النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

حيث (كأن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير محذوف ، وخبرها الجملة الاسمية (ثدياه حقان) ، ولم يفصل بينها وبين (كأن) ، وفيه رواية : «كأن ثدييه حقّان» وفيها إعمال (كأن) المخففة دون حذف الاسم وكونه ضمير الشأن ، وإظهاره وهو المنصوب المثنى (ثدييه).

ومما جاء فيه (كأن) المخففة النون على غرار شروط (أن) المخففة النون ما يأتى : قوله تعالى : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ) [يونس : ١٢]. حيث فصل بينها وبين خبرها بحرف النفى (لم).

(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) [لقمان : ٧].

قول الشاعر :

لا يهولنّك اصطلاء لظى الحر

ب فمحذورها كأن قد ألمّا (١)

__________________

الألف لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (حقان) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر كأن.

(١) ينظر : شفاء العليل ١ ـ ٣٧٣ / شرح الشذور ٣٥٠ / الجامع الصغير ٦٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٥ / الأشمونى ١ ـ ٢٩٤ / ضياء السالك ١ ـ ٣٤٩.

(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (يهولنك) يهول : فعل مضارع مبنى على الفتح ؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم. والنون الثقيلة حرف توكيد مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (اصطلاء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (لظى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وهو مضاف ، و (الحرب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فمحذورها) الفاء : حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب. محذور : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (كأن) حرف تشبيه مبنى لا محل له من الإعراب مخفف من الثقيلة ، واسمه ضمير الغيبة مبنى فى محل نصب. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (ألما) فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والألف حرف إطلاق مبنى لا محل له من الإعراب.

والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر كأن. وجملة كأن مع معموليها فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها من الإعراب.

٢٦١

وفيه ورد خبرها جملة فعلية غير دعائية ، وفعلها غير جامد ، ففصل بينهما بـ (قد).

وخففت (كأن) عاملة فى مضمر مقدر ، وكان خبرها جملة فعلية مفصولة عنها بـ (قد) فى قول النابغة الذبيانى :

أزف الترحّل غير أن ركابنا

لمّا تزل برحالنا وكأن قد (١)

والتقدير : وكأنه قد زالت ، أو : وكأنها قد زالت ، والضمير فى المقدر الأول ضمير الشأن ، وفى الثانى ضمير الركاب.

تخفيف نون (لكن)

تخفف نون (لكن) فيزول اختصاصها بالجملة الاسمية ، ويهمل عملها. من ذلك من ذلك قوله تعالى : (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [البقرة : ٥٧]. حيث دخلت على ٢٣

الجملة الفعلية.

فى قوله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) [الأنفال : ١٧].

قرأ الكسائى وحمزة وابن عامر بتخفيف نون (لكن) ورفع لفظ الجلالة (الله) فى الموضعين ، وذلك على إهمال (لكن) بعد تخفيف نونها ، فيكون لفظ الجلالة مرفوعا على الابتدائية ، وتكون حرفا استدراكيا ، وتكون عطفا استدراكيا إذا جاءت بغير الواو.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) [البقرة : ١٠٢] ، بتخفيف نون (لكن) ورفع (الشياطين) فى قراءة الكسائى وحمزة وابن عامر ، وذلك على التوجيه السابق من إهمال (لكن).

__________________

(١) الخصائص ٢ ـ ٣٦١ / ٣ ـ ١٣١ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٥ / قطر الندى ٢٢٢ / الأشمونى ١ ـ ٣١ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٢.

٢٦٢

ومثله قول زهير :

إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره

لكن وقائعه فى الحرب تنتظر (١)

وفيه (لكن) مخففة مهملة ، و (وقائع) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (تنتظر).

لام الابتداء و (إن) المكسورة الهمزة

تختصّ لام الابتداء بدخولها فى جملة (إن) المكسورة الهمزة دون المفتوحة (٢) ، ودون غيرها ، ما سمع فى غير ذلك يحكم عليها فيه بزيادتها ، وهى تقوى درجة تأكيد (إن) ، ويسمّونها لام الابتداء ؛ لأن لها حقّ الصدارة فى الجملة ، ولمّا كان موضعها الأصلىّ قبل (إنّ) مباشرة وكرهوا توالى حرفين مؤكّدين زحلقت إلى موضع آخر فى جملة (إن) ، فلذلك تسمّى باللام المزحلقة ، وقد تسمى بما تفيده من دلالة التوكيد ، فتكون لام التوكيد. وهذه اللام تكون مفتوحة دائما.

ويكون موضع دخول اللام فى جملة (إنّ) اسمها ، وخبرها ، ومعمول الخبر ، وضمير الفصل ، وأول جزء من جملة الخبر ، بشرط ألا يتوالى (إنّ) واللام ، بل لا بدّ من الفصل بينهما وألا تدخل على نفى ، ولا معمول فعل ماض ، ولا على جواب شرط خلافا لابن الأنبارى ، ذلك على التفصيل الآتى :

__________________

(١) ينظر : ديوانه ٥٣ / المغنى ١ ـ ٢٩٢ / العينى ٤ ـ ١٧٨.

