الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

عبد العزيز علي سفر

الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

المؤلف:

عبد العزيز علي سفر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨

وقد عجبت أمامة أن رأتني

تفرّع لّمتي شيب فظيع (١)

كما ذكرها طرفة بن العبد حين قال :

دعي دعوة إذ تنكت النبل صدره

أمامة واستعدى هناك مباشرا (٢)

وقد وردت ثلاث مرات في «المفضليات فقد جاءت عند الشاعر (منقذ بن الطماح أحد فرسان الجاهلية يوم جبلة وبه قتل ، وكان من فرسان بني أسد المعدودين) بقوله :

أمست أمامة صمتا ما تكلّمنا

مجنونة أم أحسّت أهل خرّوب (٣)

وجاءت أيضا عند الشاعر (بشارة بن عمرو ، وهو خال زهير بن أبي سلمى ولد مقعدا ولا ولد له) حيث يقول :

هجرت أمامة هجرا طويلا

وحمّلك النّأي عبئا ثقيلا (٤)

كما ذكرها «معاوية بن مالك» في شعره إذ يقول :

طرقت أمامة والمزار بعيد

وهنا وأصحاب الرّمال هجود (٥)

وقد ذكر هذا البيت للشاعر نفسه في الأصمعيات (٦).

بينما ورد ذكرها مرتين في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» مرة لعروة بن مرة بقوله :

__________________

(١) الأصمعيات ١٧٤.

(٢) ديوان طرفة ١٣٦.

(٣) المفضليات ٣٤.

(٤) المفضليات ٥٥.

(٥) المفضليات ٣٥٥.

(٦) الأصمعيات ٢١٢.

١٦١

وقال أبو أمامة يا لبكر

فقلت ومرخة دعوى كبير (١)

ويجوز أن يكون المسمى بأمامة مذكرا في هذا البيت إذ اعتاد العرب على الكنية بالأبناء.

كما جاء ذكرها في الكتاب نفسه كذلك لشاعر يسمى (الجموح أخو بني ظفر وأبو يسر) إذ يقول :

قالت أمامة لما جئت آئبها

هلّا رميت بباقي الأسهم السّود (٢)

ومن هذه الأعلام المؤنثة لفظا ومعنى «مارية» التي ذكرها «الحارث بن حلّزة» بقوله :

وإلى ابن مارية الجواد وهل

شروى أبي حسّان في الأنس (٣)

مارية : أم قيس ممدوحة ، مارية بنت سيار.

وفي البيت شاهد آخر على المنع من الصرف وهو «حسان» للعلمية وزيادة الألف والنون كما أوردها «حسان بن ثابت» بقوله :

أبناء جفنة حول قبر أبيهم

عمرو بن مارية الكريم المفضل (٤)

وفيه شاهد هو «جفنة» منع من الصرف للعلة نفسها وهي العلمية والتأنيث ، وهناك كلمة «خولة» التي ذكرها طرفة بن العبد في شعره مرات قليلة إذ يقول :

__________________

(١) شرح الهذليين ٢ / ٦٦٤.

(٢) شرح الهذليين ٢ / ٨٧١.

(٣) المفضليات ١٣٣.

(٤) جمهرة أشعار العرب ١ / ٨٠.

١٦٢

لخولة أطلال ببرقة ثهمد

تلوح كباقي الوشمة في ظاهر اليد (١)

وقد ذكر هذا البيت لطرفة أيضا في الجمهرة (٢).

ويقول أيضا :

إذا قلت هل يسلو اللبانة عاشق

تمرّ شئون الحب من خولة الأول (٣)

ولم يذكرها غيره من شعراء الجاهلية المعروفين فيما وقفت عليه من شعرهم.

