الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

عبد العزيز علي سفر

الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

المؤلف:

عبد العزيز علي سفر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨

يعدون بالمستلئمين عوابسا

قودا تشكّى أينها ووجاها (١)

من الأبيات التي صرفت فيها هذا البيت وهو «النابغة الذبياني» يقول فيه :

على عارفات للطعان عوابس

بهنّ كلوم بين دام وجالب (٢)

وورد هذان البيتان في «الأصمعيات» وهما «لعمرو بن الأسود» إذ يقول :

والخيل يضبرن الخبار عوابسا

وعلى مناسجها سبائب من دم (٣)

وفي هذا البيت صرف عوابس ومنع سبائب مع أن العلة واحدة وهي صيغة منتهى الجموع.

وأما البيت الثاني الذي جاء في «الأصمعيات» فهو «للأسعر الجعفي» إذ يقول فيه :

يخرجن من خلل الغبار عوابسا

كأصابع المقرور أقعى فاصطلى (٤)

وقد نسب هذا البيت في «المفضليات» لشاعر آخر وهو «بشر بن أبي خازم» مع تغيير الشطر الثاني إذ يقول :

يخرجن من خلل الغبار عوابسا

خبب السباع بكل أكلف ضيغم (٥)

وفي كل ما مرّ من أبيات جاءت كلمة «عوابس» مصروفة بينما منعت من الصرف في البيت الثاني وهو «لجرير» يقول فيه :

حملت عليك حماة قيس خيلهم

شعثا عوابس تحمل الأبطالا (٦)

__________________

(١) ديوان عنترة ١٨٤.

(٢) ديوان النابغة ١١.

(٣) الأصمعيات ٨٠.

(٤) الأصمعيات ١٤٢.

(٥) المفضليات ٣٤٧.

(٦) الجمهرة ٢ / ٨٩٤.

٦٢١

ومنها «كتائب» قال «عنترة» :

كتائب شهبا فوق كل كتيبة

لواء كظل الطائر المتصرف (١)

وكتائب شهب : بيض من لمعان السلاح.

ويقول «النابغة الذبياني» :

وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت

كتائب من غسان غير أشائب (٢)

وبجانب كتائب هناك كلمة أخرى ممنوعة من الصرف وهي غسان للعلمية وزيادة الألف والنون أما «عمرو بن كلثوم» فيقول :

ألمّا تعرفوا منا ومنكم

كتائب يطّعنّ ويرتمينا (٣)

وجاء في «الأصمعيات» قول «عمر بن حني التغلبي» :

فإذا دعوا بأبي ربيعة أقبلوا

بكتائب دون النساء تلمّموا (٤)

و «ربيعة» ممنوع أيضا للعلمية والتأنيث كما مر سابقا.

ويقول «عوف بن الأحوص» :

أتيحت لنا بكر وتحت لوائها

كتائب يرضاها العزيز المفاخر (٥)

وجاء في «المفضليات» قول «الأخنس بن شهاب التغلبي» :

وغسان حيّ عزّهم في سواهم

يجالد عنهم مقنب وكتائب (٦)

وفيه أيضا كلمة «غسان» بجانب كتائب.

وورد في «شرح أشعار الهذليين» هذا البيت وهو «لساعدة بن جؤية» يقول فيه :

__________________

(١) ديوان عنترة ١٠٧.

(٢) ديوان النابغة ١٠.

(٣) الجمهرة ١ / ٣٦٠.

(٤) الأصمعيات ١١٦.

(٥) الأصمعيات ٢١٧ ، والمفضليات ٣٦٥.

(٦) المفضليات ٢٠٥.

٦٢٢

لا يكتبون ولا يكتّ عويدهم

حفلت بجيشهم كتائب أو عبوا (١)

وكما رأينا فإن «كتائب» جاءت ممنوعة من الصرف في كل الأبيات السابقة بينما نراها مصروفة في البيت التالي وهو «لمالك بن نويرة» يقول فيه :

فما برحوا حتى علتهم كتائب

إذا لقيت أقرانها لا تعرّد (٢)

ومنها «معابل» وقد ذكرها «امرؤ القيس» في قوله :

ونحت له عن أرزنا لية

قلق فراج معابل طحل (٣)

والمعالم : نصال عراض.

