النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

مواضع وجوب فتح همزة (أنّ)

يجب أن تفتح همزة (أن) إذا وقعت مع معموليها موقع اسم ، أى. سدت جملتها مسدّ مصدر ، أى : يمكن تحويلها مع معموليها إلى مصدر صريح ، فهى بذلك تكون مصدرا مؤولا له موقعه الإعرابىّ من الرفع والنصب والجرّ ، حيث لا يحقّ لها أن تستقل مع معموليها بمعنى الجملة ، بل ترتبط بما قبلها أو بما بعدها معنويّا ، كما ترتبط به إعرابيّا كالاسم الواحد المصدر ، ويكون ذلك فى المواضع الآتية :

١ ـ أن تقع مع معموليها فاعلا (١) :

نحو قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ) [العنكبوت : ٥١]. المصدر المؤول (أنا أنزلنا) فى محلّ رفع ، فاعل (يكفى) ، لذا وجب فتح همزة (أن) لأنها مع معموليها وقعت مصدرا مؤولا فى محل رفع ، فاعل ، والفاعل مع فعله يمثلان جملة ، فلا يستغنى بأحدهما عن الآخر. ويجب أن يكون الفاعل اسما ، فالمصدر المؤول بوقوعه فاعلا واقع موقع الاسم.

ومنه قولك : ثبت أنك تتمثل الإنسانية. حيث المصدر المؤول (أنك تتمثل) فى محلّ رفع ، فاعل ، فوجب فتح همزة (أن).

__________________

الكاف مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (به) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (قبل) ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو متعلق بالإتيان ، وهو مضاف. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (تقوم) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر تقديره :أنت. والمصدر المؤول أن تقوم فى محل جر مضاف. والتقدير : قبل قيامك. (من مقامك) جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالقيام. (وإنى) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (عليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقوة. (لقوى) اللام لام الابتداء أو التوكيد أو اللام المزحلقة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. قوى : خبر إن أول مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عزيز) خبر ثان لإن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) ينظر الكتاب ٣ ـ ١٢٠ : ١٤٠ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٠ : ٣٤٩ / التسهيل ٢٦٣ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٥٠.

٢٠١

ومنه قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(١) [فصلت : ٥٣]. المصدر المؤول (أنه شهيد) فى محل رفع ، فاعل ليكفى.

وقوله : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) [فصلت : ٥٣]. (أنه الحق) مصدر مؤول فى محل رفع ، فاعل للفعل (يتبين) ، ومثله : (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) [التوبة : ١١٤].

٢ ـ أن تقع مع معموليها نائبا عن الفاعل :

الحديث عن الفاعل حديث عن نائب الفاعل ، حيث نائب الفاعل يكون اسما ، ووقوع (أن) مع معموليها موقع النائب عن الفاعل يدلّ على مصدريتها ، ووقوعها موقع الاسم ، فتفتح همزتها. من ذلك قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) [الجن : ١]. حيث قوله (أنه استمع نفر) قائم مقام الفاعل ، فهو نائب فاعل ؛ لذا فتحت همزة (أن) لكونها مع معموليها واقعة موقع الاسم.

ومنه أن تقول : يستنتج من حتمية التاريخ أن العدالة الشعبية لها الغلبة على القهر والظلم. حيث (أن) مع معموليها (أن العدالة الشعبية لها الغلبة) مصدر مؤول فى محل رفع ، نائب فاعل ، فيجب أن تفتح همزتها.

ومنه قوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) [هود : ٣٦]. المصدر المؤول (أنه لن يؤمن) فى محلّ رفع ، نائب فاعل.

__________________

(١) (أو لم) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يكف) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (بربك) الباء حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. رب :اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالكفاية. (أنه) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (على) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كل) اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالشهادة. وكل مضاف و (شىء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (شهيد) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٠٢

(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ)(١) [الحج : ٤] ، المصدر المؤول (أنه من تولاه فأنه يضله) فى محل رفع ، نائب فاعل ، ففتحت همزة (أن).

(قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(٢) [الأنبياء : ١٠٨].

٣ ـ أن تقع مع معموليها مفعولا به لغير القول :

ذكرنا فيما قبل أن (إن) مع معموليها إذا وقعت بعد القول ـ أى : مقولا له ـ فإنه يجب أن تكسر همزتها ، ولكنها إذا وقعت مفعولا به لغير القول فإن همزتها يجب أن تفتح. كما يكون المفعول به غير خبر فى الأصل. من ذلك أن تقول : أقدر فيك أنك تعشق الإخلاص. حيث (أن) مع معموليها (أنك تعشق) مصدر مؤول فى محلّ نصب ، مفعول به لـ (أقدر).

__________________

(١) (كتب) فعل ماض مبنى على الفتح. (عليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالكتابة. (أنه) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (تولاه) تولى : فعل الشرط ماض مبنى على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فأنه) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (يضله) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول (أنه يضله) فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : فإضلاله قائم ، والجملة الاسمية من المصدر المؤول وخبره فى محل جزم جواب الشرط ، والتركيب الشرطى (من تولاه فأنه يضله) فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول (أنه من تولاه) فى محل رفع ، نائب فاعل.

