النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

ومنه قوله تعالى : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ)(١) [المجادلة : ٢]. (أمهات) خبر (ما) منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة لأنه مجموع بالألف والتاء المزيدتين. واسم (ما) ضمير الغائبات البارز (هن) فى محل رفع.

ولا تعمل (ما) لدى الحجازيين عملا مطلقا ، لكن لإعمالها شروط :

أ ـ ألا يتقدم الخبر على الاسم (٢) :

وإن كان ظرفا أو جارّا ومجرورا على الأصح (٣) ؛ ولهذا أهملت فى قولهم : ما مسىء من أعتب ، لتقدم الخبر (٤).

ومما أهمل فيه (ما) الحجازية لتقدم الخبر قول الشاعر :

وما خذّل قومى فأخضع للعدا

ولكن إذا أدعوهم فهم همو (٥)

والأصل : ما قومى خذّل ، حيث (خذل) الخبر ، و (قوم) المبتدأ ، وكلاهما مرفوع ، فأهملت (ما) لأن الخبر تقدم على المبتدإ.

وقول الآخر :

وما حسن أن يمدح المرء نفسه

ولكنّ أخلاقا تذمّ وتحمد (٦)

__________________

(١) (إن) حرف نفى مبنى ، لا محلّ له من الإعراب. (أمهاتهم) الثانية مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (إلا) حرف استثناء يفيد الحصر والقصر مبنى لا محل له من الإعراب. (اللائى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (ولدنهم) فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٢) ذلك خلافا للفراء. ينظر : المقتضب ٤ ـ ١٩٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٨.

(٣) ذلك خلافا لابن عصفور. المقرب ١ ـ ١٠٢.

(٤) المقتضب ٤ ـ ١٩٠.

(٥) شرح التصريح ١ ـ ١٩٨.

(٦) المساعد ١ ـ ٢٧٧ / الدرر ١ ـ ١٠٣.

(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (حسن) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يمدح) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المرء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. ويجوز أن تجعل المصدر

٤٠١

وفيه تقدم الخبر (حسن) على المبتدإ المؤخر المصدر المؤول (أن يمدح المرء) ، فأهملت (ما) النافية.

فأما قول الفرزدق :

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم

إذ همو قريش وإذ ما مثلهم بشر (١)

بنصب (مثل) فإن سيبويه يذكر أن «هذا لا يكاد يعرف» (٢).

كما أنه يعلل لذلك بأن الفرزدق قد غلط ، حيث هو تميمى ، فأراد أن ينطق بلغة أهل الحجاز فغلط ، فهو شاذ.

وقيل : (بشر) خبر ، و (مثل) مبتدأ ، لكنه فتح لأنه مبنىّ على الفتح ، لأنه اسم مبهم أضيف إلى مبنى ، فاكتسب البناء منه ، وبذلك فإن (ما) غير عاملة.

ويوجه على أن خبر (ما) محذوف ، والتقدير : إذ ما فى الدنيا بشر ، أما (مثلهم) فهى حال من بشر.

ب ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها :

للنحاة قاعدة مطلقة أنه لا يتقدم معمول الخبر فى موضع لا يجوز فيه تقدم الخبر ، فلما كان خبر (ما) الحجازية العاملة لا يتقدم على اسمها كان معمول خبرها لا يتقدم.

لذلك فإن (ما) لم تعمل فى قول مزاحم بن الحارث العقيلى :

وقالوا تعرّفها المنازل من منى

وما كلّ من وافى منى أنا عارف (٣)

__________________

خبرا وحسنا مبتدأ ، فالمصدر المؤول فاعل لحسن سد مسد المبتدإ المؤخر أو الخبر. (نفسه) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له. (لكن) حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (أخلاقا) اسم لكن منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (تذم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لأخلاق. وخبر لكن محذوف تقديره : موجودة ، كائنة. (وتحمد) عاطف مبنى ، والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على جملة تذم.

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٦٠ / المقتضب ٤ ـ ١٩١ / الجنى الدانى ١٨٩ /. الخزانة ٤ ـ ١٣٣.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٦٠.

(٣) الكتاب ١ ـ ٧٢ / شرح الشذور رقم ٩١ / الأشمونى ١ ـ ٢٤٩ / أوضح المسالك رقم ٢١٥.

٤٠٢

حيث (كل) مفعول به لـ (عارف) ، و (أنا) اسم (ما) الحجازية ، و (عارف) خبر ، فتقدم معمول خبرها على اسمها ، فأهملت نحويا ؛ ولهذا فإن الضمير (أنا) فى محلّ رفع ، مبتدأ ، و (عارف) خبر المبتدإ.

ويروى برفع (كل) ، ويوجه على وجهين :

ـ أن يكون (كل) اسم (ما) ، والجملة الاسمية (أنا عارف) فى محلّ نصب ، خبر (ما) الحجازية العاملة.

ـ أو ما سبق مع كون (ما) مهملة ، فيكون (كل) مبتدأ مرفوعا ، والجملة الاسمية (أنا عارف) فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

ويقدر فى (عارف) فى التوجيهين السابقين ضمير محذوف رابط بين الصلة وموصولها ، والتقدير : أنا عارفه.

