النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

وفيه (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره جملتا الشرط والجواب ، أو جملة الجواب على خلاف بين النحاة.

ومثله قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ٣٨].

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها)(١) [النساء : ١٤].

تركيب بعد (إذا) الفجائية :

ما يذكر بعد (إذا) الفجائية يكون جملة اسمية ، سواء أكانت مكتملة الركنين ، أم كان أحدهما محذوفا.

لكنه قد يذكر تركيب بعدها على مثال : خرجت فإذا به قائما ، وتقديره : فإذا هو موجود قائما ، فيكون الباء حرف جر زائدا ، والضمير مبنى فى محل رفع مبتدأ ، خبره محذوف ، و (قائما) حال منصوبة.

لام الابتداء+ الجملة الاسمية :

قد يسبق المبتدأ بلام الابتداء التى تفيد معنى التوكيد ، وهى لام الابتداء ؛ لأنها تتصدر الجملة ، من ذلك قوله تعالى : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ)(٢) [الحشر : ١٣].

__________________

(١) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يعص) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ورسوله) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب.

رسول : معطوف على لفظ الجلالة منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ويتعد) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. يتعد : فعل مضارع معطوف على فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (حدوده) حدود : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (يدخله) يدخل : فعل جواب الشرط مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (نارا) مفعول على التوسع أو منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة. (خالدا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (فيها) فى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بفى ، وشبه الجملة متعلقة بالخلود.

(٢) (لأنتم) اللام للابتداء ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أنتم : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ.

(أشد) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (رهبة) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. نعت لها. (من الله) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الله : لفظ الجلالة مجرور وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالرهبة.

١٦١

ومن ذلك : (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الأنعام : ٣٢].

(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)(١) [التوبة : ١٠٨].

(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) [الضحى : ٤].

أمثلة للجملة الاسمية :

(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران : ١٨٥].

الجمل الاسمية هى : كل ... ذائقة ... / من ... فقد فاز ... / الحياة ...

متاع ...

ـ (وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) [الأعراف : ٤٦].

الجمل الاسمية : حجاب بينهما / رجال على الأعراف / سلام عليكم / هم يطمعون.

__________________

(فى صدورهم) في : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. صدور : اسم مجرور بعد فى ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة برهبة. أو فى محل نصب ، (١) (لمسجد) اللام لام الابتداء للتوكيد ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. مسجد : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أسس) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره :هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، نعت لمسجد. (على التقوى) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. التقوى : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالتأسيس. (من أول يوم) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أول : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالتأسيس. يوم : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أحق) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تقوم) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله مستتر تقديره : أنت. والمصدر المؤول في محل نصب بنزع الخافض ، والتقدير : أحق بأن تقوم.

(فيه) فى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بفى ، وشبه الجملة متعلقة بالقيام.

١٦٢

ـ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص : ٨٣].

ـ (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) [لقمان : ٢٨].

ـ (قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) [الأنفال : ١].

ـ (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) [غافر : ٢٠].

ـ (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة : ٥].

ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) [الحديد : ١٩].

ـ (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ) [الأعراف : ١٥٩].

ـ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون : ٤ ، ٥ ، ٦].

ـ (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) [الواقعة : ٧٢ ، ٧٣].

ـ (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) [غافر : ٧].

ـ (مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) [آل عمران : ١٩٧].

ـ (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) [البقرة : ٢٢٩].

ـ (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) [البقرة : ٢٢١].

ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) [آل عمران : ٧].

١٦٣

ـ (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج : ٣٣].

ـ (قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [العنكبوت : ٥٠].

ـ (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) [آل عمران : ١٩٨].

ـ بحسبى أنك تؤازرنى.

ـ (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة : ١١].

هل عند هذا الطلل الماحل

من جلد يجدى على سائل

أم هل لجسم قاطن أن يرى

عودة قلب معكم راحل

 ـ (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الملك : ٢٦].

ـ (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة : ١٦٠].

ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) [البقرة : ١٧٦].

ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً) [النساء : ١٧٣].

عدل من الله أبكانى وأضحكها

فالحمد لله عدل كلّ ما صنعا

 ـ (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧].

ـ (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤].

كلّنا فى غفلة

والموت يغدو ويروح

 ـ (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) [البقرة : ١٧].