(٢) (قل) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (إنما) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لإن مبنى لا محل له من الإعراب. (يوحى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (إلى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالوحى (أنما) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لأن مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إلهكم) إله : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (إله) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول (أنما إلهكم إله) فى محل رفع نائب فاعل للفعل يوحى. والجملة الفعلية (يوحى إلى أنما ...) فى محل نصب ، مقول القول. (واحد) نعت لإله مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٢٠٣

والمفعول به لا يمثل معنى قائما بذاته ، وإنما يكون مرتبطا بما يسبقه من جملة فعلية ، فتكون (أن) مع معموليها واقعة موقع الاسم ، مما يوجب فتح همزتها ، إلا إذا كانت مفعولا به للقول فتكون بمثابة الكلام المستقلّ ، فتكسر همزتها.

كما يجب أن يكون المفعول به غير خبر فى الأصل ، والمفعول به الخبر هو الذى يقع بعد فعل ناصب لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وهو : ظنّ وأخواتها ، وهى أفعال القلوب. ومثله أن تقول : حسبتك إنك غائب. حيث ضمير المخاطب (الكاف) فى حسبتك) مفعول به أول ، وجملة (إنك غائب) فى محلّ نصب ، مفعول به ثان لغير القول.

ومن وقوع (أنّ) مع معموليها مفعولا به لغير القول فوجب فتح همزتها : قوله تعالى : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) [الأنعام : ٧١] ، فيه (أنّ) مع معموليها (أنكم أشركتم) مصدر مؤول فى محلّ نصب ، مفعول به للخوف.

(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : ٨٢] ، (أنكم تكذبون) مصدر مؤول فى محلّ نصب ، مفعول به ثان لتجعل.

(وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)(١) [الأنفال : ٧].

ومن وقوع (أنّ) مع معموليها سادة مسدّ المفعولين قوله تعالى : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة : ٣] ، (أن ماله أخلده) مصدر مؤول سدّ مسدّ مفعولى (يحسب).

(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأعراف : ٣٠].

__________________

(١) (تودون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (غير) اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (ذات) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهى مضاف ، و (الشوكة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تكون) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هى. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بخبر تكون المحذوف فى محل نصب. وجملة تكون مع معموليها فى محل رفع ، خبر أن.

٢٠٤

(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) [القمر : ٢٨]. المصدر المؤول (أن الماء قسمة) سدّ مسدّ المفعولين الثانى والثالث لنبئ فى محلّ نصب ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، المفعول به الأول.

(نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(١) [الحجر : ٤٩].

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) [الكهف : ٩].

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ)(٢) [النساء : ٦٠].

(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) [البقرة : ٤٦].

٤ ـ أن تقع مع معموليها مبتدأ :

المبتدأ لا يمثل معنى مستقلا ؛ لأن معناه يتطلب الإخبار عنه ، فيستوجب وجود خبر مذكور أو مقدر ؛ لذا وجب أن تفتح همزة (أن) إذا وقعت مع معموليها

__________________

(١) (نبئ) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (عبادى) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أنى) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (أنا) ضمير فصل مبنى ، لا محل له من الإعراب ، أو مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الغفور) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو خبر المبتدإ أنا مرفوع ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر أن. (الرحيم) خبر ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والمصدر المؤول سد مسد المفعولين الثانى والثالث فى محل نصب.

(٢) (ألم) الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تر) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره :أنت. (إلى) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالرؤية. (يزعمون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (أنهم) أن :حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، اسم أن.

(آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول سد مسد مفعولى يزعم. (بما) الباء : حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالإيمان. (أنزل) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (إليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإنزال.

٢٠٥

مبتدأ. من ذلك قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) [فصلت : ٣٩].

وفيه (أن) مع معموليها (أنك ترى) مصدر مؤول فى محلّ رفع ، مبتدأ مؤخر ، خبره المقدم شبه الجملة (من آياته) ؛ لذا وجب فتح همزتها.

ومنه أن تقول : من الدليل على الإيمان أنّك ترى الله فى كلّ آن. المصدر المؤول (أنك ترى) فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر.

ولهذا نلحظ فتح همزة (أن) بعد (لو لا) دائما لوقوعها مع معموليها مبتدأ بعدها ، نحو : لو لا أنك مخلص لما احترمك رؤساؤك. المصدر المؤول (أنك مخلص) فى محلّ رفع ، مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره : موجود ، والتقدير : لو لا إخلاصك موجود ....

ومنه قوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(١) [الصافات : ١٤٣ ، ١٤٤] ، المصدر المؤول (أنه كان من المسبحين) فى محلّ رفع ، مبتدأ محذوف الخبر.

