النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

ـ أن يكون الضمير منسوبا بالحرف ، نحو : السمن منوان بدرهم ، أى : منوان منه ، حيث (السمن) مبتدأ ، خبره الجملة الاسمية (منوان بدرهم). أما الضمير العائد فهو المحذوف فى شبه الجملة المقدرة (منه).

ومنه قوله تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى : ٤٣].

حيث (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الاسمية المنسوخة (إن ذلك لمن عزم) ، والتقدير : إن ذلك الصبر منه ، فحذف الضمير لنسبه بحرف الجرّ ، وجاز حذفه لدليل عليه دون التباس فى المعنى (١).

ويجوز أن تقول : البرتقال قفص بعشرة جنيهات (٢). أى : قفص منه.

ـ أن يكون الاسم ممّا له الصدارة في الجملة ، كأسماء الاستفهام وأسماء الشرط وما يلحق بهما ، ويذكر بعده جملة فعلية ، ويكون الاسم صالحا للمفعولية ، نحو قولك : كم جنيها أنفقت؟ ، فإذا احتسبتها جملة فعلية كانت (كم) مفعولا به ، وإذا جعلتها اسمية كانت (كم) مبتدأ ، ولزم إضمار عائد فى جملة الخبر (أنفقت) ، والتقدير : أنفقته.

ومنه قولك : من صاحبت؟ ما فعلت اليوم؟ والتقدير : صاحبته ، فعلته.

ومنه أن تقول : من أصادق أكن وفيا ، والتقدير : من أصادقه أكن وفيّا له ، حيث احتسبنا اسم الشرط (من) مبتدأ فى محلّ رفع ، فقدرنا عائدا فى جملة الشرط يعود عليه ، واحتسب مفعولا به للجملة الفعلية (أصادق) ، ومثل ذلك فى جملة الجواب : أكن وفيا له.

ـ أن يكون الضمير فى جملة فعلية تقع خبرا عن اسم فيه معنى العموم أو معنى الإبهام ، من نحو لفظ (كل) ، أو ما هو شبيه به ، كقولك : كلّ أحترم ، والتقدير : أحترمه ، حيث (كل) مبتدأ ، وهو اسم يدل على العموم ، خبره الجملة الفعلية (أحترم) ، وفعلها يحتاج إلى مفعول به ، وهو الضمير المحذوف العائد على المبتدإ.

__________________

(١) يجوز أن تجعل اسم الإشارة مشارا به إلى الاسم الموصول المبتدإ ، فيكون رابطا الجملة الخبر بالمبتدإ ؛ ويكون التقدير : إن ذلك لمن ذوى عزم الأمور. وهو على حذف مضاف.

(٢) يجوز أن تنطق قفصا منصوبا على الحالية ، حيث تكون حالا جامدة.

٨١

ومنه قراءة ابن عامر (١) : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) [الحديد : ١٠] برفع (كل) ، وتوجه على أنها مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية بعدها ، فيقدر ضمير رابط. أى : وعده.

وقول أبى النجم العجلى :

قد أصبحت أمّ الخيار تدّعى

علىّ ذنبا كلّه لم أصنع (٢)

والتقدير : كلّه لم أصنعه.

أما قول النمر بن تولب :

فيوم علينا ويوم لنا

ويوم نساء ويوم نسرّ (٣)

فالتقدير فيه : نساء فيه ، ونسر فيه ، حيث (يوم) مبتدأ فى الموضعين من الشطر الثانى ، وهو اسم نكرة مبهم ، خبره الجملتان الفعليتان (نساء ، نسر) ، فلزم تقدير عائد يحتمله التركيب لفظا ومعنى ، ويكون مسبوقا بحرف الجرّ (فى).

__________________

(١) ينظر : البحر المحيط ٨ ـ ٢١٩.

(٢) الكتاب ١ ـ ٤٤ / الخصائص ١ ـ ٢٩٢ / المحتسب ١ ـ ٢١١ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٣٠ / شفاء العليل ١ ـ ٢٩١.

(قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (أصبحت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (أم) اسم أصبح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (الخيار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تدعى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر أصبح. (علىّ) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالادعاء. (ذنبا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(كله) كل : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (أصنع) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر من أجل الروى ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، وفيه ضمير محذوف فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية (كله لم أصنع) فى محل نصب نعت لذنب.

(٣) الكتاب ١ ـ ٨٦ / الأغانى ٨ ـ ١٩ / شفاء العليل ١ ـ ٢٩٠.

ينسب للنمر بن تولب ، أو لامرئ القيس.

٨٢

ومن ألفاظ العموم والافتقار (أىّ) ، تقول : أيّهم سألنى أعطى ، أى : أعطيه ، فحذف الضمير العائد المفعول به ؛ لأن المبتدأ لفظ دالّ على العموم ، و (أى) مبتدأ خبره الجملة الفعلية (أعطى).

ب ـ ضعف حذف العائد :

يضعف حذف العائد إن كان مفعولا به أو متعلقا ، والمبتدأ اسم غير دال على العموم ، أو غير مبهم. نحو محمد كافأته ، محمد أثنيت عليه.

ج ـ ما يغنى عن العائد :

قد لا يذكر الضمير العائد على المبتدإ إذا كان الخبر جملة ، كما أنه لا يقدر محذوفا ؛ ذلك لأنه يوجد ما يغنى عنه لفظيا أو معنويا ، على النحو الآتى :

١ ـ اسم الإشارة :

يغنى اسم الإشارة عن ذكر الضمير العائد الرابط جملة الخبر بالمبتدإ ، كما هو فى قوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف : ٢٦].