(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (ابن) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (ورقاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (تخشى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، مبنى للمجهول ، (بوادره) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (لكن) حرف استدراك مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (وقائعه) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه. (فى الحرب) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من وقائع. (تنتظر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٣٢ / ٣ ـ ١٠٩ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٤ / التسهيل ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢٢١.

٢٦٣

أ ـ دخول لام الابتداء على الاسم :

يجوز دخول لام الابتداء على اسم (إنّ) مع مراعاة شرط الانفصال بين الحرفين ، ويجوز الفصل ـ حينئذ ـ بين (إنّ) واسمها المبدوء بلام الابتداء بالخبر أو بمعمول الخبر.

ومن الفصل بين (إن) واسمها بالخبر قوله تعالى : (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) [القلم : ٣]. حيث (أجرا) اسم (إن) مصدر بلام الابتداء ، وفصل بينه وبين (إن) بخبرها شبه الجملة.

ومنه قوله تعالى : (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) [الليل : ١٣].

ومن الفصل بين (إن) واسمها بمعمول الخبر القول : إن للنّحو للعاقلين محبّون.

وفيه دخلت اللام على اسم (إن) وهو (العاقلين) ، وقد فصل بينها وبين الاسم بمعمول الخبر ، وهو شبه الجملة (للنحو) ، حيث إنها متعلقة بالخبر (محبون).

ومثله أن تقول : إن عندك للخير وفير. إن إليك لمحمدا منصرف. إن فى القاعة للطلبة جالسون.

معمول الاسم : نحو : إن فى الخير للسّاعى محبوب. حيث اسم (إن) هو (الساعى) وهو منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وقد فصل بين (إن) واسمها بمعمول الاسم ، وهو شبه الجملة (فى الخير) ، وهى متعلقة بالاسم.

ومنه : إن لديك للموجود يكفينا ، حيث شبه الجملة (لديك) متعلقة بالموجود.

إنّ إلى الشرح للمنتبهين فاهمون. إنّ فى الكتاب للقارئ فاهم.

ب ـ دخول اللام على الخبر :

تدخل لام الابتداء على خبر (إنّ) بشروط :

ـ أن يتأخر الخبر عن الاسم ، كى لا تتوالى (إن) واللام.

ـ أن يكون الخبر مثبتا ، حتى لا يحدث الالتباس بين لام الابتداء ولامات النفى فى : (لا ، ولم ، ولمّا ، وليس ، ولن).

٢٦٤

ـ ألا يكون الخبر ماضيا ؛ لأن الماضى مؤكد بدلالته التى وقعت فثبتت حدثيتها.

مثال ذلك قوله تعالى : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) [إبراهيم : ٣٩].

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) [النمل : ٧٤].

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : ٤].

(إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) [الواقعة : ٦٦].

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) [غافر : ٥١].

(إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات : ٦ ـ ٨].

وإن كان الخبر ماضيا مقرونا بـ (قد) جاز دخول اللام عليه قبل (قد) ، وذلك لشبهه بالمضارع ، لأن (قد) تقرب الماضى من الحال. مثال ذلك أن تقول : إن المؤمن لقد تفقّه كتاب ربّه.

وأجاز بعض النحاة ـ على رأسهم الأخفش والفراء وتبعهما ابن مالك (١) ـ دخول اللام على الفعل الماضى الجامد لشبهه بالاسم ، نحو : إن المخلص لنعم الرجل.

إننا لعسى أن نحقق آمالنا.

(نعم وعسى) فعلان جامدان واقعان فى صدر الجملة الواقعة خبرا لإنّ ، وقد دخلت لام الابتداء عليهما.

كما أنها لا تدخل على الخبر المنفىّ ، وقد شذّ دخول اللام على النفى فى قول أبى حزام غالب بن حارث العكلى :

وأعلم إنّ تسليما وتركا

للا متشابهان ولا سواء (٢)

__________________

(١) التسهيل : ٦٤.

(٢) ينظر : ابن عقيل ١ ـ ٣٦٨ / ضياء السالك ١ ـ ٣٢٥ / شرح التصريح ١ ـ ٣٢٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٨١ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٨٤.

٢٦٥

وفيه خبر (أن) هو (لا متشابهان) ، وقد صدر بأداة النفى (لا) ، ولكنه قد دخلت عليه لام الابتداء.

ج ـ قد تدخل اللام على معمول الخبر :

تدخل لام الابتداء على معمول خبر (إن) بشرط :

ـ أن يتقدم على الخبر ، أى : يتوسط الاسم والخبر.

ـ ألا يكون المعمول حالا.

ـ أن يكون المعمول صالحا لدخول اللام عليه ، وذلك بألا يكون نفيا أو ماضيا مجردا من (قد).

من ذلك أن تقول : إن الله لبالعباد رءوف. شبه الجملة (بالعباد) متعلقة بخبر (إن) (رءوف) ، فهى معمول للخبر ، وقد اجتمعت فيه الشروط الثلاثة السابقة ، فجاز دخول لام الابتداء على المعمول.