ومما كان مبتدأ فتفتح له همزة (أنّ) اسم (كان) ، كما هو فى قوله تعالى : (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها)(٢) [الحشر : ١٧] ، (عاقبة) خبر (كان)

__________________

(١) (لو لا) حرف امتناع لوجود شرطى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أنه) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره هو. (من) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(المسبحين) اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وشبه الجملة متعلقة بخبر كان المحذوف. وجملة كان مع معموليها فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول (أنه كان) فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف وجوبا. (للبث) اللام للتوكيد حرف واقع فى جواب شرط لو لا ، مبنى لا محل له من الإعراب. لبث : فعل جواب الشرط ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (فى بطنه) جار مبنى ، ومجرور بالكسرة مضاف ، ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة متعلقة باللبث. (إلى) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يوم) اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة باللبث. (يبعثون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون مبنى للمجهول ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة.

(٢) (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (عاقبتهما) خبر كان مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (أنهما) أن : حرف توكيد

٢٠٦

مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والمصدر المؤول (أنهما فى النار) فى محل رفع ، اسم (كان) مؤخر.

وكذلك وقوعها اسما للأحرف الناسخة ، كأن تقول : إنّ فى تقديرى أنك الذى أجبت عن السؤال. حيث شبه جملة (فى تقديرى) فى محلّ رفع ، خبر (إن) مقدم ، أما المصدر المؤول (أنك الذى) ، وهو مكون من (أن) ومعموليها فهو فى محلّ نصب ، اسم (إن) مؤخر.

وتقول : كأنّ عندى أنّ هذا الرجل عالم ، ولعل فى فكرى أنك موجود اليوم ، حيث كلّ من المصدرين المؤولين : (أن هذا الرجل عالم ، وأنك موجود) فى محل نصب ، اسم (كأن ، ولعل).

٥ ـ أن تقع مع معموليها خبرا عن اسم معنى :

الخبر إخبار عن المبتدإ ، فهو ركن من ركنى الجملة ؛ لذا لا يمثل جملة مستقلة ، وإنما هو واقع موقع الاسم ؛ لذا تفتح همزة (أن) إذا كانت خبرا عن اسم المعنى ، بشرط ألا يكون قولا ولا صادقا عليه ، نحو : العجب أنك لا تأنس إلى الثقة فى نفسك. المصدر المؤول (أنك لا تأنس) فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ (العجب) ، وهو اسم معنى غير قول ولا صادق عليه. لذا فإن همزة (أنّ) تفتح فى هذا الموقع.

ذلك لأن القول مقوله جملة ، أو ما فيه معنى الجملة.

ويجب أن نلحظ هنا عدّة ملحوظات :

أولاها : أن الخبر من (إن) ومعموليها إذا كان عن اسم ذات فإن الهمزة تكسر ، وإذا كان عن اسم معنى فإن الهمزة تفتح. ذلك لأن الخبر إذا كان عن اسم ذات فإنه يمكن أن يستقلّ عن المبتدإ لتكرير المبتدإ فيه ، نحو قولك : محمد إنه مجتهد ، حيث ضمير الغائب فى (إنه) عائد على المبتدإ.

__________________

ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (فى النار) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر أن ، أو متعلقة بخبر أن المحذوف. (خالدين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ؛ لأنها مثنى. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالخلود.

٢٠٧

أما إذا كان الخبر عن اسم معنى فإنه لا يمكن أن يستقلّ عن المبتدإ ؛ لأنه لا يتكرر فيه ، نحو : الحقّ أنّك تذكر الحقيقة كاملة.

ثانيتها : إذا كان الخبر من (إن) ومعموليها إخبارا عن قول فإنه يمكن أن يستقلّ فى جملة كما ـ ذكرنا ـ فى دلالة القول سابقا ، من نحو قولك : قولى إنك لا تأنس ، فالقول : (إنك لا تأنس) يمكن أن تستقلّ ذاتيا بمعناه ؛ لذا فإن همزة (إن) يجوز أن تكسر.

ثالثتها : إذا كان الإخبار بـ (إن) ومعموليها مصدقا به على المبتدإ فإنه يجوز الاستغناء عن المبتدإ لتكريره فى الخبر عن طريق الضمير الذى يعود عليه ؛ لذا فإن همزة (إن) تكسر ، نحو قولك : هذا العجب إنه لصحيح ، حيث اسم الإشارة (هذا) فى محلّ رفع ، مبتدأ ، وهو إشارة إلى اسم معنى وهو (العجب) ، والخبر (إنه لصحيح) مصدق به على المبتدإ ، وتكرر فيه المبتدأ بذكر ضمير الغائب العائد عليه ؛ لذا فإنه يمكن أن تستقلّ معنويّا عن المبتدإ ، فتكسر لذلك همزة (إنّ).

ومنه أن تقول : هذا الصدق إنه لحقّ. تلك الدهشة إنها لفى مكانها. هذا الاحترام الشديد إنه لفى محلّه.

وتلحظ فتح همزة (أن) لوقوعها مع معموليها خبرا فى قوله تعالى : (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) [النور : ٧].

(أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [آل عمران : ٨٧].

المصدر المؤول فى محل رفع ، خبر (جزاء) ، والجملة الاسمية فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ اسم الإشارة (أولئك).

