النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

ـ الخبر : نحو : لا طالب فى القاعة غافلا ، أو : غافل. بنصب (غافل) ورفعه ؛ لوجود الخبر شبه الجملة (فى القاعة) فاصلا بين اسم (لا) ونعته.

ومنه القول : لا رجل فى الدار ظريف. لا ماء عندنا باردا.

ـ وكذلك إذا كان نعت اسم (لا) النافية للجنس سببيّا فإنه لا يجوز فيه إلا النصب والرفع ، نحو : لا طالب سيئا خلقه بيننا ، أو : سيّئ ، بنصب (سيئ) ورفعه دون البناء لأنه نعت سببىّ ، و (خلق) فاعل لسيّئ مرفوع.

ومنه القول : لا رجل قبيحا فعله عندنا.

العطف على اسم (لا) بدون تكرارها

إذا عطف على اسم (لا) النافية للجنس بدون تكرير (لا) فإن المعطوف يجوز فيه النصب على محلّ اسم (لا) ، ويجوز فيه الرفع على محل (لا) مع اسمها ، وهو الرفع ، فتقول : لا رجل وامرأة فيها. أو : امرأة ، برفع (امرأة) ونصبها.

ومنه قول الشاعر :

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا (١)

__________________

(١) (لا) نافية للجنس حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أب) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (وابنا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ابنا : معطوف على محل أب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مثل) بالرفع خبر لا ، وبالنصب صفة لابن منصوبة ، ويكون خبر لا محذوفا. وهو مضاف ، و (مروان) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (وابنه) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ابن : معطوف على مروان مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إذا) اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية. (هو) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل لفعل محذوف يفسره الموجود ـ على حد قول جمهور النحاة. (بالمجد) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالارتداء المحذوف. (ارتدى) فعل ماض مبنى على الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة مفسرة لجملة الشرط ، لا محل لها من الإعراب. (وتأزرا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. تأزرا : فعل ماض مبنى على الفتح ، والألف حرف إطلاق مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة معطوفة على جملة الشرط. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.

٢٨١

بنصب (ابن) معطوفا على محلّ اسم (لا) النافية للجنس (أب) ، فهو مبنى على الفتح فى محلّ نصب. ويجوز فى (ابن) الرفع بالعطف على محل (لا) مع اسمها ، وهو الرفع.

تكرار (لا) مع اسمها النكرة بالعطف

إذا تكررت بالعطف (لا) النافية للجنس مع اسمها النكرة كما هو فى التركيب : (لا حول ولا قوة إلا بالله) جاز لك فيه عدة تأويلات ، يتبعها عدة أوجه للنطق ، وذلك على النحو الآتى (١) :

أ ـ بناء الاسمين على الفتح :

فيقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وذلك باحتساب أن (لا) النافية للجنس عاملة فى الموضعين عمل (إن) ، وكلّ من (حول وقوة) اسم لها مبنى على الفتح في محل نصب.

ومثله فى قوله تعالى : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ)(٢) [الطور : ٢٣]. فى قراءة الفتح بدون تنوين (لغو وتأثيم). على أنهما اسما (لا) النافية للجنس مبنيان على الفتح فى محلّ نصب. وكذلك قوله تعالى : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) [إبراهيم : ٣١].

ب ـ بناء الأول على الفتح ورفع الثانى :

فيقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وذلك باحتساب (لا) الأولى نافية للجنس ، عاملة عمل (إن) ، فيكون (حول) اسم (لا) مبنيا على الفتح فى محلّ نصب.

أما الاسم الثانى (قوة) بالرفع فيوجه على ثلاثة أوجه :

الأول : العطف على محل (لا) مع اسمها ، ومحلّهما معا الرفع ، لأن موقعهما ابتداء ، فيكون عطف مفرد على مفرد.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٩٢ / المقتضب ٤ ـ ٣٨٨ / المفصل ٨١ / التسهيل ٦٨ / شرح الشذور ٨٦.

(٢) ينظر : السبعة ٦١٢.

٢٨٢

الثانى : احتساب (لا) النافية الثانية عاملة عمل (ليس) ، ويكون اسمها مرفوعا ، والواو عاطفة جملة على جملة.

الثالث : احتساب (لا) الثانية مهملة ، فهى زائدة لتأكيد النفى ، أما (قوة) فيكون مبتدأ ، والواو عاطفة جملة على جملة. وجاز الابتداء بالنكرة هنا لأنها مسبوقة بنفى.

ومنه قول الشاعر :

هذا لعمركم الصّغار بعينه

لا أمّ لى إن كان ذاك ولا أب (١)

ببناء (أم) على الفتح ، ورفع (أب).

ومثله قول جرير بن عطية :

بأىّ بلاء يا نمير بن عامر

وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر (٢)

__________________

(١) أوضح المسالك ١ ـ ٢٨٣.