لسانى صارم لا عيب فيه

وبحرى لا تكدره الدلاء

يقولون هل بعد الثلاثين ملعب

فقلت وهل قبل الثلاثين ملعب

وعلى الأرض اصفرار

اخضرار واحمرار

١٦٤

ـ (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) [الأعراف : ١٣١].

ـ من القادم؟ محمد؟

لها فرخان قد تركا بوكر

فعشّهما تصفّقه الرياح

 ـ (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) [الأعراف : ٤١].

ـ (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٢٥٧].

ـ (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [الأعراف : ١٤١].

ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) [يونس : ٤].

ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف : ٨٢].

ـ (وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الزمر : ٤٥].

ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٧٥].

ـ (فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ) [الرحمن : ٥٢].

ـ (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) [الواقعة : ٦٠].

ـ (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) [آل عمران : ١٥٠].

ـ (وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [آل عمران : ١٥٦].

ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) [الروم : ٢١].

ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) [ص : ٨٧].

ـ (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران : ١٨٠].

ـ (هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ) [الواقعة : ٥٦ ، ٥٧].

ـ (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ) [النحل : ٩].

١٦٥

ـ (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) [سبأ : ٣٩].

ـ (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) [فاطر : ١٣].

ـ (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) [الأنبياء : ٩٦].

ـ (قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ) [سبأ : ٤١].

ـ (قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) [يس : ١٥].

ـ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) [الزمر : ٢٢].

ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الحج : ٣].

ـ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [التوبة : ٢٣].

ـ (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) [هود : ٥٦].

ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) [التوبة : ٥٨].

ـ (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) [الحج : ٧٨].

ـ (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) [يونس : ٤١].

ـ (ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) [القصص : ٦١].

ـ (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) [هود : ٦].

ـ (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ) [هود : ١٠٠].

ـ (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) [يونس : ٢٧].

ـ (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ) [القصص : ٣٢].

ـ (وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) [الرعد : ١١].

ـ (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [إبراهيم : ٦].

١٦٦

ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) [النحل : ١٠].

ـ (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) [الإسراء : ٨٥].

ـ (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) [المؤمنون : ٦٣].

ـ (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) [النور : ٤٥].

ـ (وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) [الأحزاب : ٥٣].

ـ (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) [الزمر : ٣].

ـ (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الجاثية : ٣٦ ، ٣٧].

ـ (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) [الواقعة : ٦٤].

ـ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) [النحل : ٣٠].

ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ) [النور : ٦].

ـ (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) [الإسراء : ٣٨].

ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) [فصلت : ٥].

ـ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) [الشورى : ٤٤].

ـ (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) [الواقعة : ٦٩].

ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ) [الشورى : ١٨].

ـ (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) [النحل : ٤١].

١٦٧

ـ (وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) [القلم : ٥٢].

ـ (يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) [القمر : ٨].

ـ (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) [الكهف : ٣١].

ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [النمل : ٨٩].

ـ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ) [الشورى : ٤٦].

ـ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) [الأحزاب : ٢٣].

ـ (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) [سبأ : ٥].

ـ (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى : ٤٣].

ـ (وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [الأنبياء : ٥٦].

ـ (مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) [الأنبياء : ٨٢].

ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [الأعراف : ٤٢].

خبر المبتدإ الموصول (الذين) هو الجملة الاسمية (أولئك أصحاب) ، وتكون جملة (لا نكلف) اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، ويجوز أن تجعل الجملة الفعلية خبر الاسم الموصول ، والعائد محذوف ، والتقدير : لا نكلف نفسا منهم.

والجملة الاسمية (هم فيها خالدون) فى محل رفع ، خبر ثان لاسم الإشارة (أولئك).

ـ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) [الأحزاب : ٦].

ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ..) [فاطر : ٣٦].

١٦٨

الجملة الاسمية المنسوخة (١)

تسبق بعض الكلمات الجملة الاسمية بركنيها الأساسين ، فتنسخ الحكم الإعرابيّ للمبتدإ بها ، حيث يتغير من حالة الرفع إلى حالة النصب ، كما تضفى هذه الكلمات إلى الجملة الاسمية أو إلى علاقة الخبر بالمبتدإ دلالات أخرى ، تتغير من كلمة إلى أخرى ، وهذه الكلمات تسمى بالنواسخ الحرفية للجملة الاسمية ، وهى : إنّ ، أنّ ، كأنّ ، لكنّ ، لعلّ ، ليت ، لا النافية للجنس. وتلحق بها فى دلالة معينة نذكرها فيما بعد.