ويقول «المتنخل الهذلي» :

شنقت بها معابل مرهفات

مسالات الأغرّة كالقراط (٤)

ويقول «المسيب بن علس» :

وإذا رماه الكاشحون رماهم

بمعابل مذروبة وقطاع (٥)

ويقول «ساعدة بن العجلان» :

فلقد بكيتك يوم رجل شواحط

بمعابل صلع وأبيض مقطع (٦)

ويقول «أبو كبير الهذلي» :

ومعابلا صلع الظّبات كأنها

جمر بمسهكة تشبّ لمصطلي (٧)

وقد صرف في الأبيات الثلاثة الأخيرة. أما «البريق بن عياض» فقد

__________________

(١) الهذليين ٣ / ١١١٨.

(٢) الأصمعيات ١٩٤.

(٣) ديوان امرئ القيس ٢٠٣.

(٤) الجمهرة ٢ / ٦٠٦ والهذليين ٣ / ١٢٧٤.

(٥) المفضليات ٦٣.

(٦) الهذليين ١ / ٣٤٠.

(٧) الهذليين ٣ / ١٠٧٨.

٦٢٣

منعه في قوله :

فأومأت الكنانة إن فيها

معابل الجحيم لها لظاه (١)

ومنها كلمة «منازل» وهي كسابقاتها ذكرت ممنوعة من الصرف كما أنها وردت مصروفة عند «عنترة» إذ يقول :

منازل تطلع البدور بها

مبرقعات بظلمة الشّعر (٢)

ويقول «عبد الله بن عنمة» :

فلم يبق إلا دمنة ومنازل

كما ردّ في خط الدّواة مدادها (٣)

وقد صرفها ، كما صرفها «أبو قلابة» في البيت التالي :

أمن القتول منازل ومعرّس

كالوشم في ضاحي الذّراع يكرّس (٤)

وأما الأبيات التي وردت فيها «منازل» ممنوعة من الصرف فهي قول «القطامي».

كانت منازل منا قد يحل بها

حتى تغير دهر خائن خبل (٥)

ويقول «معاوية بن مالك» :

فإن لها منازل خاويات

على نملى وقفت بها الرّكابا (٦)

ومما ورد كذلك من الأسماء التي هي على صيغة منتهى الجموع كلمة «جماجم» ونلاحظ أنها قد صرفت وأن صرفها أكثر من منعها فقد صرفت فى أربعة ومنعت في بيت واحد ، وذلك من خلال الأبيات وقفت عليها ومن أوائل من صرفها «عنترة» وذلك في قوله :

__________________

(١) الهذليين ٢ / ٧٥٦.

(٢) ديوان عنترة ٨٩.

(٣) الأصمعيات ٢٢٦ والمفضليات ٣٧٩.

(٤) الهذليين ٢ / ٧١٤.

(٥) الجمهرة ٢ / ٨٠٤.

(٦) الأصمعيات ٢١٣ ، والمفضليات ٣٥٧.

٦٢٤

وعاد بي فرسي يمشي فتعثره

جماجم نثرت بالبيض والأسل (١)

وصرفها «ذو الرمة» في قوله :

كأنها فلقت عنها ببلقعة

جماجم يبّس أو حنظل خرب (٢)

كما أوردها «عمرو بن امرئ القيس» بقوله :

أو تصدر الخيل وهي حاملة

تحت صواها جماجم جفف (٣)

ويقول «مالك الخناعي» :

فزال بذي دوران منكم جماجم

وهام إذا ما جنّه الليل صاخب (٤)

وأما البيت الذي منعت فيه فهو قول «عوف بن عطية» :

مهاريس لا تشكو الوجوم ولو رعت

جماد خفاف أو رعت ذا جماجما (٥)

وفيه بجانب «جماجم» كلمة مهاريس. وقد منعها أيضا من الصرف.

ومنها «عناجيج» وقد صرفها «عنترة» أيضا بقوله :

عناجيج تخبّ على رحاها

تثير النقع بالموت الزؤام (٦)

كما صرفها «تميم بن أبيّ بن مقبل» إذ يقول :

ومقربات عنا جيجا مطهّمة

من آل أعوج ملحوفا وملبونا (٧)

والعناجيج : هي الطوال من الخيل. واحدها عنجوج.

بينما منعها «زهير بن أبي سلمى» كما هو واضح في البيت التالي :

عناجيج في كل رهو ترى

رعالا سواها تبارى رعيلا (٨)

__________________

(١) ديوان عنترة ١٣٣.

