عبد العزيز علي سفر
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨
ليست بسوداء من ميثاء مظلمة |
|
ولم تعذّب بإدناء من النار (١) |
ويقول «مالك الخناعي» :
ألم تر أنّا أهل سوداء جونة |
|
وأهل حجاب ذي حجاز وموقر (٢) |
ويقول «عمرو بن هميل» :
لدى سوداء عار معصماها |
|
سرعرعة لها نعم مصيت (٣) |
ومن الصفات التي فيها «لون السوداء» «سفعاء» مأخوذ من السفعة وهي سواد يضرب إلى الحمرة ، وقد ذكرها «الحارث بن وعلة» بقوله :
خذاريّة سفعاء لبّد ريشها |
|
من الطل يوم ذو أهاضيب ماطر (٤) |
وفيه «أهاضيب» حيث منعت من الصرف لصيغة منتهى الجموع.
ويقول «الأعلم» :
عنّت له سعفاء لكّت بالبضيع لها الخنائب (٥)
ومن الصفات الواردة «سمراء» ويقول «عنترة» :
وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة |
|
فبح لان منها بالذي أنت بائح (٦) |
ويقول «أبو مهدية» :
ويدير عينا للوقائع كأنها |
|
سمراء طاحت من نفيض برير (٧) |
__________________
(١) الجمهرة ٢ / ٩٠٧.
(٢) شرح الهذليين ١ / ٤٥٤.
(٣) شرح الهذليين ٢ / ٨٢١.
(٤) المفضليات ١٦٥.
(٥) شرح الهذليين ١ / ٣١٣.
(٦) ديوان عنترة ٤٢.
(٧) الأصمعيات ١٢٣.
ومن الصفات أيضا «بيضاء» وقد ذكرها «امرؤ القيس» بقوله :
مهفهفة بيضاء غير مفاضة |
|
ترائبها مصقولة كالسّجنجل (١) |
ويقول أيضا :
دخلت على بيضاء جمّ عظامها |
|
تعفّي بذيل الدرع إذ جئت مودقي (٢) |
ويقول «زهير بن أبي سلمى» :
أمك بيضاء من قضاعة في ال |
|
بيت الذي يستكن في طنبه (٣) |
وفيه شاهد آخر وهو «قضاعة» الممنوعة للعلمية والتأنيث.
ويقول «عنترة» :
أضرمها بيضاء تهتز كالغصن |
|
إذا ما انثنى بمر النسيم (٤) |
وأما «الأعشى» فيقول :
وبيضاء كالنّهي موضونة |
|
لها قونس مثل جيب البدن (٥) |
وورد هذا البيت «لعمرو بن معد يكرب» يقول فيه :
صبحتهم بيضاء يبرق بيضها |
|
إذا نظرت فيها العيون ازمهرّت (٦) |
ويقول «قيس بن الحطيم» :
صبحناكم بيضاء يبرق بيضها |
|
تبين خلاخيل النساء الهوارب (٧) |
__________________
(١) ديوان امرئ القيس ١٥ والجمهرة ١ / ١٤٣. وشرح القصائد السبع الطوال ٥٨.
(٢) ديوان امرئ القيس ١٧١.
(٣) ديوان زهير ٥٢.
(٤) ديوان عنترة ١٦١.
(٥) الجمهرة ١ / ١١.
(٦) الأصمعيات / ١٢٢.
(٧) الجمهرة ٢ / ٦٤١.
ويقول «المزرد الشيباني» :
وبيضاء فيها للمخالم صبوة |
|
ولهو لمن يرنو إلى اللهو شاغل (١) |
ويقول في بيت آخر :
موشحة بيضاء دان حبيكها |
|
لها حلق بعد الأنامل فاضل (٢) |
ومما ورد في المفضليات أيضا «قول سلامة بن جندل العبدي» :
وعندنا قينة بيضاء ناعمة |
|
مثل المهاة من الحور الخراعيب (٣) |
ويقول «ثعلبة بن عمرو العبدي» :
ببيضاء مثل النّهي ريح ومدّه |
|
شآبيب غيث يحفش الأكم صائف (٤) |
وأما الأبيات الواردة في «شرح أشعار الهذليين» فهي قول «أبي ذؤيب» :
وما ضرب بيضاء يأوي مليكها |
|
إلى طنف أعيا براق ونازل (٥) |
ويقول «أمية بن أبي عائذ» :
بيضاء صافية المدامع هولة |
|
للنّاظرين كدرّة الغوّاص (٦) |
ويقول «ساعدة بن حؤية» :
وما ضرب بيضاء يسعى دبوبها |
|
دفاق وعروان الكراث فضيمها (٧) |
__________________
(١) المفضليات ٩٤.
