النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

والجملة الاسمية فى محل نصب ، خبر يكون.

أو (هما) مبتدأ ثان ، و (اللذان) خبره ، والجملة الاسمية (هما اللذان) فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ الأول (أبواه) ، والجملة الاسمية (أبواه هما اللذان) فى محلّ نصب ، خبر (يكون).

ب ـ أن يكون (أبواه) اسم (يكون) مرفوعا ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، و (هما) ضمير مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ. خبره الاسم الموصول (اللذان) ، الجملة الاسمية (هما اللذان) فى محل نصب ، خبر (يكون).

حتى يكون أبواه هما اللذين ... بالنصب على : أن تجعل (هما) ضمير فصل مبنيّا لا محلّ له من الإعراب ، والاسم الموصول المنصوب (اللذين) خبر (يكون).

قضية الرتبة في الجملة الفعلية المحولة

النمط المثالى للجملة الفعلية المحولة هو : الفعل الناسخ ، ثم المبتدأ ، ثم الخبر ، كأن تقول : صار الماء ثلجا ، لكنه قد توجد تراكيب أخرى غير هذا النمط المثالى ، يكون فيها الخبر متوسطا أو متقدما على العامل ، أو متأخرا عن العامل والاسم ، تدرس عند النحاة على النحو الآتى : بادئ ذى بدء فإن هذه الأفعال من حيث الرتبة على ثلاثة أقسام :

أولها : ما يجوز فيه التقديم والتأخير والتوسيط ، وهو : كان ، وأصبح ، وأمسى ، وظل ، وأضحى ، وصار ، وبات.

والثانى : مختلف فيه ، وهو : ما زال ، ما برح ، ما فتئ ، ما انفك ، وليس ، حيث أجاز بعضهم تقديم الخبر على الفعل ، ومنعه آخرون ، وأجمعوا على جواز التوسيط.

والثالث : (ما دام) ، حيث أجمع معظم النحاة على امتناع تقديم الخبر عليه.

وفيه التفصيل الآتى :

٣٦١

توسيط الخبر : انقسم النحاة (١) إزاء قضية توسيط خبر (كان) وأخواتها كما يأتى :

أ ـ أجاز البصريون توسيط خبر (كان) وأخواتها بين الفعل والاسم ، لأنه يجوز تقديم الخبر على المبتدإ ، ما لم يمنع مانع أو موجب (٢). ومن توسيط الخبر قول ذى الرمة :

ألا يا اسلمى يا دارمىّ على البلا

ولا زال منهلا بجرعائك القطر

والأصل : ولا زال القطر منهلا بجرعائك.

ب ـ أما الكوفيون فقد منعوا التوسيط معلّلين لذلك بأن الخبر فيه ضمير الاسم ، فلا يتقدم هذا الضمير على ما يعود عليه ، وذلك لجعلهم الخبر حالا ، والحال فيها ضمير صاحبها.

ج ـ وقد منعه ابن معطى فى ألفيته مع (دام) (٣) وتبعه بعض النحاة.

وقد تقدم خبر (ما دام) على اسمها فى قول الشاعر :

لا طيب للعيش ما دامت منغصة

لذاته بادّكار الموت والهرم (٤)

__________________

(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤٥ ، ٥٠ / المقتضب ٤ ـ ٨٨ / التسهيل ٥٤ / المقرب ١ ـ ٩٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٠ / الهمع ١ ـ ١١٧ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٧.

(٢) التسهيل ٥٤ / المقرب ١ ـ ٩٦.

(٣) ينظر : الجامع الصغير ٥٣ / عمدة الحافظ ١٠٧ / شفاء العليل ١ ـ ٣١٣.

(٤) عمدة الحافظ ١٠٧ / شرح ابن الناظم ١٢٣ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٢ / أوضح المسالك ١ ـ ١٧٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٨.

(لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (طيب) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (للعيش) جار مجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر محذوف. (ما دامت) ما : ظرفية مصدرية لا محل لها من الإعراب (دام) : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب ، واسم ما دام ضمير مبنى فى محل رفع. (منغصة) خبر ما دام مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة فيه ضمير مستتر تقديره : هى فى محل رفع ، نائب فاعل. (لذاته) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والعامل فيه اسم المفعول منغصة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (بادكار) جار ومجرور بالكسرة ، شبه الجملة متعلقة بالتنغيص. (ادكار) مضاف و (الموت) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة (والهرم) الواو : حرف عطف مبنى ، و (الهرم) معطوف على الموت مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٣٦٢

حيث تقدم خبر (ما دام) وهو المنصوب (منغصة) على اسمها المرفوع (لذاته).

ومنه كذلك قول الشاعر :

ما دام حافظ سرّ من وثقت به

فهو الذى لست عنه راغبا أبدا (١)

حيث (حافظ) خبر (ما دام) مقدم ، أما اسمه المؤخر فهو الاسم الموصول (من) د ـ واختلافهم فى تقديم خبر (ليس) قائم (٢) ، حيث منعه بعضهم تشبيها لها بـ (ما).

وجمهور الكوفيين وأكثر المتأخرين ـ ومنهم ابن مالك (٣) ـ يمنعون تقديم خبرها ، حيث قاسوها على (عسى) ، وخبرها لا يتقدم عليها اتفاقا ، كما أنهما يجتمعان فى الجمود.