كما ورد ذكر هذه الكلمة في «المفضليات ثلاث مرات ولثلاثة شعراء إذ يقول «المرار بن منقذ» :

عجب خولة إذ تنكرني

أم رأت خولة شيخا قد كبر (٤)

وأوردها كذلك «عبدة بن الطبيب» بقوله :

هل حبل خولة بعد الهجر موصول

أم أنت عنها بعيد الدّار مشغول (٥)

ويقول آخر وهو «عوف بن الأحوص» :

لخولة إذ هم مغنى ، وأهلي

وأهلك ساكنون معا رثاء (٦)

ونظير «خولة» في ورودها «خويلة» وهو تصغير لخولة فقد ذكرت

__________________

(١) ديوان طرفة : شرح الأعلم الشنتمري ص ٥.

(٢) الجمهرة ١ / ٣٧٥.

(٣) ديوان طرفة ٨٧ وانظر من ديوانه ٨٥.

(٤) المفضليات ٨٢.

(٥) المفضليات ١٣٥.

(٦) المفضليات ١٧٣.

١٦٣

مرتين في المفضليات إذ أوردها «عبدة بن الطبيب» وهو نفس الشاعر الذي استشهدنا بشعره في ذكر «خولة» فهو يقول :

حلّت خويلة في دار مجاورة

أهل المدائن فيها الدّيك والفيل (١)

ووردت أيضا في بيت للمرقش الأكبر إذ يقول :

سفها تذكّره خويلة بعد ما

حالت قرى نجران دن لقائها (٢)

وفيه شاهد آخر على المنع من الصرف وهو «نجران» للعلمية وزيادة الألف والنون.

منها كلمة «أميمة» التي وردت عند جمع من شعراء الجاهلية لامرئ القيس إذ يقول :

أدامت على ما بيننا من مودّة

أميمة أم صارت لقول المخبّب (٣)

وكزهير بن أبي سلمى في قوله :

شطت أميمة بعد ما صقبت

ونأت وما فني الجناب فيذهب (٤)

وكالشنفرى الأزدي (شاعر جاهلي من بني الحرث بن ربيعة وهو ابن أخت تأبط شرّا) فهو يقول :

فواكبدا على أميمة بعد ما

طمعت ، فهبها نعمة العيش زلّت (٥)

__________________

(١) المفضليات ١٣٥.

(٢) المفضليات ٢٣٤.

(٣) ديوان امرئ القيس ٤٢.

(٤) ديوان زهير ٣٦٩.

(٥) المفضليات ١٠٨.

١٦٤

وممن ذكر هذا الاسم في شعره «أبو ذؤيب» واسمه خويلد بن خالد ابن محرث وهلك أبو ذؤيب في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ يقول :

قالت أميمة ما لجسمك شاحبا

منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع (١)

وقد جاء ذكر هذا البيت وللشاعر نفسه بالإضافة لهذا المصدر في مصدرين آخرين هما «شرح أشعار الهذليين» (٢) ، و «المفضليات» (٣) ، دون أي تغيير ، ومن المصادر التي وردت فيها هذه الكلمة «شرح أشعار الشعراء الهذليين» فبالإضافة لبيت أبي ذؤيب ، فقد ذكرت أربع مرات أخرى ولشعراء مختلفين من مثل «أبي المثلم الخناعي» إذ يقول :

عذير أميمة بالمرفض

كذي همّة النفس لا تنقضي (٤)

ومثل «معذل بن خويلد» إذ يقول :

لعمر أبي أميمة لا أوالي

خزاعة مثل ما والى حبيب (٥)

ووردت أيضا عند «الفهري» بقوله :

أبلغ أميمة والخطوب كثيرة

أمّ الوليد فإنّني لم أقتل (٦)

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٦٦٦.

(٢) الهذليين ١ / ٥.

(٣) المفضليات ٤٢١.

(٤) شرح الهذليين ١ / ٣٠٥.

(٥) شرح الهذليين ١ / ٣٩٩.

(٦) شرح الهذليين ٢ / ٨٠٩.

