النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

د ـ بعد مبتدإ مذكور قبل حال لا تصح أن تقع خبرا فى معناها :

وذلك بأن يكون المبتدأ أو معموله بالإضافة مصدرا عاملا فى مفسر صاحب الحال.

مثال المبتدإ أن تقول : فهمى الدرس مشروحا. ومثال معمول المبتدإ : أكثر شربى السويق ملتوتا. والفكرة فى هذا التركيب هى كيفية التقدير ، إذا التقدير فى الجملتين السابقتين : فهمى الدرس إذ يكون مشروحا ، أكثر شربى السويق إذ يكون ملتوتا ، ويجوز أن تقدر (إذا) موضع (إذ).

وننبه فيما قدّر إلى ما يأتى : ـ الكون المقدر كون تام. وفيه ضمير مستتر هو صاحب الحال.

ـ الاسم المعمول للمصدر المذكور مفسر لصاحب الحال ، وهو (الدرس ، السويق).

ـ كلّ من المصدر (فهم) ، وما أضيف إليه المصدر (أكثر) مبتدأ لا يصح أن يخبر عنه بالحال ، فلا يقال : (الفهم مشروح) ولا (أكثر الشرب ملتوت) ، وإنما يكون القول : (هو مشروح ، أى : الدرس) و (هو ملتوت ، أى : السويق).

ـ خبر المصدر المبتدإ فى الحقيقة هو المحذوف من ظرف (إذ ، أو : إذا) وما تعلق به ، لكنه لّما حذف وبقيت الحال منه كما بقى مفسر صاحب الحال من اسم ظاهر اعتبرت الحال سادة مسدّ الخبر.

ويجوز تقدير مصدر محذوف بدلا من الظرف ، فيكون التقدير : فهمى الدرس فهمه مشروحا ، أكثر شربى السويق شربه ملتوتا. والهاء في المصدر المحذوف ضمير هو صاحب الحال ، ومفسره الاسم الظاهر المذكور كما وضحنا.

ـ المصدر المبتدأ يجب أن يكون مصدرا صريحا ، لكن المصدر المضاف إلى المبتدإ والعامل فى مفسر صاحب الحال قد يكون صريحا وقد يكون مؤولا.

١٤١

ومنه ما يمثلون له من قولهم : أخطب ما يكون الأمير قائما ، ضربى زيدا قائما ، ضربى زيدا نائما. وتلحظ أن (أخطب) مبتدأ أضيف إلى المصدر المؤول (ما يكون الأمير) ، وهو المفسر لصاحب الحال المحذوف. والتقدير : أخطب كون الأمير إذا كان هو (الكون) قائما.

أما (ضرب) فى المثالين الآخرين فهو مصدر مبتدأ عامل فى (زيد) ، وهو المفسر لصاحب الحال المحذوف مع الخبر ، والتقدير : إذا كان هو (زيد) قائما ، إذا كان هو (زيد) نائما.

وما سبق من تحليل وتعليل إنما هو للبصريين وجمهور النحاة ، لكن الكوفيين يذهبون إلى أن الحال معمول للمصدر الذى هو المبتدأ ، والخبر محذوف ، وهذا غير صالح لفظا ومعنى. ويذهب بعض النحاة ـ وعلى رأسهم ابن درستويه وابن بابشاذ ـ أن الخبر هو الحال من حيث المعنى ، والتقدير عندهم فى (ضربى زيدا قائما) يكون : ضربت زيدا قائما. وهو فاسد فى المعنى.

وأنبه إلى أنه يشترط فى وجوب حذف الخبر فى هذا التركيب وسد الحال مسدّه أن تكون الحال غير صالحة معنويا للإخبار بها عن المبتدإ.

ومنه أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، كقوله صلّى الله عليه وسلّم : «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» (١).

ومثله قول الشاعر :

خير اقترابى من المولى حليف رضا

وشرّ بعدى عنه وهو غضبان (٢)

__________________

(١) (أقرب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (يكون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة وهو تام. (العبد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل جر ، مضاف إليه. (من ربه) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. رب : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

وشبه الجملة متعلقة بالكينونة. (وهو) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ساجد) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال سدت مسدّ الخبر.

(٢) (خير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (اقتراب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره

١٤٢

وقد جمع فيه بين نوعى الحال التى سدت مسدّ الخبر ، ففى الشطر الأول (خير) مبتدأ مرفوع ، و (حليف) حال منصوبة سدت مسدّ خبر المبتدإ.

وفى الشطر الثانى (شرّ) مبتدأ ، والجملة الاسمية (هو غضبان) فى محل نصب ، حال سدت مسدّ الخبر.

وقد تكون الحال السادّة مسدّ الخبر جملة فعلية ، فعلها مضارع ـ على الأصح ـ كما جاء فى رجز العجاج :

ورأى عينى الفتى أباكا

يعطى الجزيل فعليك ذاكا (١)

حيث (رأى) مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية (يعطى) فى محل نصب ، حال سدت مسدّ الخبر.

__________________

الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (من المولى) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المولى : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وشبه الجملة متعلقة باقتراب.

(حليف) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة ، سدت مسدّ الخبر. وهو مضاف ، و (رضا) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (وشر) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، عطفت جملة على جملة. شر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (بعد) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى في محل جر ، مضاف إليه. (عنه) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بعن ، وشبه الجملة متعلقة بالبعد. (وهو) الواو واو الابتداء أو الحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (غضبان) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. سدت مسد الخبر.

