النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

لكن ابن عصفور يستشهد بهذا البيت على إعمال (لات) فى المعرفة ، حيث يذكر : «فأعملها فى هنّا وهى معرفة» (١). وقد ذهب من قبله إلى هذا الرأى كثير من النحاة ، والتقدير عندئذ : ليس الوقت وقت ذكرى جبيرة.

أما ابن مالك فيذكر : «وتهمل (لات) على الأصحّ إن وليها هنّا» (٢).

فالنحاة على رأيين من حيث (لات) فى هذا البيت يكونان بين إعمالها وإهمالها.

ومنه كذلك قول حجل بن نضلة :

حنّت نوار ولات هنّا حنّت

وبدا الذى كانت نوار أجنّت

والتقدير : وليس الحين حين حنينها ، فتكون (هنا) إشارة إلى الوقت بمعنى (حين) ، وقيل : بل هى إشارة إلى المكان ، فعملت (لات) فى غير الحين ، وهو شاذ.

(إن)

تعمل (إن) النافية عمل (ليس) في لغة أهل العالية ، وهى بلاد ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة وما والاها.

واختلاف النحاة في جواز إعمالها واسع : فذهب الكسائى وأكثر الكوفيين وأبو بكر وأبو على وأبو الفتح إلى جواز إعمالها ، وذهب أكثر البصريين والفراء إلى المنع ، وذكر السهيلى الجواز عند سيبويه والمنع عند المبرد ، ونقل النحاس العكس (٣) ، وإعمالها نادر أو قليل عند ابن

__________________

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (منها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالمجىء. (بطائف) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالمجىء.

وطائف مضاف و (الأهوال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) المقرب ١ ـ ١٠٥.

(٢) التسهيل ٥٧.

(٣) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٢٠١.

٤٢١

مالك (١) ، لكن ابن عصفور قد قصر إعمالها على الشعر فقط (٢) ، وجعل عملها عمل (ليس) غير جائز فى الكلام.

وحال إعمالها عمل (ليس) فإنها تعمل بلا شروط ، حيث تعمل فى النكرة والمعرفة.

وإنما تعمل (إن) النافية كما هو فى القول (٣) :

ـ إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية.

ـ إن ذلك نافعك ولا ضارّك.

حيث (إن) النافية دخلت على جملة اسمية ، ورفع المبتدأ فيها. (أحد ، واسم الإشارة : ذلك) ، ونصب خبرها : (خيرا ، نافعك) ، فعملت عمل (ليس).

ومنه قراءة سعيد بن جبير : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) [الأعراف : ١٩٤] ، بإسكان نون (إن) وتحريكها بالكسر لالتقاء الساكنين ، ونصب (عباد) ، ويكون الاسم الموصول فى محلّ رفع ، اسم (إن) النافية العاملة عمل (ليس) ، وخبرها المنصوب (عبادا) ، أما (أمثال) فهى صفة لـ (عباد) منصوبة ، وقد استشكل على هذه القراءة (٤).

__________________

(١) التسهيل ٥٧.

(٢) المقرب ١ ـ ١٠٥.

(٣) شرح التصريح ١ ـ ٢٠١.

(٤) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ١٩٠ / البيان ١ ـ ٢٨١.

وتخرج هذه القراءة كذلك على وجهين آخرين :

ـ أن تكون (إن) المخففة عاملة فى الجزأين.

ـ أن يكون النصب بفعل مقدر.

وقراءة الجمهور بتشديد نون (إن) ورفع (عباد) على أنها خبر إن مرفوع ، ولا إشكال فيها.

وقرأ بعضهم (إن) مخففة ، وعبادا منصوبة ، و (أمثالكم) رفعا ، وتخرج على أن تكون (إن) المخففة من الثقيلة ، وقد أهملت ، ويكون الاسم الموصول (الذين) مبتدأ فى محل رفع ، وجملة (تدعون) صلته ، والعائد محذوف ، و (عبادا) حال من ذلك العائد المحذوف ، و (أمثالكم) خبره ، ويكون التقدير : إن الذين تدعونهم حال كونهم عبادا أمثالكم فى كونهم مخلوقين مملوكين.

٤٢٢

وقد عملت (إن) النافية عمل (ليس) فى قول الشاعر :

إن هو مستوليا على أحد

إلا على أضعف المجانين (١)

حيث اسم (إن) النافية العاملة هو الضمير المرفوع (هو) ، وخبرها المنصوب (مستوليا).

وفى قول الآخر :

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا (٢)

خبر (إن) النافية العاملة هو المنصوب (ميتا) ، واسمها المرفوع (المرء).

__________________

(١) عمدة الحافظ ١٢٠ / الجامع الصغير ٥٨ / المقرب ١ ـ ١٠٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠١.

شبه جملة (على أحد) متعلقة بالاستيلاء. (على أضعف) شبه جملة مستثناة من شبه الجملة السابقة.

(المجانين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) عمدة الحافظ ١٢١ / الهمع ١ ـ ١٢٥.

