تهذيب اللغة - ج ٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٣

الأديم ، وهي نواحيه حيث يشدّ فيها الأوتاد إذا مدّ في الدباغ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الزعانف : ما تخرق من أسافل القميص ، يشبه به رُزَالُ الناس ، وأنشد :

وطيري بمخراق أشمّ كأنه

سليم رماح لم تنله الزعانف

طِيري أي اعلقي به ، والمِخراق : الكريم. لم تنله الزعانف : النساءُ أي لم يتزوّج لئيمة قطُّ ، سليم رماح : قد أصابته الرماح ، مثل سَلِيم من العقرب والحيَّة. قال : وأجنحة السمك يقال لها : زعانف.

[زبعر] : سلمة عن الفراء قال : الزِّبَعْرَى : السيء الخُلُق ، وبه سمي ابن الزبعرى الشاعر.

وقال أبو عبيدة من آذان الخيل أذن زِبَعْرة وهي التي غلظت وكثر شعرها.

وقال الليث : رجل زِبَعْرى وامرأة زِبَعْرَاة : في خُلُقها شكاسة. قال والزَّبْعر : ضرب من المَرْو والزبْعرِيّ : ضرب من السهام منسوب.

[زعبل] : وقال الليث : الزَّعْبَل : الصبيّ الذي لم يَنْجَعْ فيه الغِذَاء فعظم بطنُه ، ودقَّت عنقه. ومنه قول رؤبة :

* سمط تِولّى وِلْدة زعابلا*

ثعلب عن سلمة عن الفراء قال : الزَّعْبَلة : الذي يسمن بدنه وتدِقّ رقبتُه. والزَّعْبَلة : الدلو. ومنه قوله :

زَعْبَلة قليلة الخروق

بُلّت بكفَّي شُزَّب ممشوق

أبو العباس عن ابن الأعرابي زَعْبَلَ إذا أعطى عطيّة سنيّة.

[عرزم] : الليث العَرْزَم : الشديد القويّ المكلئزّ.

وإذا غلظت الأرنبة قيل : اعرنزمت. واللهزمة كذلك.

[زلعب] : أبو عبيد عن الأصمعي : اعرنزم ، واقرنبع ، واحرنجم إذا اجتمع.

أبو عبيد عن الأصمعي : جاءنا سيل مزلعبّ ومُجْلَعبّ وهو الكثير قَمْشُه.

وقال غيره : ازلعبّ السحاب إذا كثُف.

وأنشد :

تبدو إذا رفع الضبابُ كسورَه

وإذا ازلعبّ ضبابُه لم تبدُ لي

[مرعز] : أبو عبيد : المِرْعِزّى إن شدَّدت الزاي قصرت ، وإن خففت مدَدت ، والميم والعين مكسورتان على كلّ حال.

وقال الليث : المِرْعِزّى كالصوف يخلّص من بين شعر العنز. وثوب مُمَرعز وعلى وزنه شِغْصِلَّي. ويقال مَرْعِزَاء. فمن فتح الميم مدّه وخفف الزاي ، وإذا كسر الميم كسر العين وثَقَّل الزاي وقصر.

عرزل : الليث العِرْزال : ما يجمعه الأسد في مأواه من شيء يُمَهِّدُه لأشباله كالعُشّ.

وعِرْزال الصياد : أهدامه وخِرقَه في القُتْرة يمتهدها.

وقال بعضهم العِرزال : ما يجمع من القديد في قُتْرته.

٢٢١

أبو عبيد عن أبي عمرو العرزال : البقية من اللحم. قال : والعرزال أيضاً : موضع يتخذه الناظر فوق أطراف النخل والشجر يكون فيه فراراً من الأسد.

وقال شمر بقايا المتاع عرزال.

سلمة عن الفراء قال العرزال مأوى الأسد والعرزال ما يخبأ للرجل من اللحم والعرزال فم المزادة وَالعرزال سقيفة الناطور.

وقال أبو زيد العرازيل عن العرب مظالّ ذليلةْ فيها مُتَيِّعٌ خَفِيف. وأنشد :

قلت لقوم خرجوا هذا ليلْ

نَوْكَى ولا ينفع للنوكى القِيلْ

احتذروا لا يلقكم طَمَاليلْ

قليلةٌ أموالُهم عرازيلْ

قال وعرزال الحية : مأواه.

وقال أبو النجم :

* وكرهت أحناشُها العرازلا*

يقول : جاء الصيف فخرجت من جِحَرَتِها.

[عرزم] * : وقال الأصمعي حية عِرْزِم : قديمة وأنشد :

* وزاتَ قرنين زحوفا عِرْزِما*

[عنزب] : ثعلب عن ابن الأعرابي : العُنْزُب السُمَّان وهو العُتْرُب والعَبْرَب وطبخ قدراً عَرَبربية أي سُمّاقية.

باب العين والطاء

[ع ط]

[عرفط] : في الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شرب عَسَلاً في بيت امرأة من نسائه : فقالت إحدى نسائه أأكلت مغافير؟ فقال : لا ولكن شربتُ عسلاً. فقالت جَرَسَتْ إذاً نحلُه العُرْفُطَ. المغافير : صمغ يسيل من شجر العرفط حُلو ، غير أن رائحته ليست بطيّبة والْجَرْس : الأكل.

وقال شمر : العُرْفُط : شجرة قصيرة متدانية الأغصان ذات شوك كثير ، طولها في السماء كطول البعير باركاً ، لها وريقة صغيرة ، تنبت بالجبال تَعْلُقُها الإبل أي تأكل بفيها أعراض غِصَنَتِها.

وقال مسافر العبسيّ يصف إبلاً :

عبسيّة لم ترع طَلْحاً مُجْعَما

ولم تواضع عُرفُطا وسَلَما

لكن رعين الحزم حيث ادلَهما

بقلاً تعاشيب ونَوراً توْأما

أبو عبيد عن الأصمعي : العُرْفُط : شجرة من العضاه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : اعرنفط الرجلُ واجرنمز إذا تقبّض.

[عفلط] : وقال ابن دريد العَفْلَطة : خلطك الشيء ، عَفْلَطْتُه بالتراب.

[عطرد] : الليث : عُطارد : كوكب لا يفارق الشمس. وهو كوكب الكُتَّاب. وعُطارد : حيّ من بني سعد.

وقال ابن دريد : العطرّد : الطويل.

وقال غيره يقال : عَطْرِد لنا عندك هذا يا فلان أي صيّره لنا عندك. مَا لعُدّة واجعله لنا عُطروراً مثله. قال : ومنه اسم عُطَارد. ويوم عَطَرّد وعَطَوَّد : طويل.

٢٢٢

عمرط : أبو عبيد عن الأصمعيّ : قوم عَمَارِط : لا شيء لهم. واحدهم عُمْرُوط.

ويقال : العُمروط : اللصّ وجمعه عمارِطة.

وقال الليث : العَمَرَّط والجمع العمارط وهم الخِفاف من الفتيان : ويقال : الجسور الشديد.

[عملط] : أبو عمرو : بعير عَمَلّط : قويّ شديد. وأنشد :

قرَّب منها كل قَرْم مُشْرَط

عَجَمْجَم ذي كِدنة عَمَلَّط

المشرط : الميسّر للعمل.

[عرطل] : الليث : العَرْطَل : الطويل من كل شيء. وقال أبو النجم :

* وكاهل ضخم دعُنْق عَرْطَل *

[عطبل] : قال : والعُطْبُول : الطويلة العنق من الظباء والنساء. والجميع : العطابيل.

ونحو ذلك قال أبو عبيد في العُطْبول من النساء.

[علبط] : الأصمعيّ : العُلَبِط : الضخم.

وقال غيره عُلَبِط وعُلابط.

وقال أبو عبيد : ناقة عُلَبِطة : عظيمة.

[عفنط] : الليث العَفَنّط : اللئيم السيّيء الخُلُق. قال : والعفنَط أيضاً : الذي يسمَّى عَنَاق الأرض.

[عرطب] : قال : والعَرْطَبة : اسم للعُود.

عمرو عن أبيه قال : العَرْطَبة : الطُنْبُور.

