النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

أما إذا عدنا إلى سيبويه لنقرأ قوله : «وذلك قولك : كان ويكون وصار وما دام وليس وما كان نحوهن من الفعل ممّا لا يستغنى عن الخبر» (١) ، فإننا نجد أن عدم استغناء هذه الأفعال عن الخبر هى المبرر لدراستها منفردة عن الأفعال ، وبالتالى هى المبرر لنقصانها. وهو إن لم يصرح بمعنى النقصان والتمام فهما مفهومان من قوله السابق ، وهو عدم الاستغناء عن الخبر ، كما يذكر فى مواضع أخرى جواز اكتفاء بعض هذه الأفعال بالفاعل أو الاقتصار عليه (٢).

كما أن سيبويه يذكر أن اسم الفاعل والمفعول فى هذه الأفعال لشىء واحد (٣) ، ويمكن أن يفهم من هذا أحد أمرين ، أو هما معا :

ـ أن يقصد بالشىء الواحد أن الاسم والخبر فى هذه الأفعال يرتبطان باسم واحد ، فإذا قلت : كان محمد مسرعا ، فمحمد ومسرع لشخص واحد.

ـ أو أن يقصد به أن الاثنين معا مرتبطان بالفعل الناقص ، لا يستغنى عن أىّ منهما ، وفى ذلك عدم الاكتفاء بالمرفوع.

ويمكن لنا أن ندمج التعليلين معا ، إلا أن التعليل الأول هو المفهوم لدى النحاة من بعده ، حيث تكون أخبار هذه الأفعال هى أسماءها ، كالخبر يكون هو المبتدأ.

أما من حيث جواز التمام والنقصان فإن هذه الأفعال تنقسم إلى :

أ ـ ما لازم النقصان ، وهو :

(ليس) باتفاق النحاة (٤) وكذلك (زال) خلافا للفارسى ، فإنه أجاز أن تأتى قياسا لا سماعا (٥).

لكننا ننبه إلى أن (زال) إذا اختلف مضارعها عن (يزال) فهى تامة بالضرورة.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٤٥.

(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤٦.

(٣) الكتاب ١ ـ ٤٥.

(٤) التسهيل ٥٢ / رصف المبانى ٢٠١ / مغنى اللبيب ١ ـ ٢٠٩ / الجنى الدانى ٤٩٣ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٦.

(٥) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٢ / الهمع ١ ـ ١١٥.

٣٢١

وكذلك (فتئ) خلافا للصاغانى ، فقد ذكر استعمالها تامة ، كما ذهب أبو حيان إلى ذلك. ولكن ابن مالك لم يذكر هذه الأفعال ضمن التى يمكن أن تكون تامة (١).

ب ـ ما يمكن أن يكون تاما أو ناقصا :

وهو بقية الأفعال ، فإذا استعملت تامة اكتفت بالمرفوع ، وأدّت دلالات معنوية أخرى وضعت لها (٢).

فـ (كان) تامة يراد بها : ثبت ، أو : كفل ، أو غزل ، أو وقع ، أو : وجد ، أو : حضر ، أو : أوقع.

أما (أصبح وأضحى وأمسى) تامة فيراد بها الدخول فى هذه الأوقات : وقت الصبح ، ووقت الضحى ، ووقت المساء.

و (ظل) تامة يراد بها : دام ، أو : طال ، أو أقام نهارا.

و (بات) تامة يراد بها : الدخول فى الليل ، أو : نزل ليلا ، أو : أقام ليلا.

و (صار) تامة يراد بها : رجع ، أو ضمّ ، أو قطع.

و (دام) تامة يراد بها : بقى أو سكن.

و (برح) يراد بها : ذهب ، أو ظهر.

و (ونى) فتر ، أو ضعف. و (رام) ذهب ، أو فارق.

و (انفك) تامة يراد بها : خلص ، أو انفصل. و (فتأ) أو فتئ) سكن ، وأطفأ وفتئ عنه كسمع نسيه. (القاموس المحيط)

قضية تصرفها

تنقسم هذه الأفعال من حيث التصرف وعدمه إلى ثلاثة أقسام ، هى :

أولا : ما لا يتصرف وهو :

(ليس) باتفاق النحاة ، ويذكر سيبويه أنها وضعت موضعا واحدا ، ومن ثم لم

__________________

(١) التسهيل : ٥٢.

(٢) التسهيل ٥٣ / وينظر : الكتاب ١ ـ ٤٦ / المقتضب ٤ ـ ٩٥ / الهمع ١ ـ ١١٦.