ويشترط بعض النحاة أن يكون المبتدأ ـ حينئذ ـ مخصصا بالوصف أو الإضافة ، أو أن يكون اسما موصولا ، واسم الإشارة يكون للبعيد.

ومنه : حبذا صفة الإخلاص. حيث من أوجه إعراب (الإخلاص) أنه مبتدأ مؤخر ، خبره المقدم جملة المدح (حبذا) (١) ، وقد أغنى عن العائد فيها عموم الإشارة.

٢ ـ تكرار المبتدإ بلفظه ومعناه فى الخبر الجملة :

نحو : (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ) [القارعة : ١ ، ٢] ، حيث المبتدأ (القارعة) خبره الجملة الاسمية الاستفهامية (ما القارعة؟) ، وتلحظ أن الرابط بينهما تكرر المبتدإ (القارعة) لفظا ومعنى.

__________________

(١) يعرب المخصوص بالمدح أو الذم على ثلاثة أوجه :

أ ـ أن يكون مبتدأ مؤخرا ، خبره المقدم جملة المدح أو الذم.

ب ـ أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف ، يقدر ضميرا.

ج ـ أن يكون مبتدأ خبره محذوف ، يقدر بالممدوح أو المذموم.

٨٣

ومثله قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ)(١) [الحاقة : ١ ، ٢]. (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) [الواقعة : ٢٧]. (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) [الواقعة : ٤١].

٣ ـ اشتمال جملة الخبر على اسم أعمّ من المبتدإ :

إذا تضمنت جملة الخبر اسما معناه أعمّ من المبتدإ فإنه يستغنى عن الضمير الرابط ؛ نظرا لتكرر المبتدإ الخاصّ فى الاسم الأعمّ المشتمل عليه. كأن تقول : محمد نعم الطالب ، حيث (محمد) مبتدأ ، خبره جملة المدح (نعم الطالب) ، وليس فيها ضمير رابط عائد إلى المبتدإ ؛ لأن فاعلها (الطالب) اسم جنس ، فهو أعمّ من المبتدإ (محمد) ، وقد اشتمله ، حيث محمد الطالب يدخل فى معنى جنس الطالبية.

ومنه قول ابن ميادة :

ألا ليت شعرى هل إلى أمّ معمر

سبيل فأمّا الصبر عنها فلا صبرا (٢)

__________________

(١) (الحاقة) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ما) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو مبتدإ ثان. (الحاقة) مبتدأ ثان مؤخر ، أو خبر المبتدإ الثانى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول.

(٢) الكتاب ١ ـ ٣٨٦ / الأغانى ٢ ـ ٨٩ / الدرر ٢ ـ ١٦ / شواهد المغنى للسيوطى ٢٩٦.

(ألا حرف استفتاح وتنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. (ليت) حرف تمن ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (شعرى) اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وشعر مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. وخبر ليت محذوف ، أو هي لا تحتاج إلى خبر. لأن الأسلوب تعجبى. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب.

(إلى) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (أم) اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. وأم مضاف و (معمر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(سبيل) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فأما) الفاء : تعقيبية عاطفة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (الصبر) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عنها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالصبر. (فلا) الفاء : حرف جواب وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (صبرا) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. والألف للإطلاق. وخبر لا محذوف تقديره : موجود. وجملة لا النافية مع معموليها فى محل رفع خبر الصبر.

٨٤

حيث المبتدأ (الصبر) خبره جملة (لا) النافية للجنس ، واسمها (صبر) اسم جنس ، فهو أعمّ من المبتدإ ويشتمل عليه ؛ لذا لم تحتج جملة الخبر إلى ضمير يعود على المبتدإ ، وتلحظ أن الصبر الأول غير الصبر الثانى ، فالأول صبر خاص بالشاعر ، وتقديره : (صبرى) ، أما الثانى فهو اسم جنس لكل ألوان الصبر.

ومنه قول الشاعر :

فأما الصدور فلا صدور لجعفر

ولكنّ أعجازا شديدا صريرها (١)

حيث (الصدور) مبتدأ ، خبره ما بعد فاء الجزاء ، والجواب (لا صدور لجعفر) ، وهو جملة (لا) النافية للجنس ، وليس فيها ضمير عائد لاشتمالها على اسم أعمّ من المبتدإ ، وهو اسم (لا) النافية للجنس.

ويمكن أن يكون منه قوله ـ تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف : ١٧] ، حيث الاسم الموصول (الذين) فى محل رفع مبتدإ ، خبره جملة (إن) مع معموليها (إنا لا نضيع) ، وقد تضمنت اسما أعمّ من المبتدإ ، وهو (المصلحين) حيث إن معناه أعمّ من معنى المبتدإ.

ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص :

فأما القتال لا قتال لديكم

ولكنّ سيرا فى عراض المراكب (٢)

__________________

(١) (أما) حرف فيه معنى الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. (الصدور) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(فلا) الفاء حرف جواب وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (صدور) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (لجعفر) اللام حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. جعفر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة في محل رفع خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر محذوف. (ولكن) الواو حرف تعقيبى مبنى لا محل له من الإعراب.

لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (أعجازا) اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(شديدا) نعت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (صريرها) صرير : فاعل لشديد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. أما خبر لكن فمحذوف.

(٢) (أما) حرف فيه معنى الشرط والتفصيل والتنويع مبنى لا محل له من الإعراب. (القتال) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لا قتال) لا : حرف ناف للجنس مبنى لا محل له من الإعراب. قتال : اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. (لديكم) لدى : ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، وهو

٨٥

حيث (القتال) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة المنسوخة (لا قتال لديكم) ، ولا يوجد فى جملة الخبر عائد ؛ لاشتمالها على اسم أعمّ من المبتدإ ، وهو (قتال) حيث إنه اسم جنس.

