الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

عبد العزيز علي سفر

الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

المؤلف:

عبد العزيز علي سفر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨

وقنابل : أي جماعات خيل.

وأما ما جاء في شعر «النابغة الذبياني» من هذا الصنف فهي «جوانح ، عقائل ، غرائر ، براغز ، حبائل ، خوارج ، مأشير ، مصايفن ، خطاطيف ، رعابيب ، ضوارب ، شوارب ، سماحيق ، دوارس ، مداهن ، صوادر ، لواقح» وذلك فيما يأتي من أبيات :

جوانح قد أيقنّ أن قبيله

إذا ما التقى الجمعان أول غالب (١)

ويقول :

فآب بأبكار وعون عقائل

أوانس يحميها امرؤ غير زاهد (٢)

وفيه كلمتان «عقائل» حيث صرفها ، «وأوانس» حيث منعها ، والعقائل :

الواحدة عقيلة ، الكريمة المخدرة من النساء.

وورد له بيت آخر في «عقائل» وهو قوله :

فقلت لهم : لا أعرفنّ عقائلا

رعابيب من جنبي أريك وعاقل (٣)

وفيه «عقائل» مصروفة أيضا كالبيت السابق ، و «رعابيب» ممنوعة من الصرف ومنه قوله :

غرائر لم يلقين بأساء قبلها

لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافد (٤)

ويقول :

ويضربن بالأيدي وراء براغز

حسان الوجوه كالظّباء العواقد (٥)

_________________

(١) ديوان النابغة ١٠.

(٢) ديوان النابغة ٤٤.

(٣) ديوان النابغة ٩٣.

(٤) ديوان النابغة ٤٤.

(٥) ديوان النابغة ٤٤.

٦٤١

وقد صرف «براغز» والبراغز : الواحد برغز ولد البقرة إذا مشى مع أمه.

ويقول :

لو لا حبائل من نعم علقت بها

لأقصر القلب عنها أيّ إقصار (١)

والحبائل : الواحدة حبالة أي الشرك.

وأما كلمة «خوارج» فقد جاءت مصروفة في البيت التالي :

برز الأكفّ من الحذام خوارج

من فرج كل وصيلة وإزار (٢)

وأما «مآشير» أي مناشير فقد ذكرها في البيت التالي :

من حسّ أطلس تسعى تحته شرع

كأن أحناكها السفلى مآشير (٣)

ويقول :

فمجتمع الأشراج غيّر رسمها

مصايف مرت بعدنا ومرابع (٤)

وفيه وردت «مصايف ومرابع».

وأما خطاطيف فقد جاءت في البيت التالي :

خطاطيف حجن في حبال متينة

تمدّ بها أيد إليك نوازع (٥)

وذكر أيضا كلمة «نوازع» وأما الخطاطيف فالواحد خطاف : حديدة حجناء في جانبي البكرة فيها المحور.

وردت «ضوارب» في البيت التالي :

ضوارب بالأيدي وراء بواغز

حسان كآرام الصريم الخواذل (٦)

__________________

(١) ديوان النابغة ٤٩.

(٢) ديوان النابغة ٦١.

(٣) ديوان النابغة ٧٢.

(٤) ديوان النابغة ٧٨.

(٥) ديوان النابغة ٨٢.

(٦) ديوان النابغة ٩٣.

٦٤٢

ويقول :

شوازب كالأجلام قد آل رمّها

سماحيق صفرا في تليل وفائل (١)

وشوارب : الضامرة اليابسة.

والسماحيق : الرقيق من الشحم ، الواحد مسحوق.

ويقول أيضا :

فأمواه الدنا فعويرضات

دوارس بعد أحياء حلال (٢)

دوارس : متغيرات.

ويقول :

فأضحت في مداهن باردات

بمنطلق الجنوب على الجهام (٣)

والمداهن : الحجارة يكون فيها ماء قليل.

وأما «صوادر ، لواقح» فقد وردا في البيتين التاليين وهما :

وأعيار صوادر عن حماتي

لبين الكفر والبرق والدواني (٤)

وقوله :

ويكاد ينزع خلوه عن ملة

فيها لواقح كالحريق الموقد (٥)

وأما عنترة فقد ورد عنده هذه الكلمات وهي «عجائب ، أقارب ، قوارير ، عبابيد ، مناصل ، ذوابل ، ذوامل ، غطاريف ، صوارم ، سلاسل ،

__________________

(١) ديوان النابغة ٩٤.