(هذا) اسم إشارة مبنى في محل رفع ، مبتدأ : (لعمركم) اللام : حرف ابتداء مبنى لا محل له من الإعراب. عمر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (كم) ضمير مخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وخبر المبتدإ محذوف تقديره : قسمى. (الصغار) خبر المبتدإ (هذا) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بعينه) الباء : حرف جر زائد مبنى لا محل له من الإعراب. عين : توكيد للصغار مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وقيل : بعينه شبه جملة فى محل نصب ، حال. (لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (أم) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح في محل نصب. (لى) حرف جر ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر محذوف. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له. (كان) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (ذاك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، اسم كان ، وخبرها محذوف تقديره : محمودا ، أو حادثا ... وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها السياق. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : زائدة لتأكيد النفى ، (أب) معطوف على موضع لا مع اسمها وهو الرفع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وقد تكون لا عاملة عمل ليس فيكون أب اسمها ، ويكون خبرها محذوفا. أو تكون (لا) مهملة زائدة فيكون أب مبتدأ خبره محذوف.

(٢) أوضح المسالك ١ ـ ٢٨٥.

(بأى) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمحذوف. وأى مضاف و (بلاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (نمير) منادى مبنى على الضم فى محل

٢٨٣

حيث كررت فيه (لا) ، وورد الاسم بعد الأولى بالياء بما يدلّ على أن (لا) نافية للجنس ، واسمها مبنى على الياء فى محلّ نصب ، وورد الاسم بعد الثانية مرفوعا ، ويكون رفعه على أحد الأوجه الثلاثة المعهودة ، وهى :

ـ أن تكون (لا) زائدة لتأكيد النفى ، فيكون (صدر) معطوفا على محل (لا) مع اسمها ، وهو الرفع على الابتداء.

ـ أن تكون (لا) مهملة نافية ، فيكون (صدر) مبتدأ ، خبره محذوف دلّ عليه الكلام.

ـ أن تكون (لا) عاملة عمل ليس ، فيكون (صدر) اسمها مرفوعا ، ويكون خبرها محذوفا.

ج ـ بناء الاسم الأول على الفتح ، ونصب الثانى :

فيقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وذلك على احتساب (لا) الأولى نافية للجنس عاملة ، أما (لا) الثانية فهى مزيدة لتأكيد النفى ، و (قوة) منصوب بالعطف على محلّ اسم (لا) النافية للجنس ، ومحلّه النصب ، لأنه يكون مبنيا فى محلّ نصب.

ومن النحاة ـ يونس ـ من يرى أن التنوين ـ هنا ـ ليس بتنوين التمكين ، وإنما هو تنوين الضرورة ، فيكون (قوة) مبنيا على الفتح.

__________________

نصب. (ابن) نعت أو بدل أو عطف بيان لنمير منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وابن مضاف و (عامر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وأنتم) الواو واو الابتداء أو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ذنابى) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (يدين) اسم لا النافية للجنس مبنى على الياء في محل نصب. وخبرها محذوف تقديره : لكم. والجملة في محل رفع ، خبر ثان للمبتدإ أنتم. (ولا) الواو حرف عطف مبنى. لا : زائدة لتأكيد النفى. (صدر) معطوف على موضع لا مع اسمها وهو الرفع ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة : ويجوز أن تكون (لا) نافية مهملة ، وعاملة عمل ليس ، ويتغير إعراب صدر لذلك.

٢٨٤

ومنه قول الشاعر :

لا نسب اليوم ولا خلة

اتسع الخرق على الراقع (١)

ببناء (نسب) على الفتح ؛ لأنه اسم (لا) النافية للجنس ، وهو فى محلّ نصب ، ونصب (خلة) بالفتحة والتنوين ، على أن (لا) الثانية مزيدة للتوكيد ، و (خلة) معطوف على محل اسم (لا) النافية للجنس ، وهو النصب.

د ـ رفع الاسمين :

فيقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

باحتساب أن (لا) النافية فى الموضعين عاملة عمل (ليس) ، فيكون الاسمان مرفوعين ، كلّ منهما اسم (لا) ، أو باحتساب أن (لا) فى الموضعين مهملة ، وكلّ من الاسمين مرفوع على الابتدائية.

أو باحتساب أن (لا) الأولى عاملة عمل (ليس) ، أما الثانية فهى زائدة لتأكيد النفى ، ويكون (قوة) مرفوعا بالعطف على لفظ (قوة) ، أو على الابتدائية.

ومن ذلك قوله تعالى : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) [البقرة : ٢٥٤].

(لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) [الطور : ٢٣]. (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) [إبراهيم : ٣١].

فى قراءة الضمّ مع التنوين.

__________________

(١) شرح ابن عقيل رقم ١١١ / شرح الشذور رقم ٣٢ / الأشمونى ٢ ـ ٩ / أوضح المسالك رقم ١٦٤ ، ١ ـ ٢٨٧.

(لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (نسب) اسم لا النافية مبنى على الفتح فى محل نصب. (اليوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية ، أو متعلق بخبرها المحذوف. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : زائدة لتأكيد النفى حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (خلة) معطوف على محل نسب وهو النصب. (اتسع) فعل ماض مبنى على الفتح. (الخرق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (على الراقع) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالاتساع.