(١) (رأى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (عين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم وهو الفاعل. وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر مضاف إليه. (الفتى) مفعول به لرأى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (أباكا) أبا : عطف بيان أو بدل من الفتى منصوب ، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، والألف حرف إطلاق مبنى لا محل له من الإعراب. (يعطى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال سدت مسد الخبر. (الجزيل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فعليك) الفاء عاطفة تعقيبية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (عليك) اسم فعل أمر مبنى معناه الزم ، وفيه فاعله. (ذاكا) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به لاسم الفعل ، والألف للإطلاق.

١٤٣

وتكون الحال سادة مسدّ الخبر فى الجمل الآتية :

أكلى متكئا ، عهدى به قديما ، معرفتى به ذا مال ، أكثر أكلى الفاكهة ناضجة ، اعتكافى صائما. أكثر ما أكلت الفاكهة ناضجة ، أوسع فهمى الدرس مشروحا.

أما قول الشاعر : ما للجمال مشيها وئيدا فهو شاذّ ، حيث نصب (وئيدا) على الحالية ، وتصح أن تكون خبرا للمبتدإ (مشى) ؛ لأن معناها يكمل معنى المبتدإ ، فالمشى يجوز أن يكون وئيدا.

ملحوظة :

هناك فرق معنوي بين القولين : (ضربى زيدا قائم) و (ضربى زيدا قائما). إذ (قائم) في الجملة الأولى مرفوعة ، فتكون خبرا عن الضرب ، أى : الضرب ما زال مستمرا إلى الآن. أما (قائم) فى الجملة الثانية فهى منصوبة على الحالية ، فتفسر على ما فسرت به هذه القضية ، والتقدير : ضربى زيدا إذا كان هو (زيد) قائما.

فإذا جعلت القيام لزيد فى الجملة الأولى ، وهو مرفوع ، فإنك تقدر محذوفا مبتدأ ، والتقدير : ضربى زيدا وهو قائم (أى : زيد) ، وتكون الجملة الاسمية فى محل نصب ، حال.

ه ـ أن يذكر مصدر مكررا بعد مبتدإ ، فيكون بدلا من فعله الخبر المحذوف.

ذلك نحو : أنت سيرا سيرا ، حيث (أنت) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، وخبره محذوف دلّ عليه المصدر المذكور (سيرا) : أو أن يكون المصدر محصورا ، كقولك : ما أنت إلا سيرا ، وإنما أنت سيرا (١).

حذف المبتدأ والخبر معا

قد يحذف ركنا الجملة الاسمية معا إذا دل عليهما دليل سياقى ، من ذلك قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي

__________________

(١) ينظر : الجامع الصغير : ٥١.

١٤٤

لَمْ يَحِضْنَ) [الطلاق : ٤] ، أى : واللائى لم يحضن عدتهن كذلك ، فتكون (عدة) المحذوفة مبتدأ مرفوعا ، وخبره المحذوف جملة اسمية فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ الاسم الموصول (اللائى لم يحضن).

ما يسد مسدّ المبتدإ والخبر

إذا ابتدأت الجملة الاسمية بصفة مشتقة عاملة معتمدة على نفى أو استفهام ـ غالبا ـ فإننا نجد أنفسنا أمام مطلبين للصفة المشتقة ، حيث وقوعها مبتدأ يحتاج إلى خبر ، أو النقيض ، وطبيعة مبناها يحتاج إلى معمول (فاعل أو نائب فاعل) ، ولذلك فإننا نضطرّ إلى الجمع بين المتطلبين فى معمول الصفة المشتقة فنجعله فاعلا أو نائب فاعل سادا مسدّ الخبر أو المبتدإ ، ويحكم هذا ضابطان :

أولهما : معمول الصفة المشتقة يعرب حسب علاقته بها إعرابا أساسا (فاعلا أو نائبا عن الفاعل).

والآخر : يوضع موضع الصفة المشتقة فعل يجرى على لفظها ، ملحقا به ما يدل على التثنية أو الجمع ، أو غير ملحق بها تبعا لدلالتها العددية ، فإن صحّ وضعها قبل معمولها كانت مبتدأ سدّ معمولها مسدّ خبره ، وإن لم يصحّ وضعها قبل معمولها كانت خبرا مقدما سدّ معمولها مسدّ المبتدإ ، وإن صحّ الوضعان كانت مبتدأ أو خبرا مقدما سدّ معمولها مسدّ الركن الآخر ، والعلة لذلك أن الفعل إذا سبق معموله لزم الدلالة على الإسناد إلى المفرد ، وإن تضمن ما يدل على تثنية أو جمع كان تاليا لما يظن أنه معموله.