(٢) المفضليات ٩٨.
(٣) المفضليات ١٢٠.
(٤) المفضليات ٢٨٢.
(٥) شرح الهذليين ١ / ١٤٢.
(٦) شرح الهذليين ٢ / ٤٨٩.
(٧) شرح الهذليين ٣ / ١١٣٨.
وأما «خضراء» فقد ذكرت في البيتين التاليين ، وهما قول «الحارث بن حلّزة» :
ثم حجرا أعني ابن أم قطام |
|
وله فارسية خضراء (١) |
ويقول «مليح بن الحكم» :
صبحناهم والشمس خضراء غنية |
|
بذات اللظاحد السّنان المحرّق (٢) |
ومما ذكر قليلا من الصفات الدالة على الألوان «حمراء» وذلك في البيتين التاليين وهما «لامرئ القيس» إذ يقول :
مكللة حمراء ذات أسرّة |
|
لها حبك كأنها من وصائل (٣) |
ول «طرفة بن العبد» إذ يقول :
أنا إذا ما الغيم أمسى كأنه |
|
سماحيق ثوب وهي حمراء حرجف (٤) |
وأما «صفراء» فقد جاء ذكرها في الأبيات التالية :
يقول «النابغة الذبياني» :
صفراء كالسّيراء أكمل خلقها |
|
كالغصن في غلوائه المتأود (٥) |
ويقول «عنترة» :
بزجاجة صفراء ذات أسرّة |
|
قرنت بأزهر في الشمال مقدم (٦) |
__________________
(١) شرح القصائد السبع الطوال ٤٩٦.
(٢) شرح الهذليين ٣ / ١٠٠٤.
(٣) ديوان امرئ القيس ٩٦.
(٤) ديوان طرفة ١٢٦.
(٥) ديوان النابغة ٣٩.
(٦) ديوان عنترة ١٤٩ ، والجمهرة ٢ / ٤٥٢.
كحلاء في دعج صفراء في برج |
|
كأنها فضة قد شابها ذهب (١) |
ففي البيت بجانب «صفراء» فهناك «كحلاء» أيضا وهي تعني سوداء العين.
ويقول «الشماخ» :
مطلا بزرق ما يداوى رميها |
|
وصفراء من نبع عليها الجلائز (٢) |
وجاء في «المفضليات» الأبيات التالية شواهد على «صفراء» وهي قول «المرار بن منقذ» :
عبق العنبر المسك بها |
|
فهي صفراء كعرجون العمر (٣) |
وقال «المزرد الذبياني» :
لنعت صباحي طويل شقاؤه |
|
له رقميّات وصفراء ذابل (٤) |
وقول «ثعلبة بن عمرو العبدي» :
وصفراء من نبع سلاح أعدّها |
|
وأبيض وقصّال الضريبة جائف (٥) |
وأما الأبيات الواردة في «شرح الهذليين» فهى قول «صخر الغي» :
وسمحة من قسي زارة صف |
|
راء هتوف عدادها غرد (٦) |
ويقول «ربيعة بن الكودن» :
وصفراء تلتذّ اليدان بشارها |
|
بغيّ رجال حاصن لم تذوّق (٧) |
__________________
(١) الجمهرة ٢ / ٩٣٦.
(٢) الجمهرة ٢ / ٨٣١.
(٣) المفضليات ٩٢.
(٤) المفضليات ١٠١.
(٥) المفضليات ٢٨٢.
(٦) شرح الهذليين ١ / ٢٥٨.
(٧) شرح الهذليين ٢ / ٦٥٧.
ويقول «خالد بن زهير» :
صبرت له نفسي بصفراء سمحة |
|
ولا غوث إلا أسهمي وقضيبي (١) |
ومن هذه الصفات «الصهباء» وهي التي تقرب إلى البياض لعتقها.