ـ أمّا إذا كان معمول خبر (ما) الحجازية المتقدم على اسمها شبه جملة جاز إعمالها (١) ، كما ورد فى قول الشاعر :

بأهبة حزم لذ وإن كنت آمنا

فما كلّ حين من توالى مواليا (٢)

__________________

(قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (تعرفها) تعرف : فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (المنازل) منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. وتقديره : بالمنازل ، أو : فى المنازل. (من منى) حرف جر مبنى ، ومجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة نيابة عن الكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من المنازل. (وما) الواو حرف استئناف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كل) مفعول به لعارف مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر بالإضافة. (وافى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (منى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (عارف) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) التسهيل ٥٦ / المقرب ١ ـ ١٠٢ / المساعد ١ ـ ٢٧٨.

(٢) المساعد ١ ـ ٢٧٨ / الجامع الصغير ٥٧ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٨ / منهج السالك ١ ـ ١٤١. ويروى :بأهبة حرب كن ...

٤٠٣

والأصل : فما من توالى مواليا كلّ حين ، حيث (من) اسم موصول فى محلّ رفع اسم (ما) الحجازية ، وخبرها (مواليا) ، وهو منصوب مبنى وعلامة نصبه الفتحة. و (كل) منصوب على الظرفية معمول لاسم الفاعل (مواليا). وتلحظ أن معمول خبر (ما) وهو شبه الجملة (كل) قد تقدم ، ولم ينتقض عملها لكونه شبه جملة.

ج ـ ألا يقترن اسمها بـ (إن) الزائدة :

يجب ألا يقترن اسم (ما) بـ (إن) الزائدة كى تعمل عمل (ليس).

ولذلك لم تعمل فى قول الشاعر :

بنى غدانة ما إن أنتم ذهب

ولا صريف ولكن أنتم الخزف (١)

حيث ظهر بعد (ما) المرفوعان (أنتم ذهب) ، وذلك لإهمالها لذكر (إن) الزائدة بعدها.

وروى بنصب (ذهب وصريف) ، وهى رواية يعقوب بن السكيت فتكون (ما) حجازية عاملة عمل (ليس) ، مع وجود (إن) بعدها ، ولكن الجمهور يخرّج ذلك على أنّ (إن) زائدة نافية ، فهى مؤكدة لنفى (ما).

ومنه قول فروة بن مسيك الصحابى :

فما إن طبّنا جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا (٢)

__________________

(١) الجامع الصغير ٥٧ / شرح الشذور ٩٠ / أوضح المسالك رقم ١٠١ / الدرر ٢ ـ ١٠٢ / صريف : فضة.

(بنى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مضاف ، و (غدانة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (إن) حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ذهب) خبر المبتدإ ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (صريف) معطوف على ذهب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولكن) الواو : حرف عطف مبنى. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الخزف) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١٥٣ / المقتضب ١ ـ ٥١ / الخصائص ٣ ـ ١٠٨ / المحتسب ١ ـ ٩٢ / شرح المفصل ٨ ـ ١٢٩ / رصف المبانى ١١٠ / الجنى الدانى ٣٢٧ / شفاء العليل ١ ـ ٣٢٩ / الدرر ٢ ـ ١١٠. الطب هنا السبب والعلة.

٤٠٤

وفيه بطل عمل (ما) الحجازية ؛ لأنه قد زيد بعدها (إن) ، فـ (طب) مبتدأ مرفوع ، و (جبن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

فكلّ من (ما) و (إن) يكفّ صاحبه عن العمل.

د ـ ألا ينتقض نفى خبرها :

خبر (ما) يكون بمدلولها منفيا عن المبتدإ ، فإذا قلت : ما محمد مهملا ، فإن (ما) تنفى الإهمال عن محمد. فإذا انتقض نفى الخبر بناف آخر فإنها تهمل ، إذ إن المقصود من إلحاقها بالجملة الاسمية هو النفى ، ودخول النفى على خبرها يفيد الإثبات ؛ وحرف الاستثناء نفى ، فإذا دخل على خبر (ما) أهملت (١). خلافا ليونس (٢). ولهذا وجب الرفع فى : قوله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)(٣) [القمر : ٥٠]. (أمر) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وخبره (واحدة) مرفوع. (ما) حرف نفى مبنى ، (إلا) حرف استثناء للقصر والحصر مبنى لا محلّ له من الإعراب.

وكذلك قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) [آل عمران : ١٤٤]. حيث انتقض النفى بـ (ما) بحرف الاستثناء (إلا) ، فتحول مجمل معنى الجملة إلى القصر والحصر. فمحمد مبتدأ مرفوع ، خبره (رسول).

وقوله تعالى : (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) [الشعراء : ١٥٤].

أما قول الشاعر :

وما الدهر إلا منجنونا بأهله

وما صاحب الحاجات إلا معذّبا (٤)

فهو على غير ما زعم يونس من إعمال (ما) عمل (ليس) مع انتقاض نفى خبرها بـ (إلّا) ؛ لأنه يجعل كلا من (منجنونا) و (معذبا) خبرا لـ (ما). لكن جمهور البصريين يؤوّلون ذلك على وجهين :

__________________

(١) ينظر : المقتضب ٤ ـ ١٨٨ / التسهيل ٥٦.

(٢) ينظر : التسهيل ٥٧.

(٣) شبه جملة (كلمح) فى محل رفع نعت لواحدة. (بالبصر) شبه جملة متعلقة باللمح.