ومثله أن تقول : إنّك لللقضية فاهم. إنهم لللواجب مؤدّون. إن المؤمن لفى الخير ساع.

وقد جاء دخول لام الابتداء على معمول الخبر إذا توسط فى قول أبى زبيد الطائى :

__________________

وأعلم أن تسليم الأمر وتركه غير متشابهين.

(أعلم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (تسليما) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (وتركا) الواو :حرف عطف مبنى ، تركا : معطوف على تسليم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (للا) اللام لام الابتداء أو زائدة حرف مبنى. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (متشابهان) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، وجملة إن ومعموليها فى محل نصب مفعولى أعلم ، على كسر همزة إن ذلك على أن اللام للابتداء ، فإن جعلتها زائدة كانت همزة إن مفتوحة ، وكان المصدر المؤول من أن ومعموليها سادا مسد مفعولى أعلم فى محل نصب. (ولا) حرف عطف وحرف نفى مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (سواء) معطوف على خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٦٦

إنّ امرأ خصّنى عمدا مودّته

على التّنائى لعندى غير مكفور (١)

أى : غير مكفور عندى ، فشبه جملة (عندى) متعلقة بالخبر (غير مكفور) ، وقد تصدرتها لام الابتداء.

وقد تدخل على الخبر ـ كذلك ـ فى هذه الحالة ، أى : تدخل اللام على كلّ من : معمول الخبر المتوسط والخبر ، ويحكى النسائى والفراء من كلام العرب : إنى لبحمد الله لصالح ، حيث دخلت لام الابتداء على كلّ من الخبر ومعموله المتقدم عليه (٢).

ومنه قول الشاعر :

إنى لعند أذى المولى لذو حنق

وإن حلمى إذا أوذيت معتاد (٣)

__________________

(١) الكتاب ٢ ـ ١٣٤ / شرح المفصل ٨ ـ ٦٥ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٨٠ / الدرر ٢ ـ ١٨٣.

(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (امرأ) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (خصنى) خص : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لاسم إن. (عمدا) مصدر واقع موقع الحال منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مودته) مودة مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (على التنائى) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. (لعندى) اللام : لام الابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب. عند : ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة. وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بمكفور. (غير) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (مكفور) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٧١ / شرح التصريح ١ ـ ٢٢٣.

(٣) الدرر اللوامع ٢ ـ ١٨٢.

(إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لعند) اللام للابتداء حرف مؤكد مبنى لا محل له من الإعراب. عند : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (أذى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وهو مضاف و (المولى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (لذو) اللام للابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ذو : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، و (حنق) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وإن) الواو حرف استئناف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب.

(حلمى) حلم : اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير

٢٦٧

وفيه دخلت لام الابتداء على كلّ من : معمول الخبر المتوسط (عند) ، والخبر (ذو). وقد منع ذلك الزجاج.

د ـ قد تدخل اللام على ضمير الفصل :

نحو قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) [آل عمران : ٦٢] ، وفيه الضمير (هو) ضمير فصل بين اسم (إن) (هذا) وخبرها (القصص) ، ويعرب الضمير ـ حينئذ ـ ضمير فصل لا محلّ له إعرابيّا ، أو : مبتدأ خبره (القصص) ، والجملة الاسمية فى محلّ رفع ، خبر (إن).

ومنه : (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) [الحجر : ٢٣].

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) [الصافات : ١٦٥ ـ ١٦٦].

ه ـ ويمكن لنا أن نضيف إلى هذه الفكرة فكرة أخرى مستنتجة من الوجهين الإعرابيّين لضمير الفصل ، وهى : أن لام الابتداء قد تدخل على أول جزء من الجملة الاسمية المخبر بها عن اسم (إنّ). ومنه قوله تعالى : (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الحج : ٥٨].

(قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ) [يوسف : ٩٠].

(إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ.) [هود : ٨٧].

وأوضح مثل لذلك قول الشاعر :

إنّ الكريم لمن يرجوه ذو جدة

وإن تعذّر إيسار وتنويل (١)

حيث اسم (إن) المنصوب هو (الكريم) ، أما خبرها فهو الجملة الاسمية : (من يرجوه ذو جدة) ، وقد دخلت لام الابتداء على جزئها الأول ، ودخولها على الجزء

__________________

المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر مضاف إليه. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب تضمن معنى الشرط. (أوذيت) أوذى : فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة ، وجملة جوابها محذوفة دل عليها السياق. (معتاد) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٦٣.

٢٦٨

الأول من الجملة الاسمية الواقعة خبرا عن (إن) أولى من دخولها على الجزء الثانى منها.

ومن دخولها على الجزء الثانى من الجملة الاسمية الواقعة خبرا لإن قول أبى عزة الجمحى :

فإنك من حاربته لمحارب

شقىّ ومن سالمته لسعيد (١)

حيث خبر إن الجملة الاسمية (من حاربته لمحارب) ، وخبرها (محارب) دخلت عليه لام الابتداء.

