النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

كما أن فيها لغة (لعنّ).

(ليت):

حرف ناسخ يفيد التمنّى ، وهو طلب فيه عسر ، ويقال : معناها التمنى فى الممكن والمستحيل. ويمثله قول أبى العتاهية :

ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب (١)

(الشباب) اسم (ليت) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبر (ليت) هو الجملة الفعلية (يعود) ، وهى فى محل رفع.

__________________

(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تهين) فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المحذوفة فى محل جزم. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. ونون التوكيد المحذوفة الخفيفة دل عليها الفتحة ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (الفقير) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(علك) علّ : حرف رجاء ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير المخاطب مبنى فى محل نصب. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تركع) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والمصدر المؤول فى محل رفع ، خبر عل.

(يوما) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والدهر) الواو : للابتداء أو واو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. الدهر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (رفعه) رفع : فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ : الدهر. والجملة الاسمية (الدهر قد رفعه) فى محل نصب حال.

(١) (ألا) حرف استفتاح وابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ليت) حرف تمن مبنى لا محل له من الإعراب. (الشباب) اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يعود) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر ليت. (يوما) ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (فأخبره) الفاء حرف تعليل مبنى ، لا محل له من الإعراب. أخبر : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية ، وعلامة نصبه الفتحة أو بأن المقدرة بعد فاء السببية ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بما) الباء حرف جر مبنى. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالإخبار. أو : ما :حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (فعل) فعل ماض مبنى على الفتح. (المشيب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. والعائد ضمير محذوف ، والتقدير : ما فعله المشيب.

وإذا كانت ما مصدرية فالمصدر المؤول فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلقة بالإخبار.

١٨١

وقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً)(١) [النساء : ٧٣].

(يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) [الحاقة : ٢٧].

(فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا) [الأنعام : ٢٧].

ملحوظة :

يذكر من أخوات (إن) (عسى) فى لغيّة ، وتكون بمعنى (لعلّ) ، وشرط اسمها أن يكون ضميرا ، ويجعلون منها قول صخر :

فقلت عساها نار كأس وعلّها

تشكّى فآتى نحوها فأعودها (٢)

__________________

(١) (يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب ، إما للتنبيه فلا يحتاج إلى منادى ، وإما للنداء فيكون المنادى محذوفا ، والتقدير : يا قوم. (ليتنى) ليت : حرف تمن ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. والياء ضمير متكلم مبنى فى محل نصب ، اسم ليت.

(كنت) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون. والتاء ضمير متكلم مبنى فى محل رفع اسم كان. (معهم) مع : منصوبة على الظرفية متعلق بمحذوف خبر كان ، أو فى محل نصب خبر كان ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وجملة كان مع معموليها فى محل رفع ، خبر ليت. (فأفوز) الفاء حرف سببى مبنى لا محل له من الإعراب. أفوز : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية ، أو بعد أن المضمرة بعد فاء السببية ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا.

(فوزا) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عظيما) نعت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) ضياء السالك ١ ـ ٣١٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢٠٣. كأس : اسم محبوبته. تشكى : تتشكى. علها :لعلها. يرجو من محبوبته أن يكون ذلك وسيلة إلى عيادته إياها.

(قلت) فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (عساها) عسى حرف رجاء مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم عسى. (نار) خبر عسى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة عسى مع معموليها فى محل نصب ، مقول القول. ونار مضاف و (كأس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وكان حقه الجر بالفتح نيابة عن الكسرة وبدون تنوين ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، لكنه نون وكسر للضرورة الشعرية. (وعلها) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. عل : حرف رجاء مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، اسم عل. (تشكى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل رفع خبر عل. (فآتى) حرف عطف مبنى ، وفعل مضارع مرفوع ، بضمة مقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (نحوها) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالإتيان ، وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (فأعودها) الفاء : حرف عطف مبنى. أعود : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

١٨٢

وقول عمران بن حطّان الخارجى :

ولى نفس تنازعنى إذا ما

أقول لها لعلّى أو عسانى (١)

خبر (لعل) محذوف ، والتقدير : لعلّى أنازعها ، ومثله : عسانى أنازعها.

ويبدو أن النحاة قد اتخذوا من عطف (علّ) على (عسى) فى البيت الأول ؛ وعطف (عسى) على (لعلّ) فى البيت الثانى ؛ سبيلا إلى كون (عسى) تماثل (عل) معنى وعملا ، وتكون ـ حينئذ ـ حرفا ، وهى جامدة.