وبذلك فإننا نجد أن المعيار الأساس لوضع قواعد هذه الفكرة يقوم على المطابقة والمخالفة فى العدد بين الصفة ومعمولها ، ويفصل ذلك فى ثلاث حالات ؛ لأنه إما أن يوجد مطابقة فى الإفراد ، وإما أن يكون مخالفة فى الإفراد ، فيكون مطابقة فى التثنية والجمع ، أو مخالفة فيهما ، ذلك على نحو ما يأتى :

١٤٥

أولا : المخالفة العددية :

إذا كانت الصفة المشتقة غير مطابقة لمرفوعها فى العدد كان المشتقّ مبتدأ والمرفوع سادا مسدّ الخبر ، حيث يصحّ أن يوضع فعل موضع المشتقّ سابقا للمرفوع. من ذلك قول الشاعر :

خليلىّ ما واف بعهدى أنتما

إذا لم تكونا لى على من أقاطع (١)

ما واف أنتما ، (واف) اسم فاعل معموله (أنتما) ، اختلفا فى العدد ، حيث الصفة مفرد والمعمول مثنى ، فتكون (واف) مبتدأ مرفوعا مقدرا ، أما (أنتما) فإنه يكون فاعلا مبنيا فى محل رفع سدّ مسدّ الخبر. وكان ذلك لأنه يصح أن تقول : ما يفى أنتما.

ومثله قول الشاعر :

أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا

إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا (٢)

__________________

(١) ينظر : شرح ابن الناظم ١٠٦ / شفاء العليل ١ ـ ٢٧١ / الجامع الصغير ٥٢ / شرح الشذور ١٨٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٥٧ / ضياء السالك ١ ـ ١٩٩ / أوضح المسالك ١ ـ ١٣٣ / الدرر ٢ ـ ٥.

(خليلى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى وحرف النداء محذوف ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى في محل جر ، مضاف إليه. (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (واف) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (بعهدى) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. عهد : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة بالوفاء. (أنتما) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل سد مسدّ الخبر. (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مبنى فى محل نصب. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تكونا) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وألف الاثنين ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم تكون. (لى) اللام حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بالكون. (على من) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. من : اسم موصول مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر تكون ، أو متعلقة بخبر كان المحذوف. (أقاطع) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب شرط إذا محذوفة دل عليها ما سبقها.

(٢) ينظر : شرح ابن الناظم ١٠٦ / شفاء العليل ١ ـ ٢٧١ / الجامع الصغير ٥٢ / شذور الذهب ١٨٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٥٧ / ضياء السالك ١ ـ ١٩٩ أوضح المسالك ١ ـ ١٣٤.

١٤٦

حيث (أقاطن قوم) يصح أن يقال فيه : أيقطن قوم ، فيسبق الفعل الفاعل ، فتكون الصفة (قاطن) مبتدأ ، و (قوم) يكون فاعلا سدّ مسدّ الخبر. ومنه أن تقول : أمنطلق غلمانك؟ أسار هذان؟ ما نادم المجدون ، وما مكرم العمران.

ومنه قول الشاعر :

ما باسط خيرا ولا دافع أذى

من الناس إلا أنتم آل دارم (١)

وقول الشاعر :

أمنجز أنتم وعدا نطقت به

أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب (٢)

__________________

(أقاطن) الهمزة حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. قاطن : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(قوم) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، سدّ مسدّ الخبر. وهو مضاف. و (سلمى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة المقدرة نيابة عن الكسرة ، منع من ظهورها التعذر. (أم) المعادلة حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (نووا) فعل ماض مبنى على الضمة المقدرة ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (ظعنا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (يظعنوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (فعجيب) الفاء حرف رابط الشرط بجوابه مبنى لا محل له من الإعراب. (عجيب) خبر مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عيش) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (من) اسم موصول مبنى فى محل جر مضاف إليه. (قطنا) فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. والجملة الاسمية فى محل جزم جواب شرط إن.

(١) المساعد ١ ـ ٢٠٥.

(ما) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (باسط) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (خيرا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولا) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (دافع) معطوف على باسط مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أذى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (من الناس) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الناس : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بأذى ، أو صفة له فى محل نصب. أو متعلقة بصفته. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل باسط وهو ساد مسدّ الخبر.

(آل) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (دارم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وجملة النداء اعتراضية للتنبيه.

(٢) ينظر : شرح الكافية الشافية ١ ـ ٣٣٣ / ابن عقيل ١ ـ ١٩٠ / الأشمونى ١ ـ ١٩٠ ، ٢ ـ ٣٩٣ / الصبان ١ ـ ١٩٩.

١٤٧

حيث قوله : (أمنجز أنتم) فيه اسم الفاعل (منجز) اعتمد على استفهام ، وقد عمل فى الضمير الظاهر (أنتم) ، فيكون (منجز) مبتدأ مرفوعا ، و (أنتم) يكون ضميرا مبنيا فى محلّ رفع ، فاعل ، سدّ مسدّ الخبر.

ثانيا : المطابقة فى التثنية والجمع :

إذا كانت الصفة المشتقة مطابقة للمرفوع فى التثنية والجمع كان ذلك دليلا على وجود ما يدل على المثنى والجمع فى الصفة المشتقة التى تحلّ محلّ الفعل ، وهى متقدمة لفظا على المعمول ، ولا يجوز ذلك ؛ لأن الفعل إذا سبق معموله الفاعل فإنه لا يحمل علامة تثنية ولا جمع ، وبذلك فإننا نقدر تقدم الخبر لفظا ، ويتمثل فى الصفة المشتقة ، ونقدر تأخر المبتدإ لفظا ، ويتمثل فى المعمول ، كى لا يتشابه التركيب مع لغة (أكلونى البراغيث) ، ذلك نحو : أقادمان المجتهدان؟ ما مهملون المواطنون.