وقد ذكروا دخول لام الابتداء بعد «لكنّ» ، وعلى الخبر المجرد من النواسخ ، وعلى الخبر بعد (أمسى) و (زال) ، و (ما) النافية ، و (أنّ) المفتوحة الهمزة ، ومعمولى الفعل رأى) (٢).

__________________

(١) طبقات فحول الشعراء ٢٥٤ / شفاء العليل ١ ـ ٣٦٣ / العينى ٢ ـ ٢٤٥ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٨١.

(إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (حاربته) حارب : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (لمحارب) اللام للابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب. محارب : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل رفع خبر إن. (شقى) نعت لمحارب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ومن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. من : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (سالمته) فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (لسعيد) اللام للابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب.

سعيد : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل رفع بالعطف على خبر إن.

(٢) ينظر : شفاء العليل ١ ـ ٣٦٤.

٢٦٩

(لا) النافية للجنس (١)

مفهوم نفى الجنس :

المقصود بنفى الجنس : نفى حكم الخبر عن كلّ ما يقع من ذوات أو أجزاء فى دائرة مفهوم المبتدإ ، أى نفى مضمون الخبر عن جنس مدلول المبتدإ ، وهى تختلف بذلك فى وظيفتها اللغوية عن (لا) النافية للوحدة ، حيث تفيد الأخيرة نفى حكم الخبر ، أو نفى مضمونه عن مدلول عدد الاسم الواحد ، فهو يعبر عن وحدة واحدة من جنسه ، فالفرق فى المفهوم بين القولين : لا طالب مهمل. (ببناء طالب على الفتح).

و: لا طالب مهملا (برفع طالب).

هو أن طالبا فى المثال الأول تتضمن كلّ جزء من أجزاء مدلول الطالبية ، وبذلك فإن جميع الطلبة ـ بلا استثناء ـ غير مهملين ، أما المثال الثانى فإن فيه كلمة (طالب) تعنى طالبا واحدا ، فيفهم منه أن أكثر من طالب يقعون فى حكم الخبر ومضمونه.

ولهذا فإن (لا) النافية للجنس تركب مع اسمها تركيب خمسة عشر ، أى : تركيب الأعداد المركبة ، فلا يفصل بينهما لضرورة إلصاق معنى النفى بالاسم إلصاقا تاما ، فلشمول النفى جنس المبتدإ أصبح كأنه هو والمبتدأ بمثابة كلمة واحدة.

__________________

(١) يرجع فى هذه الدراسة إلى : الكتاب ٢ ـ ٢٧٤ وما بعدها / المقتضب ٤ ـ ٣٥٧ وما بعدها / أسرار العربية ٢٤٦ / شرح عيون الإعراب ١١٩ / الهادى فى الإعراب ٩٩ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٣٨٣ / شرح الرضى على الكافية ١ ـ ١١١ ، ١ ـ ٢٥٥ / المقرب ١ ـ ١٩٠ / التسهيل ٦٧ / عمدة الحافظ ١٥٤ / الإرشاد إلى علم الإعراب ٢٩٦ / شرح ابن الناظم ١٨٥ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٩٣٦ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٥ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٣٣٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٩ / الجامع الصغير ٢ ، ـ ٣ ـ ٦٩ ضياء السالك ١ ـ ٣٥٢ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٦٤ / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٥٧ / شرح التحفة الوردية ١ ـ ١٥٨ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٦.

٢٧٠

ولذلك فإن اسمها يتضمن معنى (من) الاستغراقية ، وقد ظهرت فى قول الشاعر :

فقام يذود الناس عنها بسيفه

وقال ألا لا من سبيل إلى هند (١)

فقد ظهرت (من) الاستغراقية قبل اسم (لا) النافية للجنس (من سبيل). ولهذا فإن النفى بها مؤكد ، وهى فى النفى فى مقابل (إن) فى الإثبات ، فكلاهما مؤكد فى جملته.

ويذكر أن اسم (لا) يجب بناؤه فى بعض مبانيه ؛ لأن الكلام تضمّن معنى (من) ، وكلّ ما تضمّن معنى الحرف فهو مبنى ، وذلك لأن جملة (لا) النافية للجنس جواب لما تضمن (من) ، وذلك أن يقول القائل : هل من رجل عندك؟

فتقول : لا من رجل عندى ، وهو الأصل ، فحذفوا (من) استخفافا ، فوجب البناء ، واختير الفتح لأجل التركيب ، كما فعلوا مع (خمسة عشر) (٢).

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ١ ـ ٢٣٩ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٣ / أوضح المسالك ١ ـ ٢٨١ / تهذيب التوضيح ١ ـ ١٠٦ / الدرر ٢ ـ ٢٢١.

(قام) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (يذود) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من فاعل قام. ويجوز أن تجعل قام من أفعال المقاربة ، واسمه الضمير المستتر : هو. وخبره الجملة الفعلية يذود فى محل نصب. (الناس) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عنها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالذود. (بسيفه) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. سيف : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالذود. (وقال) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب : قال : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (ألا) حرف استفتاح وتنبيه مبنى لا محل له من الإعراب. (لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (من) حرف جر زائد يفيد الاستغراق ، مبنى لا محل له من الإعراب. (سبيل) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (إلى) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، (هند) اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبرها المحذوف.