٣٢٢

تصرّف تصرّف سائر الأفعال (١) ، ويذكر النحاة أنها وضعت وضع الحروف فى أنها لا يفهم معناها إلا بذكر متعلقها (٢).

(دام) لا تتصرف لدى الفراء وكثير من المتأخرين ، وجزم بذلك ابن مالك فى قوله : «وكلها تتصرف إلا ليس ، ودام» (٣). وذلك لأن (دام) صلة لـ (ما) الظرفية ، وكل فعل وقع صلة لـ (ما) الظرفية التزم مضيه (٤). ويذكر أن عدم تصرفها لأنها للتوقيت والتأبيد ، فتفيد المستقبل (٥).

ثانيا : ما يتصرف تصرفا ناقصا :

وهو ما استعمل بعد الحرف النافى ، وهو : (زال ، برح ، فتئ ، انفك) ، وهذه لا يستعمل منها الأمر ، فمن شرط عملها النفى ، وهو لا يدخل الأمر ، كما لا يأتى منها المصدر ، ذلك لعدم دلالتها على الحدث عند جمهور البصريين (٦).

ويذكر بعض النحاة (دام) مع هذا القسم ، حيث يأتى منه المضارع (٧).

وأعتقد أن هذه الأفعال لا يأتى منها المصدر لملازمتها النفى.

ثالثا : ما يتصرف تصرفا تاما :

وهو سائر الأفعال. حيث يأتى منها المضارع والأمر واسم الفاعل ... إلخ ، بناء على أن لها مصادر على النحو التالى : (كان) من الكينونة ، و (أضحى) من الإضحاء ، و (أمسى) من الإمساء ، و (أصبح) من الإصباح ، و (بات) من البيات أو البيتوتة ، أو البيت ، أو المبيت و (ظل) من الظلول ، و (صار) من الصيرورة ، أو الصّير.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٤٦.

(٢) شرح التصريح ١ ـ ١٨٦ / انظر : التسهيل ٥٣ / مغنى اللبيب ١ ـ ٢٠٩ / الجنى الدانى ٤٩٣ ، ٤٩٤ / رصف المبانى ٣٠١ / والهمع : ١ ـ ١١٤.

(٣) التسهيل ٥٣.

(٤) انظر : شرح التصريح ١ ـ ١٨٦.

(٥) الهمع ١ ـ ١١٤.

(٦) ينظر شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٦ / الهمع ١ ـ ١٤.

(٧) شرح التصريح ١ ـ ١٨٦.

٣٢٣

ـ ومن أمثلة مجىء المضارع منها : قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) [مريم : ٢٠] حيث (أك) فعل مضارع ناقص مجزوم ، وعلامة جزمه السكون المقدر على الحرف المحذوف (أكن) ، واسمه ضمير مستتر تقديره (أنا) ، وخبره المنصوب (بغيا).

(قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) [النساء : ٧٢].

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) [الحج : ٦٣].

(تصبح) مضارع (أصبح) وهو فعل ناقص ، واسمه المرفوع (الأرض) ، وخبره المنصوب (مخضرة).

(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان : ٦٤]

(يبيت) مضارع (بات). وهو ناقص اسمه الضمير المبنى المرفوع محلا (واو الجماعة) ، وخبره المنصوب (سجدا).

ـ ومن أمثلة مجىء الأمر منها :

قوله تعالى : (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً) [الإسراء : ٥٠].

(كونوا) فعل أمر مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع اسمه ، (حجارة) خبر (كن) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

ـ وقد جاء المصدر من (كان) فى قول الشاعر :

ببذل وحلم فى قومه ساد الفتى

وكونك إيّاه عليك يسير (١)

(كون) مصدر (كان) ، والمصدر يعمل عمل الفعل ، فاحتاج إلى اسم وخبر لأنه مصدر من الناقصة ، واسمه ضمير المخاطب (الكاف) ، وخبره ؛ ضمير الغائب المنفصل (إياه).

__________________

(١) شرح ابن الناظم ١٣٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٠٨ / العينى ٢ ـ ١٥ / أوضح المسالك ١ ـ ١٦٧ رقم ٨٣ /.

(كون) مبتدأ ، وخبره (يسير) ، وشبه جملة (عليك) متعلقة بيسير.

٣٢٤

ومثال مجىء اسم الفاعل قول الشاعر :

وما كلّ من يبدى البشاشة كائنا

أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (١)

(كائنا) اسم فاعل من (كان) الناقصة ، واسم الفاعل يعمل عمل الفعل ، فاحتاج إلى اسم وخبر ، واسمه ضمير مستتر فيه تقديره (هو) ، أما خبره فهو (أخا) ، وهو منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.

