النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

والتقدير : إنه من يدخل ... ، فيكون الضمير المحذوف فى محلّ نصب ، اسم (إن) ، ولا بدّ من تقديره حتى يكون فاصلا بين الحرف الناسخ واسم الشرط ؛ لأن اسم الشرط عامل فى هذا الموضع ، حيث جزم المضارعين : (يدخل ، يلق) ، واسم الشرط لا يعمل إذا سبق بأداة (حرف أو فعل) عاملة نحويّا ، لذا لزم الفصل بين الحرف الناسخ واسم الشرط بتقدير ضمير الشأن.

كما حذف ضمير الشأن وهو اسم (كأن) فى قول الشاعر :

كأنّ على عرنينه وجبينه

أقام شعاع الشمس أو طلع البدر (١)

والتقدير : كأنه أقام شعاع ...

ومن شواهد حذف الخبر لدليل عليه قول الشاعر (ينسب إلى الأخطل التغلبى) :

خلا أنّ حيّا من قريش تفضّلوا

على الناس أو أنّ الأكارم نهشلا (٢)

والتقدير : أو أن الأكارم نهشلا تفضلوا ، فحذف خبر (أن) وهو الجملة الفعلية (تفضلوا) لدليل سابق عليه.

__________________

الفتحة. (يلق) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة باللقيا. (جآذرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ونون للضرورة الشعرية ، فهو ممنوع من الصرف لا ينون. (وظباء) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (ظباء) معطوف على جآذر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والتركيب الشرطى في محل رفع ، خبر إن.

(١) الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٨.

(كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، واسم كأن محذوف ، تقديره : ضمير الشأن.

(على) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (عرنينه) اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإقامة. (وجبينه) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. جبين : اسم معطوف على عرنين مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه. (أقام) فعل ماض مبنى على الفتح. (شعاع) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (الشمس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر كأن. (أو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (طلع البدر) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة فى محل رفع بالعطف على الجملة السابقة.

(٢) الخصائص ٢ ـ ٣٧٤ / المقرب ١ ـ ١٠٩.

٢٤١

ومنه كذلك قول الأعشى :

إنّ محلا وإنّ مرتحلا

وإنّ فى السفر ما مضى مهلا (١)

والتقدير : إن لنا فى الدنيا محلا ، وإن لنا عنها مرتحلا ، فحذف الخبر فى الموضعين ، وهو شبه الجملة (لنا) لدليل المقام عليه.

أما فى قول جميل :

أتونى فقالوا يا جميل تبدّلت

بثينة أبدالا فقلت لعلّها (٢)

فقد حذف خبر (لعلّ) لدلالة ما سبق عليه ، والتقدير : لعلّها تبدلت.

ويجب حذف الخبر إذا سدّت الحال مسدّه ، وقد ورد ذلك فى قول الشاعر :

إنّ اختيارك ما تبغيه ذا ثقة

الله مستظهرا بالحزم والجلد (٣)

__________________

(١) ديوانه ١٧٠ / الكتاب ٢ ـ ١٤١ / المقرب ١ ـ ١٠٩ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٣.

(٢) الدرر ٢ ـ ١٧٥.

(أتونى) أتى : فعل ماض مبنى على الضم المقدر. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم (الياء) مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فقالوا) الفاء حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قالوا : فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب. (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (جميل) منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (تبدلت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (بثينة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (أبدالا) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فقلت) الفاء حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. قال : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة معطوفة على سابقتها. (لعلها) لعل : حرف رجاء ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. وخبر لعل محذوف ، وجملة لعل ومعموليها فى محل نصب ، مقول القول.

(٣) الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٥.

(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (اختيارك) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، واختيار مضاف وضمير المخاطب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به لاختيار. (تبغيه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب مفعول به.

والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (ذا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الألف ؛ لأن

٢٤٢

حيث (ذا) حال من الكاف المضافة إلى (اختيار) ، وهى منصوبة ، وعلامة نصبها الألف ؛ لأنها من الأسماء الستة ، وهى سادة مسدّ الخبر ؛ لأنها لا تصلح معنى للإخبار عن (إن) واسمها.

وقد شاع حذف خبر (ليت) إذا أفادت معنى التعجب فى التركيب (ليت شعرى). ويوجبون حذفه إذا أردف باستفهام ، كأن تقول : ليت شعرى ما هذا العمل؟.

اتصال الأحرف الناسخة بضمير المتكلم

إذا كان اسم الأحرف الناسخة ضمير المتكلم ـ أى : اتصل ضمير المتكلم بالحرف الناسخ ـ فإنه يجوز أن تلحقه نون الوقاية ، وإلحاقها بـ (ليت) واجب فى هذه الحالة ، فيقال : إننى أخلص فى عملى.

إنى لا أهمل حقوق وطنى.

لعلّنى أصل إلى ما أصبو إليه.