٢٨٥

ومنه قول الراعى عبيد بن حصين :

فما هجرتك حتى قلت معلنة

لا ناقة لى فى هذا ولا جمل (١)

برفع (ناقة وجمل).

وقول المجنون :

أظن هواها تاركى بمضلّة

من الأرض لا مال لدىّ ولا أهل (٢)

__________________

(١) الأشمونى ٢ ـ ١١ / أوضح المسالك ١ ـ ٢٨٢.

(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (هجرتك) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. وكاف المخاطبة فى محل نصب ، مفعول به. (حتى) حرف غاية وجر مبنى لا محل له من الإعراب. (قلت) فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المخاطبة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل ، والمصدر المؤول من أن المقدرة قبل الفعل والفعل فى محل جر بحتى. (معلنة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب مهمل. (ناقة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. والأرجح أن تكون فى محل رفع ، صفة لناقة ، (فى هذا) حرف جر مبنى واسم إشارة مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة خبر المبتدإ. ويجوز أن تجعل (لا) عاملة عمل ليس ، واسمها (ناقة) ، وخبرها شبه الجملة (فى هذا) ، أو محذوف تتعلق به شبه الجملة. (ولا) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : زائدة لتأكيد النفى ، فتكون الواو عاطفة مفردا على مفرد ، ويكون (جمل) معطوفا على ناقة مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. أو تكون (لا) عاملة عمل ليس ، وتكون الواو عاطفة جملة على جملة ، ويكون جمل اسم لا العاملة عمل ليس مرفوعا وخبره ، محذوف. أو تكون (لا) مهملة فيكون جمل مبتدأ خبره محذوف وتكون الواو عاطفة جملة على جملة.

(٢) (أظن) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (هواها) هوى :مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه مبنى فى محل جر. (تاركى) تارك : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (بمضلة) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. مضلة : مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالترك. (من الأرض) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لمضلة. (لا) حرف نفى مهمل مبنى لا محل له من الإعراب. (مال) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لدىّ) لدى : ظرف مكان مبنى فى محل نصب ، وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، ويجوز أن تجعل (لا) عاملة عمل ليس ، واسمها المرفوع مال ، وشبه الجملة خبرها ، أو صفة لاسم لا العاملة عمل ليس ويكون خبرها محذوفا. (ولا أهل) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (لا) إما زائدة لتأكيد النفى ،

٢٨٦

برفع (مال) و (أهل).

ه ـ رفع الاسم الأول وبناء الثانى على الفتح :

فيقال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

حيث (لا) الأولى عاملة عمل (ليس) و (حول) اسمها مرفوع ، أو أنها مهملة ، فيكون (حول) مبتدأ مرفوعا.

أما الثانية فهى نافية للجنس ، وما بعدها (قوة) اسمها مبنى على الفتح فى محلّ نصب. والواو عاطفة جملة على جملة.

ويلحظ أنه يمتنع النصب فى الاسم الثانى مع رفع الأول ؛ لأنه لا وجه للنصب ، حيث لا مجال للنصب بالعطف على المحلية فى الاسم الأول ، وهذا لا يكون إلا فى حال احتساب (لا) الأولى نافية للجنس.

ومنه قول الشاعر :

فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدا مقيم (١)

برفع (لغو) ، وبناء (تأثيم) على الفتح ، وفيهما الأوجه السابقة.

__________________

فتكون أهل معطوفا على مال مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. والواو عاطفة مفردا على مفرد. وإما لا مهملة فيكون أهل مبتدأ ، وخبره محذوف ، والواو عاطفة جملة على جملة ، وإما لا عاملة عمل ليس ، وأهل اسمها ، وخبرها محذوف ، والواو عاطفة جملة علي جملة.

(١) ابن عقيل رقم ١١٣ / شرح الشذور رقم ٣٣ / الأشمونى ٢ ـ ١١ / أوضح المسالك رقم ١٦٣ ، ١ ـ ٢٨٦.

(لا) حرف نفى مهمل مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لغو) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وخبره محذوف دل عليه خبر لا التالية. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تأثيم) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. (فيها) جار ومجرور مبنيان لا محل لهما من الإعراب ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبرها المحذوف ، ويجوز أن تجعل شبه الجملة خبر المبتدإ ، ويكون خبر لا محذوفا دل عليه خبر المبتدإ. (وما) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب.

ما : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (فاهوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (به) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بفاهوا. (أبدا) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بمقيم.

(مقيم) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٨٧

تنبيهات :

الأول : الاسمان المصدران بعد (لا) المكررة بالعطف :

إذا كان الاسمان بعد (لا) النافية المكررة بالعطف مصدرين فإنه يجوز لك إلى جانب الأوجه السابقة وجه آخر ، وهو : أن تنصب الاسمين بالتنوين على أنهما منصوبان على المصدرية لفعل محذوف من لفظ كلّ منهما ، وتكون (لا) نافية للفعل المحذوف مهملة عملا ، مؤثرة معنى. فتقول : لا حول ولا قوة إلا بالله.

ومنه قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) [البقرة : ١٩٧].

