الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

عبد العزيز علي سفر

الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة

المؤلف:

عبد العزيز علي سفر


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
ISBN: 977-232-715-5
الصفحات: ٨٣٨

ومنها أيضا كلمة «عروة» التي ذكرت مرتين في كتاب «شرح أشعار الشعراء الهذليين» لأبي خراش إذ يقول :

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا

خراش وبعض الشرّ أهون من بعض (١)

و (عروة) هو أخو أبي خراش.

ويقول أيضا :

تقول أراه بعد عروة لاهيا

وذلك رزء لو علمت جليل (٢)

كما جاء ذكرها في الأصمعيات ضمن بيت لعباس بن مرداس يقول فيه :

معي ابنا صريم دارعان كلاهما

وعروة لولاهم لقيت الدّهارسا (٣)

ومن الكلمات الواردة أيضا كلمة «نضلة» التي ذكرها عنترة في قوله :

وغادرت نضلة في معرك

يجرّ الأسنة كالمحتطب (٤)

وذكرت مرتين في المفضليات ومرتين في الأصمعيات لشاعر واحد هو «الجميح الأسدي» فقد جاء في المفضليات قوله :

ينعون نضلة بالرّماح على

جرد تكدّس مشية العصم (٥)

وقوله أيضا :

يا جار نضلة قد أنى لك أن

تسعى بجارك في بني هدم (٦)

__________________

(١) شرح الهذليين ٣ / ١٢٣٠.

(٢) شرح الهذليين ٣ / ١١٨٩.

(٣) الأصمعيات ٢٠٦.

(٤) ديوان عنترة ١٧.

(٥) المفضليات ٣٦٧.

(٦) المفضليات ٣٦٦.

١٤١

وذكر البيت نفسه في الأصمعيات وللشاعر نفسه (١).

متنظّمين جوار نضلة يا

شاه الوجوه لذلك النّظم (٢)

وجاء في «شرح أشعار الهذليين» :

أعاذل إنّ الرّزء ميل ابن مالك

زهير وأمثال ابن نضلة واقد (٣)

وجاء فيه أن ابن نضلة : هو من هذيل.

ومنها كلمة «قضاعة» التي نلاحظ ورودها هند شعراء جاهليين كزهير بن أبي سلمى في قوله :

أمّك بيضاء من قضاعة في ال

بيت الذي يستكنّ في طنبه (٤)

وفي البيت أيضا كلمة «بيضاء» لوجود ألف التأنيث الممدودة منعت من الصرف.

وقال عنترة :

فإن يك عزّ في قضاعة ثابت

فإن لنا بر حرمان وأسقف (٥)

وقال عمرو بن كلثوم في معلقته :

يكون ثفالها شرقيّ نجد

ولهوتها قضاعة أجمعينا (٦)

__________________

(١) الأصمعيات ٢١٨.

(٢) الأصمعيات ٢١٨.

(٣) شرح أشعار الهذليين ١ / ١٨٩.

(٤) ديوان زهير ٥٢.

(٥) ديوان عنترة ١٠٧.

(٦) الجمهرة ١ / ٣٦٥.

١٤٢

وقال الحارث بن حلزة :

أم علينا جرّى قضاعة أم لي

س علينا ممّا جنوا أنداء (١)

كما ذكرها صاحب المفضليات ضمن بيت للحصين بن الحمام المري :

يا أخوينا من أبينا وأمّنا

ذروا موليينا من قضاعة يذهبا (٢)

وبعد أن لاحظنا ورود كلمة «قضاعة» عند أربعة من الشعراء الجاهليين نرى أن كلمة «تهامة» قد اقتصر ذكرها على عنترة في قوله :

سقيتهما دما لو كان يسقى

به جبلا تهامة أفاقا (٣)

وعلى النابغة الذبياني حيث يقول :

هم طردوا عنها بليّا ، فأصبحت

بلي بواد من تهامة غائر (٤)

ووردت ثلاث مرات في «كتاب شرح أشعار الهذليين» مرة لأبي ذؤيب في قوله :

لكلّ مسيل من تهامة بعد ما

تقطّع أقران السّحاب عجيج (٥)

ومرة للمعطّل الهذلي :

وقد دخل الشّهر الحرام وخلّيت

تهامة تهوي باديا لهواتها (٦)

__________________

(١) شرح القصائد السبع الطوال ٤٨٢.