(٢) الجمهرة ٢ / ٩٨٠.

(٣) الجمهرة ٢ / ٦٦٤.

(٤) الهذليين ١ / ٤٦٩.

(٥) الأصمعيات ١٦٨.

(٦) ديوان عنترة ١٥٨.

(٧) الجمهرة ٢ / ٨٦٣.

(٨) ديوان زهير ٢٠٣.

٦٢٥

كما منعت من الصرف في الأبيات التالية وهي قول : «الخصفي المحاربي» :

ويوم رجيج صبحت جمع طيّئ

عناجيج يحملن الوشيج المقوما (١)

وقول «سهم بن أسامة» :

وقلت لهم عوجوا من العيس واربعوا

عليّ فعاجوا من عناجيج ذبّل (٢)

ويقول «مليح بن الحكم» :

فلمّا تركن الدار وحشا ووجّهت

عناجيج تغشى ذا حريب مسوّق (٣)

ويقول أيضا :

سمون بأمثال القنا شجرت بها

عناجيج يحبذن اطراد الجدائل (٤)

ومنها أيضا كلمة «لوامع» وصرفها «عنترة» كذلك في قوله :

وبوارق البيض الرقاق لوامع

في عارض مثل الغمام المرعد (٥)

بينما منعها في هذا البيت :

فيها لوامع لو شهدت زهاءها

لسلوت بعد تخضّب وتكحّل (٦)

كما أنها منعت في الأبيات التالية ، قال «المثقب العبدي» :

وصحات صواديح النهار وأعرضت

لوامع يطوى ربطها وبرودها (٧)

ويقول «الممزق العبدي» :

وقد جاوزتها ذات نيرين شارف

محرّمة فيها لوامع تخفق (٨)

__________________

(١) المفضليات ٣١٩.

(٢) الهذليين ٢ / ٥٢٢.

(٣) الهذليين ٣ / ١٠٠١.

(٤) الهذليين ٢ / ١٠٢٩.

(٥) ديوان عنترة ٧٠.

(٦) ديوان عنترة ١٢١.

(٧) المفضليات ١٥٠.

(٨) المفضليات ٤٣٣.

٦٢٦

ويقول «مليح بن الحكم» :

غداة ازدجرت الطير لما جرى لنا

بما خفت من سعدى لوامع شحّج (١)

ووردت كذلك كلمة «ظعائن» مصروفة أكثر من كونها ممنوعة من الصرف وذلك في الأبيات التالية يقول «امرؤ القيس» :

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن

سوالك نقما بين حزمي شعبعب (٢)

ويقصد بالضعائن النساء في الهوداج.

ويقول أيضا :

ولم ينسن ما قد لقيت ظعائنا

وخملا لها كالقرّ يوما مخدّرا (٣)

ويقول «زهير بن أبي سلمى» :

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن

تحملن بالعلياء من فوق جرثم (٤)

ويقول أيضا :

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن

كما زال في الصبح الإشاء الحوامل (٥)

ويقول في بيت آخر :

تبين خليلي هل ترى من ظعائن

بمنعرج الوادي فويق أبان (٦)

ويقول «المرقش الأصغر» :

تبصر خليليّ هل ترى من ظعائن

خرجن سراعا واقتعدن المفائما (٧)

ونلاحظ أن الصور متشابهة في الأبيات الخمسة السابقة إلا أن أحد

__________________

(١) الهذليين ٣ / ١٠٣١.

(٢) ديوان امرئ القيس ٤٣.

(٣) ديوان امرئ القيس ٦٢.

(٤) ديوان زهير ٩٠.

(٥) ديوان زهير ٢٩٤.

(٦) ديوان زهير ٣٥٨.

(٧) المفضليات ٢٤٥.

٦٢٧

أبيات «زهير» بدأها بكلمة «تبين».