ومنهم من أجاز التقديم ، فيذكر الزمخشرىّ (٤) جواز تقدم خبرها على اسمها ، لا عليها. ومن قبله ذكر المبرد جواز تقدم خبرها على اسمها ، فيذكر : «و (ليس) تقديم الخبر وتأخيره فيها سواء» (٥) ، ويذكر قول النابغة الجعدى :

فليس بمعروف لنا أن نردّها

صحاحا ولا مستنكر أن تعقّرا (٦)

__________________

(١) (وثقت) جملة فعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (به) شبه جملة متعلقة بالوثوق. (هو) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (لست) ليس :فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم ليس. (عنه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة براغب. (راغبا) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة ليس مع معموليها صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (أبدا) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) ينظر : ابن عقيل ١ ـ ١٠٢ / الهمع ١ ـ ١١٧ / شرح التصريح ١ ـ ١١٨.

(٣) التسهيل : ٥٤.

(٤) المفصل : ٢٦٩.

(٥) المقتضب : ٤ ـ ١٩٤.

(٦) الكتاب ١ ـ ٦٤ / المقتضب ٤ ـ ١٩٤ / جمهرة أشعار العرب ٣٠١ ـ ٣٠٧ / ديوانه ١٢٠. التعقير :النحر.

(ليس) فعل ماض ناسخ مبنى على الفتح. (بمعروف) الباء : حرف جر زائد مبنى لا محل له من الإعراب. معروف : خبر ليس مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال

٣٦٣

حيث تقدم خبر (ليس) شبه الجملة (بمعروف) على اسمها المصدر المؤول (أن نردها).

كما ذكره سيبويه (١) بما يدلل على جواز تقديم خبر (ليس) على اسمها.

ومنه قراءة حمزة وحفص قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) [البقرة : ١٧٧] ، بنصب (البر) على أنه خبر (ليس) مقدم ، ويكون المصدر المؤول المؤخر (أن تولوا) فى محل رفع ، اسم (ليس).

وقوله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم : ٤٧] ، حيث (حقا) خبر (كان) مقدم منصوب ، أما اسمها فهو المرفوع (نصر) ، وشبه جملة (علينا) متعلقة بالحق ، أو بنعت له محذوف.

ومنه قول عروة بن الورد :

أليس عظيما أن تلمّ ملمّة

وليس علينا فى الخطوب معوّل

وفيه خبر (ليس) مقدم عليها ، وهو المنصوب (عظيما) ، أما اسمها فهو المصدر المؤول المؤخر (أن تلم ملمة).

وفى الشطر الثانى تقدم خبر (ليس) وهو شبه الجملة (فى الخطوب) على اسمها (معول). ويجوز أن تجعل شبه جملة (علينا) خبرا لليس ، وشبه جملة (فى الخطوب) متعلق بمعول.

__________________

المحل بحركة حرف الجر الزائد. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بمعروف. (أن) حرف مصدرى نصب مبنى لا محل له من الإعراب. (نردها) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، اسم ليس مؤخر. (صحاحا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (ولا) الواو :

حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مؤكد للنفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (مستنكر) بالرفع خبر مقدم مرفوع. وعلامة رفعه الضمة ، أو مبتدأ مرفوع. (أن تعقرا) حرف مصدرى ، وفعل مضارع منصوب ونائب فاعل ضمير مستتر. والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر ، أو خبر. والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ويجوز أن تنصب (مستنكر) على العطف على محل (معروف).

(١) الكتاب : ١ ـ ١٦٤.

٣٦٤

ويستشهد لذلك بقول السموءل بن عادياء :

سلى ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم

فليس سواء عالم وجهول (١)

حيث الأصل : فليس عالم وجهول سواء ، فتقدم خبر (ليس) ـ وهو (سواء) ـ على الاسم ـ وهو (عالم).

وتنحصر قضية تقديم خبر (كان) على اسمها فى ثلاثة أقسام (٢) :

الأول : وجوب تقدم الخبر على الاسم :

يجب أن يتقدم خبر (كان) على اسمها ، أى : يتوسط بين (كان) واسمها فى المواضع الآتية :

١ ـ أن يكون الخبر ضميرا متصلا ، والاسم ظاهرا ، كأن تقول فى جواب السؤال : من القادم؟ : كأنه محمد ، أى : كان محمد إياه : أى القادم.

٢ ـ أن يكون الاسم نكرة لا مسوّغ للابتداء بها إلا كون خبرها ظرفا أو جارّا ومجرورا ، كأن تقول : كان فى الدار رجل ، وصار عندك فدانان ، ووجوب التقدم هنا لئلا يلتبس بين الخبر والنعت.

ومنه قوله تعالى : (قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) [مريم : ٢٠] ، حيث شبه الجملة (لى) خبر (يكون) ، وقد تقدم على اسمها النكرة (غلام) تقدما واجبا.

__________________

(١) عمدة الحافظ ١٠٦ / شرح ابن الناظم ١٣٤ / ابن عقيل ١ ـ ٢٣٦ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٨ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٢.

(سلى) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إن جهلت) حرف شرط جازم ، وفعل الشرط ماض ، وتاء المخاطبة فاعل ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها الكلام ، الناس) مفعول به لسل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عنا) جار ومجرور مبنيان ، شبه الجملة متعلقة بالسؤال. (وعنهم) عاطف وشبه جملة معطوفة على سابقتها فى التعلق بالسؤال. (فليس) الفاء :حرف عطف تعقيبى لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (سواء) خبر ليس مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عالم) اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(وجهول) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. جهول : معطوف على عالم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٦.