[ذعمط] : والذَّعْمَطَة : الذبح الوَحِيّ. يقال : ذَعْمَطه إذا وَحَّى قتله.

[ثرعط] : والثُّرُعْطُط حَسَاءٌ رقيق طُبخ باللبن.

وقال هِميان :

* فاستوبل الأكلة من ثرعططه *

[بعثط] : وبُعثط الوادي : سُرَّقه وخير موضع فيه.

وقال ابن الأعرابي : يقال للرجل العالِم بالأمور : هو ابن بُعْثُطها.

وقال أبو زيد يقال : غَطِّ بُعْثُطك ، وهو آسته ومذاكيره.

[عثلط] : اللحياني : لبن عُثَلِط وعُثَالط أي خاثر.

وقال أبو عمرو : هو المتكبّد الغليظ.

وأنشد :

* أخرس في مِجْزَمة عُثَالِط*

[طعثن] : وقال ابن الأعرابي : الطَّعْثَنة : المرأة السيّئة الْخُلُق. وأنشد :

يا ربِّ من كتَّمني الصعادا

فهب له حليلة مغدادا

طَعْثَنة تَبَلَّعُ الأجلادا

أي تلتهم الأيور بهنها.

[عرطل] : قال : والعَرْطَوِيل والعَرْطَل : الشابّ الحسن.

باب العين والدال

[ع د]

[عمرد] : الليث العَمَرَّد : الشرس الْخُلُق القويّ.

[دلعث] : قال : والدِّلَعْث : الجمل الضخم.

وأنشد :

دِلَاث دِلَعْثِيٌ كأن عظامه

وَعَث في محال الزَوْر بعد كسور

٢٢٣

وهذا كل ما جاء به الليث في كتابه في هذا الباب.

دعبث : أبو العباس عن ابن الأعرابي : قال الدُّعْبُوث : المخنَّث. وقال غيره : هو الأحمق المائق.

[درعف] : أبو عبيد عن الفراء : ادْرَعَفَّت الإبل ، واذرَعَفَّت إذا مضت على وجوهها.

[ردعل] : والرِدَعْل : صغار الأولاد.

وقال عُجَير :

ألا هل أتى النصريَّ مَتْرَكُ صبيتي

رِدَعلا ومَسْبى القومِ غَصْبا نسائيا

قال : الرِدَعْل : الصغار.

[دعبع] : وقال ابن هانىء : دَعْبَعْ : حكاية لفظ الرضيع إذا طلب شيأ ، كأن الحاكي لفظه مرة بدَعْ ومرة بَبْع فجمعهما في حكايته فقال : دعبع. قال : وأنشدني زيد بن كُثْوة العنبريّ :

وليلٍ كأثناء الرُوَيْزيّ جُبته

إذا سقطت أوراقه دون زَرْبَع

قال : زَرْبَع اسم ابنه ثم قال :

لأدنو من نفس هناك حبِيبة

إليّ إذا ما قال لي أي دعبع

كسر العين لأنها حكاية.

[دعثر] : أبو عبيد عن الأصمعي قال : الدُّعْثُور : الحَوْض الذي لم يُتنوَّق في صنعته ولم يوسّع.

وقال العَدَبَّس : هو المثلَّم.

غيره : جَمَل دِعَثْر : شديد يُدَعثر كل شيء أي يكسِّره.

وقال العجاج :

قد أقرضت حَزْمةُ قرضا عَسْرا

ما أنسأتنا مذ أعارت شهرا

حتى أعدت بازلا دِعَثْرا

أفضل من سبعين كانت خُضْرا

وكان استقرض من ابنته حزمة سبعين درهماً للمصدِّق ، فأعطته ثم تقاضته فقضاها بَكْراً.

شمر قال ابن شميل : الدعاثير : ما تهدّم من الحياض الجَوَابي والمراكي ، إذا تكسّر منها شيء فهو دُعْثُور.

وقال أبو عدنان : الدُّعثور يحفر حَفْراً ولا يبنى ، إنما يحفِره صاحب الإبل يوم وِرْده.

[دلثع] : شمر قال أبو عمرو الدَّلْثَع : الكثير لحم اللِّثةِ. قال الجعديّ :

ودلاثعٍ حمرٍ لثاتُهم

مَرِعين شرابين للحَزْر

وقال غيره : الدَّلْثَع : الحريص الشره. وجمعه دلاثع. شمر عن النضر وأبي خيرة : الدَّلْثَع : أسهل طريق يكون في سَهْل أو حَزْن لا حَطُوط فيه ولا هَبُوط.

ثمعد : شمر عن ابن الأعرابيّ : المثمعدّ : الممتلىء المخصِب. وأنشد :

يا رَبِّ مَن أنشدني الصِّعَادا

فهب له غرائِراً أرْآدا

٢٢٤

فيهن خَود تَشْغَف الفؤادا

قد اثمعدّ خَلْقُها اثمعدادا

والصعاد : اسم ناقته. أنشدني أي عرَّفني من قولك : أنشدت الضالَّة إذا عرَّفتها.

وقال ابن شميل : هو المثمعدّ والمثمئدّ للغلام الريَّان الناهِد السمين.

[عردم] : شمر عن محارب : العَرْدَمة : الشدّة والصلابة ، إنه لعَرْدَم القَصَرة. وقال العجاج :

* نحمي حُمَيَّاها بعزّ عَرْدَم *

قال إذا قلت للعَرْد : عَرْدَم فهو أشدّ من العَرْد ، كما يقال للبليد : بَلْدَم فهو أبلد وأشدّ.

أبو عبيد عن الأمويّ : العِرْدام : العِذْق الذي فيه الشماريخ. وقال رؤبة :

* ويعتلي الرأس القُمُدَّ عَرْدَمه *

قال ابن الأعرابيّ : عَرْدَمُه : عنقه الشديد.

وقال النضر : العَرْدَم : الضخم التارّ الغليظ القليل اللحم. والعَرْد مثله ، وكذلك قال محارب.

* [عمرد] : قال شمر : وقال محارب : العَمَرّد : الذئب الخبيث السريع في شرَه ، والجميع العمارِد وهو كالعَمَرَّط ، إلا أن العَمَرَّط يوصف به الرجل الخبيث.

أبو عمرو : العَمَرَّد : البعيد من الأرض. وأنشد :

* حَرْفٍ تجُدّ النازح العمرَّدا*

وقال جرير يصف فرساً :

على سابح نَهْد يُشبَّه بالضحى

إذا عاد فيه الركضُ سِيداً عَمَرَّدا

وقال أبو عدنان : أنشدتني امرأة شدّاد الكلابيَّة لأبيها :

على رِفَلّ ذي فُضول أقْوَد

يغتال نِسْعَيه بجَوْز مُوفِد

ضافي السبيب سَلِبٍ عَمَرِّد

فسألتها عن العَمَرَّد فقالت النجيبة الرحيل من الإبل. وقالت : الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه. قال : والعَمَرَّد : السير السريع الشديد ، وأنشد :

فلم أر للهمّ المُنيخ كرِحلة

يحثّ بها القومُ النَجَاء العَمَرَّدا

وقال أبو عبيد : العَمَرَّدُ : الطويل.

[عربد] : شمر عن محارب قال : الأُفْعُوان يسمّى العِرْبَدّ ، وهو الذكر من الأفاعي.

ويقال : بل هي حيَّة حمراء خبيثة ومنه اشتقّت عَرْبَدة الشارب. وأنشد :

* مولَعة بخُلُق العِرْبَدّ*

وقيل : العِرْبَدّ : الشديد. وأنشد :

* وقد غضِبن غضباً عِرْبَدا*

وقال أبو خيرة وابن شميل : العِرْبَدّ ـ الدال شديدة ـ حيَّة أحمر أرقش بكُدْرة وسواد ، لا يزال ظاهراً عندنا وقلَّما يظلم ، إلا أن يُؤذي ، لا صغير ولا كبير.

وقال ابن الأعرابي : العِرْبَدُ والعِرْبَدّ : الحية.

ويقال للمُعربِد : عِرْبيد كأنه شبه بالحية.