نوعها الكلمى

هذه الكلمات الناسخة المبتدأ فى الجملة الاسمية حروف بالإجماع ؛ وذلك لأننا لا نستطيع أن نعيد عليها أسماء ، ضميرا مثلا.

أثرها الإعرابى

تدخل هذه الأحرف الناسخة على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ، ويكون اسمها ، أما الخبر فللنحاة فيه رأيان :

__________________

(١) يرجع فى هذه الدراسة إلى :الكتاب ٢ ـ ١٣١ ، ٤ ـ ٢٢١ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٠ وما بعدها ، ٤ ـ ١٠٧ وما بعدها ، الواضح ٢٣٧ / اللمع فى العربية ١٢٣ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٠٢ / العوامل المائة ١٠٢ / شرح المقدمة المحسبة ١ ـ ٢١٦ / المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٤٥١ / شرح عيون الإعراب ١٠٩ / المفصل ٢٧ ، ٧٢ / أسرار العربية ١٤٨ / المرتجل ١٦٩ / الفصول الخمسون ٢٠٠ / الهادى فى الإعراب ٧٢ / المقدمة الجزولية فى النحو ١٠٩ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٥٤ / الإيضاح فى شرح المفصل ١ ـ ٣٧٩ ، / شرح الرضى على الكافية ١ ـ ١٠٩ ، ٢ ـ ٣٤٥ / المقرب ١ ـ ١٠٦ / التسهيل ٦١ / عمدة الحافظ ٩٧ / البسيط في شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٧٦٢ / الإرشاد إلى علم الإعراب ١٦٥ / شرح ابن الناظم ١٦١ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٩٠٨ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٤٥ / المساعد على تسهيل الفوائد ١ ـ ٣٠٥ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥١ / الجامع الصغير ٦٢ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٤٥ / أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ١ ـ ٢٣٦ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٦٩ / شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٣٢٠ / الفوائد الضيائية ١ ـ ٢٩٩ ، ١ ـ ٤٣٦ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٢٨ / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٤٦ / شرح التحفة الوردية ١٤٧ / كشف الوافية فى شرح الكافية ٤٠٤ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٠ / الهمع ١ ـ ١٣٢.

١٦٩

أولهما : يذهب أنصاره إلى أن هذه الأحرف لم تعمل فى الخبر ، بل إنه ظلّ مرفوعا على ما كان عليه قبل دخولها عليه. وهو مذهب الكوفيين.

والآخر : يذهب أنصاره إلى أن الخبر مرفوع بهذه الأحرف ، فلما وجب نصب المبتدإ بها وجب رفع الخبر بها ، فلقد نصبت المبتدأ ، ورفعت كذلك الخبر ، وهو ما يذهب إليه البصريون.

وإن ذكر بعض النحاة نصب كلّ من المبتدإ والخبر بها فإنه يخرج على التأويل بالنصب على الحالية ، أو النصب بفعل مضمر تام ملائم للمعنى أو ناقص (كان).

ويذكرون من ذلك قول عمر بن أبى ربيعة :

إذا اسودّ جنح الليل فلتأت ولتكن

خطاك خفافا إنّ حرّاسنا أسدا (١)

حيث جاء معمولا (إن) منصوبين ، وهما : حراس ، وأسد ، ويخرج المنصوب الثانى على الأوجه السابقة.

__________________

(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٥٢ / الجنى الدانى ٣٩٤ / الدرر ٢ ـ ١٦٧ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٦٩ /.

جنح : بالكسر والضم طائفة من الليل.

(إذا) اسم شرط غير جازم مبنى ، فى محل نصب على الظرفية ، مضاف إلى شرطه ، منصوب بجوابه.

(اسود) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (جنح) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (الليل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة فى محل جر بالإضافة. (فلتأت) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. اللام : لام الأمر حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. تأت : فعل مضارع مجزوم بعد لام الأمر ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب. (ولتكن) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. اللام : حرف أمر مبنى لا محل له من الإعراب. (تكن) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. (خطاك) خطى : اسم كان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(خفافا) خبر تكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كان مع معموليها معطوفة على سابقتها. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حراسنا) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وحراس مضاف ، وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أسدا) منصوب على الحالية ، أو بفعل مضمر ، أو بفعل ناقص. وخبر إن محذوف.