ويجوز أن تكون صفة لاسم لا ، ويكون خبرها محذوفا ـ حينئذ.

(٢) شرح عيون الإعراب ١٢١.

٢٧١

ويجب أن يكون اسمها نكرة ؛ لأن النكرة هى التى يمكن أن تتضمن معنى (من) الاستغراقية ، لتعطى معنى الشمول.

لما ذا تعامل معاملة (إنّ)؟ :

تعامل (لا) النافية للجنس معاملة (إنّ) إعرابيا ، حيث تنصب المبتدأ وترفع الخبر ، وذلك لشبهها بها من عدة أوجه (١) ، وهى :

ـ دخولها على الجملة الاسمية ، واختصاصها بها.

ـ مقابلتها لها فى المعنى ، حيث تفيد (لا) النافية للجنس تأكيد النفى ، فى مقابل إفادة (إنّ) تأكيد الإثبات.

ـ لكلّ منهما الصدارة فى الجملة الاسمية.

وقد انفردت عنها فى الدراسة النحوية للخلاف بينهما من حيث :

ـ (إن) تعمل فى الاسم النكرة والمعرفة ، أما (لا) فلا تعمل إلا إذا كان اسمها نكرة بخاصة.

ـ لا تركب (إن) مع اسمها ، أما (لا) فإنها تكون مركبة مع اسمها.

ـ قد يتأخر اسم (إن) عن خبرها ، لكن ذلك لا يكون مع (لا).

ـ قد يكون اسم (إنّ) مظهرا أو مضمرا ، لكنه لا يكون إلا مظهرا مع (لا).

ـ لا يختلف فى إعراب اسم (إن) ، كما أنه قد ينون ، لكنه مع (لا) يختلف بين البناء والإعراب والتنوين.

ـ تعمل (إن) بلا شروط ، لكن (لا) لا تعمل إلا بشروط.

شروط عملها عمل (إن):

كى تعمل (لا) النافية للجنس عمل (إن) يشترط فى كلّ منها وفى اسمها وفى خبرها شروط ، يجب أن تكون مجتمعة فى تركيبها ، وذلك على النحو الآتى (٢) :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٧٤ / المقتضب ٤ ـ ٣٥٧ / الجامع الصغير ٦٩ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٦.

(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٧٦ / المقتضب ٤ ـ ٣٥٩ / المفصل ٧٤ / التسهيل ٦٧ / الجامع الصغير ٦٩.

٢٧٢

أ ـ شروط تختص بـ (لا):

١ ـ أن تفيد النفى فلا تكون زائدة.

٢ ـ ألا يدخل عليها حرف جر.

٣ ـ ألا تتكرر.

ب ـ شروط تختص باسمها :

١ ـ أن تحمل معنى الجنسية ، أى : يعبر عن كلّ أجزائه.

٢ ـ أن يكون نكرة.

٣ ـ أن يتصل بها بلا فاصل بينهما ، أى : أن يتقدم على خبرها ، لأن ما بعدها بمنزلة جزء منها ، فلا يصحّ الفصل بينهما ؛ كما لا يفصل بين أجزاء الكلمة بما ليس منها.

ج ـ شروط تختص بخبرها :

١ ـ أن يكون نكرة.

٢ ـ أن يتأخر عن اسمها.

وتجتمع الشروط السابقة فى القول : لا مواطن خائن لقضايا وطنه. حيث فتح (مواطن) بلا تنوين ، فيكون مفهوم الخبر منفيا عن كل أفراد الاسم أو المبتدإ.

وقد شذّ إعمال (لا) الزائدة فى قول الفرزدق :

لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها

إذن للام ذوو أحسابها عمرا (١)

__________________

(١) الخصائص ٢ ـ ٣٦ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٧ / الدرر ٢ ـ ٢٢٦. المعنى : لو لم يكن لغطفان ذنوب للاموا عمر.

(لو) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تكن) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. (غطفان) اسم تكون مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، وهو زائد هنا. (ذنوب) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح ، فى محل نصب. (لها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية ، أو متعلقة بخبر محذوف. وجملة لا مع

٢٧٣

حيث (لو) تفيد امتناعا ، و (لم) تفيد نفيا ، ونفى النفى إثبات ، فثبوت الذنب يستفاد من نفى النفى الحاصل من (لو لم) ؛ ولذا علينا أن نعدّ (لا) زائدة ، ليست لنفى ما بعدها. وإلّا فسد المعنى ، وعلينا أن نعتقد أن هذا سهو من الشاعر.

إهمالها

إذا انتفى شرط مما سبق فإن (لا) النافية للجنس تهمل ـ عملا ـ على النحو الآتى :

١ ـ إذا سبقت (لا) بحرف جرّ ، فإن عملها الإعرابيّ يهمل ، ويجرّ ما بعدها بحرف الجرّ المذكور.

نحو : أومن بالله بلا تجزئة فى الإيمان. (تجزئة) مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. و (لا) حرف نفى مبنى لا محلّ له من الإعراب.