وقول الحسين بن مطير :

قضى الله يا أسماء أن لست زائلا

أحبّك حتى يغمض الجفن مغمض (٢)

حيث أتى باسم الفاعل من (زال) وهو (زائل) ، وأسبقه بالنفى (ليس) ، وفى اسم الفاعل (زائل) ضمير مستتر تقديره : أنا ، وهو اسمه ، أما خبره فهو الجملة الفعلية (أحبك).

__________________

(١) شرح ابن الناظم ١٣٢ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٧ / أوضح المسالك ١ ـ ١٦٨ رقم ٨٤. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب ، وهى حجازية تعمل عمل ليس. (كل) اسم ما الحجازية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (يبدى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (البشاشة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كائنا) خبر (ما) الحجازية منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (أخاك) خبر كائن منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (إذا) ظرف ضمّن معنى الشرط مبنى فى محل نصب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تلفه) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره :أنت ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول لظن ، والجملة فى محل جر بالإضافة.

(لك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بمنجد. (منجدا) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) شرح ابن الناظم ١٣٢ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٧ / الأشمونى ١ ـ ٢٣١ / أوضح المسالك ١ ـ ١٦٩ رقم ٨٥.

(أسماء) منادى مبنى على الضم فى حل نصب (زائلا) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والمصدر المؤول (أن لست زائلا) فى محل جر على نزع الخافض ، (الجفن) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مغمض) فاعل.

٣٢٥

قضية حدثيّتها

يختلف النحاة فيما بينهم فى قضية دلالة هذه الأفعال على الحدثية. وفى بداية دراسة هذه القضية علينا أن نستعرض فعلية أو حرفية هذه النواسخ ، كلّ هذه الأدوات أفعال اتفاقا ، إلا (ليس) ، فقد اختلف فى فعليتها وحرفيتها حيث :

ـ يذهب الجمهور إلى أنها فعل (١).

ـ أما الفارسى ففى أحد قوليه يرى أنها حرف.

ـ ولكننا نقرأ عند العكبرى : ومن عبّر عنها من البصريين بالحروف فقد تجوز ، لأنه وجدها تشبه الحرف فى أنها لا تدل على الحدث. وإنما هى أفعال لفظية (٢).

ـ أما الرازى فيعتبرها حرفا لأنها على غير هيئة الأفعال ، فلا يأتى منها المضارع أو اسم الفعل ، كما أنها تدخل على الفعل (٣).

ـ ويذكر ابن هشام : زعم ابن السراج أنّ (ليس) حرف بمنزلة (ما) ، وتابعه الفارسى فى الحلبيات ، وابن شقير وجماعة (٤).

ثم يصحح ابن هشام كونها فعلا ، ويدلل على ذلك باتصالها بضمائر الرفع.

ـ ولكن المالقى يرى أنها ليست محضة فى الحرفية. كما أنها ليست محضة فى الفعلية. ويستطرد قائلا : ولذلك وقع الخلاف بين سيبويه وأبى على الفارسى : فزعم سيبويه أنها فعل ، وزعم أبو على أنها حرف (٥). ولا يفوتنا ذكر المبرد ورأيه بفعليتها ، حيث تتصل بضمائر الرفع ، نحو : لست ، لستم ، لستن ، ليسوا (٦).

ولـ (ليس) طبيعة تركيبية معينة ، حيث يكثر اقتران خبرها بحرف الجر الزائد (٧) ، كما أنها لا تتصرف تصرف هذه الأفعال ، كما أنها تتضمن الوحدة

__________________

(١) ينظر : شرح ابن عقيل ١ ـ ٩٨.

(٢) اللباب فى علل البناء والإعراب ١١٤.

(٣) انظر : تفسير الرازى ٢ ـ ٩٢ / رصف المبانى ٣٠١.

(٤) مغنى اللبيب ١ ـ ٢٠٩ / وانظر : الجنى الدانى ٤٩٣ ، ٤٩٤.

(٥) رصف المبانى ٣٠٠.

(٦) المقتضب ٤ ـ ٨٧ ، ١٩٠.

(٧) انظر : التسهيل ٥٤.

٣٢٦

الصوتية (اللام) التى تكون فى أغلب ما يدل على النفى ، ولا يذكر لها مصدر.