أما (عسى) المتصرفة فهى بمعنى : اشتدّ ، وهى فعل ، ووردت فى قول عدى :

لو لا الحياء وأن رأسى قد عسى

فيه المشيب لزرت أمّ القاسم (٢)

__________________

(١) ضياء السالك ١ ـ ٣١٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٣ والمعنى : إذا تريثت أتحين الفرصة نازعتنى نفسى لأنها لا تريد الانتظار.

(لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (نفس) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (تنازعنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى.

والنون : حرف وقاية مبنى. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لنفس. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب. متعلق بالتنازع. (ما) حرف زائد للتوكيد مبنى لا محل له من الإعراب. (أقول) فعل الشرط مضارع مرفوع. وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (لها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقول. (لعلى) لعل : حرف رجاء مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. وخبرها محذوف.

وجملة لعل ومعموليها فى محل نصب ، مقول القول. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (عسانى) عسى : حرف ناسخ من أخوات إن. والنون للوقاية ، وضمير المتكلم فى محل نصب ، اسمها ، وخبرها محذوف ، والجملة فى نصب بالعطف على جملة : لعلى.

(٢) شرح التصريح ١ ـ ٢١٤.

(لو لا) حرف شرط غير جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب يفيد الامتناع لوجود. (الحياء) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود. (وأنّ) حرف عطف وحرف ناسخ مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب. (رأسى) اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. ورأس مضاف ، وضمير المتكلم مضاف إليه مبنى فى محل جر.

(قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (عسى) فعل ماض مبنى على الفتح (فيه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بعسى. (المشيب) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل رفع ، بالعطف على الحياء. (لزرت) اللام

١٨٣

أى : اشتدّ فيه المشيب.

مما يعمل عمل هذه الحروف (لا) النافية للجنس ، وستدرس فيما بعد.

همزة (إن)

يتباين ذكر همزة (إنّ) فى التركيب اللغوىّ بين وجوب كسرها ، ووجوب فتحها ، وتردّدها بين الفتح والكسر ، ويبنى هذا على أساس الدلالة السياقية لـ (إن) مع معموليها ، إذ الفكرة الأساس الفاصلة فى هذا الشأن هى :

ـ (إنّ) المكسورة الهمزة المشددة النون ابتدائية ، أى : تكون فى بداية الكلام أو : فى بداية الجملة ، وليس المقصود هنا الجملة التركيبية التى استوفت ركنيها فقط ، وإنما الجملة المستقلة معنويّا ، أو : التى يمكن أن تستقلّ بذاتها معنويّا. فإذا كونت (إن) مع معموليها جملة مستقلة بذاتها معنويا كسرت همزتها.

ـ أما (أنّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون فإنها حرف صلة ، أى : إنها تصل ما قبلها بما بعدها ، فما هى إلا حرف وصل مؤكد ، وبذلك فإنها مع معموليها لا تمثل جملة مستقلة معنويّا ، وإنما تكون جملتها مصدرا مؤولا ، فهى بمثابة الاسم المصدر ، فإذا كونت (إن) مع معموليها جملة غير مستقلة بذاتها معنويا وإنما وقعت موقع الاسم المصدر فتحت همزتها.

ـ فإذا احتملت (إن) الموضعين السابقين أى : إنها إذا جاز فيها مع معموليها أن تعدّ جملة مستقلة ، أو وضعها موضع اسم مصدر ، فإنه يجوز فى همزتها أن تكسر وأن تفتح.

وهاك تفصيلا للمواضع التى تكون فيها همزة (إن) مكسورة ، أو مفتوحة ، أو مترددة بينهما.

