تهذيب اللغة - ج ٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٣

وقال الليث : يسمى الفرس السابح عَوَّاماً ، يعوم في جريه ويسبح.

عمرو عن أبيه قال العامَة : المِعْبَر الصغير يكون في الأنهار وجمعها عامات.

وقال الليث : العامة تتَّخذ من أغصان الشجر ونحوه ، يُعبر عليها الأنهار ، وهي تموج فوق الماء ، والجميع العام والعامات.

قال : والعامة : هامة الراكب إذا بدا لك رأسُه في الصحراء وهو يسير.

قال : وقال بعضهم لا أسمي رأسه عامة حتى أرى عليه عمامة.

الحراني عن ابن السكيت : عام الرجل إلى اللبن يعام عَيْمة وهو رجل عَيْمان وامرأة عَيْمى ، ويُدعى على الرجل فيقال : ما له آم وعام ، فمعنى آم : هلكت امرأته ، وعام : هلكت ماشيته فيعامُ إلى اللبن.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يتعوّذ من العَيْمة والأَيمة ، فالعيمة شدة الشهوة للبن حتى لا يصبر عنه ، يقال : عام يعام عيمة وقوم عَيَامى وعِيَام. والغيمة : شدة العطش والأيمة : طول العُزْبة.

وقال الليث : يقال عِمْت عَيْمة عَيَماً شديداً. قال : وكلّ شيء من نحو هذا مما يكون مصدراً لِفَعْلان وفَعْلى فإذا أنّثت المصدر فخفّف ، وإذا حذفت الهاء فثقّل نحو الحَيرة والحَيَر والرَغْبة والرَغَب والرَهْبة والرَهب ، وكذلك ما أشبهه من ذواته.

وقال غيره : أعامنا بنو فلان أي أخذوا حلائبنا حتى بَقِينا عَيَامى نشتهي اللبن وأصابتنا سنة أعامتنا ، ومنه قالوا : عام مُعِيم : شديد العَيْمة.

وقال الكميت :

بعام يقول له المؤلِفو

ن هذا المُعيم لنا المُرْجل

ويقال : أعام القومُ إذا قلّ لبنهم.

وروي عن المؤرِّج أنه قال : طاب العَيَام أي طاب النهار ، وطاب الشَرْق أي الشمس وطاب الهويم أي الليل.

وقال الأصمعي : عِيمة كل شيء خياره. وجمعها عِيَم. وقد اعتام يعتام اعتياما ، واعتان يعتان اعتياناً إذا اختار.

وقال الطّرماح يمدح رجلاً وصفه بالجود :

مبسوطة يَسْتن أوراقُها

على مُواليها ومعتلمِها

وقال أبو سعيد : قال أبو عمرو : العَيْم والغيم العطش. وقال أبو المثلّم الهذلي :

تقول أرى أُبينيك اشرهفّوا

فهم شُعْث رؤوسُهم عِيَامُ

قلت أراد : أنهم عِيام إلى شرب اللبن شديدةٌ شهوتهم إليه.

وعم : ذُكر عن يونس بن حبيب أنه قال : يقال : وَعَمَت الدارَ أَعِم وَعماً أي قلت لها : انعمي.

وأنشد :

* عِمَا طللى جُمْل على النأي واسلما*

قال يونس : وسئل أبو عمرو بن العلاء عن

١٦١

قول عنترة :

* وعِمِى صباحاً دار عبلة واسلمى*

فقال : هو كما يَعْمِي المطرُ وَيعْمِي البحر بزَبَده ، وأراد كثرة الدعاء لها بالاستسقاء.

قلت : إن كان من عَمَى يعمِي إذا سال فحقّه أن يُروى : واعمى صباحاً ؛ فيكون أمراً من عَمَى يَعْمي إذا سال أو رمى.

قلت : والذي سمعناه وحفظناه في تفسير عم صباحاً : أن معناه : أنعِم صباحاً ، كذلك أخبرني أبو الفضل عن ثعلب عن ابن الأعرابي ؛ قال : ويقال : أنعم صباحاً وعِمْ صباحاً بمعنى واحد.

قلت : كأنه لمّا كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعض حروفه لمعرفة المخاطب به. وهذا كقولهم : لا هُمّ ، وتمام الكلام اللهم ، وكقولهم : لهنَّكَ ، والأصل لله إنك.

ومع : أهمله الليث.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : الوَعْمة : ظبية الجبل ، والومعة الدُفعة من الماء.

١٦٢

باب لفيف العين

عوى ، عا ، عى ، عيي ، وعى ، وعوع ، وع ، عوّ. (مستعملات).

عوى : قال الليث : عوت الكلابُ والسباع تَعْوي عُوَاء وهو صوت تمدّه وليس بنبح.

أبو عبيد عن أبي الجراح قال : الذئب يَعْوِي.

وأنشدني أعرابيّ :

هذا أحقّ منزل بالترك

الذئب يَعْوِي والغراب يبكي

ومن أمثالهم في المستغيث بمن لا يغيثه قولهم : لو لك عَوَيت لم أَعْوِهْ. وأصله الرجل يبيت بالبلد القفر فيستنبح الكلاب بعُوائه ليندلّ بنُباحها على الحيّ. وذلك أن رجلاً بات بالقَفْر فاستنبح ، فأتاه ذئب ، فقال : لو لك عَوَيت لم أَعْوِهْ.

وقال الليث : يقال عَوَيت الحبلَ إذا لويته. والمصدر العَيّ. والعَيُ في كل شيء : الليّ. قال : وعَوَيت رأس الناقة إذا عُجْتها ، فانعوى. والناقة تَعْوِي بُرَتها في سيرها إذا لوتها بخَطْمها.

وقال رؤبة :

* تعوي البُرَى مستوفضات وفضا*

قال : ويقال للرجل إذا دعا قوماً إلى الفتنة : عَوَى قوماً فاستُعْوُوا.

وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن سلمة عن الفراء أنه قال : هو يستعوي القومَ ، ويستغويهم أي يستغيث بهم.

وقال الليث : المُعَاوية : الكلبة المستحرمة تَعْوِي إلى الكلاب إذا صَرَفت ويَعْوِين. وقد تعاوت الكلاب.

ويقال تعاوى بنو فلان على فلان وتغاوَوْا عليه إذا تجمّعوا عليه ، بالعين والغين.

قال : والعَوَّى مقصور : نجم من منازل القمر ، وهو من أنواء البرد.

وقال ساجع العرب : إذا طلعت العَوَّاء ، وجَثَمَ الشتاء ، طاب الصِّلاء.

وقال ابن كُناسة : هي أربعة كواكب : ثلاث مثفَّاة متفرقة ، والرابع قريب منها كأنه من الناحية الشأميّة ، وبه سُمِّيت العَوَّاء ، كأنه يَعْوِي إليها من عُوَاء الذئب. قال : وهو من قولك : عويت الثوب إذا لويته ، كأنه يَعْوِي لمَّا انفرد. قال : والعوّاء في الحساب يمانية. وجاءت مؤنثة عن العرب.