لعلّى أحصل على تقديرات متفوقة.

كأننى أسير على نهجه.

كأنّى أقتدى به.

فتلحق نون الوقاية بالحرف الناسخ أو لا تلحقه ، ولكنك تقول بالضرورة : ليتنى أعود إلى براءة طفولتى.

فتلحق نون الوقاية بـ (ليت) بالضرورة حين اتصالها بضمير المتكلم.

__________________

لفظها من الأسماء الستة. وهو مضاف. و (ثقة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (بالله) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالثقة. (مستظهرا) حال ثانية منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (بالحزم) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمستظهر. (والجلد) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب.

الجلد : معطوف على الحزم مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٤٣

وسمعت (ليت) متصلة بضمير المتكلم دون إلحاق نون الوقاية فى قول زيد الخيل الطائى :

كمنية جابر إذ قال ليتى

أصادفه وأتلف بعض مالى (١)

ولا يقاس عليه.

ويبدو أن إلحاق نون الوقاية بالحرف ليقيه من الكسر الواجب ذكره قبل ضمير المتكلم ، إذ الحروف مبنية ، فمن الأفضل أن تظلّ على بنائها ، وكذلك الفعل ، فإذا كان مبنيا فإن النون تجعله محافظا على ما بنى عليه ، وإذا كان معربا فإن النون تحمل الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ؛ ليظلّ الفعل واضحا إعرابه.

لكنه يلاحظ أن ذوات الحرف المشدد فى آخرها يجوز أن تحذف نون الوقاية منها ، وإذا خضنا جدلا كجدل النحاة فإنه يمكن القول : إن حذف النون مما آخره نون مشددة يكون لكراهية توالى ثلاث نونات ، فتحذف إحدى النونات الثلاث.

أما مع (لعلّ) فإنه يجوز حذف النون لسبقها بلامين ، والفرق الصوتىّ بين اللام والنون ضئيل ، حيث إن النون أنفية ، أما اللام فممّا بين جانبى اللسان والأضراس ؛ ولذلك فإنهم يجعلون النون أنفية ، واللام جانبية (٢) ، أما سائر الصفات الصوتية فهما يشتركان فيها ، حيث الجهر وعدم الإطباق وعدم الانفجار أو الاحتكاك ، فلو تحوّل الهواء من الأنف إلى ما بين جانبى اللسان والأضراس لكانت اللام ، وإذا تحول إلى الأنف كانت النون ، وهذا التماثل فى الصفات الصوتية يجعل حذف النون بعد لامين جائزا لجواز حذف النون بعد نونين.

تخفيف النون من ذوات النون

الأصل فى إعمال (إنّ) وأخواتها هو اختصاصها بالأسماء وشبهها بالأفعال ، ويزول هذا الاختصاص وهذا الشبه حال تخفيفها ، حيث نقصانها عن مبنى الفعل ، ودخولها عليه ؛ لذا فإنه فى حال تخفيف النون من ذوات النون تتغير الأحكام الإعرابية لما بعدها على النحو الآتى :

__________________

(١) ديوانه ٨٧ / المقرب ١ ـ ١٠٨.

(٢) ينظر : علم اللغة العام ـ الأصوات : ١٢٩ ، ١٣٠.

٢٤٤

تخفيف نون (إنّ)

تخفف نون (إنّ) المكسورة الهمزة ، فيكثر إهمالها ويقلّ إعمالها.

ومن إهمالها قوله تعالى : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) [يس : ٣٢].

بتخفيف (ما) ، فتكون (إن) المخففة مؤكدة مهملة ، و (كل) يعرب مبتدأ مرفوعا ، خبره : جميع ، و (محضرون) خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو. أما اللام فهى لام الابتداء أو التوكيد أو المزحلقة ، أو اللام الفارقة بين (إن) المخففة و (إن) النافية. و (ما) مزيدة. وشبه جملة (لدينا) متعلقة بـ (محضرون).

وفيها قراءة بتضعيف الميم (١).

ومثل ذلك قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤]. بتخفيف نون (إن) وتوجه على :

ـ (إن) مخففة من الثقيلة حرف مؤكد مبنى لا محلّ له من الإعراب.

ـ (كلّ) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (نفس) مضاف إليه مجرور.

ـ (اللام) فارقة بين المخففة والنافية ، و (ما) مزيدة.

ـ (عليها) شبه جملة فى محلّ رفع خبر مقدم ، و (حافظ) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ (كل) (٢).

__________________

(١) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٢٠٣ / البيان ٢ ـ ٢٩٤ / الدر المصون ٥ ـ ٤٨٣.

وتوجه قراءة المضعفة الميم على الأوجه الآتية :

ـ (إن) نافية ، و (لمّا) بمعنى (إلا).

ـ (إن) مخففة أمّا (لّما) فأصلها : لمن ما ، حيث (من) حرف جر ، وما موصولة أو موصوفة ، صلتها أو صفتها جملة تليها أو (لمن ما) ، حيث (من) موصولة و (ما) زائدة.