(٤) المغنى ١ ـ ٧٦ / المقرب ١ ـ ١٠٣ / شرح المفصل ٨ ـ ٧٥. المنجنون : الدولاب التى يستقى بها الماء.

٤٠٥

أحدهما : أن يكون كلّ من المنصوبين منصوبا على المصدرية ، حيث التقدير : يدور دوران منجنون ، فيكون (منجنونا) منصوبا على النيابة عن المفعول المطلق ، أما (معذبا) فإنه ليس اسم مفعول ، وإنما هو مصدر ميمىّ ، ويكون التقدير : إلا يعذب تعذيبا.

والآخر : أن يكون كلّ منهما منصوبا على المفعولية ، والتقدير فى الموضعين : إلا يشبه منجنونا ، وإلا يشبه معذبا.

ومن النحاة من يخرج النصب فى الموضعين على الحالية ، والتقدير : وما الدهر موجودا إلا مثل منجنون ، وما صاحب الحاجات موجودا إلا معذبا.

ومثله قول الشاعر :

وما حقّ الذى يعثو نهارا

ويسرق ليله إلا نكالا (١)

حيث يؤول (نكالا) على أنه اسم مصدر ، فنصبه على المصدرية ، أى : على النيابة عن المفعول المطلق. والتقدير : إلا ينكل به نكالا ، أى : تنكيلا.

ه ـ ألا يبدل من خبرها بموجب :

النفى بـ (ما) يتسلط على الخبر ، والبدل فى نية تكرير العامل ، فإذا أبدل من خبر (ما) الحجازية العاملة بموجب فإن عملها يبطل ، لأنه ليس من المعقول أن نجعلها عاملة فى المبدل منه ، وغير عاملة فى البدل ؛ لذا وجب إهمالها إذا أبدل من خبرها بموجب ، وذلك فى قولهم : ما زيد بشىء إلّا شىء لا يعبأ به (٢). كأنك قلت : ما زيد إلا شىء لا يعبأ به قصور (٣)

__________________

(١) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (حق) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (الذى) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (يعثو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(نهارا) ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (ويسرق) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب يسرق : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب. بالعطف على جملة (يعثو). (ليله) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (إلا) حرف استثناء يفيد الحصر والقصر مبنى لا محل له من الإعراب. (نكالا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٣١٦.

(٣) من ذلك أن تقول : لست بشىء إلا شيئا لا يعبأ به ، كأنك قلت : لست إلا شيئا لا يعبأ به. وما أتانى أحد إلا فلان ، أى : ما أتانى إلا فلان. وهو من قبيل البدل على الموضع.

٤٠٦

وتستطيع أن تقرن بين هذا الشرط والشرط السابق وهو عدم انتقاض نفى الخبر ، إلا أن هذا فى البدل من الخبر ، وذاك فى الخبر الأصلى والمعطوف عليه.

و ـ ألا تتكرر (ما) الحجازية النافية :

يكون تكرير الكلمة فى التركيب لأحد وجهين :

ـ إما للتوكيد ، ويكون توكيدا لفظيا ، فلا يتغير المعنى عما كان عليه أولا.

ـ وإما للأداء المعنوى المحض.

ويظهر الثانى فيما إذا كانت الكلمة مؤدية معنى النفى ، حيث تكون الأولى نفيا ، والثانية نفيا ، فيخلص المعنى إلى الإثبات ؛ لأن نفى النفى إثبات.

كذلكم (ما) الحجازية إذا تكررت فإنها تكرر لأداء أحد الوجهين السابقين ، ذلك على النحو الآتى :

ـ إذا تكررت (ما) الحجازية العاملة لغرض التوكيد اللفظى فإنها تظلّ عاملة ؛ لأن معنى النفى يظلّ ثابتا فى جملتها ، ومنه قول الشاعر :

لا ينسك الأسى تأسّيا فما

ما من حمام أحد معتصما (١)

حيث (ما) الثانية مؤكدة للأولى ، و (أحد) اسم (ما) النافية مرفوع ، و (معتصما) خبرها منصوب ، وشبه الجملة (من حمام) متعلقة بالاعتصام.

ـ أما إذا تكررت لغرض النفى فى الأولى والثانية فإنها تهمل ؛ لأن معنى النفى ينتقض بالثانية ، فإذا قلت : ما ما أنا مجدّ ، برفع الخبر كانت (ما) مهملة ، لأن

__________________

(١) العينى ٤ ـ ١١٠ / الأشمونى ٣ ـ ٨٣ / الدرر ٢ ـ ١٠٣.

(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (ينسك) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به (الأسى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (تأسيا) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فما) الفاء سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ما) حرف نفى مبنى مؤكد للأول ، لا محل له من الإعراب. (من حمام) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالاعتصام. (أحد) اسم ما النافية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (معتصما) خبر ما الحجازية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٤٠٧

(ما) الثانية كانت للنفى ، فكأنك نفيت (ما) الأولى ، ولذلك فإن معنى الجملة ينتهى إلى الإثبات ، فأنت تؤكد جدّك.

أما إذا قلت : ما ما أنا مهملا ، بنصب الخبر ، كانت (ما) عاملة ؛ لأن (ما) الثانية كانت للتوكيد ، فالنفى باق فى الجملة مؤكدا ، فأنت تؤكد عدم إهمالك.

