخفيفة للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ربربا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حورا) نعت سببى منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (مدامعها) مدامع : فاعل لحور مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أبكارها) أبكار : اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة (ها) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (نعاج) خبر كأن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (دوار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وجملة كأن مع معموليها فى محل نصب ، نعت ثان لربوب.

(٢) جملة (قد ضلوا) فى محل جر ، نعت لقوم. (قبل) اسم مبنى على الضم ؛ لأنه مقطوع عن الإضافة لفظا لا معنى فى محل جر بمن.

(٣) (فيسبوا) قد تكون الفاء سببية حرفا مبنيا لا محل له من الإعراب. فيكون (يسبوا) فعلا مضارعا منصوبا

٩١

(وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)(١) [البقرة : ٦٠].

(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(٢) [آل عمران : ١٣٩].

(وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٣) [آل عمران : ١٠٢].

(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ)(٤) [آل عمران : ١٩٦].

(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً). [النساء : ٣٦].

(فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً)(٥) [المائدة : ٤٤].

(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) [التوبة : ٨٤].

(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)(٦) [هود : ١١٣].

__________________

بعد فاء السببية ، أو بأن مضمرة بعدها ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وقد تكون الفاء عاطفة فيكون المضارع بعدها مجزوما بالعطف على تسبوا ، وعلامة جزمه حذف النون. (عدوا) قد يكون نائبا عن المفعول المطلق ، حيث السب من جنس العدو ، وقد يكون مفعولا لأجله ، وقد يكون مصدرا واقعا موقع الحال. وفى كل الأوجه يكون منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة. (بغير علم) شبه جملة فى محل نصب ، حال. أو متعلقة بحال محذوفة.

(١) (مفسدين) حال مؤكدة للفعل منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ؛ لأنها جمع مذكر سالم.

(٢) (وأنتم الأعلون) الواو : للابتداء أو واو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. الأعلون : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

(٣) (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تموتن) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وفاعله واو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والضمة دليل عليها. والنون الثقيلة للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إلا) حرف استثناء مهمل يفيد الحصر والقصر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (وأنتم) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (مسلمون) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

(٤) (تقلب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فى البلاد) شبه جملة متعلقة بتقلب.

(٥) (تخشوا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (ثمنا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٦) (فتمسكم النار) الفاء : سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. تمس : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية ، أو بأن المضمرة بعد الفاء ، وعلامة نصبه الفتحة. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (النار) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٩٢

(وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)(١) [النحل : ١٢٧].

(فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)(٢) [الكهف : ٢٢].

(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) [القصص : ٧٧].

(وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [الحجرات : ١٢].

لم :

حرف نفى وجزم وقلب ، وهو خاص بالفعل المضارع ، يدخل عليه فينفى معناه ، ويجزمه ، ويجعل زمنه فى الماضى (٣) ، وهذا المضىّ فى الزمن يكون مقيدا بزمن حدث آخر ظاهر أو مقدر. ولذلك فإن المضارع بعده يكون ماضيا معنويا.

وهو يجعل الماضى مستمرا فى قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص : ٣ ، ٤]. كلّ من : (يلد) ، و (يولد) ، و (يكن) ، فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ؛ لأن كلا منها وقع بعد (لم) ، وهو حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب ، وتلحظ أن النفى بـ (لم) مستمرّ من الماضى إلى الحاضر إلى المستقبل إلى ما لا نهاية.

ويجوز أن ينقطع زمن المنفىّ به عن الزمن الحالى ، ففى قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٤) [الإنسان : ١] ، الإنسان موجود ومذكور منذ أن خلق ، فزمن النفى بها فى الماضى وهو منقطع عن الزمن

__________________

(١) (تك) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. وخبره شبه جملة (فى ضيق) أو ما تعلقت به شبه الجملة من محذوف.

(٢) (تمار) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (مراء) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (تستفت) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

(٣) ينظر : الكتاب ١ ـ ٩٨ ، ١٣٥ / ٣ ـ ١١١ / المقتضب ١ ـ ٤٩ / المفصل ٢٥٢ / التسهيل ٢٣٥ / المقرب ١ ـ ٢٧.

(٤) (هل) حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (على الإنسان) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الإنسان : اسم مجرور

٩٣

الحالى ، و (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (يكن) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر تقديره (هو).

يجوز أن يسبق الحرف الجازم (لم) بأدوات عاملة أو غير عاملة ، ويظلّ أثره الجازم فى الفعل المضارع ، من نحو :

ـ همزة الاستفهام ، كما فى قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الانشراح : ١] ، حيث الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (نشرح) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن.

