الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

عبد العزيز علي سفر

الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

المؤلف:

عبد العزيز علي سفر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨

ويقول «عمر بن أبي ربيعة» :

وهي زهراء قد تحيّر منها

في أديم الخدين ماء الشباب (١)

ومن صفات المرأة «جيداء» يقول : «إياس بن سهم» :

ومسكا وكافورا إذا هبّت الصبا

تعلّ به أبدان جيداء مغزل (٢)

وقال «عبدة بن الطيب» :

تذرى حواشيه جيداء آنسة

في صونها لسماع الشّرب ترتيل (٣)

والجيداء : طويلة الجيد.

يقول «المرار بن منقذ» :

جعدة فرعاء في جمجمة

ضخمة تفرق عنها كالضّفر (٤)

يقول «النابغة الذبياني» :

كأن الشذر والياقوت منها

على جيداء فاترة البغام (٥)

ويقول «ساعدة بن جؤية» :

وقدّم في عيطاء في شرفاتها

نعائم منها قائم وهزيم (٦)

والعيطاء : الطويلة.

ويقول : «مليح بن الحكم» :

غرّاء فرعاء مبهاج لمضحكها

ريّا كريّا الخزامى بلّها الثّأد (٧)

__________________

(١) الهذليين ١ / ٤٣.

(٢) شرح الهذليين ٢ / ٥٣٠.

(٣) المفضليات ١٤٥.

(٤) المفضليات ٩٠.

(٥) ديوان النابغة ١١١.

(٦) شرح الهذليين ٣ / ١١٥٩.

(٧) شرح الهذليين ٣ / ١٠١٥.

٥٤١

وجاء في «المفضليات» : وقول «عبدة بن الطيب» :

قرواء مقذوفة بالنحض يشعفها

فرط المراح إذا كلّ المراسيل (١)

ويعني بقرواء : طويلة بقرو هو الظهر.

ويقول أيضا :

يأوي إلى سلفع شعثاء عارية

في مجرها تولب كالفرد مبزول (٢)

والشعثاء هي المتلبدة الشعر لا تدهنه.

ومنها «رعشاء» التي أوردها «عبدة بن الطيب» أيضا بقوله :

رعشاء تنهض بالذّفرى مواكب

في مرفقها من الدفّين تفتيل (٣)

ومن الصفات أيضا «هيفاء» وقد ذكرها «عنترة» إذ يقول :

خود رداح هيفاء فاتنة

تخجل بالحسن بهجة القمر (٤)

والهيفاء : هي الضامرة البطن. ويقول «المرار بن منقذ» :

فهي هيفاء هضيم كشحها

فخمة حيث يشدّ المؤتزر (٥)

ومنها أيضا «بداء» أي بعيدة ما بين الفخذين مع كثرة الشحم.

قال «المرار بن منقذ» :

وهي بدّاء إذا ما أقبلت

ضخمة الجسم رداح هيدكر (٦)

ويقول «جبيهاء الأشجعي» :

رعت عشب الجولان ثم تصّيفت

وضيعة جلس فهي بدّاء راجح (٧)

__________________

(١) المفضليات ١٣٦.

(٢) المصدر السابق ١٣٨.

(٣) المصدر السابق ١٣٧.

(٤) ديوان عنترة ٩٥.

(٥) المفضليات ٩٠.

(٦) المفضليات ٩١.

(٧) المفضليات ١٦٩.

٥٤٢

ومنها «شوهاء» وقد ذكرها «بشر بن عمرو» بقوله :

أو قارحا مثل الفتاة طمرّة

ضوهاء تعتبط المدلّ الأحقبا (١)

ويقول «قعلبة بن عمرو العبدي» :

وشوهاء لم توشم يداها ولم تذل

فقاظت وفيها بالوليد تقاذف (٢)

ويقول «زبان بن سيار البري» :

شوهاء مركضة إذا طأطأتها

مرطى إذا ابتلّ الحزام نشول (٣)

ويقول «عبد الله بن أبي ثعلب» :

على كل شوهاء قناصة

ونهد المراكل يشري اللّجاما (٤)

ويقول «ساعدة بن جؤية» :