٤ ـ ذكر الضمير العائد فيما يتعلق بجملة الخبر :

سواء أكان تعلقا عن طريق الفضلات كالحالية ، أم عن طريق الرابط كالتابع ، أم عن طريق الشرط ، أم من أى طريق آخر من طرق التعلق والربط.

فيغنى عن ذكر الضمير العائد الرابط جملة الخبر بالمبتدإ ذكره فى جملة معطوفة على جملة الخبر ، كما هو فى قول ذى الرمة :

وإنسان عينى يحسر الماء تارة

فيبدو وتارات يجمّ فيغرق (١)

__________________

مضاف وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع خبر لا النافية للجنس فى محل رفع ، أو متعلقة بخبرها المحذوف. ولا النافية مع معموليها فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

(ولكن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (سيرا) اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فى عراض) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. عراض : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالسير.

(المراكب) مضاف إلى عراض مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وخبر لا النافية محذوف تقديره : لكم ، أو : منكم. ويجوز أن تجعل التقدير : ولكنكم تسيرون سيرا ، فيكون اسم لكن محذوفا ، ويكون خبرها جملة فعلية محذوفة ، ويكون (سيرا) منصوبة على المصدرية.

(١) ديوانه ٣٩١ / المقرب ١ ـ ٨٣ / المغنى ٢ ـ ٥٥٤ / الدرر ٢ ـ ١٧

يحسر : يتكشف فيزول ، يجم : يكثر فيفيض.

(إنسان) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (عين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر مضاف إليه. (يحسر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الماء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدإ. (تارة) نائب عن المفعول المطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يكون منصوبا على الظرفية. (فيبدو) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى لا محل له من الإعراب. يبدو : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على إنسان. والجملة معطوفة على جملة الخبر فى محل رفع. (وتارات) الواو : حرف عطف مبنى لا محل لها من الإعراب. تارات : معطوف على تارة منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة. (يجم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على الماء. (فيغرق) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. يغرق : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على إنسان العين.

٨٦

أى : إنسان عينى يبدو عند ما يحسر الماء تارة ، ويغرق عند ما يجم الماء تارات.

حيث (إنسان) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (يحسر الماء) ، وهى خالية من الضمير العائد الرابط ، لكنه موجود فى الجملة المعطوفة عليها (يبدو) ، لذا جاز الاستغناء عنه فى جملة الخبر.

ومثله أن تقول : المدرس أجاب الطالب وكافأه. محمد جاء الزائر واستدعاه.

وإن قلت : علىّ يلعب محمود إن لعب ، أى : إن لعب على. فـ (على) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (يلعب محمود) ، وهى خالية من الضمير الرابط العائد على المبتدإ ، لكنها تدلّ على جملة جواب الشرط المذكور بعدها (إن لعب) ، وجملة الشرط تتضمن ضميرا مستترا يعود على (على) ، لذا جاز الاستغناء عن الضمير الرابط فى جملة الخبر.

فإذا قيل : حسن الجارية أعجبتنى هو ، فإن فيه المبتدأ (حسن) خبره الجملة الفعلية (أعجبتنى) ، وهى خالية من الضمير العائد ، لكنه موجود تابعا لفضلة فيها ، حيث (هو) بدل اشتمال من الفاعل الضمير المستتر فى جملة الخبر.

ولو قلت : محمد يتحدث علىّ مدافعا عنه ، فإنك تلحظ أن جملة الخبر خالية من الضمير العائد ، ولكنه مذكور فى المتعلق (عنه) بالحال (مدافعا) المذكورة فى جملة الخبر.

ولتلحظ الأمثلة الآتية لتستنتج مثل ذلك : ـ سمير أقبل محمود إليه.

ـ سعاد أضناك حبّها.

ـ التفوق الإخلاص سبيل مؤكد الحصول إليه.

ـ محمد استمعت إلى من يتحدث عنه.

ـ أخى انتقلت إلى منزل يمتلكه.

ـ الجملة يسلم المعنى إن سلم بناؤها.

٨٧

ـ محمد أكرمت عليّا أخاه.

ـ الجار سلمت على محمود أبيه ، أى : أبى الجار.

ـ الطالب استقبلت عليّا وأخاه : أى أخا الطالب.

٥ ـ الخبر الجملة هو المبتدأ معنى :

يستغنى عن الضمير العائد إذا كان الخبر الجملة هو المبتدأ نفسه فى المعنى ، وذلك بأن تكون مفسرة له ، ويكون ذلك فيما إذا كان المبتدأ ضمير الشأن ، كما هو فى قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) [الصمد : ١] ، حيث (هو) ضمير الشأن مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ. خبره الجملة الاسمية (الله أحد) ، وهى مفسرة لضمير الشأن.

ومنه قولك : نطقى الله حسبى. (نطق) مبتدأ مرفوع مقدرا ، خبره الجملة الاسمية (الله حسبى) ، هى المبتدأ نفسه فى المعنى.

فى قوله تعالى : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الأنبياء : ٩٧] ؛ يكون الضمير (هى) ضمير القصة مفسرا بالخبر (شاخصة أبصار) ، وهو جملة اسمية مكونة من خبر مقدم (شاخصة) ، ومبتدإ مؤخر (أبصار) ، ولم يتضمن ضميرا عائدا ؛ لأن الخبر الجملة مفسر لضمير القصة ، ويجوز أن تجعل (شاخصة) مبتدأ ، فيكون (أبصار) فاعلا سدّ مسدّ الخبر.

ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم : «أفضل ما قلته أنا والنبيّون من قبلى : لا إله إلا الله» ، وفيه (أفضل) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة (لا إله إلا الله) ، ولم يحتج إلى رابط لكون الخبر هو المبتدأ نفسه فى المعنى.

قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس : ١٠] يجوز فيه أن تجعل (أن) مخففة من الثقيلة ـ وهو الأرجح ـ فيكون اسمها محذوفا ضمير الشأن ، وخبرها الجملة الاسمية (الحمد لله) ، وقد خلت من الضمير لأنها مفسرة لضمير الشأن ، وإن قدرت (أن) مفسرة فإن الجملة الاسمية (الحمد لله) تكون خبرا للمبتدإ (آخر) ، وقد خلت من الضمير العائد ؛ لأنها المبتدأ نفسه فى معناه.

٨٨

ومنه قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف : ١٧٠] ، حيث الاسم الموصول (الذين) مبتدأ مبنى فى محلّ رفع ، خبره جملة (إن) مع معموليها (إنا لا نضيع أجر المصلحين) ، وقد استغنى عن الضمير الرابط لتكرار معنى المبتدإ فى الخبر ، فالذين يمسكون بالكتاب هم المصلحون. وهذا أحد الأوجه فى الرابط (١). ومثل ذلك قولك : زيد قام أبو عبد الله ، وأبو عبد الله هو زيد.

ثالثا : الخبر شبه الجملة

النوع الثالث من أنواع الخبر اللفظية هو أن يخبر عن المبتدإ بشبه الجملة (الظرف أو الجار والمجرور) ، شريطة أن تؤدى شبه الجملة مع المبتدإ معنى تاما ، فيقال : محمد فى الحجرة ، والمدرس بين طلابه ، والكتاب فوق المكتب. حيث كلّ من شبه الجملة : فى الحجرة ، بين طلابه ، فوق المكتب إخبار عن المبتدإ السابق لها ، وأحرف الجر التى تقع خبرا عن المبتدإ : من وإلى وفى واللام والباء والكاف وعلى ، وعن.

والنحاة يختلفون فيما بينهم فى كون شبه الجملة خبرا عن المبتدإ على النحو الآتى :

أ ـ يذهب الأخفش والفارسىّ والزمخشرىّ إلى تقدير (كان) أو (استقر) ، وتبعهم ابن الحاجب فى ذلك (٢) ، وحينئذ تكون (كان) أو (استقر) هى العامل فى شبه الجملة ، وتكون جملتها خبر المبتدإ.

ب ـ يذهب جمهور البصريين إلى تقدير (كائن) أو (مستقر) ، ويعزى ابن مالك هذا الرأى إلى سيبويه.

__________________

(١) من الأوجه الأخرى :

ـ أن الرابط ضمير محذوف ، والتقدير : المصلحين منهم.

ـ أن أداة التعريف قائمة مقام الضمير الرابط عند الكوفيين ، والتقدير : أجر مصلحيهم.

ـ الرابط هو العموم ، حيث المصلحون أعم من الذين يمسكون بالكتاب.

(٢) ينظر : المفصل ٢٤ / التسهيل ٩ / شرح المفصل ١ ـ ٩٠ الهمع ١ ـ ٩٨.

٨٩

أما الكوفيون فإنهم يذهبون إلى أن العامل فيهما معنوى ، وهو مخالفتهما للمبتدإ (١).

ويختار ابن مالك أن يكون العامل اسم فاعل من الكون مطلقا ، ويرفض أن يكون العامل فعلا أو المبتدأ أو المخالفة (٢).

وخلاف النحاة السابق يؤدى إلى خلافهم فى تحديد الخبر : فيذهب ابن كيسان إلى أن الخبر هو العامل المحذوف ، أما تسمية الظرف أو الجارّ والمجرور بالخبر فإنه على سبيل المجاز.

ويفهم من كلام ابن مالك أن الخبر محذوف ، وذلك فى قوله : وما يعزى للظرف من خبرية وعمل فالأصحّ كونه لعامله ، وربما اجتمعا لفظا (٣).

أما الفارسى وابن جنى فقد ذهبا إلى أن الظرف حقيقة ، وعلى ما سبق فإن البصريين يقررون أن الخبر إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا فإنه يتحمل ضمير المبتدإ كالمشتق ، سواء تقدم أم تأخر.

أما الفراء فقد ذهب إلى أنه لا ضمير فيه إلا إذا تأخر ، ويذهب إلى ذلك ابن خروف.

وعلينا أن نبدى عدة ملحوظات :

ـ إذا أمعنا النظر فى دلالات حروف الجرّ والظروف فإننا نجد أن كلّا منها يؤدى معنى مقصودا دونما تقدير محذوف ؛ لأن كلّا منها موضوع فى اللغة لأداء معنى يتحدد باستخدامه ذاته.

ـ هذا المعنى الكامن فى كلّ حرف أو ظرف يقيّد دلالة مقصودة فى غيره ، فحروف الجرّ والظروف إنما هى من طرق تقييد دلالة الكلمة فى اللغة العربية. ولا يفهم أىّ منها إلا من خلال ما قيدته.

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ١٦٦.

(٢) ينظر : التسهيل ٤٨.

(٣) التسهيل : ٤٨.

٩٠

ـ المبتدأ إنما هو مقيّد بالخبر ؛ لأن الإخبار أو الاستخبار إنما هو إنباء أو استنباء بمحدد عما يمكن جعله عاما فى الأحداث ، فإذا قلت : الطالب أو : محمد ؛ فإنه يجوز أن تسند إلى أىّ منهما أحداثا أو صفات كثيرة ، فيتحدد ذلك بذكر الخبر ، كأن تقول : مجدّ ، أو : فى القاعة ... إلخ. وتستطيع أن تفهم ذلك فيما إذا قلت : من؟ أو : ما؟ ، حيث كلّ منهما اسم عام فى الاستنباء به ، تتحدد جهته ويتقيد بذكر ما عدّوه خبرا ـ على غير رأى جمهور النحاة ـ وهو قولك مثلا : جاء؟ أو : هذا؟ أو غير ذلك.