قال : ومنهم من يقول : أول اليمانية السِّماك الرامح ، ولا يجعل العَوّاء يمانية ؛ للكوكب الفرد الذي في الناحية الشأمية.

١٦٣

وقال ابن هانىء : قال أبو زيد : العَوَّاء ممدود ؛ والجوزاء ممدود ، والشِّعْرى مقصور.

وقال الليث : العَوَى والعَوَّة لغتان ، وهي الدُبُر.

وأنشد :

قياماً يوارون عَوَّاتهم

بشتمي وعَوَّاتهم أظهرُ

وقال الآخر في العَوَّى بمعنى العَوَّة :

فهلا شددت العقْد أو بتّ طاويا

ولم تَفْرُج العوَّى كما يُفرج القَتَبْ

وقال شمر : العَوَّاء خمسة كواكب كأنها كتابةُ ألِف ، أعلاها أخفاها. ويقال : كأنها نون. وتدعى وَرِكي الأسد ، وعرقوب الأسد. والعرب لا تكثر ذكر نوئها ، لأن السماك قد استغرقها وهو أشهر منها وطلوعها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من أيلول ، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من آذار.

وقال الْحُصَينيّ في قصيدته التي يذكر فيها المنازل :

وانتثرت عَوّاؤه

تناثُر العِقْد انقطع

ومن سجعهم فيها : إذا طلعت العَوَّاء ضرب الخِبَاء ، وطاب الهواء ، وكُرِه العراء ، وشَنَّن السقاءُ.

قلت أنا : من قصر العَوَّى شبَّهها باست الكلب ، ومن مدّها جعلها تعوِي من يعوِي الكلب ، والمد فيها أكثر.

ويقال عَفَت يده وعواها إذا لواها.

وقال أبو مالك : عوت الناقة البُرَة إذا لوتها عَيّاً. وعَوَى القوم صدور ركابهم وعَوَّوها إذا عطفوها.

أبو عبيد عن الكسائي : عَوَّيت عن الرجل إذا كذَّبت عنه وردَدْت.

أبو عبيد عن أبي زيد : العَوَّة والضَوَّةُ : الصوت.

ثعلب عن ابن الأعرابي : قال العَوِيّ : الذئب : وقال الأصمعي : يقال للرجل الحازم الجلد : ما يُنْهَى ولا يُعْوَى.

وقال أبو العميثل : عَوْيت الشيء عَيّاً إذا أملته.

وقال الفراء : عَوَيت العمامة عَيّة ، ولويتها لَيَّة ، وعَوَى القوس : عطفها.

وقال ابن الأعرابي : العَوُّ جمعُ عَوَّة ، وهي أم سُوَيد.

وقال الليث «عا» مقصور زجر الضَئِين. وربما قالوا : عَوْ ، وعايْ : وعاءِ ، كلّ ذلك يقال.

والفعل منه : عَاعَى يُعاعي معاعاة وعاعاة. ويقال : أيضاً عَوْعى يُعوعِي عوعَاة ، وعَيْعَى يعيعى عيعاة وعِيْعَاءَ وأنشد :

وإن ثيابي من ثياب مُحَرِّق

ولم أستعرها من مُعَاعٍ وناعق

عَيِيَ : أبو حاتم عن الأصمعي : عَيي فلان ـ بياءين ـ بالأمر إذا عجز عنه. ولا يقال : أعيا به ومن العرب من يقول عَيَ به فيدغم. ويقال في المشي : أعييت إعياء. قال : وتكلَّمت حتى عَيِيت عِيّاً. وإذا

١٦٤

أرادوا علاج شيء فعجزوا يقال : عيِيت وأنا عَيِيّ ، وقال النابغة :

* عَيّت جواباً وما بالربع من أحد*

قال : ولا ينشد : أعيت جواباً. وأنشد لشاعر آخر في لغة من يقول عَييَ :

وحَتَّى حَسِبناهم فوارس كَهَمْسٍ

حَيُوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا

ويقال : أعيا عليَّ هذا الأمر ، وأعياني ، ويقال : أعياني عَيَاؤه. قال المَرَّار :

* وأعْيَت أن تجيب رُقى لراقي*

ويقال : أعيا به بعيره وأذَمّ ، سواء.

وقال الليث : العِيّ تأسيس أصلِه من عين وياءين وهو مصدر العَيِ قال : وفيه لغتان رجل عَييّ بوزن فعيل ، وقال العجاج :

* لا طائش قاقٌ ولا عَييّ *

ورجل عَيُ بوزن فَعْل ، وهو أكثر من عَيّ ، قال : ويقال : عَيِيَ يَعْيَا عن حُجّته عيّاً وعَيَ يعيا كلُّ يقال ؛ مثل حَيي يحيا وحَيّ.

قال الله جلّ وعزّ : (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) [الأنفال : ٤٢] والرجل يتكلّف عملاً فيَعْيا به ، وعنه ، إذا لم يهتدِ لوجه عمله.

سلمة عن الفراء : يقال في فعل الجميع من عَيّ : عَيُّوا. قال وأنشدني بعضهم :

يَحِدْن بنا عن كل حَيّ كأننا

أخاريس عَيُّوا بالسلام وبالنَسَبْ

وقال آخر :

من الذين إذا قلنا حديثهمُ

عَيُّوا وإن نحن حدَّثناهم شَغِبوا

قال : وإذا سكن ما قبل الياء الأولى لم تدغم كقولك : هو يُعْي ويُحيى. قال : ومن العرب من أَدْغَم في مثل هذا قال : وأنشدني بعضهم :

فكأنها بين النساء سبيكة

تمشي بسدّة بيتها فتُعِيُ

وقال أبو إسحاق : هذا غير جائز عِند حُذّاق النحويين. وذكر أن البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف.

قلت : والقياس ما قال أبو إسحاق ، وكلام العرب عليه. وأجمع القُرَّاء على الإظهار في قوله : (يُحْيِي وَيُمِيتُ) [الأعراف : ١٥٨].

وقال الليث : الإعياء : الكلال. تقول : مشيت فأعييت ، وأنا مُعْي. قال : والمعاياة : أن تداخل كلاماً لا يَهتدي له صاحبُك ، قال : والفحل العَيَاياء : الذي لا يَهتدِي لضراب طَرُوقته. قال : وكذلك هو في الرجال.

قلت : وفي حديث أمّ زرع : أن المرأة السادسة قالت : زوجي عياياء ، طباقاء ، كلّ داء له داء.

قال أبو عبيد : العيَاياء من الإبل : الذي لا يَضْرب ولا يُلْقح ، وكذلك هو من الرجال.

وقال الليث : الداء العَياء : الذي لا دواء له قال ويقال : أيضاً الداء العَيَاء : الْحُمْق.

وقال أبو زيد : جمل عَياء وجِمَال أَعْياء. وهو الذي لا يُحسن أن يضرب. وقالوا : حياء الناقة وجمعه أحياء.

وقال شمر : عَيِيت بالأمر وعيِيته ، وأعيا عليَّ ذلك وأعياني.

١٦٥

وقال الليث : أعياني هذا الأمر أن أَضبِطه ، وعَيِيت عنه.

