النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

٤ ـ خبر (كاد وكرب) نقيض خبر (أوشك وعسى) من حيث وجود (أن) المصدرية ، حيث يكثر تجرده منها ، ويقلّ اقترانه بها ، ذلك لأنهما لمقاربة حدوث الفعل ، فمن أدخل (أن) على أخبارهما فتشبيها لهما بـ (عسى) ؛ لأنها مستقبلية ، ومن لم يدخلها فتشبيها لهما بـ (جعل) لكثرة المقاربة (١).

ويبدو أن اللغة العربية كانت تستخدم (كاد وكرب) للدلالة على لحظة الابتداء فى حدوث الفعل ؛ لذا غلب عدم اقتران خبرهما بـ (أن) المصدرية.

وقد ورد خبر (كاد) فى القرآن الكريم مجردا من (أن) فى كل مواضعه.

ومن أمثلة التجرد قوله تعالى : (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١].

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها)(٢) [طه : ١٥].

(يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) [البقرة : ٢٠].

(إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠].

(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ)(٣) [مريم : ٩٠].

__________________

(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٩.

(٢) (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الساعة) اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (آتية) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أكاد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : أنا. (أخفيها) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر أكاد. وجملة أكاد مع معموليها فى محل رفع ، خبر ثان لإن.

(٣) (تكاد) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (السماوات) اسم تكاد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (يتفطرن) فعل مضارع مبنى على السكون فى محل رفع. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر تكاد. (منه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتفطر. (وتنشق) : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الأرض) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على سابقتها.

٤٤١

خبر (كاد) ـ ماضيا أو مضارعا ـ فيما سبق هو على الترتيب : يفعلون ، أخفيها ، يخطف ، يرى ، يتفطرن ، وكلها جمل فعلية فعلها مضارع مجرد من (أن) المصدرية.

ومن أمثلة تجرد خبر (كرب) من (أن) المصدرية قول اليربوعى :

كرب القلب من هواه يذوب

حين قال الوشاة هند غضوب (١)

حيث خبر (كرب) الجملة الفعلية (يذوب) ، وفعلها مضارع مجرد من (أن) المصدرية.

ومن أمثلة اقتران خبرهما بـ (أن) المصدرية ـ وهو قليل ـ قول محمد بن مناذر فى الرثاء :

كادت النفس أن تفيض عليه

إذ غدا حشو ريطة وبرود (٢)

__________________

(١) ينظر فى : ابن الناظم ١٥٦ / شرح الشذور ٢٧٢ / العينى ٢ ـ ١٨٩ / الأشمونى ١ ـ ٢٦٢ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٧ / ضياء السالك ١ ـ ٢٢٦ / الدرر ٢ ـ ١٤١.

(كرب) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (القلب) اسم كرب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(من هواه) جار مبنى ، ومجرور مقدرا ، ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة متعلقة بالذوبان. (يذوب) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كرب. (حين) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالذوبان. (قال) فعل ماض مبنى على الفتح. (الوشاة) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الفعلية فى محل جر مضاف إليه. (هند) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (غضوب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول.

(٢) شرح التصريح ١ ـ ٢٠٧ / الصبان على الأشمونى على الألفية ١ ـ ٢٦١.

تفيض : تخرج ، ريطة : الملاءة قطعة واحدة ، والمقصود بها الكفن ، البرود : جمع برد ، وهو نوع من الثياب.

(كادت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (النفس) اسم كاد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن) حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (تفيض) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر كاد. (عليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالفيض. (إذ) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بتفيض. (غدا) فعل ماض ناقص ناسخ بمعنى صار مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (حشو) خبر غدا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة غدا مع معموليها فى محل جر بالإضافة. (ريطة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وبرود) حرف عطف مبنى ، ومعطوف على ريطة مجرور.

٤٤٢

حيث خبر (كاد) مصدر بـ (أن) المصدرية.

وقول أبى زيد الأسلمى :

سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما

وقد كربت أعناقها أن تقطّعا (١)

خبر (كرب) مصدر بـ (أن) المصدرية.