ـ ذكرنا أن الخبر معنويا إما أن يكون وصفا للمبتدإ ، وإما أن يكون زمانه أو مكانه ، أما الوصفية. فتؤديها الصفات المشتقة ، وما يؤول إليها من مصادر أو جمل ، لكن الزمانية والمكانية وما قد يخرج عنهما من معان أخرى يؤدى معناها حروف الجرّ والظروف ، سواء أكان ذلك دلالة حقيقية أم دلالة مجازية ، ما دامتا زمانية عامة ، ومكانية عامة للمبتدإ ، أو معنى عاما آخر للمبتدإ ، كأن تقول : الرجل فى الدار ، محمد فوق أقرانه ، خروجنا عصرا ، الوصول بالسيارة ، السمع بالأذن.

لكنه إذا كان أىّ منها خاصّا ، فإن ما يخصصه يذكر إخبارا ، كأن تقول : محمد خرج من الحجرة ، ودخل فى البهو. مقابلتنا تتم ليلا ... إلخ.

ومن الملحوظات السابقة يتبين لنا أن شبه الجملة بذاتها تؤدى معنى الإخبار دون حاجة إلى تقدير محذوف من الكونية أو الاستقرارية ، ولتلحظ أنه لا فرق فى العلاقات المعنوية بين شبه الجملة وما قبلها فى قولنا : نتقابل فى القاعة.

المقابلة فى القاعة.

محمد فى القاعة.

وبالتالى لا يكون هناك فرق فى العلاقات النحوية ، ويبدو ذلك واضحا إذا استحضرنا إرادة الإخبار بالمعنى العام غير إرادة معنى خاص.

يذكر السيرافى : «وذهب البصريون أنّا إذا قلنا : زيد استقر خلفك ؛ أن فى استقر ضميرا مرفوعا باستقر هو فاعله ، وخلفك منصوب به ، وفى كلام سيبويه

٩١

ما ظاهره ملتبس ؛ لأنه جعل ما قبل الظرف هو العامل ، فيجىء على هذا إذا قلت : هو خلفك ؛ أن كون الناصب لخلفك هو زيد إذا قلت : زيد خلفك» (١).

ومن قول السيرافى يظهر لنا أن سيبويه لا يقدر محذوفا فيما إذا كان الخبر شبه جملة.

ويبدو أن البحث عن عامل لائق هو الذى دفع جمهور النحاة إلى تقدير محذوف ، سواء أكان صفة مشتقة أم فعلا ، فكلاهما عامل ، وقول السيرافى

السابق دليل على ذلك ، وأىّ عامل يبحث عنه النحاة؟ والظروف فى اللغة العربية منصوبة دائما ، وما بعد حروف الجرّ مجرور دائما ، ولما ذا لا يكون العامل فى شبه الجملة هو ما تممّ معناه ، وما عنه تخبر؟

الإخبار بشبه الجملة عن الاسم الجامد :

لا يجوز الإخبار بشبه الجملة إلا إذا كانت تامة ، أى : تفيد معنى تامّا مع المبتدإ ، ونتذكر أن الاسم الجامد على ضربين : اسم ذات أو هيئة أو جثة أو عين ، واسم معنى أو مصدر أو حدث ، وليست شبه الجملة صالحة معنويّا للإخبار بها عن نوعى الاسم فى كلّ الحالات ، إذ لا تفيد أو لا تكون تامة فى كلّ أحوال الإخبار بها ، ذلك على النحو الآتى : ـ اسم المعنى أو الحدث يجوز الإخبار عنه بالجار والمجرور والظرف بنوعيه ، فيقال : العلم فى الكتب ، الصداقة الحاقة بين الأوفياء ، الإظلام مساء ، إذ المبتدآت (العلم ، الصداقة ، الإظلام) أسماء معان قد أخبر عنها بأشباه الجمل (فى الكتب ، بين ، مساء) ، الأولى جار ومجرور ، والثانية ظرف مكان ، والثالثة ظرف زمان.

ـ أما اسم الذات أو العين فإنه لا يخبر عنه إلا بالجار والمجرور وظرف المكان فقط ، فيقال : الطلبة فى القاعة ، الكتاب بين يديك ، حيث كلّ من (الطلبة ، والكتاب) مبتدأ ، وهو اسم عين ، وقد أخبر عنهما بالجار والمجرور (فى القاعة) ، وظرف المكان (بين).

__________________

(١) هامش الكتاب ١ ـ ٤٠٤.

٩٢

ولا يخبر عن اسم العين بظرف الزمان ؛ لأنه لا يفيد معنى.

ذلك لأن الأحداث يجوز أن تقع أو أن تكون فى أماكن دون أماكن ، وفى أزمنة دون أزمنة ؛ إذ إن كلّ حدث له مكانه الخاصّ به ، وكذلك زمانه الخاصّ به ؛ لذا جاز الإخبار عنه بظرفى الزمان والمكان ، إذ يفيد كلّ منهما معنى.