١٦٥

وقال «أبو خراش» :

لعمري لقد راعت أميمة طلعتي

وإنّ ثوائي عند ما لقليل (١)

ومن الأعلام المؤنثة «مية» التي ذكرها «النابغة الذبياني» مرتين إذ يقول :

يا دار ميّة بالعلياء فالسند

أقوت وطال عليها سالف الأبد (٢)

وقال أيضا :

أمن آل ميّة رائح أو مغتد

عجلان ذا زاد وغير مزوّد (٣)

وورد البيت نفسه في «الجمهرة» (٤).

كما ذكرها ذو الرمة بقوله :

وقفت على ربع لميّة ناقتي

فما زلت أبكي عنده وأخاطبه (٥)

وقال أيضا في موضع آخر :

دار لميّة إذ ميّ تساعفنا

ولا يرى مثلها عجم ولا عرب (٦)

كما ورد في «الجمهرة» لشاعر آخر وهو «المتلمس» (واسمه جرير بن عبد العزى ويتصل نسبه بمعد بن عدنان) إذ يقول :

__________________

(١) شرح الهذليين ٣ / ١١٨٩.

(٢) ديوان النابغة الذبياني ٣٠.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ٣٨.

(٤) الجمهرة ١ / ٧٨.

(٥) الجمهرة ١ / ١٢٥.

(٦) المصدر السابق ٢ / ٩٣٥.

١٦٦

كم دون ميّة من مستعمل قذف

ومن فلاة بها تستودع العيس (١)

ومما ذكر قليلا كلمة «خليدة» حيث وردت مرة في «الجمهرة» لعبيد الراعي (واسمه عبيد حصين بن جندل بن قطن بن ربيعة ، ويتصل نسبه بنزار بن معد بن عدنان). إذ يقول :

قالت خليدة : ما عراك؟ ولم نكن

أبدا إذا عرت الشئون سئولا (٢)

كما وردت مرة في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» على لسان «خصيب الصخري» حين يقول :

قالت خليدة لما جئت زائرها

هذا خصيب صحيح الجلد لم يصب (٣)

ومن الأعلام المؤنثة المختومة بتاء التأنيث «سمية» التي ذكرت مرتين في «المفضليات» حيث جاءت ضمن بيت شعر «للحادرة» واسمه قطبة بن محصن بن جرول وهو شاعر جاهلي مقل من غطفان. يقول هذا الشاعر :

بكرت سميّة بكرة فتمتّع

وغدت غدوّ مفارق لم يربع (٤)

وجاء أيضا قول «معاوية بن مالك» :

قالت سميّة : قد غويت بأن رأت

حقّا تناوب ما لنا ووفود (٥)

وقد ذكر صاحب «الأصمعيات» البيت نفسه للشاعر نفسه (٦).

__________________

(١) المصدر السابق ٢ / ٥٥٣.

(٢) الجمهرة ٢ / ٩١٣.

(٣) الهذليين ١ / ٣٣٩.

(٤) المفضليات ٤٣.

(٥) المفضليات ٣٥٦.

(٦) الأصمعيات ٢١٢.

١٦٧

كما وردت أيضا كلمة «فطيمة» في «المفضليات» إذ يقول «المرقش الأصغر» :

وإنّي لأستحيي فطيمة جائعا

خميصا وأستحيي فطيمة طاعما (١)

وجاءت كذلك في «الأصمعيات» إذ يقول «عوف بن عطية» :

سخرت فطيمة أن رأتني عاريا

جزري إذا لم يخفه ما أرتدي (٢)

كما ذكرت مرتين في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» إذ يقول «أبو ذؤيب» :

أللحين قامت هاهنا أم تعرّضت

فطيمة أم كيما يبرّ اعتذارها (٣)

ويقول «أبو العيال» :

بخلت فطيمة بالذي توليني

إلا الكلام وقلّما يجديني (٤)

وهناك مجموعة من الأعلام المؤنثة المختومة بتاء التأنيث التي وردت قليلا عند الشعراء ، بل لا يكاد يتعدى ذكرها مرة واحدة وذلك من مثل (ظلامة ـ عاتكة ـ حليمة) التي وردت عند النابغة الذبياني في الأبيات التالية :

أمن ظلامة الدّمن البوالي

بمرفضّ الحبى إلى وعال (٥)

بعد ابن عاتكة الثاوي على أبوي

أضحى ببلدة لا عمّ ولا خال (٦)

__________________

(١) المفضليات ٢٤٦.