١٧٠

وقول العجاج :

يا ليت أيام الصبا رواجعا (١)

اسم (ليت) وخبرها (أيام ، ورواجع) منصوبان ، ويوجه المنصوب الثانى توجيه سابقه.

وقول الراجز العمانى محمد بن ذؤيب الفقيمى :

كأن أذنيه إذا تشوّفا

قادمة أو قلما محرّفا (٢)

حيث الظاهر فيه أن (كأن) نصبت الجزأين ؛ لأن (أذنيه) اسمها ، وهو منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى ، و (قادمة) خبرها ، ونطقت منصوبة بالفتحة. ولكنها تخرج على الأوجه السابقة.

وقول الآخر :

إنّ العجوز خبّة جروزا

تأكل فى مقعدها قفيزا (٣)

وفيه نصبت (إن) الجزأين ، وهما : (العجوز ، وخبة).

__________________

(١) الكتاب ٢ ـ ١٤٢ / الأعلم ١ ـ ٢٨٤ / المفصل ٢٨ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٨٤ / رصف المبانى ٢٩٨ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥٢ / الجنى الدانى ٤٩٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٠ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٧٠.

(٢) الخصائص ٢ ـ ٤٣٠ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٠ /. الدرر ٢ ـ ١٦٨.

الضمير عائد إلى الحمار. التشوف : التطلع ونصب الأذنين للاستماع ، قادمة : واحدة القوادم وهى عشر ريشات فى مقدم جناح الطائر.

(كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أذنيه) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب ، متعلق بكأن حيث فيها معنى أشبه. (تشوفا) فعل ماض مبنى على الفتح ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة فى محل جر بالإضافة. وخبر كأن محذوف. (قادمة) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. أو خبر كان محذوفة ، أو مفعول به لفعل محذوف. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (قلما) معطوف على قادمة منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (محرفا) نعت لقلم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) الدرر ٢ ـ ١٦٧. الخبة : الخداعة. الجروز : كثيرة الأكل. القفيز : مكيال.

١٧١

لم أعملت هذه الأحرف النصب والرفع؟

لقد أجهد النحاة أنفسهم لتعليل عمل هذه الأحرف النصب فى المبتدإ والرفع فى الخبر ، وليس لهم إلا علة واحدة ، وهى أن هذه الأحرف أشبهت الفعل التامّ المتعدى المتصرف ، ولما كان هذا الفعل يرفع فاعلا وينصب مفعولا به ؛ نصبت هذه الأحرف ورفعت ، لكنهم قدموا منصوبها ـ وهو المبتدأ ـ على المرفوع بها ـ وهو الخبر ـ للتفرقة بين ما يعمل بالأصل وهو الفعل ، وما يعمل بحقّ الشبه ، وهو هذه الأحرف ، فهى فرع ، والأفعال أصل.

وقد أشبهت الفعل من عدة أوجه :

أحدها : أن معانيها معانى الأفعال ، فمعنى (إن وأن) : أؤكد أو أحقق ، ومعنى (كأن) : أشبه ، ومعنى (لكن) : أستدرك ، ومعنى (لعل) أرجو ، ومعنى (ليت) أتمنى ، فمعانيها من التوكيد والتشبيه والاستدراك والترجى والتمنى ، كما أن (ضرب) من الضرب ، و (تفهم) من التفهم ، و (استخرج) من الاستخراج.

والثانى : أنها مبنية على الفتح ، كما أن الفعل الماضى مبنىّ على الفتح.

والثالث : أنها تلزم الأسماء ، كما أن الفعل يلزمها ، وهى تطلب اسمين ، كما أن الفعل كذلك.

والرابع : أن ضمائر النصب تتصل بها اتصالها بالأفعال ، نحو : إنى ، وأنك ، ولكنه ، كما تقول : أفهمنى ، وأعلمتك ، وزرته ، وأكدته ، واستدركته.

والخامس : أن نون الوقاية تتصل بها اتصالها بالأفعال ، فتقول : ليتنى ، ولعلنى ، كما تقول : تمنانى ، ورجانى ، وأسمعنى.

لهذا نصبت هذه الأحرف ورفعت كالفعل.