__________________

للتوكيد واقعة فى جواب لو لا حرف مبنى لا محل له من الإعراب. زار : فعل جواب الشرط ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. (أم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وهى مضاف و (القاسم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

١٨٤

مواضع وجوب كسر همزة (إن)

يجب أن تكسر همزة (إنّ) إذا لم يمكن تأويلها مع معموليها بمصدر ، وليس هذا بتحديد دقيق ؛ لأنه يمكن تأويل جملة (إن) بمصدر ، سواء أكانت مكسورة الهمزة أم مفتوحتها ، فإذا قلت : إن الجوّ معتدل ، فإنه يمكن أن تؤول إلى : اعتدال الجو ، لكن الفيصل فى هذه القضية هو المعنى المراد ، حيث يمكن القول : إنه تكسر همزة (إن) فى كل موضع يمكن أن تستقلّ فيه مع معموليها معنويّا دون تقدير ، حيث تكون معنى مرادا لذاته ، وبالتالى فهى ابتدائية ، ففى القول السابق عند ما تحولت جملة (إن) إلى مصدر مؤول كان ذلك صحيحا نحويّا ، إلا أنه كان ناقصا معنويّا ، حيث لا يفهم منه معنى جملة مستقلة بمعناها دون تقدير أو حذف.

وقد ذكر النحاة (١) مواضع كسر همزة (إن) ـ ويلحظ أنها مع معموليها يمكن أن تستقلّ فى جملة تؤدى معنى تامّا مفهوما ـ ذلك فيما يأتى :

١ ـ أن تكون فى موضع الابتداء :

ولا اعتداد بالحروف التى تؤثر نحويّا ، ويمكن أن يبتدأ بها فى الجملة.

ويكون الابتداء بلا حروف ابتداء حقيقيّا ، نحو : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(٢) [الكوثر : ١]. (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(٣) [القدر : ١].

أما الابتداء بعد الحرف غير المؤثر نحويّا فإنه يكون ابتداء حكميّا ، نحو : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس : ٦٣]. (ألا) حرف استفتاح وابتداء مبنى لا محل له من الإعراب ، وهو غير مؤثر نحويا.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٤٢ ، ١٤٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٨ ، ٣٥٣ / ٣ ـ ١٩٤ / ٤ ـ ١٠٧ / المفصل ٢٩٣ / التسهيل ٦٢ ، ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٤.

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٤٢ ، ١٤٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٨ ، ٣٥٣ / ٣ ـ ١٩٤ / ٤ ـ ١٠٧ / المفصل ٢٩٣ / التسهيل ٦٢ ، ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٤.

(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (أعطيناك) أعطى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والكاف ضمير مخاطب مبنى فى محل نصب مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (الكوثر) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٨٥

(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)(١) [العلق : ٦]. (كلا) حرف ردع وزجر مبنى لا محل له من الإعراب ، وهو غير مؤثر إعرابيا.

(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل : ٢٨] ، (بلى) حرف جواب مبنى لا محل له من الإعراب وهو غير مؤثر نحويا.

(أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) [السجدة : ١٠]. الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. و (نا) ضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن.

وقد يكون الابتداء بالعطف على ما هو ابتداء ، نحو : (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ)(٢) [الانفطار : ١٠]. وقد يكون الواو فى هذا الموضع للحال ، فتكون فى أوّل الجملة الحالية.

٢ ـ أن تقع جوابا للقسم :

نحو قوله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ)(٣)(إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ

__________________

(١) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (أنزلناه) أنزل : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل.

وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (فى ليلة) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالإنزال. وليلة مضاف و (القدر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) (كلا) حرف ردع وزجر مبنى لا محل له من الإعراب. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الإنسان) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ليطغى) اللام لام الابتداء أو التوكيد أو اللام المزحلقة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. يطغى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن.

(٣) (كلا) حرف ردع وزجر مبنى لا محل له من الإعراب. (بل) حرف إضراب مبنى لا محل له من الإعراب. (تكذبون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بالدين) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتكذيب. (وإن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له. إن. حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له. (عليكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر إن مقدم. (لحافظين) اللام : حرف ابتداء للتوكيد مبنى لا محل له. حافظين : اسم إن مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

١٨٦

تَعْقِلُونَ) [الزخرف : ١ ـ ٣]. وفيه الجملة الاسمية المنسوخة (إنا جعلناه) جواب للقسم ، فوجب كسر همزة (إن) ، ومعنى جواب القسم مستقل معنويّا ، وهو المقصود من إنشاء الكلام الذى يتضمنه ، أما القسم فإنه لتوكيد هذا الكلام ، فليس القسم أصيلا فى المعنى المراد.

ومنها : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان : ١ ـ ٣]. والله إنّك لتبرّ الأصدقاء. لعمرى إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا (١).

وقد يكون القسم إخبارا فتكسر همزة (إن) بعده ، كما فى قوله تعالى : (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) [المائدة : ٥٣].