(٢) المفضليات ٣١٧.

(٣) ديوان عنترة ١١٥.

(٤) ديوان النابغة الذبياني ٦٧.

(٥) شرح أشعار الهذليين ١ / ١٣٢.

(٦) شرح أشعار الهذليين ٢ / ٦٣٥.

١٤٣

ومن أخرى لأبي صخر الهذلي :

سنا لوحه لما استقلّت عروضه

وأحيا ببرق في تهامة واصب (١)

وجاءت مرة في الجمهرة في بيت شعر للكميت يقول فيه :

فلمّا نفيتم عن تهامة كلّها

بيوتا هي الأدنى إليكم نسيبها (٢)

ومن الكلمات التي ورد ذكرها كلمة «فزارة» التي جاءت في شعر «دريد ابن الصمة» :

فلليوم سمّيتم فزارة فاصبروا

لوقع القنا تنزون ، نزو الجنادب (٣)

كما ذكرها عنترة في موضعين من ديوانه حيث يقول :

سلي فزارة عن فعلي وقد نفرت

في جحفل حافل كالعارض البطل (٤)

ويقول في موضع آخر :

فدما بدر عليك قديمة

وبني فزارة قصدها أن تفعلا (٥)

ولم أجد عند غيرهما من شعراء الجاهلية المعروفين. ولكن ذكرها صاحب المفضليات ثلاث مرات ولثلاثة شعراء وهم «عوف بن الأحوص» حيث يقول :

يا أسم أخت بني فزارة إنّني

غاز ، وإنّ المرء غير مخلّد (٦)

__________________

(١) شرح أشعار الشعراء الهذليين ٢ / ٩١٩.

(٢) الجمهرة ٢ / ٩٩٥.

(٣) الأصمعيات ١١٢.

(٤) ديوان عنترة ١٣٢.

(٥) ديوان عنترة ١٤١.

(٦) المفضليات ٣٦٤.

١٤٤

ول «عوف بن عطية» حيث يقول :

فكادت فزارة تصلى بنا

فأولى فزارة أولى فزارا (١)

وقالها الحصين بن الحمام :

بني عمّنا الأدنين منهم ورهطنا

فزارة إذا رامت بنا الحرب معظما (٢)

ومنها أيضا كلمة «كنانة» التي كان ذكرها قليلا ، فقد أوردها صاحب «الجمهرة» مرة ضمن بيت لأمية بن أبي الصلت يقول فيه :

وبدّلت المساكن من إيّاد

كنانة بعد ما كانوا القطينا (٣)

كما أوردها صاحب المفضليات مرة في قول الشاعر «بشر بن أبي خازم» :

فأبلغ إن عرضت بنا رسولا

كنانة قومنا في حيث صاروا (٤)

وذكرت مرة في «الأصمعيات» في بيت للشاعر «أبي دؤاد» يقول فيه :

غير ذنب بني كنانة أنّي

إن أفارق فإنّني مجذام (٥)

وجاءت كلمة «ربيعة» ممنوعة من الصرف عند شعراء الجاهلية حيث يقول النابغة الذبياني :

رهط ابن كوز محقبي أدراعهم

فيهم ورهط ربيعة بن حذار (٦)

__________________

(١) المفضليات ٤١٦.

(٢) المفضليات ٦٤.

(٣) جمهرة أشعار العرب ٢ / ٥١٤.

(٤) المفضليات ٣٤٣.

(٥) الأصمعيات ١٨٧.

(٦) ديوان النابغة الذبياني ٥٩.