٣٦٥

(قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) [آل عمران : ٤٧].

(وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) [النساء : ١٧٦].

٣ ـ أن يكون الاسم محصورا ، كأن تقول : ما كان مجتهدا إلا محمد. حيث المحصور يجب أن يتأخر ، كأن تقول : ما كان الحاضر إلا محمد ، بنصب (الحاضر) على أنه خبر (كان) ، ورفع (محمد) على أنه الاسم.

ومنه قوله تعالى : (ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الجاثية : ٢٥] بنصب (حجة) بما يدلل على أنه خبر (كان) ، وهى قراءة الجمهور ، ومثله قوله تعالى : (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الأعراف : ٨٢] ، بنصب (جواب) على أنه خبر (كان) مقدم على الاسم المؤخر المؤول (أن قالوا) ؛ لأن الاسم محصور ، ومنه قول الشاعر :

وقد علم الأقوام ما كان داءه

بثهلان إلا الخزى ممّن يقودها (١)

حيث (داء) خبر (كان) منصوب ، وهو مقدم على اسمها المحصور المرفوع (الخزى).

٤ ـ أن يتصل بالاسم ضمير يعود على الخبر أو شىء فى الخبر ، كأن تقول :

كان في الدار صاحبها ، حيث اسم (كان) ـ وهو (صاحبها) ـ يتضمن ضميرا يعود على (الدار) ، وهو جزء من الخبر ، ومنه أن تقول : ما زال فى الدار عاملها.

__________________

(١) (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (علم) فعل ماض مبنى على الفتح. (الأقوام) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (داءها) خبر كان مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (بثهلان) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ثهلان : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من الأقوام ويجوز أن تكون متعلقة بيقود. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. يفيد هنا الحصر والقصر. (الخزى) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة (كان ومعموليها) سدت مسد مفعولى (علم) في محل نصب. (ممن) جار واسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالخزى (يقودها) فعل مضارع مرفوع ، وفاعل مستتر ، وضمير غائبة فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

٣٦٦

الثانى : وجوب تأخير الخبر :

يجب أن يتأخر خبر (كان) على اسمها فى المواضع الآتية :

١ ـ أن يكون الخبر ضميرا متصلا ، والاسم ضميرا متصلا ، وفيه يجب تقديم الضمير المتصل الاسم على الخبر الضمير ، حتى لا يلتبس بينهما بالاختلاف فى الرتبة ، فتقول : كنته. فى جواب السؤال : من القادم؟

أى : كنت القادم ... فتاء الفاعل ضمير مبنى فى محل رفع اسم ، (كان) ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محلّ نصب ، خبر (كان) ، فوجب تقدم الضمير المتصل الاسم على الضمير المتصل الخبر.

٢ ـ أن يكون هناك التباس معنوىّ فى تمييز الاسم من الخبر بسبب البنية اللفظية لهما ، فتخفى علامة إعراب كلّ منهما ، فلا يعرف أيّهما المرفوع وأيّهما المنصوب ، ولا توجد قرينة معنوية دالة ، كأن يكونا : اسمين مقصورين ، نحو : كان الفتى مصطفى. حيث خفاء إعراب كلّ منهما ؛ لأنهما يعربان بحركات مقدرة ، فوجب أن يكون المتقدم اسم (كان) مرفوعا مقدرا ، وأن يكون المتأخر خبر (كان) منصوبا مقدرا.

أو : اسمى إشارة ، نحو : ما زال هذا ذاك.

أو مضافين إلى ضمير المتكلم ، نحو : أصبح صديقى أخى.

٣ ـ أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر فيه ، ويعود على الاسم ، كأن تقول : أضحى علىّ يذهب إلى كلّيته.

٤ ـ أن يكون الخبر محصورا ، وكما ذكرنا ، المحصور يجب أن يتأخر فتقول : ما كان المجيب عن السؤال الأخير إلا محمدا.

الثالث : يجوز تقديم الخبر وتأخيره على السواء بالخيار فى ما عدا ذلك.

يذكر سيبويه إن شئت قلت : كان أخاك عبد الله ، فقدّمت ، وأخّرت (١)

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٤٥.

٣٦٧

تقدم خبر الأفعال الناسخة عليها

أجاز جمهور النحاة تقديم أخبار هذه الأفعال عليها ، إلا مع (ما دام) اتفاقا ، ومع ما صدّر بالحرف النافى على خلاف واسع بينهم فيما يتعلق بنوع حرف النفى.

والكوفيون يمنعون ذلك ؛ لأن الأخبار عندهم أحوال ، فامتنع تقديمها لما يؤدى ذلك إلى الإضمار قبل الذكر.

فأما تقدم أخبار الأفعال الناقصة الملازمة لحرف النفى عليها فإنه يعود ـ على رأى البصريين ـ إلى نوع الحرف النافى ، حيث إن بعض حروف النفى التى يجوز أن تسبقه لها الصدارة فى الكلام ، فلا يتقدم عليها جزء كلام كالخبر مثلا ، وهى : ما ، ولا الناهية ، ولا فى جواب القسم ، فإذا كان الفعل الناقص منفيا بأحد هذه الأحرف الثلاثة فإنه يمتنع تقديم خبره عليه ، فتقول : ما زال محمد ملتزما. لا تزل لاهيا.

والله لا يبرح الطلاب مجدّين. ولا يجوز تقدم أخبار الأفعال السابقة عليها.