ومنه ما ينسب إلى رؤبة من القول :

قد كاد من طول البلى أن يمصحا (٢)

وقول عمر ـ رضى الله عنه : (ما كدت أن أصلى العصر حتى كادت الشمس أن تغرب) (٣).

وأنشد سيبويه لعامر بن جوين الطائى مخبرا عن (كاد) بـ (أن) محذوفة وباقيا عملها :

فلم أر مثلها خباسة واجد

ونهنهت نفسى بعد ما كدت أفعله (٤)

__________________

(١) المقرب ١ ـ ٩٩ / شرح الشذور ٢٧٤ / شرح ابن الناظم ١٥٦ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٧ / الدرر ٢ ـ ١٤٣.

تقطع : تتقطع ، سجلا : الدلو المشغول بالماء ، الظما : العطش.

(سقاها) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (ذوو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو. وهو مضاف و (الأحلام) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (سجلا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (على الظما) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالسقى. (وقد) الواو للابتداء أو واو الحال. وقد : حرف تحقيق مبنى ولا محل لهما من الإعراب. (كربت) فعل ماض ناقص مبنى على اسم كرب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تقطعا) أصله تتقطع ، فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هى. والألف للإطلاق حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر كرب ، وجملة كرب فى محل نصب ، حال.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٦٠ / المقرب ١ ـ ٩٨ / الدرر ٢ ـ ١٤٢.

(٣) شرح ابن الناظم ١٥٦.

(٤) الكتاب ١ ـ ٣٠٧ / العينى ٤ ـ ٤٠١ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٦١.

الخباسة : الغنيمة ، نهنهت ، كفكفت.

٤٤٣

حيث نصب الفعل المضارع (أفعل) وهو خبر (كاد) ، وذلك نظرا لأثر (أن) المحذوفة.

تصرفها

تلزم هذه الأفعال صيغة الماضى ، فهى لا تتصرف إلى غيره من الأفعال والصفات المشتقة ، ويستثنى من ذلك أربعة أفعال ، وهى (١) : كاد وأوشك : وقد استشهد بمضارعهما سابقا.

ووقع فى شعر زهير الأمر من أوشك فى قوله :

حتى إذا قبضت أولى أظافره

منها وأوشك ما لم تخشه يقع (٢)

طفق : حكى الأخفش : طفق بالفتح يطفق بالكسر ، وطفق بالكسر يطفق بالفتح (٣).

جعل : حكى الكسائى : إن البعير ليهرم حتى يجعل (بالرفع) إذا شرب الماء مجّه.

واستعمل اسم الفاعل من ثلاثة أفعال ، هى (٤) : كاد : فى قول كبير بن عبد الرحمن :

أموت أسى يوم الرجام وإننى

يقينا لرهن بالذى أنا كائد (٥)

__________________

(١) ينظر : التسهيل ٦٠ ، ديوانه ٢٤٤.

(٢) ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢٧.

(٣) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٢٠٧ ، ٢٠٨.

(٤) ينظر الموضع السابق.

(٥) أوضح المسالك ١ ـ ٢٣٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٨ / الصبان على الأشمونى على الألفية ١ ـ ٢٦٥ / الدرر ٢ ـ ١٣٨ وهو موجود فى ديوان كثير عزة ٢ ـ ١١٤.

المعنى : كدت أموت حزنا ، ولا بد لى يقينا من هذا الذى أتوقعه الآن. الرجام : موضع.

(أموت) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (أسى) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، أو : مصدر واقع موقع الحال. (يوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بالموت. وهو مضاف ، و (الرجام) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وإننى) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. والنون

٤٤٤

(كائد) اسم الفاعل من (كاد).

كرب : فى قول عبد قيس بن خفاف :

أبنىّ إن أباك كارب يومه

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل (١)

(كارب) على وزن (فاعل) اسم فاعل من (كرب).