٦ ـ أن تقع مع معموليها فى محلّ جرّ :

الجرّ خاصّ بالأسماء ، فإذا وقعت (أن) مع معموليها فى محلّ جرّ كانت جملتها بمثابة الاسم واقعة موقعه ؛ لذا فإن همزتها تكسر ، سواء أكان الجرّ بالإضافة ، نحو قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات : ٢٣] ،

٢٠٨

حيث (ما) زائدة ، و (أنكم تنطقون) مصدر مؤول فى محلّ جرّ بالإضافة ، والتقدير : مثل نطقكم.

ومنه أن تقول : لا أعلم عنك غير أنك مستقيم. المصدر المؤول (أنك مستقيم) فى محلّ جرّ بالإضافة.

أو كان الجرّ بالحرف ، نحو قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) [الحج : ٦ ، ٦٢] ، [لقمان : ٣٠]. المصدر المؤول (أن الله هو الحقّ) فى محلّ جرّ بالباء ، وشبه الجملة متعلقة بالخبر المحذوف.

ومنه قولك : أحترمك لأنك لا تتجاوز التقاليد والأعراف والقوانين ، المصدر المؤول أنك لا (تتجاوز) فى محل جر باللام ، لذا فتحت همزة (إن) التى تصدرته.

لقد استويا فى أنهما حصلا على درجات واحدة ، المصدر المؤول (أنهما حصلا) فى محل جر بالحرف (فى) ، ففتحت همزة (أن).

وقد يكون الجرّ مقدرا أو محذوفا فيكون المصدر المؤول بعده مفتوح الهمزة ، ويكون فى محلّ نصب بنزع الخافض ، أو فى محلّ جرّ بتقدير وجود حرف الجرّ ، على خلاف بين النحاة بين الرأيين ، كما هو فى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) [المؤمنون : ٦٠]. التقدير ، وجلة من أنهم ... ، أو : وجلة لأنهم ... لذلك فتحت همزة (أن).

(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) [الأنبياء : ٨٣]. أى : بأنى مسنى ...

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) [البقرة : ٢٥] ، التقدير : بأن لهم جنات.

يلحظ أن : قوله تعالى : (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) [غافر : ٦]. فيه المصدر المؤول (أنهم أصحاب) فيه أوجه :

ـ أن يكون التقدير : لأنهم أصحاب ، فيقدر فيه حرف جر ، فيكون إما منصوبا على نزع الخافض ، وإما فى محلّ جر بتقدير الحرف.

٢٠٩

ـ أن يكون فى محلّ رفع بدلا من (كلمة).

٧ ـ إذا وقعت مع معموليها خبرا عن اسم إشارة فيه معنى السبب :

نحو القول : ذلك أن للشباب سكرة وطماحا. (رسائل الجاحظ ١ ـ ٢٩٤).

والتقدير : ذلك لأن للشباب سكرة. فالمصدر المؤول تعليل لوقوع ما دلّ عليه اسم الإشارة.

٨ ـ أن تقع بعد (ما) الوقتية.

وذلك كالقول : لا أكلمك ما أنّ فى السماء نجما (١) ، والتقدير : وقت أن ...

٩ ـ أن تكون مع معموليها تابعة لشىء مما سبق :

وتلحظ أن ما كانت تابعة له يكون مصدرا صريحا ، فكأنك عطفت مصدرا مؤولا على مصدر صريح له موقعه الإعرابيّ من الرفع أو النصب أو الجرّ ، لذا فإن همزة (أن) يجب أن تفتح. من ذلك أن تقول : يرضينى استقامتك ، وأنك تعمل لصالح الإنسان.

المصدر المؤول أنك تعمل فى محلّ رفع بالعطف على المصدر الصريح (استقامة) لأنه فاعل ، والتقدير : يرضينى استقامتك وعملك لصالح ...

يحترم إخلاصك ، وأنك شريف فى عملك.

المصدر المؤول (أنك شريف) معطوف على (إخلاص) فى محلّ رفع ؛ لأن المعطوف نائب فاعل ، والتقدير : يحترم إخلاصك وشرفك.

أقدر ثباته على الحقّ ، وأنه لا يحيد عنه.

المصدر المؤول (أنه لا يحيد) فى محلّ نصب بالعطف على المصدر الصريح (ثبات) ؛ لأنه مفعول به ، والتقدير : أقدر ثباته وعدم حياده ...

عجبت لتفانيك فى خدمة الآخرين ، وأنك تريد بذلك وجه الله.

__________________

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٥٩.

٢١٠

المصدر المؤول (أنك تبغى) فى محلّ جرّ بالعطف على المصدر الصريح المجرور باللام (تفانى) ، والتقدير : عجبت لتفانيك ولإرادتك ...

الجهل المركب عدم معرفة المرء بالأمر ، وأنه يجهل ذلك.

المصدر المؤول (أنه يجهل) فى محلّ رفع بالعطف على المصدر الصريح الخبر (عدم). والتقدير : عدم معرفة ... وجهله ذلك ...

ومنه أن تقول كذلك : عجبت لثرائه ، وأنه يجالس الفقراء.

يعجبنى احترامه الآخرين ، وأنه يساعدهم فى إخلاص.

أتذكر دائما مساهمته فى الخير ، وأنه يخفى ذلك.