لذا فإننا نرى أن تضاف إلى الحروف المشبهات بها. وهى أمّ هذه الحروف حيث تمتاز عنهن بإلحاق ضمائر الرفع بها ، فكما أن لكل باب من الأدوات أو الحروف أو العوامل أمّا ، من نحو : (إن) الشرطية أم أدوات الشرط ، و (كان) أم الأفعال الناقصة ، (إنّ) أم الحروف الناسخة ... إلخ ، ولكل أم خصائص ليست لغيرها من أخواتها فكذلك (ليس) أم حروف النفى ، ولها من الخصائص ما ليس لغيرها ، أما سائر هذه الأدوات الناسخة فدلالتها على الزمن والحدث وتصرف أغلبها يؤكد فعليتها.

حدثيتها : يحلو لبعض اللغويين (١) أن يدرسوا هذه النواسخ تحت عنوان (الأداة) ، بجعلها أدوات محولة عن الفعلية ، معللا لذلك بأنها لا تدل على حدثية ، كما أن بعضها ليس على صيغة فعلية معينة كـ (ليس) ، ولا تتصرف إلى صيغ أخرى ، وأنها تدخل على الأفعال كما تدخل الأدوات ، وأن بعض النحاة كما يبدو من أقوالهم اعتبرها أدوات ، وليس بينها ما يسلك سلوك الأفعال من حيث الإسناد والتعدى واللزوم.

لكن بمناقشة هذه الدلائل السابقة فإننا نجد :

ـ أن هذه النواسخ تدل على حدثية ، حيث نجد لها مصادر تستقى منها ، فليس المقصود بالحدثية فعلا واقعا منك إلى غيرك ، وإنما هو حدثية تفيد فعلا واقعا ، سواء أكان هذا الوقوع منك إلى غيرك ، أم غير ذلك ، فالإيجاد حدثية ، كما أن الخلق حدثية ، وكذلك الكينونة والصيرورة ، والبيات ، والظلول ، إلى غير ذلك ، ويجب أن يكون هذا مفهومنا لمعنى الحدثية ، حتى لا يقع التباس لغوى.

ـ أما من حيث الصيغة الفعلية ، فقد ناقشناها فى القضية السابقة ، وذكرنا أن النحاة يكادون يتفقون على إخراج (ليس) من بين هذه الأفعال.

__________________

(١) انظر : د / تمام حسان ، اللغة العربية معناها ومبناها ١٣٠ ـ ١٣١.

٣٢٧

ـ أما من حيث التصرف إلى صيغ أخرى ، فقد ذكرنا أن (ليس) يمكن إخراجها ، أما (دام) فإنها تلزم (ما) الظرفية. وهى خاصة بالربط بين حدثين ، فلما ذا تصرفها؟ أى : إن تصرفها ـ فى رأيى ـ لا يفيد فى التزامها معنى معينا وتركيبا خاصا.

ـ أما ما كان استعماله بعد الحرف النافى فإنها تتصرف إلى الماضى والمضارع ، ومعلوم أنها لا تستعمل إلا منفية. والأمر لا يكون منفيا ، ولكن يمكن أن يكون منهيا عنه باستخدام المضارع.

لذا لم يلزم تصرفها إلى الأمر. أما بقية الأفعال فإنها تتصرف إلى الصيغ الثلاث.

ـ ومن حيث دخولها على أفعال كما تدخل الأدوات فليس هذا بصحيح ؛ لأنها تدخل على الأفعال دخول الأفعال على بعضها. فيقال : لم يفعل ، سيفعل ...

إلخ. كما يقال : خرج يتنزه ، وأقبل يجرى ... إلخ.

مع ملاحظة أن هناك فاصلا بين دخول الفعل على الفعل بخلاف الأدوات.

ومثل الحالة الأخيرة أن نقول : كان يفعل ، وصار يجرى ... إلخ.

ـ ومن حيث أقوال النحاة باعتبارها أدوات فإذا وجد القسم الذى ينادى بذلك فإن القسم المناقض كان أكثر عددا.

ـ ومن حيث الإسناد والتعدى واللزوم فيكفينا ما تؤديه من تغييرات نحوية فى الجملة الاسمية.

وعلينا أن نلحظ أمرا مهما ، وهو :

تكتسب الأدوات مدلولها عن طريق الاصطلاح بين المجموعة اللغوية ، فـ (لا) تؤدى النفى اصطلاحيا ، وليس لأنها مشتقة من النفى ذاته لفظيا ، مع ملاحظة أنه اصطلاحى ، وكذلك (ما) و (السين) و (سوف) وغير ذلك من الأدوات.

أما هذه الأفعال فقد استمدت دلاليا ولفظيا من جذرها ، كغيرها من المشتقات التى تدور فى دائرة معنوية واحدة ، فـ (كان) من الكينونة ، و (صار) من

٣٢٨

الصيرورة ، وغيرها مما درس فى القضية السابقة ، وهذا فارق واضح ومهم بين هذه الأدوات والأفعال.