ـ أداة الشرط ، كما فى قوله تعالى : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) [المائدة : ٦٧] ، (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تفعل) فعل الشرط مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

وقد سمعت غير عاملة فى قول الشاعر :

لو لا فوارس من ذهل وأسرتهم

يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار (١)

__________________

بعلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (حين) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(من الدهر) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الدهر : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لحين. (لم يكن) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يكن : فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (شيئا) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة يكون مع معموليها فى محل نصب ، حال من الإنسان. وقد تجعل فى محل رفع ، نعتا لحين.

(١) ينظر : الجامع الصغير ١٧٥ / شرح شواهد المغنى ٢٣١.

(لولا) حرف امتناع لوجود ، مبنى لا محل له من الإعراب. (فوارس) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف وجوبا. (من ذهل) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذهل : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لفوارس. أو متعلقة بنعت محذوف.

(وأسرتهم) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أسرة : معطوف على ذهل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (يوم الصليفاء)

٩٤

حيث (يوفون) مضارع مسبوق بالحرف الجازم (لم) ، ولم يجزم. وهذا لا يقاس عليه.

لمّا :

حرف نفى وجزم وقلب خاصّ بالفعل المضارع ، يدخل عليه فينفى معناه ، ويجزمه ، ويقلب زمنه إلى الماضى ، إلا أن النفى به يتصل بالزمن الحالى ، أى : زمن الحديث (١) ، ومثاله قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٢) [آل عمران : ١٤٢] ، وفيه (لما) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب ، دخل على الفعل المضارع (يعلم) ،

__________________

يوم : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو متعلق بالخبر المحذوف. وهو مضاف ، و (الصليفاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. وهو مهمل هنا. (يوفون) فعل الشرط مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون حيث أهمل لم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بالجار) الباء ، حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الجار : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بيوفون.

(١) الكتاب ٣ ـ ١١٥ / التسهيل ٢٣٥ / المقرب ١ ـ ٢٧١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٧٤.

(٢) (أم) المنقطعة بمعنى بل ، أو تقدر الاستفهام حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حسبتم) حسب : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطبين (تم) مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن تدخلوا) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. تدخلوا : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول سد مسد مفعولى حسب. (الجنة) منصوب على التوسع فى المفعول ، أو منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولما يعلم الله) الواو : للابتداء أو للحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لما : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يعلم : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون.

وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله : لفظ الجلالة ، فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل نصب مفعول به. (جاهدوا) فعل ماض مبنى على الضّم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (منكم) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بمن. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. (ويعلم) الواو واو المعية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. يعلم : فعل مضارع منصوب بعد واو المعية أو بأن المضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (الصابرين) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

٩٥

فجزمه ، وعلامة جزمه السكون ، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين ، وجعل زمنه للماضى المتصل بالحال ، كما نفى معناه.

ومنه قوله تعالى : (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) [عبس : ٢٣] الحظ جزم الفعل المضارع (يقض) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة (الياء).

ويفرق (لمّا) عن (لم) بما يأتى (١) :

١ ـ زمن النفى بـ (لم) مطلق للماضى ، وقد يكون منقطعا ، وقد يكون مستمرا.

أما النفى بـ (لمّا) فإنه يكون للماضى المتصل بالحال.

٢ ـ لا يسبق (لمّا) أداة شرط بخلاف (لم).

٣ ـ لا يحذف مجزوم (لم) إلا لضرورة ، ولكن (لمّا) قد يحذف المجزوم بها فى فصيح الكلام إذا دلّ عليه دليل ، ومنه قول الشاعر :

فجئت قبورهم بدءا ولمّا

فناديت القبور فلم تجبنه (٢)

أى : ولما أكن بدءا ، أى : مبتدئا.

وتقول : استمعت إلى الدرس ولمّا ، وتقف على الحرف (لمّا) حاذفا مجزومه ، والتقدير : ولمّا أفهمه بعد.

٤ ـ يجوز توقع مجزوم (لمّا) بخلاف (لم) ، ففى قوله تعالى : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات : ١٤] دليل على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد.

ف (لم) نفى للقول : فعل ، (لما) نفى للقول (قد فعل).

ومنه قوله تعالى : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) [ص : ٨].

(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) [الجمعة : ٣].

__________________

(١) ينظر : شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٣٤٦.

(٢) ينظر : الدر المصون ٦ ـ ١٧٢.

٩٦

(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١٤].

وقول النابغة :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

فقلت ألمّا أصح والشّيب وازع (١)

ملحوظة :

(لمّا) غير الجازمة :

قد تأتى (لمّا) بمعنى (حين) فيلزمها فعلان ماضيان ، نحو قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً) [هود : ٥٨].

وقد تأتى بمعنى (إلا) فتدخل على الفعل الماضى مرتبطة بسابق عليها ، نحو قولك : عزمت عليك لمّا فعلت ذلك ، أى : إلا فعلت.