زيادة الباء فى خبر (ما)

يزاد حرف الجر (الباء) بكثرة فى خبر (ما) النافية العاملة عمل (ليس). ومن ذلك قوله تعالى : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة : ٨٥ ، ١٤٠ ، ١٤٩ ...] حيث خبر (ما) النافية (بغافل) فيه الباء حرف جر زائد ، وغافل خبر ما منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجرّ الزائد.

ومنه : (وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ)(١) [البقرة : ١٤٥].

ـ (وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ)(٢) [البقرة : ١٤٥].

ـ (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)(٣) [الأنعام : ١٠٤].

ـ (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام : ١٠٧].

ـ (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) [هود : ٨٩].

ـ (وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ)(٤) [هود : ٩١].

ـ (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء : ١١٤].

__________________

(١) (تابع) خبر ما النافية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وفيه فاعل ضمير مستتر. (قبلتهم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقبلة مضاف وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة.

(٢) (قبلة) مفعول به لتابع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وبعض مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٣) شبه جملة (عليكم) متعلقة بحفيظ.

(٤) شبه جملة (علينا) متعلقة بعزيز.

٤٠٨

ـ (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) [النمل : ٨١].

ـ (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ)(١) [الصافات : ١٦٢].

ويختلف النحاة فيما بينهم فى دخول (الباء) على خبر (ما) بين أن تكون حجازية أو تميمية :

ـ فمنهم من يرى أنه لا فرق فى دخول الباء فى خبر (ما) بين كونها حجازية أو تميمية.

ـ ومنهم من يقصر ذلك على الحجازية.

ويمال إلى أنه يدخل فى خبر كلّ منهما ، لكنه يكثر فى الحجازية كما يكثر فى خبر (ليس).

وقد ذكر فى قول الفرزدق :

لعمرك ما معن بتارك حقّه

ولا منسئ معن ولا متيسّر (٢)

ويعلل النحاة لزيادة الباء فى خبر (ما) النافية فى ثلاثة آراء :

أولها : أن الخبر لمّا تباعد من النفى ربطوا بينهما بالباء.

وثانيها : أن الكلام قد يطول وينسى أوله ، فجاؤوا بالباء ليشعروا بأن فى صدر الجملة أو الكلام نفيا.

__________________

(١) شبه جملة (عليه) متعلقة بفاتنين.

(٢) الكتاب ١ ـ ٦٣ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٩٩ / الاقتضاب ٣٦٨ / شفاء العليل ١ ـ ٣٣٦.

(لعمرك) اللام للابتداء أو القسم حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. عمر : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. وعمر مضاف وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. وخبر عمر محذوف تقديره : قسمى. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب.

(معن) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بتارك) الباء حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب.

تارك : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وهو مضاف ، و (حق) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى.

(منسئ) مبتدأ ، أو خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (معن) فاعل سد مسد الخبر أو المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولا) حرف عطف وحرف زائد لتأكيد النفى مبنيان. (متيسر) معطوف على منسئ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٤٠٩

والثالث : أن الباء للتأكيد ؛ لأن الكلام بالباء جواب من قال : إن زيدا لقائم ، فيردّ عليه : ما زيد بقائم ، فتجعل الباء بإزاء اللام ، و (ما) بإزاء (إن) ، فإن قيل : إنّ زيدا قائم ، كان الرد : ما زيد قائما.

حكم المعطوف على خبر (ما) العاملة :

يأتى المعطوف على خبر (ما) العاملة عمل (ليس) فى صورتين :

أولاهما : أن يعطف على الخبر المجرد من حرف الجرّ الزائد مع مراعاة نوع حرف العطف وأدائه المعنوى ، من نقض لنفى (ما) عما بعده ، أو تجاوز للنفى بـ (ما) إلى ما بعده.

والأخرى : أن يعطف على الخبر المقرون بحرف الجرّ الزائد (الباء).

أولا : المعطوف على خبر (ما) المجرد :

إذا عطف على خبر (ما) الحجازية العاملة فإن نصبه من عدمه ينبنى على مدلوله من حيث النفى والإثبات ، لأن الفكرة الأساسية أن يكون الخبر أو توابعه فيه مدلول النفى عن الاسم أو المبتدإ.

وهذه الفكرة تتضح إذا قارنا بين العطف بالواو والعطف بـ (بل) و (لكن) ، كما هو فى قولنا : ما أنا مهملا ولا كسولا.

حيث العطف بالواو على خبر (ما) المنصوب (مهملا) ، فأصبح المعطوف مشتركا مع المعطوف عليه الخبر فى النفى ؛ فلم يتغير التابع عن معنى النفى ، ولذلك فهو منصوب بالعطف على خبر (ما). حيث نفيت الإهمال والكسل عنى. ويكون حرف النفى (لا) زائدا لتأكيد النفى.

ويجوز فى التابع بالواو أن يرفع على أنه يمثل جملة اسمية ، فتقول : ما أنا مهملا ولا كسول ، أى : ولا أنا كسول ، فيكون (كسول) خبرا لمبتدإ محذوف. لكن النصب أكثر.