وإذا كان الحرف النافى غير الثلاثة السابقة فإنه يجوز أن يتقدم الخبر على الفعل ، فتقول : لا زال علىّ فى البيت ، فى البيت لا زال علىّ ، لن ينفكّ المؤمن صادقا ، صادقا لن ينفكّ المؤمن ، لم يفتأ الصدوق مواظبا على الصلاة ، مواظبا على الصلاة لم يفتأ الصدوق.

وإذا نفى الفعل الناسخ الملازم لناف بـ (ما) النافية فإنه يجوز أن يتقدم الخبر على (كان) مذكورا بينها وبين الحرف النافى ، فتقول : ما مهملا كان علىّ ، وما سعيدا أصبح السهران.

ويمتنع تقديم الخبر على (ما) فى مثل هذا التركيب عند جمهور النحاة ، لكن أجازه بعض الكوفيين (١).

تقدم الخبر الاستفهامى على أفعال الاستمرار :

إذا كان خبر الفعل الناقص اللازم نفيه اسم استفهام صالحا للمعنى فإنه يجوز أن يتقدم على الفعل إذا كان منفيّا بغير (ما) ، ففى قولك : أين الطلبة؟ تقول : أين لا يزال الطلبة؟ ، وأين لم ينفك الطلبة؟.

__________________

(١) ينظر : الجامع الصغير ٥٢.

٣٦٨

ولا يجوز استخدام (ما) نفيا هنا لأن لها الصدارة ، والاستفهام له الصدارة ، فلا يجتمعان لذلك.

وجوب تقدم خبر (كان) عليها :

يجب أن يتقدم خبر (كان) عليها إذا كان مما له الصدارة ، كأن يكون : اسم استفهام ، نحو : كم كان ثمنه؟ وأين كان علىّ؟ كلّ من (كان ، وأين) اسم استفهام مبنىّ فى محلّ نصب ، خبر (كان) مقدم.

ومنه أن تقول : ابن من كان صاحبك؟. غلام من كان المريض؟

اسم شرط ، إذا لم يذكر خبر الفعل الناسخ ، وكان اسم الشرط محتملا معنى الخبر ، ذلك ، نحو : أينما تكن تجد ما تطلبه ، ومنه قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النساء : ٧٨]. حيث إن (أين) ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، خبر (تكون) مقدم ، وهو واجب التقدم لوجوب صدارته ، و (ما) حرف توكيد زائد مبنى لا محلّ له من الإعراب.

ومنه قوله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) [البقرة : ١٤٨].

الرتبة فى خبر (كان) الجملة :

إذا كان خبر (كان) جملة فإن النحاة يختلفون فى وجوب تأخيره على أقوال ، وهى :

أ ـ يجوز التقدم مع التوسيط ، وذكر ابن السراج أنه القياس ، وإن لم يسمع (١) ، ويؤيد ابن مالك هذا الاتجاه (٢) ، ويذهب إلى المنع فى الجملة الفعلية التى ترفع ضمير الاسم ، والجواز فى غيرها ، وذهب إلى ذلك ابن عصفور (٣).

__________________

(١) ينظر : الهمع ١ ـ ١١٨.

(٢) التسهيل : ٥٤.

(٣) المقرب ١ ـ ٩٦ / الهمع ١ ـ ١١٨.

٣٦٩

ويذهب أكثر البصريين إلى المنع ؛ لأن الفعل فى الخبر الجملة الفعلية و (كان) يطلبان المعمول المتأخر فيلتبس التباس احتساب الجملة (قام زيد) فعلية أم اسمية ، وكذلك لأن الفعل الثانى أولى برفع الاسم الذى بعده من الفعل الأول.

ب ـ فإن كان معمول الخبر مرفوعا فإنه لا يجوز تقديم الخبر ، والمعمول متأخر عنه ، لما فيه من الفصل بين العامل ومعموله المرفوع الذى هو جزء منه.

وإن كان المعمول منصوبا جاز التقديم ؛ لأن المنصوب ليس بجزء من ناصبه ؛ لأنه فضلة.

فإن كان شبه جملة (ظرفا أو مجرورا) جاز بلا قبح إجماعا ؛ لأن العرب تتسع فى شبه الجملة ما لم تتسع فى غيرها (١) ، وجاز تقديمه حينئذ على الاسم كذلك.

ففى قوله تعالى : (وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ) [الأعراف : ١٣٧] ، نجد أن (كان) دخلت على الفعل (يصنع) دون فاصل ، وفى ذلك أقوال ، أوضحها (٢) :

أ ـ أن يكون (فرعون) اسم (كان) مؤخرا ، و (يصنع) فيه ضمير مستتر فاعل له ، وتكون الجملة الفعلية فى محلّ نصب ، خبر (كان) مقدم. وعلى ذلك فإن خبر (كان) الجملة الفعلية توسط بينها وبين اسمها ، والتقدير : ودمرنا الذى كان فرعون يصنعه. فيقدر الربط بين الخبر الجملة والاسم.

ب ـ أن يكون اسم (كان) ضميرا مستترا عائدا على (ما) الموصولة ، وتكون الجملة الفعلية (يصنع فرعون) فى محلّ نصب ، خبر (كان). والتقدير : ودمرنا الذى كان هو يصنعه فرعون.

ج ـ أن يكون اسم (كان) ضمير الأمر والشأن ، وهو مستتر ، والجملة الفعلية (يصنع فرعون) فى محل نصب ، خبر (كان) ، مفسرة لضمير الشأن.