من كل فجّ يستقيم طمرّة

شوهاء أو عبل الجزارة منهب (٥)

ومنها «شنعاء» أي قبيحة. قال «زهير» :

ومن يلتمس حسن الثناء بماله

يصن عرضه من كل شنعاء موبق (٦)

ويقول أيضا :

وأن يعلّل ركبان المطيّ بكم

بكل قافية شنعاء تشتهر (٧)

ويقول «جابر بن حني التغلبي» :

وعمرو بن همام صعقنا جبينه

بشنعاء تشفي صورة المتظلّم (٨)

ومنها «الشقاء» أي الطويلة. يقول «مرة بن همام» :

__________________

(١) المفضليات ٢٧٧.

(٢) المفضليات ١٨٢.

(٣) المفضليات ٣٥٢ والأصمعيات ٢١٠.

(٤) شرح الهذليين ٢ / ٨٨٩.

(٥) شرح الهذليين ٣ / ١١١٦.

(٦) ديوان زهير ٢٥٢.

(٧) ديوان زهير ٣٠٨.

(٨) المفضليات ٢١٢.

٥٤٣

وكأنها بلوى مليحة خاضب

شقّاء نقنقة تباري غيهبا (١)

وأما «سطفاء» فهي طويلة العنق ، قال «علقمة بن عبدة» :

تحقّه هقلة سطعاء خاضعة

تجيبه بزمار فيه ترنيم (٢)

فنكرنه ونفرحن وامترست به

سطعاء هادية وهاد جرشع (٣)

والبيت «لأبي ذؤيب الهذلي».

ومنها «بلهاء» أي عن الفواحش والخنا لأنها لا تعرفه. قال «المرقش الأصغر» :

لا تصطلي النار بالليل ولا

توقظ للزاد بلهاء نؤوم (٤)

ومنها «ميلاء» أي أغصانها مائلة يقول «ذو الرمة» :

ميلاء من معدن الصّيران قاصية

أبعارهنّ على أهدافها كثب (٥)

كما جاء عند «ذي الرمة» أيضا «لمياء وهي السمراء الشفة ، والمصدر اللمى» وذلك في البيت التالي :

لمياء في شفتيها حوّة لعس

وفي اللّثات وفي أنيابها شنب (٦)

ويقول أيضا :

عجزاء ممكورة خمصانة قلق

عنها الوشاح وتم الجسم والقصب (٧)

والعجزاء : هي عظيمة العجز.

كما ذكر «عنترة» كلمة عجزاء في هذا البيت وهو :

__________________

(١) المفضليات ٣٠٣.

(٢) المفضليات ٤٠١.

(٣) المفضليات ٤٢٤.

(٤) المفضليات ٢٤٨.

(٥) الجمهرة ٢ / ٩٥٦.

(٦) الجمهرة ٢ / ٩٣٦.

(٧) الجمهرة ٢ / ٩٣٧.

٥٤٤

كمدلّة عجزاء تلحم ناهضا

في الوكر موقعها الشظاء الأرفع (١)

ويقول «طرفة بن العبد» :

وعجزاء دقّت بالجناح كأنها

مع الصبح شيخ في بجاد مقنع (٢)

ومن صفات المرأة أيضا «شعثاء» أي التنيرة بالهزال وسوء الحال.

وقد ذكرها «طرفة بن العبد» في قوله :

ألقوا إليك بكل أرملة

شعثاء تحمل منقع البرم (٣)

ومنها «شمطاء» وقد أوردها «عمرو بن كلثوم» بقوله :

ولا شمطاء لم يترك شقاها

لها من يسعة إلا جنينا (٤)

وجاء في «الجمهرة» قول «مالك بن الريب» :

تركت بها شمطاء قد دقّ عظمها

تعدّ إذا ما غبت عنها اللياليا (٥)

قول «الأخطل» :

ما بزمزم من شمطاء محلقة

وما بيثرب من عون وأبكار (٦)

وفي البيت ثلاث كلمات ممنوعة ولكن لعلل مختلفة وهي «مزم للعلمية والتركيب المزجي ، وشمطاء لألف التأنيث الممدودة ويثرب للعلمية ووزن الفعل».