دعرم : وقال ابن الأعرابي : الدِّعْرِم : القصير الذَّميم. وأنشد :

٢٢٥

إذا الدِّعْرَم الدِفْناس صَوّى لِقاحه

فإن لنا ذَوْداً عظام المحالب

لهن فصال لو تكلَّمن لا شتكت

كُلَيباً وقالت ليتنا لابن غالب

وأنشد أبو عدنان :

* قرَّب راعيها القَعُود الدِّعْرِما*

قال : الدِّعْرِم : القصير.

وقال ابن السكيت الدَّعْرَمة : قِصر الخَطْو وفيه عجلة.

[عبرد] : شمر عن أبي عمرو الشيباني : امرأة عُبَرِد : بيضاء ناعمة. وشحم عُبَرِد إذا كان يرتجّ.

الفراء : غُصْن عُبَرِد وعُبَارد إذا كان ناعماً ليناً.

وقال اللحياني : جارية عُبَرِدَة : يرتج من نَعْمتها.

[علند] : شمر : العَلَنْدَى : البعير الضخم الطويل. والأنثى عَلَنْدَاة. والجميع العلاند ، والعلادي والعَلَنْدَيات وأحسنها العلاند.

وقال النضر : العلنداة : العظيمة الطويلة.

وجمل عَلَنْدَى. والعَفَرْناة مثلها ولا يقال : جمل عَفَرْنى. والعلنداة : شجرة طويلة لا شوك لها من العضاه.

اللحياني : اعلندَى البعيرُ إذا غلُظ.

ابن الأعرابي : يقال رجل عَلَندًى وعلنداة ، وجمل كذلك ، وهو الطويل المديد ، وعَبَنّى وعبَنَّاة ، وسَرَنْدًى وسرنداة وسَبَنْتًى وسَبَنَتاة كل هذه الحروف منوَّنة.

[دلنع] : شمر عن محارب : الدَّلَنَّع : الطريق السهل في مكان حَزْن ، لا صَعُودَ فيه ولا هَبُوط. والجميع الدلانع.

(الأصمعي : مرَّ فلان مُنعدِلاً ومُنْوَدِلاً إذا مشى مسترخياً).

[عدمل] : شمر عن محارب : العُدْمُل : الشيء القديم. وأكثر ما يقال على جهة النسبة : ركيَّة عدملية ، أي عادِيَّة قديمة. والجميع العَدَامِل. قال : ويقال للضبّ المسنّ : عُدْمُلِيّ ؛ لقدمه. والأثنى عُدْمُلِيَّة. وزعم أبو الدُقَيش أنه معمرَّ عمر الإنسان حتى يهرم فيسمَّى عُدْمُلِيّاً عند ذلك. قال الراجز :

* في عُدْمُلِيّ الحسب القديم*

وقال :

فناشحوني قليلاً من مسوّفة

من آجِن ركضت فيه العداميلُ

قال ابن السكيت : العداميل : الضفادع.

قلت : كأنها الضفادع القديمة.

* عندل : وقال أبو عمرو : العَنْدَلِيب : طائر أصغر من العصفور.

وقال ابن الأعرابي : هو البُلْبُل. وقال أبو عدنان : أخبرني أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال : عليكم بشعر الأعشى ، فإنه بمنزلة البازي يصيد ما بين الكُرْكِيّ والعندليب. قال : وهو طائر أصغر من العصفور.

وقال الليث : هو طائر يصوّت ألواناً.

قلت : وجعلته رباعياً لأن أصله العندل ، ثم مُدَّ بياء ، وكُسعت بلام مكررة ، ثم قلبت باء. وقال بعض شعراء غنَّى :

٢٢٦

والعندليل إذا زقا في جَنَّة

خيرٌ وأحسن من زُقَاء الدُّخَّلِ

ثعلب عن ابن الأعرابي : عندل البعيرُ إذا اشتدَّ ، وصَنْدَلَ : ضخم رأسه.

وقال محارب : العَنْدَل من الإبل : الضخم الرأس ، وهو العَنْدَل. وقال غيره.

العَنْدَل : الناقة الضخمة وقيل : هي الشديدة ، وقيل : الطويلة. وامرأة عَنْدَلة : ضخمة الثديين. وقال الشاعر :

ليست بعصلاء يُذْمِي الكلبَ نكْهتُها

ولا بعندلة يصطكّ ثدياها

[علند] : أبو عدنان عن خالد : يقال : ما دون فلان مُعْلَندِد بكسر الدال أي ليس دونه مُنَاخ ولا مَقِيل إلَّا القصدَ نحوه.

وأنشدني :

* كم دون مهديَّة من مُعْلَنْدِد*

قال : المعلندِد : البلد الذي ليس به ماء ولا مرعى.

وقال ابن السكيت : يقال : ما لي عنه عُنَدَوٌ ولا مُعْلَنْدَد ولا حُنْتَأْل أي ما لي منه بُدّ.

وقال اللحياني : ما وجدت إلى ذلك عُنْدُداً وعُنْدَداً ومُعْلنْدَد ، ومُعْلَنْدِداً أي سبيلاً.

وما لي عن ذاك مُعْلَنْدِد ولا معلندَد.

[عندل] * : وقال الأصمعي : عندل الهدهد إذا صوَّت عَنْدَلة.

[عندب] : شمر عن أبي عدنان المُعَنْدِب : الغَضبان وأنشد :

لعمرك إني يوم واجهت عندها

مُعينا لرَجْلٌ ثابتُ الحلم كامله

وأعرضتْ إعراضاً جميلاً مُعَنْدِبا

بعنق كشُعْرور كثير مواصله

قال : الشعرور : القِثّاء ، وقالت الكلابية : المعندِب الغضبان ، وهي أنشدتني هذا الشعر لعبد يقال له وفيق.

[عندم] : أبو عبيد عن الأصمعي العَنْدَم : دم الأخْوين وهو الأيْدَع. وقال محارب : العندم صبغ الدار برنيان. وقال أبو عمرو شجر أحمر ، وقال بعضهم : العندم : دم الغزال بِلحَاء الأرْطى ، يُطبخان جميعاً حتى ينعقد فيختضبُ الجواري به.

وقال الأصمعي في قول الأعشى :

* سُخَاميَّةً حمراء تُحسب عَنْدما*

قال : هو صِبْغ زعم أهل البحرين أن جواريهم يختضبن به.

[دعبل] : ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للناقة إذا كانت فَتيّة شابّة : هي القرطاس والديباج والذِعلبة. والدِّعْبِل والعيطموس.

[عردم] : قال : العَرْدم : الغُرْمول الطويل الثخين المُتْمَهِلّ.

[درعف] : الفرّاء : ادرعفَّت الإبل واذرعفَت : مضت على وجوهها.

[قدحر] : واقدحرَّ واقذَحرَّ اذا تهيأ للسباب.

باب العين والتاء

[ع ت]

* عترف : أبو عبيد عن أبي زيد : العِتْرِيف : الخبيث الفاجر الذي لا يبالي ما صنع وجمعه عتاريف. قال : وجمَل عتريف وناقة عتريفة : شديدة وقال ابن مقبل :

٢٢٧

من كل عِتْرِيفة لم تَعْدُ أن بزلت

لم يبغ دِرَّتها راع ولا رُبَع

وقال الليث العُتْرُفان : الديك ، ونَبْت عريض من نبات الربيع يقال له : العترفان. فأمَّا العِفريت من الرجال فهو النافذ في الأمر ، المبالغ فيه مع خبث ودهاء. وجمعه عفاريت. والتاء زائدة.

قلت أصلها هاء ، والكلمة ثلاثية : أصلها عِفْر وعِفْرية.

عمرو عن أبيه : يقال للديك : العُتْرُفان والعَتْرَف ، والعُتْرَسان والعَتْرَس.

[عرتم] : وقال الليث : العَرْتَمة : ما وَتَرة الأنف والشفة. وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : يقال للدائرة التي عند الأنف وسط الشفة العليا : العَرْتَمة ، والعَرْتَبة لغة فيها.

[عرتن] : أبو عبيد عن الفراء ، العَرَتُن : نبات : يقال منه : أَدِيم مُعَرْتَن.