(٢) ديوان النابغة ٩٦.

(٣) ديوان النابغة ١١٢.

(٤) ديوان النابغة ١٢٥.

(٥) ديوان النابغة ١ / ٨٥.

٦٤٣

بخانق ، معالم ، سوالف ، معاطف ، مقاوز ، صوارم ، مهالك ، جوافر ، كواعب ، نواهل ، دمادم ، شدائد ، أوابد ، مناعس ، جوافل ، خصائص ، جوانب» وذلك في الأبيات التالية :

فلئتن بقيت لأصنعن عجائبا

ولأبكمنّ بلاغة الفصحاء (١)

وفيه صرف «عجائب».

ويقول :

خدمت أناسا واتخذت أقاربا

لعوني ولكن أصبحوا كالعقارب (٢)

وقد صرف «أقارب».

ويقول :

أراعي نجوم الليل وهي كأنها

قوارير فيها زئبق يترجرج (٣)

وفيه ذكر كلمة «قوارير».

وأورد مجموعة من هذه الصيغ في البيت التالي وقد صرفها جميعا إذ يقول :

خفّت بهن مناصل وذوابل

ومشت بهن ذوامل ونواجي (٤)

فقد صرف «مناصل» : جمع منصل : السيف. وصرف ذوابل اللاصقة الليط ، وكذلك «ذوامل» أي النوق التي ارتفع سيرها عن التزيد ، الواحدة ذاملة.

ويقول :

__________________

(١) ديوان عنترة ٧.

(٢) ديوان عنترة ٢٥.

(٣) ديوان عنترة ٣٥.

(٤) ديوان عنترة ٤٨.

٦٤٤

فحلوا لها عوذ النساء وحببوا

عبابيد منهم مستقيم وجامح (١)

ويقول :

ولا عاش إلا من يصاحب فتية

غطاريف لا يعنيهم النحس والسعد (٢)

فقد جاء في البيتين «عبابيد وغطاريف» ممنوعين من الصرف ، بينما صرف «صوادم ، سلاسل ، بخانق ، معالم ، سوالف ، معاطف ، مفاوز ، صوارم ، وذوابل ، مهالك ، كواعب ، نواهل ، شدائد ، أوابد ، حوافل ، خصائص» كما هو واضح في الأبيات التالية :

فكأنما تلك الجسوم صوادم

نحت الحمام من اللحود عمودها (٣)

فحز الرجال سلاسل وقيود

وكذا النساء بخانق وعقود (٤)

في أيمن العلمين درس معالم

أوهى بها جلدي وبان تجلّدي (٥)

يطلعن بين سوالف ومعاطف

وقلائد من لؤلؤ وزبرجد (٦)

كم مهمة قفز بنفس خضته

ومفاوز جاوزتها بالأبجر (٧)

محجوبة بصوارم وذوابل

سمر ودون خبائها أسد الشّرى (٨)

ويقول أيضا :

وما هالني يا عبل فيك مهالك

ولا راعني هول الكمي الممارس (٩)

وكواعب مثل الدّمى أصبيتها

ينظرن في خفر وحسن دلال (١٠)

__________________

(١) ديوان عنترة ٤٤.

(٢) ديوان عنترة ٥٩.

(٣) ديوان عنترة ٦١.

(٤) ديوان عنترة ٦٤.

(٥) ديوان عنترة ٦٨.

(٦) ديوان عنترة ٧٠.

(٧) ديوان عنترة ٨٧.

(٨) ديوان عنترة ٩١.

(٩) ديوان عنترة ٩٤.

(١٠) ديوان عنترة ١٣٠.

٦٤٥

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي (١)

ولقد لقيت شدائدا وأوابدا

حتى ارتقيت إلى أعز مقام (٢)

يعرن في نفع النجيع جوافلا

ويطأن من حمي الوغى صرعاها (٣)

إلا رواكد بينهن خصائص

وبقية من نؤيها المجريم (٤)

وبالإضافة لما مرّ من الكلمات التي منعت من الصرف فهناك ثلاث كلمات أخرى وذلك في الأبيات التالية :

وله حوافر موثق تركيبها

صم النسور كأنها من جندل (٥)

ويقول أيضا :

يحملن فتيانا مداعس بالقنا

وقرا إذا ما الحرب خف لوادها (٦)

ويقول أيضا :

وكأن ربّا أو كحيلا معقدا

حشّ الوقود به جوانب قمقم (٧)

وأما «المرقش الأكبر» فقد جاء عنده الكلمات الآتية : شرائر ، فواحش ، مشابيط ، دواخل» وذلك في الأبيات التالية :

نواعم أبكار سرائر بدّن

حسان الوجوه ليّنات السوالف (٨)

وفيه بجانب «سرائر» كلمة «نواعم» التي سبق ذكرها.