وتقدير التركيبين : أيقدمان المجتهدان؟ ما يهملون المواطنون ، وهو لا يجوز ، فنقدر الترتيب : أالمجتهدان يقدمان؟ وما المواطنون يهملون. والصفة بمثابة الفعل ، فيكون كلّ من (قادمان ، ومهملون) خبرا مقدما ، ويكون كلّ من (المجتهدان ، والمواطنون) مبتدأ مؤخرا.

ومنه أن تقول : أغائبون أصحابك ، ما نادمان الصادقان.

ثالثا : المطابقة فى الإفراد :

إذا كانت الصفة المشتقة مطابقة لمعمولها فى الإفراد فإن ذلك يجيز أن تتقدم عليه ، وأن تتأخر عنه ؛ لأن الفعل إذا لم تلحق به ما يدل على تثنية أو جمع وكان

__________________

(أمنجز) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. منجز : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ساد مسدّ الخبر. (وعدا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (نطقت) نطق : فعل ماض مبنى على السكون ، والتاء ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.

والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لوعد. (به) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلقة بالنطق. (أم) المعادلة حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (اقتفيتم) اقتفى : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. (جميعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (نهج) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (عرقوب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

١٤٨

فاعله مفردا جاز أن يسبق الفاعل بتكوين جملة فعلية ، وجاز أن يسبقه الفاعل بتكوين جملة اسمية ، فتقول : قام الولد (جملة فعلية) ، و (الولد قام) جملة اسمية ، وكذلك الصفة المشتقة مع معمولها ، فتقول : أمكافأ المجد؟

ما فاهم المهمل.

وعلى احتساب التقدير : (أيكافأ المجد؟ وما يفهم المهمل) ، ويكون كلّ من (مكافأ وفاهم) مبتدأ ، و (المجد) يكون نائب فاعل سدّ مسدّ الخبر ، و (المهمل) يكون فاعلا سدّ مسدّ الخبر.

وعلى احتساب التقدير : (أالمجدّ يكافأ؟ ما المهمل يفهم) يكون كلّ من (مكافأ ومهمل) خبرا مقدما ، ويكون (المجد) نائب فاعل سدّ مسدّ المبتدإ المؤخر ، ويكون (المهمل) فاعلا سدّ مسدّ المبتدإ المؤخر. ومنه قوله تعالى : (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(١) [مريم : ٤٦].

والصفة المشتقة المقصودة هنا تشمل :

ـ اسم الفاعل : كما مثّل به سابقا.

ـ اسم المفعول : نحو : ما مفهوم الدرسان. وأمعلوم الأخبار؟ حيث كل من (مفهوم ومعلوم) مبتدأ مرفوع ، وكلّ من (الدرسان والأخبار) نائب فاعل سد مسدّ الخبر.

ونحو : ما مكتوبان الموضوعان. وأمكافأون المجدون؟ كل من (مكتوبان ومكافأون) خبر مقدم ، أما كلّ من (الموضوعان والمجدون) فهو مبتدأ مؤخر.

__________________

(١) (أراغب) الهمزة حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. راغب : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، أو خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (أنت) ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، سد مسدّ الخبر أو المبتدإ المؤخر. (عن آلهتى) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. آلهة : اسم مجرور بعد عن وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلقة براغب. (يا إبراهيم) يا : حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. إبراهيم : منادى مبنى على الضم (غير المنون) فى محل نصب.

١٤٩

وإذا قلت : ما مشروحة الفكرة ، وأمفسّرة القضية ، فإن كلا من (مشروحة ومفسرة) تكون مبتدأ مرفوعا ، أو خبرا مقدما مرفوعا ، أما كلّ من (الفكرة والقضية) فإنها تكون نائب فاعل سد مسدّ الخبر أو المبتدإ المؤخر.

ـ الصفة المشبهة : كقولك : أحسن أخواك؟ وما جميلة خطوطهم. كل من (أخواك وخطوط) فاعل سدّ مسدّ الخبر ، أما الصفة المشبهة فهى مبتدأ فى الموضعين.

ـ المنسوب : نحو : أقرشىّ أبواك؟ حيث (قرشى) مبتدأ ، و (أبوا) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف سد مسدّ الخبر.

ـ اسم التفضيل : نحو : هل أحسن فى عين زيد الكحل منه فى عين غيره.

(أحسن) مبتدأ مرفوع ، و (الكحل) فاعل لأحسن سد مسد الخبر ، وجاز إظهار فاعل اسم التفضيل فى هذا التركيب ؛ لأنه عمل فى مفضلين من جهتين.

ملحوظات :

الأولى : اعتماد الصفة المشتقة السادة مسدّ المبتدإ أو الخبر على نفى أو استفهام رأى غالب ؛ ذلك لأن الكوفيين والأخفش يجيزون ذلك فى الصفة المشتقة دون اعتماد ، وغيرهم يرون أن الاعتماد مستحسن ، أى أن عدم الاعتماد جائز لكنه غير مستحسن ، ويستشهد لعدم اعتماد الصفة على نفى أو استفهام بقول الشاعر :

خبير بنو لهب فلا تك ملغيا

مقالة لهبىّ إذا الطير مرّت (١)

__________________

(١) ينظر : شرح عمدة الحافظ ٦٥ / شرح ابن الناظم ١٠٦ / شفاء العليل ١ ـ ٢٧٣ / شرح التصريح ١ ـ ١٥٧ / أوضح المسالك ١ ـ ١٣٦ / الدرر ٢ ـ ٧.

بنو لهب : حى من الأزد.