جوازم الفعلين المضارعين :

أدوات الشرط الجازمة من أسماء وحروف تتطلب فعلين ، فإذا كانا مضارعين فإنهما يجزمان ، وإذا كان أحدهما مضارعا فإنه يجزم ـ غالبا ـ شريطة أن تبتدئ

__________________

(١) ديوانه ٥١ / الكتاب ٢ ـ ٢٢٠ / الإنصاف ١ ـ ٥٨ / شرح شذور الذهب رقم ٢٥ ص ٧٨ / ضياء السالك رقم ٣٣٥ ، ٢ ـ ١٩٨.

(على حين) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. حين : اسم مبنى على الفتح فى محل جر بعلى ، ويجوز أن يكون مجرورا بالكسرة على الإعراب. وشبه الجملة متعلقة بسابق. (عاتبت) عاتب : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة (المشيب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (على الصبا) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الصبا : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وشبه الجملة متعلقة بالعتاب. (فقلت) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

قال : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (ألما) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. لما : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أصح) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (والشيب وازع) الواو : للابتداء أو للحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الشيب : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وازع : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

٩٧

جملة الشرط وجملة الجواب بهما ابتداء حقيقيا ومعنويا ، أو تبتدئ إحداهما بالفعل المضارع.

وأدوات الشرط الجازمة هى : إن وإذ ما ، وهما حرفان للتعليق ، من (للعاقل) ، ما ، ومهما (لغير العاقل) متى ، وأيّان وحين (للزمان) ، أين وأنّى وحيثما (للمكان) ، أىّ (للعاقل وغير العاقل والزمان والمكان).

ومثال ذلك : (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ) [المائدة : ١٠١].

(تسألوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (تبد) فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة مبنى للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو.

(أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) [البقرة : ١٤٨].

(تكونوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وفعل جملة الشرط (يأت) مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

(وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ)(١) [البقرة : ٢٧٢].

(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) [الممتحنة : ٢].

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً)(٢) [النساء : ١٤].

__________________

(١) (ما) اسم شرط جازم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (تنفقوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (من خير) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. خير : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، صفة لاسم الشرط ، أو متعلقة بنعت محذوف ، (يوف) فعل جملة جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (إليكم) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بإلى. وشبه الجملة متعلقة بالإيفاء.

(٢) (من) اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ.

٩٨

أيّان ما تزورانا تلقيا كرما. (تزورانا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. وفعل جواب الشرط (تلقيا) مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وألف الاثنين فاعل.

أنّى تسيروا تستمتعوا بالمناظر الخلّابة.

أىّ سائل يسأله يجبه.

أىّ كتاب تستعره تصنه ، وتستفد منه.

أىّ وقت تجتزه تسأل عنه أمام الخالق.

أىّ مكان تعمّره يكن شاهدا لك.

جزم المضارع فى جواب الطلب :

إذا احتسب الفعل المضارع جوابا للطلب السابق عليه فإنه يجزم ، ويكون جزمه إما على أنه جواب الطلب ، فهو جواب وجزاء ، وإما على أنه جواب لشرط محذوف يقدر من الطلب ، وتدرس الفكرة فى التركيب الشرطى.

ومثال ذلك : الزم الصدق تنج. (تنج) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ؛ لأنه جواب الطلب ، أو جواب لشرط محذوف تقديره : إن تلزم الصدق تنج ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت.

لعلنا نعبد الله حقّ العبادة نفز فى الدنيا والآخرة (١). (نفز) فعل مضارع مجزوم فى جواب الطلب بالرجاء ، أو جواب شرط محذوف ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن.

__________________

(١) الجملة الفعلية (نعبد) فى محل رفع ، خبر لعل. (حق) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (العبادة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٩٩

استقم تنل احترام غيرك. (استقم) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. أما (تنل) فهو مضارع مجزوم فى جواب الأمر ، أو جواب شرط محذوف ، وعلامة جزمه السكون.

لا تهمل حقوق غيرك يحترموك. (يحترموك) فعل مضارع مجزوم فى جواب النهى ، أو جواب شرط محذوف ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

هل من سائل أعطه؟ وهل من مستفهم أجبه؟

٤ ـ بناء الفعل المضارع

يبنى الفعل المضارع إمّا على السكون ، وإمّا على الفتح ، وذلك على النحو الآتى :

بناء الفعل المضارع على السكون :

يبنى المضارع على السكون إذا أسند إلى نون النسوة ، وتكون نون الإناث ضميرا مبنيا فى محل رفع ، فاعل ، مثال ذلك قوله تعالى : (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) [الطلاق : ٤]. (يحضن) يحيض فعل مضارع مبنى على السكون فى محل جزم بعد لم ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يضعن) يضع فعل مضارع مبنى على السكون ، فى محلّ نصب بعد (أن) ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محلّ رفع ، فاعل.

ومنه : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَ) [البقرة : ٢٨]. (يتربصن) يتربص : فعل مضارع مبنى على السكون فى محل رفع ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يكتمن) يكتم : فعل مضارع مبنى على السكون فى محل نصب بعد أن ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

١٠٠