وقد أوردها «النابغة الذبياني» بقوله :
فصبّحهم بها صهباء صرفا |
|
كأن رؤوسهم بيض النعام (٢) |
ويقول «عنترة» :
لقينا يوم صهباء سريّه |
|
حناظلة لهم في الحرب نيّه (٣) |
وفيه صرف عنترة كلمة «صهباء» :
ويقول «المرقش الأصغر» :
وما قهوة صهباء كالمسك ريحها |
|
تعلّى على الناجود طورا وتقدح (٤) |
ويقصد بالصهباء هنا : الشعراء أو الحمراء.
ومن الشعراء الجاهليين الذين ذكروها في شعرهم «لبيد» حيث يقول ضمن شعر من معلقته.
فلها هباب من الزمام كأنها |
|
صهباء راح مع الجنوب جسامها (٥) |
ويقصد بصهباء هنا : السحابة التي لم يكن فيها ماء هاهنا.
ويقول «الأخطل» :
صهباء قد كلفت من طول ما خبئت |
|
في مخدع بين جنّات وأنهار (٦) |
__________________
(١) الهذليين ٢ / ٨٣٩.
(٢) ديوان النابغة ١١٤.
(٣) ديوان عنترة ١٨٩.
(٤) المفضليات ٢٤٢.
(٥) الجمهرة ١ / ٣٠٠.
(٦) الجمهرة ٢ / ٩٠٧.
وأما ما ورد في «المفضليات» من أبيات فهي ، قول «ربيعة بن مقروم الضبي» :
سخامية صهباء صرفا ، وتارة |
|
تعاور أيديهم شواء مضهّبا (١) |
ويقول «علقمة بن عبدة» :
قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنم |
|
والقوم تصرعهم صهباء خرطوم (٢) |
ويقول «الأسود بن يعفر» :
حتى تناولها صهباء صافية |
|
يرشو التّجار عليها والتراجيما (٣) |
ومما ورد في «صهباء» قول عوف بن عطية :
سلافة صهباء ماذيّة |
|
يفضّ المسابئ عنها الجرارا (٤) |
وقال «أبو ذؤيب» :
فجاء بها سلافا ليس فهيا |
|
قذى صهباء تسبق كلّ ريق (٥) |
ويقول «أبو صخر الهذلي» :
كأن معتقة في الدّانّ مغلقة |
|
صهباء مصعقة رانئ رذم (٦) |
٤ ـ صفات الحيوانات :
وقد جاء في أشعار العرب مجموعة كبيرة من الصفات التي على وزن «فعلاء» ومختومة بألف التأنيث الممدودة وهي تدل على صفات الحيوانات
__________________
(١) المفضليات ٣٣٦ ، والأصمعيات ٢٢٥.
(٢) المفضليات ٤٠٢.
(٣) المفضليات ٤١٨.
(٤) المفضليات ٤١٣.
(٥) الهذليين ١ / ١٨١.
(٦) الهذليين ٩٦٩.
وذلك من مثل «أدماء» وهي الناقة البيضاء ، وقد أوردها «امرؤ القيس» بقوله :
بأدماء خرجوج كأن قتودها |
|
على أبلق الكشحين ليس بمغرب (١) |
ويقول زهير في «أدماء» :
فأماما فويق العقد منها |
|
فمن أدماء مرتعها الخلاء (٢) |
ويقول «الأعشى» :
ظبية من ظباء وجرة أدما |
|
ء تسفّ الكباث تحت الهدال (٣) |
وفيه بجانب أدماء كلمة وجرة التي سبق ذكرها في العلمية والتأنيث.
ويقول في بيت آخر :
وعسير أدماء حادرة العي |
|
ن خنوف عيرانة شملال (٤) |
ويقول «أبو قيس بن الأسلت» :
فتلك أفعالي وقد أقطع ال |
|
خرق على أدماء هلواع (٥) |
وهو يصف ناقته السريعة.
ويقول «ضابئ بن الحارث» :
بأدماء حرجوج كأن بدّفّها |
|
تهاويل هرّ أو تهاويل أخيلا (٦) |
ويقول «عمرو بن الأهتم» :
بأدماء مرباع النتاج كأنها |
|
إذا عرضت دون العشار فنيق (٧) |
__________________
(١) ديوان امرئ القيس ٤٥.