أما الذوات أو الجثث فإنها بالضرورة لها زمن واحد ، فاللحظة الواحدة يشترك فيها كلّ الذوات أو الجثث بالضرورة ، وإلا أصبحت منعدمة الوجود ، إذن لا تختص الذات بزمن دون زمن ما دامت فى الوجود الدنيوى ، ولكن لكلّ منها مكان خاصّ به بالضرورة ، حيث لا يشترك أكثر من ذات فى مكان واحد ، لذا فإن الإخبار بالزمان عن الذوات غير مفيد ، لكن الإخبار عنها بالمكان يفيد ، ولذلك فإنه لا يخبر عن اسم العين بظرف الزمان ، ويخبر عنه بظرف المكان.

وقد يفهم من ابن يعيش مثل هذا فى قوله : «الزمان لا يختص بشخص دون شخص فلا يحصل به فصل» (١).

وما سمع من الإخبار بالزمان عن ذوات فإن النحاة يقدرون له محذوفا اسم معنى ، ذلك فى قولهم : الليلة الهلال. اليوم خمر وغدا أمر. حيث التقدير : الليلة رؤية الهلال ، اليوم شرب خمر ، وغدا وقوع أمر.

ويكون من ذلك : البرتقال فى الشتاء ، ونحن فى أبريل ، والعنب فى يوليو ، والتقدير : ظهور ... ، أو ما يماثل ذلك.

ملحوظتان :

أولاهما : مساحة حدوث المبتدإ فى الخبر ، وعلاقة ذلك بالإعراب :

إذا كان الخبر ظرف زمان نكرة ووقع المبتدأ فى جميعه أو أكثره رجح رفعه ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف : ١٥] ، حيث (حمل) مبتدأ مرفوع خبره (ثلاثون) ، وقد وقع الحمل وما عطف عليه من الفصل فى جميع زمن الخبر ، فرفع.

__________________

(١) شرح المفصل ٣ ـ ٥٣.

٩٣

ومنه قوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) [البقرة : ١٩٧].

ويجوز فى الخبر النكرة حينئذ النصب ، كما يجوز فيه الجرّ بـ (فى) الظرفية ، فتقول : مجيئك يوما ما ، أو : فى يوم ما.

فإن كان المعنى كذلك والخبر معرفة ترجح النصب ، وجاز الرفع مرجوحا ، نحو قولك : سفرك يوم الخميس ، أو : اليوم ، النصب أغلب فى الخبر.

لكن إذا كان المبتدأ واقعا فى بعض زمان الخبر النكرة أو المعرفة فإن النصب يكون أجود ، فتقول : الزيارة يوم الخميس ، أو : يوما قريبا ، ويجوز الرفع لكن النصب أكثر.

فإن كان الخبر ظرف مكان متصرفا نكرة فإن الرفع فيه راجح ، فتقول : هؤلاء جانب وأولئك جانب آخر. (برفع جانب)

فإن كان الخبر ظرف مكان متصرفا معرفة كان النصب أجود ، فتقول : محمد خلفك ، وعلىّ أمامك. (بنصب خلف وأمام).

فإن كان الخبر ظرفا غير متصرف لزم النصب ، نحو : محمد عندك ، والأستاذ بين طلبته ، بنصب (عند ، وبين).

ثانيتهما : المبتدأ هو الظرف فى المعنى وعلاقة ذلك بالإعراب

إذا قلت : ظهرك خلفك ، وأردت أن الخلف منك هو الظهر رفعت ، أما إذا أردت أن الظهر يقع فى خلفك ؛ فقد قصدت الظرفية ؛ فإنك تنصب.

ومنه أن تقول : رجلاك أسفلك (بالرفع أو بالنصب تبعا للمعنى المراد).

فإن كان الظرف غير متصرف (أى : وضع للظرفية دون غيرها) لزم النصب ، نحو : رأسك فوقك ، ورجلاك تحتك ، بنصب (فوق وتحت).

وقد قرئ قوله تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢] بنصب (أسفل) ورفعه.

٩٤

تعدد الخبر

ذكرنا أن الخبر إنما هو صفة أو بمثابة الصفة للمبتدإ ، سواء أكانت صفة لازمة أم غير لازمة ، ولما جاز أن يكون للاسم الواحد أكثر من صفة جاز أن يخبر عن المبتدإ الواحد بأكثر من خبر ، بشرط التلاؤم المعنوى كعدم التناقض ، وكلّها أمور بدهية.

من أمثلة تعدد الخبر لمبتدإ واحد قوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [البروج : ١٤ ـ ١٦]. حيث كلّ من (الغفور ، الودود ، ذو ، المجيد ، فعال) خبر عن المبتدإ الضمير (هو).

ومنه قولك : محمد كاتب شاعر مدرس للغة العربية.

كما أنه قد يتعدد الخبر مع اختلاف نوعه اللفظى ، كأن تقول : (الأسد فى القفص ، حول رقبته شعر كثيف ، مرعب المنظر مخيف ، ينظر فى شزر إلى المتفرجين ، يروح ويغدو مغضبا). كل من شبه الجملة (في القفص) ، والجملة الاسمية (حول رقبته شعر) ، والاسمين (مرعب ، مخيف) ، والجملة الفعلية (ينظر) ، والفعلية (يروح) خبر للمبتدإ (الأسد).

والنحاة يقفون إزاء قضية تعدد الخبر فى رأيين :

أولهما : يرى أصحابه جواز تعدد الخبر لمبتدإ واحد ، وعلى هذا فإن الأخبار التالية للخبر الأول تعرب خبرا ثانيا فخبرا ثالثا ... إلخ. والمبتدأ واحد ، وهو المذكور في بداية الجملة.

والآخر : يذهب أصحابه إلى امتناع تتعدد الخبر لمبتدإ واحد ، وإنما يكون لكل مبتدإ خبر واحد ، فإذا تعددت الأخبار لفظا وتوالت فإنه يقدر لكلّ خبر مبتدأ ، يعود على المبتدإ المذكور في بداية الجملة الاسمية.