أو (لما) زائدة. وفيها تحليلات أخرى نذكرها فى آية (هود) الآتية.

(٢) يجوز أن يكون :(عليها) شبه جملة فى محل رفع خبر (كل) و (حافظ) فاعلا لها. أو (حافظ) خبر (كل) ، وشبه الجملة عليها متعلقة به. ويرى الكوفيون أن (إن) هنا نافية ، واللام بمعنى (إلا) ، و (ما) مزيدة.

٢٤٥

ومن إعمالها قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) [هود : ١١١] ، وذلك فى قراءة تخفيف نون (إن) وتخفيف الميم فى (لما) أو تضعيفها ، حيث أحد أوجه (إن) أنها المخففة من الثقيلة ، فيكون (كلا) اسمها منصوبا ، وتكون عاملة ، وفيها قراءات وأوجه أخرى (١).

__________________

(١) فيها أربع قراءات :

أ ـ قرأ نافع وابن كثير (إن) و (لما) مخففتين.

ب ـ قرأ أبو بكر عن عاصم (إن) مخففة ، و (لما) مثقلة.

ج ـ قرأ ابن عامر وحمزة وحفص (إن) و (لما) مشددتين.

د ـ قرأ أبو عمرو والكسائى (إن) مشددة ، و (لما) مخففة.

ينظر : الدر المصون ٣ ـ ١٣٥.

فيتحصل من هذه القراءات الأربع قراءة :

ـ (إن) مخففة مرتين ، ومعها (لما) مخففة مرة ، ومشددة أخرى.

ـ (إنّ) مثقلة النون مرتين ، ومعها (لما) مخففة الميم مرة ومشددتها أخرى.

ويوجه كلّ منها على ما يأتى :

ـ (إن) المخففة : توجه على وجهين :

أ ـ (إن) المخففة من الثقيلة ، وهى عاملة فنصبت (كلا) اسما لها ، وخبرها ما بعدها على تأويله ، وتوجه (لما) مخففة ـ حينئذ ـ على ما يأتى :

ـ اللام لام الابتداء ، و (ما) موصولة أو نكرة موصوفة ، صلتها أو صفتها جملة القسم وجوابها (ليوفينهم ربك). والتقدير : وإن كلا للذين أو : لخلق والله ليوفينهم ربك.

ـ اللام موطئة للقسم فلما اجتمعت اللامات لفظا فصل بينهما بـ (ما) زائدة.

أما (لمّا) مثقلة فإنها توجه حين تخفيف (إن) على ما يأتى :

ـ أصلها : (لمن ما) ، حيث (من) حرف جر ، و (ما) موصولة أو موصوفة كما سبق.

ـ أو : أصلها (لمن ما) ، حيث (من) موصولة ، و (ما) زائدة.

ـ أصلها : (لما) مخففة ثم شددت.

ـ أو أنها زائدة زيادة (إلا).

ب ـ (إن) النافية ، فتكون (لما) بمعنى (إلا) ، ونصب (كلا) بفعل مقدر.

ـ (إنّ) المشددة المؤكدة ، أما (لمّا) المشددة فإنها توجه على الأوجه السابقة. أو أنها جازمة حذف مجزومها.

أما (لما) المخففة فإنها توجه على أن اللام الأولى هى لام الابتداء ، والثانية هى الواقعة فى جواب القسم ، و (ما) بينهما زائدة.

وفيها أوجه أخرى غير مقبولة.

٢٤٦

اللام الفارقة :

إذا خففت نون (إن) المؤكدة وأهملت فإنها تلتبس بـ (إن) النافية ؛ لأنها مخففة ومهملة ؛ لذا يلزم دخول لام الابتداء بعد (إن) المؤكدة ؛ المهملة لتكون فارقة بينها وبين النافية. فتقول : إن محمد لمهمل ، فيتأكد لك إهمال محمد. فإذا قلت : (إن محمد مهمل) كان محمد غير مهمل ، وتقديره : ما محمد مهمل.

وتترك هذه اللام إن كان الخبر منفيّا ، فتقول : إن المؤمن غير كاذب. فيتأكد عدم كذب المؤمن.

وقد تترك اللام مع (إن) المخففة المؤكدة لقرينة معنوية ، كما هو فى قول الطرماح :

أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن (١)

حيث القرينة المعنوية هنا هى المدح ، فلا يصح أن تكون (إن) نافية ، وهو فى موقف مدح. فهو من آل مالك أباة الضيم ، وهم كرام المعادن ، فتكون (إن) مخففة من الثقيلة المؤكدة ، ويجوز دخول لام الابتداء على (كان) ، حيث يجب دخول لام الابتداء مع (إن) المخففة إن أهملت ، ولم يظهر المعنى (٢).