__________________

(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٢ شرح التصريح ١ ـ ١٨٩ / الهمع ١ ـ ١٨٨.

(٢) ينظر : مشكل إعراب القرآن : ١ ـ ٣٢٨ / التبيان فى إعراب القرآن : ١ ـ ٥٩١ / الدر المصون : ٣ ـ ٣٣٣.

٣٧٠

د ـ أن تكون (كان) زائدة ، والجملة الفعلية (يصنع فرعون) صلة لـ (ما) ، والتقدير : ودمرنا ما يصنعه فرعون. حيث العائد محذوف. ومثله قوله تعالى : (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) [غافر : ٨٥].

وقوله تعالى : (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً) [الجن : ٤].

أما قوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)(١) [الأعراف : ١٨٥] ففيه :

ـ اسم (كان) ضمير مستتر وهو ضمير الشأن ، والجملة الفعلية (قد اقترب أجلهم) فى محلّ رفع ، خبر (يكون) ، والتقدير : يكون هو قد اقترب أجلهم.

ـ يكون اسم (كان) الاسم المؤخر (أجلهم) ، والجملة الفعلية (قد اقترب) فاعلها ضمير مستتر يعود على (أجلهم) ، وتكون فى محلّ نصب ، خبر (يكون) المقدم.

ومثل ذلك قوله تعالى : (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) [النمل : ٧٢].

والرأى الأمثل فى هذه القضية أن يكون خبر (كان) الجملة (اسمية أو فعلية) متأخرا عنها وعن اسمها ، ومنه قوله تعالى : (وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) [البقرة : ٧٥]. وفيه خبر (كان) هو الجملة الفعلية (يسمعون) ، قد تأخر عنها وعن اسمها. أما شبه جملة (منهم) فهى فى محل رفع ، نعت لاسمها (فريق) ، أو متعلقة بنعت محذوف.

ولتلحظ الخبر الجملة فيما يأتى تجده متأخرا عن الفعل الناسخ وعن اسمه : (وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ) [المائدة : ٨١] ،

__________________

(١) (أن) حرف مخفف من الثقيلة مبنى ، لا محل له من الإعراب ، واسمه ضمير الشأن محذوف مبنى فى محل نصب. (عسى) فعل ماض تام مبنى على الفتح المقدر. (أن) حرف مصدرى نصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكون) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو ، أو اسمه مؤخر (أجلهم). (قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (اقترب) فعل ماض مبنى على الفتح.

فاعله (أجلهم) أو ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر يكون ، والمصدر المؤول (أن يكون قد اقترب أجلهم) فى محل رفع ، فاعل عسى. وجملة (عسى أن يكون) فى محل رفع ، خبر أن المخففة.

٣٧١

واو الجماعة فى (كانوا) ضمير مبنى فى محل رفع اسم كان ، أما الجملة الفعلية (يؤمنون) فهى فى محل نصب ، خبر كان.

(وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) [المائدة : ١٣].

(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) [الكهف : ٤٢].

(وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) [الرعد : ٣١].

رتبة معمول الخبر :

ذكر أن معمول خبر (كان) يعامل كما يأتى من حيث الرتبة : (١)

أ ـ إذا كان مرفوعا فإنه لا يجوز أن يتقدم على عامله.

ب ـ إذا كان منصوبا فإنه يجوز أن يتقدم على عامله ، وهو خبر (كان) ، ما لم يكن هناك مانع من موانع تقديم المفعول على الفعل ، ويكون تقديمه على الخبر ، أو على (كان) ، أو على الاسم فتقول : كان محمد درسه فاهما.

(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الأعراف : ١٦٠ ، النحل : ٣٣].

(وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة : ١٧٢].

(وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) [يونس : ٢٨].

وقد تقدم معمول خبر (كان) على اسمها فى قول الفرزدق :

قنافذ هدّاجون حول بيوتهم

بما كان إياهم عطية عوّدا (٢)

__________________

(١) ينظر : المقرب ١ ـ ٩٦ ، ٩٧.

(٢) شرح التصريح ١ ـ ١٩٠ هداجون : جمع هداج وهو مشية الشيخ ، عطية : أبو جرير ، شبه الشاعر قوم جرير بالقنافذ فى مشيهم بالليل.

(قنافذ) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (هداجون) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الواو. (حول) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بهداج. (بيوتهم) مضاف إليه وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (بما) الباء حرف جر مبنى. ما اسم موصول مبنى فى محل جر ، أو حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص مبنى على الفتح

٣٧٢

حيث الضمير المنفصل (إياهم) ـ وهو مفعول به لخبر كان (عود) ـ قد تقدم على اسمها (عطية) ويجعلون ذلك من قبيل الضرورة. وإن قدّم مفعول الخبر على (كان) جاز. ومنه قول المعلوط القريطى :

رجّ الفتى للخير ما إن رأيته

على السنّ خيرا لا يزال يزيد (١)

حيث (خيرا) مفعول به للفعل (يزيد) ، وهو خبر (لا يزال) ، فتقدم معمول خبر (كان) المنصوب عليها.

ومنه قوله تعالى : (أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) [سبأ : ٥٠].

(وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) [الأعراف : ١٧٧].

وهو ما يؤيد به الكوفيون رأيهم فى التقديم مطلقا ، ويذكر المبرد : «ولو قلت : غلامه كان زيد يضرب ، كان جيدا أن تنصب (الغلام) بـ (يضرب) ؛ لأنه كلّ ما جاز أن يتقدم من الأخبار جاز تقديم مفعوله» (٢).