(٢) ديوان زهير ٦٢.
(٣) الجمهرة ١ / ٢٤٧.
(٤) الجمهرة ١ / ٢٥٠.
(٥) الجمهرة ٢ / ٦٥٧.
(٦) الأصمعيات ١٨١.
(٧) المفضليات ١٢٦.
ويقول «ربيعة بن مقروم» :
فعدّيت أدماء عيرانة |
|
عذافرة لا تملّ الرّسيما (١) |
وأما «بشر بن عمرو» فيقول :
أدماء مفكهة وفحلا بازلا |
|
أو قارحا مثل الهراوة سرحبا (٢) |
ويقول «أبو قيس بن الأسلت الأنصاري» :
وأقطع الخرق يخاف الردى |
|
فيه على أدماء هلواع (٣) |
ويقول «أبو ذؤيب» :
وسود ماء المرد فاها فلونه |
|
كلون النؤور فهي أدماء سارها (٤) |
وأما «صخر الغي» فيقول :
فخاتت غزالا جاثما بصرت به |
|
لدى سلمات عند أدماء سارب (٥) |
ويريد بأدماء هنا : ظبية.
ومن الصفات الواردة في الحيوانات «صكاء» وأصلها صفة للنعامة لتقارب ركبتيها يصك بعضها بعضا فشبه بها «المسيب بن علس» ناقة وذلك حين يقول :
صكاء ذعلبة إذا استدبرتها |
|
خرج إذا استقبلتها هلواع (٦) |
ومنها «الشقاء» أي الطويلة مذكرها أشق ، وقد ذكرها «الحصين بن الحمام المري» بقوله :
__________________
(١) المفضليات ١٨١.
(٢) المفضليات ٢٧٧.
(٣) المفضليات ٢٨٦.
(٤) الهذليين ١ / ٧٣.
(٥) الهذليين ١ / ٢٥١.
(٦) المفضليات ٦١.
وأجرد كالسّرحان يضربه الندى |
|
ومحبوكة كالسّيد شقاء صلدما (١) |
ومنها «ورقاء» أي الحمامة. ويقول «المرار بن منقذ» :
ما أنا الدهر بناس ذكرها |
|
ما غدت ورقاء تدعو ساق حر (٢) |
وورد في الشقاء أيضا قول «جابر بن حنى التغلبي» :
لينتزعن أرماحنا فأزاله |
|
أو حنش عن ظهر شقّاء صلدم (٣) |
ووردت كلمة «قرعاء» وهي النعام كلها قرع ، وذلك في البيت التالي وهو لـ «بشامة بن الغدير» :
بزفيف نقنقة مصلحة |
|
قرعاء بين نقانق فرع (٤) |
ومن الصفات «عوجاء» وتعني الناقة الضامرة.
قال النابغة الذبياني :
فلابد من عوجاء تهوي براكب |
|
إلى ابن الجلاح سيرها الليل قاصد (٥) |
ويقول «طرفة بن العبد» :
وإني لأمضي الهم عند احتضاره |
|
بعوجاء مرفال تروح وتغتدي (٦) |
ومن الكلمات الدالة على أوصاف في الحيوانات والتي هي مختومة بألف التأنيث الممدودة كلمة «دعماء» وتعني ناقة ، وإنما جعلها دهماء لأن الدهم أقوى الإبل.
يقول «علقمة بن عبدة» :
__________________
(١) المفضليات ٦٦.
(٢) المفضليات ٩٣.
(٣) المفضليات ٢١٢.
(٤) المفضليات ٤٠٧.
(٥) ديوان النابغة ٤٥.
(٦) ديوان طرفة ١٠.