٣ ـ أن تقع فى أول جملة مقول القول :

نحو قوله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الصافات : ٩٩].

(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) [البقرة : ٢٤٧]. (وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) [غافر : ٢٧].

(وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ)(٢) [الأنبياء : ٢٩]. (قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء : ٦٢].

__________________

(١) (لعمرى) اللام حرف ابتداء مبنى لا محل له من الإعراب. عمرى : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وخبر المبتدإ محذوف وجوبا تقديره : قسمى. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يضيع) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره :هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. وجملة مع إن معموليها جواب القسم لا محل لها من الإعراب. (أجر) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (من) اسم موصول مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أحسن) فعل ماض مبنى على الفتح. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (عملا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٢) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يقل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (منهم) جار ومجرور مبنيان وشبه الجملة فى

١٨٧

وعلينا أن نلحظ أن المقول هو المقصود من إنشاء القول ومقوله ، وإنما يؤتى بالقول لبيان جهته من حيث فاعله وزمنه ، أما المقول فهو المعنى المراد إبلاغه والإخبار به ، فنستنتج من ذلك أنه معنى مستقلّ بذاته ، فهو ابتدائى ، ولهذا فإن مقول القول يجب أن يكون جملة أو ما فيه معنى الجملة.

وقد يكون القول مصدرا عاملا فتكسر همزة (إن) ، وهى مع معموليها مقولة له ، كما فى قوله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ.)

[النساء : ١٥٧].

٤ ـ أن تقع فى أول الجملة الحالية :

نحو قوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) [الأنفال : ٥]. حيث الجملة الاسمية المنسوخة. وإن فريقا ...) فى محل نصب ، حال. والجملة الحالية يمكن أن تستقلّ بمعناها.

ومنه قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ)(١) [الفرقان : ٢٠] ، جملة (إن) مع معموليها فى موضع نصب ،

__________________

محل نصب ، حال من الفاعل. (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (إله) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، مقول القول. (من) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (دونه) اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف. وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لإله ، أو متعلقة بنعت محذوف. (فذلك) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط ، رابط بين شرطه وجزائه ، مبنى لا محل له من الإعراب. ذلك : اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (نجزيه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن.

وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط. (جهنم) منصوب ، على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة.

(١) (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أرسلنا) أرسل : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) فى محل رفع ، فاعل. (قبلك) قبل : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالإرسال. (من المرسلين) جار ومجرور بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وشبه الجملة متعلقة بالإرسال. ويجوز أن تكون فى محل نصب ، نعت لمفعول به محذوف. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (إنهم) إن : حرف

١٨٨

حال من (المرسلين). وتلحظ أن اللام المعلّقة ظهرت بعدها. فوجب لها الكسر من طريقين.

ومنه قول الشاعر :

سئلت وإنى موسر غير باخل

فجدت بما أغنى الذى جاء سائلا (١)

جملة (إن) مع معموليها فى محل نصب ، حال من تاء المتكلم.

وقول كثير عزة :

ما أعطيانى ولا سألتهما

إلّا وإنّى لحاجزى كرمى (٢)

__________________

توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبين مبنى ، فى محل نصب اسم إن.

(ليأكلون) اللام : حرف توكيد مبنى لا محل له من الإعراب. يأكلون. فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، حال. (الطعام) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ويمشون) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. عاطف جملة على جملة.

يمشون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على جملة الحال.

(١) (سئلت) سئل : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (وإنى) الواو : واو الابتداء أو الحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (موسر) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، حال. (غير) حال ثانية منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. وهى مضاف ، و (باخل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فجدت) الفاء حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. جاد : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بما) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : اسم موصول مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة متعلقة بالجود. (أغنى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (جاء) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (سائلا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ..

(٢) شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٥٣.

(ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أعطيانى) فعل ماض مبنى على الفتح ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى ، لا

١٨٩

حيث قوله : (وإنى لحاجزى) جملة حالية فى محل نصب ؛ لذا كسرت همزة (إن) التى تصدرتها.

وإذا أمعنا فى القول : زرنا صديقا وعندنا أنّه مقدر.