ملحوظة :

يشترط جمهور البصريين لتقدم معمول خبر (كان) على اسمها أن يكون جملة ، فإن لم يكن كذلك منعوا التقدم مطلقا ، وأجازه الكوفيون مستدلين بما ذكر ، لكن بعض النحاة ـ على رأسهم ابن السراج والفارسى وابن عصفور ـ أجازوا التقدم على أن يتقدم الخبر معه ، ومنعوه إن تقدم بمفرده ، وتأولوا قول الفرزدق السابق علي زيادة (كان) ، أو إضمار اسم (كان) ، على أنه ضمير الشأن ، أو راجع إلى (ما) ، وعلى هذه التأويلات يكون (عطية) مبتدأ ، وقيل هذا من قبيل الضرورة.

ففى قول حميد الأرقط :

__________________

(إياهم) ضمير منفصل مبنى فى محل نصب ، مفعول به مقدم. (عطية) اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة (عودا) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر ، والألف للإطلاق ، والجملة الفعلية في محل نصب ، خبر كان. وجملة (كان) صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب ، أو مع ما المصدرية مصدر مؤول فى جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بهداج.

(١) المقرب ١ ـ ٩٧.

(٢) المقتضب ٤ ـ ١٠١.

٣٧٣

فأصبحوا والنّوى عالى معرّسهم

وليس كلّ النوى يلقى المساكين (١)

يخرج على أن اسم (ليس) ضمير الشأن محذوف ، و (كلّ) مفعول به ليلقى ، و (المساكين) فاعل (يلقى) مرفوع ، أما جملة (يلقى المساكين) فهى فى محل نصب ، خبر (ليس) ، والتقدير : وليس الأمر يلقى المساكين كلّ النوى ، فليس فى البيت تقديم فى خبر (ليس). وقد يكون تأوّلهم للتقديم فى هذا الوضع على أوجه أخرى ، ففى قول الشاعر :

باتت فؤادى ذات الخال سالبة

فالعيش إن حمّ لى عيش من العجب (٢)

حيث خبر (بات) هو (سالبة) قد ظهر فيه النصب ، ومعموله (فؤادى) قد تقدم على اسم (بات) ، وهو (ذات) ، مما يؤيد رأى القائلين بجواز تقدم معمول الخبر على الاسم مطلقا ، لكن المانعين والمشترطين يؤولون مثل هذا الموضع على أن (فؤادى) منادى بحرف نداء محذوف ، أو أنه ضرورة.

ومثله قول الآخر :

لئن كان سلمى الشيب بالصدّ مغريا

لقد هوّن السلوان عنها التحلّم

حيث (الشيب) اسم (كان) مرفوع ، وخبره (مغريا) وهو منصوب ، و (سلمى) مفعول به للخبر مقدم. والتقدير : كان الشيب مغريا سلمى بالصد ، ويؤول المانعون موضع (سلمى) على النداء.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٧٠ / المقتضب ٤ ـ ١٠٠. المعرس : المنزل الذى ينزله المسافر آخر الليل.

(٢) (باتت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (فؤادى) مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. والعامل فيه اسم الفاعل سالبة. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. أو (فؤاد) منادى منصب مقدرا. (ذات) اسم بات مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الخال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (سالبة) خبر بات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فالعيش) الفاء عاطفة تعقيبية حرف مبنى. العيش : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (حم) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على العيش (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بحم ، وجملة الشرط محذوفة دل عليها المذكور. (عيش) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من العجب) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع نعت لعيش. ويجوز أن يعرب (عيش) فاعل حم ، وتكون شبه الجملة (من العجب) فى محل رفع خبر العيش ، أو متعلقة بخبره المحذوف. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها الكلام.

٣٧٤

ج ـ إذا كان معمول خبر (كان) شبه جملة فإنه يجوز أن يتقدم على الخبر مطلقا ، فتقول : كان الطلاب فى القاعة يجلسون ، ما زال الضيف عندك ماكثا.

حيث شبها الجملة (فى القاعة ، وعندك) متعلقتان بالخبرين (يجلسون ، ماكثا) على الترتيب.

ومنه قوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) [الأعراف : ٧٨].

(فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣].

(وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) [الفرقان : ٦٧].

(إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [الأحزاب : ٢].

د ـ إذا كان شبه جملة فإنه يجوز أن يتقدم على اسم (كان). فتقول : ما زال فى القاعة الطلاب يجلسون ، وكان عندك صديقك نائما ، وما زال فى المسجد أبى معتكفا ، حيث أشباه الجمل (فى القاعة ، عندك ، فى المسجد) متعلقة بالأخبار (يجلسون ، نائما ، معتكفا) وقد تقدم معمول الخبر على الاسم.

ه ـ إذا كان معمول الخبر شبه جملة فإنه يجوز أن تقدمه على الاسم مذكورا بعد الخبر أو قبله ، فتقول : كان يجلس فى القاعة علىّ ، وكان فى القاعة يجلس علىّ ، والأصل كان على يجلس فى القاعة.

و ـ إذا كان معمول الخبر غير شبه جملة جاز تقدمه مع الخبر على اسم (كان) بشرط أن يذكر بعد الخبر ، فتقول : كان فاهما درسه محمد ، والأصل : كان محمد فاهما درسه.