(٢) الأصمعيات ١٧٠.

(٣) الهذليين ١ / ٧٥.

(٤) المصدر السابق ١ / ٤٠٧.

(٥) ديوان النابغة ٩٦.

(٦) ديوان النابغة ١٠.

١٦٨

يوما حليمة كانا من قديمهم

وعين باغ ، فكان الأمر ما ائتمرا (١)

وجاء عند «عنترة» (سهية ، زبية) حيث يقول :

أمن سهيّة دمع العين تذريف

لو أنّ ذا منك قبل اليوم معروف (٢)

ويقول أيضا :

تعنّفني زبيّة في الملام

على الإقدام في يوم الزّحام (٣)

وهناك أعلام أخرى وردت بصورة مفردة وعند شاعر معين كـ «فاطمة» التي ذكرها زهير بن أبي سلمى في قوله :

عفا من آل فاطمة الجواء

فيمن فالقوادم فالحساء (٤)

ومنها «قلابة امرأة من بني يشكر» وقد وردت عند «الخرنق أخت طرفة ابن العبد» إذ تقول :

أبني قلابة لم تكن عاداتكم

أخذ الدنيّة بعد خطة معضد (٥)

ومنها أيضا «جبيرة» التي ذكرها «الأعشى» في معلقته إذ يقول :

لات هنا ذكرى جبيرة أم من

جاء منها بطائف الأهوال (٦)

وجاءت مجموعة كبيرة من هذه الأعلام في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» من مثل «سميحة ـ ألومة ـ ضمرة ـ حية ـ صعدة ـ

__________________

(١) ديوان النابغة ٧٤.

(٢) ديوان عنترة ١٠٩.

(٣) ديوان عنترة ١٦٢.

(٤) ديوان زهير ٥٦.

(٥) الجمهرة ١ / ١٠٠.

(٦) المصدر السابق ١ / ٢٤٣.

١٦٩

خناعة ـ قريبة ـ بثينة ـ عتيبة ـ نجوة ـ حلية ـ جويلة ـ علية ـ رقية ـ نائلة ـ غادة» وذلك في أبيات للشعراء الآتية أسماؤهم وهم جميعا من الهذليين : أبو جندب الهذلي ، صخر الغي ، ساعدة بن العجلان ، معقل بن خويلد ، أمية بن أبي عائذ ، حذيفة بن أنس ، عمرو ذو الكلب ، أهبان بن لعط بن عروة ، إياس بن جندب ، عمرو بن أبي حمزة ، تأبط شرّا ، أبو صخر الهذلي ، مليح بن الحكم ، ساعدة بن جؤية. وذلك في الصفحات والأجزاء التالية مرتبة حسب ترتيب الأسماء السابقة : ١ / ١٧ ، ١ / ٢٥٩ ، ١ / ٣٤٠ ، ١ / ٣٩١ ، ٢ / ٥٢٤ ، ٢ / ٥٥١ ، ٢ / ٥٧٣ ، ٢ / ٧٢٧ ، ٢ / ٨٣٦ ، ٢ / ٨٠٠ ، ٢ / ٨٤٥ ، ٢ / ٩٣١ ، ٢ / ٩٦٥ ، ٣ / ١١٠٧ ، ٣ / ١١٩٤.