أوشك : فى قول كبير بن عبد الرحمن ، أو كثير :

فإنك موشك ألا تراها

وتعدو دون غاضرة العوادى (٢)

__________________

للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (يقينا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أوقن. (لرهن) اللام للابتداء والتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. الذى : اسم موصول مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة برهن. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، (كائد) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. واسم كائد ضمير مستتر فيه ، وخبرها جملة فعلية محذوفة. والتقدير : أنا كائد ألقاه.

(١) ينظر : أوضح المسالك ١ ـ ٢٣١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٨ / ضياء السالك ١ ـ ٢٩٧ / الدرر ٢ ـ ١٣٨.

(أبنى) الهمزة : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. بنى : منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم فى محل جر بالإضافة إليه. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (أباك) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (كارب) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (فإذا) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى لا محل له. إذا اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية متعلق بجوابه.

(دعيت) فعل الشرط ماض مبنى على السكون المقدر ، وتاء المخاطب مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية فى محل جر مضاف إليه. (إلى المكارم) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالدعوة.

(فاعجل) الفاء : حرف رابط الشرط بجوابه مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. اعجل : فعل أمر مبنى على السكون ، وحرك بالكسر للروى ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.

(٢) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٢٠٨ / ضياء السالك ١ ـ ٢٩٨.

غاضرة : جارية أم المؤمنين أخت عمر بن عبد العزيز. العوادى : عوائق الدهر ...

(إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وكاف المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (موشك) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفيه ضمير مستتر تقديره : أنت ، اسمه. (ألا) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب.

٤٤٥

(موشك) على وزن (مفعل) بضم الميم اسم فاعل من (أوشك).

وقول الشاعر : (لأسامة بن الحارث أو لأبى سهم الهذلى) :

فموشكة أرضنا أن تعو

د خلاف الأنيس وحوشا يبابا (١)

حيث (موشكة) اسم فاعل من (أوشك) ، خبره (أن تعود) ، واسمه (أرضنا) ، وقد سدّ مسدّ فاعله.

واستعمل المصدر من اثنين :

طفق : بالفتح طفوقا ، وطفق بالكسر طفقا.

كاد : كودا ومكادا ومكادة.

وسمع اسم التفضيل فى قول زهير :

بأوشك منه أن يساور قرنه

إذا شال عن خفض العوالى الأسافل (٢)

__________________

(تراها) ترى : فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر موشك. (وتعدو) الواو : استئناف حرف مبنى لا محل له من الإعراب. تعدو : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. (دون) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالعدو ، وهو مضاف. و (غاضرة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (العوادى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين / شرح ابن الناظم ١٥٩ / العينى ٢ ـ ٢١٢ / الأشمونى ١ ـ ٢٦٤ / الدرر ٢ ـ ١٣٧.

(موشكة) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفيه ضمير مستتر تقديره : هى وهو اسمه ، (أرضنا) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أن) حرف مصدرى ونصب ، مبنى لا محل له من الإعراب. (تعود) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر موشكة. (خلاف) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، أى : بعد ذهاب الأنيس. وخلاف مضاف و (الأنيس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالعودة. (وحوشا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة (يبابا) حال ثانية منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

(٢) ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢٧ / الدرر ٢ ـ ١٤٠.

٤٤٦

تمامها ونقصانها

هذه الأفعال الناسخة ناقصة ، أى : لا يتمّ معناها إلا بذكر منصوبها ، وهو خبرها ، حيث لا يكتفى بمرفوعها.

لكنّ منها ثلاثة أفعال إذا أسندت إلى مصدر مؤول من (أن) والفعل جاز أن تكون تامة ، وهى : (عسى ، واخلولق ، وأوشك) (١) فيكون المصدر المؤول بعدها فاعلا لها ، من ذلك قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) [البقرة : ٢١٦]. حيث المصدر المؤول (أن تكرهوا) فى محل رفع ، فاعل (عسى) الأولى ، والمصدر المؤول (أن تحبوا) فى محلّ رفع ، فاعل (عسى) الثانية.