لذا فإننا نعد هذه أفعالا دالة على حدثية ذات دلالات معينة خاصة بكل فعل منها ، ويمكن استثناء (ليس) منها ، حيث لا نستطيع أن نتحسس فيها الحدثية ، ويمكن إلحاقها بالحروف التى تدرس مشبهة بها.

أثرها النحوى

الأفعال الناسخة إذا كانت ناقصة ؛ أى : إذا كانت طالبة لمنصوبها لاكتمال معنى الجملة ـ تدخل على الجملة الاسمية فنتسخ الحكم الإعرابىّ للخبر ، حيث تنصبه اتفاقا ، أو يكون فى محل نصب إذا كان جملة أو شبه جملة ، لكن النحاة يختلفون فى أثرها فى المبتدإ ، كما يختلفون فى عامل النصب فى الخبر ، ونوضح مدى خلاف النحاة فى القضيّتين بعد ذكر شواهد لنصب الخبر.

ينصب خبر (كان) وأخواتها بالفتحة إذا كان دالا على المفرد أو كان جمع تكسير أو اسم جنس أو اسم جمع.

مثال ذلك أن تقول : ما زال المواطن منتميا إلى وطنه. (منتميا) خبر (ما زال) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه مفرد.

كان كلّ الحاضرين رجالا لا إناثا. (رجالا) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه جمع تكسير. أما (إناثا) فإنه معطوف عليه منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو جمع تكسير.

ليسوا قوما يهملون حقوق وطنهم. (قوما) خبر (ليس) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه اسم جمع ، والجملة الفعلية (يهملون) فى محل نصب ، نعت لخبر (ليس).

(وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) [يونس : ١٩]. (أمة) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٣٢٩

أمسى إفطارنا تمرا ، (تمرا) خبر (أمسى) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وتلحظ أنه اسم جنس.

ومنه قوله تعالى : (ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) [غافر : ٦٧].

(أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) [هود : ٨].

(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان : ٦٤].

(إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ) [الأنبياء : ٧٤].

(قوم) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف و (سوء) مضاف إليه مجرور ، (فاسقين) نعت لقوم منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)(١) [الإسراء : ٢٧].

(ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ)(٢) [النمل : ٣٢].

(فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ)(٣) [النساء : ١١].

__________________

(١) (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (المبذرين) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الياء ، لأنه جمع مذكر سالم. (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (إخوان) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وجملة (كانوا إخوان) فى محل رفع خبر إن. (الشياطين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة لأنه جمع تكسير. (وكان) الواو : حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (الشيطان) اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لربه) جار ومجرور بالكسرة ومضاف إليه مبنى مجرور محلا ، وشبه الجملة متعلقة بالكفر. (كفورا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل (قاطعة) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (كن) كان : فعل ماض مبنى على السكون ، نون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (نساء) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(فوق) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (اثنتين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بالمثنى ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لنساء ، أو متعلقة بنعت محذوف ، (فلهن) الفاء : رابط الشرط بجوابه حرف مبنى. اللام : حرف جر مبنى ، وضمير الغائبات مبنى فى محل جر باللام ،

٣٣٠

(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً) [الإسراء : ٥٠].

(كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) [الصف : ١٤]

(كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) [البقرة : ٦٥]

(وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)(١) [الكهف : ٥٤]

(أكثر) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وإذا كان خبر (كان) وأخواتها مصدرا مؤولا فإنه يكون فى محل نصب.

مثل ذلك قوله تعالى (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ) [يونس : ٣٧].

حيث اسم (كان) هو اسم الإشارة (هذا) ، وهو مبنى فى محل رفع. أما الخبر فهو المصدر المؤول (أن يفترى) ، وهو فى محلّ نصب (٢) ، والتقدير : وما كان هذا القرآن افتراء ، أو ذا افتراء.

ومثله أن تقول : ليس الانتماء إلا أن تجعل وطنك ذاتك. المصدر المؤول (أن تجعل) فى محل نصب خبر (ليس).

كان الواجب عليك أن تتسلح بالعلم والإيمان.

(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(٣) [البقرة : ١٧٧] فى (البر) قراءتان :

__________________

وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (ثلثا) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط و (ثلثا) مضاف ، (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر ، بالإضافة. و (ترك) فعل ماض على الفتح ، الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(١) (جدلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) فيه وجه آخر مرجوح ، وهو أن يكون المصدر المؤول بعد لام الجحود المحذوفة. وعليه فإن خبر (كان) يكون محذوفا ، والمصدر المؤول متعلق به.