ومنه أن تقول : أنهيت العمل بلا ملل. أديت الواجب بلا مجهود. غضبت من لا شىء.

٢ ـ إن لم يكن اسمها نكرة أهمل عملها ، ووجب تكريرها.

نحو : لا الطالب مهمل ولا الطالبة ، حيث اسم (لا) وهو (الطالب) معرفة فتهمل ، ويعرب مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة. وتكرر (لا).

وما خالف ذلك فقد تأوله النحاة ، أو جعلوه ضرورة ، من ذلك قولهم : لا بصرة لكم ، وقول عمر بن الخطاب : «قضية ولا أبا حسن لها» ، وقول أبى سفيان يوم فتح مكة : «لا قريش بعد اليوم» ، حيث يوجهونها على تأويل محذوف بتقدير : (مثل) ، أى : ولا مثل البصرة ، ولا مثل أبى حسن ، ولا مثل قريش. أو على تأويل أن المقصود ما اشتهر به هذا العلم من الصفات والشهرة.

__________________

معموليها فى محل نصب ، خبر تكن. (إذن) حرف جواب وجزاء واقع فى جواب لو مبنى لا محل له.

لا : فعل جواب لو ماض مبنى على الفتح. (ذوو) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وهو مضاف ، و (احساب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى في محل جر ، مضاف إليه. (عمرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف حرف إطلاق مبنى ، لا محل له من الإعراب.

٢٧٤

ومنه قول عبد الله بن الزّبير الأسدى :

أرى الحاجات عند أبى خبيب

نكدن ولا أميّة فى البلاد (١)

حيث التأويل بتقدير المحذوف (مثل) ، أى ، ولا مثل أمية ، أو أن التقدير : ولا كريم ، بتقدير الصفة التى يشتهر بها هذا العلم.

ومثله قول الآخر :

لا هيثم الليلة للمطىّ

ولا فتى مثل ابن خيبرىّ (٢)

حيث دخلت (لا) النافية للجنس على معرفة ، وعملت فيها ، ولكنهم يؤولونها على تقدير حذف مضاف ، والتقدير : لا مثل هيثم ، أو على تقدير الصفة ، لا حدّاء الليلة ، أى حاد ...

٣ ـ إن لم يتصل بها اسمها فإنها تهمل ، ويجب تكريرها.

كأن يتصل بها الخبر ، كما هو فى قوله تعالى : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ.) [الصافات : ٤٧] ، حيث تقدم الخبر شبه الجملة (فيها) ، وتأخر الاسم وهو (غول) فيعرب مبتدأ ، وتهمل (لا) ، ووجب تكريرها.

__________________

(١) ديوانه ١٤٧ / الكتاب ٢ ـ ٢٩٧ / المقتضب ٤ ـ ٣٦٢ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٢٠٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٥ / شرح شذور الذهب رقم ٩٩ ـ ٢١٠ / الصبان على الأشمونى رقم ٢٩٢ ، ٤٠٢ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢١١ / نكدن من النكد ، أى : تعسر العيش وضيقه.

(أرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (الحاجات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه مجموع بالألف والتاء المزيدتين. (عند) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بحال محذوفة من الحاجات. وهو مضاف ، و (أبى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، و (خبيب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (نكدن) نكد : فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مفعول به ثان لأرى. (ولا) الواو : واو الابتداء أو واو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (أمية) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح ، فى محل نصب. (فى البلاد) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة في محل رفع ، خبر لا ، أو متعلقة بخبر محذوف. وجملة لا مع معموليها فى محل نصب ، حال.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٢٩٦ / شرح المفصل ٢ ـ ١٠٢ / الأشمونى ٢ ـ ٤ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢١٣.

٢٧٥

أو يتصل بها النعت ، كما هو فى قوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) [النور : ٣٥]. وفيه : (شرقية) نعت لـ (زيتونة) مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وقد اتصل النعت بـ (لا) النافية ، فأهملت ، وكررت.

أو يتصل بها الحال ، كما فى القول : ذاكرنا دروسنا لا ساهين ولا مهملين.

حيث (ساهين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ، واتصلت الحال بـ (لا) النافية ، فأهملت ، وكررت.

حكم اسمها إعرابيا :

يمكن تقسيم اسم (لا) النافية للجنس إعرابيا إلى قسمين :

أولهما : الاسم غير المضاف وغير الشّبيه بالمضاف :

يسميه النحاة بالاسم المفرد (١) ، ويقصدون به المفرد فى لفظه لا فى دلالته على العدد ، فيضم تحته أمثال الأسماء : كتاب ، ونافذة ، وسلالم ، ورجلين ، ومهندسين ، وطالبات ... وغير ذلك. وهذا النوع من الأسماء يكون مع (لا) بمثابة الاسمين المبنيّين ، لذا فإنه يبنى على ما ينصب به.

والفرق بين المبنى على ما ينصب والمنصوب هو عدم التنوين فى المبنى ، وذلك على النحو الآتى :

أ ـ إن كان دالا على المفرد أو كان جمع تكسير فإنه يبنى على الفتح.