مسائل خاصة بـ (كان)

ذكر النحاة مسائل تخصّ الفعل (كان) من بين غيره من الأفعال الناقصة ، يعلل لذلك بأن (كان) أمّ الباب ، فيطرأ عليها ما لا يطرأ على سائر أخواتها ، ويجوز لها ما لا يجوز لغيرها ، والمسائل الخاصة بالفعل (كان) :

ـ منها ما يخص (كان) فى البنية : حذف آخره صوتيا.

٣٧٥

ـ ومنها ما يخصه فى بنية التركيب ، من : وجوب حذفه ، وحذفه مع اسمه ، وحذفه مع اسمه وخبره.

ـ ومنها ما يخصه فى مجمل معنى جملته ، من : نقصانه ، وتمامه ، وزيادته ، أو مرادفته لصار ، أو لم يزل.

وتدرس هذه المسائل كلّ مسألة على حدة ، سنعد (كان) كلمة فيعبر عنها بالتأنيث ، وقد نعدها فعلا فيعبر عنها بالتذكير.

١ ـ جواز حذف آخر (كان):

يجوز أن يحذف آخر (كان) صوتيا ، أى تحذف النون منه ، تخفيفا لا وقفا ، ذلك بشروط خمسة :

١ ـ أن يكون بلفظ المضارع.

٢ ـ أن يكون المضارع مجزوما.

٣ ـ ألا يوقف عليه.

٤ ـ ألا يقع بعد النون ساكن ، حتى لا يتوهم حذف النون من أجل التقاء الساكنين ، وهذا ما لا يحدث صرفيا أو صوتيا فى اللغة العربية (١). وكذلك حتى لا يتحرك صوت وسط الكلمة على غير ما بنى عليه فى كلمته لالتقاء الساكنين وهو الكاف.

٥ ـ ألا يقع بعد الفعل ضمير متصل (٢) ؛ لأن الضمير المتصل يعتمد فى نطقه على آخر الكلمة السابقة عليه ، وهو النون فى (يكون) ، فلا يجوز حذفه.

__________________

(١) إذا التقى ساكنان ؛ أو بمعنى أدق : إذا توالى ساكنان فإنه يحدث أحد أمرين صوتيا :

أولهما : تحريك الساكن الأول منهما إذا كانا وحدتين صامتتين ، نحو : لم يفهم الدرس. بتحريك الميم.

والآخر : حذف أحدهما صوتيا ، وهو الأول منهما إذا كان وحدة صوتية طويلة ، أى : حركة طويلة ، أى : حرف مد ، نحو : يطفو السبّاح ، يقضى الحاكم ، يسعى المؤمن ، هذا الحذف لا يظهر إلا صوتيا.

(٢) ينظر فى ذلك : المقتضب ٢ ـ ٣٦٤ / ٣ ـ ١٦٧ / التسهيل ٥٦ / الجامع الصغير ٥٥ / شرح الشذور ١٨٨ / الهمع ١ ـ ١٢٢.

٣٧٦

وقد حذفت نون (كان) فى اجتماع الشروط السابقة فى قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) [مريم : ٢٠] ، والأصل : لم أكن ، فحذفت النون لاجتماع الشروط السابقة.

ومثله : (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر : ٤٣]

(فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ) [التوبة : ٧٤] ، جزم الفعل المضارع (يك) لأنه جواب شرط (إن) الجازمة ، فحذفت نونه جوازا لاجتماع شروط حذفها.

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)(١) [الأنفال : ٥٣].

جاء ذلك فى قول أبى خراش الهذلى :

فإن تك غالتك المنايا وصرفها

فقد عشت محمود الخلائق والحلم (٢)

(تك) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة فى آخره جوازا ، أصله : تكن.

__________________

(١) جملة (لم يك مغيرا) فى محل رفع ، خبر أن. جملة (أنعمها) فى محل نصب ، نعت لـ (نعمة). (نعمة) مفعول به لاسم الفاعل (مغيرا). شبه جملة (على قوم) متعلقة بـ (أنعم). (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

(٢) ديوان الهذليين ٢ ـ ١٥٢ / شرح السكرى ٣ ـ ١٢٢٥.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تك) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسم كان ضمير مستتر تقديره (أنت) على أن الفعل للمخاطب. وتكون جملة (غالتك المنايا) فى محل نصب ، خبر (تكن) ، أو أن المنايا اسم (تكن) ، وتكون جملة (غالتك) خبرها ، فيها ضمير مستتر هو الفاعل تقديره : هى ، على أن الفعل للغائبة.

(وصرفها) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، صرفها : معطوف على المنايا مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (فقد) الفاء حرف رابط الشرط بجوابه مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (عشت) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة فى محل جزم جواب الشرط. (محمود) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (الخلائق) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (والحلم) عاطف ومعطوف على الخلائق مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٣٧٧

لتلحظ :

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى)(١) [القيامة : ٣٧].

(أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)(٢) [مريم : ٦٧]

(وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ)(٣) [غافر : ٢٨].

(يك) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة.

ملحوظة :

خالف يونس النحاة فى أنه أجاز حذف آخر (كان) مع اجتماع الشروط السابقة إلا شرط ما بعده ساكنا.

__________________

(١) (من منى) جار ومجرور ، شبه الجملة فى محل نصب نعت ، لنطفة. (يمنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لمنى.