فالعين مني كأن غرب تحطّ به |
|
دهماء حاركها بالقتب محزوم (١) |
ويقول «أبو ذؤيب» :
يا بيت دهماء الذي أتجنب |
|
ذهب الشباب وحبّها لا يذهب (٢) |
ومما جاء في «شرح أشعار الهذليين» قول «صخر الغي» :
إني بدهماء عزما أجد |
|
عاودني من حبابها الزّؤد (٣) |
ومنها أيضا «عرفاء» والعرفاء هي المشرفة موضع العرف من الفرس قال المرقش الأكبر :
عرفاء كالفحل جمالية |
|
ذات هباب لا تشكّى السأم (٤) |
ويقول «متمم بن نويرة» :
يا لهف من عرفاء ذات قليلة |
|
جاءت إلى على ثلاث تخمع (٥) |
ومنها «صبحاء» وهي اللبؤة ، وقد أوردها «أمية بن أبي عائذ» بقوله :
ينفرن من وقع السياط كأنما |
|
ينفرن من صبحاء ذات حصاص (٦) |
أوردها كذلك «قيس بن العيرازة» بقوله :
ألفيته يحمي المضاف كأنه |
|
صبحاء تحمي شبلها وتحيد (٧) |
ومن الصفات التى تستخدم أيضا في بيان أوصاف الحيوانات كلمة «خنساء» وتعني البقرة الوحشية كما في قول «زهير بن أبي سلمى» :
كخنساء سفعاء الملاطم حرّة |
|
مسافرة مزءودة أمّ فرقد (٨) |
__________________
(١) المفضليات ٣٩٨.
(٢) الهذليين ١ / ٢٠٥.
(٣) الهذليين ١ / ٢٥٤.
(٤) المفضليات ٢٢٩.
(٥) المفضليات ٥٢.
(٦) الهذليين ٢ / ٤٩٢.
(٧) المفضليات ٢ / ٥٩٩.
(٨) ديوان زهير ٢٢٥.
ويقول «النابغة الذبياني» :
بها كلّ ذيال وخنساء ترعوى |
|
إلى كل رجّاف من الرمل فارد (١) |
وذكره أيضا «لبيد» في معلقته بمعنى قصيرة الأنف وذلك في قوله :
خنساء ضيعت الفرير فلم يرم |
|
عرض الشقائق طوفها وبغامها (٢) |
وأما «طرفة بن العبد» فيقول :
كأنها من وحش أنبطه |
|
خنساء يخنو خلفها جوذر (٣) |
ويقول «مالك بن الريب» :
يا ابن خنساء شقّ نفسي يا لج |
|
لاج خلّيتني لأمر شديد (٤) |
ومنها أيضا «وجناء» وهي الناقة الغليظة الضخمة الوجنات.
وقد أوردها «زهير بن أبي سلمى» بقوله :
فلما رأيت أنها لا تجيبني |
|
نهضت إلى وجناء كالفحل جلعد (٥) |
ويقول «طرفة بن العبد» :
جمالية وجناء حرف تخالها |
|
بأنساعها والرحل صرحا ممرّدا (٦) |
وجاء «لطرفة» هذا البيت في «الجمهرة» إذ يقول :
جمالية وجناء تروى كأنها |
|
سفنجّة تبري لأزعر أربد (٧) |
ويقول «سلامة بن جندل» :
وشد كور على وجناء ناجية |
|
وشد حرج على جرداء سرحوب (٨) |
__________________
(١) ديوان النابغة ٤٣.
(٢) الجمهرة ١ / ٣٠٨.
(٣) ديوان طرفة ١٥٤.
(٤) الجمهرة ٧٣٣.
(٥) ديوان زهير ٢٢٠.
(٦) الجمهرة ١ / ١٥.
(٧) الجمهرة ١ / ٣٨١.
(٨) المفضليات ١٢٤.
وفيه أيضا كلمة «جرداء» حيث منعت للعلة ذاتها وهي ألف التأنيث الممدودة :
ويقول «ثعلبة بن صعير» :
وجناء مجفرة الضلوع رجيلة |
|
ولقى الهواجر ذات خلق حادر (١) |
ويقول «مرة بن همام» :
طال الثواء فقر بالي بازلا |
|
وجناء تقطع بالردافي السبسبا (٢) |
وورد هذا البيت في كتاب «شرح الهذليين» وهو «لأبي الحنان» :
فكم من جسرة وجناء حرف |
|
مؤللة نعوب في الزمام (٣) |
ومما ورد أيضا من هذه الصفات كلمة «خرقاء» حيث أوردها «ذو الرمة» بقوله :
أعن لو سمت من خرقاء منزلة |
|
ماء الصبابة من عينيك مهجوم (٤) |
ويقول «عوف بن عطية» :
فلقد زجرت القدم إذ هبّت صبا |
|
خرقاء تقذف بالخطار المسند (٥) |
أما «علقمة بن عبدة» فيقول :
صعل كأن جناحيه وجؤجؤه |
|
بيت أطافت خرقاء مهجوم (٦) |
ومن الصفات أيضا «فتخاء» وهي العقاب اللينة الجناح. ذكرها «عنترة» بقوله :
__________________
(١) المفضليات ١٢٩.