(خبير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بنو) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو ، وحذفت النون من أجل الإضافة. وقد سد مسدّ الخبر. وهو مضاف ، و (لهب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(فلا) الفاء : حرف عطف تعقيبى مبنى ، لا محل له من الإعراب. لا : حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تك) فعل مضارع ناقص ناسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون المقدرة على النون المحذوفة.

واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (ملغيا) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مقالة) مفعول به لملغ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (لهبى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره

١٥٠

وفيه (خبير) مبتدأ مرفوع ، و (بنو) فاعل مرفوع سد مسدّ الخبر.

ومنه كذلك قول زهير بن مسعود الضبى :

فخير نحن عند الناس منكم

إذا الداعى المثوّب قال يالا (١)

وفيه (خير) مبتدأ مرفوع ، و (نحن) فاعل سدّ مسدّ الخبر.

مع ملاحظة أن الصفة المشتقة إذا لم تعتمد على نفى أو استفهام فإنها تكون خبرا أو نعتا أو حالا.

الثانية : يجب أن تمثل الصفة المشتقة ومعمولها معنى مستقلا تامّا يحسن السكوت عليه ، أى : تكون جملة تامة كما ذكر سابقا من أمثلة ، وتلمس فيها أن المعمول يغنى عن الخبر.

لكنك إذا قلت : أقائم أبواه؟ فإن فاعل الصفة المشتقة وهو (أبواه) لا يغنى عن ذكر كلمة مطلوبة تتمم المعنى فهى التى تمثل الخبر ، كأن تقول : محمد ، أو : الحاضر ... إلخ. وعند جمهور النحاة يكون (قائم) خبرا مقدما ، ويكون (محمد) مبتدأ مؤخرا.

__________________

الفتحة. (إذا) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب مضمن معنى الشرط. (الطير) ـ على رأى جمهور النحاة ـ فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور ، وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والتقدير : إذا مرت الطير ، والجملة فى محل جر بالإضافة. (مرت) مر : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى ، والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.

(١) ينظر : الخصائص ١ ـ ٢٧٦ / المساعد على التسهيل ١ ـ ٢٠٧ شفاء العليل ١ ـ ٢٧٣ / الدرر ٣ ـ ٤٦.

المثوب : الذى يدعو الناس ، يالا : أراد يا لفلان.

(خير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (نحن) ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل سد مسد الخبر.

(عند الناس) عند : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخير ، وهو مضاف و (الناس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (منكم) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب.

وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة متعلقة بخير. (إذا) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب مضمن معنى الشرط. (الداعى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل لفعل محذوف يفسره المذكور ـ وذلك على رأى جمهور النحاة ـ والتقدير : إذا قال الداعى. والجملة فى محل جر بالإضافة. (المثوب) نعت للداعى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (قال) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب.

(يالا) حرف نداء ، ومنادى ، وجملة النداء فى محل نصب مقول القول.

١٥١

الثالثة : سد المعمول فى هذا التركيب مسدّ الخبر أو المبتدإ لتمام الكلام بدون تقدير كالجملة الفعلية ، ولهذا فإن الصفة هنا لا تصغر ، ولا توصف ، ولا تعرف ، وإذا كان بها ما يدل على تثنية أو جمع فإنها تحتسب بعد المعمول ، فتكون خبرا حتى لا تكون على لغة (أكلونى البراغيث).

الرابعة : تجرى (غير) مجرى (ما) فى إفادة النفى واعتماد الوصف عليه ، لكنه ينبّه إلى أن (غير) اسم ، وما حرف ، ومن ذلك قول الشاعر :

غير لاه عداك فاطّرح الله

وولا تغترر بعارض سلم (١)

حيث (غير لاه) مبتدأ مرفوع ، و (عداك) فاعله مرفوع مقدرا ، وقد سدّ مسدّ خبره.

ومثله قول الشاعر :

غير مأسوف على زمن

ينقضى بالهمّ والحزن (٢)

__________________

(١) ينظر : المساعد على التسهيل ١ ـ ٢٠٨ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٩٠ / شفاء العليل ١ ـ ٢٧٤.

(غير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (لاه) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (عداك) عدا : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (فاطرح) الفاء : سببية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. اطرح : فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (اللهو) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولا تغترر) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، تغترر : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت. والجملة معطوفة على سابقتها. (بعارض) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. عارض : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالاغترار. (سلم) مضاف إلى عارض مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) (غير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، و (مأسوف) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (على زمن) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. زمن : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع نائب فاعل سد مسد الخبر. (ينقضى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لزمن. (بالهم) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الهم : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالانقضاء. (والحزن) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الحزن : اسم معطوف على الهم مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

١٥٢

أمثلة أخرى للجملة الاسمية

يلحظ أن الجملة الاسمية قد ترد فى أنماط وتراكيب غير ما تعهد عليه من ذكر الركنين الأساسين فقط ، فإلى جانب ما يمكن أن يذكر مع كلّ ركن من وسائل التقييد والتخصيص ، من نعت أو إضافة أو زمن أو مكان أو نفى أو غير ذلك ؛ قد يسبق الجملة الاسمية أو يحشوها بعض الحروف أو الأدوات التى لا تؤثر نحويا ، ويكون لها طبيعة تركيبية خاصة ، وقد يؤثر بعضها لفظا فقط ، وقد يكون أحد الركنين له طبيعة تركيبية خاصة ، كاسم الشرط أو غيره من الكلمات ، ومن ذلك ما يأتى :

ـ (أمّا) + المبتدأ+ الفاء+ الخبر

قد يرد المبتدأ مسبوقا بـ (أمّا) التى فيها معنى الشرط أو الجزاء والتفصيل ؛ وعندئذ يكون الخبر مسبوقا بفاء الجزاء والجواب ، سواء أكان الخبر :

اسما ، نحو : أما صديقى فوفى ، فيكون (صديقى؟) مبتدأ مرفوعا مقدرا ، وخبره (وفى) مرفوع ، وقد تقدر محذوفا فى الخبر ، والتقدير : فهو وفى ، وحينئذ يكون الخبر جملة اسمية.