__________________

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٦٧ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٧٩ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٨٩ / العينى ٢ ـ ٢٧٦ / الدرر ٢ ـ ١٩٣.

(أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ابن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (أباة) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، و (الضيم) مضاف إليه مجرور ، (من آل) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة خبر ثان للمبتدإ ، أو : فى محل نصب حال مما فى خبر المبتدإ من ضمير. وآل مضاف و (مالك) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وإن) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : مخففة من الثقيلة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (مالك) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كانت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير مستتر تقديره : هى ، يعود على قبيلة مالك. (كرام) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (المعادن) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وجملة كان ومعموليها فى محل رفع ، خبر المبتدإ (مالك).

(٢) ينظر : التسهيل ٦٥ / الجامع الصغير ٦٧.

٢٤٧

وإن ولى (إن) المخففة فعل فإنه يكون ناسخا ، من ذلك : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) [القلم : ٥١].

(وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) [الشعراء : ١٨٦].

(وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) [البقرة : ١٤٣].

(إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) [الصافات : ٥٦].

(وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) [الأعراف : ١٠٢].

وقد تلا (إن) المخففة الأفعال الناقصة الناسخة : (يكاد ، نظن ، كان ، كاد ، وجد).

ودخلت على فعل ماض غير ناسخ فى قول عاتكة بنت زيد تخاطب عمرو ابن جرموز قاتل الزبير بن العوام فى موقعة الجمل :

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد (١)

وفيه تلا (إن) المخففة الفعل الماضى (قتل) ، وهو شاذ لا يقاس عليه إلا عند الأخفش.

__________________

(١) ينظر : المحتسب ٢ ـ ٢٥٥ / شرح المفصل ٨ ـ ٧١ / المقرب ١ ـ ١١٢ / شفاء العليل ١ ـ ٣٦٨ الجنى الدانى ٢٠٨ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٠ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٩٤.

(شلت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (يمينك) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة إليه.

(إن) حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب مهمل. (قتلت) قتل : فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (لمسلما) اللام : فارقة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. مسلما : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حلت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (عليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بحل. (عقوبة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف ، و (المتعمد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٤٨

تخفيف نون (أن)

تخفف نون (أنّ) المفتوحة الهمزة فيوجب جمهور النحاة (١) بقاء عملها ، مع وجود أمارات تكون فى جملتها ، وهى :

أ ـ وجوب حذف اسمها ، وكونه ضمير الشأن.

ب ـ وجوب كون خبرها جملة اسمية ، أو فعلية دعائية ، أو فعلها جامدا فإن لم يكن كذلك فإنه يكون مصدّرا بحرف نفى ، أو : قد ، أو : حرف تنفيس ، أو شرط ، أو : رب.

ومثال ذلك ما يأتى :

الخبر جملة اسمية :

نحو قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) [يونس : ١٠].

حيث (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الاسمية (الحمد لله) ، والتقدير : أنه الحمد لله.

ومنه قول الأعشى ميمون :

فى فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٣)

والتقدير : أنه هالك كلّ ...

__________________

(١) ينظر : التسهيل ٦٥ / الجامع الصغير ٦٤ / المقرب ١ ـ ١١٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٢.

(٢) (آخر) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (دعوى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر مضاف إليه.

(أن) حرف توكيد ونصب مبنى على السكون مخفف من الثقيلة ، واسمه ضمير الشأن محذوف. (الحمد) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لله) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر (أن) ، والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل رفع خبر المبتدإ. (رب) بدل من لفظ الجلالة مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، أو نعت له مجرور.

وهو مضاف ، و (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

(٣) ينظر : ديوانه ١٠٩ / الكتاب ٢ ـ ١٣٧ / الخصائص ٢ ـ ٤٤١ / الإنصاف ١ ـ ١٩٩ / رصف المبانى ١١٥ / ابن يعيش ٨ ـ ٧٤ / الدرر ٢ ـ ١٩٤.

(أن) حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب ، واسمه محذوف يقدر بضمير الشأن. (هالك) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كل) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٤٩

الخبر جملة دعائية :

نحو قوله تعالى : (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [النور : ٩]. وذلك بكسر الضاد وفتح الباء فى قراءة نافع (١) ، على أنّ (أن) المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (غضب الله) ، وهى دعائية.

ومثل ذلك قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها.)

[النمل : ٨]. حيث يكون من أوجه (أن) أن تكون مخففة من الثقيلة (٢) ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (بورك من فى النار) ، على أنها جملة دعائية.

الخبر فعل جامد :

فى قوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٣) [النجم : ٣٩] ، والتقدير : وأنه ليس للإنسان .. ، فتكون (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن

__________________

والجملة الاسمية فى محل خبر أن ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به لعلم. (من) اسم موصول مبنى فى محل جر مضاف إليه. (يحفى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (وينتعل) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ينتعل : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب بالعطف على جملة الصلة.