وقد ورد (عسى) ناقصا فى قوله تعالى : (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٢) [النساء : ٨٤]. اسم (عسى) لفظ الجلالة (الله) ، وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أما الخبر فهو المصدر المؤول (أن يكف).

(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً)(٣) [يوسف : ٨٣] اسم (عسى) لفظ الجلالة ، وخبره (أن يأتينى).

(فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة : ١٨] اسم (عسى) اسم الإشارة أولئك ، وهو مبنى فى محل رفع ، أما خبره فهو المصدر المؤول (أن يكونوا).

__________________

(١) ينظر : المقتضب ٣ ـ ٧٠ / التسهيل ٦٠ / شرح ابن الناظم ١٥٩ / المقرب ١ ـ ١٠٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٩.

(٢) (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (كفروا) جملة فعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٣) (صبر) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره محذوف. أو خبر لمبتدإ محذوف. (جميعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

٤٤٧

(عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)(١) [الممتحنة : ٧].

لفظ الجلالة اسم (عسى) ، والمصدر المؤول (أن يجعل) خبره.

(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) [التحريم : ٥]. اسم (عسى) هو (رب) مرفوع ، أما خبره فهو المصدر المؤول (أن يبدله).

وورد (عسى) تامّا فى قوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) [الأعراف : ١٨٥]. المصدر المؤول (أن يكون قد اقترب) فى محلّ رفع ، فاعل.

(فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء : ١٩].

المصدر المؤول (أن تكرهوا) في محلّ رفع ، فاعل.

أما ما عدا هذه الأفعال الثلاثة فإنه يجب أن يكون فيه اسمه ظاهرا أو مضمرا ، فتقول : طفق القطار يتحرك.

الولدان أخذا يؤديان الواجب.

العمال كربوا أن ينهوا عملهم.

اللاعبون أنشأوا يمارسون التمرينات.

الأفعال : (طفق ، أخذ ، كرب ، أنشأ) أسماؤها على الترتيب : (القطار ، ألف الاثنين ، واو الجماعة ، واو الجماعة).

تأويلان نحويّان :

الأول : إذا تقدم الاسم على الفعل الناسخ المحتمل التمام من الأفعال الثلاثة السابقة فإنه يجوز أن تجعله تاما ، ويكون المصدر المؤول فاعله ، فيقال :

__________________

(١) (بينكم) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطبين مبنى في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بالجعل ، (وبين) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (بين) معطوف على الأولى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة.

(عاديتم) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (منهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالعداء.

(مودة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٤٤٨

المهمل عسى أن يستقيم.

المهملة عسى أن تستقيم.

المهملان عسى أن يستقيما.

المهملتان عسى أن تستقيما.

المهملون عسى أن يستقيموا.

المهملات عسى أن يستقمن.

العاصى عسى أن يتوب.

العاصية عسى أن تتوب.

العاصيان عسى أن يتوبا.

العاصيتان عسى أن تتوبا.

العاصون عسى أن يتوبوا.

العاصيات عسى أن يتبن.

ويكون الاسم المتقدم مبتدأ مرفوعا ، خبره الجملة الفعلية التى تليه ، وفعلها (عسى) تامّ ، فاعله المصدر المؤول.

ومنه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ)(١) [الحجرات : ١١]. كلّ من المصدرين المؤولين (أن يكونوا خيرا ، أن يكنّ خيرا) فى محلّ رفع ، فاعل (عسى).

__________________

(١) (يا أيها) يا : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. أى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب.

(ها) حرف وصلة مبنى لا محل له من الإعراب. (الذين) اسم موصول مبنى في محل رفع ، نعت لأى.

(آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (يسخر) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. (قوم) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من قوم) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالسخرية. (عسى) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح المقدر. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكونوا) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم يكون. (خيرا) خبر يكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، (منهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالخير. والمصدر المؤول (أن يكونوا خيرا) في محل رفع ، فاعل عسى. (ولا) حرف عطف وحرف نفى مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (نساء) معطوف على قوم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من نساء) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالسخرية. (عسى) فعل ماض ... (أن) حرف مصدرى ونصب (يكن) فعل مضارع مبنى على السكون لإسناده إلى نون النسوة فى محل نصب. ونون النسوة ضمير مبني فى محل رفع ، فاعل.