(بانقضاء) شبه جملة متعلقة بالموت. (حياته) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إلى انقضاء. (ولكن) حرف عطف وحرف استدراك مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (بأن) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يبغى) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

(عليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نائب فاعل. والمصدر المؤول فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة (بأن يبغى) متعلقة بمحذوف. (فيخذلا) الفاء حرف عطف تعقيبى مبنى لا محل له من الإعراب. (يخذلا) فعل مضارع منصوب بالعطف على يبغى ، وعلامة نصبه الفتحة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والألف حرف إطلاق مبنى لا محل له من الإعراب.

٤٢٣

أفعال المقاربة والرجاء والشروع (١)

هى مجموعة من الأفعال تسمى فى الكتب النحوية أفعال المقاربة ، وهى تسمية مجازية ، فهى مجاز مرسل علاقته الجزئية ، حيث يعبّر بالجزء عن الكلّ ؛ لأن حقيقة هذه الأفعال لا تنحصر فى معنى المقاربة فقط ، وإنما هى ثلاث مجموعات ، كلّ مجموعة تؤدى دلالة من دلالات المقاربة والرجاء والشروع.

وهذه الأفعال أفعال ناقصة ناسخة ، تعمل عمل (كان) ، وتدخل على الجملة الاسمية ، ويفسر ذلك بعد أن نحصرها فى مجموعاتها الثلاث على التفصيل الآتى :

المجموعة الأولى : ما يفيد المقاربة

، حيث تجمع الأفعال التى تفيد قرب وقوع معنى الخبر بالنسبة للمبتدإ الذى يأخذ مصطلح الاسم ، أى : اسم هذه الأفعال ، وأفعال المقاربة ثلاثة (٢) ، هى : كاد ، كرب : بكسر الراء وفتحها وهو الأفصح ، وأوشك. ومثالها : قوله تعالى : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) [مريم : ٩٠].

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٥٧ وما بعدها / المقتضب ٣ ـ ٦٨ وما بعدها / الواضح ١٢٩ / التبصرة والتذكرة / العوامل المائة ١٠٦ / شرح المقدمة المحسبة ٢ ـ ٣٢٧ / المفصل ٢٦٩ / المرتجل ١٢٨ / الفصول الخمسون ١٨٠ / الهادى فى الإعراب ١٣٦ / المقدمة الجزولية فى النحو ٢٠٣ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١١٥ / الإيضاح فى شرح المفصل / شرح الرضى على الكافية ٢ ـ ٣٠١ / المقرب ١ ـ ٩٨ / التسهيل ٥٩ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٦٧٠ / شرح ابن الناظم ١٥٣ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٨٩٨ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٢٣ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٢٩٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٤١ / الجامع الصغير ٥٩ / شرح الشذور ١٨٩ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٥٩ / ارتشاف الضرب / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٢٨ / شرح التحفة الوردية ١٨٤ / كشف الوافية فى شرح الكافية ٣٨١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٣ / الهمع ١ ـ ١٢٨.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٥٧ ، ١٦٠ / المقتضب ٣ ـ ٦٨.

٤٢٤

كرب الجرس يدقّ ، وكرب الأستاذ يخرج من الفصل. أوشك المنهج أن ينتهى ، وأوشكنا أن ننصرف. (كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) [الجن : ١٩].

أفعال المقاربة فى الأمثلة السابقة هى على الترتيب : تكاد ، كرب ، كرب ، أوشك ، أوشك ، وأسماؤها هى : السموات ، الجرس ، الأستاذ ، المنهج ، ضمير المتكلمين ، أما أخبارها فهى : يتفطرن ، يدق ، يخرج ، أن ينتهى ، أن ننصرف.

ويذكر منها : ألمّ ، وهلهل ، وأولى (١)

ويستشهد على أنّ (أولى) فعل ناقص بقول الشاعر :

فعادى بين هاديتين منها

وأولى أن يزيد على الثلاث (٢)

حيث اسم (أولى) الضمير المستتر فيه (هو) ، ويجعلون خبره (أن يزيد) ، ولكن كثيرا منهم يستنكر ذلك ويجعلون (أولى) بمعنى (قارب) فعلا متعديا ، أما المصدر المؤول فهو مفعوله.

وأما (أولى لك ، وله ، ولى) فهو اسم للوعيد ، غير منصرف للعلمية ووزن الفعل ، وهو ليس اسم تفضيل ، وهو من الولى والقرب.

المجموعة الثانية : ما يفيد الرجاء

، أى : رجاء المتكلم تحقيق مدلول الخبر للاسم.

وأفعال الرجاء هى : (عسى) بفتح السين ، وكسرها لغة فيه ، وحين اتصاله بضمير الرفع يجوز فيه الفتح والكسر ، فتقول : عسيت ، وعسيت ، والفتح أشهر.

اخلولق. حرى (بفتح الحاء والراء).

من ذلك : قوله تعالى : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) [الإسراء : ٨].