أما إذا كان العطف بـ (بل) أو (لكن) فإن ما بعدهما يكون مخالفا لما قبلهما ؛ لأن الأولى للإضراب ، والثانية للاستدراك ، وكلاهما مخالفة ، والمخالفة نفى ،

٤١٠

ولذلك فإن ما بعدهما فى تركيب (ما) يكون موجبا ، لأنه مناقض لما قبله المنفى ، ونقض النفى إثبات ، ولذلك فإنه يرفع لا غير ، لأن (ما) لا تعمل فى الموجب.

فإذا قلت : ما أنا مهملا بل مجدّ ، فـ (مجد) يكون مرفوعا لا غير ، على أنه خبر لمبتدإ محذوف. والتقدير : بل أنا مجدّ ، وذلك لأنه إثبات ، فلا تؤثر فيه (ما).

وتقول : ما أنا مهملا لكن مجدّ. والتقدير : لكن أنا مجدّ ، فيكون ما بعد (لكن) إثباتا ، ولذلك فإنه ليس فيه إلا الرفع.

وتقول : ما محمد قائما ولا قاعدا ، ولا قاعد.

ما محمد قائما بل قاعد. ما المواطن خائنا بل وفى.

ما محمد قائما لكن قاعد. ما المواطن خائنا لكن وفى.

ثانيا : المعطوف على خبر (ما) المزيد فيه الباء :

إذا قلت : ما زيد بجبان ولا بخيل. كان لك فى (بخيل) ثلاثة أوجه :

ـ الجر : على أنه معطوف على (جبان) لفظا.

ـ النصب : على أنه معطوف على محل (جبان) ، وهو النصب ، لأنه خبر (ما) العاملة عمل (ليس).

ـ الرفع : على أنه خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : ولا هو بخيل.

ويجوز أن تجعل (ما) تميمية مهملة إعرابيا ، فيكون معطوفا على محل (جبان) ، وهو الرفع حينئذ.

فإن كان بعد حرف العطف صفة وموصوفها وأوليت الصفة الحرف وكان الموصوف مرتبطا باسمها ارتباطا سببيا ـ أى : يتضمن ضميرا رابطا يعود عليه ـ جاز الرفع والنصب والجرّ فى الصفة المشتقة ؛ أما الموصوف فليس فيه إلا الرفع.

تقول : ما زيد قائما ولا قائما أبوه.

ما زيد قائما ولا قائم أبوه.

٤١١

وتقول : ما زيد بقائم ولا قاعد أبوه.

يجوز فى (قاعد) الجرّ على اللفظ ، والنصب على المحلّ ، والرفع على الابتدائية.

فإن كان كذلك إلا أن الموصوف أجنبىّ عن اسمها ـ أى : لا يتضمن ضميرا يعود عليه ـ فإنه لا يجوز فى الصفة إلا الرفع ، وكذلك لا يجوز فى الموصوف إلا الرفع. فتقول : ما زيد قائما أو بقائم ولا قاعد عمرو. لا يجوز فى (قاعد) إلا الرفع على الابتدائية ، وتكون الواو عاطفة جملة على جملة.

إن تأخرت الصفة المشتقة عن موصوفها جاز فيها الرفع والنصب دون الجرّ ، أما الموصوف فليس فيه إلا الرفع. فتقول : ما زيد بقائم أو قائما ، ولا أخوه قاعد أو قاعدا.

(لا)

تدخل (لا) النافية على الجملة الاسمية فيعملها أهل الحجاز إعمال (ليس) ، حيث يجعلون المبتدأ بعدها مرفوعا ، ويكون اسمها ، أما الخبر فيكون منصوبا ، ولكن ذلك بشروط نذكرها لاحقا ، أما بنو تميم فإنهم يهملونها ، ويوجبون ـ حينئذ ـ تكريرها.

شروط إعمالها عند الحجازيين

تعمل (لا) النافية عند الحجازيين إعمال (ليس) بشروط (ما) المذكورة سابقا (١) ، دون شرط انتفائها بـ (إن) النافية ؛ لأن (إن) لا تزاد بعد (لا) فى التركيب. ونذكّر بهذه الشروط :

ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها.

ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٥٨ / المقتضب ٤ ـ ٣٨٢ / التسهيل ٥٧ / الجامع الصغير ٥٨ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٩.

٤١٢

ـ ألا ينتقض نفى خبرها ، حتى يظلّ منفيا.

ـ ألا يبدل من خبرها بموجب ، حتى يظلّ معناها ، وهو النفى.

ـ ألا تتكرر ، إلا إذا كان تكريرها للتوكيد.

ويضاف إلى ذلك : أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.

ويؤكد سيبويه على عدم الفصل بينها وبين اسمها (١) ، إذ هى خاصة بالاسم ، ولا تكون خاصة حتى تكون للنفى العام ، فتكون فى إجابة عن سؤال عام ، ولهذا يحرص كذلك على إعمالها فى النكرة (٢) ، فإذا فصل بينها وبين اسمها وجب تكرارها.

فتقول : هل يوجد رجل هنا؟ السؤال عام ، حيث يسأل عن عام ، وهو أىّ رجل ، وتكون الإجابة عامة كذلك ، فتقول : لا رجل موجودا هنا. حيث تدخل (لا) العاملة عمل (ليس) على النكرة ، وهى متضحة من النفى العام المذكور فى الإجابة بالنكرة عن سؤال عام.

كما تلحظ أنه لم يفصل بينها وبين اسمها بفاصل.