(١) فيها قراءتان أخريان :

أ ـ قراءة الحسن وأبى رجاء وقتادة والسلمى وعيسى بتخفيف (أن) و (غضب) اسما ، بفتح الغين والضاد وضم الباء ، وذلك على أنه مبتدأ ، خبره شبه الجملة (عليها) وتكون الجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر (أن) المخففة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وهذا مثال للسابق ذكره.

ب ـ قراءة العامة بتشديد نون (أنّ) وفتح كل حروف (غضب) على أنها اسم (أن) المشددة منصوب ، وخبرها شبه جملة (لعل). ينظر : الدر المصون ٥ ـ ٢١١.

(٢) من أوجه (أن) هنا :

أ ـ أن تكون مفسرة لتقدم ما هو بمعنى القول عليها.

ب ـ أنها الناصبة للمضارع ؛ ولكنها وصلت هنا بالماضى ، وتكون مصدرا مؤولا منصوبا على نزع الخافض.

(٣) (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، اسم ليس مؤخر ، أو : حرف مصدرى ، ويكون المصدر المؤول (ما سعى) فى محل رفع ، اسم ليس مؤخر ، والتقدير : ليس للإنسان إلا سعيه ..

٢٥٠

محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية (ليس للإنسان إلا ما سعى) ، فعلها جامد (ليس).

ومثله قوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)(١) [الأعراف : ١٨٥]. حيث (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية ذات الفعل الجامد (عسى أن يكون).

ج ـ إن لم يكن الخبر الجملة الفعلية مما سبق ، أى : إن لم يكن فعله جامدا ، أو لم يكن جملة فعلية دعائية ، فإنه يجب أن يصدر بحرف نفى ، أو : قد ، أو : حرف تنفيس ، أو : شرط ، أو : ربّ. ذلك على النحو الآتى :

١ ـ تصدر الخبر بالحرف النافى :

لم يسمع إلا مع (لم ، ولا ، ولن) ، وذلك فى قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) [البلد : ٧]. والتقدير : أنه لم يره أحد ، حيث (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، أما خبرها فهو الجملة الفعلية (لم يره أحد) ، فعلها غير جامد ، وهى غير دعائية ، لذلك فصل بين (أن) والفعل بحرف النفى (لم).

والفصل بـ (لن) فى قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) [البلد : ٥].

والفصل بـ (لا) فى قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا) [المائدة : ٧١] ، فى قراءة من رفع النون ، حيث تكون (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها (لا تكون فتنة) ، وهو منفى بـ (لا) التى فصلت بين (أن) المخففة والفعل غير الجامد وغير الدعائى.

ومن ذلك قوله تعالى : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى.) [النجم : ٣٨].

وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) [محمد : ٢٩].

__________________

(١) المصدر المؤول (أن يكون قد اقترب) فى محل رفع ، فاعل (عسى) ، أما اسم يكون فهو إما ضمير الشأن محذوف ، وإما (أجلهم) ويكون فى (يكون) ضمير محذوف.

٢٥١

(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً)(١) [الفتح : ١٢].

(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا.) [التغابن : ٧].

(عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ.) [المزمل : ٢٠].

٢ ـ تصدر الخبر بـ (قد):

فى قوله تعالى : (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ)(٢) [المائدة : ١١٣].

__________________

(١) (بل) حرف إضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (ظننتم) ظن : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب ، واسمه ضمير الشأن محذوف. (لن) حرف نفى ونصب للمضارع مبنى لا محل له من الإعراب.

(ينقلب) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الرسول) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن المخففة. (والمؤمنون) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. المؤمنون : معطوف على الرسول مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (إلى) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (أهليهم) اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالانقلاب. (أبدا) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (نريد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (نأكل) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به. (منها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالأكل. (وتطمئن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. تطمئن : فعل مضارع منصوب بالعطف على نأكل ، وعلامة نصبه الفتحة. (قلوبنا) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وقلوب مضاف ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ونعلم) الواو : حرف عطف مبنى. نعلم : فعل مضارع منصوب ، بالعطف على نأكل ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. (أن) حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن محذوف. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (صدقتنا) صدق : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول : أن قد صدقتنا سد مسد مفعولى نعلم. (ونكون) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. نكون : فعل مضارع ناقص ناسخ

٢٥٢

الجملة (نعلم أن قد صدقتنا) فيها (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الفعلية (صدقتنا) ، وهى غير دعائية ، وفعلها متصرف ، ففصل بينها وبين الفعل بـ (قد).

ومنه أن تقول : ربما ظنّ أن قد رأيناه.

عليك أن تعلم أن قد اكتشف سرّك.

ومنه قول المكعبر الضبى : أى : أنه قد وافيتم.