فليست جملة (أنه مقدر) مستقلة فى معناها ؛ لأنها بمثابة اسم محكوم عليه بشبه الجملة (عندنا) ، فهى مصدر مؤول فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره شبه الجملة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

ولكنك إذا نطقته : زرنا صديقا وإنه مقدر عندنا ، بحيث تجعل شبه الجملة (عندنا) متعلقة باسم المفعول (مقدر) فإن الجملة الحالية تكون اسمية منسوخة مصدرة بـ (إنّ) ، وتكسر همزتها.

٥ ـ أن تقع فى أول الجملة الوصفية :

نحو : احترمنا طالبا إنه يقدر الإنسانية. حيث الجملة الاسمية المنسوخة (إنه يقدر) فى محل نصب ، نعت للمفعول به النكرة (طالبا).

ومعلوم أن الجملة الوصفية يمكن أن تستقلّ معنويّا. فإذا قلت : احترمنا طالبا لدينا أنه يقدر الإنسانية ؛ فإنه يمكن أن تعدّ الجملة الاسمية جملة غير مستقلة ، بل هى فى موضع اسم يكون مبتدأ مؤخرا ، خبره شبه الجملة المتقدمة (لدينا) ، وبذلك فإن همزة (إن) تفتح.

وإذا جعلت شبه الجملة (لدينا) متعلقة بالتقدير فإنك تكسر همزة (إن) ؛ لأنها تكون فى بداية جملة النعت.

__________________

محل له من الإعراب. (سألتهما) سأل : فعل ماض مبنى على السكون. وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (وإنى) الواو : واو الحال أو الابتداء حرف مبنى لا محل له من الإعراب. إن ، حرف توكيد ونصب مبنى ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لحاجزى) اللام حرف توكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب. حاجز : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، حال. (كرمى) فاعل حاجز مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

١٩٠

٦ ـ أن تقع فى أول جملة الصلة :

نحو قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) [القصص : ٧٦] ، وفيه (ما) اسم موصول بمعنى (الذى) فى محلّ نصب ، مفعول به ثان ، وصلته الجملة الاسمية المنسوخة (إن مفاتحه لتنوء) ، ولهذا كسرت همزة (إن) ، حيث إنها فى أول جملة الصلة.

ومن كسر همزة (إن) لوجودها فى بداية جملة الصلة أن تقول : كافأت من إنه حضر اليوم.

من إنهم أجابوا عن السؤال الأول حصلوا على الدرجات المتفوقة.

استمعت إلى الذى إنه يلقى المحاضرة.

يلحظ أن : قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) [الفرقان : ٢٠]. فيه (إن) مكسورة الهمزة ، ويوجه كسرها على أربعة أوجه :

أولها : أن (إن) وجملتها فى محل نصب ، نعت لمفعول محذوف ، والتقدير : وما أرسلنا قبلك أحدا إلا آكلين الطعام ، أو : رجالا ، أو رسلا. فتكون مكسورة ؛ لأنها واقعة فى أول جملة النعت.

وثانيها : أنها فى أول جملة الحال ، والتقدير : إلا وإنهم يأكلون ..

وثالثها : أنها فى أول جملة الصلة لموصول محذوف ؛ هو المفعول به ، والتقدير : وما أرسلنا قبلك إلا من إنهم ..

والرابع : أنها كسرت لوجود اللام فى خبرها ، وهى لام الابتداء.

٧ ـ أن تقع فى أول جملة الإضافة :

كأن تقول : سأفرح يوم إنك تكون ناجحا. جملة (إن) مع معموليها فى محل جرّ بالإضافة إلى (يوم) ، فتكسر همزة (إن) لكونها فى صدر جملة الإضافة.

١٩١

لهذا فإن الحرف الناسخ (إن) تكسر همزته إذا وقع بعد الظروف التى يجب إضافتها إلى جملة ، نحو : إذ ، وإذا ، وحيث. فتقول : ذاكرت فى تركيز شديد إذ إننى أملت فى تقدير (ممتاز). شكرنا صديقنا إذا إنه لبّى طلبنا. أجلس حيث إن صديقى الوفىّ جالس.

وإذا عدّ أحد هذه الظروف ممّا يمكن أن يضاف إلى مفرد فإن همزة (إن) تفتح بعده لتأويلها مع معموليها بمصدر ، نحو : حيث.