__________________

(١) ينظر : التسهيل ٥٩.

(٢) الخزانة ٩ ـ ٣٤٥ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٣١. عادى : والى بين الصيدين بصرع أحدهما إثر الآخر فى طلق واحد ، هاديتين : تثنية (هادية) وهى أول الوحش.

٤٢٥

اسم (عسى) هو (رب) ، وخبره (أن يرحم).

ـ (قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا)(١) [البقرة : ٢٤٦].

اسم (عسى) ضمير المخاطبين (تم) ، أما خبره فهو (ألا تقاتلوا).

ومنه : حرى المجتهد أن ينال احترام رؤسائه.

اخلولقت سعاد أن تحظى بالمرتبة الأولى.

الفعلان (حرى واخلولق) اسمهما (المجتهد وسعاد) ، وخبرهما (أن ينال ، وأن تحظى).

المجموعة الثالثة : ما يفيد الشروع

؛ أى : الشروع فى إنشاء الفعل أو إحداثه ، وهى : طفق (بكسر الفاء وفتحها ، الكسر أشهر) ، ويقال : طبق (بكسر الباء) ، وجعل ، وعلق ، وأخذ ، وقام ، وأنشأ ، وهبّ.

ويصل النحاة بعدد أفعال هذه المجموعة إلى اثنين وعشرين. من ذلك : قوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) [الأعراف : ٢٢]. اسم (طفق) ألف الاثنين ، وخبره الجملة الفعلية (يخصفان).

وقول أبى حية النميرى :

وقد جعلت إذا ما قمت يثقلنى

ثوبى فأنهض نهض الشّارب السّكر (٢)

_________________

(١) (قال) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (عسيتم) فعل ماض ناقص مبنى على السكون. وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، اسم عسى. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (كتب) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (عليكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالكتابة. (القتال) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها السياق. (ألا) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تقاتلوا) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر عسى.

(٢) المقرب ١٠١ / شرح الشذور رقم ٨٧ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٤ / أوضح المسالك رقم ٢٤٥ / الأشمونى ١ ـ ٢٦٣ / الدرر ٢ ـ ١٣٢ ، ١٥٦.

٤٢٦

وكنت أمشى على رجلين معتدلا

فصرت أمشى على أخرى من الشجر (١)

اسم (جعل) ضمير المتكلم ، أما خبره فهو الجملة الفعلية (يثقلنى).

ومنه أن تقول : أخذت الفكرة تتضح اتضاحا.

أنشأ اللصّ يرشد عن المسروقات.

هبّ المتسابقون يعدون.

وقول الشاعر :

قامت تلوم وبعض اللوم آونة

مما يضرّ ولا يبقى له نغل (٢)

__________________

(قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (جعلت) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم جعل. (إذا) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب تضمن معنى الشرط. (ما) حرف زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قمت) فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق. (يثقلنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر جعل. (ثوبى) بدل اشتمال من فاعل جعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (فأنهض) الفاء : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أنهض : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (نهض) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (الشارب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (السكر) نعت للشارب مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) (وكنت) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (أمشى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة فى محل نصب ، خبر كان. (على) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (رجلين) اسم مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى ، وشبه الجملة متعلقة بالمشى. (معتدلا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (فصرت) الفاء عاطفة تعقيبية حرف مبنى. صار : فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم صار.

(أمشى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر صار. (على أخرى) حرف جر مبنى ، واسم مجرور به ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وشبه الجملة متعلقة بالمشى. (من الشجر) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لأخرى ، أو متعلقة بنعت محذوف.

(٢) الدرر ٢ ـ ١٣٦.

٤٢٧

(قام) فعل ناقص بمعنى (شرع) ، اسمه ضمير مستتر تقديره (هى) فى محل رفع ، وخبره الجملة الفعلية (تلوم) ، وفعلها مضارع.

أسماء هذه الأفعال :

يجب أن يكون اسم هذه الأفعال كاسم (كان) وأخواتها معرفة أو مقاربا لها ، أى : قد يكون نكرة مخصصة.

ويندر أن يكون نكرة محضة ، كما هو فى قول أبى محجن الثقفى :

عسى فرج يأتى به الله إنه

له كلّ يوم فى خليقته أمر (١)

عملها وشروط خبرها

أفعال المقاربة والرجاء والشروع تعمل عمل (كان) ، حيث يظلّ المبتدأ مرفوعا ، أمّا الخبر فيكون فى محلّ نصب ؛ لأنه يشترط فى خبرها ـ فى إيجاز مسبّق ـ ما يأتى :

أ ـ أن يكون جملة.

ب ـ فعلية.

__________________

نغل : ضغن.