ومنها أيضا كلمة «زهرة» التي جاءت عند «حسان بن ثابت» شاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهو يقول :

وما ولدت أبناء زهرة منهم

صميما ولم يلحق عجائزك المجد (١)

كما جاء في «الجمهرة» أيضا «حسينة» في بيت شعر لجرير يقول فيه :

ورأت حسينة في الغداة فوارسي

تحمي النساء وتقسم الأنفالا (٢)

ومنها كذلك «عنيزة» التي جاءت في «الأصمعيات» لضابئ ابن الحارث :

مهامة نية من عنيزة أصبحت

تخال بها القعقاع غارب أجزلا (٣)

__________________

(١) الجمهرة ١ / ٣٠.

(٢) الجمهرة ٢ / ٨٩٨.

(٣) الأصمعيات ١٨٠.

١٧٠

ثانيا : الأعلام المؤنثة غير المختومة بتاء التأنيث :

أ ـ أسماء القبائل والأماكن :

وقد ورد عن العرب أسماء كثيرة من هذا الصنف ، وقد منعت من الصرف للعلمية والتأنيث وذلك مثل «عكاظ ، وهي علم على نخلة في واد بينه وبين الطائف ليلة وبه كانت تقام سوق العرب». وقد وردت مرتين في «ديوان النابغة الذبياني» إذ يقول :

متكنّفي جنبي عكاظ كليهما

يدعو بها ولدانهم عرعار (١)

وقال أيضا :

وهم وردوا الجفار على تميم

وهم أصحاب يوم عكاظ انى (٢)

كما جاء ذكرها كذلك في «الأصمعيات» على لسان «طريف العنبري» :

أو كلّما وردت ، عكاظ قبيلة

بعثوا إليّ رسولهم يتوسّم (٣)

ووردت مجموعة من هذه الأعلام عند شعراء الجاهلية المعروفين وذلك مثل كلمة «حمص» التي جاءت عند «امرئ القيس» إذ يقول :

لقد أنكرتني بعلبكّ وأهلها

ولابن جريج في قرى حمص أنكرا (٤)

__________________

(١) ديوان النابغة الذبياني ٦٠.

(٢) ديوان النابغة الذبياني ١٢٣.

(٣) الأصمعيات ١٢٧.

(٤) ديوان امرئ القيس ٦٨.

١٧١

ومنها كلمة «تثليث» التي جاءت عند «طرفة بن العبد» في ديوانه إذ يقول :

بتثليب أو نجران أو حيث تلتقي

من النجد في قيعان جأش مسائله (١)

وذكرها «أعشى باهلة» مرتين فهو يقول :

وجاشت النفس لما جاء جمعهم

وراكب جاء من تثليث معتمر (٢)

وقال أيضا :

إنّ الذي جئت من تثليث تندبه

منه السماح ومنه النهي والغير (٣)

وقد ورد البيتان بعينهما في «جمهرة أشعار العرب» (٤) ولأعشى باهلة أيضا وتثليث : علم على موضع.

وفي بيت «طرفة بن العبد» شاهد آخر على المنع من الصرف وهو «نجران» للعلمية والزيادة.

كما ورد عند «طرفة» أيضا «جرثم» وهو اسم موضع «حومل» اسم رملة حيث يقول :

ألا إنّما أبكي ليوم لقيته

بجرثم قاس ، كلّ ما بعده جلل (٥)

ويقول :

مؤللتان تعرف العتق فيهما

كسامعتي شاة بحومل مفرد (٦)

__________________

(١) ديوان طرفة ١١٥.

(٢) الأصمعيات ٨٨.

(٣) الأصمعيات ٨٩.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧١١.

(٥) ديوان طرفة ٨٩.

(٦) ديوان طرفة ٣٠.

١٧٢

ومنها كذلك «خثعم» :

فسلى بني عكّ وخثعم تخبري

وسلي الملوك وطئي الأجيال (١)

ومنها «مضر» إذ يقول «النابغة الذبياني» :

وهم منعوها من قضاعة كلّها

ومن مضر الحمراء عند التغاور (٢)

وفيه شاهد آخر هو «قضاعة» وقد مرّ ذكرها في الأعلام المختومة بالتاء.