فى قراءة من نصب الثلاثة ، فتكون منصوبة على المصدرية بتقدير أفعال من ألفاظها ، والتقدير : فلا يرفث رفثا ، ولا يفسق فسقا ، ولا يجادل جدالا ، وحينئذ فلا عمل لـ (لا) النافية فيما بعدها ، فهى نافية ـ هنا ـ للجمل المقدرة.

الثانى : احتساب الخبر فيما سبق :

إذا احتسبنا (لا) فى الموضعين نافية للجنس ، أو عاملة عمل (ليس) ، أو مهملة فيكون ما بعدها مبتدأ ؛ فإن كلّ هذه المواضع تحتاج إلى خبر ، فإذا جعلت شبه الجملة (بالله) خبرا للجملة الأولى فإن خبر الجملة الثانية يكون محذوفا دل عليه خبر الأولى ، وإن جعلتها خبرا للثانية كان خبر الأولى محذوفا.

الثالث : احتمالات النطق فى التركيب السابق :

يتحصل مما سبق أن فى مثل هذا التركيب عدة احتمالات للنطق كما يأتى :

ـ أن تبنى الأول على الفتح ، فلك أن تبنى الثانى على الفتح ، أو : تنصبه ، أو : ترفعه.

ـ أن ترفع الأول ، فلك فى الثانى أن ترفعه ، أو تبنيه على الفتح.

ـ أن تنصب الأول إذا كان مصدرا ، فتنصب الثانى على المصدرية.

الحذف مع (لا) النافية للجنس :

تدور قضية الحذف فى تركيب (لا) النافية للجنس بين حذف الخبر والاسم وحذفهما معا ، ذلك على النحو الآتى :

٢٨٨

حذف الخبر

يكثر حذف خبر (لا) النافية للجنس ؛ إن فهم من الكلام ؛ أو إن دلّت عليه قرينة (١). من ذلك الأقوال السائرة : لا ضير ، لا بأس ، لا ريب ، لا شكّ ، لا سبيل .... إلى غير ذلك. والتقدير : لا ضير موجود ، لا بأس موجود ... إلخ.

ويلحظ أن الخبر يحمل معنى الوجودية أو الكونية العامة ، لذا فإنه يحذف لفهم معناه من السياق.

لكنه يجب ذكر الخبر إن أجهل ، نحو : لا أحد مهمل أداء الواجب ، حيث الخبر هنا مخصص المعنى ، لذا يجب ذكره.

حذف الاسم :

قد يحذف الاسم قليلا ، ويذكر الخبر (٢) ، ويكون ذلك فيما ساد من أقوال دارجة على الألسن ، من نحو : لا عليك ، أى : لا بأس عليك ، أو : لا واجب عليك ، ذلك تبعا لما هو موقوف من الحال أو المقام أو السياق.

حذف الاسم والخبر معا :

قد يحذف الاسم والخبر نادرا ، كما هو فى الإجابة عن سؤال ما ، ذلك نحو قولك : ألديك مال ؛ فتكون الإجابة : لا ، ويمكن تأويل الإجابة على التقدير : لا مال لدىّ. فتكون (لا) نافية للجنس ، ويكون اسمها وخبرها محذوفين لدلالة الكلام على كلّ منهما.

دخول همزة الاستفهام على (لا):

تدخل همزة الاستفهام على (لا) النافية للجنس ، فيبقى أثرها النحوىّ ، إلا أنها من الجانب الدلالىّ أو الأثر المعنوى تنقسم إلى قسمين :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٧٥ / الجامع الصغير ٧٠ / التسهيل ٦٧.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١١٥ ، ٢٩٤ ، ٢٨٩ / المقتضب ٤ ـ ١٢٩ / ٢ ـ ١٥١ / المفصل ٨٢.

٢٨٩

أولهما : الاستفهام الحقيقى :

حيث تبقى (لا) النافية للجنس على معناها التقريرى (١) ؛ وهو النفى ، وتكون الهمزة للاستفهام الحقيقى ، كما هو فى قول قيس بن الملوح :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد؟

إذا ألاقى الذى لاقاه أمثالى (٢)

وفيه (لا) نافية للجنس ، وهى تفيد معنى تقرير النفى ؛ ولذلك فإنه قابل بين الاصطبار والجلد بأم المعادلة. واسم (لا) هو (اصطبار) ، وهو مبنى على الفتح فى محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود ، أو : حاصل.

ومنه أن تقول : ألا سبيل إلى مصالحتها؟ ألا خطأ فى هذه الصفحة؟

والآخر : الاستفهام البلاغى :

حيث تدخل همزة الاستفهام على (لا) النافية للجنس ، ولا يراد به حقيقة الاستفهام ، وإنما يخرج إلى معنى بلاغىّ يكثر فيه إفادته التوبيخ والإنكار. من ذلك قول الشاعر :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٣٠٦ / المقتضب ٤ ـ ٣٨٢.

(٢) شرح ابن عقيل رقم ١١٤ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٧ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ١٥ / ضياء السالك ١ ـ ٣٦٦ / أوضح المسالك رقم ١٦٦ ، ١ ـ ٢٩١ / الدرر ٢ ـ ٢٢٩.