وقال غيره : عيِيت فلاناً أعْياه أي جهلته. وفلان لا يَعْياه أحد أي لا يجهله أحد ، والأصل في ذلك أن تعيا عن الإخبار عنه إذا سئلت ، جهلاً به. وقال الراعي :

* يَسْأَلْن عنك ولا يعياك مسؤول*

أي لا يجهلك. وبنو أَعْيا : حَيّ من العرب والنسبة إليه أعْيَوِيّ. وداء عَيِيّ مثل عياء. ويقال : عاعى بالغنم وحاحى عِيعاءً وحِيحَاءً ؛ وهو زجرها.

وعي : أبو عبيد عن الأصمعي : وعى الحديثَ يعيه وَعْياً إذا حفظه. وأوعى الشيء في الوِعَاء يوعيه إيعاء ـ بالألف ـ فهو مُوعًى.

قال والوِعَاء يقال له : الإعَاء.

وقال الليث : الوَعْي : حفظ القلب للشيء. أبو عبيد عن أبي زيد : إذا جَبَر العظمُ بعد الكسر على عَثْمٍ ـ وهو الاعوجاج ـ قيل : وعى يعي وَعْياً ، وأَجَر يأجِر أَجْراً ، ويأجُرُ أُجُوراً.

وقال أبو زُبَيد :

خُبَعْثِنة في ساعدَيه تزايُل

تقول وَعَى من بعد ما قد تجبّرا

وقال أبو زيد : إذا سال القيح من الجُرْح قيل : وَعَى الْجَرْحُ يَعِي وَعْياً. قال : والوَعيى هو القيح. ومثله المِدَّة.

وقال الليث في وَعْيِ الكسر والمِدَّة مثله. قال : وقال أبو الدقيش : إذا وعت جايئته أي مدَّته.

وقال الأصمعي : يقال بئس واعي اليتيم ووالي اليتيم ، وهو الذي يقوم عليه.

أبو عبيدة عن أبي عمرو : الواعية والوَعْي والوَعَى كلها الصوت.

وقال الليث : الواعية الصُرَاخ على الميت. قال : والوَعَى جلبة أصوات الكلاب والصيد قال : ولم أسمع لهما فعلاً. قال : وإذا أمرت من الوعي قلت عِهْ ، الهاء عماد للوقوف لخفّتها ؛ لأنه لا يستطيع الابتداء والوقوف معاً على حرف واحد.

الحراني عن ابن السكيت يقال : ما لي عنه وَعْي أي بُدّ ، ولا وعْيَ عن كذا أي لا تماسك دونه.

وقال النضر : إنه لفي وَعْي رجال أي في رجال كثير. وقال ابن أحمر :

تواعدن أن لا وَعْي عَن فرج راكس

فرُحْن ولم يغضِرن عن ذاك مَغْضرا

وعع ـ (وعوع): قال الليث : الوَعْوعة هي من أصوات الكلاب ، وبنات آوَى. قال : وتقول خطيب وَعْوع : نعت حسن. ورجل مِهذار وَعْواع : نعت قبيح. وقالت الخنساء :

* هو القَرْم واللسِن الوعوع *

قال والوَعْواع : الجلبة وأنشد :

* تسمع للمرء به وَعْواعا*

وأنشد شمر لأبي ذؤيب :

* وعاث في كُبَّة الوعواع والعِير*

وقال الليث : يضاعف في الحكاية ، فيقال : وعوع الكلبُ وعوعة. والمصدر الوعوعة والوَعواع. قال : ولا يُكسَر واو الوعواع كما تكسر الزاي من الزلزال

١٦٦

ونحوه ؛ كراهية للكسرة في الواو. قال : وكذلك حكاية اليَعْيعة واليَعْياع من فِعال الصبيان إذا رمى أحدهم الشيء إلى صبيّ آخر ؛ لأن الياء خِلْقتها الكسر ، فيستقبحون الواو بين كسرتين ، والواو خِلقتها الضم ، فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فلا تجدهما في كلام العرب في أصل البناء ، وأنشد :

أمست كهامة يعياع تداولها

أيدي الأوازع ما تُلْقي وما تُذَرُ

عمرو عن أبيه : الوعوع : الديدبان يكون واحداً وجمعاً.

أبو نصر عن الأصمعي الديدبان يقال له الوَعْوع. قال : والوعوع : الرجل الضعيف. والوعوع ابن آوى.

وقال أبو عبيدة : الوعاوع الأشدّاء ، وأوّل من يغيث. وقال غيره : الوعاوع : الخِفاف الأجرياء. وقال أبو كبير :

لا يُجفلون عن المضاف إذا رأوا

أُولي الوعاوع كالغَطَاط المقبل

عمرو عن أبيه قال : العاعاء صوت الذئب.

وقال ابن الأعرابي : الوعيُ : الحافِظ الكيس الفقيه. وتقول استوعى فلان من فلان حقّه إذا أخذه كله ؛ وأوعى فلان جَدْع أنفه واستوعاه إذا استوعبه. وفي الحديث : «في الأنف إذا استُوعي جدعُه الديةُ». وقال الأصمعي : الوعاوع : أصوات الناس إذا حَمَلوا. ويقال للقوم إذا وعوعوا ، وَعَاوِع أيضاً. وقال ساعدة الهذلي :

ستنصرني أفناء عمرو وكاهل

إذا ما غَزَا منهم غَزيٌ وعاوع

والوعواع : موضع. ويقال عيّع القوم تعييعاً إذا عيُّوا عن أمر قصدوه. وأنشد :

حططتُ على شقِّ الشمال وعيّعوا

حُطُوط رَباعٍ محصَفِ الشدّ قارب

الحطّ : الاعتماد على السير.

وقال الأصمعي : سمعت عوعاة القوم ، وغوغاتهم إذا سمعت لهم لَجّة وصوتاً.

آخر لفيف العين والمنة لله في تيسير ما يسر.

١٦٧

كتاب الرباعي من حرف العين

قال الخليل بن أحمد : الرباعي يكون اسماً ويكون فعلاً ، وأما الخماسي فلا يكون إلّا اسماً ، وهو قول سيبويه ومن قال بقوله.

[باب العين والحاء

ع ح]

جحلنجع : وقال أبو تراب : كنت سمعت من أبي الهَمَيْسَع حرفاً ، وهو جَحْلَنْجَع ، فذكرته لشمر بن حَمْدَوَيْه ، وتبرّأت إليه من معرفته ، وأنشدته فيه ما كان أنشدني ، قال : وكان أبو الهَمَيْسَع ذكر أنه من أعراب مَدْين ، وكنا لا نكاد نفهم كلامه ، فكتبه شمِر ، والأبيات التي أنشدني :

إني تمنعي صوبَكِ صوب المدمع

يجري على الخد كضِئْبِ الثَّعْثَع

من طمحة صبيرها جَحْلنجع

لم يَحْضُها الجدولُ بالتنوع

قال وكان يُسمِّي الكورَ المِحْضى.