(خيرا) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (منهن) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالخير. والمصدر المؤول (أن يكن خيرا) فى محل رفع ، فاعل.

٤٤٩

وجاز أن تجعل الفعل ناقصا ، فيلزمه اسم بعده يكون ضميرا يعود على الاسم السابق له ، سواء أكان ضميرا مستترا أم ظاهرا ، ويكون المصدر المؤول خبر الفعل الناقص ، فتقول المهمل عسى أن يستقيم.

ويكون (المهمل) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية ، و (عسى) فعل ناسخ ناقص مبنى على الفتح المقدر ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر المؤول خبر (عسى).

ومثله : العاصى عسى أن يتوب ، ويأخذ الأحكام الإعرابية السابقة ، ولذلك تقول : المهملة عست أن تستقيم. العاصية عست أن تتوب.

تلحق بالفعل تاء التأنيث لأن اسمه ضمير مستتر تقديره : هى.

المهملان عسيا أن يستقيما. العاصيان عسيا أن يتوبا.

المهملتان عستا أن تستقيما. العاصيتان عستا أن تتوبا.

المهملون عسوا أن يستقيموا. العاصون عسوا أن يتوبوا.

المهملات عسين أن يستقمن. العاصيات عسين أن يتبن.

تظهر الضمير بعد (عسى) ويكون متصلا به ، وهو اسمه في محلّ رفع.

الثانى : إذا تأخر الاسم عن الفعل الناسخ والمصدر المؤول وذكر المصدر المؤول بينهما جاز في الفعل :

أ ـ أن يكون تاما ، والمصدر المؤول فاعله ، والاسم مرفوع بفعل المصدر المؤول ، فتقول.

عسى أن يفلح المجتهد.

فاعل (عسى) المصدر المؤول (أن يفلح المجتهد) ، و (المجتهد) فاعل (يفلح) مرفوع.

ومثله أن تقول : عسى أن يخلص المواطن.

٤٥٠

وتقول كذلك :

عسى أن يفلح المجتهدان.

عسى أن يفلح المجتهدون.

عسى أن تفلح المجتهدة.

عسى أن تفلح المجتهدتان.

عسى أن تفلح المجتهدات.

عسى أن يخلص المواطنان.

عسى أن يخلص المواطنون.

عسى أن تخلص المواطنة.

عسى أن تخلص المواطنتان.

عسى أن تخلص المواطنات.

تلحظ أن الفعل (عسى) لم يتغير عن بنائه ، ولم تلحقه علامة جنس ؛ لأنه مسند إلى المصدر المؤول ، كما لم تلحقه علامة دالة على العدد ؛ لأنه يسبق الفاعل.

وجاز أن يكون الفعل الناسخ ناقصا فيرفع الاسم على أنه اسمه المؤخر ، أما المصدر المؤول فإنه يكون خبره المقدم ، وفعل المصدر المؤول يرفع فاعلا يكون ضميرا يعود على الاسم المؤخر ، وعلى هذا تقول : عسى أن يفلح المجتهد.

التقدير : عسى المجتهد أن يفلح هو. على أن الفعل (عسى) ناقص. ويكون (المجتهد) اسم (عسى) مؤخرا مرفوعا ، وخبره المقدم المصدر المؤول (أن يفلح) ، وفاعل (يفلح) ضمير مستتر تقديره : هو. وتقول : عسى أن يخلص المواطن ، فيأخذ الأحكام الإعرابية السابقة. وعليه فإنك تقول : عسى أن تفلح المجتهدة.

فى (تفلح) ضمير مستتر تقديره (هى) فاعل. وتقول : عسى أن تخلص المواطنة.

عسى أن يفلحا المجتهدان.

عسى أن تفلحا المجتهدتان.

عسى أن يفلحوا المجتهدون.

عسى أن يفلحن المجتهدات.