(قامت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. واسم قام ضمير مستتر تقديره : هى فى محل رفع. (تلوم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر قام. (وبعض) الواو : حرف ابتداء واستئناف مبنى ، لا محل له من الإعراب. بعض : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. بعض مضاف و (اللوم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (آونة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة استئنافية لا محل لها. (مما) حرف جر مبنى واسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بآونة. (ولا) حرف عطف وحرف نفى مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (يبقى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالبقاء ، أو : فى محل نصب ، حال من أثر. (أثر) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل رفع بالعطف على خبر المبتدإ.

(١) شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٨٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٤٧ / العينى ٢ ـ ٢١٤ / الدرر ٢ ـ ١٥٧.

٤٢٨

ج ـ فعلها مضارع.

د ـ رافع لضمير اسمها.

ه ـ مسبوق بأن المصدرية ، أو غير مسبوق بها.

ذلك على التفصيل الآتى :

الشروط الواجب توافرها فى الخبر :

أ ـ أن يكون جملة :

يجب أن يكون خبر أفعال المقاربة والرجاء والشروع جملة ، وذلك لتوجه الحكم إلى مضمونها ، فالمقاربة والرجاء والشروع يجب أن يكون لكلّ منه طرفان ، أحدهما محكوم عليه ، وهو اسم هذه الأفعال ، والآخر يجب أن يدلّ على حدث ؛ لأن كلّ معنى من هذه المعانى يكون فى الأحداث.

ب ـ أن تكون الجملة فعلية :

يجب أن تكون الجملة فى أخبار هذه الأفعال فعلية لتدلّ على الحدث ، إذ الفعل زمان وحدث ، وقد ذكرنا أن الطرف الآخر لمعانى المقاربة والرجاء والشروع يجب أن يتضمن حدثا ، فهى لا تكون إلا فى الأحداث.

وشذّ مجىء الخبر مفردا ـ أى : غير جملة وغير شبه جملة ـ مع (كاد ، وعسى ، وأوشك) ، ذلك فى قول تأبط شرا :

فأبت إلى فهم وما كدت آيبا

وكم مثلها فارقتها وهى تصفر (١)

__________________

(١) ينظر : شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٣ ، ١٩ ، ١٢٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٣ / الخزانة ٩ ـ ٣٤٧ / الدرر ٢ ـ ١٥٠.

(أبت) آب : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إلى فهم) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالإياب. (وما) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كدت) كاد : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، والتاء : ضمير مبنى في محل رفع ، اسم كاد. (آيبا) خبر كاد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة في محل نصب ، حال. (وكم) الواو : حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. كم : خبرية مبنية فى محل رفع ،

٤٢٩

حيث ورد فيه خبر (كاد) اسم فاعل (آيبا).

وورد مثل ذلك فى المثل : عسى الغوير أبؤسا (١).

ويذكر ابن عصفور : وإن كان ذلك هو الأصل فى كلام (٢).

كما ورد فى قول الشاعر :

أكثرت فى العذل ملحا دائما

لا تكثرن إنى عسيت صائما (٣)

وفيه خبر (عسى) ورد اسم فاعل (صائما) ، وهو منصوب.

أما قوله تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص : ٢٣] ؛ فتقديره : فطفق يمسح مسحا ، أى : يقطع قطعا السوق والأعناق بالسيف ، فيكون خبر (طفق) محذوفا ، يقدر بالجملة الفعلية (يمسح) ، أما (مسحا) فإنها منصوبة على المصدرية ، وقيل : منصوبة على الحالية (٤).

كما شذّ مجىء الخبر جملة اسمية بعد (جعل) في قول الشاعر :

وقد جعلت قلوص بنى سهيل

من الأكوار مرتعها قريب (٥)

__________________

مبتدأ. (مثلها) تمييز كم مجرور بالإضافة. ومثل مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية فى محل رفع ؛ خبر المبتدإ (كم). (وهى) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. هى : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (تصفر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

(١) الجامع الصغير ٥٩ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٣.

الغوير : تصغير غار ، وهى ماء لبنى كلب ، أبؤسا : جمع بؤس ، أى : عذاب ، قالته الزباء ، وهى راجعة لبنى كلب من الغزو ، ومعناه : لعل الشر يأتيكم من قبل الغوير ، فصار يضرب للرجل يتوقع الشر من جهة بعينها.

(٢) المقرب ١ ـ ٩٩.

(٣) الخصائص ١ ـ ٩٨ / المقرب ١ ـ ١٠٠ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٣١ / المغنى ١ ـ ١٦٤ / الدرر ١ ـ ١٤٩ / وينسب إلى رؤبة.

(٤) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٢١٠.

(٥) الجامع الصغير ٥٩. شفاء العليل ١ ـ ٣٤٥. شرح التصريح ١ ـ ٢٠٤ / الخزانة ٩ ـ ٣٥٢ / الدرر ٢ ـ ١٥٢.

٤٣٠

حيث اسم (جعل) المرفوع (قلوص) ، أما الخبر فهو الجملة الاسمية (مرتعها قريب) ، وتكون فى محلّ نصب.

ويذكر ابن مالك (١) أن خبر (جعل) ربما يكون جملة اسمية أو فعلية مصدرة بـ (إذا) ، أو (كلّما).