[ثعجح] : قال أبو تراب : وسمعت عتير بن غرزة الأسدي يقول : اثعنجح المطر بمعنى اثعحنجر : إذا مال وكثر وركب بعضُه بعضاً ، فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه وكتبه ، وأنشدته فيه ما أنشدني عتير لعديّ بن عليّ الغاضري في الغيث :

جَوْنٌ ترى فيه الروايا دُلّحا

كأن جِنّانا وبَلْقا ضُرَّحا

فيه إذا ما جُلْبه تَكَلَّحا

وسحَّ سحّاً ماؤه فاثعنجحا

[باب العين والهاء

ع ه]

خهفع : وقال أبو تراب أيضاً : سمعت أعرابيّاً من بني تميم يكنى أبا الخَيْهَفْعى. وسألته عن تفسير كنيته ، فقال : [يقال](١) إذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمع ، وإذا وقع الكلب على الذئبة جاءت بالخيهفعى. وليس هذا على أبنية أسمائهم مع اجتماع ثلاثة أحرف من حروف الحلق.

قلت : وهذه حروف لا أعرفها ، ولم أجد لها أصلاً في كتب الثقات الذين أخذوا عن العرب العاربة ما أودعوا كتبهم ، ولم أذكرها وأنا أُحقُّها ، ولكني ذكرتها استنداراً لها ، وتعجّباً منها ، ولا أدري ما صحّتها (٢).

__________________

(١) زيادة من «اللسان» (خهفع).

(٢) جاء في «اللسان» (جحلنجع ـ ٢ / ١٨٩) بعد هذه العبارة : «ولم أذكرها أنا هنا مع هذا القول إلَّا لئلَّا يذكرها ذاكر أو يسمعها سامع فيظنّ بها غير ما نقلت فيها ، والله أعلم».

١٦٨

عهعخ : وقال ابن المظفر : قال الخليل بن أحمد : سمعنا كلمة شنعاء لا تجوز في التأليف. قال : وسئل أعرابي عن ناقته فقال تركتها ترعى العُهْعُخ. قال : وسألنا الثقات من علمائهم ، فأنكروا أن يكون هذا الاسم من كلام العرب.

قال : وقال الفذّ منهم : هي شجرة يُتَداوى بها وبورقها. قال وقال أعرابي آخر : إنما هي الخُعْخُع.

قال الليث : هذا موافق لقياس العربية والتأليف.

[علهض ـ علهص] : قال الليث : تقول عَلْهضت رأس القارورة إذا عالجت صِمَامها لتستخرجه. قال : وعلهضت العين إذا استخرجتها من الرأس ، وعلهضت الرجُل إذا عالجته علاجاً شديداً. قال : وعلهضت منه شيأ إذا نلت منه شيأ.

قلت : علهضت رأيته في نسخ كثيرة من كتاب «العين» مقيداً بالضاد والصواب عندي الصاد. أخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : العِلْهاص : صِمَام القارورة. وفي «نوارد! اللحياني» : علهص القارورة بالصاد أيضاً إذا استخرج صِمَامها.

وقال شجاع الكلابي فيما روى عنه عوَّام وغيره : العَلْهصة والعلفصة والعرعرة في الرأي والأمر. وهو يعلهصهم ويَعْنُف بهم ويقَسُرهم.

وقال ابن دريد في «كتابه» : رجل عُلاهض جرافض جرامض وهو الثقيل الوخم.

قلت : قوله : رجل علاهض منكر. وما أراه محفوظاً.

هجرع : وقال الليث : الهِجْرَع من وصف الكلاب السَلُوقيّةِ الخِفاف. والهِجْرَع : الطويل الممشوق. قال العجاج :

* أسعر ضرباً أو طُوَا لا هجرعا*

قال والهِجْرَع : الطويل الأحمق من الرجال. وأنشد :

ولأقضين على يزيدَ أميرِها

بقضاء لا رِخْوٍ وليس بهِجرع

وروى أبو عبيدة عن الأصمعي : الهجرع بكسر الهاء : الطويل.

وقال شمر : يقال للطويل : هِجرع وهَجرع. قال : وقال أبو نصر : سألت الفراء عنه فكسر الهاء وقال : هو نادر.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي : رجل هِجْرَع بكسر الهاء ، وهَرْجَع بفتح الهاء : طويل أعوج.

هجنع : وقال الليث : الهَجَنَّع : الشيخ الأصلع. قال : والظليم الأقرع وبه قوة بعدُ هَجَنَّع. والنعامة هَجَنَّعة. قال : والهجنع من أولاد الإبل ما نُتج في حَمَارّة الصيف قلما يسلم من قَرَع الرأس.

وقال أبو عبيد : الهجنع العظيم الطويل.

علهج : ثعلب عن ابن الأعرابي : المُعَلْهَج : أن يؤخذ الجِلد ، فيقدّم إلى النار حتى يلين ، فيُمضغ ويبلع ، وكان ذلك من مآكل القوم في المجاعة.

وقال الليث : المُعَلهج : الرجل الأحمق الهَذِر اللئيم. وأنشد :

١٦٩

فكيف تساميني وأنت معلهج

هُذارِمة جَعْد الأنامل حَنْكَل

عنجة : قال والعُنْجُه : الجافي من الرجال. تقول : إن فيه لُعنْجُهِيَّة أي جفوة في جُشُوبَةِ مطعمه وأموره. وقال حسان :

ومن عاش منا عاش في عُنْجُهِيَّةِ

على شَظف من عيشه المتنكّد

وقال رؤبة :

* بالدفع عني دَرْء كل عُنْجه *

قال : والعُنْجُهة : القنفذة الضخمة.

وقال الفراء فيما يروي عنه أبو عبيد : فيه عنجهِيَّة وعُنْجهانية أي كبر وعظمة.

عجهن : وقال الليث : العُجاهن : صديق الرجل المُعْرِس الذي يجري بينه وبين أهله في إعراسه بالرسائل ، فإذا بنى بها فلا عُجَاهن له. قال : والعُجَاهنة : المَشَّاطة إذا لم تفارق العروس حتى يبْني بها. قال : والعَجَاهنة جمع عُجَاهن. وقال الكميت :

* ينازعن العَجَاهنة الرِّئينا*

قال : والمرأة عُجَاهنة ، وهي صديقة العروس. قال : والفعل منه تعجهن يتعجهن تعجُهناً.

وقال أبو عبيد : العُجَاهنُ الطبَّاخ. قلت : وقول الكميت شاهد لهذا.

[عجهر] : وقال ابن دريد : عَيْجَهُور : اسم امرأة واشتقاقه من العَجْهرة وهي الجفاء.

[عدهل] : عيدهول قال : وناقة عيذهول : سريعة.

عمهج وعوهج : وقال الأصمعي : العَمْهَج والعَوْهج : الطويلة. وقال هِمْيان :

فقدَّمت حناجرا غوامجا

مُبْطِنَةً أَعْنَاقَهَا العَماهجا

قال : وقوله مبطنة أي جعلت الحناجر بطائن لأعناقها.

وقال أبو زيد : العُماهج مثل الخامط من اللبن عند أول تغيره.

وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابي : العماهيج : الألبان الجامدة.