الأحرف الناسخة (١)

ذكرنا أن النحاة سمّوها بالناسخة نظرا لأثرها الإعرابى. وأن لكلّ حرف معنى يؤديه فى العلاقة بين الخبر والمبتدإ الذى يصبح اسمها ، ونذكر ذلك بالتفصيل مع كلّ حرف نذكره فى هذا القسم.

__________________

(١) ينظر : شرح عيون الإعراب ١١١ / أسرار العربية ١٤٨.

١٧٢

لكننى ألحظ أن هذه الأحرف تشترك فى دلالة واحدة ، وهى معنى التوكيد الذى يلحق بالعلاقة الدلالية بين الخبر والمبتدإ ، ويقتصر حرفان على هذه الدلالة ، أما بقية الأحرف فإنها تؤدى معنى أساسا يضفى إليه صفة التأكيد ، ومعظم النحاة يقصرون كلّ حرف من هذه الأحرف على دلالة واحدة ، فـ (إن وأن) للتوكيد ، و (كأن) للتشبيه ، و (لكن) للاستدراك ، و (لعل) للترجى ، و (ليت) للتمنى ، لكننى لحظت أن هذه الأحرف تتضامن فى معنى التوكيد ، ولهذا فإن كثيرا من النحاة ـ مثلا ـ يجعلون (كأنّ ولكنّ) متضمنين فى بنيتهما الصرفية الحرف (أن) ، وهذا يعطينا دليلا على تضمينهما معنى التوكيد ، إلى جانب مدلول آخر ، وهو التشبيه والاستدراك.

والاتفاق المطلق بين النحاة على ستة أحرف ناسخة ، تفصيلها كما يأتى :

(إنّ)

: بكسر الهمزة وتشديد النون ، حرف ناسخ يفيد توكيد معنى الجملة الاسمية ، ونفى الشكّ عن العلاقات المعنوية بين ركنيها ، أى : تأكيد علاقة معنى الخبر بمعنى المبتدإ ، من ذلك أن تقول : إن الشباب المستقيم محترم. فتؤكد به معنى احترام الشابّ المستقيم.

فإذا قال ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) [يونس : ٤٤] ، فإنه ـ تعالى ـ يؤكد عدم ظلمه للناس شيئا.

تلحظ أن المبتدأ فى الجملتين (الشاب ، الله) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويسمى ـ حينئذ ـ اسمها.

والخبر فى الجملة الأولى (محترم) فهو مرفوع ، أما الخبر فى الجملة الثانية فهو الجملة الفعلية (لا يظلم) ، وهى فى محل رفع.

وأنوّه إلى أن (إنّ) المكسورة الهمزة تكون فى موضع الابتداء دائما. فهى تتميز بأنها مع معموليها تكون جملة يمكن أن تستقلّ بمعناها ، أى : يبتدأ بها ، وتكون فى أول الكلام.

١٧٣

وقد ترد (إنّ) على بنيتها هذه بمعنى (نعم) ، فلا تعمل ، وتكون تركيبيا كـ (نعم) ، تذكر فى قول عبد الله بن الزبير لأبى الزبير الأسدى لمّا قال له : لعن الله ناقة حملتنى إليك ، فردّ عليه بقوله : إنّ وراكبها ، أى : نعم ؛ ولعن الله راكبها.

وذكر ذلك فى قول عبد الله بن قيس الرقيات :

بكر العواذل فى الصّبو

ح يلمننى وألومهنّه

ويقلن شيب قد علا

ك وقد كبرت فقلت إنّه (١)

أى : فقلت : نعم.

(أنّ):

بفتح الهمزة وتشديد النون ، حرف ناسخ يفيد التوكيد ، فهى تماثل المكسورة الهمزة فى مدلولها ، إلا أنها تكون مع معموليها اسما ، ويكون مصدرا مؤوّلا له

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٥١ ، ٤ ـ ١٦٢ / الأعلم ٢ ـ ٢٧٩ / الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٢٢ / المفصل ٣٠٠ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧٨ / رصف المبانى ١١٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٦٧ / الجنى الدانى ٣٩٩.

(بكر) فعل ماض مبنى على الفتح. (العواذل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فى الصبوح) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالبكور. (يلمننى) يلوم : فعل مضارع مبنى على السكون لإسناده إلى نون النسوة ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون الأخرى حرف وقاية مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال.

(وألومهنه) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. ألوم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، وهن : ضمير الغائبات مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

والهاء حرف سكت مبنى ، لا محل له من الإعراب. والجملة فى محل نصب بالعطف على يلمننى.