(٣) (قبل) ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، والمشرق مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٣٣١

أولاهما : بالنصب فى قراءة حمزة وعاصم ـ فيكون خبر (ليس) مقدما ، ويكون المصدر المؤول (أن تولوا) فى محلّ رفع ، اسم (ليس) المؤخر.

والأخرى : بالرفع ـ فى قراءة الجمهور ـ فيكون (البر) اسم (ليس) ، ويكون المصدر المؤول فى محل نصب الخبر.

* ينصب خبر (كان) وأخواتها بالكسرة ـ إذا كان جمع مؤنث سالما.

فتقول : أصبحت النساء مشاركات فى بناء الوطن. (مشاركات) خبر (أصبح) منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه مجموع بالألف والتاء المزيدتين ، أو لأنه جمع مؤنث سالم.

ـ (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَ) [الطلاق : ٦]

(أولات) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

وتقول : ليست المبتذلات محترمات ، وإن كنّ مثيرات للأنظار.

(محترمات) خبر (ليس) منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، و (مثيرات) خبر (كان) منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان.

* ينصب خبر (كان) وأخواتها بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها إذا كان مثنى.

فتقول : ظلّ العاملان مهتمّين بعملهما. (مهتمين) خبر (ظل) منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.

ما فتئت الفتاتان متمسكتين بالأخلاق الكريمة. (متمسكتين) خبر ما فتئ منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.

(إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) [الأعراف : ٢٠]. (ملكين) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم تكون.

٣٣٢

(فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ) [البقرة : ٢٨٢]. (رجلين) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم تكون.

(فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ)(١) [النساء : ١٧٦].

(اثنتين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى. وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان.

* ينصب خبر (كان) وأخواتها بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها إذا كان جمع مذكر سالما.

فتقول : ما برح المعلمون مربّين للنشء. (مربين) خبر (ما برح) منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٩٦]. (حاضرى) خبر يكون منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، وقد حذفت النون منه للإضافة.

(فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [الحجرات : ٦]. (نادمين) خبر تصبح منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم تصبح. وشبه جملة (على ما فعلتم) متعلقة بالندم.

(إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان : ٣]. (منذرين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، اسم (كان).

__________________

(١) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (كانتا) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (اثنتين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بالمثنى. (فلهما) الفاء : حرف توكيد رابط الشرط بجوابه مبنى لا محل له من الإعراب ، لهما : جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (الثلثان) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط. (مما) من حرف جر مبنى لا محل له. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالخبر المقدم. (ترك) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره :هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

٣٣٣

(فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) [العنكبوت : ٣٨].

(إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) [العنكبوت : ٣١]

(قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) [النساء : ٩٧] شبه جملة (فيم) فى محل نصب ، خبر كان. و (مستضعفين) خبر (كان) الثانية منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : ١٥].

(إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً)(١) [الإسراء : ٢٥].

(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ)(٢) [هود : ٢٠].

(كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ) [النساء : ١٣٥].

(قوامين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسمه. (شهداء) خبر ثان لكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

* ينصب خبر (كان) وأخواتها بالألف إذا كان من الأسماء الستة.

فتقول : ما انفكّ سمير ذا خلق ملتزم. (ذا) خبر (ما انفك) منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.

__________________

(١) (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (تكونوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع اسم تكون. (صالحين) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم. (فإنه) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (للأوابين) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الأوابين : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الياء ، لأنه جمع مذكر سالم وشبه الجملة متعلقة بالغفران. (غفورا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة (كان) مع معموليها فى محل رفع ، خبر إن. وجملة (إن) مع معموليها فى محل جزم جواب الشرط.

(٢) (أولئك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. وخبره جملة (لم يكونوا معجزين). (فى الأرض) شبه الجملة متعلقة بالإعجاز.

٣٣٤

هل كان الحاضر أبا علىّ؟

لن أبرح المحاضرة ما دام المحاضر أخاك.

كان ضيفى اليوم حماى. (حماى) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الألف ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة إليه.

(أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) [القلم : ١٤] (ذا) خبر كان منصوب وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ومال مضاف إليه مجرور. واسم (كان) ضمير مستتر تقديره هو.

(وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) [الأنعام : ١٥٢].

* يكون خبر (كان) وأخواتها فى محلّ نصب إذا كان جملة أو شبه جملة.

ويجعل جمهور النحاة شبه الجملة متعلقة بمحذوف ، كما درسنا فى الجملة الاسمية.