١٤٥

ويقول عنترة :

وقتلت فارسهم ربيعة عنوة

والهيدبان وجابر بن مهلهل (١)

ويقول طرفة بن العبد :

وكنّا على ذي حوزة من بلادنا

ربيعة فيمن يضرب الناس عن عرض (٢)

وجاءت مرتين في الأصمعيات لكل من «عمر بن حني التغلبي» ول «طريف العنبري» كما ذكرت مرة واحدة في المفضليات «لأبي ذؤيب» حيث يقول :

صخب الشوارب لا يزال كأنّه

عبد لآل أبي ربيعة (٣) مسبع

وقد ذكر هذا في «الجمهرة» منسوبا للشاعر نفسه (٤).

ومما جاء ذكره كلمة «جذيمة» التي ذكرها النابغة الذبياني مرة في شعره حين يقول :

وبنو جذيمة حيّ صدق سادة

غلبوا على خبت إلى تعشار (٥)

ووردت ثلاث مرات في كتاب «شرح أشعار الشعراء الهذليين» لشعراء مختلفين منهم الأعلم (واسمه : حبيب بن عبد الله وهو أخو صخر الغي

__________________

(١) ديوان عنترة ١٣٥.

(٢) ديوان طرفة ١٤١.

(٣) المفضليات ٤٢٣.

(٤) انظر الجمهرة ٢ / ٦٧١.

(٥) ديوان النابغة ٦٠.

١٤٦

الهذلي ثم الخثعمي وأخو جذيمة : اسم رجل كان يطلبه وهو منهزم) يقول الأعلم :

يغرى جذيمة والرّداء

كأنّه بأقبّ قارب (١)

ومنهم «مالك بن الحارث» إذ يقول :

كرهت بني جذيمة إذ ثرونا

قفا السّلفين وانتسبوا فباحوا (٢)

ومنهم أيضا «حذيفة بن أنس» في قوله :

وقد هربت منّا مخافة شرّنا

جذيمة من ذات الشّباك فمرّت (٣)

كما ذكرت مرة في «جمهرة أشعار العرب» ضمن بيت شعر لأبي زبيد الطائي يقول فيه :

وكنّا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا (٤)

فبينما نسب هذا البيت في الجمهرة لأبي زبيد الطائي ، نرى أنه قد نسب في المفضليات لمتمم بن نويرة (٥).

ومن الأعلام المذكرة المختومة بتاء التأنيث كلمة «معاوية» إلا أنها قليلة الوردة فهي لم ترد إلا مرتين في «شرح أشعار الهذليين» مرة لأبي العيال إذ يقول :

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣١٣.

(٢) شرح أشعار الهذليين ١ / ٢٣٩.

(٣) شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٥.

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٤٩.

(٥) انظر المفضليات.

١٤٧

أبلغ معاوية بن صخر آية

يهوي إليه بها البريد الأعجل (١)

ومرة أخرى لـ «لائح بن مرة» حيث يقول :

عليك بني معاوية بن صخر

فأنت بعرعر وهم بضيم (٢)

وذكرت مرة أخرى في الأصمعيات ضمن بيت شعر لـ «حجل بن نضلة» يقول فيه :

أبلغ معاوية الممزّق آية

عنّي ، فلست كبعض ما يتقوّل (٣)

ومن الأعلام أيضا «خزيمة» التي ورد ذكرها عند «أمية بن أبي الصلت» :

وإنّي لأشقي الناس إن كنت غارما

لعاقبة قتلى خزيمة والخضر (٤)

وقد وردت مرتين في الجمهرة منسوبة لجرير :

راحت خزيمة بالجياد كأنّها

عقبان عادية يصدن صلالا (٥)

وقال أيضا :

قدنا خزيمة قد علمتم عنوة

وشتا الهذيل يمارس الأغلالا (٦)

كما ورد ذكرها ثلاث مرات في «المفضليات» مرة للكلحبة العرني (واسمه هبيرة بن عبد مناف) إذ يقول :

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ / ٤٣٣.

(٢) شرح أشعار الشعراء الهذليين ٢ / ٦٦٧.

(٣) الأصمعيات ١٣٩.

(٤) الجمهرة ٢ / ٥٢١.

(٥) الجمهرة ٢ / ٨٩٦.

(٦) الجمهرة ٢ / ٨٩٧.