(ويقلن) الواو عاطفة : يقول : فعل مضارع مبنى على السكون. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة فى محل نصب بالعطف على سابقتها. (شيب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (علاك) علا : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، وجاز الابتداء بالنكرة هنا لأن فيها صفة مقدرة. والجملة الاسمية في محل نصب ، مقول القول. (وقد) الواو حرف عطف مبنى. قد : حرف تحقيق مبنى. (كبرت) فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة معطوفة على سابقتها. (فقلت) الفاء : حرف عطف مبنى : قال : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (إنه) إن : حرف جواب إيجاب بمعنى نعم لا محل له من الإعراب. والهاء : حرف سكت مبنى.

١٧٤

موقعه الإعرابيّ من الرفع والنصب والجرّ ؛ ولذا فإنها مع معموليها لا تكون جملة ابتدائية ، أى : لا يمكنها الاستقلال بذاتها مع معموليها معنويا ، بل لا بدّ من ارتباطها نحويا ومعنويا بسابق عليها ، أو لاحق بها ، فهى بجملتها بمثابة اسم يتأثر إعرابيا بموقعه فى التركيب.

فإذا قلت : يعجبنى أنكم تحرصون على أداء الواجب ، فإنك تلحظ أن القول : (أنكم تحرصون) مصدر مؤول بالقول : حرصكم ، وهو فاعل للإعجاب. فـ (أن) مع معموليها مصدر مؤول فى محلّ رفع ، فاعل. وكأن (أنّ) أصبحت بمثابة الوصل بين الفاعل وفعله ، وهو وصل يؤكد علاقة المبتدإ بخبره ، أى : يؤكد معنى الحرص المنسوب إلى ضمير المخاطبين. يتضح ذلك فى الأمثلة الآتية :

ـ يتضح أنك تحترم زملاءك.

المصدر المؤول (أنك تحترم) مكون من : (أنّ) المفتوحة الهمزة واسمها ضمير المخاطب فى محلّ نصب ، وخبرها الجملة الفعلية (تحترم) فى محلّ رفع ، وتأويله : (احترامك) وهو فى محلّ رفع فاعل (يتضح).

ـ فلنعلم أنّ الاستقامة أساس النجاح.

(الاستقامة) اسم (أن) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبر (أن) (أساس) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والمصدر المؤول من (أن) ومعموليها فى محلّ نصب ، مفعول به.

ـ أقدر فيك أنك لا تهمل حقوق الآخرين.

المصدر المؤول من (أن) ومعموليها (أنك لا تهمل) فى محلّ نصب مفعول به.

وخبر (أن) هو الجملة الفعلية (لا تهمل) فى محل رفع.

ـ أعجبت به لأنّ أخلاقه نبيلة.

(أخلاق) اسم (أن) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبرها (نبيلة) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، و (أن) مع معموليها مصدر مؤول فى محلّ جر باللام.

١٧٥

أصل (أنّ) البنيوى : اختلف النحاة (١) فى أصل (أنّ) البنيوى ، فذهب سيبويه إلى أنها فرع للمكسورة ، ولذا فقد جعل هذه الأحرف خمسة ، ونهج هذا جماعة من النحاة.

وجعلها بعضهم أصلا بذاتها.

(كأنّ):

حرف ناسخ يفيد التشبيه المؤكد ، فهذه الكلمة تتركب من الكاف المشبهة و (أن) المفتوحة الهمزة ، وهو مذهب سيبويه وجمهور البصريين ، ويذهب بعض النحاة إلى أنها كلمة بسيطة ، وليست مركبة.

وكى نتفهم هذه الفكرة أنوه إلى ما يأتى :

ـ تفيد هذه الكلمة التشبيه مع التأكيد ، وهى مكونة من الكاف التى تفيد التشبيه ، و (أن) التى تفيد التوكيد ، وهذا يجعلها مركبة.

ـ يمكن أن نعدّها كلمة بسيطة بحكم استعمالاتها اللغوية منذ أن كانت اللغة من قديم ، فكأنها اكتسبت الوحدة اللغوية أو اللفظية بتقادم العهد عليها. وهذا يعفينا من إعرابها جزئيا ، حيث تعرب الكاف وحدها ، ثم تعرب (أن) مع معموليها ، ويعرب المصدر المؤول فى محلّ جرّ بالكاف ، ثم يبحث عما يتعلق به شبه الجملة ، وهذا يجعلنا نميل إلى أن تكون بسيطة ـ ولو مجازا.