وقال الليث العُمَاهج : اللبن الخائر من ألبان الإبل. وأنشد :

* تُغذى بمحض اللبن العماهج *

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العَمْهَج : الطويل من كل شيء. يقال عُنق عَمْهَج وعُمْهوج ، ونبات عُماهج : أخضر ملتفٌ ، قال وكل نبات غَضّ فهو عُمْهُوج.

وقال ابن دريد : العمهج السريع. ويقال العُمَاهج : الممتلىء لحماً. وأنشد :

* ممكورة في قَصَب عُمَاهج *

عجهم : وقال ابن الأعرابي : العُجْهوم : طائر من طير الماء كَأَنَّ منقاره جَلَمُ الخياط.

[سمعج] : وقال الفراء : لبن سَمْعَج وسَمْلَج.

وهو الدسمِ الحلو.

عنبج : وقال الليث : العُنْبُج من الناس : الثقيل.

[همسع] : قال : والهَمَيْسَع من الرجال : القوي الذي لا يُصرع جنبه. قال : والهميسعُ هو جَد عدنان بن أدد (١).

__________________

(١) في المطبوعة : «أود» ، والمثبت من «اللسان» (عنبج) و «العين» (٢ / ٢٧٨).

١٧٠

علهز : الليث : العِلْهِز : الوَبَر مع دم الحَلَم.

وإنما كان ذلك في الجاهليّة. يعالج الوَبَر مع دماء الحلم يأكلونه.

وقال ابن شميل في العلهز نحوه ، وأنشد :

وإنَّ قِرَى قحطان قِرْف وعَلْهِز

فأقبحْ بهذا ويحَ نفسِك مِنْ فعلِ

قال : والعِلْهز : القُرَاد الضخم

وقال أبو الهيثم ـ فيما أخبرني عنه المنذري ـ : العِلْهِز : دم يابس يدق به أوبار الإبل في المجاعات ويؤكل. وأنشد :

* عن أكلِيَ العلهز أكل الحَيْس*

ثعلب عن ابن الأعرابي : ناب عِلْهِز ودِرْدِح.

وقال ابن شميل هي التي فيها بقيَّةِ ، وقد أسنَّت.

وقال عكرمة كان طعام أهل الجاهلية العِلْهِز وهو الحَلَم بالوبر يُشوى فيؤكل.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال العِلْهِز : الصوف يُنفش ويُشَرَّب بالدماء ، ويُشوى ويؤكل. والمُسَوَّدُ أَنْ تؤخذ المُصْران فيفُصد فيها الناقة ويشدّ رأسه ويُشوى ويؤكل.

هزلع : الليث : الهِزْلاع : السِّمع الأزلّ. قال : وهَزْلعَتُه : انسلاله ومُضيّه.

عزهل : قال : والعِزْهِل : الذكر من الحمام وجمعه العَزَاهل. وأنشد :

إذا سَعْدانة الشَعَفات ناحت

عَزَاهلُها سمعت لها عَرِينا

وقال ابن الأعرابي : العَرِين : الصوت.

أبو عبيد عن الأصمعي : العزاهيل من الإبل واحدها عُزهول ، وهي المهملة.

أبو زيد : رجل عِزْهَلّ إذا كان فارغاً ، وأنشد :

وقد أُرى في الفِتية العزاهل

أَجُرُّ من خَزّ العراق الذائل

* فضفاضة تضفو على الأنامل*

وقال ابن دريد : رجل عُزهول : خفيف سريع.

زهنع : أبو عبيد عن الأحمر : يقال : زَهْنَعْتُ المرأة وزَتَّتُها إذا زيّنتها ، ونحو ذلك قال الليث. وأنشد الأحمر :

بني تميم زهنعوا فتاتكم

إن فتاة الحي بالتزتُّت

وقال ابن بزرج : التزهنع : التلبّس والتهيؤ.

[عزه] : أبو عبيد عن الأصمعي : رجل عِنْزَهْوة وعِزْهاة كلاهما العازف عن اللهو.

وقال الكسائي : فيه عنزهوة أي كِبْر وكذلك فيه خُنْزُوَانة.

أبو عبيدة رجل عِزْهاة وعِنْزَهْوة إذا كان لا يريد النساء.

هطلع : الليث : رجل هَطَلَّع وهو الطويل الجسيم وبَوْشٌ هَطَلَّع أي كثير. وقال ابن دريد : هَطَلَّع : بَوْش كثير.

هرنع : الليث : الهُرْنوع : القملة الضخمة ، وقيل للصغيرة. وأنشد :

يَهِزُ الهَرَانعَ عقدهُ عند الخصا

بأذلّ حيث يكون من يتذلّل

وقال غيره : الهَرَانع : أصول نبات تشبه الطراثيث.

١٧١

ثعلب عن ابن الأعرابي : الهُرنعُ والهُرْنوع القملة الصغيرة. وكذلك القَرْدُوع.

* [عرهن] : عمرو عن أبيه قال العراهين والعراجين واحدها عُرْهون وعُرْجون. وهي القعابل. وهي الكمأة التي يقال لها الفُطْر.

هرمع : ثعلب عن ابن الأعرابي : نشأت سحابة فاهرمّع قَطْرها إذا كان جَوْداً.

وقال الليث : اهرمّع الرجل في منطقه وحديثه إذا انهمك فيه. والنعت مهرمِّع قال : والعين تهرمّع إذا أذرت الدمع سريعاً. ورجل هَرَمَّع : سريع البكاء يقال اهرمّع إليه إذا تباكى إليه.

* [عراهم] : قال والعُراهم : التارّ الناعم من كل شيء وأنشد : وقصبا عُفَاهما عُرْهوما قال : وقال بعضهم : العُراهم والعراهمة نعت للمذكر والمؤنث. وأنشد :

وقرَّبوا كلَّ وَأَى عُراهم

من الجمال الجِلَّة العَفَاهم

عفهم : قال والعُفاهم : الناقة القوية الجَلْدة ، وقال غَيْلان :

يظلّ مَنْ جَارَاه في عَذَائِم

من عُنْفُوان جَرْيِه العُفاهم

قال يصف أوّل شبابه وقوّته. قال والعُفَاهم ، مَن جعل الجماعة عفاهيم فإنه جعل المدّة في آخرها مكان الألِف التي ألقاها من وسطها.

وقال شمر : عنفوان كل شيء : أوله وكذلك عفاهمه. وأنشد : من عنفوان جريه العُفاهم وسَيْلٌ عُفاهم أي كثير الماء.

سلمة عن الفراء : عيش عُفَاهم أي مخصب أبو عبيد عن أبي زيد : عيش عُفَاهم : واسع ، وكذلك الدَّغْفَليّ.

* [عرهن ـ عرهم] : أبو عبيد عن الفراء : بعير عُرَاهن وعُراهم وجُرَاهم : عظيم. قال : والعرهوم : الشديد. وكذلك العلكوم.