(ألا) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (اصطبار) اسم لا النافية للجنس مبنى في محل نصب. (لسلمى) اللام : حرف جر مبنى. سلمى : اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الفتحة المقدرة على آخره نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبرها المحذوف. (أم) حرف عطف مبنى. (لها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (جلد) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة معطوفة على جملة لا. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب. (ألاقى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا.

والجملة فى محل جر بالإضافة. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لاقاه) فعل ماض مبنى على الفتحة المقدرة. والهاء ضمير غائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أمثالى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، والياء ضمير متكلم مبنى في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

٢٩٠

ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته

وآذنت بمشيب بعده هرم (١)

حيث يستنكر الشاعر على من أصابه الشيب أفعاله التى لا تليق به ، وهو يوبّخه على ذلك. فـ (لا) النافية للجنس المسبوقة بهمزة الاستفهام خرجت إلى معنى التوبيخ والإنكار. واسم (لا) هو (ارعواء) ، وهو مبنى على الفتح فى محل نصب ، وخبرها شبه الجملة (لمن ولت ...).

وقد يخرج الاستفهام إلى معنى التمنى ، كما هو فى قول الشاعر :

ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات (٢)

__________________

(١) شرح ابن عقيل رقم ١١٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٧ / شرح التصريح ١ ـ ٣٤٥ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ١٤ / أوضح المسالك رقم ٢١٦٧ ، ١ ـ ٢٩٢.

ارعواء : انكفاف عن فعل القبيح.

(ألا) الهمزة حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى. (ارعواء) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح في محل نصب. (لمن) اللام : حرف جر مبنى. من : اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر باللام. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية. أو متعلقة بخبرها المحذوف. (ولت) ولى : فعل ماض مبنى على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.

والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (شبيبته) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والهاء ضمير غائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (وآذنت) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. آذن : فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب. (بمشيب) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإيذان.

(بعده) بعد : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو : متعلق بخبر مقدم. وهو مضاف ، والهاء ضمير غائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (هرم) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل جر ، نعت لمشيب.

(٢) شرح ابن عقيل رقم ١١٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٨ / شرح التصريح ١ ـ ٣٤٥ / الأشمونى ١٥٠٢ / ضياء السالك ١ ـ ٣٦٧ / أوضح المسالك رقم ١٦٨ ، ١ ـ ٢٩٣.

يرأب : يصلح. أثأت : أفسدت.

(ألا) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له. لا : نافية للجنس حرف مبنى (عمر) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (ولى) فعل ماض مبنى على الفتحة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب أو رفع ، نعت لعمر. (مستطاع) خبر لا النافية مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (رجوعه) نائب فاعل لمستطاع مرفوع ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. ومنهم من يجعل (لا) النافية ليس لها خبر لا لفظا ولا تقديرا. ويجعل مستطاعا خبرا مقدما ،

٢٩١

حيث إن معنى الاستفهام ليس تقريريا ، وإنما يعطى معنى التمنى ، فيتمنى الشاعر أن يرجع إليه عمره ليصلح ما أفسدته غفلته. و (لا) نافية للجنس ، اسمها (عمر) مبنى على الفتح فى محلّ نصب ، وخبرها (مستطاع) مرفوع.

ويرى النحاة أن (ألا) هذه بمنزلة (أتمنى) ، فلا خبر لها ، وبمنزلة (ليت) فلا يجوز مراعاة محلّها مع اسمها ، كما لا يجيز هؤلاء إلغاءها إذا تكررت ، ولكننا من رأينا أن نجعل القاعدة مطردة حتى تستوى.

__________________

ورجوعه مبتدأ مؤخر ، والجملة الاسمية (مستطاع رجوعه) صفة ثانية لعمر. (فيرأب) الفاء : حرف سببى مبنى لا محل له من الإعراب. يرأب : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية أو بعد أن المقدرة بعدها ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب مفعول به. (أثأت) فعل ماض مبنى على الفتحة المقدرة. والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له. (يد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (الغفلات) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وفى أثأت ضمير محذوف مفعول به هو العائد ، والتقدير : أثأته.

٢٩٢

الجملة الفعلية المحوّلة (١)

حدّها :

يقصد بالجملة الفعلية المحولة تلك الجملة الاسمية التى يدخل عليها أحد الأفعال الناسخة (كان وأخواتها).

وهذه الأفعال تنصب خبر الجملة الاسمية ؛ لذلك فإن النحاة يدرسون هذه الجملة تابعة للجملة الاسمية ؛ لأنه يلزمها بالضرورة جملة اسمية تامة الركنين.