٨ ـ أن تقع بعد (حتى) الابتدائية :

(حتى) الابتدائية هى التى يستأنف بعدها الجمل ، وعلامتها أن ما بعدها مستقلّ فى معناه عما قبلها ، أى : لا يدخل فيه ، وبذلك فإن همزة (إن) تكسر بعدها ؛ لأنها تكون ابتدائية. من ذلك القول : مرض فلان حتى إنه لا يرجى برؤه.

والتقدير : وإنه لا يرجى ، فـ (حتى) الابتدائية بمثابة واو الابتداء والاستئناف ، وليست تعليلا وسببا.

٩ ـ أن تقع خبرا لاسم ذات :

نحو : العامل إنه مخلص فى أداء واجبه.

حيث (العامل) مبتدأ مرفوع ، خبره الجملة الاسمية المصدرة بـ (إن) : إنه مخلص ، فتكسر همزة (إن) ؛ لأنها فى صدر خبر عن اسم ذات أو جثة أو هيئة أو عين.

ويتضح فى الخبر (إنه مخلص) استقلالية فى معناه عن المبتدإ ، حيث تكرر المبتدأ فيه ، وهو الضمير العائد عليه ؛ لذا حقّ أن تكسر همزة (إن).

ومنه قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الحج : ١٧]. وفيه الجملة الاسمية المنسوخة (إن الله يفصل) خبر (إن) التى اسمها اسم ذات ، وهو : (الذين آمنوا ...).

١٩٢

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) [الكهف : ٣٠].

وقول وضاح بن إسماعيل :

منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا

إنّا بطاء وفى إبطائنا سرع (١)

حيث جملة (إن) مع معموليها فى محل نصب ، مفعول به ثان لـ (يحسب) ، والمفعول الأول ضمير المتكلمين (نا) ، وقد كانا يكونان جملة اسمية ، المبتدأ فيها الضمير ، وهو اسم عين وذات ، وخبرها جملة (إن) ، فكسرت همزتها.

هذا غير قولك : حسبت أنّك مجتهد ، حيث جملة (أن) مع معموليها سدّت مسدّ مفعولى (حسب) فكانت فى موضع نصب ؛ لذا وجب الفتح.

١٠ ـ أن تقع قبل اللام المعلّقة :

وذلك بأن تقع لام الابتداء فى خبرها ، ويكون ذلك بعد الأفعال القلبية ، كما هو فى قوله ـ تعالى ـ : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون : ١]. اللام فى (لرسول ، لرسوله ، لكاذبون) لام الابتداء ، وهى فى الموضعين معلّقة للفعلين القلبيين :

__________________

(١) شرح ابن الناظم ١٦٣ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥٩ / شواهد العينى ٢ ـ ٢١٦.

(منا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (الأناة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وبعض) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. بعض : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (القوم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(يحسبنا) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ بعض ، والجملة الاسمية (بعض القوم يحسبنا) فى محل نصب حال. (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (بطاء) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، مفعول به ثان ليحسب. (وفى) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (إبطائنا) اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (سرع) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

١٩٣

(يعلم ، ويشهد) ، أى : تمنعهما من التسلط على لفظ ما بعدهما ، ولهذا فإن ما بعدهما يعدّ فيه حكم الابتداء ، والاستقلال المعنوىّ يبدو فى حكم هذه الابتدائية ، فهذه اللام لا تكون إلا فيما كان له حكم الابتداء.

فإذا لم توجد اللام فتحت همزة (أن) ، كما فى قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران : ١٨] (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) [الأنفال : ٤١].

ومما جاء فيه كسر همزة (إنّ) قبل اللام المعلّقة قوله تعالى : (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) [يس : ١٦].

وقول الشاعر :

ألم تر إنّى وابن أسود ليلة

لنسرى إلى نارين يعلو سناهما (١)

حيث كسرت همزة (إن) لأنها وقعت بعد لام الابتداء المعلقة ، وتلحظ أنها بعد فعل قلبى.

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٤٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥٩ / شرح ابن الناظم ١٦٥ / العينى ٢ ـ ٢٢٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٥.

(ألم) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تر) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (وابن) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، ابن :معطوف على اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (أسود) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. (ليلة) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بنسرى. (لنسرى) اللام : حرف ابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وهى معلقة للفعل ترى. نسرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن.

والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن ، وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، مفعولى : تر. (إلى نارين) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. نارين : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه مثنى ، وشبه الجملة متعلقة بنسرى. (يعلو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

(سناهما) سنا : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لنارين.