[علهن] : وقال أبو عمرو : العُلْهُون والعُرْجون والعُرْجُد الإهَان

[عزهل ـ عرهل] : أبو زيد : رجل عِزْهَلٌ مشدد اللام إذا كان فارغاً ويجمع على العزاهل وأنشد : وقد أُرَى في الفتية العزَاهل

وقال غيره بعير عِزْهَل : شديد. وأنشد :

وأعطاه عِزْهَلّا من الصُهْب دَوْسَرا

أخا الرُبْع أو قد كاد للبُزْل يُسْدِس

والعُرَاهل من الخيل : الكامل الخَلْق.

وأنشد :

يتبعن زَيَّاف الضحى عُراهلا

ينفح ذا خصائل غدافلا

كالبُرْد ريَّان العصا عثاكلا

غدافل : كثير سبيب الذنب. والعَزَاهل : الجماعة المهملة. وقال الشماخ :

حتى استغاث بأحوى فوقه حُبُك

يدعو هديلا به العُزْفُ العزاهيل

معناه : استغاث الحمار الوحشيّ بأحوى ـ وهو الماء ـ فوقه حُبُك أي طرائق ، يدعو هديلا ـ وهو الفرخ ـ به العُزف ،

١٧٢

وهي الحَمَام الطُورانية.

هربع : وقال الليث : لصّ هُرْبُع ، وذئب هُرْبُع خفيف ، وقال أبو النجم :

وفي الصَفِيح ذئب صيد هُرْبُعُ

في كفّه ذاتُ خِطام ممتعُ

عبهر : الليث : العَبْهَر : اسم للنرجس.

ويقال : الياسَمين. وجارية عَبْهرة : رقيقة البشرة ناصعة البياض ، وأنشد :

قامت ترائيك قَوَاماً عَبْهَرا

منها ووجهاً واضحاً وبَشَرا

لو يَدْرُج الذَرُّ عليه أثَّرا

قال ويقال : العَبْهَر : الطويل الناعم من كل شيء.

عمرو بن أبي عمرو عن أبيه : العَبْهَر : الطويل من الرجال. والعَبْهَر النَرْجِس.

وقال أبو كبير الهذلي يصف قوساً :

وعُراضة السِّيتيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها

تأوِي طوائفها لعجس عَبْهَر

عبهر ملَان غليظ. وقال ذو الرمة :

وفي العاج منها والدماليج والبُرى

قنا مالىء للعين ريّان عبهر

والعبهرة : الحسنة الخَلْق ، وقال الشاعر :

عبهرة الخَلْق لُبَاخِية

تزينه بالخُلُق الطاهر

وقال :

من نسوة بيض الوجو

ه نواعم غِيد عباهر

عبهل : وفي كتاب كَتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لوائل بن حُجْر ولقومه : «من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة من أهل حَضْرموت» قال أبو عبيد : العباهلة : الذين قد أُمّروا على مُلكهم لا يُزالون عنه ، وكذلك كل شيء أهملته فكان مهملاً لا يُمنع ممَّا يريد ، ولا يُضرب على يديه فهو مُعَبْهَل ، وقال تأبّط شرّاً :

متى تبغني ما دمتُ حيّاً مسلَّما

تجدني مع المسترعِل المتعبهِل

قال : المتعبهِل : الذي لا يُمنع من شيء.

وقال الراجز يذكر الإبل أنها قد أُرسلت على الماء ترِدُه كيف شاء ، فقال :

* عباهل عبهلها الوُرَّادُ*

شمر عن ابن الأعرابي : قال : المعبهَل : المعزهَل المهمل.

وقال الليث : ملِك مُعَبْهَل : لا يردّ أمره في شيء.

علهب : قال : والعَلْهَب : التيس الطويل القرنين من الوحشيّة والإنسيّة. ويوصف به الثور الوحشيّ. وأنشد :

* مُوَشَّى أكارعُه عَلْهَبا*

والعَلْهَب : الرجل الطويل ، والمرأة عَلْهبة.

وقال ابن شميل يقال للذكر من الظباء تيس ، وعَلْهَب ، وهَبْرَج

(وقال ابن السكيت يقال للذكر من الظباء شَبُوب ومُشِبّ وَعَلْهَب وتَشْعَم وهَبْرَج). (١)

__________________

(١) ما بين الهلالين جاء في المطبوعة ضمن مادة (هلبع) ، ووضعناه هنا كما في «اللسان» (علهب).

١٧٣

هبلع : عمرو عن أبيه : رجل هِبْلع : أكول. وقال الليث : الهِبْلَع : الأكول العظيم اللَقْم الواسع الحُنْجور. قال : وهِبْلع من أسماء الكلاب السَلوقية. وأنشد :

* والشد يدنى لاحقاً وهبلعا*

هلبع : قال : والهُلابع : الكُرَّزِيّ اللثيمِ الجسم وأنشد :

* عبد بني عائشة الهلابعا*

وقال ابن دريد : الهُلَبع والهُلابع من أسماء الذئب.

هملع : وقال الليث : الهَمَلَّع : المتخطرِف الذي يوقّع وطأه توقيعاً شديداً من خِفّة وطئه. وأنشد :

رأيت الهملع ذا اللعوتي

ن ليس بآب ولا ضَهْيَد

قال : ضهيد كلمة مولدة وليس في كلام العرب نَعْيَل ، وقال ابن السكيت الهملع الذئب وأنشد :

لا تأمريني ببنات أسْفعٍ

فالعنز لا تمشي مع الهملع

قال : أسفع : فحل من الغنم. وقوله : لا نمشي مع الهملّع أي لا تكثر مع الذئب. وقال أبو عبيد : الهملَّع : البعير السريع. وأنشد الليث :

جاوزت أهوالاً وتحتي شيقَبٌ

يعدو رَحْلي كالفنيق هَمَلّع

وقيل : الهمَلّع من الرجال : الذي لا وفاء له ولا يدوم على إخاء أحد.

وقال أبو سعيد : الهملَّع والسَمَلَّع : السريع الخفيف.

علهم : أبو عمرو : العِلْهَمّ : الضخم العظيم من الإبل وغيرها. وأنشد :

لقد غدوتُ طارداً وقانصاً

أقود عِلْهَمّا أشَقّ شاخصا

أُمْرِج في مَرْج وفي فَصافِصا

أو زهرَ ترى له بصائصا

حتى نَشَا مُصامِصا دُلامصا

ويجوز عِلّهم بتشديد اللام.

[هنبع] : وقال الليث : سمعت عُقْبة بن رؤبة يقول : الهُنْبُع : شبه مِقنعة قد خيط مقدَّمها يلبسها الجواري. ويقال : الهُنبع : ما صغر منها. والخُنْبُع ما اتّسع منها ، حتى يبلغ اليدين أو يغطّيهما. والعرب تقول : ما له هُنبع ولا خُنْبع.

عنته : وقال ابن دريد : رجل عُنْتُه وعُنْتُهيّ : وهو المبالغ في الأمل إذا أخَذ فيه.

همقع : سلمة عن الفراء : رجل هُمّقِع : أحمق ، وامرأة هُمّقعة : حمقاء زعم ذلك أبو شَنْبل.

وقال اللحياني في «كتابه» : الهُمَّقع : جَنَى التَّنْضُب ، وهو شجر معروف. قال : ومثله رجل قُمَرِّز أي قصير ورجل زُمَّلق وهو الشَّكَّاز.