وقال شمر : العَرَتُن بضم التاء : شجر.

ويقال عَرَنْتُن والواحدة عَرَتُنة.

ابن السكيت عن أبي عمرو العِرْنة : عروق العَرَتُن. وهو شجر خشن يشبه العَوْسج ، إلا أنه أضخم وهو أثيث القرْع. وليس له سوق طوال ، يُدَقّ ثم يطبخ فيجيء أديمه أحمر.

[عنتر] : عمرو عن أبيه : العَنْتَر : الذباب.

وقال ابن الأعرابي : سُمِّيَ عنتَراً لِصوته.

وقال أبو عمرو أيضاً : العَنْتَرة : السلوك في الشدائد.

وقال المبرد : العنْتَرة : الشجاعة في الحرب. وقال النضر : العَنْتَر : ذباب أخضر. وأنشد :

إذا غرَّد اللَّقاع فيهما لعنتر

بمغدودِن مستأسِد النبت ذي خَبْرِ

[عترف] * : وقال أبو دؤاد في العُترفان : الديك :

وكأن أشلاء الجياد شقائق

أو عُتْرُفان قد تحشحش للبلى

يريد ديكاً قد يبس ومات.

[بلتع] : أبو عبيد عن الأصمعي : المُتَبلتِع : الذي يتكيّس ويتظرف.

[علفت] : وقال غيره العِلْفَتان : الضخم من الرجال الشديد. وأنشد :

يضحك مني من رأى تكركسى

من فرقى من عِلْفِتان أَدْبَس

أخبثِ خَلْق الله عند المَحْمِس

والتكركس : التلوث والتردد. والمحْمس موضع القتال.

[عنتل] : وقال اللحياني : يقال لبُظَارة المرأة : العُنْتُل والعُنْبُل. قال : وأنشدني أبو صفوان الأسَديّ يهجو ابن ميَّادة :

ألهَفى عليك يا ابن ميَّادة التي

يكون ذِيَاراً لا يُحَتُ خضابُها

إذا زَبَنَتْ عنها الفَصيل برجلها

بدا من فروج الشملتين عُنابها

بدا عَنْتَل لو توضع الفأس فوقه

مذكَّرة لا نفلّ عنه غُرابها

أي يكون خضابها ذياراً ، أراد أنها راعية تصُرّ وتحلب.

والذِيار : البَعَر الذي يُضَمَّد به الإحليل لئلا يؤثر فيه الضراب.

٢٢٨

وقال أبو سعيد : هو العُنْتُل والعُنْبُل للبقر ، مثل نتع الماءُ ونبع.

أبواب العين والظاء

[ع ظ]

لعمظ : قال الليث : اللَّعْمَظة : الانتهاس عن العظم مِلْء الفم. يقال لَعْمظت اللحم.

أبو عبيد عن الأصمعي : اللَعْمَظ : الحريص. وقال أبو عمرو : رجل لَعْمَظة : شهوان حريص.

أبو زيد : رجل لُعْمُوظ ولُعْموظة. وجمعه لعامظة.

وقال الفراء : اللَعْمَظ ، الشره الحريص.

وقال الأصمعي : رجل لَعْمَظة ولَمْعظة.

وأنشد لخاله :

أذاك خير أيها العضارط

وأيها اللمعظة العمارط

قال وهو الحريص اللَحَّاس.

[عنظ] : أبو عمرو : العُنْظُوان : شجر كأنه الحُرُض.

قلت : هذه شجرة من الحَمْض ، واحدتها عُنْظُوانة. ومنه قول الراجز :

حرّقها الحَمْض بعُنْظُوان

فاليومُ منها يوم أرْونان

أبو عبيد عن الفراء : العُنْظُوان : الفاحش.

والمرأة عُنْظُوانة. ويقال للمرأة البذيئة هي تُعَنْظِي وتحنظي إذا تسلّطت بلسانها فأفحشت ، وتخنظي أيضاً. وقال :

قامت تُخَنظي بك سَمْع الحاضر

صهصلق لا ترعوي لزاجر

لا تستطيع رشَدات راشد. وامرأة خنظيان كثيرة الشرّ.

[عنظب] : وقال الليث : العُنْظُب : الجراد الذكر.

أبو عبيد عن الأصمعي : الذكر من الجراد هو الحُنْظب والعُنْظُب. وقال الكسائي هو العُنْظَب والعِنْظاب والعُنْظُوب.

وقال أبو عمرو : هو العُنْظَب ، فأمَّا الحُنْظَب فالذكر من الخنافس ، وأنشد :

وأمُّك سوداء مَوْدونة

كأنّ أناملها الحُنْظَب

ذكر القتيبيّ أن في «كتاب سيبويه» العُنْظُبَاء.

وقال اللحياني : يقال عُنْظُب وعُنْظَب وعُنْظاب وعِنظاب وهو الجراد الذكر وقيل هو الجراد الأصفر.

[عظلم] : وقال الليث : العِظْلَم : عُصَارة شجر لونه كالنِيل ، أخضر إلى الكُدْرة.

أبو عبيد عن الأصمعي : العِظْلِم نبت ويقال : إنه الوَسْمة.

ابن السكيت ليل عِظلم : أي مظلم. وأنشد :

وليل عِظْلِم عرَّضت نفسي

وكنتُ مشيَّعا رحب الذراع

جريئاً لا تصعصعني البلايا

وأكوي من أعاديه وَقاع

أي كية الرأس

[عنظل] : ابن السكيت العَنْظَلة والنَعْظلة من العَدْو البطيء.

٢٢٩

أبواب العين والذال

[ع ذ]

برذع : الليث : البَرْذَعة : الحِلْس الذي يُلقى تحت الرجل. والجميع البراذع.

وقال شمر : هي البَرْذَعة والبَرْدَعة بالذال والدال. وازرعفَّت الخيل وادرعفَّت الخيل إذا سبقت وقال غيره.

البَرْذعة من الأرض لا جَلَدٌ ولا سهل والجميع البراذع.

[ذعلب] : وقال الليث الذِّعْلِبة النعامة. ويقال للناقة ذعلبة ، وإنما شبّهت بالنعامة لسرعتها وكذلك جمل ذعلب.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : الذعلبة : الناقة السريعة وقال خالد بن جَنَبَة : الذِّعْلِبة : النُويقة التي هي صَدَعٌ في جسمها وأنت تَحْقِرُها ، وهي نجيبة.

وقال غيره : هي البَكْرَة الحَدَثة.

وقال ابن شميل : هي الخفيفة الجواد ولا يقال : جمل ذعلب.

وقال غيره : يقال : جمل ذعلب.

وقال أبو عبيدة يقال للحاجة الخفيفة : ذِعْلِبة. وتجمع الذعاليب. وأنشد للمَعْلُوط :

مِمَّا أكون على الحاجات ذا لَبَث

وأحوذِيَّاً إذا انضمّ الذعاليب

وقال الليث الذِّعْلِب من الخِرَق : القطع المشقَّقة. وأنشد :

* منسرحاً إلَّا ذعاليب الخرق*

أبو عبيد عن أبي عمرو : الذعاليب : ما تقطّع من الثياب. قال ذو الرمة : تنوس كأخلاق الشُفُوف ذعالبُهْ

قال : وأطراف القميص يقال لها الذعاليب واحدها ذُعْلُوب. وهذا من «نوادر أبي عمرو».

أبو عبيد عن أبي زيد : تذعلبت تذعلُباً وهو انطلاق في استخفاء.

[ذلعب] : أبو عبيد عن أبي زيد أيضاً : المذلَعِبّ : المنطلق والمصمعدّ مثله.

وقال الليث : اذلعبّ الجمل في سيره اذلعباباً من النجاء. وأنشد : ناجٍ أمام الحَيّ مذلعبّ

قال واشتقاقه من الذعلب. قال : وكل فعل رباعي ثُقّل آخره فإن تثقيله معتمِد على حَرْفٍ من حروف الحلق.