١٤٨

فأدرك إبقاء العرادة ظلعها

وقد جعلتني من خزيمة إصبعا (١)

وذكرت أيضا ضمن بيت لبشر بن أبي حازم يقول فيه :

أثافي من خزيمة راسيات

لنا حلّ المناقب والحرام (٢)

وجاءت أيضا للشاعر نفسه وفي المصدر نفسه إذ يقول :

أبى لبني خزيمة أنّ فيهم

قديم المجد والحسب النّضار (٣)

وذكرت مرة أخرى في «شرح أشعار الشعراء الهذليين» في بيت منسوب لعمر بن هميل :

خزيمة عمّنا وأبي هذيل

وكلّهم إلى عزّ وليت (٤)

ووردت كذلك كلمة «رواحة» الدالة على علم وكما جاء في شرح ديوان زهير أنه من عبس (٥). وهي قليلة الورود وخاصة عند شعراء الجاهلية المشهورين فلم أجدها إلا مرة واحدة في ديوان زهير بن أبي سلمى حيث يقول :

سوى أنّ حيا من رواحة أقبلوا

وكانوا قديما يتّقون المخازيا (٦)

وجاءت مرتين في «المفضليات» ومرتين في «الأصمعيات» ، أما في «المفضليات» فقد ذكرت ضمن بيت للحرث بن ظالم يقول فيه :

__________________

(١) المفضليات ٣٢.

(٢) نفس المصدر ٣٣٧.

(٣) نفس المصدر ٣٤٢.

(٤) الهذليين ٢ / ٨٢٢.

(٥) انظر ديوان زهير ٢٩٠.

(٦) انظر ديوان زهير ٢٩٠.

١٤٩

وحشّ رواحة القرشيّ رحلي

بناقته ولم ينظر ثوابا (١)

وذكرها كذلك «الجميح الأسدي» بقوله :

وبنو رواحة ينظرون إذا

نظر النديّ بآنف خثم (٢)

وأما في «الأصمعيات» فقد ذكر البيت نفسه هو «وبنو رواحة إلخ» والشاعر نفسه (٣) «الجميح الأسدي» كما أنها وردت في بيت آخر لـ «زبان بن سيار» حيث يقول :

فإن تسألوا عنا فوارس دارم

ينبئك عنها من رواحة عالم (٤)

كما جاء ذكرها في المفضليات :

فإن تسألوا عنها فوارس داحس

ينبئك عنها من رواحة عالم (٥)

ومن الكلمات التي وردت قليلا في الشعر العربي «بهتة» وهي علم على شخص وقد ذكرها النابغة في شعره مرة حين يقول :

لو لا بنو عوف بن بهثة أصبحت

بالنعف أمّ بني أبيك عقيما (٦)

ووردت مرتين في «الأصمعيات» ولشاعر واحد هو «المتلمّس» وذلك بقوله :

أمنتفلا من نصر بهثة خلتني

ألا إنّني منهم وإن كنت أينما (٧)

__________________

(١) المفضليات ٣١٥.

(٢) المفضليات ٣٦٧.

(٣) الأصمعيات ٢١٨.

(٤) الأصمعيات ٢١١.

(٥) المفضليات ٣٥٤.

(٦) ديوان النابغة الذبياني ١٠٨.

(٧) الأصمعيات ٢٤٥.

١٥٠

وبقوله أيضا :

أرى عصما في نصر بهثة دائبا

وتعذلني في نصر زيد فبئس ما (١)

وما ورد قليلا كلمتا «عميرة وعمرة» كما في الأبيات التالية :

سائل عميرة حيث حلّت جمعها

عند الحروب بأيّ حيّ تلحق (٢)

وقال ربيعة بن مقروم الضبي :

ومعن ومن حيّي جديلة غادرت

عميرة والصّلّخم يكبو ملحّبا (٣)

وقد جاء ذكر هذا البيت للشاعر نفسه في الأصمعيات (٤).