واجتمعت هذه الشروط فى قول الشاعر :

تعزّ فلا شىء على الأرض باقيا

ولا وزر مما قضى الله واقيا (٣)

(شىء) اسم (لا) النافية العاملة عمل (ليس) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(باقيا) خبرها منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وكذلك قوله : (لا وزر واقيا) ، (وزر) اسم (لا) ، و (واقيا) خبرها.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٩٨ / المقتضب ٤ ـ ٣٨٢ / المقرب ١ ـ ١٠٤.

(٢) المقتضب ٤ ـ ٣٨٢ / المقرب ١ ـ ١٠٤.

(٣) ينسب إلى النابغة الجعدى. تعزّ : تصبر وتجلّد ، وزر : جبل منيع ، الجامع الصغير ٥٨ / شرح الشذور رقم ٩٢ / أوضح المسالك رقم ١٠٨ / القطر رقم ٥١ / الأشمونى ١ ـ ٢٥٣ / ابن عقيل ١ ـ ٣١٣.

(تعز) فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (على الأرض) شبه جملة متعلقة بالبقاء. (مما) شبه جملة متعلقة بالوقاية. (قضى الله) جملة فعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

٤١٣

وقول الآخر :

نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل

فبوّئت حصنا بالكماة حصينا (١)

وفيه قوله : لا صاحب غير خاذل ، حيث عملت (لا) النافية عمل (ليس) ، فاسمها المرفوع (صاحب) ، وخبرها المنصوب (غير) ، وكلّ منهما نكرة.

قد يحذف خبرها ، كما هو فى قول سعيد بن مالك جدّ طرفة :

من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح (٢)

أى : لا براح لى ، حيث (براح) اسم (لا) العاملة عمل (ليس) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أما خبرها فهو محذوف ، تقديره : لى.

__________________

(١) شرح ابن عقيل ١ ـ ٣١٤.

(نصرتك) نصر : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إذ) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بالنصر. (لا) حرف نفى مبنى عامل عمل ليس. (صاحب) اسم لا النافية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(غير) خبر لا النافية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (خاذل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فبوئت) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. بوئ : فعل ماض مبنى على السكون مبنى للمجهول. وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (حصنا) مفعول به ثان لبوئ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بالكماة) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بحصين. (حصينا) نعت لحصن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) الكتاب ١ ـ ٥٨ / المقتضب ٤ ـ ٣٦٠.

أى : إن أعرض بنو حنيفة عن الحرب فأنا ابن قيس لا براح لى عن موقفى فيها.

(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل ، رفع مبتدأ. (صد) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (عن نيرانها) جار ومجرور بالكسرة ، ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة متعلقة بالصد. (فأنا) الفاء : حرف رابط الشرط بجوابه مبنى ، لا محل له من الإعراب. أنا :ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ابن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل جزم جواب الشرط. (قيس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لا) حرف نفى عامل عمل ليس مبنى لا محل له من الإعراب. (براح) اسم لا مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وخبر (لا) محذوف تقديره : لى ، وجملة (لا براح لى) مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، ويجوز أن تكون فى محل نصب ، حال مؤكدة ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا فى الحرب.

٤١٤

قد تعمل (لا) العاملة عمل (ليس) فى الاسم المعرفة ، كما ذكر قول الشاعر :

أنكرتها بعد أعوام مضين لها

لا الدار دارا ولا الجيران جيرانا (١)

حيث (لا) نافية عاملة عمل (ليس) ، اسمها (الدار) وهو معرفة مرفوعة بالضمة ، وخبرها (دارا) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وتلحظ أن (لا) قد دخلت على الاسم المعرفة.

ومثل ذلك فى قوله : (ولا الجيران جيرانا).

ومن دخول (لا) النافية على الاسم المعرفة قول المتنبى :

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى

فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا (٢)

ويتضح ذلك فى قوله : لا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا ، حيث اسم (لا) فى الموضعين المعرفتان : الحمد ، المال ، أما خبرهما فهما المنصوبان : مكسوبا ، وباقيا.

__________________

(١) شرح الشذور رقم ٩٣ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٩.

(أنكرتها) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فاعل فى محل رفع ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بعد) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالإنكار. (أعوام) مضاف إلى بعد مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مضين) فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لأعوام. (لها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالمضى.

(٢) شرح الشذور رقم ٩٤ / القطر رقم ١٩٤ / شرح التصريح ١ ـ ١٩٩.

(إذا) اسم شرط غير جازم مبنى على السكون فى محل نصب على الظرفية مضاف إلى شرطه معمول لجوابه. (الجود) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة لفعل محذوف يفسره المذكور ـ على رأى النحاة ـ وهو فعل الشرط. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يرزق) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو.

والجملة مفسرة لما قبلها ، لا محل لها من الإعراب. (خلاصا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (من الأذى) جار ومجرور بالفتحة المقدرة. وشبه الجملة متعلقة بالخلاص. (فلا) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مؤكد رابط مبنى لا محل له من الإعراب ، وجملة (لا الحمد مكسوبا) جواب الشرط لا محل لها من الإعراب. (ولا المال باقيا) حرف عطف ، والجملة لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة جواب الشرط.