ويقول :

__________________

(١) ديوان عنترة ١٥٠.

(٢) ديوان عنترة.

(٣) ديوان عنترة ١٨٥.

(٤) ديوان عنترة ٢ / ٤٣٢.

(٥) ديوان عنترة ١٢٣.

(٦) ديوان عنترة ١٨٤.

(٧) الجمهرة ٢ / ٤٤٧.

(٨) المفضليات ٢٣١.

٦٤٦

إذا يسروا لم يورث اليسر بينهم

فواحش ينعى ذكرها بالمصايف (١)

ومنه قوله :

عظام الجفان بالعشيّات والضحى

مشابيط للأبدان غير التوارف (٢)

ويقول :

عام ترى الطير دواخل في

بيوت قوم معهم ترتم (٣)

ويقول «عمرو بن كلثوم» :

وتحملنا غداة الروع جرد

عرفن لنا نقائذ وافتلينا (٤)

نقائذ : أي استنفذناهن في الحرب.

ويقول أيضا :

بسمر من قنا الخطّيّ لدن

ذوابل أو ببيض يعتلينا (٥)

الذوابل : التي تنثني.

ويقول :

كأن سيوفنا فينا وفيهم

مخاريق بأيدي لاعبينا (٦)

المخاريق : الذي يلعب به الصبيان يشبهونه بالسيوف بالحديد :

وأما «طرفة بن العبد» فقد ذكر الكلمات التالية «موارد ، بنائق ، صفائح ، مقاليت ، مساميح ، يعابيب ، ملاطيس ، عجائز ، خرانق ، وسائل ، نوائب ، عواقب ، عواطس ، خوالد ، حدائق» وذلك فيما يلي من أبيات :

__________________

(١) المفضليات ٢٣٣.

(٢) المفضليات ٢٣٣.

(٣) المفضليات ٢٤٠.

(٤) الجمهرة ١ / ٣٦١.

(٥) الجمهرة ١ / ٣٤٨.

(٦) الجمهرة ١ / ٣٤٩.

٦٤٧

كأن علوب النسع في دأياتها

موارد من خلقاء في ظهر قردد (١)

ويقول :

تلاقى وأحيانا تبين كأنها

بنائق غرّ في قميص مقدّد (٢)

ويقول :

ترى جثوتين من تراب عليهما

صفائح صمّ من صفيح منضّد (٣)

الصفائح : الحجارة العراض.

ويقول أيضا :

لا تلمني! إنها من نسوة

رقّد الصيف مقاليت نزر (٤)

مقاليت : جمع مقلات وهي التي لا يعيشن لها ولد. والقلت : الهالك.

ويقول :

ولقد تعلم بكر أننا

آفة الجزر مساميح يسر (٥)

المساميح : السمحاء السهلة أخلاقهم.

ومنه قوله :

من يعابيب ذكور وقح

وهضبّات إذا ابتلّ العذر (٦)

واليعابيب : جمع يعبوب وهو الطويل الجسم من الخيل وهو الشديد العدو.

وذكر كلمة «ملاطيس» في البيت التالي :

__________________

(١) الجمهرة ١ / ٣٨٨ وديوانه ١٧.

(٢) ديوان طرفة ١٧.

(٣) ديوان طرفة ٣١.

(٤) ديوان طرفة ٥٢.

(٥) ديوان طرفة ٦١.

(٦) ديوان طرفة ٦٤.

٦٤٨

جافلات فوق عوج عجل

ركبت فيها ملاطيس سمر (١)

الملاطيس : جمع ملطاس وهو معول يكسر به الصخر.

وأما «عجائز» فقد ذكرت في قوله :

عجز ، شمط ، معا ، لكم

تصطلي نيرانه خدمه (٢)

ومنه قوله :

إذا جلسوا خيلت تحت ثيابهم

خرانق توفى بالضغيب لها نذرا (٣)

والخرانق : أولاد الأرانب.