ولكن إذا كان الخبر متعددا معبرا عن معنى واحد فإنه يجوز ، كما فى القول : الرمان حلو حامض ، أى : مزّ (١) ، وقد رفع سيبويه الخبر الثانى جامعا بين الرأيين السابقين (٢).

__________________

(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٨٦.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٨٦ ..

٩٥

لكننا نذكّر بأن الشىء الواحد يجوز أن تعدد صفاته ، ولما كان الخبر بمثابة الصفة جاز أن يتعدد الخبر لمبتدإ واحد ، ويكون ذلك فى صورتين : أولاهما : تعدد الخبر بدون استخدام أداة ربط أو مشاركة ، كما ذكر سابقا.

ويكون ذلك واجبا فيما يأتى : ـ أن تكون الأخبار المتعددة معبرة عن حقيقة واحدة ، كما يذكر في القول : الرمان حلو حامض أى : مزّ.

ـ إذا كانت الأخبار المتعددة هى المبتدأ فى المعنى ، كأن تقول : محمد أخوك أبو خالد ، فمحمد هو أخوك هو أبو خالد. فلو عطفت الخبر الثانى بالواو لما استقام الكلام.

ـ أن تكون الأخبار المتعددة مقصودة كلّا أو جميعا ، كقولك : محمد راكب ضاحك ، أى : جامع للركوب والضحك معا ، فهما خبران فى اللفظ ، وخبر واحد فى المعنى. ومنه قول حميد بن ثور الهلالى :

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقى

بأخرى المنايا فهو يقظان نائم (١)

__________________

(١) ديوانه ١٠٥ / شرح الجمل لابن عصفور ١ ـ ١٦٩ ، ٣٦٠ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٥٩ / الأشمونى ١ ـ ٣٥٣ / حاشية الخضرى ١ ـ ١٠٩ / خزانة الأدب ٤ ـ ٢٩٢.

(ينام) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعلة ضمير مستتر تقديره : هو. (بإحدى) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. إحدى : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالنوم. (مقلتيه) مقلتى : مضاف إلى إحدى مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى ، وحذفت النون من أجل الإضافة. وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ويتقى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب يتقى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (بأخرى) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أخرى : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالاتقاء. (المنايا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فهو) الفاء تعقيبية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع مبتدإ. (يقظان) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. [الحظ أنه بضمة واحدة لأنه ممنوع من الصرف]. (نائم) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٩٦

حيث (يقظان نائم) خبران للمبتدإ (هو) ، وهما خبر واحد فى المعنى.

ومنه قول رؤبة :

من يك ذا بتّ فهذا بتّى

مقيّظ مصيّف مشتّى (١)

والأخرى : تعدد الخبر باستخدام أداة مشاركة (حرف عطف) ، كقولك : الجمال كمال الأخلاق ، وعفاف النفس ، وصفاء النية ، وقوة الإرادة ، وشدة الحرص.

حيث (كمال) خبر المبتدإ (الجمال) ، وكلّ من (عفاف ، صفاء ، قوة ، شدة) معطوف على الخبر مرفوع ، وحرف العطف (الواو).

ولا جدال في أن هذه صورة من صور تعدد الخبر (٢). ويجب ذلك فيما يأتى : إذا كانت الأخبار المتعددة إخبارا عن متعدد حقيقة ، كقولك : أبناؤك محمد وأحمد وسمير وفاطمة. هم تاجر وكاتب ومدرس. ولا يجوز حذف حرف العطف حينئذ لئلّا يختلّ المعنى.

ـ إذا كانت الأخبار المتعددة إخبارا عن مبتدإ متعدد حكما ، نحو قولك : الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة. الشجرة جذور وساق وفروع وأوراق.

العمل المخلص جهاد وإيمان وانتماء ، البيئة أرض وماء وهواء.

__________________

(١) الكتاب ٢ ـ ٨٤ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٥٧ / الدرر ٢ ـ ٣٣.

بت : كساء غليظ ، مقيظ مصيف مشتى : أى يكفينى وقت القيظ والصيف والشتاء.

(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ (يك) فعل الشرط مضارع ناقص مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (ذا) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، و (بت) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فهذا) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. هذا : اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (بتى) بت : خبر أول مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الاسمية فى محل جزم جواب الشرط. (مقيظ) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(مصيف) خبر ثالث مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مشتى) خبر رابع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل.

ملحوظة : يحسن نصب (مقيظ مصيف مشتى) على الحالية ، ويجوز الرفع على البدلية.

(٢) ينظر التسهيل : ٥٠.

٩٧

ويرى كثير من النحاة أن التراكيب التالية ليست من قبيل تعدد الخبر :

أ ـ الخبر الجامد المتعدد لفظا لمبتدإ متعدد فى نفسه معنى :

من ذلك قول طرفة بن العبد :

يداك يد خيرها يرتجى

وأخرى لأعدائها غائظة (١)

حيث المبتدأ (يداك) مثنى ، وقد أخبر عنه بجزء منه وهو (يد) ، فكان ذكر الجزء الآخر واجبا حتى يستقيم المعنى ، وهو (أخرى). فكأن المبتدأ في قوة مبتدأين يحتاج كلّ منهما إلى خبر.

ومثل ذلك القول : ابناك شاعر وكاتب. إخوتك طبيب ، ومهندس ، ومدرس.

ب ـ الخبر المتعدد لفظا الذى يعطى معنى واحدا :

كما ذكرناه سابقا فى القول : الرمان حلو حامض ، حيث الخبر (حلو حامض) متعدد لفظا لا معنى ، فالخبران ـ متضامنين معنى ـ يعطيان معنى (مزّ). ولهذا فإنه يمتنع العطف ـ على الأصح ـ فى مثل هذا النوع من الخبر.