٤١٥

وقول النابغة الجعدى :

وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا

سواها ولا عن حبّها متراخيا (١)

(لا أنا باغيا) فيه (لا) عاملة عمل (ليس) ، واسمها الضمير البارز المنفصل (أنا). وهو ضمير رفع معرفة.

والنحاة يختلفون فيما بينهم فى جواز دخول (لا) النافية العاملة عمل (ليس) على المعرفة ، فسيبويه يجعلها تعمل فى المعرفة الصريحة للضرورة (٢).

ومنهم من يمنع ذلك ، ويجعل ما جاء منه شاذا أو مؤولا ، ولا يجوز الاستشهاد به ، وهو مذهب جمهور النحاة.

ومنهم من أجاز القياس على ذلك ، ومع ذلك فإن القياس والأشهر عندهم أن يكون الاسم نكرة.

ومنهم من يحكم عليه بالقلة.

زيادة الباء فى خبر (لا)

يزاد حرف الجر (الباء) بقلة فى خبر (لا) النافية العاملة عمل (ليس) ، ومن ذلك قول سواد بن قارب الأزدى :

وكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب (٣)

__________________

(١) شرح التصريح ١ ـ ١٩٩.

(حلت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. (سواد) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (القلب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لا) حرف نفى يعمل عمل ليس مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم لا. (باغيا) خبر لا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (سواها) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وسوى مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ولا) الواو حرف عاطف جملة على جملة مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى عامل عمل ليس. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنا. (عن حبها) حرف جر مبنى ، ومجرور بالكسرة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. وشبه الجملة متعلقة بالتراخى. (متراخيا) خبر لا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٢٩٨.

(٣) أوضح المسالك ١ ـ ٢٠٩ رقم ١١٢.

٤١٦

وفيه قوله : (لا ذو شفاعة بمغن) فيه (لا) النافية عاملة عمل (ليس) ، واسمها (ذو) وهو مرفوع وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة. وخبرها (بمغن) ، وهو منصوب مقدرا لسبقه بحرف الجر الزائد (الباء).

(لات)

تعمل (لات) عمل (ليس) عند سيبويه وجمهور النحاة (١).

يقال : أصلها (لا) النافية ، زيدت عليها (التاء) ، إما للتأنيث ، وإما للمبالغة فى المعنى.

ويقال : إنها ليست ، فأبدلت السين تاء ، وقد أبدلت منها فى مواضع ، حيث قالوا : النات يريدون : الناس ، ومنه : ست وأصله سدس. وقالوا : أكيات ، يريدون أكياسا.

شروط إعمالها عمل (ليس)

تعمل (لات) عمل (ليس) ، أى : ترفع المبتدأ وتنصب الخبر فى اجتماع شرطين :

أولهما : أن يكون معمولاها اسمى زمان : كالحين ، والساعة ، والأوان ...

والآخر : ألا يجتمع معمولاها.

__________________

(كن) فعل أمر ناقص ناسخ مبنى على السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بشفيع. (شفيعا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو متعلق بالشفاعة. (لا) حرف نفى مبنى عامل عمل ليس.

(ذو) اسم لا مرفوع ، وعلامة رفعه الواو. وهو مضاف ، و (شفاعة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بمغن) الباء حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. مغن : خبر لا النافية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد. وفاعله ضمير مستتر فيه. (فتيلا) مفعول به لمغن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عن سواد) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمغن.

(ابن) نعت أو بدل أو عطف بيان لسواد مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، و (قارب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٥٧ / التسهيل ٥٧ / المقرب ١ ـ ١٠٥ / الجامع الصغير ٥٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٠.

٤١٧

والاسم هو الأكثر حذفا. ذلك كما هو فى قوله تعالى : (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) [ص : ٣]. بنصب (حين) ، والتقدير : وليس الحين حين مناص.

فحذف اسم (لات) العاملة عمل (ليس) وهو مرفوع ، والمذكور (حين) خبرها منصوب.

وهذا وجه من أوجه نصب (حين) وفيه أوجه أخرى (٢). وكذلك فيها قراءات أخرى (٣).

كما تعمل فى (الساعة) كما هو فى قول الشاعر :

ندم البغاة ولات ساعة مندم

والبغى مرتع مبتغيه وخيم (٤)

__________________

(١) (نادوا) فعل ماض مبنى على الضم المقدر ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. جملة (ولات حين مناص) فى محل نصب ، حال من واو الجماعة.

(٢) يوجه نصب (حين) على ما يأتى :

أ ـ أن يكون خبر (لات) العاملة عمل (ليس) ، كما هو مذكور.

ب ـ أن يكون اسم (لات) العاملة عمل (إن) ، وخبرها محذوف ، والتقدير : ولات حين مناص لهم.

ج ـ أنه معمول لفعل محذوف ، والتقدير : لات أرى حين مناص لهم ، بمعنى : لست أرى ذلك.

د ـ أن (لات) هى : ليست.

(٣) فى (حين) ثلاث قراءات :

الرفع : على الابتدائية ، أو على أنها اسم (لات) العاملة عمل ليس ، أو على أنها خبرها إن كانت عاملة عمل (إن).

النصب : على أنها اسم (لات) العاملة عمل (إن) ، أو الخبرية لها إن كانت عاملة عمل (ليس). أو على المفعولية لفعل محذوف تقديره : أرى.