ويقول :

وأنى اهتدت سلمى وسائل بيننا

بشاشة حبّ باشر القلب داخله (٤)

الوسائل : جمع وسيلة وهي القربة والمنزلة.

ويقول :

إن التبالي في الحياة ولا

يغني نوائب ماجد عذره (٥)

ووردت كلمة «عواقب» في البيت التالي :

ويغمره حلمي ولو شئت ناله

وعواقب بترى اللحم من كل مض (٦)

ووردت كلمتا «عواطس وحدائق» في هذين البيتين :

لعمري لقد مرّت عواطس جمة

ومر قبيل الصبح ظبي مصمع (٧)

والعواطس : ما يتشاءم به.

__________________

(١) ديوان طرفة ٦٤.

(٢) ديوان طرفة ٧٢.

(٣) ديوان طرفة ١١٣.

(٤) ديوان طرفة ١١٧.

(٥) ديوان طرفة ١٢٥.

(٦) ديوان طرفة ١٣٨.

(٧) ديوان طرفة ١٥٦ والجمهرة ١ / ٩٧.

٦٤٩

تربعت القفّين في الشّول ترتعي

حدائق مولي الأسرّة أغيد (١)

وقد منع طرفة كل الكلمات السابقة بينما صرف كلمة «خوالد» في البيت التالي :

إلا رمادا هامدا دفعت

عند الرياح خوالد سحم (٢)

وأما «ذو الرمة» فقد وردت عنده الكلمات التالية «لوائح تنائف نخائس سماحيج» يقول «ذو الرمة» :

إلى لوائح من أطلال أحويّة

كأنها خلل موشيّة قشب (٣)

ويقول :

أخا تنائف أغفى عند ساهمة

بأحلق الدّفّ من تصديرها جلب (٤)

والتنائف : جمع تنوفة وهي القفر من الأرض.

ويقول :

يحدو نحائص أشباها محملجة

ورق السرابيل في أحشائها قبب (٥)

النحائص : جمع نحوص وهي الأتان التي لم تحمل قط ، وهي سمينة.

ويقول :

تنصّبت حوله يوما تراقبه

صحر سماحيج في أحشائها قبب (٦)

السماحيج : جمع سمحج وهي الطوال.

وأما «الأعشى» فإنه يقول :

__________________

(١) الجمهرة ١ / ٣٨٢.

(٢) ديوان طرفة ص ١٥٩.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٣٤.

(٤) الجمهرة ٢ / ٩٤١.

(٥) الجمهرة ٢ / ٩٤٤.

(٦) الجمهرة ٢ / ٩٤٦.

٦٥٠

غير ميل ولا عواوير في الهي

جا ولا عزّل ولا أكفال (١)

العواوير : جمع العوار أي الضعيف.

ويقول أيضا :

أخو رغائب يعطيها ويسألها

يأبى الظّلامة منه النوفل الزّفر (٢)

والرغائب : العطايا الكثيرة.

وأما «الطرماح بن حكيم» فيقول :

ومخاريج من شفار ومن غي

ل غماليل مدجنات الغياض (٣)

وفيه غماليل : يعني شجر الغيل. ومخاريج.

ويقول :

نصر للذليل في ندوة الح

ي مرائيب للثأي المنهاض (٤)

المرائيب : هم المصلحون.

وأما «تأبط شرّا» فقد ذكر في شعره «قراقر ، مصادن مخاصر» وذلك حيث يقول :

به من سيول الصيف بيض أقرّها

جبار لصمّ الصخر فيه قراقر (٥)

قرار : أصوات ، جمع قرقرة ، أراد أن السيل عظيم قد قلع الصخر من مواضعه وأنت صوته.

ويقول :

به سملات من مياه قديمة

مواردها ما إن لهن مصادر (٦)

__________________

(١) الجمهرة ١ / ٢٧٩.

(٢) الجمهرة ٢ / ٧١٤ والأصمعيات ٢ / ٧١٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ١٠٠٤.

(٤) الجمهرة ٢ / ١٠٠٧.

(٥) الأصمعيات ١٢٥.

(٦) الأصمعيات ١٢٥.

٦٥١

ويقول في بيت ثالث :

وشعب كشلّ الثوب شكس طريقه

مجامع صوحيه نطاف محاصر (١)

وفيه ذكر كلمة «مخاصر» جمع «مخصر» وهو اسم مكان.