وقال «قيس بن الخطيم» كما ورد في «الجمهرة» :

أتعرف رسما كاطّراد المذاهب

لعمرة وحشا غير موقف راكب (٥)

وجاء في «المفضليات» في بيت لثعلبة بن صعير بن خزاعي وهو شاعر جاهلي قديم يقول فيه :

هل عند عمرة من بتات مسافر

ذي حاجة متروّح أو باكر (٦)

ومما ذكر قليلا كلمة «خزاعة» التي وردت مرتين في كتاب «شرح أشعار الهذليين» كما هو في البيت التالي المنسوب لأم عمرو امرأة خذام الخزاعي :

__________________

(١) الأصمعيات ٢٤٦.

(٢) ديوان عنترة ١١١.

(٣) المفضليات ٣٧٨.

(٤) الأصمعيات ٢٢٥.

(٥) الجمهرة ٢ / ٦٣٣.

(٦) المفضليات ١٢٨.

١٥١

فإن سبقت عليا هذيل بذحلها

خزاعة أو فاتت فكيف اعتذارها (١)

وكما في قوله «عمرو بن هميل» :

قتلنا بقتلانا خزاعة كلّها

وبكرا ففي الفريقين نعتلي (٢)

ومن الكلمات التي وردت قليلا كلمة «غزيّة» التي جاءت عند «دريد بن الصمة» بقوله :

وهل أنا إلّا من غزيّة إن غوت

غويت وإن ترشد غزية أرشد (٣)

وقد ذكر البيت نفسه في «الأصمعيات» وللشاعر نفسه مع تغيير بسيط وهو أنه جعل «ما» بدلا من «هل» في قوله : «وما أنا إلا من غزية». و «غزية» هو أحد أجداد الشاعر.

وهناك كلمات وردت بصورة مفردة بل إنها اقتصر ذكرها على بيت واحد ، وذلك مثل «سواءة» التي ذكرها النابغة الذبياني حين يقول :

وبنو سواءة زائروك بوفدهم

جيشا يقودهم أبو المظفار (٤)

ومثل «خناعة ، وذؤيبة» كما في قوله «معقل بن خويلد».

فدى لبني خناعة يوم لاقوا

ذؤيبة ما أراح وما أساما (٥)

وأيضا كلمة «زليفة» التي تدل على حي من هذيل. وقد ذكرها أبو جندب :

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٩٦.

(٢) شرح أشعار الهذليين ٢ / ٨١٦.

(٣) الجمهرة ٢ / ٥٨٤.

(٤) ديوان النابغة ٦٠.

(٥) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٩٤.

١٥٢

من مبلغ ملائكي حبشيّا

أخا بني زليفة الصّبحيّا (١)

ومنها كلمة «شعارة» التي هي لقب لصخر الغي وقد جاءت في بيت شعر لأبي المثلم :

أنسل بني شعارة من لصخر

فإنّي عن تقفّركم مكيث (٢)

ومن هذه الكلمات القليلة الورود كلمة «صرمة» كما في قول «أبي شهاب المازني» :

فذالك إذ نال ابن صرمة

بنعمى فلو أنّ ابن صرمة شاكر (٣)

وكذلك كلمة «بعجة» التي هي قبيلة من هذيل ، وقد جاءت في قول «أبي ذؤيب» :

أصيبت بقتلي آل عمرو ونوفل

وبعجة فاختلّت وارث رجوعها (٤)

ومنها كلمة «أسامة» التي ذكرها «أبو جندب» بقوله :

أين الفتى أسامة بن لعط

هلّا تقوم أنت أو ذو الإبط (٥)

ومثلها كلمة «وائلة» وقد ذكرها «أبو جندب» أيضا بقوله :

تلاقوا مثل ما لقيت ثقيف

ووائلة بن دهمان بن نصر (٦)

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٥٠.

(٢) شرح أشعار الهذليين ١ / ٢٦٣.

(٣) شرح أشعار الهذليين ٢ / ٦٩٧.

(٤) شرح أشعار الهذليين ١ / ٢٢٥.

(٥) المصدر السابق ١ / ٣٦٦.

(٦) المصدر السابق ١ / ٣٦٩ ، ٢ / ٦٨٣ ، شاهد على وائلة لعبد مناف من ربع.