فتقول : لا مهمل بيننا ، ولا رجال يهملون حقوق وطنهم.

ببناء اسم (لا) النافية للجنس فى الجملتين (مهمل ، ورجال) على الفتح ، أى : لا ينونان.

ب ـ إن كان اسم (لا) النافية للجنس جمع مؤنث سالما بنى على الفتح أو الكسر ، وقد روى بهما قول سلامة بن جندب :

إنّ الشّباب الذى مجد عواقبه

فيه نلذّ ولا لذّات للشيب (٢)

__________________

(١) ينظر : المفصل ٧٥ / شرح الشذور ٨٣ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٨.

(٢) ينظر : ديوانه ٩٣ / المفضليات ١٢٠ / ابن عقيل رقم ١١٠ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٠ / شرح الشذور رقم ٣٠ ـ ٨٥ / الأشمونى ٢ ـ ٨ / أوضح المسالك رقم ١٥٦ ، ١ ـ ٢٧٨ / الدرر ٢ ـ ٢٢٤.

٢٧٦

وفيه (لذات) اسم (لا) النافية للجنس ، وهو غير مضاف وغير شبيه بالمضاف ، وهو جمع تكسير ، فيبنى على الكسر ، ويجوز بناؤه على الأصل وهو الفتح. وقد روى بالوجهين قول الشاعر :

لا سابغات ولا جأواء باسلة

تقى المنون لدى استيفاء آجال (١)

ج ـ إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالما فإنه يبنى على الياء ، مع ملاحظة اختلاف نطق ما قبل الياء فيهما. منه قول الشاعر :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع (٢)

__________________

(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الشباب) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، نعت للشباب. (مجد) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والتقدير : هو مجد ، أو : خبر مقدم ، والتقدير : عواقبه مجد. (عواقبه) نائب فاعل لمجد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. لأن (مجد) مصدر بمعنى اسم المفعول. أو مبتدأ مؤخر. والجملة الاسمية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (فيه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة باللذة. (تلذ) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (ولا) الواو : حرف ابتداء واستئناف مبنى لا محل له من الإعراب. لا :نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (لذات) اسم لا النافية للجنس مبنى على الكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه مجموع بالألف والتاء الزائدتين فى محل نصب. (للشيب) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا ، أو متعلقة بخبر محذوف.

(١) شرح عمدة الحافظ ٢٥٦ / شفاء العليل ١ ـ ٣٨٠ / الصبان على الأشمونى ٢ / ٢ ـ ٩ / الدرر ٢ ـ ٢٢٦ / السابغات : الدروع الواسعة ، الجأواء : الجيش العظيم.

(٢) ينظر : شفاء العليل ١ ـ ٣٧٩ / شرح الشذور : رقم ٢٨ ، ٨٣ / الأشمونى ٢ ـ ٧ / أوضح المسالك رقم ١٥٧ ، ١ ـ ٢٧٩ / الدرر ٢ ـ ٢٢٢.

(تعز) فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (فلا) الفاء حرف تعليل مبنى لا محل له من الإعراب. لا : نافية للجنس حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إلفين) اسم لا النافية للجنس مبنى على الياء فى محل نصب ، لأنه مثنى. (بالعيش) جار ومجرور. وشبه الجملة متعلقة بالإمتاع. (متعا) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول. وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس. (ولكن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (لوراد) جار ومجرور بالكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم ، أو متعلقة بخبر محذوف مقدم. وهو مضاف و (المنون) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تتابع) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٧٧

(إلفين) اسم (لا) النافية للجنس مبنى على الياء ؛ لأنه مثنى ، وتلحظ أن الياء قد فتح ما قبلها ، فنطقت بالسكون الظاهر فوقها.

أما قول الشاعر :

يحشر الناس لا بنين ولا آ

باء إلّا وقد عنتهم شئون (١)

ففيه (بنين) اسم (لا) النافية للجنس مبنىّ على الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وتلحظ أنه غير مضاف وغير شبيه بالمضاف ، كما تلحظ أن الياء قد كسر ما قبلها فنطقت ياء مد. ومثله قول الشاعر :

أرى الربع لا أهلين فى عرصاته

ومن قبل عن أهليه كان يضيق (٢)

وفيه اسم (لا) النافية للجنس (أهلين) غير مضاف وغير شبيه بالمضاف ، وهو ملحق بجمع المذكر السالم ، فبنى على الياء.

والآخر : من قسمى اسم (لا) النافية للجنس المضاف والشبيه بالمضاف ، وهذان ينصبان ، فهما معربان.