تقول : ظل الطائر يرعى فراخه. الجملة الفعلية (يرعى) فى محلّ نصب ، خبر (ظل).

ما زال محمد ترتيبه الأول. الجملة الاسمية (ترتيبه الأول) فى محل نصب ، خبر (ما زال).

صار على إن يكلّف بعمل يؤدّه فى إتقان. التركيب الشرطى (إن يكلف يؤدّه) فى محل نصب ، خبر (صار).

أضحى الطالب فى مدرسته. شبه الجملة (فى مدرسته) فى محل نصب ، خبر (أضحى) ، أو متعلقة بخبر (ظل) المحذوف.

صار صندوق الورق فوق المنضدة. شبه الجملة من الظرف (فوق) فى محل نصب ، خبر (صار) أو متعلقة بخبر (صار) المحذوف.

(قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها) [المائدة : ٢٤].

٣٣٥

شبه الجملة من الجار والمجرور (فيها) خبر (ما دام) ، أو متعلقة بخبرها فى محل نصب.

(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [يوسف : ١١١] (فى قصص) شبه جملة فى محل نصب ، خبر (كان) المقدم ، و (عبرة) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [يونس : ١٠٠]. شبه جملة (لنفس) فى محل نصب ، خبر (كان) المقدم. أما اسمها فهو المصدر المؤول (أن تؤمن).

(فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ) [هود : ١١٦]. شبه الجملة (من قبلكم) فى محل نصب خبر كان مقدم ، و (أولو) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الواو.

ومن الخبر جملة قوله تعالى : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)(١) [النساء : ١١٣] الجملة الفعلية (تعلم) فى محل نصب ، خبر (تكون).

(لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة : ٦٥]. جملة (تفكهون) الفعلية فى محل نصب ، خبر (ظل).

(فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ) [الأحقاف : ٢٥]. جملة (لا يرى إلا مساكنهم) الفعلية فى محل نصب ، خبر (أصبح).

ولنلحظ خبر الفعل الناسخ فيما يأتى ، وهو جملة : (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [المائدة : ٦٢]. جملة (يعملون) فى محل نصب ، خبر (كان).

(وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) [المائدة : ١٣]. جملة (تطلع) فى محل نصب ، خبر (لا تزال).

__________________

(١) (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به ثان. وجملة صلته (لم تكن تعلم).

٣٣٦

(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) [الكهف : ٤٢]. الجملة الفعلية (يقلب) فى محل نصب ، خبر (أصبح).

(وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ) [البقرة : ٢١٧].

(وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة : ١٧٢]. (إياه) ضمير منفصل مبنى فى محل نصب ، مفعول به مقدم لتعبدون ، والجملة الفعلية (تعبدون) فى محل نصب ، خبر كان.

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) [القصص : ٨٢]. خبر (أصبح) هو الجملة الفعلية (يقولون) ، أمّا اسمه فهو الاسم الموصول (الذين).

(فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ)(١) [الأحقاف : ٢٠].

(أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) [الفرقان : ٤٠].

الجملة الفعلية (يرونها) فى محل نصب ، خبر (يكون) ، أما جملة (لا يرجون) فهى فى محل نصب ، خبر (كان).

(وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٢) [الأحقاف : ٢٦].

__________________

(١) (اليوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالجزاء. (تجزون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع نائب فاعل. (عذاب) منصوب على نزع الخافض ، أى : بعذاب. وهو مضاف ، و (الهون) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بما) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وما : حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب.

(كنتم) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، اسم كان.

(تستكبرون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. والمصدر المؤول (ما كنتم) فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة (بما كنتم) متعلقة بالجزاء. (فى الأرض) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالاستكبار.

(بغير) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. (الحق) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.(وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) كإعراب (بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) وهى معطوفة عليها.

(٢) (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وجملة صلته (كانوا به يستهزئون).

٣٣٧

ومن مجىء الخبر شبه جملة قوله تعالى : (إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ) [النمل : ٤٣].

(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) [الزخرف : ٥١].

(وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) [النمل : ٧٠]. شبه جملة (فى ضيق) فى محل نصب ، خبر (تكون) ، أو متعلقة بخبر محذوف.

(فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ) [المائدة : ٣٠].

(فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) [النجم : ٩] ، (قاب) منصوب على الظرفية ، وهو مضاف ، و (قوسين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان ، أو متعلقة بخبر محذوف.

(فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) [القلم : ٢٠].

(وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) [يوسف : ٢٠].

(فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) [القمر : ٣١]. (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)(١) [آل عمران : ٤٤].