[علذم] : ثعلب عن ابن الأعرابي : قرأ فما تلعذم وما تلعثم ، أي ما تمكَّث. قال : وقال المفضل : يقال : سألته عن شيء فلم يتلعثم ولم يتلعْذَم ولم يتلَعْلَم ولم يتثَمْثَم ولم يتمرَّغ ولم يتفكَّن أي لم يتوقّف حتى أجابني.

وقال الليث : العَلْذَمِيّ من الرجال : الحريص الذي يأكل ما قَدَر عليه.

[عذفر] : وقال : العُذَافِرة : الناقة الشديدة الأمينة الوثيقة الظهيرة. وهي الأَمُون : قال : وعُذَافر اسم كوكب الذنب.

وقال الأصمعي : العُذَافرة : الناقة العظيمة وكَذلك الدَوْسَرة. وقال لَبِيد :

عُذَافرة تَقَمَّصُ بالرُدَافَى

تخوَّنها نزولي وارتحالي

٢٣٠

بذعر : ويقال : ابذعرَّت الخيلُ وابثعرَّت إذا ركضت تبادر شيئاً تطلبه. وأنشد أبو عبيد في الابذعرار :

فطارت شِلالاً وابذعرَّت كأنها

عِصابة سَبْي خاف أن يُتَقَسما

ابذعرت أي نفرت وجَفَلت.

باب العين والثاء

[ع ث]

[رثعن] : أبو عبيد : المرثعِنّ : المسترخي.

قال : والمرثعنّ من المطر : المسترسل السائل.

وقال أبو زيد : جاء فلان مرثعناً : ساقط الأكتاف أي مسترخِياً.

وقال ابن السكيت في قول النابغة :

* كميشِ العَوالي مرثعِنّ الأسافل*

قال ؛ مرثعنّ : متساقط ليس بسريع ، وبذلك يوصف الغيث. قال : والمرثعنّ من الرجال : الذي لا يمضي على هَوْل.

وقال الليث : ارثعنّ المطرُ إذا ثبت وجاد ، وهو يرثعنّ ارثعناناً. والمرثعنّ من الرجال : الضعيف.

[بعثر] : وقال الفراء في قول الله جل وعز : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) [الانفِطار : ٤] قال : خرج ما في بطنها من الذهب والفضة. وخروج الموتى بعد ذلك ، قال وهو من أشراط الساعة : أن تُخرج الأرض أفلاذَ كبِدها.

قال : وبَعْثرت وبحثرت لغتان.

وقال الزجاج : بُعثرت : أي قُلِب ترابها وبُعث الموتى الذين فيها. ويقال : بعثروا متاعهم وبحثروه إذا قلبوه يقال : ذهب القوم بَعْذَرَى وبَعْثَرَى إذا تفرَّقوا.

[رعثن] : وقال الليث وغيره : الرَّعْثَنة : التَّلْتَلَة تتّخذ من جُفِّ الطلع فيُشرب بها.

[عبثر] : وقال : العَبَوْثرَان : نبات مثل القيصوم في الغُبْرة ، ذَفِر الريح ، إلّا أنه أطيب للآكِلِ ، له قضبان دَقاق ، الواحدة عَبَوثَرانة. فإذا يبست ثمرتها عادت صفراء كدراء. وفيها لغات : عَبَوثَران ، وعَبَوْثُران عَبَثَران وَعَبَيثُران.

أبو عبيد عن الفراء : العَبَيْثَرانِ وَالعَبَوْثَران : شجر طيّب الريح ، وكذلك قال ابن السكيت : هو نبت طيّب الريح. وأنشد :

يا رِيَّها إذا بدا صُنَاني

كأنني جاني عَبَيْثَران

قلت : شبه ذَفَر صنانه بذفر هذه الشجرة.

والذفر شدَّة ذكاء الرائحة ، طيّبة كانت أو خبيثة. وأمَّا الدفر ـ بالدال ـ فلا يكون إلّا للمنتن.

وقال اللحياني : وقع بنو فلان في عبَيْثران شر وعَبَوْثَران شر وعَبَيْثِرة شرّ إذا وقعوا في أمر شديد.

قال : والعَبَيْثِران : شجرة طيّبة الريح كثيرة الشوك ، لا يكاد يتخلَّص منها من شاكها ، تضرب مثلاً لكل أمر شديد.

عثلب : وشيخ مُعَثْلِب إذا أدبر كِبَرا.

وقال الليث : عَثْلَب فلان زَنْدا : أخذه من شجرة لا يُدرى أتورِي أم تصلد.

قال : وعَثْلَب : اسم ماء وقال الشمَّاخ :

٢٣١

وصدت صدوداً عن شريعة عَثْلَب

ولا بني عياذٍ في الصدور حوامِز

وقال غيره : عثلبت جدار الحوض وغيره : كسرته وهدمته. وقال النابغة :

* وسُفْعٌ على آس ونؤى معثلَب *

ابن السكيت : طعام مُعَثْلَب ، وقد عثلبوه إذا رمَّدوه بالرماد ، أو طبخوه فجشَّشُوا طحنه لمكان ضيف يأتيهم ، أو أرادوا الظعْن ، أو غِشيهم حَقّ. وطعام مُغَثْمر ـ بالغين ـ إذا كان بقشرة لم ينَقَّ ولم يُنْخل.

[ثعلب] : الليث : الثعلب الذكر ، والأنثى ثُعَالة.

أبو عبيد عن أبي زيد : يقال للأنثى : ثعلبة. والذكر يقال له : الثُّعْلُبان.

أبو عبيد عن الأصمعي : الثعلب : ما دخل من الرمح في السنان.

وقال الليث : ثعلبَ الرجلُ من آخر فرَّ فَرَقاً.

وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استسقى يوماً ودعا فقام أبو لُبابة ، فقال يا رسول الله : إن التمر في المرابد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم اسقنا ، فقام أبو لُبابة عرياناً يَسُدّ ثعلب مِرْبده بإزاره.

قال أبو عبيد : ثعلبُ المِرْبد : حُجْره الذي يسيل منه ماء المطر ، إن أصاب التمر وهو هناك.

وقال ابن الأعرابي : الثعلبة : الاست.

وقال أبو عمرو : الثعلب : أصل الراكوب في الجذع من النخل. وقال في موضع آخر : هو أصل الفَسِيل إذا قطع من أمّه.

[لعثم] : وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما أحد من الناس عرضتُ عليه الإسلام إلّا كانت له كَبْوة غير أبي بكر ، فإنه لم يتلعثم».

قال أبو عبيد قال أبو زيد : يقول : لم ينتظر ولم يتمكّث. وقد تلعثم الرجل إذا تمكَّث وتأنّى وتردّد فيه. قال : والكَبْوة : الوَقْفة.

وفي حديث لقمان بن عاد أنه قال في أحد إخوته : فليست فيه لعثمة ، إلّا أنه ابن أمة ، أراد أنه لا توقّف عن ذكر مناقبه إلّا عند ذكر صراحة نسبه ، فإنه يعاب بهجنته.

[عمثل] : أبو عبيد عن أبي عمرو قال العميثل : الذي يطيل ثيابه. قال وقال الأصمعي : العميثل من الوعول : الذيّال بذَنَبه.

وقال الليث : العَمَيْثَل : الضخم الثقيل وكأن فيه بُطْئاً من عِظَمه وجمعه العماثل.

نعثل : وفي حديث عثمان أنه كان يخطب ذات يوم ، فقام رجل فنال منه ، فوذَأه ابن سلام فاتَّذأ ، فقال له رجل : لا يمنعك مكان ابن سَلَام أن تسُب نَعْثَلاً فإنه من شيعته.

قال أبو عبيد قال ابن الكلبي : إنما قيل له : نَعْثل لأنه كان يشبَّه برجل من أهل مصر كان طويل اللحية يسمى نعثلاً ، فكان عثمان إذا نيل منه شُبَّه بذلك الرجل لطول لحيته ، ولم يكونوا يجدون فيه عيباً غير هذا.

٢٣٢

وقال الليث : النَّعْثَل : الشيخ الأحمق. ويقال : فيه نَعْثَلة أي حُمْق. قال : والنَّعْثَل : الذيخ وهو الذكر من الضباع. ابن الأعرابي : النعثل : الصنبع لمكان لحيته.