ـ (كأن) مع معموليها تكون جملة مستقلة ابتدائية ، حيث يصح أن تقول : كأنك حاتم فى كرمه. كأن المقاتل أسد. كأن الفتاة بدر.

وهى جمل مستقلة معنويّا ، وابتدائية ، وهذه الإلفاتة تجعل (كأن) بسيطة ، وليست مركبة ، ولتعد إلى التنويه السابق لتتحقق من ذلك.

ويجعلون لـ (كأن) معنى آخر وهو التحقيق ، ويجعلون منه قول الحارث ابن خالد بن العاص :

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٣١ / الجنى الدانى ٤٠٣ / مغنى اللبيب : ١ ـ ٣٥ / الهمع ١ ـ ١٣٢ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٠.

١٧٦

فأصبح بطن مكة مقشعرا

كأنّ الأرض ليس بها هشام (١)

(لكنّ):

بتشديد النون ، حرف ناسخ يقصره النحاة على معنى الاستدراك ، لكنه ـ كما ذكرت ـ يفيد إلى جانبه معنى التوكيد ، فيكون للاستدراك التوكيدى.

ويفسر الاستدراك على أنه المغايرة ، أى : مغايرة الثانى للأول ـ نفيا أو إيجابا ـ ، فكأنه لما أخبر عن المعنى الأول بخبر يتوهم منه معنى يترتب عليه غير المعنى الذى يريده المتحدث ؛ تدورك بالإخبار عنه باستخدام الحرف (لكن) ، فهو يربط بين جملتين ، أولاهما : المعنى المراد منها منقوص فى فكر المتحدث على الرغم من تمامها بنيويا ، ونقصه يتأتّى من النتيجة الفكرية المترتبة عليه ـ حتما ـ فيستدرك هذا المعنى بجملة (لكن) مع معموليها ، ويكون معناها على غير النتيجة المتراتبة على الجملة السابقة ، فبين الجملتين شىء من المخالفة المعنوية ، والمتحدث فى الوقت ذاته يؤكد معنى الجملة المستدرك بها ، ويلحظ أن المعنى السابق لـ (لكن) يمثل حقيقة أو شعورا أو رغبة كامنة أو غير ذلك مما هو حقيقة ، لكن ما بعدها يتخالف معه فى التراتب المعنوى والتناسق الدلالى ، فيقال : الجو معتدل لكننى لن أخرج.

حيث اعتدال الجو يتراتب عليه الخروج والتنزه ، لكن ما بعد حرف الاستدراك يناقض ذلك ، وضمير المتكلم (الياء) فى محلّ نصب ، اسم (لكن) ، أما خبرها فهو الجملة الفعلية (لن أخرج) ، وهى فى محل رفع.

__________________

(١) المغنى ١ ـ ٢١٠ / شفاء العليل ١ ـ ٣٥١ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٢ / الدرر ٢ ـ ١٦٣.

(أصبح) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (بطن) اسم أصبح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (مكة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف.

(مقشعرا) خبر أصبح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كأن) حرف ناسخ مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب. (الأرض) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ جامد مبنى على الفتح. (بها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس مقدم. (هشام) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة ليس مع معموليها فى محل رفع ، خبر كأن.

١٧٧

وتقول : أحبّ صديقى لكننى لن أزوره.

أخاصم محمدا لكننى سأعوده.

العرب إخوة لكن كلمة زعمائهم تتفرق أحيانا (١).

ومن ذلك قول أبى فراس الحمدانى :

بلى أنا مشتاق وعندى لوعة

ولكنّ مثلى لا يذاع له سرّ (٢)

تلحظ فى التراكيب السابقة درجة من المقابلة المعنوية بين ما قبل (لكن) وما بعدها.

أصلها البنيوى :

يختلف النحاة فى أصل (لكن) البنيوى :

ـ يرى البصريون أنها بسيطة ، أى : كلمة واحدة.

ـ أما الكوفيون فيختلفون فى أصلها البنائى بين :

كونها (لكن أنّ) مع زيادة الكاف ، أو وجودها للتشبيه.