١٩٤

١١ ـ أن تكون جوابا أو جزاء :

من المواضع التى تكسر فيها همزة (إن) أن تكون فى صدر جملة الجواب أو الجزاء ، سواء أكان ذلك جواب طلب أم جواب شرط ، ومن ذلك :

ـ (إن) فى جواب الشرط : وتكون فى صدر الجواب بعد الفاء الرابطة الجواب بشرطه ؛ لأنها تمثل جملة اسمية ، فلا بدّ من اقتران الجواب بالفاء ـ حينئذ ـ مع ملاحظة ألا تكون مع معموليها واقعة موقع الاسم مصدرا مؤولا يحتاج إلى ما يسند إليه. من ذلك قوله تعالى : (إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(١) [آل عمران : ٤٧] ، جملة (إن) مع معموليها (فإنما يقول) جواب شرط (إذا) مقرون بالفاء ، فكسرت همزة (إن).

(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) [الأنفال : ٦٢] ، جملة (إن حسبك الله) جواب شرط (إن) مقرون بالفاء ، فتكسر همزة إن.

ـ (إن) فى جواب النداء : قوله تعالى : (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) [آل عمران : ٤٥] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)(٢) [التوبة : ٢٨].

__________________

(١) (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب فيه معنى الشرط. (قضى) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (أمرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فإنما) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط مبنى لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. ما : كافة لإن عن عملها حرف مبنى ، لا محل لها من الإعراب. (يقول) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة جواب الشرط ، لا محل لها من الإعراب. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقول. (كن) فعل أمر مبنى على السكون ، وهو تام ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت : والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (فيكون) الفاء حرف عطف تعقيبى ، مبنى لا محل له من الإعراب. يكون : فعل مضارع تام مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على الجملة السابقة.

(٢) (يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أيها) أى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. ها :حرف وصلة مبنى ، لا محل له من الإعراب ، يمنع أى من الإضافة. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت لأى. (آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (إنما) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا

١٩٥

وقد يكون حرف النداء محذوفا وتكسر همزة (إن) فى جوابه ، كما هو فى قوله تعالى : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) [إبراهيم : ٣٦] (رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ)(١) [إبراهيم : ٣٨]

(رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ)(٢) [آل عمران : ١٩٢].

١٢ ـ أن تكون (أن) مع معموليها تعقيبا على طلب :

يلحظ أنه إذا وقعت (إنّ) مع معموليها تعقيبا على الطلب فإن همزتها تكسر ؛ لأنها ـ حينئذ ـ تكون بمثابة الجملة الاستئنافية ، أو يمكن أن تلمس فيها معنى التعليل ، من ذلك :

ـ بعد الأمر : جاء قوله تعالى : (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ) [الأنعام : ١٣٥] حيث جملة (إنى عامل) وقعت تعقيبا على الأمر (اعملوا)

__________________

محل له من الإعراب. ما : كافة لإن حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. المشركون : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (نجس) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية جواب النداء ، لا محل لها من الإعراب.

(١) (ربنا) رب : منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر مضاف إليه. والتقدير : يا ربنا. (إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (تعلم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (نخفى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن. (وما) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب.

ما : اسم موصول مبنى فى محل نصب بالعطف على ما السابقة. (نعلن) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٢) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع مبتدإ. (تدخل) فعل الشرط مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (النار) منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. أو منصوب على التوسع. (فقد) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أخزيته) فعل ماض مبنى على السكون. والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والهاء ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة فى محل جزم جواب الشرط. وجملة الشرط وجوابه فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، والتركيب الشرطى فى محل رفع ، خبر إن.

١٩٦

فكسرت همزة (إن). ويمكن أن تلمس أن العلاقة بين جملة (إن) وجملة الأمر علاقة تعليلية ، أو فيها معنى التعقيب ، وقد يكون معنى الاستئناف ، ويبدو ذلك فى قوله تعالى : (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [الأعراف : ١٣].

(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف : ٢٠٠].

(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنفال : ٦٩].

(قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) [يونس : ١٠٢].

(فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) [يوسف : ٨٨].

(اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) [طه : ٤٣].

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)(١) [الحج : ١].

(وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)(٢) [القصص : ٧].

(وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) [الشعراء : ٨٦]. (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) [الروم : ٦٠].