يضع النحاة لهذه الجملة عناوين بينها قاسم مشترك ، وهو نصب خبر المبتدإ ، فقد يضعون لها عنوان : (الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر) (٢). حيث يحرص العنوان على ذكر الأثر الإعرابى لهذه الأفعال ، وقد يوضع لها عنوان : (نواسخ الخبر) (٣) ، حيث تؤثر إعرابيا فى الخبر بخاصة ـ بلا خلاف ـ ، أو أن ذلك تأثرا بالمعنى اللغوى للنسخ وتطبيقه نحويا ، حيث يعنى به الإزالة ؛ لإزالتها حكم الخبر (٤) ، كما أزال بعض الحروف (إن وأخواتها) حكم المبتدإ.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٣ ، ٤٥ ، ٢٥٨ / ٢ ـ ١٥٣ / المقتضب ٣ ـ ٩٦ وما بعدها / ٤ ـ ٨٦ وما بعدها / ٣ ـ ٧ ، ١٤٩ / الواضح ٦٣ / اللمع فى العربية ١١٩ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٨٥ / العوامل المائة ١٠٥ ، ٢٧٩ / شرح المقدمة المحسبة ٢ ـ ٣٢٧ ، ٣٤٩ / المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٣٩٧ / شرح عيون الإعراب ٩٩ / المفصل ٧٢ ، ٢٦٣ / أسرار العربية ١٣٢ / المرتجل ١٢٤ / الفصول الخمسون ١٨٣ / الهادى فى الإعراب ٦٧ / المقدمة الجزولية فى النحو ١٠٢ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٨٩ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٣٧٩ / شرح الرضى على الكافية ١ ـ ٢٥٥ ، ٢ ـ ٢٩٠ / المقرب ١ ـ ٩٢ / التسهيل ٥٢ / عمدة الحافظ ٩٨ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٦٦١ / الإرشاد إلى علم الإعراب ١٤٦ / شرح ابن الناظم ١٢٨ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٨٥٧ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٦١ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٢٤٨ / شفاء العليل ١ ـ ٣٠٥ / الجامع الصغير ٥٣ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٣٧ / أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ١ ـ ١٦٣ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٢٧ / شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٣١٢ / الفوائد الضيائية ١ ـ ٤٣٤ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٧٢ / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ١٥ / شرح التحفة الوردية ١٦٨ / كشف الوافية فى شرح الكافية ٣٧٨ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٣ / الهمع ١ ـ ١١٠.

(٢) يرجع إلى : التسهيل ٥٢ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٩٨ / الهمع ١ ـ ١١٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٣.

(٣) الهمع : ١ ـ ١١٠.

(٤) حاشية الخضرى على ابن عقيل ١ ـ ٩٨.

٢٩٣

وقد آثرت لمثل هذا النوع من الجمل مصطلح (الجملة الفعلية المحولة) لأحد سببين ، أو لهما مجتمعين :

أولهما : خصائص هذه الجملة ؛ أنها جملة اسمية صدّرت بفعل ـ على الأرجح ـ ناسخ لخبرها ، فهى جملة فعلية محوّلة عن الاسمية بتصدر هذه الأفعال الناسخة لها ، حيث تختص هذه الأفعال بالجملة الاسمية ، ولا بدّ من ذكر مخبر عنه ، ومخبر به ، أى : مبتدإ وخبر ، فهى لذلك جملة فعلية محولة.

والآخر : أن هذه النواسخ التى صدرت بها الجملة الاسمية ـ سواء أكانت حروفا أم أفعالا إنما هى أدوات ، لكن بعض هذه الأدوات محوّل عن الفعلية ، وهى (كان وأخواتها) ، وهى ما تزال تحتفظ بصورتها بين الأفعال التامة (١) ، وإن شئنا الدقة فإننا نقول : إن بعضها ما زال يحتفظ بتمامه بين الأفعال ، فأصبحت هذه الأدوات الناسخة (كان وأخواتها) محولة عن الفعلية. ويتفق جمهور النحاة على أن المذكور فى هذا القسم إنما هو أفعال ، ويستدل على فعليتها بما يستدلّ به من علامات الأفعال ، حيث :

ـ إسنادها إلى ضمائر الرفع البارزة ، نحو : كنت ، كنت ، كنت (تاء الفاعل) ، وكنّا (ضمير المتكلمين) ، وكنّ (نون النسوة).

ـ إلحاق تاء التأنيث الساكنة بها ، فتقول : أصبحت الشمس مشرقة.

ـ يتصرف كثير منها إلى الماضى والمستقبل ، فتقول : كان ، ويكون ، وكن ، وأصبح ، ويصبح ، وأصبح.

ـ دخول بعض الحروف عليها ، وهى التى لا تدخل إلا على الأفعال ، نحو : قد ، والسين ، وسوف ، فتقول : قد يكون المجتهد أول فرقته. سأضحى متوجها إلى المحاضرة ، سوف أبيت سهران على راحة المريض.

وفى إيجاز مسبق يكون المبتدأ فى هذه الجملة مرفوعا ، أما الخبر فإنه يكون منصوبا.

__________________

(١) اللغة العربية معناها ومبناها ١٢٨.

٢٩٤

أفعالها :

يتفق النحاة على ثلاثة عشر فعلا تؤدى هذا الأثر الإعرابى ، تقسم إلى ثلاث مجموعات :

الأولى : ثمانية أفعال تعمل بلا شروط ، وهى : كان ، أصبح ، أضحى ، ظل ، أمسى ، بات ، صار ، ليس.