أخبر من لاقيت أن قد وافيتم

ولو شئت قال المخبرون أساءوا (١)

وقول آخر :

شهدت بأن قد خطّ ما هو كائن

وأنك تمحو ما تشاء وتثبت (٢)

__________________

منصوب بالعطف على نأكل ، وعلامة نصبه الفتحة. واسمه ضمير مستتر تقديره : نحن. (عليها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالشهادة. (من الشاهدين) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الشاهدين : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر نكون ، أو متعلقة بخبرها المحذوف.

(١) الكامل للمبرد ١ ـ ٩٤.

(٢) ينظر : الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٢ / هامش ضياء السالك ١ ـ ٣٤٤ / تهذيب التوضيح ١ ـ ١٠٣.

(شهدت) فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بأن) الباء : حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مبنى على السكون مخفف من الثقيلة لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن مبنى في محل نصب. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب.

(خط) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول. (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل.

(هو) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (كائن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلقة بالشهادة. (وأنك) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أن :حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم أن.

(تمحو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر أن ، والمصدر المؤول أنك تمحو فى محل جر بالعطف على المصدر السابق. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب. (تشاء) فعل مضارع مرفوع

٢٥٣

أى : بأنه قد خط.

ومنه قوله تعالى : (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) [الجن : ٢٨].

٣ ـ تصدر الخبر بحرف التنفيس :

قد يفصل بين (أن) المخففة وخبرها الفعل غير الدعائى وغير الجامد بالسين أو سوف.

من ذلك قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) [المزمل : ٢٠] ، والتقدير : أنه سيكون ، فـ (أن) مخففة من الثقيلة ، وخبرها الجملة المحولة (سيكون منكم مرضى) ، وهى غير دعائية ، وفعلها غير جامد ، فوجب الفصل بينها وبينه ، فكان الفصل هنا بالسين.

أما قول الشاعر :

واعلم فعلم المرء ينفعه

أن سوف يأتى كلّ ما قدرا (١)

فالتقدير فيه : أنه سوف يأتى ، ففصل بين (أن) والفعل غير الدعائى وغير الجامد بحرف التنفيس (سوف).

__________________

وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وفيها ضمير محذوف مفعول به هو العائد ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (وتثبت) حرف عطف ، وجملة فعلية معطوفة على جملة الصلة ، لا محل لها من الإعراب.

(١) شرح ابن عقيل رقم ١٠٦ / شرح الشذور رقم ١٣٩ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٢.

(اعلم) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (فعلم) الفاء : سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. علم : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (المرء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (ينفعه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب مخفف. واسمه ضمير الشأن محذوف. (سوف) حرف استقبال مبنى لا محل له من الإعراب. (يأتى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. (كل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف. و (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (قدرا) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والألف للإطلاق. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول سد مسدّ مفعولى (اعلم).

٢٥٤

٤ ـ أدوات الشرط :

قد يصدر خبر (أن) المخففة وخبرها الجملة الفعلية غير الدعائية وذات الفعل غير الجامد بأدوات الشرط ، وبخاصة (لو) ، كما هو فى قوله تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) [الجن : ١٦]. والتقدير : وأنه لو استقاموا ، ففصل بين (أن) المخففة والفعل بـ (لو). ومثله قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)(١) [الأعراف : ١٠٠]. والتقدير : أنه لو نشاء أصبناهم.

وقوله تعالى : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) [سبأ : ١٤]. والتقدير : أنه لو كانوا يعلمون ...

__________________

(١) (أو لم) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يهد) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله إما ضمير يعود على الله تعالى ، وإما أن يفهم من السياق ، وتقديره : أو لم يهد ما جرى للأمم السابقة ، وإما أن يكون المصدر المؤول (أن لو نشاء) ، والأخير أقرب. (للذين) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الذين : اسم موصول مبنى فى محل جر باللام. وشبه الجملة متعلقة بالهدى. (يرثون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون.

وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (الأرض) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (من بعد) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالإرث. وبعد مضاف و (أهل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر مضاف إليه. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب مخفف من الثقيلة ، واسمه ضمير الشأن محذوف. (لو) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (نشاء) فعل الشرط مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن. (أصبناهم) فعل جواب الشرط ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع فاعل. وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والتركيب الشرطى فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول إما فى محل رفع فاعل يهدى ، وإما منصوب على نزع الخافض ، وإما فى محل جر بتقدير وجود حرف الجر. (بذنوبهم) حرف جر واسم مجرور وضمير مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بالإصابة.

٢٥٥

ومنه قول الشاعر :

فعلمت أن من تثقفوه فإنه

جزر لخامعة وفرخ عقاب (١)

والتقدير : أنه من تثقفوه ، فتصدر خبر (أن) المخففة اسم الشرط (من).

٥ ـ تصدر الخبر بـ (ربّ):

كأن تقول : علمت أن ربّما يأتينا غدا ، والتقدير : أنه ربما يأتينا. و (ربّ) بمثابة (قد) فى الفصل بين (أن) المخففة والفعل الذى لا يستوعب شروط الإخبار.