(٢) المفضليات ٣٠٣.
(٣) الهذليين ٢ / ٨٩٨.
(٤) الجمهرة ١ / ١١٣.
(٥) الأصمعيات ١٧٠.
(٦) المفضليات ٤٠٠.
وكل سبوح في الغبار كأنها |
|
إذا اغتسلت بالماء فتخاء كاسر (١) |
وورد أيضا قول «سلمة بن الخرشب الأنماري» :
خدارية فتخاء ألثق ريشها |
|
سحابة يوم ذي أهاضيب فاطر (٢) |
وفيه أيضا «أهاضيب» الممنوعة من الصرف لصيغة منتهى الجموع.
وهناك صفات جاءت قليلة وسنبدأ بذكر بيت ورد في «الجمهرة» وهو قول «أبي ذؤيب» إذ يقول فيه :
تعدو به خوصاء يفصم جريها |
|
حلق الرّحالة فهي رخو تمزع (٣) |
والخوصاء : هي الفرس التي تنظر بمؤخر عينيها نشاطا.
ومما جاء في «خوصاء» قول «سلمة بن الخرشب» :
فلم تنج إلا كلّ خوصاء تدعى |
|
بذي شرفات كالفنيق المخاطر (٤) |
ويقول «سبيع بن الخطيم التيمي» :
ترمي أمام الناظرتين بمقلة |
|
خوصاء يرفعها أشمّ منيف (٥) |
وفيه أيضا «أشم» :
ومنها «كدراء» وهي ما في لونها كدرة وهي الغبرة ومعظم القطاكدر.
قال الحكم الخضري :
فجاءت مع الإشراق كدراء رادة |
|
فحامت قليلا في معان ومشرب (٦) |
__________________
(١) ديوان عنترة ٧٩.
(٢) المفضليات ٣٧.
(٣) الجمهرة ٢ / ٦٨٣.
(٤) المفضليات ٤٢٧.
(٥) الهذليين ١ / ٣٣.
(٦) الأصمعيات ٣٣.
ويقول «ضابئ بن الحارث» :
تدافع في ثني الجديل وتنتحي |
|
إذا ما غدت دفواء في المشي عيهلا (١) |
وفيه دفواء ، والدفواء هي الناقة التي تمشي في جانبها ، وهي أسرع لها. ومنها «عبساء» التي أوردها «أبو ذؤيب» في قوله :
لعمرك ما عبساء تنسأ شادنا |
|
يعنّ لها بالجزع من نخب النجل (٢) |
ويريد بعيساء ظبية بيضاء.
وهناك صفات أخرى من مثل «عراء : أي التي لا سنام لها ، وصلباء التي لا أذنين لها ، وريداء : نعامة سوداء إلى الغبرة» وذلك فى الأبيات التالية وهي كلها من مصدر واحد وهو كتاب «شرح أشعار الهذليين».
يقول «أبو ذؤيب» :
وكانوا السنام اجتبّ أمس فقومهم |
|
كعرّاء بعد النّيّ راث ربيعها (٣) |
ويقول «أبو العيال» :
فاجتثت الأذنان منها فانتهت |
|
صلباء ليست من ذوات قرون (٤) |
ويقول «أبو خراش» :
فوالله ما ربداء أو علج عانة |
|
أقبّ وما إن تيس ربل مصمم (٥) |
ومما جاء من هذه الصفات القليلة الورود كلمة «رغاء» رغاء الخيل والإبل ، وذلك ضمن بيت «للحارث بن حلزة» يقول فيه :
من مناد ومن مجيب ومن تص |
|
هال خيل خلال ذاك رغاء (٦) |
__________________
(١) الأصمعيات ١٨١.