أم جملة اسمية ، نحو : أما الخبر فأنت تعرفه ، حيث الخبر مبتدأ ، خبره الجملة الاسمية (أنت تعرفه).

وكذلك القول : أما محاولة النسيان فلا شفاء يرجى منها ، حيث (محاولة) مبتدأ ، خبره جملة (لا) النافية للجنس ، ومعموليها (لا شفاء يرجى).

أم جملة فعلية ، نحو : أمّا المجتهدون فقد أعجب بهم الحاضرون ، وفيه (المجتهدون) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، خبره الجملة الفعلية (أعجب بهم الحاضرون).

ومنه : أمّا التسلية فقد صارت مزاجا عاما يؤدى إلى العبث. خبر المبتدإ (التسلية) هو جملة (صار) ومعموليها (صارت مزاجا).

أم تركيبا شرطيا ، نحو : أمّا أخوه فإن كان على حق فسأعينه. حيث (أخو) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وخبره التركيب الشرطى (إن كان على حق فسأعينه) فى محل رفع.

١٥٣

(حسب) فى الجملة الاسمية : (حسب) مصدر ملازم للإضافة ، اختلف فيه النحاة بين كونه اسم فاعل ، أى : الكافى ، وكونه اسم فعل ماض ، أى : كفى ، وكونه فعل أمر ، أى : ليكف. لكن الأرجح أنه بمعنى اسم الفاعل ؛ وهو لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ؛ وإن وقع صفة لأى منها ، ويذكر سيبويه أن (حسب) تلزم النكرة دائما ، يدلك على أنه نكرة أنك تصف به النكرة ، فتقول : هذا رجل حسبك من رجل (١) ، حيث (حسب) صفة لرجل وهو نكرة ، فهو لا يتعرف بإضافته إلى المعرفة.

ومن تراكيب (حسب) فى الجملة الاسمية ما يأتى :

ـ أن يذكر (حسب) فى بداية الجملة :

نحو : (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ) [البقرة : ٢٠٦] ، فتكون (حسب) مبتدأ مرفوعا على أنه مصدر بمعنى اسم الفاعل. و (جهنم) فاعل سدّ مسدّ الخبر.

ومنه : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران : ١٧٣]. (قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) [المائدة : ١٠٤]. (قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر : ٣٨].

ويذكر بعض النحاة ـ وعلى رأسهم أبو جعفر النحاس ـ أن (حسب) مبتدأ لا خبر له ؛ لكونها فى معنى (اكتف) (٢).

ـ أن يذكر (حسب) ركنا ثانيا ، كما هو فى قوله تعالى : (هِيَ حَسْبُهُمْ) [التوبة : ٩٨] ، فيكون (حسب) خبر المبتدإ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة.

ومنه : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(٣) [الطلاق : ٣]. (هو حسبه) جملة اسمية ، الخبر فيها (حسب).

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١١١.

(٢) ينظر : الأشباه والنظائر ٢ ـ ٤٥ محققة بمكتبة الكليات الأزهرية.

(٣) (من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (يتوكل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (على الله) على : حرف جر مبنى ، لا محل له

١٥٤

ـ أن يسبق حرف الجر (الباء) حسب ، سواء أكانت ركنا أول ، أم ركنا ثانيا ، من ذلك فى موقع (حسب) فى الابتدائية. أن تقول : بحسبك الله ، ذكر سيبويه (١) أن (بحسب) فى هذا الموضع مبتدأ ، ويتبعه فى ذلك النحاة ، فيذكر ابن يعيش : (ولا نعلم مبتدأ دخل عليه حرف الجرّ فى الإيجاب غير هذا الحرف) (٢) ، فالباء حرف جر زائد ، و (حسب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد. ومن النحاة من يجعل (حسب) فى هذا الموضع مبتدأ إذا كان ما بعدها نكرة ، ويجعلها خبرا إذا كان ما بعدها معرفة ، وتكون المعرفة هى المبتدأ (٣).

وإذا قلت : بحسبك قول السوء ؛ فكأنك قلت : حسبك قول السوء ، فيكون (حسب) مبتدأ مرفوعا مقدرا. و (قول) خبر المبتدإ.

ومنه قولك : بحسبك أن تنتبه فى قاعة المحاضرات.

وقد يكون حرف الجرّ سابقا للركن الثانى كأن تقول : حسبك بصديق يكون أمينا عليك ، فيكون (حسب) مبتدأ مرفوعا ، والباء يكون حرف جر زائدا ، ويكون (صديق) خبرا مرفوعا بضمة مقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وقد يكون فاعلا لحسب سادا مسدّ الخبر.