١٥٣

وهنا ملاحظة لا بد من ذكرها ألا وهي أن الأسماء التي ذكرت أخيرا وهي «خناعة ، ذؤيبة ، زليفة ، شعارة ، صرمة ، بعجة ، أسامة ، وائلة» قد كان مصدرها واحدا وهو كتاب «شرح أشعار الهذليين» أي أنها من ـ هذيل ـ وبطونها المختلفة. ونلاحظ أيضا أن أكثر ورودها من شاعر معيّن هو «جندب» الذي ذكر من هذه الأسماء ثلاثة.

ووردت كلمات قليلة ومتفرقة عند الشعراء الجاهليين المعروفين من مثل «زهير بن أبي سلمى» حيث ذكر كلمة «حذيفة» في قوله :

حذيفة تيمية وبدر كلاهما

إلى باذخ يعلو على من يطاوله (١)

ومثلها «كبشة» التي ذكرها امرؤ القيس حين قال :

خالي ابن كبشة قد علمت مكانه

وأبو يزيد ورهطه أعمامي (٢)

ومنها «علقمة» التي جاء ذكرها عند «عمرو بن كلثوم» في قوله :

ورثنا مجد علقمة بن سيف

أباح لنا حصون المجد دينا (٣)

و «علقمة» كما في «الجمهرة» هو ابن سيف بن شرحبيل بن معير إلى ابن تغلب.

ووردت كذلك «حنيفة» «عند الحارث بن حلّزة» إذ يقول :

أم علينا جرّى حنيفة أو ما

جمّعت من محارب غبراء (٤)

__________________

(١) ديوان زهير ١٤٣.

(٢) ديوان امرئ القيس ١٢٨.

(٣) جمهرة أشعار العرب ١ / ٣٥٥.

(٤) شرح القصائد السبع الطوال ٤٨٠. انظر المفضليات ٤١٥.

١٥٤

وفيه شاهد آخر على المنع من الصرف وهو قوله «غبراء» لوجود ألف التأنيث الممدودة. ومنها أيضا كلمة «سلامة» كما في قوله «عمرو بن معد يكرب» :

وأجرد مطّردا كالرّشاء

وسيف سلامة ذي فائش (١)

وقد ورد عند «طرفة بن العبد» ثلاث كلمات ، وهي : «وردة» كما في وقوله :

ما ينظرون بمن وردة فيكم

صفر البنون ورهط وردة غيّب (٢)

وكذلك «عبيدة» كما في قوله :

ولقد هممت بذاك إذ حبست

وأمرّ دون عبيدة الرذم (٣)

ومنها أيضا «قتادة» كما في قوله :

أبلغ قتادة غير سائلة

منه الثّواب وعاجل الشكم (٤)

ومما مرّ نرى أن الكلمات السابقة وهي «حذيفة ـ كبشة ـ علقمة ـ حنيفة ـ سلامة ـ وردة» قد جاءت عند شعراء جاهليين معروفين.

وهناك أعلام أخرى وردت لكنها قليلة الورود ، في جمهرة أشعار العرب

__________________

(١) الأصمعيات ١٧٧.

(٢) ديوان طرفة ١٠٢.

(٣) ديوان طرفة ١٠١.

(٤) ديوان طرفة ٩٢.

١٥٥

بالإضافة لما سبق ذكره الكلمات التالية زلينة (١) ـ نجيدة (٢) ـ ساعدة (٣) ـ وخمس في المفضليات وهي «دارة» التي ذكرها «مزرد بن ضرار الذبياني» بقوله :

فيا لهفي أن لا تكون تعلّقت

بأسباب حبل لابن دارة ماجد (٤)

و «حية» التي وردت عند «ثعلبة بن صعير» إذ يقول :

تضحي إذا دقّ المطيّ كأنّها

فدن ابن حيّة شاده بالآجر (٥)

ومنها كلمة «عمارة» وهي اسم لابن زياد العبسي ذكرها ربيعة بن مقروم» بقوله :

تركنا عمارة بين الرّماح

عمارة عبس نزيفا كليما (٦)

وكذلك «مامة» وهو كما جاء في شرح المفضليات : أحد أجواد العرب في الجاهلية ابن أم دؤاد» (٧) وقد ذكرها «الأسود بن يعفر النهشلي» بقوله :

أرضا تخيّرها لدار أبيهم

كعب بن مامة وابن أمّ دؤاد (٨)

__________________

(١) انظر الجمهرة ٢ / ٨٥٤.