ومنه قول الشاعر :

تيقنت أن ربّ امرئ خيل خائنا

أمين وخوّان يخال أمينا (٢)

__________________

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٧١ / اللسان مادة : خمع. الخامعة : الضبع.

(علمت) علم : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى على السكون مخفف من الثقيلة. واسمه ضمير الشأن محذوف. (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (تثقفوه) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والهاء ضمير مبنى فى محل نصب مفعول به. (فإنه) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (جزر) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل جزم جواب الشرط. وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع ، خبر المبتدإ اسم الشرط. والتركيب الشرطى فى محل رفع خبر أن المخففة. والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولى علم. (لخامعة) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لجزر.

أو متعلقة به. (وفرخ) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. فرخ : معطوف على خامعة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، و (عقاب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) شفاء العليل ١ ـ ٣٧١ / الدرر ٢ ـ ١٩٥.

(تيقنت) تيقن : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى على السكون مخفف من الثقيلة لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير الشأن محذوف. (رب) حرف جر شبيه بالزائد مبنى لا محل له من الإعراب. (امرئ) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (خيل) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (خائنا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدأ. والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر أن المخففة. والمصدر المؤول فى محل نصب ، مفعول به .. (أمين) نعت لامرئ مجرور على

٢٥٦

والتقدير : أنه ربّ امرئ ، حيث (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة (رب امرئ خيل) ، وقد صدرت بـ (ربّ).

ويندر ترك الفصل بواحد مما سبق ، أو تصدر الخبر الجملة به ، ومما يذكر مما ترك فيه الفصل قول الشاعر :

علموا أن يؤمّلون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل (١)

والتقدير : أنه سيؤملون ، فلم يفصل بين (أن) المخففة وخبرها الجملة الفعلية (يؤملون) ، وهى غير دعائية ، وفعلها غير جامد ، فحق فى التركيب الفصل بواحد مما سبق.

ملحوظتان :

أولا : اسم (أن) غير ضمير

مما خرج عن كون اسم (أن) المخففة ضمير شأن محذوفا قول أخت عمرو ذى الكلب :

__________________

اللفظ ، وعلامة جره الكسرة. (وخوان) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، عاطف جملة على جملة. خوان : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة ، والتقدير : ورب خوان. (يخال) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (أمينا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ خوان ، والجملة الاسمية فى محل رفع بالعطف على خبر أن.

(١) ينظر : شفاء العليل ١ ـ ٣٧١ / الجنى الدانى ٢١٩ / الجامع الصغير ٦٥ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٢ / ابن عقيل ١ ـ ٣٨٨ / ضياء السالك ١ ـ ٣٤٤ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٣.

(علموا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (أن) حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له من الإعراب ، واسمه ضمير الشأن محذوف. (يؤملون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول (أن يؤملون) فى محل نصب مفعولى علم. (فجادوا) الفاء :حرف عطف تعقيبى مبنى لا محل له من الإعراب. جادوا : فعل ماض مبنى على الضم وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (قبل) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالجود. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (يسألوا) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون مبنى للمجهول. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، نائب فاعل. والمصدر المؤول (أن يسألوا) فى محل جر بالإضافة. (بأعظم) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أعظم : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالجود. (سؤل) مضاف إلى أعظم مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢٥٧

لقد علم الضيف والمرملو

ن إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا

بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك يكون الثّمالا (١)

حيث خففت (أن) فى قوله : (بأنك ربيع .. وأنك هناك) ، وقد ظهر اسمها ، وهو ضمير المخاطب (الكاف) فى الموضعين ، وهذا على خلاف ما يجب أن يكون عليه من وجوب الحذف وكونه ضمير الشأن.

ومثله قول الآخر :

فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى

طلاقك لم أبخل وأنت صديق (٢)

وهذا لا يقاس عليه ، أو هو نادر.

ثانيا : فى دلالة ما قبل (أن) مخففة وناصبة :

الفاصل بين (أن) المخففة و (أن) الناصبة للمضارع من حيث دلالة ما قبلهما فى التركيب هو : تقع (أن) المخففة من الثقيلة بعد ما يعطى معنى العلم وهو دالّ على الثبات والاستقرار.

__________________

(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٥٨٥ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧٥ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٠ / الجامع الصغير ٦٤ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩١.

غيث : كلأ أو مطر ، الثمالا : الغياث والملجأ.

(بأنك) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له ، وكاف الخطاب ضمير مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (ربيع) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول (أنك ربيع) فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة (بأنك ربيع) متعلقة بالعلم.