__________________

(١) (يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أيها) أى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. ها : حرف وصلة مبنى ، لا محل له يمنع أى من الإضافة. (الناس) نعت لأى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(اتقوا) فعل أمر مبنى على حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة جواب النداء لا محل لها من الإعراب. (ربكم) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ورب مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(زلزلة) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهى مضاف و (الساعة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (شىء) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عظيم) نعت لشىء مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) (لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تخافى) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (ولا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (تحزنى) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والجملة معطوفة على سابقتها. (إنا) إن :حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن.

(رادوه) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالرد.

١٩٧

ـ بعد النهى ، قوله تعالى : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام : ١٤١].

(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(١) [الأنعام : ١٤٢].

(لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠].

(وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)(٢) [يوسف : ٨٧].

(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)(٣) [الإسراء : ٣٢].

(يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا)(٤) [مريم : ٤٤].

(وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) [المؤمنون : ٢٧].

(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(٥) [الزخرف : ٦٢].

__________________

(١) (خطوات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالعداوة.

(٢) (القوم) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية (ييأس القوم) جملة فعلية فى محل رفع ، خبر إن. (الكافرون) نعت للقوم مرفوع ، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

(٣) (لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تقربوا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الزنى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (إنه) إن حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح.

واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (فاحشة) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كان مع معموليها فى محل رفع ، خبر إن. (وساء) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ساء : فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل رفع بالعطف على خبر إن. (سبيلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٤) جملة (كان عصيا) فى محل رفع ، خبر إن. شبه جملة (للرحمن) متعلقة بعصى.

(٥) (لا) حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يصدنكم) يصد : فعل مضارع مبنى على الفتح فى محل جزم. والنون : حرف توكيد مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين : كم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (الشيطان) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إنه) إن : حرف توكيد ونصب

١٩٨

ـ بعد الاستفهام ، قوله تعالى : (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)(١) [الأنبياء : ٥٩].

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة : ٢٢].

ـ ما جاء تعقيبا على التمنى ، قوله تعالى : (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص : ٧٩].

وقد جاء بعد الدعاء ، قوله تعالى : (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) [ص : ٥٩]. وفيه جملة (لا مرحبا بهم) جملة دعائية ، عقب عليها بالجملة (إنهم صالوا) ، فكسرت همزة (إن).

١٣ ـ أن تقع مع معموليها فى معنى تقريرىّ تذييلىّ لسابق عليه :

وهذا مذكور فى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود : ١٠٢].

__________________

مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالعداوة. (عدو) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مبين) صفة لعدو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، والواو ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (من) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (فعل) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة الاسمية الاستفهامية فى محل نصب ، مقول القول. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (بآلهتنا) الباء حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

آلهة : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالفعل. وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر ، مضاف إلى آلهة. (إنه) إن حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل نصب اسم إن. (من) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

(الظالمين) اسم مجرور بعد من وعلامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر إن ، أو متعلقة بخبر محذوف.

١٩٩

(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي) [يوسف : ٥٣].

وقد يكون التقرير باستخدام واو الاستئناف ، كما هو فى قوله تعالى : (وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) [الحجر : ٦٤].

١٤ ـ أن تكون (إنّ) مع معموليها معطوفة على شىء مما سبق :

من ذلك قوله تعالى : (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ)(١) [هود : ٧٩]. عطفت (إن) مع معموليها على ما وقع بعد القول ، فكسرت همزتها.

(قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [الحجر : ٣٤] عطفت (إن) مع معموليها على ما وقع بعد القول ، فكسرت همزتها.

(قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)(٢) [النمل : ٣٩].

__________________

(١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لقد) اللام حرف ابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. قد : حرف تحقيق مبنى ، لا محل له من الإعراب. (علمت) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المخاطب التاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (فى بناتك) جار ومجرور ، ومضاف إليه. وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من حق. (من) حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حق) مبتدأ مؤخر مرفوع.

وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والجملة الاسمية فى محل نصب مفعولى علم. (وإنك) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل نصب ، اسم إن.

(لتعلم) اللام لام الابتداء أو التوكيد أو اللام المزحلقة حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تعلم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (نريد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(٢) (قال) فعل ماض مبنى على الفتح. (عفريت) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من الجن) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لعفريت. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (آتيك) آتى فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير المخاطب

٢٠٠