__________________

(١) ينظر : شفاء العليل ١ ـ ٣٧٩ / شرح الشذور رقم ٢٩ ـ ٨٤ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٧ / أوضح المسالك رقم ١٥٨ ، ١ ـ ٢٨١ / الدرر ٢ ـ ٢٢٣. (يحشر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الناس) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (بنين) اسم لا النافية للجنس مبنى على الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم فى محل نصب. وخبرها محذوف تقديره : موجودون. وجملة لا مع معموليها فى محل نصب ، حال. (ولا) الواو حرف عطف مبنى ، لا : نافية للجنس حرف مبنى (آباء) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره موجودون. والجملة فى محل نصب بالعطف على سابقتها. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب يفيد الحصر هنا. (وقد) الواو للابتداء ، أو للحال حرف مبنى. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (عنتهم) عنى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر على الألف المحذوفة. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين مبنى في محل نصب ، مفعول به. (شئون) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية في محل نصب ، حال من اسمى لا النافية ، أو من الضمير المقدر فى خبرها.

(٢) عمدة الحافظ ١٥٦ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٢٣.

٢٧٨

ومن أمثلة المضاف أن تقول : لا طالب حقّ مجتد ، حيث (طالب) اسم (لا) النافية للجنس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ؛ لأنه مضاف ، و (حق) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

والشبيه بالمضاف هو ما يتصل به شىء من تمام معناه مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا ، ويكون ذلك من طريق الفصل بين جزأى الإضافة باستخدام التنوين ، أو حرف الجر ، أو نون التثنية ، أو نون الجمع ، أو حرف العطف ، ومن أمثلته أن تقول : لا كريما خلقه منبوذ.

لا مهملا واجبه محترم.

لا ساعيا فى الخير حاقد.

كلّ من : (كريما ، مهملا ، ساعيا) اسم (لا) النافية للجنس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وكلّ منها شبيه بالمضاف ، حيث فصل بين جزأى الإضافة بالتنوين ، وفى الأخير بالتنوين وحرف الجر.

وتلحظ أن كلا منها اتصل به شىء من تمام معناه ، الأول مرفوع (خلقه) ، وهو فاعل لكريم ، والثانى منصوب (واجبه) ، وهو مفعول به لمهمل ، والثانى مجرور بحرف الجرّ (فى) ، وشبه الجملة متعلقة بساع.

ومن الفصل بنونى التثنية والجمع أن تقول : لا مؤديين واجبهما مضيعان وقتهما. (مؤديين) اسم (لا) النافية للجنس منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، وهو شبيه بالمضاف. وقد فصل بين جزأى الإضافة بنون التثنية ، و (واجب) مفعول به لمؤديين منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وتقول : لا طالبين علما دجّالون. (طالبين) اسم (لا) النافية للجنس منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، وهو شبيه بالمضاف. (علما) مفعول به لطالبين منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

٢٧٩

نعت النكرة المبنية

إذا نعتت النكرة المبنية بعد (لا) النافية للجنس وكان النعت اسما واحدا (مفردا غير مضاف ولا شبيه بالمضاف) غير منفصل عنها جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية :

أحدها : النصب على محلّ اسم (لا) ، لأنه إن كان مبنيا فهو فى محل نصب ، فتقول : لا طالب مهملا موجود اليوم. (طالب) اسم (لا) النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب ، و (مهملا) نعت لطالب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

الثانى : الرفع ، وذلك على محلّ (لا) مع اسمها ، فهما معا بمثابة المبتدإ المرفوع ، فتقول : لا طالب مهمل موجود اليوم. حيث (مهمل) نعت لاسم (لا) ، مرفوع على محل (لا) مع اسمها ، وهو الرفع.

والثالث : الفتح باحتساب البناء ، وهو وجه ضعيف ؛ لأنه يترتب عليه تركيب ثلاثة أشياء مبنية تركيب (خمسة عشر) ، وهى : (لا) حرف مبنى ، واسمها المبنى ، ونعته المبنى ، فتقول : لا طالب مهمل موجود اليوم. وتعليل جواز هذا الوجه أنهم قدروا تركيب الموصوف وصفته أولا ، وجعلوهما بمثابة الاسم الواحد ، ثم أدخلوا عليهما (لا) الحرف المبنى ، كما يقال : لا خمسة عشر بيننا. ولكنه يرد على ذلك بأن الصفة والموصوف ليسا مبنيّين أولا ، أما (خمسة عشر) فهما مبنيان.

أما إذا فصل بين اسم (لا) النافية للجنس ونعته فإنه لا يجوز فى النعت إلا الرفع أو النصب ، ويمتنع البناء على الفتح لعدم التركيب بين لا واسمها والنعت ، وكذلك إذا كان النعت سببيا ؛ لأن النعت السببى له متعلق فاعل أو غيره ، حيث دخول الفاصل يجعل المبنيات أربعة ، وهذا غير جائز. وذلك كأن يكون الفاصل واحدا من :

ـ النعت : وذلك بأن يتوالى نعتان لاسم (لا) النافية للجنس ، فلا يجوز في النعت إلا النصب أو الرفع ، فتقول : لا رجل شاعرا كاتبا عندك ، ولا رجل شاعر كاتب عندك. بنصب (شاعر وكاتب) ، أو رفعهما.

ـ الإضافة : كقولك : لا زميل دراسة حميما موجود ، أو : حميم. بنصب (حميم) ورفعه دون البناء ؛ لوجود المضاف إليه (زميل) وهو دراسة.

٢٨٠