ومن الأعلام المؤنثة التي وردت عند الشعراء الجاهليين «فيد» وهو موضع ، ومبرز الحاج من العراق إذ يقول «لبيد» :

مرّيّة حلّت بفيد وجاورت

أهل الحجاز فأين منك مرامها (٣)

وكذلك «براقش» حصن باليمن وقد جاءت في قول «عمرو بن معد يكرب» :

ينادي من براقش أو معين

فأسمع واتلأبّ بنا مليع (٤)

وقد وردت كلمة «فيد» كذلك في «المفضليات» ضمن بيت «لسلمة بن الخرشب الأنماري» يقول فيه :

وأمسوا حلالا ما يفرّق بينهم

على كلّ ماء بين فيد وساجر (٥)

__________________

(١) ديوان عنترة ١٣٠.

(٢) ديوان النابغة ٦٧.

(٣) الجمهرة ١ / ٢٩٦.

(٤) الأصمعيات ١٧٢.

(٥) المفضليات ٣٧.

١٧٣

ومنها أيضا «حمير» التي وردت مرتين في «جمهرة أشعار العرب» على لسان «علقمة ذو جدن الحميري» إذ يقول :

ومثلهم في حمير لم يكن

كمثلهم وال ولا متّبع (١)

وعلى لسان «تميم بن أبي بن مقبل» حيث يقول :

من سرو حمير أبوال البغال به

أنّي تسدّيت وهنا ذلك البينا (٢)

وجاء في الأصمعيات «خثعم» إذ يقول «مالك بن حريم الهمداني» :

ونحن جلبنا الخيل من سرو حمير

إلى أن وطئنا أرض خثعم أجمعا (٣)

وورد أيضا «كلثم» كما في قول «أبي مهدية» إذ يقول :

قد كاد يقتلني أصمّ مرقّش

من جبّ كلثم والخطوب كثير (٤)

وجب كلثم : الظاهر أنه بئر بعينه ، والجب بئر وفيه شاهد آخر وهو «أصم» للوصفية ووزن الفعل.

ومنها أيضا «جراد» كما في قول «ربيعة بين مقروم» إذ يقول :

ويوم جراد استلحمت أسلاتنا

يزيد ولم يمرر لنا قرن أعضبا (٥)

وفيه شاهدان آخران وهما «يزيد» و «أعضب» فالأول منع للعلمية ووزن الفعل ، والثاني للوصفية ووزن الفعل.

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٧٢٢.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٨٥٤.

(٣) الأصمعيات ٦٤.

(٤) الأصمعيات ١٢٣.

(٥) الأصمعيات ٢٢٥.

١٧٤

ومن هذه الأعلام كذلك «بعاث» التي ذكرها «قيس بن الخطيم» بقوله :

وأبنا إلى أبنائنا ونسائنا

وما من تركنا في بعاث بآيب (١)

وقد ورد في «المفضليات» مجموعة من هذه الأعلام المؤنثة معنى لا لفظا من مثل «ثجر» كما في قوله عبد الله بن سلمة الغامدي :

ولم أر مثل بنت أبي وفاء

غداة براق ثجر ولا أحوب (٢)

ومثلها «تيمن» وهو موضع باليمن كما جاء في شعر «الحارث بن وعلة» إذ يقول :

نجوت نجاء لم ير الناس مثله

كأنّي عباب عند تيمن كاسر (٣)

ويمكن أن يعتبر المانع من الصرف هو العلمية ووزن الفعل.

وأوردها كذلك «ربيعة بن مقروم» إذ يقول :

وأضحت بتيمن أجسادهم

يشبّهها من رآها الهشيما (٤)

ومنها «خيبر» التي ذكرها «الأخنس بن شهاب التغلبي» بقوله :

ظللت بها أعرى وأشعر سخنة

كما اعتاد محموما بخيبر صالب (٥)

ووردت هذه الكلمة أيضا في «شرح أشعار الهذليين» في بيت شعر «لمليح ابن الحكم» يقول فيه :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٦٤٢.