(٢) الهذليين ١ / ٨٩.
(٣) الهذليين ١ / ٢٢٥.
(٤) الهذليين ١ / ٤٢٢.
(٥) الهذليين ٣ / ١٢١٨.
(٦) القصائد السبع ٤٥٣.
وذكر «عنترة» كلمة «قبلاء» حيث يقول :
سلس العنان إلى القتال مفيته |
|
قبلاء شاخصة كعين الأحول (١) |
ومما ورد كثيرا من هذه الصفات «جرداء» أي القصيرة الشعر ، يقول «زهير بن أبي سلمى» :
وقد أراني أمام الحي تحملني |
|
جرداء لا فحج فيها ولا صكك (٢) |
ويقول «لبيد» في معلقته :
أسهلت وانتصبت كجذع منيفة |
|
جرداء يحصر دونها جرّامها (٣) |
وتقول «الخرنق» أخت طرفة بن العبد :
ألا سيّان عمرو مشيحا |
|
على جرداء مسحلها علوكا (٤) |
وقول «الفرزدق» :
كان الهديل يقود كلّ طمرّة |
|
جرداء مقرّبة وكلّ حصان (٥) |
وجاء في «الأصمعيات» الأبيات التالية شواهد على «جرداء» وهي قول «سلامة بن جندل» :
لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم |
|
ولم ينج إلا كلّ جرداء خفيق (٦) |
وقول «المفضل البكري» :
يهزهز صعدة جرداء فيها |
|
سنان الموت أو قرن محيق (٧) |
وقول «زبان بن سيار» :
__________________
(١) ديوان عنترة ١٢٣.
(٢) ديوان زهير ١٦٩.
(٣) الجمهرة ١ / ٣٢٣.
(٤) الجمهرة ١ / ١٠٠.
(٥) الجمهرة ١ / ١٠٩.
(٦) الأصمعيات ١٣٥.
(٧) الأصمعيات ٢٠١.
وإذا فزعت غدت ببزّي نهدة |
|
جرداء مشرفة القذال دؤول (١) |
وقول «سبيع الخطيم» :
ولقد شهدت الخيل تحمل شكّتي |
|
جرداء مشرفة السّراة سلوف (٢) |
وقال الجميح :
أما إذا حردت حردي فمجرية |
|
جرداء تمنع غيلا غير مقروب (٣) |
ويقول «الجميح» أيضا :
جرداء كالصّعدة المقامة لا |
|
قرّ زوى متنها ولا حرم (٤) |
ويقول «المزرد الشيباني» :
وسلهبة جرداء باق مريسها |
|
موثّقة مثل الهراوة حائل (٥) |
ويقول «سلامة بن جندل» :
وشدّ كور على وجناء ناجية |
|
وشدّ سرج على جرداء سرحوب (٦) |
وفيه ذكر وجناء التي منعت لنفس العلة :
وجاء هذان البيتان في «شرح أشعار الهذليين» وهما «لأبي ذؤيب» :
ومدّعس فيه الأنيض اختفيته |
|
بجرداء ينتاب الثّميل حمارها (٧) |
__________________
(١) الأصمعيات ٢١٠.
(٢) الأصمعيات ٢٣٢.
(٣) المفضليات ٣٥.
(٤) المفضليات ٤٢.
(٥) المفضليات ٩٧.
(٦) المفضليات ١٢٤.
(٧) الهذليين ١ / ٨٥.
وبيت آخر «لأبي صخر الهذلي» :
شيت بموهبة من رأس مرقبة |
|
جرداء مهيسة في حالق شمم (١) |
وعكس «جرداء» «قوداء» وهي الطويلة الشعر ، وقد ذكرها «كعب بن زهير» بقوله :
حرف أخوها أبوها من مهجّنة |
|
وعمّها خالها قوداء شمليل (٢) |
ويقول «عبيد بن الأبرص» :
تحتي مسوّمة قوداء عجلزة |
|
كالسهم أرسله من كفّه الغالي (٣) |
ومما ورد فيها قول «أبي ذؤيب» :
تدلّى عليها بين سبّ وخيطه |
|
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها (٤) |
ومنها «عوجاء» أي التي تركب رأسها يقول «أبو ذؤيب» أيضا :
فنكرنه فنفرن وامترست به |
|
عوجاء هادية وهاد جرشع (٥) |
وجاء في «الجمهرة» للشمّاخ بن ضرار :
وعوجاء مجذام وأمر صريمة |
|
تركت بها الشكّ الذي هو عاجز (٦) |
ويقول «قيس بن العيزارة» :
وحبسن في هزم الضريع فكلّها |
|
حدباء بادية الضلوع جدود (٧) |
ويقول «كعب بن زهير» :
كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته |
|
يوما على آلة حدباء محمول (٨) |
__________________
(١) الهذليين ٢ / ٩٦٩.