علمت بمشاركته ، وأنه يتعاون معنا.

قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ) [الحديد : ٢٩]. المصدر المؤول (أن الفضل بيد الله) فى محلّ نصب بالعطف على المصدر المؤول : (ألا يقدرون) ، وفى الموضعين فتحت همزة (أن).

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [الحج : ٦ ، ٧]. المصادر المؤولة (أنه يحيى ، أن الساعة آتية ، أن الله يبعث) فى محلّ جرّ بالعطف على المصدر المؤول المجرور بالباء (أن الله هو الحق).

(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(١) [آل عمران : ١٨٢].

__________________

(١) (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (بما) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. أو متعلقة بخبر محذوف. (قدمت) فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء للتأنيث حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(أيديكم) أيدى : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(وأن) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له

٢١١

المصدر المؤول (أن الله ليس بظلام) فى محل جر بالعطف على الاسم الموصول (ما) ، وهو فى محلّ جرّ بالباء.

(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)(١) [آل عمران : ١٧١]. المصدر المؤول (أن الله لا يضيع) فى محلّ جرّ بالعطف على (نعمة).

تأويل (أنّ) مع معموليها بمصدر :

ذكرنا أن (أنّ) المفتوحة الهمزة تؤول مع معموليها باسم (مصدر صريح) فى المواضع السابقة ، وبادئ ذى بدء أنوه إلى أن الفكرة الأساس فى التأويل هو الخبر ؛ لأن الخبر هو المعنى الأساس المقصود من إنشاء الجملة ؛ لذا فإننا ننظر إلى خبر (أن) حال تأويلها مع معموليها إلى مصدر على النحو الآتى :

أ ـ إن كان خبر (أن) اسما مشتقا أو فعلا متصرفا فإننا نأتى بالمصدر منه ونضيف إليه اسم (إن). فالقول : بلغنى أنك مجتهد ، أو : تجتهد ، يؤول إلى : بلغنى اجتهادك. وتلحظ أن المصدر المؤول والصريح فاعل فى محل رفع.

__________________

من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (بظلام) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ظلام) خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وجملة (ليس بظلام) فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول فى محل جر بالعطف على الاسم الموصول. (للعبيد) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بظلام.

(١) (يستبشرون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بنعمة) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالاستبشار. (من الله) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل جر ، نعت لنعمة. (وفضل) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. فضل : معطوف على نعمة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وأن) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يضيع) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول فى محل جر بالعطف على نعمة. (أجر) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (المحسنين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

٢١٢

يعلم الإنسان أنه مخلوق ، أو : خلق ، يؤول إلى : يعلم الإنسان خلقه ، المصدران مفعول به فى محل نصب.

ب ـ إن كان الخبر جامدا أو شبه جملة أتينا بالمصدر من (كان) ، وأضفنا الاسم إليه ، ثم يذكر الخبر. فالقول : بلغنى أن الصديق عندك ، أو : فى دارك ، يؤول إلى : بلغنى كون الصديق عندك ، أو : فى دارك. تلحظ أن المصدرين فاعل فى محل رفع.

والقول : أعلم أنك رجل ، يؤول إلى : أعلم كونك رجلا ، والمصدران مفعول به ، و (رجلا) خبر المصدر (كون) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

أعرف أن هذا محمود (علم) ، يؤول إلى : أعرف كونه محمودا. المصدر فى محل نصب ، مفعول به.

ج ـ إن كان الخبر منفيّا فإننا نحافظ على معنى النفى بأن نأتى بالمصدر (عدم) من الفعل (عدم) ، ونضيف إليه المصدر بإحدى الطريقتين السابقتين تبعا لنوع الخبر البنيوى.

فالقول : يعجبنى أنه لا يتمسك بباطل ، يؤول إلى يعجبنى عدم تمسكه بباطل. والمصدران فاعل فى محل رفع. وتلحظ أن الخبر منفى (لا يتمسك) ، وهو فعل متصرف. فأتينا بـ (عدم) مضافا إليه المصدر من (يتمسك).

والقول : أعلم أنه ليس أحمد المذكور ، يؤول إلى : أعلم عدم كونه أحمد المذكور ، والمصدر فى محل نصب ، مفعول به لأعلم ؛ لأن الفعل بمعنى (أعرف) ، وإذا كان قلبيا فإن المصدر يسد مسدّ مفعولى أعلم فى محل نصب.

ظننت أنك لست فى القاعة ، يؤول إلى : ظننت عدم كونك فى القاعة. المصدر سد مسدّ مفعولى ظننت فى محل نصب.