ويقول «كعب بن زهير» :

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكى قصر منها ولا طول (٧)

__________________

(١) ديوان عنترة ١٠٤.

(٢) ديوان طرفة ١٥٦ والجمهرة ١ / ٩٧.

(٣) ديوان طرفة ٩٣.

(٤) الجمهرة ١ / ٣٤٣.

(٥) الجمهرة ٢ / ٧٦٢.

(٦) الجمهرة ٢ / ٩١٠.

(٧) الجمهرة ٢ / ٧٨٩.

٥٤٥

وفي البيت أيضا هيفاء.

ومن الصفات أيضا «عمياء» :

وتنوفة عمياء لا يجتازها

إلا المشيّع ذو الفؤاد الهادي (١)

ويقول «الحارث بن حلّزة» :

أتلهّى بها الهواجر إذ ك

لّ ابن همّ بليّة عمياء (٢)

ويقول «عبيد الراعي» :

حتى إذا نزلت عماية فتنة

عمياء كان كتابها مفعولا (٣)

ويقول «مالك بن الريب» :

وسعوا بالمطي والذبّل السم

ر لعمياء في مفارط بيد (٤)

ومنها «عوجاء» ويقال بهوجاء ، وهي الضامرة. يقول «طرفة بن العبد» :

وإني لأمضي الهمّ عند احتضاره

بعوجاء مرقال تروح وتغتدي (٥)

وهناك بيت «لزهير بن أبي سلمى» وردت فيه مجموعة من هذه الصفات وهو قوله :

كبداء مقبلة وركاء مدبرة

قوداء فيها إذا استحرضتها خضع (٦)

كبداء : ضخمة الوسط. وركاء : عظيمة الوركين. قوداء : طويلة العنق.

وجاءت كلمة «صرماء» وهي قليلة اللبن ، وذلك في البيت التالي وهو «لعروة بن الورد» يقول فيه :

__________________

(١) ديوان زهير ٣٣٠.

(٢) القصائد السبع ٤٤٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٢٩.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٣٨.

(٥) الجمهرة ١ / ٣٨٠.

(٦) ديوان زهير ٢٣٧.

٥٤٦

ومستثبت في مالك العام إنني

أراك على أقتاد صرماء مذكر (١)

ومنها «عذراء» حيث يقول «عنترة» :

رمت الفؤاد مليحة عذراء

بسهام لحظ ما لهن دواء (٢)

وجاء عند «الأخطل» أيضا حيث يقول :

عذراء لم تجتل الخطّاب بهجتها

حتى اجتلاها عباديّ بدنيار (٣)

ومنها «خرساء» إذ يقول «عنترة» :

خرساء ظاهرة الأداة كأنها

نار يشبّ وقودها بلظاها (٤)

ومن الصفات المذكورة «عوراء» كما في بيت «طرفة بن العبد» إذ يقول :

وعوراء جاءت من أخ فرددتها

بسالمة العينين طالبة عذرا (٥)

كما ذكرت في هذا البيت وهو «لكعب بن سعد الغنوي» يقول فيه :

وعوراء قد قيلت فلم أستمع لها

وما الكلمة العوراء لي بقبول (٦)

وذكر عند «طرفة بن العبد» كلمة «بدّاء» وذلك في البيت التالي :

فهي بدّاء إذا ما أقبلت

فخمة الجسم رادح هيدكر (٧)

ويقول «كعب بن زهير» :

قنواء في حرّتيها للبصير بها

عتق مبين وفي الخدّين تسهيل (٨)

__________________

(١) الأصمعيات ٤٤.

(٢) ديوان عنترة تحقيق عبد المنعم شلبى.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٠٧.

(٤) ديوان عنترة ١٨٣.

(٥) ديوان طرفة ١٥٣.

(٦) الأصمعيات ٧٥.

(٧) ديوان طرفة ١٥٣.

(٨) الجمهرة ٢ / ٧٩٣.

٥٤٧

وقنواء : أي في أنفها قنا.