كما أنها صرفت في البيت التالي وهو «لأبي دؤاد» يقول فيه :

هل ترى من ظعائن باكرات

كالعدوّلي سيرهنّ انقحام (١)

بينما منعت في البيتين التاليين وهما «لعمرو بن كلثوم» الذي يقول فيه :

ظعائن من بني جشم بن بكر

خلطن بميسم حسبا ودينا (٢)

ولعبيد الراعي الذي يقول :

وإذا قريش أوقدت نيرانها

وبلت ظعائن بينها وذحولا (٣)

ومنها «نواعم» التي جاءت ممنوعة من الصرف أكثر من سابقاتها بينما لم يصرف إلا في بيت ورد في «شرح أشعار الهذليين» وأما الأبيات التي منعت فيها فهي قول «دريد بن الصمة» :

فحور قد لهوت بهنّ حينا

نواعم في المروط وفي الرّياط (٤)

ويقول «امرؤ القيس» :

نواعم يتبعن الهوى سبل الردى

يقلن لأهل الحلم ضلّا بتضلال (٥)

ويقول أيضا :

نواعم تجلو عن متون نقية

عبيرا وربطا جاسدا وشقائقا (٦)

وأما «النابغة الذبياني» فيقول :

نواعم مثل بيضات بمحنية

يحفّهنّ ظليم في نقى هار (٧)

__________________

(١) الأصمعيات ١٨٦.

(٢) الجمهرة ١ / ٣٦٥.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٢٨.

(٤) الجمهرة ٢ / ٥٩٦.

(٥) ديوان امرئ القيس ٣٥.

(٦) ديوان امرئ القيس ١٩٦.

(٧) الجمهرة ١ / ٢٢٥.

٦٢٨

ويقول «المرقش الأكبر» :

نواعم لا تعالج بؤس عيش

أوانس لا تراح ولا ترود (١)

وقد ورد في هذا البيت كلمتان منعتا للعلة ذاتها وهي «نواعم وأوانس» التي سيأتي ذكرها فيما بعد.

ويقول «المرقش الأكبر» أيضا :

نواعم أبكار سرائر بدّن

حسان الوجوه ليّنات السوالف (٢)

ويقول «عمرو بن الأهتم» :

وأبكار نواعم ألحقتني

بهن جلالة أجد عسير (٣)

ووردت مرتين في «شرح أشعار الهذليين» مرة ممنوعة وذلك في قول «المتنخل» :

فحور قد لهوت بهن وحينا

نواعم في المروط وفي الرّياط

وقد سبق ذكر هذا البيت منسوبا «لدريد بن الصمة» (٤) :

بينما صرف في البيت التالي وهو «لسويد بن عمير» الذي يقول فيه :

وكنّ يراكلن المروط نواعما

يمشين وسط الدار في كل منعل (٥)

ومن الأسماء الممنوعة لصيغة منتهى الجموع «كواكب» وقد ذكرها «عنترة» عدة مرات وذلك في الأبيات :

لقد كنتم في آل عبس كواكبا

إذا غاب عنها كوكب لاح كوكب (٦)

__________________

(١) المفضليات ٢٢٣.

(٢) المفضليات ٢٣١.

(٣) المفضليات ٤٠٩.

(٤) انظر الجمهرة ٢ / ٥٩٦.

(٥) الهذليين ٢ / ٨١٧.

(٦) ديوان عنترة ١٣.

٦٢٩

ويقول أيضا :

أبدنا جمعهم لما أتونا

تموج كواكبا إنسا وجنا (١)

ففي هذين البيتين صرفهما بينما منعها في البيت التالي حيث يقول :

إذا أشرعوها للطعان حسبتها

كواكب تهديها بدور تمام (٢)

وورد هذان البيتان في المفضليات وهما «للحصين بن الحمام المري» إذ يقول :

لما رأيت الودّ ليس بنافعي

وإن كان يوما ذا كواكب مظلما (٣)

ويقول أيضا :

لما رأيت الصبر ليس بنافعي

وإن كان يوما ذا كواكب أشهبا (٤)

فالبيتان في الحقيقة بيت واحد خاصة وأنهما منسوبان لشاعر واحد ولكن التغير في كلمتين وذلك بجعل «الصبر» بدلا من «الود» وجعل «أشهبا» بدلا من «مظلما».

ومنها «مغانم» التي ذكرها «زهير بن أبي سلمى» ممنوعة في البيت التالي الذي يقول فيه :

فأصبح يجري فيهم من تلادكم

مغانم شتى من إفال المزنّم (٥)

وقد ذكر هذا البيت منسوبا لزهير وذلك في «جمهرة أشعار العرب» مع تغيير بسيط وهو أن «المزنم» قد ذكرت مجردة من أل التعريف.