وأما «لبيد» فقد منع من الصرف «كواسب ، دواجن» وذلك في البيتين التاليين :

لمعفّر قهد تنازع شلوه

غبس كواسب ما يمنّ طعامها (٢)

كواسب : تكتسب ما تأكل.

ويقول :

حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا

غصفا دواجن قافلا أعصامها (٣)

وصرف «صمائد ، حبائل ، شوارع» وذلك في الأبيات التالية :

علهت تلدّد في نهاء صعائد

سبعا تؤاما كاملا أيامها (٤)

الصعائد : جمع صعود ، وهو المكان المرتفع.

ويقول :

أو لم تكن تدري نوار بأنني

وصّال عقد حبائل صرّامها (٥)

وفيه شاهد آخر على العلمية والعدل وهو «نوار».

ويقول :

ويكلّلون إذا الرياح تناوحت

خلجا تمدّ شوارعا أيتامها (٦)

__________________

(١) الأصمعيات ١٢٥.

(٢) الجمهرة ١ / ٣٠٩.

(٣) الجمهرة ١ / ٣١٥.

(٤) الجمهرة ١ / ٣١٣.

(٥) الجمهرة ١ / ٣١٩.

(٦) الجمهرة ١ / ٣٢٨.

٦٥٢

شوارع : جمع شارعة وهي من صفات الأيدي أي ممدودة أيديهم للأكل.

وأما «الشماخ» فقد ذكر الكلمات التالية وهي «نواكر ، هوادج ، حراز ، خوازن ، كوانز ، دوائر ، هزاهز ، نحائز» فهو يقول :

وظلّت بأعراف كأن عيونها

إلى الشمس هل تدنو ركي نواكر (١)

النواكر : جمع ناكر وهو الماء القليل.

ويقول :

عليها الدّجي المستنشآت كأنها

هوادج مشدود عليها الجزائر (٢)

الهوادج : جمع هودج ، وهو من مراكب النساء.

ويقول :

تخيّرها القوّاس من فرع صالة

لها شذب من دونها وحرائز (٣)

ويقول :

كأن عليها زعفرانا تميره

خوازن عطّار يمان كوانز (٤)

الخوازن : جمع خازنة.

الكوانز : جمع كانزة.

ويقول :

فلما دعاها من أباطح واسط

دواثر لم تضرب عليها الجرامز (٥)

الدوائر : الفلوات التي يستنقع فيها الماء.

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٨٢٧.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٢٩.

(٣) الجمهرة ٢ / ٨٣١.

(٤) الجمهرة ٢ / ٨٣٦.

(٥) الجمهرة ٢ / ٨٣٧.

٦٥٣

ومنه قوله :

يلهن بمدارن من الليل موهنا

على عجل وللفريص هزاهز (١)

ويقول :

وقابلها من بطن ذروة مصعدا

على طرق كأنهم نحائز (٢)

النحائز : ثياب مخططة.

وأما «النابغة الجعدي» فيقول :

كهولا وشبانا كأن وجوههم

دنانير ممّا شيف في أرض قيصرا (٣)

فقد ذكر «دنانير» ممنوعا من الصرف.

كما ذكر «غوارب» في قوله :

وكلّ معدّ قد أحلّت سيوفنا

جوانب بحر ذي غوارب أخضرا (٤)

وفيه أيضا كلمة «أخضر» الممنوعة للوصفية ووزن الفعل.

وأورد كلمة «نواقيس» في قوله :

سمعت صياح فراريجها

وصوت نواقيس لم تضرب (٥)

ما جاء في جمهرة أشعار العرب :

وذلك بصرف النظر عن الأبيات التي نسبت إلى الشعراء الجاهليين ونبدأ بما ورد عن «كعب بن زهير» من أبيات فيها كلمات من هذا الصنف لأنه أقرب شعراء الجاهلية فقد جاء عنده الكلمات التالية

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٨٣٨.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٤٠.

(٣) الجمهرة ٢ / ٧٧٢.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٨٥.

(٥) شرح الهذليين ١ / ٣٦.

٦٥٤

«يعاليل ، ذوابل ، رعابيل ، مثاكيل ، مواعيظ ، خراذيل ، معازيل ، سرابيل ، مجازيع».