وتصدرها بـ (إذا) فى قول ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ : (فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا) (٢).

وتصدر بـ (كلما) فى قوله ـ صلّى الله عليه وسلّم : «فجعل كلّما جاء ليخرج رمى فى فيه بحجر» (٣).

ج ـ فعلها مضارع

يجب أن يكون فعل خبر هذه الأفعال مضارعا ؛ ليدلّ على الحال ، أو الاستقبال.

ولنلحظ أن مدلول هذه الأفعال تتنوع بين المقاربة ، وزمنها الاستقبال ، والرجاء ، وزمنه كذلك الاستقبال ، فالمرجوّ مطلوب بعد الحديث ، والشروع أو الإنشاء ، وزمن ما بعده حالى ؛ لذا وجب أن يكون خبر هذه الأفعال مضارعا ؛ لأن الفعل المضارع يدلّ على الحال إذا كان مجردا ، ويدل على الاستقبال إذا كان هناك قرينة ، ومن هذه القرائن معنى قرب وقوع الفعل ، ومعنى رجائه.

ومنه أن تقول : وجعل ينفخ تحت القدر. حيث خبر (جعل) الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع (تقول).

__________________

القلوص : الشابة من النوق. الأقوار : جمع كور ـ بضم الكاف ـ أى : الرجل ، أو بفتح الكاف ، وهى الجماعة الكثيرة من الإبل ، والمعنى : أن الإبل رتعت بجوار الأكوار لشدة إعيائها.

(قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (جعلت) فعل ماض ناقص مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (قلوص) اسم جعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (بنى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (من الأكوار) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بقريب. (مرتعها) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (قريب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، خبر جعل.

(١) التسهيل : ٥٩.

(٢) شفاء العليل : ١ ـ ٣٤٦.

(٣) صحيح البخارى : ٢ ـ ١٠٥ / شفاء العليل ١ ـ ٣٤٦.

٤٣١

ومنه كاد يحصل على الدرجات النهائية.

أنشأ يفهم الفكرة. عسى أن يحصل على ترتيب متقدم.

وشذّ مجيئه ماضيا فى قول ابن عباس ـ رضى الله عنهما : (فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا) (١).

حيث يجعلون خبر (جعل) الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (أرسل). لكننا إذا قدرنا قول ابن مالك السابق فى كون خبر (جعل) جملة فعلية مصدرة بـ (إذا) لكان قول ابن عباس ليس بشاذ ، فخبر (جعل) فى القول السابق يكون التركيب الشرطىّ : (إذا لم يستطع ... أرسل ...).

د ـ أن يكون فعلها المضارع رافعا لضمير اسمها :

أى : أن يكون الرابط بين خبرها الجملة واسمها ضميرا يعود على اسمها ، حتى لا يكون الخبر أجنبيّا عن الاسم ، فتقول : كاد المقرر أن ينتهى. حيث فاعل (ينتهى) ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على اسم (كاد) ، وهو (المقرر).

وتلحظ ذلك فيما مضى من أمثلة مذكورة.

فى قول أبى حية النميرى السابق : وقد جعلت إذا ما قمت يثقلنى ثوبى ....

(ثوبى) بدل اشتمال من اسم (جعل) ، وهو تاء الفاعل ، أما خبر (جعل) فهو الجملة الفعلية (يثقلنى) ، وفاعلها ضمير مستتر تقديره (هو) ، يعود على البدل (ثوبى) ، والتقدير : وقد جعلت ثوبى يثقلنى.

ومنه قول ذى الرمة :

وأبكيه حتى كاد ممّا أبثّه

تكلّمنى أحجاره وملاعبه (٢)

__________________

(١) شرح التصريح : ١ ـ ٢٠٥ / ضياء السالك : ١ ـ ٢٩١.

(٢) الجامع الصغير ٦٠ / ضياء السالك : ١ ـ ٢٢٠ / الدرر : ٢ ـ ١٥٥.

٤٣٢

اسم (كاد) ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على الرّبع ، أما خبره فهو الجملة الفعلية (تكلمنى) ، وفاعلها ضمير مستتر تقديره (هى) يعود على (أحجار) ، أما (أحجاره) فهى بدل اشتمال من اسم (كاد) ، والتقدير : وقد كاد (هو) أحجاره تكلمنى.

ويجوز فى خبر (عسى) أن يرفع السببىّ ، أى : الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير يعود على اسم (عسى) ، وقد ورد ذلك فى قول الفرزدق :

وما ذا عسى الحجاج يبلغ جهده

إذا نحن جاوزنا حفير زياد (١)

__________________

(أبكيه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (حتى) حرف غاية وجر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كاد) فعل ماض ناقص مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (مما) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتكليم. (أبثه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وفيها ضمير محذوف تقديره (إياه) فى محل نصب مفعول به ثان عائد إلى الاسم الموصول. ويجوز أن تجعل (ما) حرفا مصدريا لا محل له ، والمصدر المؤول (ما أبثه إياه) فى محل جر بـ (من) ، والتقدير : من بثى إياه. (تكلمنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والنون حرف وقاية لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى ، يعود على أحجار ، وضمير المتكلم مبنى في محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب ، خبر كاد. (أحجاره) بدل اشتمال من اسم كاد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (وملاعبه) عاطف مبنى ومعطوف على أحجار مرفوع ، والضمير مضاف إليه مبنى فى محل جر.