وورد في «جمهرة أشعار العرب» الصفات التالية وهي حدراء وكلفاء وذلك في الأبيات التالية :

عزفت بأعشاش وما كدت تعزف

وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف (١)

والبيت للفرزدق الذي يقول في بيت آخر :

وإن نبّهت حدراء من نومة الضحى

دعت وعليها مرط خزّ ومطرف (٢)

ويقول «الأخطل» :

آلت إلى النصف من كلفاء أترعها

علج ولثّمها بالجص والقار (٣)

ومنها «حوراء» التي ذكرها «الحادرة» في قوله :

وبمقلتي حوراء تحسب طرفها

وسنان ، حرة مستهل الأدمع (٤)

والحوار من الحور : وهي شدة سواد العين مع شدة بياضها.

ومنها «ظمياء» وقد ذكرها «مالك بن خالد الخناعي» بقوله :

لظمياء دار قد تعفّت رسومها

قفار وبالمنحاة منها مساكن (٥)

وفيه أيضا «مساكن» الممنوعة لصيغة منتهى الجموع.

ويقول «المعطل الهطلي» :

ألا أصبحت ظمياء قد نزحت بها

نوى خيتعور طرحها وشتاتها (٦)

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٨٦٦.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٦٨.

(٣) الجمهرة ٢ / ٩٠٧.

(٤) المفضليات ٤٤.

(٥) الهذليين ١ / ٤٤٤.

(٦) الهذليين ٢ / ٦٣٤.

٥٤٨

٦ ـ صفات متنوعة :

وذلك ككلمة «بيداء» التي ذكرها «زهير بن أبي سلمى» بقوله :

وقفت بها رأد النحاة مطيتي

أسائل أعلاما ببيداء قردد (١)

وذكرها «أعشى باهلة» أيضا بقوله :

يمشي ببيداء لا يمشي بها أحد

ولا يحسّ ـ خلا الخافي ـ بها أثر (٢)

وجاء هذا البيت في «الأصمعيات» وهو «للحكم الخضري» إذ يقول :

إذا استودعت فرخين بيداء قلّصت

سماويّة الممسى نجاة التقلّب (٣)

ويقول «مليح بن الحاكم» :

تعاوى بها ليلا ويضبح بعضها

لبعض على الحسرى ببيداء سملق (٤)

ومنها «شماء» وذلك كما جاء في قول «الحارث بن حلّزة» :

بعد عهد لها ببرقة شمّا

ء فأدنى ديارها الخلصاء (٥)

ووردت ست مرات في «شرح أشعار الهذليين» وذلك في الأبيات الآتية :

قال «صخر الغي» :

لشماء بعد شتات النّوى

وقد بتّ أخيلت برقا وليفا (٦)

ويقول «الأعلم» :

وهم منعوا الطريق وأسلكوكم

على شماء مهواها بعيد (٧)

__________________

(١) ديوان زهير ٢٢٠.

(٢) الجمهرة ٢ / ٧١٤.

(٣) الأصمعيات ٣٣.

(٤) الهذليين ٣ / ١٠٠٦.

(٥) القصائد السبع ٤٣٤.

(٦) الهذليين ١ / ٢٩٤.

(٧) الهذليين ١ / ٣٣٦.

٥٤٩

ويقول «ساعدة بن العجلان» :

فطلعت من شمراخه تيهورة

شمجاء مشرفة كرأس الأصلع (١)

ويقول «مليح بن الحكم» :

تشوفت إثر الظاعن المتفرّق

وشمّاء باتت في الرعيل المشرّق (٢)

ويقول أيضا :

تزودت من شمّاء نظرة عاشق

بها هائم من يخطر القلب يغلق (٣)

ويقول «المتنخل» :

ربّاء شمّاء لا يأوي لقلّتها

إلا السحاب وإلا الأوب والسّبل (٤)

وفي البيت أيضا كلمة رباء.

والشماء : هي العقبة الطويلة في الجبل.

ومنها : «زوراء» يقول «امرؤ القيس» :

عارض زوراء من نشم

غير أناة على وتره (٥)

ويقول «عنترة» :

شربت بماء الدّحرضين

زوراء تنفر عن حياض الدّيلم (٦)

وزوراء : أي عوجاء عن النشاط.

ويقول «النابغة الذبياني» :

وتسقى إذا ما شئت غير مصرّد

بزوراء في حافاتها المسك كانع (٧)

__________________

(١) الهذليين ١ / ٣٤٢.