وتكون (حسب) مبتدأ عند بعض النحاة فى قولك : مررت برجل حسبك به من رجل ، حيث ترفع (حسب) ، وتكون (به) هنا بمنزلة (هو) (٤) ، فتكون (حسب) مبتدأ مرفوعا ، خبره الضمير المجرور بحرف الجر الزائد.

وقد تميز (حسب) ، كأن تقول : حسبك بالله ناصرا ، حيث يكون ناصرا تمييزا ، وقد يحتسب حالا.

__________________

من الإعراب. ولفظ الجلالة اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالتوكل. (فهو) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط رابط الجواب بالشرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (حسبه) حسب : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط.

(١) الكتاب ٢ ـ ٢٩٣.

(٢) شرح المفصل ٨ ـ ٢٣.

(٣) ينظر : الجنى الدانى ٥٢.

(٤) ينظر : الكتاب ٢٦.

١٥٥

ـ (سواء) أحد ركنى الجملة الاسمية :

(سواء) اسم بمعنى الاستواء فهو اسم مصدر ، وقد يوصف به على أنه بمعنى (مستو) ، ومنه قولهم : مررت برجل سواء والعدم ، أى : مستو والعدم ، فيرفعون (العدم) على أنه معطوف على الضمير المستكن فى (سواء).

ودلالة (سواء) تعنى التسوية بين مدلولين فأكثر ، لذلك فإنه يلزم جملتها وجود أكثر من دالتين ، سواء أكانتا متناقضتين أم لا. كأن تقول : محمد وعلى سواء عندى ، وسواء أحضر أم لم يحضر.

وقد تمثل كلمة (سواء) أحد ركنى الجملة الاسمية ، وذلك على النحو الآتى :

ـ أن تتصدر (سواء) الجملة ، ويليها اسم معطوف عليه آخر ، كقولك : سواء عندى حضور المهمل وغيابه ، حيث تكون (سواء) مبتدأ خبره (حضور) ، أما شبه جملة (عندى) فهى متعلقة بالسواء. تلحظ عطف (غياب) على الخبر (حضور).

ومن النحاة من يجعل (سواء) خبرا مقدما للمبتدإ المؤخر الذى يليه (حضور).

ولكننا نقرأ عند سيبويه تحت عنوان : «هذا باب من النكرة يجرى مجرى ما فيه الألف واللام من المصادر والأسماء ، وذلك قولك : سلام عليك.». ثم يذكر :فهذه الحروف مبتدأة مبنى عليها ما بعدها ، والمعنى فيهن أنك ابتدأت شيئا قد يثبت عندك ، ولست فى حال حديثك تعمل فى إثباتها ، وفيها ذلك المعنى (١).

وبتمعننا فى كلمة (سواء) فإننا نتحسس فيها هذه المعانى كلّها ، فهى نكرة ، والمتحدث بها يثبت حقيقة تثبت لديه ، وهو يبتدئ بها فى معنى الاستواء ، والمتحدث لا يعمل على إثباتها فى حال حديثه عنها ، ولذا فإننا نجد عند سيبويه قوله : «ومع ذلك أيضا أن الابتداء بالحديث يحسن فيهن ، تقول : خير منك زيد ، وأبو عشرة زيد ، وسواء عليه الخير والشرّ» (٢).

فالاستواء هو مفتتح الحديث ومبتدؤه ، وهو المحور ، وما بعده إخبار عنه ؛ ولذلك فإن (سواء) تكون مبتدأ فى مثل هذا التركيب.

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٣٠.

(٢) الكتاب ٢ ـ ٢٥.

١٥٦

قد تجعل ما بعد (سواء) فاعلا سدّ مسدّ الخبر ، أو المبتدإ ، حيث إن المصدر يعمل عمل فعله.

ومنه قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) [الرعد : ١٠].

(سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) [الجاثية : ٢١] ، على قراءة الرفع فى (سواء) (١).

ـ قد تأتى (سواء) ركنا ثانيا فى الجملة ، كأن تقول : المتنافسان سواء. وعندئذ يكون (المتنافسان) مبتدأ مرفوعا ، و (سواء) يكون خبرا.

ومنه قوله تعالى : (فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) [النحل : ٧١]. (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ) [الروم : ٢٨].

ـ قد تتصدر (سواء) الجملة يليها استفهام بالهمزة و (أم) المعادلة. من ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٦]. حيث الاسم الموصول (الذين) فى محل نصب ، اسم (إن) ، خبرها الجملة الفعلية (لا يؤمنون) ، فتكون جملة (سواء عليهم أأنذرتهم) اعتراضية ، لا محلّ لها من الإعراب (٢) ، والجملة الاستفهامية الفعلية بعد (سواء) فى قوة التأويل بمفرد ، والتقدير : سواء عليهم الإنذار وعدمه. وبذلك فإن فيها وجهين إعرابيين :

ـ أن يكون (سواء) مبتدأ خبره ما بعده ، والتقدير : سواء الإنذار وعدمه.

ـ أو أن يكون (سواء) خبرا مقدما للمبتدإ المؤخر بعده (أأنذرتهم) ؛ والتقدير : الإنذار وعدمه سواء.

هذا إلى جانب جواز الرفع على الفاعلية لـ (سواء) حيث مصدريتها.

__________________

(١) فى (سواء) قراءة بالنصب ، ويوجه على ما يأتى :

١ ـ أن يكون حالا من الضمير المستتر فى الجار والمجرور ، (كالذين آمنوا) فى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [الجاثية : ٢١].