(٢) انظر الجمهرة ٢ / ٩٢٠.

(٣) الجمهرة ٢ / ٦٤٢.

(٤) المفضليات ٧٩.

(٥) المفضليات ١٢٩.

(٦) المفضليات ١٨٤.

(٧) المفضليات ٢١٧.

(٨) المصدر السابق ٢١٧.

١٥٦

ومنها «زنيبة» حيث أوردها «متمم بن نويرة وهو صحابي» بقوله :

صرمت زنيبة حبل من لا يقطع

حبل الخليل وللأمانة تفجع (١)

وهناك سبع كلمات متفرقة وردت في «الأصمعيات» منعت من الصرف للعلة ذاتها وهي العلمية والتأنيث لأنها أعلام مذكرة مختومة بتاء التأنيث ، وهي : «خطمة» التي جاءت في قوله «قيس بن الخطيم» :

أبلغ بني جحجبى وقومهم

خطمة أنّا وراءهم أنف (٢)

و «علبة» كما في قول «أوس بن غلفاء» :

وهلّا إذ رأيت أبا معاذ

وعلبة كنت فيها ذا انتقام (٣)

و «حرزة» كما في قول «سبيع بن الخطيم» :

فاقني حياءك إن ربّك همّه

في بين حزرة والثوير طفيف (٤)

ومنها كذلك «قتيبة» في قول «سهم بن حنظلة» :

إذا قتيبة مدّتني حوالبها

بالدّهم تسمع في حافاتها لجبا (٥)

وجاءت كلمة «مجدعة» ممنوعة من الصرف كما في قول «سعدى بنت الشمردل» :

جاد ابن مجدعة الكميّ بنفسه

ولقد يرى أنّ المكرّ لأشنع (٦)

__________________

(١) المصدر السابق ٤٨.

(٢) الأصمعيات ١٩٨.

(٣) الأصمعيات ٢٣٤.

(٤) الأصمعيات ٢٢٢.

(٥) الأصمعيات ٥٦.

(٦) الأصمعيات ١٠٢.

١٥٧

وفي البيت شاهد آخر على المنع من الصرف وهو «أشنع» للوصفية ووزن الفعل.

ومما جاء في الأصمعيات أيضا «قرّة» كما في قول «العباس بن مرداس» :

وقرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا

ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا (١)

وكذلك كلمة «شجنة» حيث ذكرها «سنان بن أبي حارثة» بقوله :

منّا بشجنة والذّباب فوارس

وعتائد مثل السواد المظلم (٢)

وفي هذا البيت صرف الشاعر «فوارس ، وعتائد» للضرورة الشعرية.

ومن الأعلام المذكرة المختومة بالتاء «بيشة» التي وردت مرة في «جمهرة أشعار العرب» ضمن بيت شعر «للبيد» قال فيه :

حفزت وزايلها السّراب كأنها

أجزاع بيشة أثلها ورضامها (٣)

ووردت مرة كذلك في «المفضليات» للحرث بن ظالم :

وحلّ النّعف من قنوين أهلي

وحلّت روض بيشة فالرّبابا (٤)

وجاء في المفضليات أيضا خمس كلمات أخرى من نفس الصنف وهي «حنيفة» وهناك في الحقيقة أسماء كثيرة التي هي أعلام مذكرة مختومة بالتاء ، وقد ورد ذكرها في كتب الشعر وعند شعراء معروفين ،

__________________

(١) الأصمعيات ٢٠٦.

(٢) المصدر السابق ٢٠٨.

(٣) الجمهرة ١ / ٢٩٥.

(٤) المفضليات ٣١٤.

١٥٨

وقد يطول بنا المقال إذا ذكرنا لكل واحدة بيتا ، ولذلك سأسردها وأبين الصفحة التي يوجد فيها بيت الشعر وذلك من مثل «حنانة» التي ذكرها طرفة بن العبد في ديوانه (١).