دهقع : ابن هانىء عن أبي زيد : الجوع الدُهْقوع : هو الشديد الذي يَصْرع صاحبه.

هبقع : وقال ابن دريد : رجل هَبْقَع وهُبَاقع : قصير ملزَّز الخَلْق.

١٧٤

باب العين والخاء

من الرباعي [ع خ]

خضرع : قال الليث : الخُضَارع : هو البخيل المتسمّح ، وتأبى شيمته السماحة ، وهو المتخضرع.(١)

[خذعب](٢) : (قال : والخُذْعوبة هي القطعة من القَرْعة أو القِثّاء أو الشحم) (٣).

خثعم : قال : وخَثْعَم : اسم جبل ، فمن نزله فهم خَثْعَمِيُّون ، قال : وخَثْعَم : قبيلة.

أبو العباس عن ابن الأعرابي : الخَثْعَمة : أن يُدخل الرجلان إذا تعاقدا إصبعيهما في منخر الجزور المنحور يتعاقدان على هذه الحالة.

وقال قطرب : الخثعمة : التلطّخ بالدم.

يقال خثعموه فتركوه أي رَمّلوه بدمه.

ختعر : وأخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : الخيتعور : الغادر.

وروَى عن سلمة عن الفراء أنه قال : يقال للشيطان : الخَيْتَعُور. ونَوًى خيتعور : وهي التي لا تستقيم.

وقال الليث : الخَيْتَعُور : ما بقي من السراب من آخِره حتى يتفرّق فلا يلبث أن يضمحلّ. قال وخَتعَرَتُه اضمحلاله.

قال : ويقال : بل الخَيْتَعُور : دُوَيْبة تكون على وجه الماء ، لا تلبث في موضع إلّا ريثما تَطْرِف. وكل شيء لا يدوم على حال ويتلوَّن فهو خَيْتَعُور. والغُول خيتعور. والذي ينزل من الهواء أبيضَ كالخيوط أو كنسج العنكبوت هو الخيتعور. قال والخيتعور الدنيا. وأنشد :

كل أنثى وإن بدا لك منها

آيةُ الحبِّ حُبُّها خيتعور

قال : والخَيْتَعُور : الذئب ، سمّي بذلك لأنه لا عهد له ولا وفاء.

خرعب : أبو عبيد عن الأصمعي قال الخَرْعبة الجارية الليّنة القصبِ الطويلة.

وقال الليث : الخَرْعَبة : الشابَّة الحسنة القَوَام ، كأنها خُرْعوبة من خراعيب الأغصان من نبات سَنَتِها ، وجمل خُرْعوب طويل في حسن خَلْق. وقال امرؤ القيس :

بَرَهْرهة رَخْصة رُودة

كخُرعوبة البانة المنفطر

خرفع : وقال أبو عمرو الخُرْفع : ما يكون في جراء العُشَر وهو حُرَّاق الأعراب. ويقال للقطن المندوف : خُرفُع وقال الليث : الخرفع : القطن الذي يفسُد في براعيمه.

[خنعب] : أبو العباس عن ابن الأعرابي : هي الخُنْعُبة والنونة والثومة والهَزْمة والوهدة والقَلْدَة (٤) والهَرْتمة والعَرْتمة والحِثْرِمة.

وقال الليث : الخُنْعُبة : مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيال الوَتَرَة.

__________________

(١) موجود في «اللسان» مادة (خذعب): «خذعبه بالسيف وبَخْذَعَه : ضربه». وانظر «التاج» (٢ / ٣٣٨).

(١) موجود في «اللسان» مادة (خذعب): «خذعبه بالسيف وبَخْذَعَه : ضربه». وانظر «التاج» (٢ / ٣٣٨).

(٢) ورد في «اللسان» في مادة (خرعب): «الخرعوبة : القطعة من القرعة والقثاء والشحم».

(٣) في المطبوعة : «القلتةُ» ، والمثبت من «اللسان» (خنعب) و «التاج» (٢ / ٣٨٧).

١٧٥

خبعج : وقال أبو عمرو : الخَبْعَجَة : مِشية متقارِبة مثل مِشية المُريب : يقال : جاء يُخبْعِج إلى ريبة. وأنشد :

كأنه لمّا غدا يخبعج

صاحب موقين عليه مَوْزَج

وقال آخر :

جاء إلى جِلّتها يخبعج

فكلهن رائم تُدَرْدِج

خزعل : سلمة عن الفراء : ناقة بها خَزْعال أي ظَلْع. وليس في الكلام مثله. وخَزْعل خَزْعلة إذا ظلع. وقال الراجز :

وسَدْو رجلي من ضعاف الأرجل

متى أُرِد شدّتها تُخَزْعِلِ

ثعلب عن ابن الأعرابي : الخُزْعالة اللعب والمزاح.

خذعل : وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : الخِذْعِل والخِرْمِل : المرأة الحمقاء (١).

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : قال : خَذْعل البطّيخَ إذا قطعه قِطَعاً صغاراً ، وخردل اللحم وخرذله بالدال والذال مثله.

وقال ابن دريد خذعله : بالسيف : إذا قطعه قال : والخذعلة والخزعلة ضرب من المشي.

[خنتع] : وقال المفضل الخُنْتَعَة : الثُّرملة ، وهي الأنثى من الثعالب.

ختلع : وقال ابن دريد : أخبرني أبو حاتم أنه قال لأم الهيثم وكانت أعرابية فصيحة : ما فعلت فلانة الأعرابية لامرأة كنت أراها معها؟ فقالت : ختلعت والله طالعة.

فقلت : ما ختلعت؟ فقال : ظهرت ، تريد أنها خرجت إلى البدو.

[خرعب ـ خبرع] : وقال ابن دريد : جارية خرعبة وخُرعوبة : دقيقة العظام كثيرة اللحم ، وجسم خرعب ، قال والخُبروع النمَّام ، والخَبْرَعة فعله.

خنفع : عمرو عن أبيه الخنفع : الأحمق.

تخطع : وقال ابن دريد : تخطع اسم قال وأحسبه مصنوعاً لأنه لا يعرف معناه.

خندع : وقال أبو الدقيش : الخُنْدَع بالخاء : أصغر من الجندب ، حكاه ابن دريد.

باب العين والقاف

[ع ق]

قعضب : الليث : القَعْضَب الضخم [الشديد](٢) الجريء ، قال والقَعْضَبة : استئصال الشيء.

وقال غيره : قعضب اسم رجل كان يعمل الأسِنّة ، إليه نسبت أسنة قَعْضَب.

__________________

(١) جاء بعده في «اللسان» (خذعل ـ ٤ / ٤٣): «وقول المتنخل :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

قال الأزهري : هذا قاله المنتخل يصف سيفا ، أي هذا السيف كأنه أهوجَ لا عقل له». ا ه.

(٢) زيادة من «العين» (٢ / ٢٨٦) و «اللسان» (قعضب).

١٧٦

عمرو عن أبيه : القعضبة : الشدّة ، قال : وقَرَب قَعْضَبيّ ، وقَعْطَبيّ ، شديد. قال : وكذلك قَرَبٌ مُقَعَّط.