وقد صرف كلّا من «مواعيظ» ، «مجازيع» كما هو واضح في البيتين التاليين :

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال

قرآن فيها مواعيظ وتفصيل (١)

ويقول :

لا يفرحون إذا نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا (٢)

بينما منع بقية الأسماء كما هو واضح في الأبيات التالية :

تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب سارية بيض يعاليل (٣)

اليعاليل : النفاخات التي تكون فوق الماء.

يمشي القراد عليها ثم يزلقه

منها لبان وأقراب زهاليل (٤)

زهاليل : ملس.

تخدي على يسرات وهي لاحقة

ذوابل وقعهنّ الأرض تحليل (٥)

ذوابل : يعني قوائمها.

ويقول :

تفري اللبان بكفّيها ومدرعها

مشقّق عن تراقيها رعابيل (٦)

الرعابيل : القطع.

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٧٩٦.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٠٠.

(٣) الجمهرة ٢ / ٧٨٩.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٩٢.

(٥) الجمهرة ٢ / ٧٩٤.

(٦) الجمهرة ٢ / ٢٩٥.

٦٥٥

ويقول :

شدّ النهار ذراعا عيطل نصف

قامت فجاوبها ورق مثاكيل (١)

ومنه قوله أيضا :

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من القوم معفور خراذيل (٢)

الخراذيل : القطع.

وقوله :

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل (٣)

وفيه ذكر «معازيل».

ويقول :

شم العرانين أبطال ، لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل (٤)

وفيه كلمتان ممنوعتان وهما «سرابيل» لصيغة منتهى الجموع و «داود» للعلمية والعجمة.

ويقول «عمرو بن الإطنابة الأنصاري» :

لأدفع عن مكارم صالحات

وأحمي بعد عن حسب صريح (٥)

ويقول «جرير» :

ترى لهم ليلا كأن نجومه

قناديل فيهن الذّبال المفتّل (٦)

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٢٩٥.

(٢) الجمهرة ٢ / ٧٩٨.

(٣) الجمهرة ٢ / ٧٩٩.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٩٩.

(٥) الجمهرة ١ / ٣٨.

(٦) الجمهرة ١ / ١١٥.

٦٥٦

وأما «عبيد بن الأبرص» فيقول :

فلا أنا بدع من حوادث تعتري

رجالا عرت من بعد بؤسى وأسعد (١)

ويقول :

ولاقيت لذّات الغنى وأصابني

قوارع من يصبر عليها يخلّد (٢)

ويقول :

ورأوا عقابهم المدلّة أصبحت

نبذت بأفضح ذي مخالب جهضم (٣)

ففي هذه الأبيات أورد الكلمات التالية وهي «حوادث ، قوارع ، مخالب» وهي من صيغ منتهى الجموع ، كما ورد فيها كلمة «أفضح» وهي ممنوعة للوصفية والوزن.

ويقول «المتنخل الهذلي» :

تمدّ له حوالب مشعلات

يجلّلهنّ أقمر ذو انعطاط (٤)

وفيه ذكر كلمتي «حوالب» لصيغة منتهى الجموع و «أقمر» للوصفية والوزن.

و «حوالب» بمعنى زوائد.

وأورد «عبد الله بن رواحة» كلمة «خوادر» مصروفة وذلك في البيت :

يمشون فيها إذا لقيتهمو

خوادرا والرماح تختلف (٥)

وخوادر : جمع خادر وهو الداخل الخدر.

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٤٨٩.

(٢) الجمهرة ٢ / ٤٩٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ٥٠٢.

(٤) الجمهرة ٢ / ٦٠٢.

(٥) الجمهرة ٢ / ٦٣١.

٦٥٧

ويقول «قيس بن الخطيم» :

ولم أرها إلا ثلاثا على منى

وعهدي بها عذراء ذات ذوائب (١)

وذكر فيه كلمتى «ذوائب» وهي من الصنف الذي نحن بصدده وهو صيغ منتهى الجموع و «عذراء» المختوم بألف التأنيث الممدودة كما سبق ذكره.

وهناك كلمة «عرانين» التي جاءت في قول «أبي قيس بن الأسلت» :

بين يدي فضفافة فخمة

ذات عرانين ودفّاع (٢)

وأما «أبو زبيد الطائي» فقد ذكر كلمة «روائم» مصروفة في البيت التالي :

وما وجد أظآر ثلاث روائم

رأين مجرّا من حوار ومصرعا (٣)

والروائم : جمع رائم وهو العاطف.