أبو عبيد عن أبي عمرو : النَّعْثَلة أن يمشي مُفَاجّاً ، ويقلب قدميه كأنه يغرِف بهما. وهو من التبختر.

ثعلب عن ابن الأعرابي : نعثل الفرسُ في جريه إذا كان يعقد على رجليه في شدة العَدْو وهو عيب وقال أبو النجم :

* كل مكب الجري أو منعثلة*

وقال أبو عبيدة فرس منعثل : يفرق قوائمه فإذا رفعها فكأنما ينزعها من وحل يخفق رأسه ولا يتبعه رجلاه.

[ثرعم] : ثعلب عن ابن الأعرابي الثِّرْعامة : المرأة وأنشد :

* أفلح من كانت له ثِرْعامة*

أي امرأة.

باب العين والراء وما بعدها من

الحروف

[عنبر] : قال الليث : العَنْبَر من الطيب ، وبه سمّي الرجل.

عمرو عن أبيه : العنبر التُرْس.

قلت : وإنما قيل للترس : عنبر لأنه يتخذ من جلد سمكة بحرية يقال لها : العنبر.

وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث سَرِيّة إلى ناحية السِّيف ، فجاعوا ، فألقى لهم دابَّة يقال لها العَنْبَر ، فأكل منها جماعة السرِيَّة شهراً حتى سمِنوا.

أبو عبيد عن الكسائي : أتيته في عَنْبَر الشتاء أي في شِدَّته.

[مزعل] : وقال الليث : الفُرْعُل والبُرْعُل : ولد الضبع من الضبع. والجميع الفَرَاعِل.

[رعبل] : أبو عبيدة عن الفراء : ثكلته الجَثَل ، وثكلته الرَّعْبَل معناهما : ثكِلته أُمُّه.

سلمة عن الفراء : امرأة رَعْبَل إذا كانت خرقاء رعناء.

وقال الليث : رَعْبلت اللحم رَعْبَلة.

والقطعة الواحدة رُعْبُولة. والرعابيل : الثياب المتمزّقة. قال وامرأة رَعْبَل في خُلْقان الثياب. وقال أبو النجم :

* كصوت خرقاء تراعي رَعْبِل *

وقال غيره : ريح رَعْبلة إذا لم تستقم في هبوبها.

وقال ابن أحمر يصف الريح :

عشواء رعبلة الرواح خَجَوْ

جاة الغُدُوّ رواحُها شهر

وقال شمر في قول الكميت يصف ذئباً :

يراني في اللمام له صديقاً

وشادنة العسابر رَعبليب

قال شمر : يراني يعني الذئب. وشادنة العسابِير : أولادها رَعْبليبٌ أي ملاطفة.

وقال غيره : رعبليب يمزّق ما قدر عليه من رعبلت الجلد إذا مزقته ومنه قول ابن أبي الحُقَيق :

من سرّه ضرب يرعبل بعضُه

بعضاً كمعمعة الأباء المُحْرَق

٢٣٣

ربع ـ (يربوع): وقال الليث : اليَرْبُوع : دويبة فوق الجُرَذ الذكر والأنثى فيه سواء.

أبو عبيد عن أبي زيد : هو يَرَابيع المَتْن وحرَابِيّ المتن للحم المتن.

وقال أحمد بن يحيى : إن جعلت واو يربوع أصلية أجريت الاسم المسمّى به ، وإن جعلتها غير أصلية لم تجره وألحقته بأحمد.

وكذلك واو يَكْسُوم. قال ذلك الفراء.

[بلعم] : أبو عبيد عن الأصمعيّ : البُلْعوم : مجرى الطعام في الحلق. ويقال : بُلْعُم.

وأما بَلْعَم : فهو اسم رجل.

وقال الليث : البُلْعوم : البياض الذي في جحفلة الحمار في طَرَف الفم. وأنشد :

* بيض البلاعيم أمثال الخواثيم*

[برعم] : أبو عبيد : البُرْعُوم : نَوْر النبت قبل أن يتشقق.

وقال أبو عمرو : البُرْعُوم : زَهَر النبت قبل أن يتفتّح. ويقال : بُرْعُم ، ومنه قول الشاعر :

الآكلين صريحَ محضهما

أكلَ الحُبَارى بُرْعُمَ الرُّطْب

وقال أبو زيد : براعيم الجبال : شَماريخها واحدها بُرْعُومة.

وقال الليث : البراعيم : أكمام الشجر فيها الثمرة. يقال بَرْعَمت الشجرة فهي مُبَرعِمة إذا أخرجت بُرْعمها.

[عنبل] : الليث : امرأة عنبلة. قال : وعَنْبَلتُها : طول بَظْرها قال : والعُنْبُلة : الخشبة التي يدَق بها في المهراس الشيء.

وقال اللحياني : عُنْبُل المرأة : بُظَارتها.

وقال جرير :

إذا ترمَّز بعد الطلق عُنْبُلها

قال القوابل هذا مِشْفَر الفِيل

ووَتَر عُنَابل : غليظ.

[رمعل] : الحراني عن ابن السكيت : ارمَعَل دمعُه وارمَعنّ إذا سال ، فهو مرمعلّ ومُرْمعنّ.

[فرعن] : ابن شميل : الدروع الفِرْعونيَّة. قال شمر : هي منسوبة إلى فرعون موسى.

وقيل الفرعون بلغة القبط : التمساح.

أبو عبيد عن أبي عمرو المُعْلَنْبى : الذي يُشْرِف ويشخَص بنفسه.

[علنب] : وقال اللحياني : أعلنبى الكلبُ والديك الهِرّ إذا انتفش للنضال.

[عبنق] : قال : واعبنقى وابعنقى إذا ساء خُلُقه.

[عقنب] : وعُقَاب عَقَنْبَاة وعَبَنقاة وبَعَنقاة. قال الكسائي : هي ذات المخالب المنكَرة الخبيثة.

وقال ثعلب عن ابن الأعرابي : هي السريعة الأخذ.

وقال الليث : العَقَنباة : الداهية من العِقبان. وجمعها عَقَنْبيَات.

[عرطب] : وفي الحديث : «إن الله يغفر لكل مذنب إلّا لصاحب عَرْطَبة أو كوبة».

قال أبو عبيد : العَرْطَبة : العود.

وروى عمرو عن أبيه : العَرْطَبة : الطُنْبور.

صعفص : الصَعْفصة : السِكباج. رواه أبو عمرو في «كتابه».

٢٣٤

باب خماسي حرف العين

أبو عبيد عن أبي عمرو : (الهَبنْقَع) : الذي يجلس على عقبيه ، أو على أطراف أصابعه يسأل الناس. وأنشد أبو عبيد :

ومهُور نسوتهم إذا ما أَنْكَحُوا

غَدَوِيّ كل هَبَنْقَع تِنبال

شمر عن ابن الأعرابي : الهبنقع : الذي إذا قعد في مكان لم يبرحه. وأنشد :

* أرسلها هَبَنْقَع يبغي الغزلْ*

أخبر أنه صاحب نساء. وقال شمر : هو الذي يأتيك يلزم بابك في طلب ما عندك لا يبرح.

وقال الليث : رجل هبنقع وامرأة هبنقعة هو الأحمق ، يُعرف حمقه في جلوسه وأموره.

وقال الأصمعي : قال الزِبْرِقان بن بدر : أبغض كنائني إليّ : التي تمشي الدِّفقَّى ، وتجلس الهبنقعة.

قال الأصمعي : الدِفقِّي : مشي واسع.

والهَبَنْقَعة : أن تَرَبَّع وتمدّ إحدى رجليها في تربّعها.

اختاروا من ضروب الخماسيَّة المعتدلة خمسة أوجه ، وجهان مستعملان في كلامهم ، وثلاثة أوجه منها مستقبحة. فالوجهان المستعملان نحو شَمَرْدَل وسفرجل. والثاني خُبَعْثِن وقُذَعمِل. والأوجه المستقبحة نحو سَمَرْطل ودِلَعْثَم وشبرقر. واستثقلوا بناءها فقالوا : سَمَرْطول ، ودلعثام. وكذلك مدّوا الوجهين المعتدلين ، فقالوا : خُبَعثين ، كما قالوا : شُرَحْبيل. وذكر فُرْهَنْد ، وقال : لا أعرف له نظيراً ، ولم يفَسِّره.