(١) شرح التصريح ١ ـ ٢٠٥ / ضياء السالك ١ ـ ٢٢١ / الدرر ٢ ـ ١٥٤ /.

قاله حينما هرب من الحجاج عند ما توعده بالقتل. حفير زياد : موضع بين الشام والعراق.

(ما ذا) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (عسى) فعل ماض ناقص مبنى على الفتح المقدر.

(الحجاج) اسم عسى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (يبلغ) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر عسى ، وجملة عسى مع اسمها وخبرها فى محل رفع المبتدإ (ما ذا).

(جهده) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. وبرفع جهد يكون فاعل يبلغ. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بالبلاغ. (نحن) ضمير مبنى فى محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور ـ على رأى النحاة ـ (جاوزنا) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل. والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب. (حفير) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (زياد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤٣٣

يروى بنصب (جهد) ، فيكون فاعل (يبلغ) ضميرا مستترا يعود على (الحجاج) ، وهذا هو الشائع.

كما يروى برفع (جهد) ، فيكون فاعل الجملة الفعلية (يبلغ جهده) ، وهى فى محلّ نصب ، خبر (عسى) ، ويكون فاعلها ضميرا لا يعود على اسمها ، وإنما يكون سببيا ، حيث هو اسم ظاهر مضاف إلى ضمير لا يعود على الحجاج.

ه ـ أن يسبق الفعل المضارع بـ (أن) المصدرية أو : ألا يسبق بها :

فى البدء أنوّه إلى أنّ (أن) المصدرية مع أخواتها الحروف الناصبة الفعل المضارع تؤدى الدلالة على الزمن المستقبلى ، ذلك بالنسبة إلى زمن الحديث ، أو إلى زمن الحدث الذى ترتبط به تركيبيا ، لذلك فإن (١) :

١ ـ يجب أن تسبق (أن) المصدرية الفعل الذى يكون زمنه للمستقبل ، وهذا يتحقق مع (حرى واخلولق) ، وهما للرجاء ، ويعلّل لذلك بأن الفعل المترجّى وقوعه قد يتراخى حصوله ، فاحتيج به إلى (أن) المصدرية المشعرة بالاستقبال.

ذلك نحو : حرى المجتهد أن ينال خيرا.

(المجتهد) اسم (حرى) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره (ينال) مضارع يجب أن يسبق بـ (أن) المصدرية.

اخلولقت الفتيات أن يتمسّكن بحبل الدى (٢).

خبر (اخلولق) الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع (يتمسك) ، وهو واجب سبقه بـ (أن) المصدرية.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٥٨ / المقتضب ٣ ـ ٦٨ / التسهيل ٥٩ / المقرب ١ ـ ٩٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٦.

(٢) (أن يتمسكن) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. يتمسكن : فعل مضارع مبنى على السكون ؛ لإسناده إلى نون النسوة فى محل نصب. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر اخلولق. (بحبل) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالتمسك. وحبل مضاف و (الدين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤٣٤

ومنه قول الأعشى :

إن تقل هنّ من بنى عبد شمس

فحرى أن يكون ذاك وكانا (١)

حيث خبر (حرى) مصدر بـ (أن) المصدرية.

٢ ـ يجب أن يجرد الفعل المضارع من (أن) المصدرية مع أفعال الشروع والإنشاء ، ذلك لأن هذه الأفعال للأخذ فى الفعل والشروع فيه ، وهذا ينافى الاستقبال الذى يعنى عدم الشروع فى الفعل ، فالأفعال الواقعة موقع أخبار هذه المجموعة من الأفعال أحوال ، أى : زمنها حالىّ ، فلم يسغ دخول (أن) عليها (٢).

من ذلك قول الشاعر :

هببت ألوم القلب فى طاعة الهوى

فلجّ كأنى كنت باللوم مغريا (٣)

__________________

(١) شرح شذور الذهب ٢٦٨ / الدرر ٢ ـ ١٣٥.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تقل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (هن) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (من) حرف جر مبنى على السكون لا محل له. (بنى) اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو : متعلقة بخبر محذوف.

وبنى مضاف و (عبد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فحرى) الفاء حرف مؤكد رابط الشرط بجوابه مبنى لا محل له من الإعراب. حرى : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح المقدر. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكون) فعل مضارع تام منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، اسم حرى مؤخر.

(وكانا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له. كان : فعل ماض تام مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب.

(٢) ينظر المقرب ١ ـ ٩٩.