جواز فتح همزة (إن) وكسرها

يجوز كسر همزة (إن) وفتحها فى مواضع تأويلية بالنظر إلى فكرة كلّ من الكسر والفتح ، فتكسر الهمزة إذا أوّل المعنى بالاستقلال الذاتى ، ويؤول الفتح إذا

٢١٣

لم تكن جملة مستقلة ، بل تقع موقع اسم له موقعه الإعرابيّ من الرفع والنصب والجر ، ويؤول ذلك فى المواضع الآتية (١) :

١ ـ إذا وقعت (إن) مع معموليها بعد (إذا) الفجائية :

حيث تؤول جملة تامة ، كما تؤول مصدرا صريحا ، وبينهما يدور كسر الهمزة وفتحها. من ذلك قول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا

إذا أنه عبد القفا واللهازم (٢)

حيث يجوز أن تقدر ما بعد (إذا) الفجائية : إذا هو عبد ، فيكون جملة تامة فتكسر الهمزة ، ويجوز أن تقدر ما بعدها : إذا عبوديته ، فيكون مصدرا اسما واحدا يحتاج إلى ما يتممه من ركن آخر ؛ ليكون جملة ، وبذلك تفتح الهمزة.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٢٢ ، ١٤٤ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٤ ، ٣٥١ / التسهيل ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٨.

(٢) الكتاب ٢ ـ ١٤٤ / المقتضب ٢ ـ ٢٥٣ / الخصائص ٢ ـ ٣٩٩ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٦١ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٨٠.

أرى : أظن. اللهازم : جمع لهزمة وهو طرف الحلقوم. والمعنى : كنت أظن زيدا سيدا فى قومه ، فإذا هو غير ذلك محتقر يصفع على قفاه.

(كنت) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم كان. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (أرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان. (زيدا) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كما) الكاف : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بالكاف ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لمفعول مطلق محذوف ، والتقدير : ظنا كالذى يقوله الناس ، أو : (ما) حرف مصدرى مبنى ، وهو وما بعده من فعل مصدر مؤول فى محل جر بالكاف ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لمصدر محذوف.

والتقدير : ظنا كقول الناس (قيل) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (سيدا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) فجائية. (أنه) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (عبد) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف ، أو : خبر لمبتدإ محذوف. وعبد مضاف و (القفا) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (واللهازم) عاطف مبنى ومعطوف على القفا مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢١٤

٢ ـ إذا وقعت مع معموليها بعد فاء الجزاء :

حيث يمكن أن تقدرها جملة تامة الركنين فتكسر ، ويجوز أن تؤولها بمصدر فتفتح ، ومن ذلك قوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام : ٥٤]. قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائى ونافع بالكسر ، وقرأ عاصم وابن عامر بالفتح (١).

أما الكسر فهو على احتساب (إن) فى صدر الجملة ، فهى تمثل جملة تامة مخبرا بها عن اسم ذات ، سواء أكانت (من) اسما موصولا فى محلّ رفع ، مبتدأ ، أم كانت اسم شرط مبتدأ كذلك ، والتقدير : فهو غفور رحيم ، وتكون جملة (إن) مع معموليها فى محل جزم ، جواب الشرط ، فتكون جملة تامة تكسر فيها همزة (إن).

وأما الفتح فهو على احتساب المصدر المؤول مبتدأ يفتقر إلى خبر ، وهو محذوف ، أو خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : فغفرانه موجود ، أو : فعليه غفرانه ، أو : فأمره أو فشأنه أنه غفور رحيم.

٣ ـ أن تقع مع معموليها فى موضع تعليل :

مثال ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٢) [الطور : ٢٨].

__________________

(١) يرجع إلى : كتاب السبعة فى القراءات لابن مجاهد ٢٥٨ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٤٤ / البيان فى غريب القرآن ١ ـ ٣٢٢.

(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (كنا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (من قبل) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (قبل) اسم مبنى على الضم فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالدعاء. (ندعوه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان ، وجملة (كان) مع اسمها وخبرها فى محل رفع ، اسم إن. (إنه) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (هو) ضمير فصل مبنى لا محل له من الإعراب ، أو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (البر) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو : خبر المبتدإ مرفوع ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر إن.

(الرحيم) خبر ثان لإن ، أو خبر ثان للمبتدإ.

٢١٥

فى (إنه هو البر) قرأ نافع والكسائى بفتح الهمزة على تقدير لام العلة ، والتقدير : لأنه هو البرّ الرحيم ، أى : لكونه ، فتؤول بمصدر ، وقرأ الباقون بكسر الهمزة على تقدير الاستئناف (١) الذى فيه معنى العلة كذلك ، والاستئناف هو الابتداء فتكون جملة تامة.

ومثله القول : لبّيك إن الحمد لك.

فالفتح لكون (إن) مع معموليها غير مستقلة فى معناها ، بل هى مرتبطة بما قبلها تعليليا ، فلكونها مع معموليها فى استقلال معنوى ، فهى جملة تامة ذات معنى تام.

٤ ـ أن تقع مع معموليها خبرا عن قول ، وخبرها قول أو ما يشبهه من معنى ، وفاعل القولين واحد :

من ذلك أن تقول : قولى إنى أحمد الله. حيث (قول) مبتدأ مرفوع مقدرا ، وخبر (إن) هو (الحمد) ، وهو شبيه بالقول ، فالقول بتقدير (إن) مع معموليها غير مستقلة فى المعنى ، إذ هى مرتبطة بما قبلها ، حيث هى إخبار له ، والتقدير : قولى حمد الله ، ويجوز الكسر على تقديرها مستقلة مع معموليها فى المعنى ، فمع أنها خبر للمبتدإ هى مستغنية عن العائد الذى يربط الخبر بالمبتدإ ؛ لأن الخبر هو المبتدأ فى معناه ، وبذلك فإن الخبر يستقلّ فى معناه ، حيث يمكن أن يستغنى عن المبتدإ ، فيكون جملة مستقلة.