ج ـ الخبر الصفة المتعدد لفظا لمبتدإ متعدد معنى :

وكلّ خبر صفة يخبر به عن جزء من المبتدإ ، كما هو فى وجه من أوجه تحليل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ) [الأنعام : ٣٩]. حيث يقدرون : الذين كذبوا ... بعضهم صم وبعضهم بكم ، فحذف المبتدآن وبقى

__________________

(١) يرجع إلى : ضياء السالك ١ ـ ٢٣٤ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٢.

(يداك) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (يد) مبتدأ ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (خيرها) خير : مبتدأ ثالث مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إليه. (يرتجى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ الثالث. والجملة الاسمية (خيرها يرتجى) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الثانى. والجملة الاسمية (يد خيرها يرتجى) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول. (وأخرى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، عاطف جملة على جملة. أخرى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (لأعدائها) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أعداء : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالغيظ. (غائظة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٩٨

خبرهما ، فعطف الثانى على الأول. وإذا كان التحليل كذلك فإنه لا بدّ من ذكر الخبرين ، حيث هما صفتان ، كل صفة تخبر عن جزء من المبتدإ.

لكن الأقوى بلاغة للمعنى أن تجتمع صفتا الصمم والبكم فى شخص واحد يكذب بآيات الله ؛ حتى يعبر بهما عن مدى إمعانه فى الضلال.

دخول الفاء على الخبر

قد يرد الخبر فى الجملة الاسمية مسبوقا بالفاء ، ولا يكون ذلك إلا إذا كان المبتدأ متضمنا معنى الشرط والجواب أو الجزاء ، أو كان اسما دالّا على العموم ، أى : يكون المبتدأ فيه معنى الإبهام ، وأن يكون بين الركنين علاقة سببية.

ودخول فاء الجواب أو الجزاء على خبر المبتدإ قد يكون لازما ، وقد يكون غير لازم.

أما لزوم دخول الفاء على الخبر فإنه يكون فى تركيبين :

أولهما : أن يكون المبتدأ اسم شرط خبره جملة الجواب ـ عند بعض النحاة ـ وتكون من المواضع التى لا يصحّ فيها الجزم ، نحو قولك : من يأتنى فإننى أكرمه.

وما تفعله من خير فالله يثيبك عليه. حيث (من وما) اسما شرط مبنيان كلّ منهما فى محل رفع ، مبتدأ ، وجملة الجواب لا يصح فيها الجزم ، فوجب دخول فاء الجزاء أو الجواب ، وعند بعض النحاة تكون جملة الجواب خبر اسم الشرط.

والآخر : بعد (أمّا) ، ويذكر بالتفصيل فيما بعد ، لكن منه قولك : أمّا المهمل فلن نحترمه ، حيث (المهمل) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (لن نحترمه) ، ولزم دخول فاء الجواب أو الجزاء على الخبر لتصدر الجملة بـ (أمّا).

ومنه أن تقول : أما هذا الدرس فإننا نفهمه ، وأما ذاك فإنه يحتاج إلى توضيح (١).

__________________

(١) (أما) حرف فيه معنى الشرط والتفصيل والتنويع ، مبنى لا محل له من الإعراب. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الدرس) بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (فإننا) الفاء : حرف جواب وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى في محل نصب اسم إن. (نفهمه) نفهم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إنّ. وجملة إن مع معموليها فى محل رفع ، خبر اسم الإشارة.

أعرب الجملة الأخرى على غرار السابقة.

٩٩

ومنه قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً)(١) [البقرة : ٢٦].

أما دخول الفاء غير اللازم فإنه يكون فيما إذا كان المبتدأ اسما موصولا أو نكرة موصوفة بشرط : ـ أن يكون المبتدأ متضمنا معنى الشرط.

ـ أن تكون صلة الموصول أو صفة النكرة فعلا أو ما فيه معنى الفعل ، كأن تكون جملة فعلية ، أو شبه جملة.

ـ أن يكون فيهما إبهام وشيوع.

ويكون ذلك فيما إذا كان المبتدأ على المبنى الآتى :

أ ـ أن يكون بلفظ (الذى) وما يتصرف منه : حيث الاسم الموصول فيه معنى العموم كما أن فيه معنى الشرط والجزاء ، ومن ذلك قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ

__________________

(١) (أما) حرف ضمن معنى الشرط والتنويع والتفصيل ، مبنى لا محل له من الإعراب. (الذين) اسم موصول مبنى في محل رفع ، مبتدأ. (آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (فيعلمون) الفاء حرف جواب وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. يعلمون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدإ. (أنه) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب اسم أن : (الحق) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول سدّ مسدّ مفعولى يعلم. (من ربهم) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. رب : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من الحق.

إعراب (أما الذين كفروا فيقولون) مثل إعراب (أما الذين آمنوا فيعلمون) (ما ذا أراد الله) ما : اسم استفهام مبنى في محل رفع ، مبتدأ. ذا : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر. أراد : فعل ماض مبنى على الفتح. الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وفيها وجه إعرابى آخر هو : ما ذا : اسم استفهام مبنى في محل نصب ، مفعول به مقدم لأراد. والجملة الاستفهامية فى محل نصب ، مقول القول. (بهذا) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. هذا : اسم إشارة مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بالإرادة. (مثلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو تمييز لاسم الإشارة ، وقد يكون منصوبا على الحالية من اسم الإشارة وفيه معنى الفعل. أو من لفظ الجلالة ، والمعنى : متمثلا بذلك.

١٠٠