(٢) الهذليين ٣ / ٩٩٩.

(٣) الهذليين ٣ / ١٠٠١.

(٤) الهذليين ٣ / ١٢٨٥.

(٥) ديوان امرئ القيس ١٢٣.

(٦) ديوان عنترة ١٤٧ والجمهرة ٢ / ٤٤٥.

(٧) ديوان النابغة ٨٢.

٥٥٠

ويقصد «ربيعة بن مقروم» :

وبالكف زوراء حرميّة

من القضب تعقب عزفا نئيما (١)

ويريد بزوراء هنا : القدس.

وأما «أمية بن أبي عائذ» فيقول :

على عجس هتّافة المذروين

زوراء مضجعة في الشّمال (٢)

ومما ورد من الصفات المختومة بألف التأنيث الممدودة «عشواء» إذ يقول «زهير بن أبي سلمى» :

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب

تمته ومن تخطئ يخعمّر فيهرم (٣)

ومنها أيضا «تيماء» أرض ويقال : بلد. وقد ذكرها «امرؤ القيس» بقوله :

وتيماء لم يعترك بها جذع نخلة

ولا أطما إلا مشيدا بجندل (٤)

ويقول «عامر بن الطفيل» :

فإذا تعذّرت البلاد فأمحلت

فمجازها تيماء أو بالأثمد (٥)

ومنها «بهراء» كما جاء في قول «الأخنس بن شهاب التغلبي» :

وبهراء حيّ قد علمنا مكانهم

لهم شرك حول الرّصافة لاحب (٦)

وبهراء كما جاء في «شرح المفضليات» هو ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة ابن مالك.

__________________

(١) المفضليات ١٨٢.

(٢) شرح الهذليين ٢ / ٥٠٨.

(٣) ديوان زهير ٢٩.

(٤) الجمهرة ١ / ١٧٠.

(٥) الأصمعيات ٢١٦.

(٦) المفضليات ٢٠٦.

٥٥١

ويقول «جابر بن حني التغلبي» :

وقد زعمت بهراء أن رماحنا

رماح نصارى لا تخوض إلى الدّم (١)

ومنها «ظماء» أي عطاش وقد وردت مصروفة في هذا البيت ، وهو «لأبي جندب الهذلي» يقول فيه :

إلى أيّ تساق وقد بلغنا

ظماء عن سميحة ماء بثر (٢)

وفيه شاهد ثان على المنع من الصرف وهو «سميحة» حيث منعت للعلمية والتأنيث وقد ذكرهما البيت في «شرح أشعار الهذليين» مرتين :

ومنها أيضا كلمة «شهباء» وقد ذكرت في هذا البيت وهو «لامرئ القيس» :

جئنا بها شهباء ملمومة

مثل بشام القلة الجافل (٣)

وشهباء : بمعنى بيضاء من بريق الحديد.

ويقول «عنترة» :

وكتيبة لبّستها بكتيبة

شهباء باسلة يخاف رداها (٤)

ويقول «النابغة الذبياني» :

باتت له ليلة شهباء تسعفه

بحاصب ذات شفّان وأمطار (٥)

وليلة شهباء : أي تهب فيها ريح باردة.

ويقول «مالك بن نويرة» :

بملمومة شهباء يبرق خالها

ترى الشمس فيها حين ذرّت توقّد (٦)

__________________

(١) المفضليات ٢١١.

(٢) الهذليين ١ / ١٧ ، والهذليين ١ / ٣٦٩.

(٣) القصائد السبع.

(٤) ديوان عنترة ١٨٣.

(٥) ديوان النابغة ٥٢ ، والجمهرة ١ / ٢٢٩.

(٦) الأصمعيات ١٩٣.

٥٥٢

والشهباء هنا : أي بيضاء.

ويقول «بشر بن أبي خازم» :

عطفنا لهم عطف الضّروس من الملا

بشهباء لا يمشي الضّراء رقيبها (١)

والشهباء يقصد بها : الكتيبة التي علتها ألوان الحديد.