٢ ـ أن يكون (سواء) مفعولا ثانيا للجعل.

(٢) يجوز أن تجعل جملة (سواء) خبر (إن) ، وجملة (لا يؤمنون) فى محل نصب ، حال ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، أو خبرا ثانيا لإن ، أو دعاء عليهم لا محل لها من الإعراب.

ويجوز أن يكون (سواء) وحده خبر (إن) ، و (أأنذرتهم) فاعلا للاستواء فى محل رفع ، وجملة (لا يؤمنون) فيها الأوجه المذكورة سابقا.

١٥٧

ومنه : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) [الأعراف : ١٩٣].

(سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) [إبراهيم : ٢١].

(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) [الشعراء : ١٣٦].

(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [المنافقون : ٦].

زيادة حرف الجرّ فى أحد الركنين :

قد يرد المبتدأ مزيدا قبله حرف جر زائد ، أو شبيه بالزائد ، أو ما ينوب عن الأخير ، وحينئذ يظهر عمل حرف الجرّ لفظا فى المبتدإ فيجرّ ، لكنه يتبقى فيه إعرابه الأصلى تقديرا.

ومن ذلك ما ذكرناه فى (حسب) مسبوقة بحرف الجر ، كما هو فى القول : بحسبك قول السوء (١) ، حيث (الباء) حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. و (حسب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ومنه قولك : بحسبك كتاب يرافقك ، بحسبك الصبر دواء.

ومن ذلك قوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) [الأعراف : ٥٣] ، (من) حرف جر زائد ، (شفعاء) مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة ، منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد وهى الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف.

(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) [الأنعام : ٣٨].

(ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٥٢].

(قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا) [الأنعام : ٤٨].

(ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) [يونس : ٣].

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٢٩٣ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٢٣ / الجنى الدانى ٥٣.

١٥٨

وقد يدخل على المبتدإ (ربّ) ـ وهو حرف جر شبيه بالزائد ـ فيجرّ المبتدأ بعده ، ومنه قول الشاعر :

ربّه فتية دعوت إلى ما

يورث المجد دائبا فأجابوا (١)

وقد تنوب الواو عن (رب) ، ويجر المبتدأ بعدها ، كما هو فى قول أبى بصير الأعشى ميمون بن جندل :

وقصيدة تأتى الملوك غريبة

قد قلتها ليقال من ذا قالها؟ (٢)

حيث الواو نائبة مناب (رب) حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، و (قصيدة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ومنع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.

ويذكر زيادة الباء فى خبر المبتدإ الموجب فى قول عبيدة بن ربيعة :

فلا تطمع أبيت اللعن فيها

ومنعكها بشىء يستطاع (٣)

حيث (منعكها بشىء) جملة اسمية ، المبتدأ فيها (منع) ، والخبر (شىء) ، وهو مرفوع بضمة مقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد.

ـ قد يكون المبتدأ اسم استفهام أو اسم موصول أو اسم شرط :

من ذلك : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) [يونس : ٣١] ، حيث (من) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (يرزقكم).

(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ)(٤). [الأحزاب : ١٧].

(من) اسم استفهام مبنى فى محلّ رفع ، مبتدأ ، (ذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع خبر ، ويجوز العكس : أى خبر مقدم ومبتدأ مؤخر. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت لاسم الإشارة ، أو بدل منه.

__________________

(١) شذور الذهب ١٣٣ / أوضح المسالك رقم ٢٩٣.

(٢) شذور الذهب ١٤٦ رقم ٦٨ / قطر الندى رقم ٢٢.

(٣) الجنى الدانى ٥٥ / مغنى اللبيب ١ ـ ١١٠ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٨٨.

(٤) الجملة الفعلية (يعصمكم) صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب ، والجملة الاسمية الاستفهامية فى محل نصب ، مقول القول.

١٥٩

منهم من يجعل (من ذا) اسما واحدا فى محلّ رفع ، مبتدأ خبره الاسم الموصول وصلته ، وهى تماثل فى ذلك (ما ذا) الاستفهامية فى قولك : ما ذا فعلت؟ حيث يجوز وجهان :

ـ أن تجعل (ما ذا) كلمتين ، فتكون : (ما) اسم استفهام مبنيا فى محل رفع ، مبتدأ.

ويكون (ذا) اسم موصول مبنيا فى محلّ رفع ، خبر ، وصلته الجملة الفعلية (فعلت).

ويجوز أن تجعل (ما ذا) كلمة واحدة تكون اسم استفهام مبنيا فى محل رفع مبتدأ ، والجملة الفعلية (فعلت) تكون فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

ويجوز أن يكون التركيب الاستفهامىّ على مثال قولك : من ذا فعل ذلك؟ وفيه تكون (من ذا) كلمتين : (من) استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. و (ذا) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، خبر ، وجملة (فعل ذلك) تكون صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

أما الاسم الموصول الواقع مبتدأ ففى قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي) [التوبة : ٤٩].

شبه الجملة (منهم) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ المؤخر الاسم الموصول (من) ، وصلته الجملة الفعلية (يقول).

ومثله قوله تعالى : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ)(١) [يونس : ٣٥].

ومثال المبتدإ اسم شرط قوله تعالى : (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [البقرة : ٢١١].

__________________

(١) (قل) فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. (من شركائكم) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. شركاء : مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (يهدى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (إلى الحق) إلى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الحق : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالهداية.

١٦٠