فإذا لم يكن المبتدأ قولا فتحت الهمزة ، حيث الإخبار بها عن اسم معنى ، فيقال : شعورى أنى أحمد الله. حيث الاعتماد المعنوىّ التام على ما قبلها.

وإذا انتفى القول الثانى كسرت ، حيث تكون (إن) مع معموليها القول الأول نفسه فى المعنى ، وبذلك فهى تستقل فى المعنى ، فتكسر كما هو مذكور بعد القول ، فيقال : قولى إنى مؤمن بالله.

وإن اختلف قائل القولين فإنها تكسر ، حيث الاستقلال المعنوىّ لها مع معموليها ، فيقال : قولى : إن أبى يحمد الله دائما.

__________________

(١) ينظر : السبعة فى القراءات ٢٥٨ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٤٤ / البيان فى غريب إعراب القرآن ١ ـ ٣٢٢ / الدر المصون ٦ ـ ٢٠٠.

٢١٦

٥ ـ أن تقع (إنّ) مع معموليها بعد قسم ، دون ذكر اللام بعدها :

أى : تكون (إن) مع معموليها جوابا للقسم دون ذكر اللام بعدها ؛ لأن اللام تكون فى موضع ابتداء دائما ، من ذلك قول رؤبة :

أو تحلفى بربّك العلىّ

أنّى أبو ذيّالك الصبىّ (١)

وفيه يجوز أن تكسر همزة (إن) على أنها جواب للقسم ، وجواب القسم لا محلّ له من الإعراب ؛ لأنه فى موضع ابتداء ، وبذلك تمثل جملة تامة مستقلة.

ويجوز الفتح على تقدير حرف جرّ قبل (أن) تقديره (على) ، والتقدير : أو تحلفى على أنى أبو ... ، فتكون (أن) مع معموليها مصدرا مؤولا فى محلّ نصب بنزع الخافض ، وهو متعلق بالقسم ، فلا تكون مستقلة معنويا.

٦ ـ أن تقع بعد (لا جرم) لفظا :

كما هو فى قوله ـ تعالى ـ : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ.) [النحل : ٢٣]. العامة على فتح همزة (أن) ، حيث يغلب الفتح فى هذا الموضع ، فاللفظ (جرم) يعدّ فعلا ، والمصدر المؤول فاعله ، فلا يستغنى بأحدهما عن الآخر ، ويكون المعنى : وجب علم الله. وتكون (لا) ـ حينئذ ـ زائدة ، أو : مركبة مع جرم تركيب (خمسة عشر) ، وصار معناهما معنى فعل.

والتقدير : حق وثبت ووجب علم الله استكبارهم ....

__________________

(١) ضياء السالك ١ ـ ٣٢١ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٩ / قاله وقد قدم من سفر ، فوجد امرأته قد ولدت غلاما فأنكره.

(أو) حرف عطف مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (تحلفى) فعل مضارع منصوب بأن المقدرة بعد أو ، وعلامة نصبه حذف النون ، وضمير المخاطبة مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بربك) حرف جر مبنى ، مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بالحلف. (العليّ) نعت لرب مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أنى) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (أبو) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة. ومع فتح الهمزة يكون المصدر المؤول منصوبا على نزع الخافض ، ومع كسرها تكون الجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. (ذيالك) اسم إشارة مبنى فى محل جر بالإضافة. (الصبى) عطف بيان أو بدل من اسم الإشارة مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٢١٧

وقد تعدّ ـ حين فتح الهمزة ـ (لا) نافية للجنس ، ويكون (جرم) اسمها مبنيا على الفتح فى محلّ نصب ، ويكون ما بعدها من مصدر مؤول خبرها فى محلّ رفع ، أو فى محلّ نصب بنزع الخافض ، أو : فى محلّ جرّ بتقدير وجود الخافض ، وهو خبر (لا) ، وتلحظ أن الخبر هنا عن اسم معنى ، وهو الجرم بمعنى : البدّ أو الثبوت أو الحق ، وقد يكون بمعنى الصدّ والمنع ، وفى كلّ التقديرات تفتح همزة (أنّ) ؛ لأنها مع معموليها لا تمثل جملة تامة مستقلة معنويّا ، حيث إنها إما فاعل ، وإما خبر (لا) النافية للجنس التى اسمها اسم معنى ، أو : فى محلّ نصب ، أو جرّ.

وقد استخدمنا التفسير اللغوىّ الأخير مع (الجرم) ، وذلك فى قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ)(١) [غافر : ٤٣].

__________________

(١) (لا) نافية للجنس حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (جرم) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب. (أنما) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (تدعوننى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. والياء ضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالدعوة. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس مقدم.