وورد هذا البيت لـ «عامر بن سدوس» حيث يقول :

بشهباء تغلب من ذواها

لدى متن وازعها الأورم (٢)

ومنها «غبراء» وقد أوردها «الحارث بن حلّزة» في قوله :

أسد في اللقاء ورد هموس

وربيع إن شنّعت غبراء (٣)

ويقصد بالغبراء في هذا البيت السنة القليلة المطر.

ويقول «طرفة بن العبد» :

رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطراف الممدّد (٤)

بني غبراء : يعني المحتاجين والفقراء ، والغبراء الأرض والفقير ينسب إليها كأنه لا يملك شيئا إلا التراب.

ويقول «المرقش الأكبر» :

ودويّة غبراء قد طال عهدها

تهالك فيها الورد والمرء ناعس (٥)

ويقول «عبدة بن الطيب» :

ولقد علمت بأن قصري حفرة

غبراء يحملني إليها شرجع (٦)

وجاء في «الأصمعيات» قول «الأسعر الجعفي» :

__________________

(١) المفضليات ٣٣١.

(٢) الهذليين ٢ / ٨٣٠.

(٣) القصائد السبع ٤٩٦.

(٤) ديوان طرفة ٢٧ ، والجمهرة ١ / ٤٠٢.

(٥) المفضليات ٢٢٥.

(٦) المفضليات ١٤٨.

٥٥٣

ومن الليالي ليلة مزءودة

غبراء ليس لمن تجشمها هدى (١)

ومنها «نجلاء» التي ذكرها «زهير» بقوله :

كر ففرّج أولاها بنافذة

نجلاء تتبع روقيه دما دفقا (٢)

ويقول «عمرو بن الأهتم» :

بضربة ساق أو بنجلاء ثرّة

لها من أمام المنكبين فتيق (٣)

والنجلاء : الطعنة الواسعة.

وورد كذلك «جأواء» التي ذكرها «سلامة بن جندل» بقوله :

من الحمس إذ جاؤوا إلينا بجمعهم

غداة لقيناهم بجأواء فيلق (٤)

والجأواء : الكتيبة الكثيرة الدروع المتغيرة الألوان لطول الغزو مأخوذ من الجؤوة ، وهي حمرة تضرب إلى السواد.

وقال «المثقب العبدي» :

وجأواء فيها كوكب الموت فخمة

يقمّص في الأرض الفضاء وئيدها (٥)

ويقول «الأخنس بن شهاب التغلبي» :

بجأواء ينفي وردها سرعانها

كأن وضيح البيض فيها الكواكب (٦)

ومنها : نكباء أي متنكبة مائلة عن الطريق. يقول «زهير بن أبي سلمى» :

ورأيتها نكباء تحسب أنها

طليت بقار أو كجبل معقد (٧)

__________________

(١) الأصمعيات ١٤٣.

(٢) ديوان زهير ٤٨.

(٣) المفضليات ١٢٧.

(٤) الأصمعيات ١٣٤.

(٥) المفضليات ١٥٢.

(٦) المفضليات ٢٠٧.

(٧) ديوان زهير.

٥٥٤

ويقول «ذو الرمة» :

سيلا من الدّعص أغشته معارفها

نكباء تسحب أعلاه فينسحب (١)

ويقول «الفرزدق» :

إذا احمرّ آفاق السماء وهتّكت

كسور بيوت الحي نكباء حرجف (٢)

ويقول «أمية بن أبي عائذ» :

عفتها صبا ترمي السراديح

ومستنّة بالمور نكباء شمأل (٣)

ومما ورد أيضا «علياء» وقد ذكرها «زهير بن أبي سلمى» بقوله :

فآض عليّ كأنّه رجل سليب

على علياء ليس له رداء (٤)

ويقول «جبيهاء الأشجعي» :

فإنك إن أدّيت غمرة لم تزل

بعلياء عندي ما بغى الريح رابح (٥)

والعلياء : الرفعة : أي لا تزال على رفعة مني وإكرام لأدائك الأمانة.

ويقول «عوف بن عطية» :

إذا ما اجتبينا جبى منهل

شببنا لحرب بعلياء نارا (٦)

العلياء : المكان المرتفع.