__________________

(١) ديوان عنترة ١٧٦.

(٢) ديوان عنترة ١٦٦.

(٣) المفضليات ٦٥.

(٤) المفضليات ٣١٧.

(٥) ديوان زهير ١٧ ، والجمهرة ١ / ١٩٢.

٦٣٠

وأوردها «عنترة» بقوله :

فأرى مغانم لو أشاء حويتها

فيصدّني عنها كثير تحشمي (١)

ومنها «جوانح» وقد وردت ممنوعة من الصرف ومصروفة أيضا ، أما أبيات المنع فهي قول «زهير بن أبي سلمى» :

جوانح يخلجن خلج الدّلا

ء يركضن ميلا وينزعن ميلا (٢)

وجوانح : أي مائلة في العدو.

وقول «أبي قلابة» :

صفا جوانح بين التوأمات كما

صف الوقوع حمام المشرب الحاني (٣)

وأما أبيات الصرف فهي قول «سلامة بن جندل» الذي يقول :

بضرب تظلّ الطير فيه جوانحا

وطعن كأفواه المزاد المفتّق (٤)

وقول «أبي قلابة» :

فهنّ كعقبان الشّريف جوانح

وهم فوقّها مستلئمو حلق الجدل (٥)

وقد ورد كلمة «مناسم» مصروفة في بيت «لامرئ القيس» الذي يقول فيه :

تطاير ظخرّان الحصى بمناسم

صلاب العجى ملثومها غير أمعرا (٦)

بينما منعت في البيتين التاليين وهما «للمخبل السعدي» الذي يقول :

ولها مناسم كالمواقع لا

معر أشاعرها ولا درم (٧)

__________________

(١) ديوان عنترة ١٦٠.

(٢) ديوان زهير ٢٠٤.

(٣) الهذليين ٢ / ٧١١.

(٤) الأصمعيات ١٣٦.

(٥) الهذليين ١ / ٩٢.

(٦) ديوان امرئ القيس ٦٤.

(٧) المفضليات ١١٧.

٦٣١

والثاني لشبيب بن البرصاء الذي يقول فيه :

إذا هبطت أرضا عزازا تحاملت

مناسم منها راعف وشجيج (١)

والمناسم : جمع منسم وهو طرف خف البعير.

ومنها كلمة «قصائد» وقد ذكرها «عنترة» ممنوعة بقوله :

قصائد من قيل امرئ يحتذيكم

بني العشراء فارتدوا وتقلّدوا (٢)

كما منعها «أبو صخر الهذلي» بقوله :

قصائد لا يصلحن إلا لمثله

يشيع له منها قواف غرائب (٣)

وفيه غرائب الممنوعة للعلة ذاتها.

بينما ذكرها «النابغة الذبياني» مصروفة في البيت التالي :

فلتأتينك قصائد وليدفعن

جيش إليك قوادم الأكوار (٤)

ومما ذكر كلمة «أحاديث» التي أوردها «عروة بن الورد» في قوله :

أحاديث تبقى والفتى غير خالد

إذا هو أمسى هامة تحت صبّر (٥)

ويقول «طرفة بن العبد» :

يا خليليّ قفا أخبركما

بأحاديث تفتشني وهم (٦)

ويقول «الفرزدق» :

ويبذلن بعد اليأس من غير ريبة

أحاديث تشفى المدنفين وتشغف (٧)

ومنها «مآكل» وقد ذكرها «المزرد الشيباني» بقوله :

__________________

(١) المفضليات ١٧١.

(٢) ديوان عنترة ٤٨.

(٣) الهذليين ٢ / ٩٤٧.

(٤) ديوان النابغة ٥٩.

(٥) الأصمعيات ٤٤ والجمهرة ٢ / ٥٦٤.

(٦) ديوان طرفة ١٤٧.

(٧) الجمهرة ٢ / ٨٦٧.

٦٣٢

يهزون عرضي بالمغيب ودونه

لقرمهم مندوحة ومآكل (١)

وصرفت في البيت التالي وهو «لشمر بن عمرو الحنفي» الذي يقول فيه :

لي في ذراه مآكل ومشارب

جاءت إلى منيتي تبغيني (٢)

وفيه ذكر كلمة «مشارب» أيضا :

ومنها «جوائد» التي ذكرها «أبو ذؤيب» بقوله :

والدهر لا يبقى على حدثانه

جون السراة له جدائد أربع (٣)

والجدائد : جمع جدود ، وهي الأتن اللاتي خفت ألبانهن.