عسى أن يخلصا المواطنان.

عسى أن تخلصا المواطنتان.

عسى أن يخلصوا المواطنون.

عسى أن يخلصن المواطنات

يظهر الضمير الفاعل فى الأمثلة الأخيرة لأنه بارز.

٤٥١

ملحوظات :

أولا : أفعال أخرى ملحقة بهذه الأفعال :

ـ زاد بعض النحاة على ما ذكر من أفعال (١) :

أولى ، وقارب وكارب وقرب وأحال وأقبل وأظل وأشفى وشارف وقرب ودنا وآثر وقام وقعد وذهب ودلف وأشرف وأزلف وتهيّأ وأسف.

وزادوا كذلك : طار وانبرى وألمّ ، وزاد غيرهم : ابتدأ ونشب.

ثانيا : دخول الباء على (أن):

ندر دخول الباء على (أن) (٢) ، نحو :

أعاذل توشكين بأن ترينى

صريعا لا أزور ولا أزار (٣)

حيث دخلت الباء على المصدر المؤول (أن ترينى) ، وهو خبر (توشك).

ثالثا : السين موضع (أن)

قد توضع السين موضع (أن) فى خبر (عسى) (٤) ، كما جاء فى قول قسامة بن رواحة :

__________________

(١) ينظر : ارتشاف الضرب ٢ ـ ١١٨.

(٢) ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢٠.

(٣) الدرر اللوامع ٢ ـ ١٤٨.

(أعاذل) الهمزة : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب عاذل : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (توشكين) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ؛ وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، (بأن) الباء حرف جر زائد مبنى. أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ترينى) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون. وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول خبر توشك فى محل نصب مقدر. (صريعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (لا أزور) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أزور : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال ثانية.

(ولا أزار) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. أزار : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة مبنى للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة فى محل نصب بالعطف على الجملة السابقة.

(٤) ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢٠.

٤٥٢

وعسى طيئ من طيئ هذه

ستطفئ غلات الكلى والجوانح (١)

قوله (ستطفىء) خبر (عسى) ، ولم يذكر فيه (أن) المصدرية ، وإنما وضعت السين موضعها.

رابعا : فى إعراب الخبر (٢)

ـ ذهب الكوفيون إلى أن الفعل بدل من الاسم بدل المصدر ، فهذه الأفعال عندهم ليست ناقصة ، فمعنى (كاد زيد يقوم ، وكرب عمرو يخرج) عندهم هو : قرب قيام زيد ، وكرب خروج عمرو ، ثم قدمت الاسم وأخرت المصدر فقلت : قرب زيد قيامه ، وكرب عمرو خروجه. ثم جعلت المصدر فعلا.

ـ ذهب بعض النحويين إلى أن الخبر مفعول ؛ لأنهما فى معنى : قارب زيد الفعل.

ـ ذهب بعضهم إلى أن موضع الفعل نصب بإسقاط الخافض.

خامسا : فى الخبر المسبوق بـ (أن) المصدرية :

من النحاة من يجعل أفعال المقاربة والرجاء ملحقة بـ (كان) إذا لم يقرن خبرها بـ (أن) المصدرية ، أما إذا قرن بها فإنها لا تلحق بها ، وإنما يكون المصدر المؤول مفعولا به على التوسع ، أو : منصوبا على نزع الخافض ، والفعل معها يكون تاما.

سادسا : رتبة الخبر فى هذه الأفعال :

يمتنع تقدم خبر هذه الأفعال عليها ، ولكنه يجوز أن يتوسط بينها وبين اسمها ، فيجوز القول : كاد يفهمان السائلان ، حيث (السائلان) اسم (كاد) مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، أما خبره المقدم فهو الجملة الفعلية (يفهمان) ، وتلحظ أن فاعلها هو ألف الاثنين.

__________________

(١) شرح ابن يعيش ٨ ـ ١١٨ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢١ / الخزانة ٩ ـ ٣٤١ / الدرر ٢ ـ ١٤٨ رقم ٤٨٠.