الجر : على أن (لات) حرف جر لاسم الزمان : أو على إضمار (من) الجارة.

ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٢٠٩ / البيان ٢ ـ ٣١٢.

(٤) شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٢٠ / شرح الشذور رقم ٩٥ / الأشمونى رقم ٢٢٨.

(ندم) فعل ماض مبنى على الفتح. (البغاة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ولات) الواو : حرف ابتداء أو للحال مبنى لا محل له من الإعراب. لات : حرف نفى مبنى ، لا محل له عامل عمل ليس. واسمه محذوف تقديره : الساعة. (ساعة) خبر لات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة لات مع معموليها فى محل نصب على الحالية. (والبغى) الواو : حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. البغى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مرتع) مبتدأ ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مبتغيه) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (وخيم) خبر المبتدإ الثانى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية (مرتع وخيم) فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول.

٤١٨

أى : وليست الساعة ساعة مندم. فتكون (ساعة) المذكورة خبر (لات) العاملة عمل (ليس) منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة ، واسمها محذوف.

وقول الآخر :

ولتعرفنّ خلائقا مشمولة

ولتندمنّ ولات ساعة مندم (١)

أى : ولات الساعة ساعة مندم ، فحذف الاسم ، وأبقى الخبر منصوبا.

كما عملت (لات) في الأوان فى قول أبى زبيد الطائى :

طلبوا صلحنا ولات أوان

فأجبنا أن ليس حين بقاء (٢)

أى : ليس الأوان أوان صلح ، ويوجّه الكسر فى (أوان) على أحد الأوجه الآتية :

الأول : أنه على إضمار (من) الاستغراقية ، مع بقاء عملها ، والتقدير : ولات من أوان.

الثانى : أن الأصل : ولات الأوان أوان صلح ، فلما حذف المضاف إليه بنى المضاف لقطعه عن الإضافة ، وكان بناؤه على الكسر لشبهه بـ (نزال) وزنا.

__________________

(١) (لتعرفن) اللام موطئة للقسم حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تعرف : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، مرفوع محلا .. وفاعله مستتر تقديره : أنت. والنون للتوكيد حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (خلائقا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وأصله بفتحة واحدة دون تنوين لأنه ممنوع من الصرف ، ونون للضرورة. (مشمولة) نعت لخلائق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لتندمن) كإعراب لتعرفن. (ولات ساعة مندم). جملة فى محل نصب ، حال.

(٢) شرح الشذور رقم ٩٦ / شواهد الأشمونى ١ ـ ٢٥٦.

(طلبوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (صلحنا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر مضاف إليه. (ولات) الواو للحال حرف مبنى. لات : حرف ناف مبنى يعمل عمل ليس ، واسمه محذوف تقديره : الأوان. (أوان) خبر لات مبنى على الكسر فى محل نصب ، ونون للضرورة. وجملة لات مع معموليها فى محل نصب ، حال. (فأجبنا) الفاء : حرف عاطف للتعقيب مبنى ، لا محل له من الإعراب. أجاب : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف تفسيرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه محذوف. (حين) خبر ليس منصوب ، وهو مضاف. و (بقاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤١٩

الثالث : الأرجح أن نجعل التنوين هنا تنوين العوض ، كما هو فى (إذ) من : حينئذ ، ويومئذ ... الخ ، وهى التى تضاف إلى الجملة فتنون عوضا من الجملة المحذوفة ، والتقدير : ولات أوان صلح ، فلما حذف المضاف إليه عوّض عنه بالتنوين.

ولا تعمل (لات) فى غير الزمان ، أما قول شمردل الليثى :

لهفى عليك للهفة من خائف

يبغى جوارك حين لات مجير (١)

برفع (مجير) إما على الابتدائية ، والتقدير : حين لات له مجير ؛ وإما على الفاعلية ، والتقدير : حين لات يحصل مجير. وعليهما فإن (لات) يكون حرفا مهملا.

ومثله من إهمال (لات) قول الأعشى ميمون :

لات هنّا ذكرى جبيرة أومن

جاء منها بطائف الأهوال (٢)

__________________

(١) شرح التصريح ١ ـ ٢٠٠ / الصبان على الأشمونى على الألفية ١ ـ ٢٥٦.

(لهفى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (عليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بخبر محذوف. (للهفة) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة باللهف. (من خائف) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل جر نعت للهفة ، أو متعلقة بلهفة. (يبغى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لخائف. (جوارك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وكاف المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (حين) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. أو مبنى على الفتح متعلق بيبغى. (لات) حرف نفى مبنى. (مجير) فاعل لفعل محذوف والتقدير : حين لا يحصل مجير. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة.

(٢) المقرب ١ ـ ١٠٥ / أوضح المسالك ١ ـ ٢٠٦ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٠. هنّا بالفتح والتشديد : ها هنا ، جبيرة : اسم امرأة.

(لات) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (هنا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بذكرى. (ذكرى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف و (جبيرة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وخبر المبتدإ محذوف تقديره : جائزة ، والتقدير : ذكرى جبيرة هنا جائزة. ومن الأفضل على إهمال (لات) أن نجعل (هنا) خبرا مقدما ، و (ذكرى) مبتدأ مؤخرا. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر بالعطف على جبيرة. (جاء) فعل ماض مبنى على الفتح ،

٤٢٠