ومنها «بوادر» التي ذكرها «سبيع الخطيم التيمي» بقوله :

واعتادها لما تضايق شربها

بلوى نوادر مربع ومصيف (٤)

ويقول «أبو شهاب» :

ومعترك فيه نجيع ورمّة

وأيد أترّتها السيوف نوادر (٥)

ومنها «بوادر» التي أوردها «النابغة الجعدي» وهو يخاطب النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله :

ولا خير في حلم إذا لم يكن له

بوادر تحمى صفوه أن يكدّرا (٦)

ومنها «رواكد» أي الأثافي. قال «عنترة» :

إلا رواكد بينهن خصائص

وبقية من نؤيها المجرنثم (٧)

__________________

(١) المفضليات ١٠٠.

(٢) الأصمعيات ١٢٦.

(٣) الجمهرة ٢ / ٦٧٠.

(٤) المفضليات ٣٧٣ والأصمعيات ٢٢٢.

(٥) الهذليين ٢ / ٦٩٦.

(٦) الجمهرة ٢ / ٧٨٦.

(٧) الجمهرة ٢ / ٤٣٢.

٦٣٣

ويقول عبد بن أبي ثعلب :

ترى الخيل حول مناديهم

رواكد مشتجرات صياما (١)

ويقول «لبيد» :

فضلا وذو كرم يعين على الندى

سمح كسوب غنّائم غنّامها (٢)

وفيه أورد كلمة «غنائم» ومنعها من الصرف.

وأوردها «الكميت» أيضا بقوله :

غنائم لم تجمع ثلاثا وأربعا

مسائل بالإلحاف شتى ضروبها (٣)

وفيه ذكر «غنائم ومسائل» ومنعهما من الصرف للعلة ذاتها.

وأورد «الشماخ» كلمة «نواجز» في قوله :

فقال : إزار شرعبيّ وأربع

من الشّيزى وآواق تبر نواجز (٤)

ونواجز أي حواجز.

ويقول «مقاس العائدي» :

فدى لأناس ذكروهم معيشة

ترى للثريد الورد فيها نواخرا (٥)

ونواجز : يخزون فيه من كثرته ، يأكلونه فيدخل في أنوفهم من كثرة أكلهم يتهكم بهم ويسخر إذ جعلهم فداء لمن أعاد لهم حالتهم الأولى من السلامة ولذاذة العيش.

ويقول «النابغة الجعدي» :

وولت به روح خفاف كأنها

خذاريف تزجي ساطع اللون أغبرا (٦)

__________________

(١) الهذليين ٢ / ٨٨٨.

(٢) الجمهرة ١ / ٣٢٩.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٩٥.

(٤) الجمهرة ٢ / ٨٣٤.

(٥) الأصمعيات ٥٧ والمفضليات ٣٠٦.

(٦) الجمهرة ٢ / ٧٧٧.

٦٣٤

وأورد فيه كلمة «خذاريف» ومنعها لصيغة منتهى الجموع.

ويقول «الأخطل» :

وإذا تعاظمت الأمور لدارم

طأطأت رأسك عن قبائل صيد (١)

وفيه ذكر لكلمة «قبائل» وأوردها كذلك «عوف بن عطية» بقوله :

وأبلغ قبائل لم يشهدوا

طحا بهم الأمر ثم استدارا (٢)

ووردت كلمة «تباريح» عند «المرقش الأصغر» الذي يقول :

فولّت وقد بثّت تباريح ما ترى

ووجدي بها إذ تحدر الدّمع أبرح (٣)

والتباريح : شدة الوجد.

ومنها «أرامل» يقول «عبد مناف بن ربع» :

وخالدا الذي تأوي إليه

أرامل لا يؤبن إلى حميم (٤)

وذكرت أيضا ضمن بيت «لسريطة بنت عاصية» :

حلو ومر جميع الأمر مجتمع

مأوى أرامل لم تعف عقاريها (٥)

ومنها «خوالد» وقد ذكرها «زهير بن أبي سلمى» بقوله :

وغير ثلاث كالحمام خوالد

وهاب محيل هامد متبّد (٦)

وقد صرف خوالد. وخوالد : أي مقيمات بواق.