(٢) المفضليات ١٠٣.

(٣) المفضليات ١٦٥.

(٤) المفضليات ١٨٤.

(٥) المفضليات ٢٠٤.

١٧٥

بذي حبك مثل القني تزينه

جدامية من نخيل خيبر دلّع (١)

ومنها أيضا «دمشق» التي وردت في «المفضليات» في شعر «الشبيب بن البرصاء» يقول فيه :

إذا احتلّت الرنقاء هند مقيمة

وقد حان منّي من دمشق بروج (٢)

وكذلك وردت كلمة «منبج» وهي بلدة في قول الشاعر «زبان بن سيار المري» :

حلق أحلّوها الفضاء كأنّهم

من بين منبج والكثيب قيول (٣)

ومنها «جدود» اسم لموضع ، وقد جاءت في قول الشاعر «الممزق العبدي» إذ يقول :

فجالت على أجوازها الخيل بالقنا

تواضع من قرني جدود وتمرق (٤)

وكذلك ورد في (شرح أشعار الشعراء الهذليين) مجموعة من هذه الأعلام المؤنثة معنى لا لفظا كلمة «جذام» التي أوردها «أبو ذؤيب» بقوله :

كأنّ ثقال المزن بين تضارع

وشابة برك من جذام لبيج (٥)

ومنها «هضاض» وهي اسم لواد ، وقد ذكرها «مالك بن الحارث» بقوله :

__________________

(١) شرح الهذليين ٣ / ١٠٤.

(٢) المفضليات ١٧٠.

(٣) المفضليات ٣٥٢.

(٤) المفضليات ٤٣٣.

(٥) شرح الهذليين ١ / ١٣٣.

١٧٦

إذا خلّفت باطنتي سرار

وبطن هضاض حيث غدا صباح (١)

ومن هذه الأعلام أيضا «قراس» (جبل أو صخر) التي ذكرها «أبو صخر الهذلي» بقوله :

مجاجة نحل من قراس سيئة

بشاهقة جلس يزلّ بها الفقر (٢)

ومنها «ظفر» وهي اسم لقبيلة ، وردت عند «عبد مناف بن ربع» إذ يقول :

ألا أبلغ بني ظفر رسولا

وريب الدّهر يحدث كلّ حين (٣)

وكذلك «مرّ» التي ذكرها «عامر بن سدوس» حين يقول :

بما قد أراهم بين مرّ وساية

بكلّ مسيل منهم أنس عبر (٤)

ب ـ الأعلام المؤنثة معنى لا لفظا :

وهذا النوع في الواقع قليل مقارنة بما مرّ من الأعلام المؤنثة المختومة بتاء التأنيث أو غير المختومة بالتاء من أسماء الأماكن والبلدان والمناطق كما سبق ، ومن هذه الأعلام : «سعاد ، ميسون ، لميس ، بلقيس ، زينب ، خندف».

أما «سعاد» فقد ذكرها النابغة الذبياني ثلاث مرات في ديوانه وذلك في الأبيات التالية :

__________________

(١) شرح الهذليين ١ / ٢٤١.

(٢) شرح الهذليين ٢ / ٩٥١.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٦٧٨٠.

(٤) المصدر السابق ٢ / ٨٢٨.