أبو عبيد عن الفراء : (الخِنْثَعْبَة) : هي الناقة الغزيرة. قال وقال أبو عبيدة : الخُبَعْثِنة من الرجال : الشديد الخَلْق العظيم. وقال غيره : هو العظيم الشديد من الأُسْد. وقال أبو زُبَيد الطائيّ :

خُبَعثِنة في ساعديه يزايل

تقول وَعَى من بعد ما قد تجبرا

وقال الليث : (الخُبَعْثِن) من كل شيء : التارّ البدنِ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : (العَشَنْزَر) : الشديد. وقَرَب عَشَنزَر : مُتعب : وضَبُع عَشَنْزَرة : سيّئة الخُلْق.

وقال الليث : العشنزر نعت يرجع في كل شيء إلى الشدّة. وأنشد :

* ضرباً وطعناً باقرا عَشَنْزَرا*

وقال الليث : امرأة (قَفَنْزَعة) : قصيرة.

٢٣٥

وقال (العَفَنْقَسُ) و (العَقَنْفَس) : السيّء الخُلُق المتطاوِل على الناس. وأنشد :

إذا أراد خُلُقاً عَفَنْقَسا

أقرَّه الناسُ وإن تَفَجَّسا

قال ويقال : ما أدري ما الذي عَفْقَسه وعَقْفَسه أي ما الذي أساء خلقه بعد ما كان حَسَن الخلق.

قال الكسائي : رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس : وهو اللئيم.

وقال أبو زيد : العَفَنْقَس : العَسِر من الأخلاق. (والعَبَنْقَس) : الناعم الطويل من الرجال : وقال رؤبة.

* سوفَ العذارى العارِم العَبَنْقَسا*

وقال ابن السكيت : العَبَنْقَس : الذي جَدّتاه من جهة أبويه عجميَّتان وامرأته عجمية.

والفَلَنْقَس : الذي هو عربيّ لعربيّين ، وجدّتاه من قِبَل أبويه أمَتَان وامرأته عربيّة.

أبو عبيد عن أبي زيد وأبي الجراح (العَضْرَفُوط) : الذكر من العَظَاء. وقال العَدَبّس الكناني : هو ضرب من العَظَاء ، وليس بذَكَر العظاء ، وهو أكبر من العظاء.

وقال أبو عمرو : هو ذَكَر العظاء.

وقال الليث : العَضْرَفُوط : دويَّبة تسمى العِسْوَدّة ، بيضاء ناعمة وجمعها عضافيط وعضرفوطات.

قال : وبعضهم يقول : عُضْفُوط.

أبو عبيد عن أبي زيد : ما عنده قُذَعْمِلة ولا قِرْطَعبة أي ليس له شيء. وقال النضر : القُذَعْمِلة : الناقة القصيرة الحَرَضُ. وشيخ قُذَعْمِل : كبير. ويقال : ما في الوعاء قُذَعْمِلة. وهو الشيء اليسير ممّا كان.

وقال الليث : (القُذَعْمِل) والقُذَعْمِلة ، القصير الضخم من الإبل ، مرخّم بترك الياءين. أبو عمرو : القذعميل : الضخم الرأس. وأنشد :

قرَّبن أجمالَ خُدور قُعْسا

كل قُذَعْمِيل كان الرأسا

منه عِباديّ تغشَّى تُرْسا

يقال : ما عليها قِرْطَعْبة أي خِرقة. أبو زيد : ما عنده قُذَعملة ولا قرطعبة. وقال أبو صاعد : ما في الوعاء خَرْبِصيصة ولا به قذعملة.

أبو العباس عن ابن الأعرابي : (القَبَعْثَرَى) : الجمل الضخم.

وقال الليث : هو الفصيل المهزول. قاله : وسألت أبا الدقيش عن تصغيره ، فقال قُبَعْثَرة ، ذهب إلى الترخيم.

وقال أبو زيد : جَمَل قَبَعْثَرىً ، وناقة قَبَعْثراة : وهي الشديدة.

وفي «النوادر» : القبعثرى مثل الخمخم ، وهما دابَّتان تكونان في البحر. وقال الخليل : يَسْتَعُور خماسيّ ، جَعَل الياء من نفس الحرف. قال سيبويه : الزوائد لا تلحَق بأوائل الرباعيّ والخماسيّ.

وقال الليث : (القَرَعْبَلانة) : دويْبَة عريضة محبنطِئة. وما زاد على قَرَعْبَل فهو فَضْل ليس من حروفهم الأصلية. قال : ولم يأت اسم في كلام العرب زائداً على خمسة أحرف إلّا بزيادات ليست من

٢٣٦

أصلها أوْ وَصْلِ حكاية بحكاية ؛ كقوله :

فتفتحه طَوْراً وطوراً تُجيفه

فتسمع في الحالين منه جَلَنْبَلَقْ

حكى صوت باب ضخم في حالتي فتحه وإسفَاقه ، وهما حكايتان متباينتان «جَلَنْ» على حدة ، وبَلَقْ على حدة إلا أنهما التزقا في اللفظ ، فظنّ غير المميز أنها كلمة واحدة ، ونحو ذلك قول الشاعر في حكايته أصوات الدوابّ :

* جرت الخيل فقالت حَبَطَقْطَقْ *

وإنما ذلك أرْدَاف أردفت بها الكلمة ؛ كقولك : عَصَبْصَب ، وأصله من قولهم : (يَوْمٌ عَصِيبٌ).

وقال الليث : (السُّفُرْقَع) : شراب لأهل الحجاز من الشعير والحبوب. وهي حبشية ليست بعربيّة. وبيان ذلك أنه ليس في كلام العرب كلمة خماسية صدرها مضموم وعجزها مفتوح ، إلّا ما جاء من البناء المرخّم نحو الذُرَحْرَحة والخُبَعْثَنَة.

قال : وقال بعض العلماء هو (السُّقُرْقَع) بالقافين وهو السُكْرَكَة.

قلت : وهذا هو الصواب وهكذا رواه أبو العباس عن ابن الأعرابي سُقُرْقَع بقافين.

عمرو عن أبيه قال : (السَّقَعْطَرِيّ) : النهايةُ في الطول.

وقال الليث : هو الضخم الشديد البطن الطويل من الرجال.

وقال شمر : (العَلْطَمِيس) : الضخم الشديد. وأنشد قول الراجز :

لما رأت شيب قذالى عِيسا

وهامة كالطَسْت عَلطَمِيسا

وقال الليث : هي الضخمة من النوق ذات أقطار وسَنَام.

الليث (السَّلَنْطَع) : الرجل المُتعتِّه في كلامه كأنه مجنون.

وقال ابن دريد السِّلِنْطَاع : الطويل.

وقال شمر : ناقة جَلَنْفعة : قد أسنت وفيها بقيِّة. وأنشد :

* وأين وسْقُ الناقة الجَلَنْفعَة*

وقال الليث : (الجَلَنْفَع) : الغليظ من الإبل.

ثعلب عن ابن الأعرابي : رجل جَنَعْدل إذا كان غليظاً شديداً. وقال الراجز : قد مُنِيت بناشىء جَنَعْدَل

وقال الليث : (الْجَنَعْدَل) : التارّ الغليظ من الرجال الرَبعة.

ابن الأعرابي : رجل يَلَنْدَد وجَنَعْدَل إذا كان غليظاً شديداً.

سلمة عن الفراء : امرأة عَنْجَرِد : خبيثة سيّئة الخُلُق. وأنشد :

عَنْجَرِد تحلف حين أحلف

كمثل شيطان الحَمَاط أعرفُ

وقال غيره : امرأة عَنْجَرِد : سليطة.

عَصَنْصَر : موضع.

أبو عمر : (العَنْفَجيج) من الإبل : الحديدة المنكرة. وقال ابن مقبل :

وعنفجيج يُصِمُّ الحيّ جِرَّتها

حرفٍ طليح كركن خَرَّ من حَصَن

٢٣٧

وقال الأصمعي : (العَنْفَجِيج) : الجافي الخَلْق والعَفَنْجَج الأحمق.