وجاء في الأصمعيات ذكر كلمتين هما «قدامة (٢) ومنولة (٣)» وجاء في المفضليات خمس كلمات هي «جعدة (٤) ، وخفاجة (٥) ، ضبعة (٦) ، جفنة (٧) ، صنبة (٨) ، غمرة (٩)».

وجاء في كتاب «شرح أشعار الشعراء الهذليين سبع عشرة كلمة وهي «نفاثة (١٠) ، زهرة (١١) ، غزية (١٢) ، بجلة (١٣) ، ذرة (١٤) ، مدركة (١٥) ، سحفة (١٦) ، سنة (١٧) ، قضالة (١٨) ، ساعدة (١٩) ، عاصية (٢٠) ، خياعة (٢١) ، أيلة (٢٢) ، أثلة (٢٣) ، حلية (٢٤) ، أثيلة (٢٥) ، تبالة (٢٦).

كما ورد في «جمهرة أشعار العرب» كلمة «ساسة» ضمن بيت شعر للكميت يقول فيه :

__________________

(١) ديوان طرفة بن العبد ١٤٣.

(٢) الأصمعيات ٢١٤.

(٣) الأصمعيات ٢١٠. (١٦) شرح الهذليين ٢ / ٧٩٣.

(٤) المفضليات ٢٧٦. (١٧) شرح الهذليين ٢ / ٢٩٢.

(٥) المفضليات ٣٣١. (١٨) شرح الهذليين ٢ / ٨٦٦ ، ٢ / ٨٦٩.

(٦) المفضليات ٢٣٩. (١٩) شرح الهذليين ٢ / ٨٦٩.

(٧) المفضليات ١٦٧. (٢٠) شرح الهذليين ٢ / ٨٧٠.

(٨) شرح الهذليين ١ / ٣٦٥ و ٣ / ١٢٤٠. (٢١) شرح الهذليين ٢ / ٨٩٩.

(٩) شرح الهذليين ٢ / ٤٢٥. (٢٢) شرح الهذليين ٢ / ١٢٢٢.

(١٠) شرح الهذليين ٢ / ٥٦٦. (٢٣) شرح الهذليين ٢ / ١٢٨٢.

(١١) شرح الهذليين ٢ / ٥٦٨. (٢٤) شرح الهذليين ٣ / ١٢٩٨.

(١٢) شرح الهذليين ٢ / ٦٢٣. (٢٥) الجمهرة ٢ / ٩٩١.

(١٣) شرح الهذليين ٢ / ٦٢٦. (٢٦) الأصمعيات ١٩٨.

(١٤) شرح الهذليين ٢ / ٧٣٠.

(١٥) شرح الهذليين ٢ / ٧٥٤.

١٥٩

لتتركنا قربى لؤي بن غالب

كسامة إذ أودت وأودى عتيبها (١)

ومما يجدر ذكره هنا هو أن كلمة «أثلة» و «أثيلة» قد أتتا علمين لمؤنثين كما ورد في بيت «لقيس بن الحطيم» قال فيه :

بل ليت أهلي وأهل أثلة في

دار قريب من حيث يختلف (٢)

فأثلة : هو اسم صاحبته.

كذلك جاءت «أثيلة» علما على امرأة كما في قول «أبي صخر الهذلي» :

قالت أثيلة قد تنقصّك البلى

ونكست في أطمار أشعث ناحل (٣)

وفيه شاهد آخر هو «أشعث» حيث منع من الصرف للوصفية ووزن الفعل.

ثالثا ـ الأعلام المؤنثة المختومة بتاء التأنيث :

وردت أعلام كثيرة من هذا الصنف في الشعر العربي وذلك مثل كلمة «أمامة» التي ذكرها النابغة الذبياني حين يقول :

ودّع أمامة والتوديع تعذير

وما وداعك من قفّت به المير (٤)

وذكرها كذلك عمرو بن معد يكرب بقوله :

__________________

(١) الجمهرة ٢ / ٩٩١.

(٢) الأصمعيات / ١٩٨.

(٣) شرح الهذليين ٢ / ٩٢٨.

(٤) ديوان النابغة الذبياني ٧١.

١٦٠