(٢) (أولا) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى لا محل له من الإعراب. (يذكر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(الإنسان) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (أنا) أصلها : أننا ، فيكون (أن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (خلقناه) خلق : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل رفع خبر أن ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به. (من قبل) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قبل) ظرف مبنى على الضم فى محل جر بمن ؛ لأنه مقطوع عن الإضافة لفظا لا معنى ، شبه الجملة متعلقة بالخلق. (ولم) الواو : حرف عطف مبنى.

لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يك) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (شيئا) خبر (يكون) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) (يصبكم) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بعض) فاعل يصيب مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف والاسم الموصول (الذى) مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (يعدكم) فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

٣٧٨

٢ ـ حذف (كان)

يجوز أن تحذف (كان) (١) فى تركيب خاص ، صفته أن تتبع فيه الخطوات الآتية :

ـ أن تقع فيه (كان) صلة لـ (أن) المصدرية ، أى (أن كان).

ـ يدخل عليها مع الحرف المصدرى حرف تعليل ، أى : (لأن كان).

ـ تتقدم العلة التى تتضمن (أن كان) على المعلول الذى أحدثته ، فتقول مثلا : لأن كان محمد مجتهدا فقد نال الجائزة. حيث العلة اجتهاد محمد تقدمت على المعلول : نواله جائزة.

ـ يحذف حرف العلة الجارّ (اللام) ، كما يحذف (كان) ، ويعوض عنها بـ (ما) ، فتكون : أن ما ، تدغم النون فى الميم للتقارب فتصير : أمّا. فيكون التركيب : أمّا محمد مجتهدا فقد نال جائزة. ويكون (محمد) اسم (كان) المحذوفة مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة ، ويكون خبر (كان) المحذوفة هو المنصوب (مجتهدا).

ومن النحاة ـ ابن خروف ـ من يجعل العمل لـ (ما) ، لكننى أرى أن هذا مردود ؛ لأن (ما) العاملة فى الجزأين رفعا فنصبا إنما هى (ما) الحجازية التى تعمل عمل (ليس) ، وتكون بمعناها ، وهنا يختلف المعنى.

ومنه قول العباس بن مرداس يخاطب خفاف بن ندبة :

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

فإن قومى لم تأكلهم الضّبع (٢)

(ذا) خبر كان المحذوفة منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. أما اسمها فهو الضمير (أنت) فى محلّ رفع. ومنه القول : أما أنت منطلقا انطلقت ، وأصله : انطلقت لأن كنت منطلقا. فقدمت العلة للاختصاص ، فتصبح : لأن كنت منطلقا انطلقت ، ثم حذفت اللام للاختصار ، وحذفت (كان) فانفصل الضمير ، وأصبح (أنت) ، وزيدت (ما) للتعويض ، وصار : أن ما أنت ،

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٩٣ / التسهيل ٥٦ / الهمع ١ ـ ١٢٢.

(٢) الكتاب ١ ـ ٢٩٣ / الجامع الصغير ٥٥ / شرح الشذور ١٨٦ / أوضح المسالك ١ ـ ١٨٧ / شرح ابن الناظم ١٤٣ / شرح التصريح ١ ـ ١٦٥ / الأشمونى ١ ـ ٢٤٤.

٣٧٩

فأدغمت النون فى الميم لتقارب المخرج ، فأصبح التركيب : أما أنت منطلقا انطلقت ، ويكون (منطلقا) خبر (كان) المحذوفة منصوبا.

٣ ـ جواز حذفها مع اسمها

يجوز أن تحذف (كان) مع اسمها مع بقاء خبرها ، ولا يعوض عنها ، ويكون ذلك بكثرة مع (إن ولو) الشرطيتين (١) ، ويكون بقلة بعد (لد).

وقد ذكر ذلك بعد (إن) الشرطية فى قول ليلى الأخيلية :

لا تقربنّ الدهر آل مطرّف

إن ظالما أبدا وإن مظلوما (٢)

والتقدير : إن كنت ظالما ، وإن كنت مظلوما ، فحذفت (كان) مع اسمها فى الموضعين ، ويكون كلّ من : (ظالما ، ومظلوما) خبر (كان) المحذوفة منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة.

ومنه قول النابغة الذبيانى :

قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا

فما اعتذارك من قول إذا قيلا (٣)

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٦١ / الجامع الصغير ٥٦ / أوضح المسالك ١ ـ ١٨٣.

(٢) (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تقربن) فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والنون حرف توكيد مبنى لا محل له من الإعراب : (الدهر) منصوب على الظرفية. (آل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(مطرف) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، وجملة شرطه (كنت ظالما) وجملة جوابه محذوفة دل عليها ما سبق. (وإن مظلوما) تركيب شرطى معطوف على سابقه. (أبدا) منصوبة على الظرفية متعلقة بالظلم.

(٣) الكتاب ١ ـ ٢٦٠ / ابن يعيش ٢ ـ ٩٧ / الأغانى ١٤ ـ ٩٣ / ١٦ ـ ٢٢.

(قد) حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قيل) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول.

(ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع نائب فاعل. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. وفعل الشرط محذوف مع اسمه وتقديره : كان. (حقا) خبر كان المحذوفة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق. (وإن كذبا) حرف عطف ، وتركيب شرطى معطوف على سابقه. (الفاء) حرف عطف تعقيبى ، لا محل له من الإعراب. (ما) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو مبتدأ مؤخر. (اعتذارك) اعتذار خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (من قول) جار ومجرور ،

٣٨٠