ويقول «لبيد» :

فوقفت أسألها وكيف سؤالنا

صمّا خوالد ما يبين كلامها (٧)

__________________

(١) الجمهرة ١ / ١١٠.

(٢) المفضليات ٤١٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ٥٤٧ والمفضليات ٢٤٢.

(٤) الهذليين ٢ / ٦٧٨.

(٥) الهذليين ٢ / ٨٦٥.

(٦) ديوان زهير ٢٢٠.

(٧) الجمهرة ١ / ٢٩٤.

٦٣٥

وصرفها أيضا «المخبل السعدي» بقوله :

إلا رمادا هامدا دفعت

عند الرياح خوالد سحم (١)

ويقول «أمية بن أبي عائذ» :

كقنبلة القرح أو شابهت

مراحا جوافل في النفر عونا (٢)

ويقول أيضا :

جوافل قبل وأعناقهن

سوما يسارون ما ينتحينا (٣)

درأت على أوابد ناجيات

يحفّ رياضها قضف ولوب (٤)

وقد ذكرها «المزرد الشيباني» مصروفة في البيت التالي :

زعيم لمن قاذفته بأوابد

يغني بها الساري وتحدى الرواحل (٥)

ومنها «أوانس» الواحدة آنسة وهي الطيبة النفس. قال «النابغة» :

فآب بأبكار وعون عقائل

أوانس يحميها امرؤ غير زاهد (٦)

ويقول «المرقش الأكبر» :

نواعم لا تعالج بؤس عيش

أوانس لا تراح ولا ترود (٧)

وفيه كلمتان من هذا الصنف وهما «نواعم» و «أوانس» :

ومنها «نوافذ» التي ذكرها «عنترة» مصروفة في البيت التالي :

وغير نوافذ يخرجن منهم

بطعن مثل أشطان الركيّ (٨)

كما صرفها «أبو ذؤيب» إذ يقول :

__________________

(١) المفضليات ١١٤.

(٢) الهذليين ٢ / ٥١٦.

(٣) الهذليين ٢ / ٥١٧.

(٤) المفضليات ١٠٤.

(٥) المفضليات ١٠٠.

(٦) ديوان النابغة ٤٤.

(٧) المفضليات ٢٢٣.

(٨) ديوان عنترة ١٩١.

٦٣٦

فتخالسا نفسيهما بنوافذ

كنوافذ العبط التي لا ترقع (١)

والنوافذ جمع نافذة وهي الطعنة التي تنفذ.

وذكر «امرؤ القيس» كلمة «شماريخ» في البيتين التاليين وهما قوله :

فلما تنازعنا الحديث وأسمحت

هصرت بغصن ذي شماربخ ميال (٢)

وقوله أيضا :

أعنّي على برق أراه وميض

يضيء حبيّا في شماريخ بيض (٣)

ومنها أيضا «قوارص» أي الكلام القبيح. قال «عبد قيس بن خفاف» :

وإذا أتتك من العدو قوارص

فاقرص كذلك ولا تقل لم أفعل (٤)

ما ورد من هذه الصيغ عند الشعراء الجاهليين :

وبالإضافة إلى ما ذكر من الأبيات التي فيها أسماء ممنوعة لصيغة منتهى الجموع ونظرا لكثرتها وقلة ورودها فقد رأيت أن أصنفها إلى مجموعات وقد ذكرت فيها بعض الأسماء التي ذكرت أكثر من مرة بينما سأبدأ بذكر الأسماء التي وردت في بيت ولذا صنفتها إلى مجموعات ، وسأبدأ بذكر ما ورد عند الشعراء الجاهليين. فقد جاء عند «عروة بن الورد» مقاعد وكواسع وذلك في البيتين التاليين :

وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد

لكم خلف أدبار البيوت ومنظر (٥)

وقوله :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٦٨٧.

(٢) ديوان امرئ القيس ٣٢.

(٣) ديوان امرئ القيس ٧٢.

(٤) الأصمعيات ٢٣٠ والمفضليات ٣٨٥.

(٥) الجمهرة ٢ / ٥٦٢.