(٢) الجمهرة ٢ / ٧٩٢.
(٣) الجمهرة ١ / ١٦.
(٤) الهذليين ١ / ٥٣.
(٥) الهذليين ١ / ٢٢ والجمهرة ٢ / ٦٧٦.
(٦) الجمهرة ٢ / ٨٢٧.
(٧) الهذليين ٢ / ٥٩٨.
(٨) الجمهرة ٢ / ٧٩٦.
ويقول «الحصين بن الحمام المري» :
لأقسمت لا تنفكّ مني محارب |
|
على آلة حدباء حتى تندّما (١) |
ويقول «الطرماح بن حكيم» :
فهي قوداء نفجت عضداها |
|
عن زحاليف صفصف ذي دحاض (٢) |
ويقول «ربيعة بن مقروم» :
يقلّب سمحجا قوداء طارت |
|
نسيلتها بها بنق لماع (٣) |
ويقول «المثقب العبدي» :
غدت قوداء منشقا نساها |
|
تجاسر بالنّخاع وبالوتين (٤) |
٥ ـ صفات المرأة وما في حكمها :
وذلك من مثل «حسناء» حيث يقول «أبو دؤاد» :
في نظام ما كنت فيه فلا يح |
|
زنك شيء لكل حسناء ذام (٥) |
ويقول «أبو ذؤيب» :
كأنها كاعب حسناء زخرفها |
|
حلي وأترفها طعم وإصلاح (٦) |
ومنها «غيداء» حيث يقول «أبو صخر الهذلي» :
ريا المعاصم مملوء مخلخلها |
|
غيداء هيلكة من بدّن غيد (٧) |
__________________
(١) المفضليات ٦٧.
(٢) الجمهرة ٢ / ١٠٠١.
(٣) المفضليات ١٨٨.
(٤) المفضليات ٢٩١.
(٥) الأصمعيات ١٨٦.
(٦) الهذليين ١ / ١٦٦.
(٧) الهذليين ٢ / ٩٢٥.
ويقول «حسان بن ثابت» :
لحلّيتهم طوق الحمامة إذا أتوا |
|
بزباء قد طمّت مياه المناقب (١) |
ويعني بزباء : داهية.
ويقول «أبو قلابة» :
وشريجة جشّاء ذات أزامل |
|
يخظي الشّمال بها ممرّ أملس (٢) |
ويعني بجشاء : التي في صوتها بحة.
ومنها «فقماء» أي التي في فمها عوج أي قبيحة المنظر. يقول «أبو جندب» :
وكنت إذ قوم بغوني أتيتهم |
|
بمسقطة الأحبال فقماء قنطر (٣) |
وورد البيت التالي «لسارية بن زنيم» حيث يقول :
فإنا يوم أغرار فعلنا |
|
بكم فقماء واضحة المثول (٤) |
ومن الصفات أيضا «جدّاء» أي التي لا لبن بها. يقول «بدر بن عامر» :
ومنحتني جدّاء حين منحتني |
|
شحصا بمالئة الحلاب لبون (٥) |
ويقول «أبو ذؤيب» :
هذا ومرقبة عيطاء قلّتها |
|
شمّاء ضاحية للشمس قرواح (٦) |
وعيطاء : أي طويلة العنق.
__________________
(١) الهذليين ٢ / ٧٨١.
(٢) الهذليين ٢ / ٧١٦.
(٣) الهذليين ١ / ٣٥٩.
(٤) الهذليين ٢ / ٧٣٣.
(٥) الهذليين ١ / ٤١٣.
(٦) الهذليين ١ / ١٦٩.