الثانية : أربعة أفعال تعمل بشرط أن يتقدمها نفى ، وهى : ما زال ، ما برح ، ما فتئ ، ما انفك.

الثالثة : فعل واحد يعمل بشرط أن يتقدمه (ما) المصدرية الظرفية (الوقتية) ، وهو ما دام.

ذكرنا أن النحاة قد اتفقوا على ثلاثة عشر فعلا ناقصا ناسخا مقسمة إلى ثلاث مجموعات ، لكنه قد يلحق بها أفعال أخرى ، وهاك تفصيلا للأفعال الناقصة الداخلة على المبتدإ والخبر فتنصب الخبر مقسمة فى مجموعاتها الثلاث :

المجموعة الأولى

ثمانية أفعال ناسخة تؤدّى هذا العمل الإعرابىّ بلا شروط ؛ إلا من التوجه المعنوى أو الدلالىّ الذى يجعل أحدها تاما ، وهذه الأفعال هى : كان ، وأصبح ، وأضحى ، وظلّ ، وأمسى ، وبات ، وصار ، وليس.

حيث تنصب هذه الأفعال الخبر مطلقا ، سواء أكانت مثبتة أم منفية ، صلة لـ (ما) الظرفية أم لا ، جملة تامة أم متعلقة ، جملة لها محل من الإعراب أم لا محل لها ، ما دامت تحتاج فى معناها إلى منصوب يكمل جملتها.

وتفصيل هذه الأفعال :

كان :

يفيد توقيت حدوث معنى ركنى الجملة مقترنين فى الزمن الذى وضعت له ، إن ماضيا وإن حاضرا وإن مستقبلا ، فمعناها ليس بفعل وصل منك إلى غيرك ، وإنما تصرف تصرّف الأفعال لقوتها (١).

__________________

(١) المقتضب ٣ ـ ٩٧ ، ٤ ـ ٨٦.

٢٩٥

(كان) أمّ الباب ، ويفيد الكينونة ـ بمعنى الوجودية ـ من حيث مدلول الجملة التى لحقت بها فى الزمن الذى يدلّ عليه صيغته ، إن ماضيا وإن مضارعا وإن أمرا.

وزنه (فعل) بفتح العين ؛ ومن النحاة ـ الكسائى ـ من يرى أنه على وزن (فعل) بضمّ العين.

ومثاله أن تقول : كان المسلمون ملتزمين بالقرآن الكريم ؛ والهدى النبوى.

(المسلمون) اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (ملتزمين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

وقوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) [الروم : ١٣] ، حيث (يكن) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، اسمه مؤخر وهو (شفعاء) مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وخبره مقدم شبه الجملة (لهم).

وكذلك : (كانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) اسم الفعل الماضى الناقص (كان) هو واو الجماعة ، وخبره (كافرين) منصوب ، وعلامة نصبه الياء ، وشبه جملة (بشركائهم) متعلقة بالكفر.

ـ فى قوله تعالى : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) [الروم : ١٠] جملتان فعليتان محولتان :

الأولى : كان عاقبة الذين ... أن كذبوا ، وفيها اسم (كان) المؤخر المصدر المؤول (أن كذبوا ...) ، أما خبر (كان) المقدم فهو (عاقبة) ، وهو منصوب.

والأخرى : كانوا بها يستهزئون ، وفيها (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم ، و (واو الجماعة) ضمير مبنى فى محلّ رفع ، اسم (كان) ، والجملة الفعلية (يستهزئون) فى محلّ نصب ، خبر (كان).

ولتلحظ :

ـ (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ)(١) [المائدة : ٧٩].

خبر (كان) الثانية.

__________________

(١) (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان.

٢٩٦

ـ (فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(١) [الأعراف : ٥]. (دعوى) اسم كان مرفوع بضمة مقدرة ، وخبرها المصدر المؤول (أن قالوا) ، ويجوز العكس.

ـ (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)(٢) [يونس : ٦١] شبه جملة (فى شأن) خبر تكون ، واسمه محذوف ، وضمير المتكلمين (نا) اسم (كان) الثانية ، وخبره المنصوب (شهودا).

ـ (وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ) [الأنعام : ١٣٠].

ـ (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ)(٣) [القصص : ٨٦]. الجملة الفعلية (ترجو) فى محل نصب خبر (كان) الأولى ، أما (ظهيرا) فهى خبر (تكون) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

__________________

(لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يتناهون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان.

(عن منكر) شبه جملة متعلقة بالتناهى. (فعلوه) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لمنكر. (لبئس) اللام حرف قسم وتوكيد مبنى لا محل له من الإعراب. (بئس) : فعل ماض مبنى على الفتح. (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الضم ، و (واو الجماعة) ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (يفعلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. وجملة (كان) صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. أما المخصوص فهو محذوف.

(١) (إذا) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بدعوى. (بأس) فاعل جاء مرفوع. (جاءهم بأسنا) جملة فى محل جر بالإضافة. (إنا) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (كنا) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (ظالمين) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ، وجملة كان واسمها وخبرها فى محل رفع ، خبر إن.