ويقول «عمرو بن أحمر» :

فلم تجد في سواد الليل رائحة

إلا سماحيق مما أحرز العفر (٤)

وذكر في البيت «سماحيق» بينما ذكر «تميم بن أبي بن مقبل» كلمة «مناكب» في البيت التالي :

كانت تدوّم إراقالا فتجمعه

إلى مناكب يدفعن المذاعينا (٥)

المناكب : أي أكنافها.

أما «الفرزدق» فقد ذكر الكلمات التالية «موانع ، حراجيج ، ضوامن ، منازيل ، عصائب» وذلك في الأبيات التالية :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٦٣٤.

(٢) الجمهرة ٢ / ٦٥٣.

(٣) الجمهرة ٢ / ٧٥٠.

(٤) الجمهرة ٢ / ٨٤٥.

(٥) الجمهرة ٢ / ٨٥٨.

٦٥٨

موانع للأسرار إلا لأهلها

ويخلفن ما ظن الغيور المشفشف (١)

ويقول :

إذا ما أنيخت قاتلت عن ظهورها

حراجيج أمثال الأسنّة شتّف (٢)

حراجيج : أي طويلة ضامرة.

ويقول :

وقد علم الجيران أنّ قدورنا

ضوامن للأزراق والريح زفزف (٣)

ويقول :

منازيل عن ظهر القليل كثيرنا

إذا ما دعا ذو الثؤرة المتردّف (٤)

كلتاهما فينا لنا حين تلتقي

عصائب لاقى بينهن المعرّف (٥)

وأما «عبيد الراعي» فقد أورد كلمتي «لواقح ، هماهم» وقد صرف الأول منع الثاني ، وذلك في هذا البيت :

طرقا فتلك هماهم أقريهما

قلصا لواقح كالقسي وحولا (٦)

«هماهم» مصروفة و «لواقح» ممنوعة وهما من صيغ منتهى الجموع ، كما أنه ذكر الكلمة التالية «مظالم» في هذا البيت :

فادفع مظالم عيّلت أبناءنا

عنّا وأنقذ شلونا المأكولا (٧)

وأما «الكميت» فقد أورد «ذوارف ، عواتم ، لهاميم ، مغاوير ، مساعير ، جراجيج» وذلك فيما يلي من أبيات :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٨٦٨.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٧٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ٨٨٠.

(٤) الجمهرة ٢ / ٨٨٤.

(٥) الجمهرة ٢ / ٨٨٤.

(٦) الجمهرة ٢ / ٩١٣.

(٧) الجمهرة ٢ / ٩٢٧.

٦٥٩

فأرحامنا لا تطلبنّكم فإنها

عواتم لم يهجع بليل طليبها (١)

ستذكرنا منكم نفوس وأعين

ذوارف لم تضنن بدفع عروبها (٢)

لهاميم أشراف بها ليل سادة

إذا السنة الشهباء عمّ سغوبها (٣)

مغاوير أبطال مساعير في الوغى

إذا الخيل لم تثبت وفرّ أريبها (٤)

وأسكت درّ الفحل واسترعفت به

حراجيج لم تلقح كشافا سلوبها (٥)

وقد سبق أن جاء كلمة «حراجيج» عند الفرزدق كما مرّ قبل قليل.

ما جاء في «الأصمعيات» :

وقد جاء في الأصمعيات مجموعة من الكلمات من هذا النوع وهو صيغة منتهى الجموع ذلك من مثل : «مخارج ، مناقب ، رواغب ، ركائب ، محامر ، سبائب ، تهاويل ، مهاريس ، سماهيج ، عرانس ، مغاوير ، سراحين» وقد منعت جميعا من الصرف وذلك في الأبيات التالية :

قال «سهم بن حنظلة» :

بذي مخارج وضّاح ، إذا ندبوا

في الناس يوما إلى المخشيّة انتدبا (٦)

ويقول «مالك بن حريم الهمداني» :

فإن يك شاب الرأس منّي فإنني

أبيت على نفسي مناقب أربعا (٧)

ويقول «مالك بن حريم الهمداني» :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٩٩٠.

(٢) الجمهرة ٢ / ٩٩٣.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٩٧.

(٤) الجمهرة ٢ / ٩٩٧.

(٥) الجمهرة ٢ / ٩٩٨.

(٦) الجمهرة ٢ / ٥٥.

(٧) الأصمعيات ٦٤.

٦٦٠