__________________

(١) (العرب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفع الضمة. (إخوة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لكن) حرف استدراك مبنى ، لا محل له من الإعراب. (كلمة) اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (زعماء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، و (هم) ضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (تتفرق) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى.

والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لكن. (أحيانا) منصوبة على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبها الفتحة.

(٢) (بلى) حرف جوابى مبنى لا محل له من الإعراب. (أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (مشتاق) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وعندى) الواو حرف عطف عاطف جملة على جملة مبنى.

عندى : ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (لوعة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(ولكن) الواو عاطف مبنى. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. مثلى. اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة إليه.

(لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يذاع) فعل مضارع مبنى للمجهول مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (له) جار ومجرور مبنيان وشبه الجملة متعلقة بسر ، أو فى محل نصب ، حال لها. (سر) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لكن.

١٧٨

لكنه من الأفضل أن نذهب إلى بساطتها مع التقادم اللغوى والثبات عبر الأجيال فى استخدامها بنيويا ودلاليا حتى لا نتشعب فى إعرابها ، ويمثل لذلك بما قيل فى (كأن).

(لعل):

حرف ناسخ يفيد معنى التوقع. ولا يكون التوقع إلا فى أمر ممكن حدوثه ، ويعبر عنه بالترجّى أو الرجاء فى الأمر المستحب ، نحو : (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [البقرة : ١٨٩]. فالفلاح أمر مستحبّ مأمول أو مرجى ، واسم (لعل) هو ضمير المخاطبين فى محل نصب ، أما خبره فهو الجملة الفعلية (تفلحون) فى محلّ رفع.

ومنه قولك : لعلّ الحبيب قادم.

وقوله تعالى : (إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ)(١) [يونس : ١٠] ، حيث اسم (لعل) ضمير المتكلم (الياء) فى محل نصب ، أما خبرها فهو الجملة الفعلية (آتيكم) فى محل رفع.

ـ (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(٢) [الزخرف : ٣].

__________________

(١) (إنى) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (آنست) فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (نارا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (لعلى) لعل : حرف ترج ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. (آتيكم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لعل. (منها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإيتاء. أو فى محل نصب حال من قبس. (بقبس) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالإيتاء.

(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (جعلناه) جعل : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (قرآنا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عربيا) صفة لقرآن منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

(لعلكم) لعل : حرف رجاء مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. (تعقلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر لعل.

١٧٩

ـ (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [طه : ٤٤].

كما يعبر عنه بالإشفاق فى الأمر المكروه ، نحو :

ـ (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ)(١) [الكهف : ٦].

ـ (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)(٢) [الأنبياء : ١١١].

ـ (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) [الشورى : ١٧].

ويذكر الأخفش والفراء أنها قد تأتى للتعليل ، ويجعل منه القول : أفرغ عملك لعلّنا نتغذّى ؛ والتقدير : لنتغدى.

كما يجعلون من إفادة التعليل قوله تعالى : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [طه : ٤٤]. وتقديره : ليتذكر وليخشى ، لكنه قد يفهم من المعنى أن (لعل) للترجى ، والتقدير : اذهبا مترجّيين تذكّره وخشيته.

ومنه : اعمل عملك لعلّك تأخذ أجرك.

وحذف اللام من (لعلّ) لغة فيها ، فيقال : علّ. ومن ذلك قول الأضبط ابن قريع :

لا تهين الفقير علّك أن تر

كع يوما والدهر قد رفعه (٣)

__________________

(١) (نفسك) نفس : مفعول به لاسم الفاعل : باخع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) (إن) حرف نفى مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (أدرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (لعله) لعل : حرف ترج مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، والضمير مبنى فى محل نصب ، اسم لعل. (فتنة) خبر لعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة سدت مسد مفعولى أدرى فى محل نصب. (لكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بفتنة ، أو فى محل رفع ، نعت لها. (ومتاع) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. متاع : معطوف على فتنة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلى حين) إلى : حرف جر مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. حين : اسم مجرور بعد إلى ، وعلامة جره الكسرة.

وشبه الجملة متعلقة بمتاع ، أو فى محل رفع ، نعت لها.

(٣) أمالى الشجرى ١ ـ ٣٨٥ / شرح المفصل ٩ ـ ٤٣ / العينى ٤ ـ ٣٣٤ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٠٨ / الأشمونى ٣ ـ ٢٢٥ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٦٤.

١٨٠