(٢) جملة (كنا عليكم شهودا) فى محل نصب على الحالية.

(٣) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كنت) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (ترجو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (يلقى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة

٢٩٧

ـ (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) [القارعة : ٤ ، ٥].

ـ (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ)(١) [الأنعام : ١٣١].

فإن أريد بـ (كان) ثبت أو : وقع أو كفل أو غزل كان تاما ، نحو : سرت فى الطريق فإذا كان باب المنزل دخلت ، أى إذا ثبت ، أو وقع ...

ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠] ، أى إن حصل ذو عسرة ، فكان فعل ماض تام مبنى على الفتح ، (ذو) فاعله مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة.

ـ فى قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) [الروم : ٩].

__________________

(١) (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف ، أو خبر لمبتدإ محذوف ، أو فى محل نصب مفعول به لفعل محذوف ، والتقدير : ذلك الأمر ، أو : الأمر ذلك ، أو : قلنا ذلك. (أن) حرف ناسخ مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب ، واسمه ضمير الشأن محذوف. وخبره جملة (لم يكن ربك مهلك القرى). (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، بدل من ذلك ، أو فى محل جرّ بحرف الجر اللام المقدر المحذوف ، أو فى محل نصب ، بإسقاط حرف الجر. (بظلم) جار ومجرور وشبه الجملة فى محل نصب حال ، أو متعلقة بحال محذوفة. (وأهلها) الواو واو الابتداء أو الحال. أهل : مبتدأ مرفوع ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة. (غافلون) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. والجملة الاسمية فى محل نصب حال.

٢٩٨

(كان) الفعل الماضى الأول تام بمعنى : وقع أو ثبت أو وجد ، فاعله الاسم الموصول (الذين) مبنى فى محل رفع.

أما (كان) الفعل الماضى الثانى فهو ناقص ناسخ ، اسمه (واو الجماعة) ضمير مبنى فى محل رفع ، وخبره (أشدّ) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. ولكان أحوال أخرى فى التركيب تدرس فيما بعد.

أصبح :

يفيد التوقيت فى الصباح ، أو اقتران مدلول الطرفين معا فى الصباح ، وشرطه أن يكون على هذه الصيغة (أفعل يفعل) بضمّ الياء ، أى : أصبح يصبح إصباحا.

أى : يكون مزيدا بالهمزة للتعدية.

من ذلك قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) [القصص : ١٠]. (فؤاد) اسم أصبح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أما (فارغا) فهو خبر أصبح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(١) [الملك : ٣٠].

ـ (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣] اسم أصبح ضمير المخاطبين : أما خبر أصبح فهو (إخوانا) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

__________________

(١) (قل) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (أرأيتم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. رأى : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة فى محل نصب ، مقول القول. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (أصبح) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (ماؤكم) اسم أصبح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة وضمير المخاطبين مبنى فى محل جرّ بالإضافة. (غورا) خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (فمن) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط للربط مبنى لا محل له من الإعراب. (من) :اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (يأتيكم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والجملة الاستفهامية فى محل جزم جواب الشرط ، والتركيب الشرطى فى محل نصب ، مفعول به لرأى. (بماء) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة برأى. (معين) صفة لماء مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة.

٢٩٩

ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(١) [الحج : ٦٣].

(تصبح) مضارع (أصبحت) ، و (الأرض) اسم (تصبح) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مخضرة) خبر تصبح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

فإذا أفاد (أصبح) الدخول فى الصباح كان تاما ، وذلك أن تقول ، لقد نمت مبكرا حتى إذا أصبحت قمت من النوم نشيطا ، حيث (أصبح) فعل ماض تام ، وضمير المتكلم مبنى فى محلّ رفع ، فاعل.

ومنه قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم : ١٧].

أى : حين تدخلون فى وقت الصباح. فواو الجماعة فى الموضعين ضمير مبنى فى محلّ رفع ، فاعل.

وإذا خرج عن صيغة (أفعل) بزيادة الهمزة صار تاما ، من ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ)(٢) [القمر : ٣٨]. حيث (صبّح) مضعف العين ، فخرج عن صيغة (أفعل) ، ولذلك فهو فعل ماض تام مبنى على الفتح ، وفاعله (عذاب) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبين مبنى فى محلّ نصب ، مفعول به.

أضحى :

يفيد اقتران مدلول طرفى الجملة معا فى وقت الضحى ، فإذا قلت : (أضحى محمد ذاهبا إلى الكلية) أفاد ذلك ذهاب محمد إلى الكلية فى وقت الضحى.

ومن أمثلته أن تقول : أضحيت مسافرا إلى القاهرة.

أضحى المسافرون مستعدّين للتوجّه إلى المحطة.

ويجب أن يكون على صيغة (أفعل يفعل) ، بضم حرف المضارعة ، فيصير متعديا بالهمزة ، فإذا بنى على غيرها كان تاما.

__________________

(١) (تر) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت.

والمصدر المؤول (أن الله أنزل) فى محل نصب ، مفعول به لترى لأنها بصرية.

(٢) (بكرة) منصوب على الظرفية.

٣٠٠