٦٣٧

سيفزع بعد اليأس من لا يخافنا

كواسع في أخرى السّوام المنقّر (١)

و «كواسع» خيل تطرد إبلا تكسعها في آثارها :

وجاء عند «أمية بن أبي الصلت» شواحط ، وجوافل ، وخضارم وذلك فيما يأتي :

أكلّف قتلى العيص عيص شواحط

وذلك أمر لا يثفى لكم قدري (٢)

ويقول :

أذعن بها جوافل معصفات

كما تذري الململمة الطحونا (٣)

والجوافل : الرياح السريعة المر.

ويقول أيضا :

فأنبتنا خضارم فاخرات

يكون نتاجها عنبا وتينا (٤)

وأما «امرؤ القيس» فقد جاء عنده هذه الكلمات وهي «غرائر ، صفاصف ، مرابط ، شمائل ، بواكر ، زوائد» وذلك في الأبيات التالية :

غرائر في كنّ وصون ونعمة

يحلّيّن ياقوتا وشذرا مفقّرا (٥)

والغرائر : الغوافل عن الذهر لصيانتهن وتنعمهن.

وقوله :

وأضحى يسحّ الماء من كل فيقة

يحوز الصّباب في صفاصف بيض (٦)

ويقول :

__________________

(١) الأصمعيات ٤٦.

(٢) الجمهرة ٢ / ٥٢١.

(٣) الجمهرة ٢ / ٥٠٧.

(٤) الجمهرة ٢ / ٥١٠.

(٥) ديوان امرئ القيس ٥٩.

(٦) ديوان امرئ القيس ٧٣.

٦٣٨

لعمري لقوم قد نرى أمس فيهم

مرابط للأمهار والعكر الدّثر (١)

ويقول :

وتعرف فيه من أبيه شمائلا

ومن خاله ومن يزيد ومن حجر (٢)

وشمائلا : تعني خلائق وغرائز. وقد صرفها في هذا البيت.

ويقول :

أو ما ترى أظعانهنّ بواكرا

كالنخل من شوكان حين صرام (٣)

وقد صرف «بواكر».

وقوله :

كأني ورحلي والقراب ونمرقي

على يرفئيّ ذي زوائد نقنق (٤)

وفيه ذكر كلمة «زوائد» ومنعها من الصرف.

وأما «زهير بن أبي سلمى» فقد جاء عنده الكلمات التالية وهي «هجائن ، قوائم ، لواجب ، دوارس ، مسامير ، خراطم ، صفائح ، مآقط ، قنابل» :

يقول «زهير» :

كأن أوابد الثيران فيها

هجائن في مغانيها الطّلاء (٥)

الهجائن : إبل بيض كرام ، وكل هجان كريم.

ويقول أيضا :

قد غولبت فهي مرفوع جواشنها

على قوائم عوج لحمها زيم (٦)

__________________

(١) ديوان امرئ القيس ١١٢.

(٢) ديوان امرئ القيس ١١٣.

(٣) ديوان امرئ القيس ١١٥.

(٤) ديوان امرئ القيس ١٧٠.

(٥) ديوان زهير ٥٨.

(٦) ديوان زهير ١٥٤.

٦٣٩

ويقول :

مثل النعام إذا هيّجتها ارتفعت

على لواحب بيض بينها الشّرك (١)

ومنه قوله :

خشيت الديار بالبقيع فثهمد

دوارس قد أقوين من أم معبد (٢)

ويقول أيضا :

سديس كبارى تشط نسوعه

أطبط رماح ذي مسامير مغلق (٣)

ويقول :

تحطم عنها قيضها عن خراطم

وعن حدق كالبنج لم تتفق (٤)

والخراطم : أولاد النعام ، وقد صرفها الشاعر.

ويقول كذلك :

منعوا الخزاية عن بيوتهم

بأسنة وصفائح خذم (٥)

وقد صرف «صفائح» أيضا.

ويقول :

فإن لكم مآقط عاسيات

كيوم أضرّ بالرؤساء إير (٦)

والمآقط : مضايق الحروب ، والواحد مأقط.

ويقول أيضا :

عكرا إذا ما راج سربهم

وثنوا عروج قنابل دهم (٧)

__________________

(١) ديوان زهير ١٦٨.

(٢) ديوان زهير ٢١٩.

(٣) ديوان زهير ٢٤٥.

(٤) ديوان زهير ٢٤٩.

(٥) ديوان زهير ٢٥٤.

(٦) ديوان زهير ٣٣٧.

(٧) ديوان زهير ٣٨٣.

٦٤٠