(لديهم) ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة إليه ، وشبه الجملة فى محل نصب خبر كان ، أو متعلقة بخبر محذوف.

(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) [آل عمران : ١٠٣]. شبه جملة (على شفا) متعلقة بخبر (كان) المحذوف. وشبه الجملة (من النار) فى محل جر ، نعت لحفرة ، أو متعلقة بنعت محذوف.

(ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) [مريم : ٣٥]. شبه جملة (لله) فى محل نصب ،

__________________

(١) (إذا) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب ، متعلق بالاستقرار أو الكينونة المقدرة فى شبه الجملة (لديهم). والجملة الفعلية (يختصمون) فى محل جر بالإضافة.

٣٣٨

خبر (كان) مقدم ، أما اسمه المؤخر فهو المصدر المؤول (أن يتخذ) ، وهو فى محل رفع.

(وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [إبراهيم : ١١]. شبه الجملة (لنا) فى محل نصب ، خبر (كان) مقدم ، واسم (كان) المؤخر هو المصدر المؤول (أن نأتيكم) فى محل رفع.

(وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ)(١) [الرعد : ٣٨].

(أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ)(٢) [البقرة : ١١٤].

شبه جملة (لهم) فى محل نصب ، خبر كان مقدم ، واسمها المؤخر هو المصدر المؤول (أن يدخلوها).

(ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)(٣) [آل عمران : ٧٩].

__________________

(١) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض مبنى على الفتح. (لرسول) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان مقدم. (أن) حرف مصدرى ونصب ، مبنى لا محل له من الإعراب. (يأتى) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول فى محل رفع ، اسم كان مؤخر. (بآية) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب ، وهو يفيد القصر والحصر هنا.

(بإذن) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب حال ، أو متعلقة بحال محذوفة. (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) (أولئك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. وخبره الجملة الفعلية المحولة (ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها). (خائفين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ، لأنها جمع مذكر سالم.

(٣) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (لبشر) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. بشر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان مقدم. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب.

(يؤتيه) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (الله) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول مبنى فى محل رفع ، اسم كان مؤخر. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والحكمة) الواو حرف عطف مبنى ، والحكمة معطوف على الكتاب منصوب. (والنبوة) حرف عطف مبنى ومعطوف على الكتاب منصوب. (ثم)

٣٣٩

جواز رفع معمولى (كان):

يذهب جمهور النحاة إلى جواز رفع الاسمين بعد (كان) ، وأنكر الفراء عليهم ذلك (١) ، لكنهم اختلفوا فى توجيه هذا الرفع :

ـ فالجمهور على أنه يقدر فى (كان) ضمير شأن يكون اسمها ، والجملة الاسمية المذكورة من المبتدإ والخبر المرفوعين تكون فى محلّ نصب ، خبر (كان).

ـ أما الكسائى فقد نقل عنه أن (كان) فى هذه الحالة ملغاة لا عمل لها ، ووافقه ابن الطراوة (٢).

__________________

حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (يقول) فعل مضارع معطوف على يؤتى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (للناس) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالقول.

(كونوا) فعل أمر ناقص ناسخ مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (عبادا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة كان مع معموليها فى محل نصب ، مقول القول ، (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لعباد (من دون) جار مبنى ومجروره بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالعبودية ، ويجوز أن يكون فى محل نصب ، نعت ثان لعباد ، أو فى محل نصب ، حال من (عباد) ؛ لأنها تخصصت بالنكرة ، (ولكن) حرف استئناف وحرف استدراك مبنيان لا محل لهما من الإعراب. (كونوا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (ربانيين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، المستدرك معطوف على المقول السابق ، أو يقدر قبله قول محذوف معطوف على سابقه ، فيكون التقدير : ولكن يقول : كونوا ربانيين. (بما) الباء سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (كنتم) كان : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع اسم كان. (تعلمون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان ، والمصدر المؤول (ما كنتم تعملون) فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة (ما كنتم تعملون) متعلقة بربانيين. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والمفعول به الأول محذوف ، والتقدير : تعلمون الناس الكتاب ، كقولك : علمتك الحساب. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض ، والتقدير : تعلمون الناس للكتاب.

(وبما) حرف عطف وحرف جر وحرف مصدرى مبنية لا محل لها من الإعراب. (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه ، (تدرسون) جملة فعلية فى محل نصب ، خبر كان. والمصدر المؤول فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة معطوفة على سابقتها.

(١) ينظر : الهمع ١ ـ ١١١.

(٢) الهمع : ١ ـ ١١١.

٣٤٠