(٢) ارتشاف الضرب ٢ ـ ١١٩.

٤٥٣

سابعا : نفى (كاد)

إذا نفيت (كاد) انتفى خبرها لذلك (١) ، كما هو مذكور فى : قوله تعالى : (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١].

(إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠].

فإذا كانت (كاد) تفيد قرب الابتداء فى الحدث ، والمقصود بالحدث مدلول الخبر وعلاقته بالاسم ، فإن الإثبات والنفى لا يقعان على القرب فقط ، وإنما يقعان على العلاقة بين الخبر والاسم ، وإفادتها قرب الوقوع.

ومن نفى (كاد) فينتفى خبرها لذلك كقوله ـ تعالى : (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)(٢) [النساء : ٧٨].

(يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) [إبراهيم : ١٧].

ثامنا : سين (عسى)

يجوز كسر سين (عسى) حال إسنادها إلى ضمير الحضور أو ضمير الغائبات (٣).

فيقال : عسيت ، عسيت ، عسيت ، بضمّ التاء ففتحها فكسرها. وذلك مع تاء الفاعل.

__________________

(١) ينظر : الجامع الصغير ٦٠.

(٢) (ما) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ يعطى معنى التعجب الإنكارى. (لهؤلاء) اللام حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب لإفادة معنى التعجب. هؤلاء : اسم إشارة مبنى على الكسر فى محل جر باللام ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (القوم) بدل من اسم الإشارة ، أو عطف بيان له مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكادون) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم يكاد.

(يفقهون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر يكاد. وجملة (لا يكادون يفقهون) فى محل نصب ، حال.

(حديثا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) ينظر : التسهيل ٦٠ / الجامع الصغير ٦١.

٤٥٤

ويقال : عسين ، بكسر السين مع نون النسوة ، والأصل فتحها.

تاسعا : اتصال الضمير بـ (عسى)

قد يتصل ضمير النصب بـ (عسى) (١) ، فيقال : عساك أن تقوم ، وعسانى أن أخرج.

ويجعلون الضمير المنصوب فى مثل هذا التركيب نائبا عن المرفوع.

وقال الشاعر (ينسب لعمران بن حطان) :

ولى نفس أقول لها إذا ما

تنازعنى لعلّى أو عسانى

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٣٧٥ / التسهيل ٦٠ / المقرب ١ ـ ١٠١ / أوضح المسالك ١ ـ ٤٣٩.

٤٥٥
٤٥٦

المحتوى

الموضوع

الصفحة

مقدمة....................................................................... ٥

مدخل فى بناء الجملة العربية نظرة النحاة العرب إلى أقسام الجملة

بحسب الصدر.............................................................. ١٣

بحسب الخبر................................................................ ١٦

بحسب الأداء النحوى........................................................ ١٦

بحسب اتجاه المعنى............................................................ ١٧

بحسب اتجاه الإخبار......................................................... ١٨

الجملة الاسمية

المصطلح.................................................................... ٢١

الاسمية الإخبارية............................................................. ٢٢

الاسمية الاستخبارية........................................................... ٢٢

الاسمية الإنشائية............................................................. ٢٢

ركنا الجملة الاسمية............................................................ ٢٤

المبتدأ...................................................................... ٢٤

شروطه..................................................................... ٢٤

إعرابهما والعامل.............................................................. ٤٠

الابتداء بالنكرة.............................................................. ٤٣

الخبر....................................................................... ٦٣

صور الخبر.................................................................. ٦٤

٤٥٧

أنواع الخبر معنويا............................................................. ٦٥

مبنى الخبر................................................................... ٦٨

قضية العائد................................................................. ٧٨

جواز حذف العائد........................................................... ٨٠

ضعف حذف العائد......................................................... ٨٣

ما يغنى عن العائد............................................................ ٨٣

الخبر شبه الجملة............................................................. ٨٩

الإخبار بشبه الجملة عن الاسم الجامد.......................................... ٩٢

تعدد الخبر.................................................................. ٩٥

دخول الفاء على الخبر........................................................ ٩٩

اقتران الخبر بالواو........................................................... ١٠٢