(٣) شرح الشذور ١٩١ / الدرر ٢ ـ ١٣٥.

(هببت) هب : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم هب. (ألوم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر هب. (القلب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فى طاعة) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة باللوم. طاعة مضاف و (الهوى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فلج) الفاء حرف عطف وتعقيب مبنى لا محل له من الإعراب. لج : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (كأنى) كأن : حرف تشبيه مؤكد مبنى ،

٤٣٥

وفيه خبر (هبّ) الجملة الفعلية (ألوم) ، فعلها مضارع مجرد من (أن) المصدرية ، لأنه خبر لفعل من أفعال الشروع.

وقول الآخر :

وطئنا ديار المعتدين فهلهلت

نفوسهم قبل الإماتة تزهق (١)

(هلهل) من أفعال الشروع ، خبره الجملة الفعلية (تزهق) ، فعلها مضارع مجرد من (أن).

ومنه قول الشاعر :

طفق الخلىّ بقسوة يلحى الشجىّ

ونصيحة اللاحى الخلىّ عناء (٢)

__________________

لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم كأن. (كنت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (باللوم) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالإغراء. (مغريا) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كأن ومعموليها فى محل نصب حال.

(١) شرح شذور الذهب ١٩١.

(وطئنا) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل. (ديار) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (المعتدين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء.

(فهلهلت) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. هلهل : فعل ماض ناقص مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (نفوسهم) اسم هلهل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (قبل) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالزهق. وهو مضاف و (الإماتة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(تزهق) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر هلهل.

(٢) شفاء العليل ١ ـ ٣٤١.

(طفق) فعل ماض مبنى على الفتح ناقص ناسخ. (الخلى) اسم طفق مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

(بقسوة) جار ومجرور. وشبه الجملة متعلقة بـ (يلحى) (يلحى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر طفق. (الشجى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الواو) حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. (نصيحة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (اللاحى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (الخلى) نعت للاحى مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (عناء) خبر المبتدإ ، مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٤٣٦

جملة (يلحى) فى محل نصب خبر (طفق) مجردة من (أن) المصدرية.

وقول الآخر :

فأخذت أسأل والرسوم تجيبنى

وفى الاعتبار إجابة وسؤال (١)

خبر (أخذ) الجملة الفعلية (تجيبنى) فعلها مضارع مجرد من (أن) المصدرية.

وقول الآخر :

أراك علقت تظلم من أجرنا

وظلم الجار إذلال المجير (٢)

الجملة الفعلية (تظلم) خبر (علق) وفعلها مجرد من (أن).

__________________

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٤١ / شرح شذور الذهب ٢٧٥.

(أخذت) فعل ماض ناقص مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم أخذ. (أسأل) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر أخذ. (والرسوم) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى. الرسوم : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (تجيبنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والنون للوقاية حرف مبنى. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. ويجوز أن تجعل الواو حرف عطف. ويكون الجملة الاسمية لا محل لها من الإعراب بالعطف على سابقتها. (وفى) حرف استئناف وحرف جر مبنيان لا محل لهما من الإعراب. (الاعتبار) اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (إجابة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وسؤال) عاطف مبنى ومعطوف على إجابة مرفوع.

(٢) شرح شذور الذهب ٢٧٦ / شفاء العليل ١ ـ ٣٤١ / الأشمونى ١ ـ ٢٦٣ / الدرر ٢ ـ ١٣٤.

(أراك) أرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (علقت) فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم علق. (تظلم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر علق. وجملة علق مع معموليه فى محل نصب ، حال. إن جعلت رأى بصرية ، وفى محل نصب مفعول به ثان إن جعلت رأى قلبية. (من) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أجرنا) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (وظلم) الواو : حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. ظلم : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (الجار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (إذلال) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف. و (المجير) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤٣٧

وقول الآخر :

لّما تبيّن مين الكاشحين لكم

أنشأت أعرب عما كان مكتوما (١)

خبر (أنشأ) الجملة الفعلية (أعرب) ، وفعلها مجرد من (أن) المصدرية.

وقول حسان بن ثابت :

على ما قام يشتمنى لئيم

كخنزير تمرّغ فى رماد (٢)

خبر الفعل الناقص الناسخ (قام) هو الجملة الفعلية (يشتمنى) ، وفعلها المضارع مجرد من (أن).

٣ ـ يغلب فى خبر (عسى وأوشك) أن يقرن فعله بـ (أن) المصدرية.

ويبدو أن الأصل فى خبرهما أن يكون بذكر (أن) ، لكنهم لّما أشبهوهما بـ (كاد وكرب) أجازوا حذف (أن) من خبرهما ، وهو قليل (٣).

ويذكر أن التجريد مع (عسى) خاصّ بالشعر (٤) ، وهذا منطقى ومقبول فـ (عسى) من أفعال الرجاء ، وهى مشعرة بالاستقبال ، مما يحتّم تصدر خبرها بـ (أن) المصدرية ، وقد وردت كذلك فى القرآن الكريم ، حيث تصدرت (أن) خبرها.