(دعوة) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة ليس مع معموليها فى محل رفع ، اسم أن ؛ والمصدر المؤول (أنما تدعوننى .. ليس ..) فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو فى محل نصب على نزع الخافض ، أو فى محل جر بتقدير حرف الجر. (فى الدنيا) فى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الدنيا : اسم مجرور بفى ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لدعوة ، أو متعلقة بها. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (فى الآخرة) جار ومجرور ، وشبه الجملة معطوفة على سابقتها. (وأن) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (مردنا) مرد : اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إلى الله) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بخبر أن المحذوف ، أو فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول معطوف على سابقه. (وأن) حرف عطف وحرف توكيد ونصب مبنيان لا محل لهما من الإعراب. (المسرفين) اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (هم) ضمير فصل مبنى لا محل له من الإعراب. (أصحاب) خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (النار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. ويجوز أن تجعل الضمير (هم) فى محل رفع ، مبتدأ ، و (أصحاب) خبر المبتدإ ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول معطوف.

٢١٨

(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) [هود : ٢٢].

(لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ) [النحل : ١٠٩].

(لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) [النحل : ٦٢].

أما فتح همزة (أن) بعد لا جرم فإنه يكون على أحد وجهين :

أولهما : احتساب (لا جرم) قسما كما هو عند بعض العرب ، فتكون (إن) واقعة فى صدر جواب القسم ، فتكسر همزتها على الابتدائية.

والآخر : أن تكون على سبيل الاستئناف والقطع مما قبله ، وهذا هو الأرجح.

٧ ـ أن تقع بعد (أما) مخففة الميم :

كأن تقول : أما إنّك قادم إلىّ ، وفيه يجوز أن تكسر همزة (إنّ) ـ وهو الأرجح ـ على أن تكون (أما) استفتاحية بمعنى (ألا) ، وبذلك تمثل (إن) مع معموليها جملة تامة المعنى مستقلة ، وتكون (إن) استفتاحية ابتدائية ، فتكسر همزتها.

أما الفتح فهو على أحد الأوجه الآتية :

ـ أن نعدّ (أما) بمعنى (أحقّا) ، وهى مركبة من همزة الاستفهام و (ما) التى تكون فى محلّ نصب على الظرفية ، و (أن) مع صلتها فى موضع رفع على الابتداء.

ـ من الأرجح أن نعدّ (ما) نكرة بمعنى (شىء) ، وهى مبتدأ خبره المصدر المؤول ، وجاز ذلك حيث يكون المصدر المؤول هو ما يسأل عنه ، فهو بمثابة الشىء.

ـ أو أن المصدر المؤول فى محلّ رفع للفعل المقدر بعد همزة الاستفهام ، على أن (ما) بمعنى (حقّا) فهى مصدر ، والتقدير : أيحقّ حقّا أنك قادم.

و (أن) مع معموليها فى التقديرات الأخيرة تمثل اسما غير مستقلّ ؛ لذا تفتح همزة (إن).

٢١٩

٨ ـ أن تقع بعد (حتى):

فإذا كانت (حتى) ابتدائية فإن همزة (إن) تكسر ؛ لأنها مع معموليها تكوّن جملة مستقلة.

وإذا كانت (حتى) عاطفة أو جارة فإن همزة (إنّ) تفتح ، حيث لا تستقلّ مع معموليها بالمعنى.

كأن تقول : ذاكر الطالب بجدّ حتى إنه أجاب عن جميع الأسئلة.

والتقدير : وإنه أجاب عن جميع ... فتكسر همزة (إن) ؛ لأنك جعلت (حتى) ابتدائية استئنافية ، ومثله قولهم : مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه ، والتقدير : وإنهم لا يرجونه ، فتكسر همزة (إن) لكون (حتى) ابتدائية.

أما إذا قلت : سألت عن أحوالك حتى أنك مسافر ، والتقدير : إلى أنك مسافر ، أو : حتى سفرك ، فتفتح همزة (إن) لكونها جارة ، أو عاطفة.

ومثله قولهم : عرفت أمورك حتى أنك فاضل.

٩ ـ أن تقع بعد (حيث):

جمهور النحاة على أن (حيث) لا يضاف إليها إلا الجمل ، وبذلك فإنه إذا وليها (إن) فإنه تكسر همزتها ، ويكون كسرها واجبا عند من أوجب الإضافة إلى الجملة. أما من يجيز إضافة (حيث) إلى المفرد (الاسم الواحد) فإنه يجيز فتح همزة (إن) بعدها ، حيث إنها تكوّن ـ حينئذ ـ مصدرا مؤولا اسما فى محلّ جرّ بالإضافة إلى (حيث).

من ذلك قولك : أجلس حيث إنه جالس.

١٠ ـ أن تكون مع معموليها مفسّرا بعد (أى):

المفسر الذى يقع بعد (أى) يكون اسما واحدا مفسرا لاسم سابق عليها ، وبذلك إذا وقعت (إنّ) بعد (أى) فقد يحتسب ما بعدها اسما معطوفا على مفسّره ، فتفتح همزة (إن) ، وإما أن يحتسب ما بعدها على الاستئناف والابتداء فتكسر همزة إن ، مثال ذلك قولك :

٢٢٠