المطابقة بين المبتدإ والخبر..................................................... ١٠٦

اجتماع المعرفتين............................................................ ١١١

الضمير بين المعرفتين........................................................ ١١٤

الرتبة بين المبتدإ والخبر....................................................... ١١٨

قضية الحذف فى الجملة الاسمية............................................... ١٣١

جواز حذف المبتدإ......................................................... ١٣١

وجوب حذف المبتدإ........................................................ ١٣٥

وجوب حذف الخبر......................................................... ١٣٩

حذف المبتدإ والخبر معا..................................................... ١٤٤

ما يسد مسدّ المبتدإ والخبر................................................... ١٤٥

أمثلة أخرى للجملة الاسمية.................................................. ١٥٣

أما فالمبتدإ فالفاء فالخبر..................................................... ١٥٣

حسب فى الجملة الاسمية.................................................... ١٥٤

٤٥٨

(سواء) أحد ركنى الاسمية.................................................... ١٥٦

زيادة حرف الجر فى أحد الركنين.............................................. ١٥٨

المبتدأ اسم استفهام أو شرط أو موصول....................................... ١٥٩

بعد إذا الفجائية........................................................... ١٦١

لام الابتداء فى صدر الجملة الاسمية........................................... ١٦١

أمثلة للجملة الاسمية........................................................ ١٦٤

الجملة الاسمية المنسوخة

ماهيتها والأحرف الناسخة................................................... ١٦٩

أثرها الإعرابى.............................................................. ١٦٩

لم أعملت الرفع والنصب؟.................................................. ١٧٢

الأحرف الناسخة.......................................................... ١٧٢

إنّ....................................................................... ١٧٣

أنّ....................................................................... ١٧٤

أصلها البنيوى............................................................. ١٧٦

كأنّ..................................................................... ١٧٦

لكنّ...................................................................... ١٧٧

أصل أن البنيوى........................................................... ١٧٨

لعلّ...................................................................... ١٧٩

ليت...................................................................... ١٨١

همزة إنّ................................................................... ١٨٤

مواضع وجوب كسر الهمزة................................................... ١٨٥

مواضع وجوب فتح الهمزة.................................................... ٢٠١

تأويل (أن) مع معموليها بمصدر.............................................. ٢١٢

جواز فتح همزة (إن) وكسرها................................................. ٢١٣

٤٥٩

مؤولات بين الفتح والكسر.................................................. ٢٢٢

إلحاق ما بالأحرف الناسخة................................................. ٢٢٤

العطف على اسمها.......................................................... ٢٢٧

هل يجوز العطف على اسمها قبل إكمال الخبر؟................................. ٢٢٨

القول فى : «إن الذين آمنوا والذين هادوا ...»................................. ٢٢٨

قضية الرتبة................................................................ ٢٣٥

قضية الحذف.............................................................. ٢٤٠

اتصال الأحرف الناسخة بضمير المتكلم....................................... ٢٤٢

تخفيف النون من ذوات النون : إن........................................... ٢٤٤

اللام الفارقة............................................................... ٢٤٧

أن....................................................................... ٢٤٩

كأنّ..................................................................... ٢٥٩

لكنّ...................................................................... ٢٦٢

لام الابتداء وإن............................................................ ٢٦٣

(لا) النافية للجنس

مفهوم نفى الجنس.......................................................... ٢٧٠

لما ذا تعامل معاملة (إن)؟................................................... ٢٧٢

شروط عملها عمل (إن).................................................... ٢٧٢

إهمالها..................................................................... ٢٧٤

حكم اسمها إعرابيا.......................................................... ٢٧٦

نعت النكرة المبنية.......................................................... ٢٨٠

العطف على اسم (لا) بدون تكرارها......................................... ٢٨١

تكرار (لا) مع اسمها النكرة بالعطف.......................................... ٢٨٢

تنبيهات................................................................... ٢٨٨

٤٦٠