ورد هذا البيت في «الأصمعيات» وهو لـ «سهم بن حنظلة» حيث يقول :

سائل بنا حيّ علياء فقد شربوا

منا بكأس فلم يستمرئوا الشّربا (٧)

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٩٣٣.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٧٥.

(٣) الهذليين ٢ / ٥٣٣.

(٤) ديوان زهير ٧٠.

(٥) المفضليات ١٦٧.

(٦) المفضليات ٤١٥.

(٧) الأصمعيات ٥٦.

٥٥٥

ويقول «أبو صخر الهذلي» :

يمجّ خزاماها النّدى وعرارها

بعلياء لم يؤثر بها جرس وارد (١)

فقد منع في أربعة أبيات وصرف في بيت واحد.

ومنها «عسراء» حيث يقول «سوار بن المضرب» :

وما سلمى بسيّئة المحيّا

ولا عسراء عاسية البنان (٢)

ومنها «قرواء» وتعني سفينة طويلة القراء وهو الظهر يقول «المثقب العبدي» :

كأنّ الكور والأنساع منها

على قرواء ماهرة دهين (٣)

ويقول «عوف بن عطية» :

شربنا بحوّاء في ناجر

فسرنا ثلاثا فأبنا الجفارا (٤)

ويعني بحواء هنا موضعا.

وأوردها كذلك «البريق بن عياض» بقوله :

رفعت بني حواء إذ مال عرشهم

وذلك منّ في صريح مقلّل (٥)

ويقول «قيس بن الخطيم» :

حوراء جيداء يستضاء بها

كأنها خوط بانة قصف (٦)

وفيه ذكر صفتين وهما «حوراء» أي شدة بياض العين وشدة سوادها.

كذلك «جيداء» أي طويلة العنق وقد مرّت.

__________________

(١) الهذليين ٢ / ٩٣٢.

(٢) الأصمعيات ٢٤٣.

(٣) المفضليات ٢٩١.

(٤) المفضليات ٤١٦.

(٥) الهذليين ٢ / ٧٤٦.

(٦) الأصمعيات ١٩٧.

٥٥٦

ومنها «ملساء» التي أوردها «المسيب بن علس» بقوله :

وكأن قنطرة بموضع كورها

ملساء بين غوامض الأنساع (١)

يذكر أول «ملساء» :

ومما ورد في ملساء قول «عنترة» إذ يقول :

نهد القطاة كأنها من صخرة

ملساء يغشاها المسيل بمحفل (٢)

ويقول «طرفة بن العبد» :

لها كبد ملساء ذات أسرة

وكشحان لم ينقض طواءهما الحبل (٣)

ويقول «ذو الرمة» :

تريك سنة وجه غير مقرفة

ملساء ليس بها خال ولا ندب (٤)

كما ذكرت أيضا في بيت «المليح بن الحكم» يقول فيه :

وداويّة ملساء يمسي سباعها

بها مثل عوّاد السقيم المغفّق (٥)

ومنها «جهراء» التي ذكرها «أبو العيال» بقوله :

جهراء لا تألوا إذا هي أظهرت

بصرا ولا من عيلة تغنيني (٦)

وجهراء : لا تبصر في الشمس.

ومنها «صبواء» وقد ذكرها «عبد مناف بن ربع» بقوله :

تركتا ابن حبواء الجعور مجدلا

لدى نفر رؤوسهم كالفياشل (٧)

__________________

(١) المفضليات ٦١.

(٢) ديوان عنترة ١٢٢.

(٣) ديوان طرفة ٨٦.

(٤) الجمهرة ٢ / ٩٣٧.

(٥) الهذليين ٣ / ١٠٠٦.

(٦) الهذليين ١ / ٤١٥.

(٧) الهذليين ٢ / ٦٨٥.

٥٥٧

وكذلك «فيحاء» يقول «أمية بن أبي عائذ» :

ويخفى بفيحاء مغبّرة

تخال القتام بها الماجشونا (١)

ومنها «خلقاء» وهي صخرة ملساء. قال «زهير بن أبي سلمى» :

من مرقب في ذرى خلقاء راسية

حجن المخالب لا يغتاله الشّبع (٢)

ويقول «طرفة بن العبد» :

كأن علوب النّسع في دأياتها

موارد من خلقاء في ظهر قردد (٣)

وفيه شاهد آخر على الممنوع وهو «موارد» لصيغة منتهى الجموع.