وقال الليث (العَفَنْجَل) : الكثير فضولِ الكلام.

أبو عبيدة عن أبي عمرو (العَرَنْدَسة) : الناقة الشديدة. وقال غيره : بعير عَرَنْدَس ، وناقة عَرَنْدَسة : شديد عظيم وقال :

* أرسلت فيها جَحْجَباً عَرَنْدَسا*

وعِزّ عَرَنْدس : ثابت. وحَيُ عَرَنْدَس إذا وُصفوا بالعز والمَنَعة.

و (الدَّلَعْثَم) هو البطيء من الإبل. وربما قالوا دِلِعْثام.

الفراء : (الصَّنَعْبَر) : شجرة. ويقال لها الصعبر.

وقال ابن الأعرابي ـ فيما روى عنه ثعلَب ـ خُزَعْبِيلات الكلام : هَزْله ومُزَاحه. يقال هات بعض خَزعبيلاتك.

و (العنقفير) : الداهية.

وقال الليث : رجل (جِعِنْظار) ، إذا كان أكولاً قويّاً عظيماً جَسيماً ، وهو الْجَعَنْظَر.

ابن دريد (عُفَنْقِصة) : دُوَيْبَة وما بفلان (قُرَطْعَبة) أي ماله شيء وأنشد :

فما عليه من لباس طِحْرِبَهْ

وماله من نشب قرَطْعَبَهْ

وأبو عبيد عن أبي زيد : ما عليه قِرْطَعْبَه.

سلمة عن الفراء : الفُكَاهة : المُزَاح. وكذلك (الخُزَعْبِلة).

وقال ابن الأعرابي : من أسماء العجب الخُزَعْبِلة والحَدَنْبَدَى.

وقال ابن دريد : (خَزَعْبَل) وخُزَعبِل هي الأحاديث المستطرَفة.

قال : و (السِّلِنْقاع) : البرق إذا لمع لمعاناً متدارِكاً ، وقد اسلنقع.

قال : و (الدِّلِعْماظ) : الوقّاع في الناس ورجل زِلِنْباع : مندرئ بالكلام. ورجل (زِبِعْباق) : سيّء الخُلُق : و (بَرْقَعِيد) : موضع. ورجل (عَلَنْكَد) : صُلْب شديد. وبلد (عَذَمْهَر) : رَحْب واسع. و (الهَبَرْكَع) : القصير. و (العَفَنْشل) : الثقيل الوخم. ورجل (عَفَرْجَعْ) سيء الخلق. و (زَمَعْلَق) : مثله. و (العَفَنْجَش) : الجافي. و (القَصَنْصَع) : القصير. و (العَلَنْدَس). و (العَرَنْدَس) : الصلب الشديد. ورجل (دَعَنْكر) مندرىء على الناس.

وقال أبو عمرو : (الجَعْفَلِيق) : العظيمة من النساء ، وأنشد :

قام إلى عذراء جعفليق

قد زينت بكعب محلوق

ثعلب عن ابن الأعرابي : رجل (قِنْذَعْل) إذا كان أحمق.

وقال ابن السكيت قال أبو عمرو : (البَلَنْتَعة) من النساء : السليطة المتشائمة الكثيرة الكلام.

وقال أبو عبيد (الهَجَنَّع) : العظيم من الرجال الطويل.

وقال أبو عبيدة (اقْرَنْشَعَ) إذا سُرَّ وابْرَنْشَقَ مثله. في «النوادر» : (الْجُنْدَعْر [الجُنْدُخ]) : ضرب من الجراد.

الليث : (المُقْرَنْشِعُ) : الذي ينتصب ويتهيأ

٢٣٨

للشر ، وأنشد :

إن الكبير إذا يشاء رأيتَه

مُقْرَنْشِعَاً إذا يهان استزمرا

أي تصاغر ، من الزمِر.

أبو زيد في «النوادر» : (اعْرَنْفَزَ) إذا مات. عمرو عن أبيه : (العَنْجَرة) من النساء : المكتَّلة الخفيفة الروح ، و (الكعْنَكعة) : الغول. و (العَرَكْرَكة) : المسترخية الشحم. الأصمعي : (العَقَنْقَل) : الَحَبْل العظيم من الرمل يكون فيه حِقَفه وجِرَفة وتعقُّد. جمعه عقاقيل.

أبو تراب : الهجنَّع والهجنَّف : الطويل العظيم.

وأنشد الأصمعيّ لجران العَوْد :

شبهها الرائي المشبه بيضة

غداً في الندى عنها الظليم الهَجَنَّف

ومن الخماسي الملحق : (العَبَنْبَل) ، وأنشد أبو عمرو :

سمَّيت عَوْدي الْخيْطف الهمرجلا

الهوزب الدلهاثة العَبَنْبلا

قال : هو العظيم. والدِّلْهَاثَة : المتقدمة. والهَمَرْجَل : السريع الوَسَاع. والفَرْجَلَة : التفحّج. والهَوْزَب : الكبير في سنّه. والْخَيْطَف ، السريع. والعَثَمْثَم : الضخم.

٢٣٩

هذا كتاب حرف الحاء من تهذيب اللغة

قال أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد : الحاء : حرف مخرجه من الحلْق. ولولا بُحّة فيه لأشبه العين. قال : وبعد الحاء الهاء. ولم يأتلفا في كلمة واحدة أصلية الحروف. وقبح ذلك على ألسنة العرب ، لقرب مخرجيهما لأن الحاء في الحلق بلِزق العين. وكذلك الحاء والهاء. ولكنهما يجتمعان من كلمتين لكل واحدة معنى على حدة كقول لبيد :

يتمارى في الذي قلت له

ولقد يسمع قولي حَيَّهَل

وكقول الآخر :

* هيهاؤه وحيّهَلُهْ*

وإنما جمعهما من كلمتين : حَيّ كلمة على حدة ومعناه هَلُمَّ. وهلْ : حثيثي. فجعلهما كلمة واحدة وكذلك ما جاء في الحديث : «إذا ذكر الصالحون فحيَّهَلَ بعمر» يعني إذا ذكروا فأتِ بذكر عمر.

قال : وقال بعض الناس : الحَيْهَلة : شجرة. قال : وسألنا أبا خَيْرة وأبا الدُقيش وعِدَّة من الأعراب عن ذلك فلم نجد له أصلاً ثابتاً نطق به الشعراء ، أو روايةً منسوبة معروفة ، فعلمنا أنها كلمة مولَّدة وُضعت للمعاياة.

وقال ابن شميل : حَيَّهَلَا : بَقلة تُشبِه الشُّكَاعى يقال : هذه حَيَّهَلَا كما ترى ، لا تنوَّن في حَيّ ولا في هلا. الياء من حيَّ شديدة ، والألف من هَلَا منقوصة وهي مبنية مثل : خمسة عشر.

وقال الليث : قلت للخليل : ما مِثل هذا من الكلام : أن يجمع بين كلمتين فتصير منهما كلمةٌ؟ قال : قول العرب عبد شمس وعبد قيس ، عبد كلمة وشمس كلمة فيقولون : تعبشم الرجل وتعبقس ورجل عبشمي وعبقسي.

قلت : وقد روينا عن أحمد بن يحيى عن سَلَمة عن الفراء أنه قال : لم نسمع بأسماء بُنيت من أفعال إلا هذه الأحرف : البسملة ، والسبْحلة ، والهيللة ، والحولقة. أراد أنه يقال : بسمل إذا قال : بسم الله ، وسَبْحل إذا قال : سبحان الله ، وهَيْلَل إذا قال : لا إله إلّا الله ، وحَوْلَق إذا قال : لا حول ولا قوّة إلا بالله.

قال أبو العباس : وحمدل حمدلة إذا قال : الحمد لله ، وجَعْفَل جَعْفلة من جُعِلت فداك قال والحَيْعَلة من حيّ على الصلاة. قال أبو العباس : وهذه الأحرف الثلاثة عن غير الفراء.

٢٤٠