١٧٧

أرسما جديدا من سعاد تجنب؟

عفت روضة الأجداد منها فيثقب (١)

وفي قوله :

بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما

واحتلّت الشرخ فالأجزاع من إضما (٢)

وفي قوله أيضا :

نأت بسعاد عنك نوى شطون

فبانت ، والفؤاد بها رهين (٣)

وجاءت أيضا عند «امرئ القيس» إذ يقول :

لعمري لقد بانت بحاجة ذي هوى

سعاد وراعت بالفراق مروعا (٤)

كما ذكرها «كعب بن زهير بن أبي سلمى» بقوله :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيّم إثرها لم يفد مكبول (٥)

وقال «ربيعة بن مقروم» :

بانت سعاد فأمسى القلب معمودا

وأخلفتك ابنة الحر المواعيدا (٦)

ومن هذه الأعلام المؤنثة حقيقة لا لفظا «ميسون» وهو علم قديم كسعاد حيث إنه ورد في شعر «الحارث بن حلّزة» إذ يقول :

إذ أحلّ العلاة قبّة ميسو

ن فأدنى ديارها العوصاء (٧)

__________________

(١) ديوان النابغة الذبياني ٢٢.

(٢) ديوان النابغة ١٠١.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ١٢٦ وانظر الجمهرة ١ / ٤٩.

(٤) ديوان امرئ القيس ٢٠٩.

(٥) الجمهرة ٢ / ٧٣٨.

(٦) المفضليات ٢١٣.

(٧) القصائد السبع الطوال / ٤٨٨.

١٧٨

ومنها أيضا كلمة «لميس» وهي اسم امرأة كذلك ، وقد جاءت عند «الطرمّاح بن حكيم» إذ يقول :

سوف تدنيك من لميس سبنتا

ة أمارت بالبول ماء الكراض (١)

وقد وردت «بلقيس» في شعر «علقمة ذو جدن الحميري» إذ يقول :

أو مثل صرواح وما دونها

مما بنت بلقيس أو ذو تبع (٢)

ويمكن اعتبار المانع من الصرف في «بلقيس» هو العلمية والعجمة.

أما «زينب» فقد جاءت عند «أمية بن أبي عائذ» بقوله :

خيال لزينب قد هاج لي

نكاسا من الحبّ بعد اندمال (٣)

وردت «خندف» وهي اسم امرأة إلياس بن مضر ، عند شاعر يقال له «المرار بن منقذ وهو من بني تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس» حيث يقول :

أنا من خندف في صيّابها

حيث طاب القبص منه وكثر (٤)

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ١٠٠١.

(٢) الجمهرة ٢ / ٧٢٥.

(٣) شرح الهذليين ٢ / ٤٩٥.

(٤) المفضليات ٨٨.

١٧٩

صرف العلم المؤنث

الأصل في الأعلام المؤنثة هو المنع من الصرف سواء كانت التأنيث باللفظ والمعنى كفاطمة ، أو باللفظ فقط كحمزة أو بالمعنى فقط كسعاد. وفي هذه الحالات الثلاث يكون المنع واجبا وذلك إذا كان العلم أكثر من ثلاثة أحرف أو ثلاثيّا متحرك الوسط كسحر ، أما إذا سكن وسطه فيجوز فيه المنع والصرف كهند. وهذا إذا لم يكن هناك ضرورة شعرية ، فإنه في هذه الحالة يجوز الصرف كما سنلاحظ فيما وقفت عليه من شواهد شعرية.

فمثلا كلمة «هند» وهي علم لمؤنث ثلاثي ساكن الوسط سنرى من خلال ما سنعرضه من أبيات شعرية أنها لم تمنع من الصرف إلا مرة واحدة وذلك في بيت شعر ورد في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» «لأبي صخر الهذلي» بقوله :

عرفت من هند أطلالا بذي التّود

قفرا وجاراتها البيض الرّخاويد (١)

فقد منع «هند» من الصرف وهو رأي ضعيف بدليل ندرة وروده في الواقع اللغوي الممثل بالشعر العربي .. ولذلك نجدها مصروفة عند الشعراء المعروفين في الجاهلية وما بعده ، فقد صرفت ثلاث مرات عند «النابغة الذبياني» وذلك في الأبيات التالية :

يا قوم إنّ ابن هند غير تارككم

فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا (٢)

__________________

(١) شرح الهذليين ٢ / ٩٢٤.

(٢) ديوان النابغة الذبياني ٧٤.

١٨٠