ويقول «سويد بن أبي كاهل اليشكري» :

إذ رأى أن لم يضرها جهده

ورأى خلقاء ما فيها طمع (٤)

ومن الأسماء المختومة بالهمزة التي قبلها مد زائد كلمة «درماء» وقد استعلمها «امرؤ القيس» علما وذلك بقوله :

نزلت على عمرو بن درماء بلطة

فيا كرم ما جار ويا حسن ما حل (٥)

وعمرو بن درماء : من بني ثقل.

٧ ـ كلمات متفرقة :

وسأبدأ بذكر تلك الكلمات التي جاءت في أبيات شعرية لشعراء جاهليين وذلك من مثل كلمة «صرماء» أي المفازة وقد ذكرها «عروة بن الورد» بقوله :

__________________

(١) الهذليين ٢ / ٥١٩.

(٢) ديوان زهير ٢٤٣.

(٣) ديوان طرفة ١٧ ، والجمهرة ١ / ٣٨٨.

(٤) المفضليات ٢٠٠.

(٥) ديوان امرئ القيس ١٩٧.

٥٥٨

ومستثبت في مالك العام إنني

أراك على أقتاد صرماء مذكري (١)

ويقول «مهلهل بن ربيعة» :

ستحمل الراكب منها على

سيساء حدبير من الشّرّفوق (٢)

وسيساء : هو الحارك.

كما جاء عند «امرئ القيس» الكلمات التالية وهي حناء ، ميثاء ، تيماء ، وذلك في الأبيات التالية :

كأن دماء الهاديات بنحره

عصارة حنّاء بشيب مرجّل (٣)

وقد صرف كلمة حناء «هناء».

ويقول أيضا :

وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا

من الوحش أو بيضا بميثاء محلال (٤)

وقد ذكر فيه كلمة «ميثاء» وهي مسيل الوادي وقيل : هي الطريق العظيم إلى الماء وذكر كلمة «تيماء» في البيت التالي :

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة

ولا أجحما إلا مشيدا بجندل (٥)

كما ذكر «زهير بن أبي سلمى» كلمة «ورقاء ، حلياء ، جهلاء» وذلك فيما يأتي :

لو لا ابن ورقاء والمجد التليد له

كانوا قليلا فما عزوا وما كروا (٦)

ويقول :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٥٦٣.

(٢) الجمهرة ٢ / ٥٧٨.

(٣) الجمهرة ١ / ١٦٥.

(٤) ديوان امرئ القيس ٢٨.

(٥) القصائد السبع ١٠٥.

(٦) ديوان زهير ٣٠٢.

٥٥٩

حلماء في النادي إذا ما جئتم

جهلاء يوم عجاجة ولقاء (١)

وفيه أورد كلمتي «حلماء وجهلاء».

ويقول «عنترة» :

ركبت فيه صعرة هندية

سحماء تلمع ذات حلد لهذم (٢)

وقد أورد فيه كلمة «سحماء».

ويقول «النمر بن تولب» :

تأبّد من أطلال عمرة مأسل

وقد أقفرت منها شراء فيذبل (٣)

وقد أورد فيه «شراء» بمعنى موضع.

ويقول «ذو الرمة» :

تبري له صعلة خرجاء خاضعة

فالخرق دون بنات البيض منتهب (٤)

والخرجاء : هي التي فيها سواد وبياض.

ويقول أيضا :

وفراء غرفيّة أثأى خوارزها

مشلشل ضيّقته بينها الكتب (٥)

وفيه كلمة وفراء.

ويقول «طرفة بن العبد» :

قد تبطّنت بطرف هيكل

غير مرباء ولا جأب مكد (٦)

__________________

(١) ديوان زهير ٣٨١.

(٢) الجمهرة ٢ / ٤٦٤.

(٣) الجمهرة ٢ / ٥٢٣.

(٤) الجمهرة ٢ / ٩٧٧.

(٥) الجمهرة ١ / ١١.

(٦) ديوان طرفة ١٣٠.

٥٦٠