__________________

(١) شرح الشذور ٢٧٧ / شفاء العليل ١ ـ ٣٤٢ / الدرر ٢ ـ ١٣٤.

(لما) حرف فيه معنى الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. يربط بين جملتين فعليتين فعلهما ماض.

(تبين) فعل ماض مبنى على الفتح. (مين) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (الكاشحين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بـ (تبين). (أنشأت) فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم أنشأ. (أعرب) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر أنشأ. (عما) (عن) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بعن. وشبه الجملة متعلقة بالإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (مكتوما) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كان مع معموليها صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٢) شرح المفصل ٤ ـ ٩ / شفاء العليل ١ ـ ٢٤٢ / العينى ٤ ـ ٥٥٤ / الدرر ٢ ـ ٢٣٨.

(٣) ينظر : شرح الشذور ١٩١.

(٤) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٨ / الجامع الصغير ٦٠.

٤٣٨

ومما التزم فيه دخول (أن) المصدرية على خبر (أوشك) قول الشاعر :

ولو سئل الناس التراب لأوشكوا

إذا قيل هاتوا أن يملّوا فيمنعوا (١)

وفيه خبر (أوشك) الفعل المضارع المصدر بـ (أن) المصدرية (أن يملوا).

وقد جرد خبر (أوشك) من (أن) المصدرية فى قول أمية بن أبى الصلت :

يوشك من فرّ من منيّته

فى بعض غرّاته يوافقها (٢)

__________________

(١) مجالس ثعلب ٤٣٣ / أمالى الزجاجى ١٩٧ / شرح الشذور ٢٧٠ / الأشمونى ١ ـ ٢٦١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٧ / ضياء السالك ١ ـ ٢٢٣ / الدرر ٢ ـ ١٤٤.

(لو) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (سئل) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (الناس) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (التراب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لأوشكوا) اللام للتوكيد واقعة فى جواب لو حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أوشكوا : فعل ماض ناقص مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم أوشك. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بالملل. (قيل) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول. (هاتوا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، نائب فاعل لقيل. وجملة القول ومقوله فى محل جر بالإضافة.

ويجوز أن تجعل إذا شرطية جملة الشرط : قيل هاتوا ، وجملة الجواب محذوفة دل عليها الكلام. لكننى أرى أن الإعراب السابق أكثر ملاءمة مع المعنى.

(أن) حرف مصدرى مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (يملوا) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل نصب ، خبر أوشك. (فيمنعوا) عاطف ومعطوف على أوشكوا منصوب.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١٦١ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٢٦ / المقرب ١ ـ ٩٨ / شرح الشذور ٢٧١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٦ / الأشمونى ١ ـ ٢٦٢ / ضياء السالك ١ ـ ٢٢٥ / الدرر ٢ ـ ١٣٦.

(يوشك) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع اسم يوشك. (فر) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (من منيته) جار ومجرور بالكسرة ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة متعلقة بالفرار. (فى بعض) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالوفاق. وبعض مضاف و (غراته) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، و (غرات) مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (يوافقها) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر يوشك.

٤٣٩

خبر (يوشك) الجملة الفعلية (يوافقها) ، وفعلها مضارع مجرد من (أن) المصدرية.

والتزم بسبق (أن) المصدرية خبر (عسى) فى قوله تعالى : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) [الإسراء : ٨]. خبر (عسى) (أن يرحمكم) ، وهو فعل مضارع مصدر بـ (أن) المصدرية.

(عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١) [النساء : ٨٤] خبر (عسى) هو (أن يكفّ) ، وهو مصدر بـ (أن).

ومما تجرد فيه خبر (عسى) من (أن) قول هدبة بن الخشرم العذرى حين قتل :

عسى الكرب الذى أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب (٢)

حيث خبر (عسى) الجملة الفعلية (يكون وراءه فرج) ، وقد تجرد فعله المضارع من (أن) المصدرية.

__________________

(١) (عسى) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح المقدر. (الله) اسم عسى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكف) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول فى محل نصب خبر ، عسى.

(بأس) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (كفروا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١٥٩ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١١٧ شرح ابن الناظم ١٥٥ / المقرب ١ ـ ٩٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٦ / الخزانة ٩ ـ ٣٢٣ / الدرر ٢ ـ ١٤٥.

(عسى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهورها التعذر. (الكرب) اسم عسى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت للكرب. (أمسيت) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، اسم أمسى. (فيه) جار ومجرور ، وشبه الجملة خبر أمسى. وجملة أمسى مع معموليها صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (يكون) فعل مضارع ناقص مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وراءه) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والضمير مضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر يكون أو متعلقة بخبرها المحذوف. (فرج) اسم يكون مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة يكون مع معموليها فى محل نصب ، خبر عسى. (قريب) نعت لفرج مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٤٤٠