(وغيث) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. غيث معطوف على ربيع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (مريع) صفة لغيث مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وأنك) الواو حرف عطف مبنى ، أن : حرف توكيد ونصب مبنى مخفف من الثقيلة. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (هناك) ظرف مكان إشارى مبنى فى محل نصب متعلق بتكون. (تكون) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (الثمالا) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وجملة تكون مع معموليها فى محل رفع ، خبر (أن). والمصدر المؤول فى محل جر بالعطف على المصدر السابق (أنك ربيع).

(٢) المنصف ٣ ـ ٢٨ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧١ / المقرب ١ ـ ١١١ / المغنى ١ ـ ٢٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٠ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٠ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٩٨.

٢٥٨

وتقع (أن) الناصبة بعد ما يعطى معنى الشكّ أو ما ليس بعلم ، وهو دال على عدم الثبات والاستقرار.

مثال ذلك قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا) [المائدة : ٧١].

حيث قرئت (تكون) بالرفع على أن (أن) المخففة ، فتكون (حسب) بمعنى اليقين.

كما قرئت (تكون) بالنصب على أن (أن) الناصبة ، فتكون (حسب) بمعنى الشكّ ، ومن الآية الكريمة نستنتج أنه إن احتمل ما قبلها معنى اليقين ومعنى الشك ، فإننا نجعل (أن) مخففة إذا أردنا اليقين ، ونجعلها المنصوبة إن أردنا الشكّ.

ويمكن لك أن تعود إلى كثير من الأمثلة المذكورة سابقا لتستوعب صحة ذلك.

تخفيف نون (كأنّ)

إذا خففت نون (كأن) فإنها تعامل معاملة (أنّ) ، إلا أنه يجوز فى تركيبها :

ـ إثبات اسمها.

ـ إفراد خبرها ، أى : يجوز أن يكون اسما.

ـ لا يفصل بينها وبين خبرها إذا كان جملة اسمية.

مع التنبيه إلى أن الكوفيين لا يعملونها إذا خفّفت ، ويجعلونها مثل (لكنّ).

مما جاء فيه إثبات اسم (كأنّ) المخففة النون قول كعب بن أرقم اليشكرى :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم (١)

__________________

(١) يروى برفع (ظبية) على أنها خبر (كأن) ، واسمها ضمير محذوف ، وتكون جملة (تعطو) فى محل رفع ، نعتا لظبية. كما يروى بجر (ظبية) بحرف الجر (الكاف) ؛ على أن (أن) زائدة ، وتكون الجملة الفعلية (تعطو) فى محل جر ، نعتا لظبية ، والتقدير : كظبية تعطو.

ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٣٤ / المحتسب ٢ ـ ١٠٣ / الإنصاف ١ ـ ٢٠٢ / معانى الحروف ١٢١ شرح ابن يعيش ٨ ـ ٨٣ / المقرب ١ ـ ١١١ / شذور الذهب ٢٨٤ /. شرح التصريح ١ ـ ٢٣٤ / الأشمونى ١ ـ ٢٩٣ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٠.

(يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتوافى. (توافينا) توافى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى ، وضمير المتكلمين مبنى فى

٢٥٩

بنصب (ظبية) على أنها اسم (كأن) المخففة ، وخبرها محذوف ، تقديره : هذه المرأة على التشبيه المقلوب ، أو : مكانها. والجملة الفعلية (تعطو) فى محل نصب نعت لظبية.

وقد جاء خبر (كأن) المخففة اسما ظاهرا مذكورا فى قول رؤبة :

كأن وريديه رشاء خلب (١)

حيث (رشاء) خبر (كأن) المخففة ، وهو اسم ليس بجملة.

وورد الخبر جملة اسمية فى قول الشاعر :

ووجه مشرق اللون

كأن ثدياه حقّان (٢)

__________________

(١) ينظر : ديوانه ١٦٩ / الكتاب ٣ ـ ١٦٤ / المقرب ١ ـ ١١٠ / الجامع الصغير ٦٥ / الأشمونى ١ ـ ٢٩٣ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٩٩.

الوريدان : عرقان فى الرقبة. الرشاء : الحبل. خلب : الليف.

(كأن) حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة ، مبنى لا محل له من الإعراب (وريديه) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى في محل جر بالإضافة إليه.

(رشاء) خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (خلب) نعت لرشاء مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

وسكن من أجل الوقف للروى.

(٢) الكتاب ٢ ـ ١٣٥ / المحتسب ١ ـ ٩ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧٢ / ابن عقيل رقم ١٠٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٢ / الجنى الدانى ٥٧٥ / القطر ١٥٨ / شرح الشذور ٢٨٥ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٤ / أوضح المسالك رقم ١٥٢ / الأشمونى ١ ـ ٢٩٣.

(ووجه) الواو : واو رب حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وجه : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (مشرق) صفة لوجه مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة. وهو مضاف و (اللون) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (كأن) حرف تشبيه مبنى مخفف من الثقيلة ، واسمه ضمير الشأن محذوف. (ثدياه) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه

٢٦٠