قضعم : أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : القَضْعم : الشيخ المسِن.

[دعشق] : وقال الليث : الدُعْشُوقة : دويْبَة شِبْه خنفساء ، وربما قالوا للصبية والمرأة القصيرة : يا دُعْشُوقة ، تشبيهاً بتلك الدويبة.

قشعم : ثعلب عن ابن الأعرابي : القَشْعَم : النسر المسنّ. والقَشْعَم : الموت.

وقال الليث : القَشْعم هو المسنّ من النسور والرَخَم لطول عمره. والشيخ الكبير يقال له : قشعم القاف مفتوحة والميم خفيفة ، فإذا ثَقَّلت الميم كسرت القاف ، وكذلك بناء الرباعي المنبسط إذا ثُقّل آخره كسر أوله وأنشد :

* إذا زعمت ربيعة القِشْعَمُ *

قال : وتكنى الحرب أمَ قشعم ، والضبع أمّ قشعم.

وقال أبو عبيد في القَشْعَم والقِشْعَمّ نحواً مما قال الليث ، وكذلك قال شمر. قال وقال أبو عمرو : وأَمّ قشعم هي المنيّة ، وهي كنية الحرب أيضاً ، وقال زهير :

* لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم *

وقال أبو زيد كل شيء يكون ضخماً فهو قَشْعم وأنشد :

* وقِصَع يُكْسَى ثُمالا قَشْعما*

والثمال : الرغوة.

وقال ابن دريد القُشْعوم : الصغير الجسم ، وبه سمي القُرَاد ، وهو القرشوم والقِرْشام.

عشرق : وقال الليث : العِشْرِق من الحشيش ، ورقه شبيه بورق الغار ، إلّا أنه أعرض منه وَأكبر إذا حركته الريح تسمع له زَجلاً ، وله حَمْل كحَمْل الغار ، إلّا أنه أعظم منه. وقال الأعشى :

* كما استغاث بريح عِشْرِق زَجِل*

وقال ابن الأعرابي : العِشْرِق نبات أحمر طيّب الرائحة تستعمله العرائس.

قشعر : وقال الليث : القُشْعُر : القثاء. والقُشَعْرِيرة : اقشعرار الجِلد ، وكل شيء تغيّر فهو مقشعرّ. قال والقُشْعُرة : الواحدة من القِثَاء بلغة أهل الجوف من اليمن. قال : واقشعرت السنة من شدة الشتاء والمحل واقشعرّت الأرض من المَحْل ، واقشعرّ الجلد من الجَرَب. والنبات إذا لم يصب ريّاً فهو مقشعر.

وقال أبو زُبيد :

أصبح البيت بيت آل بيان

مقشعِرّا والحيّ حيٌ خلوف

سلمة عن الفراء في قول الله جل وعزّ : (كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) [الزمر : ٢٣]. قال يقشعرّ من آية العذاب ثم تلين عند نزول آية الرحمة.

وقال ابن الأعرابي في قول الله جل وعز : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ) [الزُّمَر : ٤٥] أي اقشعرَّت.

وقال غيره نفرت. واقشعر شَعَره إذا قَفَّ.

قضعم : أبو العباس عن ابن الأعرابي : يقال

١٧٧

للناقة الهرِمة : قِضْعِم ، وجَلْعَم.

[قلعم] : قال : والقَلْعَم : العجوز المسنّة (١).

عشنق : وقال الليث : العَشَنَّق : الطويل الجسم. وامرأة عَشَنَّقة : طويلة العُنُق ونعامة عَشَنَّقة. والجميع العشانق والعشانيق والعَشَنَّقُون. وفي حديث أمّ زرع أن إحدى النساء قالت : زوجي عَشَنّق إن أنطق أَطْلَق ، وإن أسكت أعْلَق.

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : العشنق الطويل. تقول : ليس عنده أكثر من طُوله بلا نفع ، فإن ذكرتُ ما فيه من العيوب طلَّقني ، وإن سكتّ تركني معلَّقة ، لا أيّماً ولا ذات بعل.

عنقش : وقال أبو عمرو : العِنْقاش : اللئيم الوَغْد. وقال أبو نُخَيلة :

لما رماني الناس بابني عَمّي

بالقِرد عِنقاشٍ وبالأصمّ

قلت لها يا نفسِ لا تهتمي

قرشع : وقال أبو عمرو أيضاً : القِرْشِع : الجائر ، وهو حَرٌّ يجده الرجل في صدره وحَلْقه. وحكى عن بعض العرب أنه قال : إذا ظهر بجسد الإنسان شيء أبيض كالملح فهو القِرْشِع. قال : والمقرنشع : المنتصب المستبشر.

[صقعر] : وقال الليث : الصقعر : الماء المر الغليظ.

[صرقع] : وقال أبو سعيد : يقال سمعت لرجله صرقعة وفَرقعة بمعنى واحد.

عرقص : وقال الليث : العُرْقُصَاء ، والغُرَيقِصاء : نبات يكون بالبادية. وبعض يقول : عَرَنْقُصانة. والجميع عَرَنْقُصَان.

قال : ومن قال عُرَيقِصاء وعُرْقُصاء فهو في الواحدة والجميع ممدود على حال واحدة.

وقال الفراء : العَرَقُصان والعَرَتُن محذوفان ، الأصل عَرَنْتُن وعَرَنْقُصان ، فحذفوا النون وأبقوا سائر الحركات على حالها ، وهما نبتان.

عمرو عن أبيه : العَرَقُصان : دابة من الحشرات.

سلمة عن الفراء : قال العَرْقصة : مشي الحيَّة.

قنصعر : وقال الليث : القِنْصَعْر : القصير العنق والظهر المكتّل من الرجال. وأنشد :

لا تعدِلي بالشيظم السِبَطْرِ

الباسط الباع الشديد الأسر

كلَّ لئيم حَمِق قُنْصَعْر

قال وضربته حتى اقعنصر أي تقاصر إلى الأرض. وهو مقعنصر ، قُدّم العين على النون حتى يحسن إخفاؤها ، فإنها لو كانت بجنب القاف ظهرت. وهكذا يفعلون في افعنلل ، يقلبون البناء حتى لا تكون النون قبل الحروف الحَلْقية ، وإنما أَدخلْتُ هذه الكلمة في حدّ الرباعيّ في قول من يقول : البناء رباعيّ والنون زائدة.

قرصع : وقال الليث : قرصعت المرأة قرصعة

__________________

(١) جاء في «اللسان» بعدها نقلاً عن الأزهري : «القَلْعَمَةَ المسِنة من الإبل ، قال : والحاء أصوب اللغتين».

١٧٨

وهي مشية قبيحة.

أبو عبيد عن أبي عمرو : قرصعت المرأة قرصعة وهي شبه قبيحة وأنشد :

إذا مشت سالت ولم تُقرصع

هز القناة لدنة التهزّع

قال : وقال أبو زيد : قرصعت الكتاب قرصعة إذا قَرْمطته. قال ويقال : رأيته مقرنصعا أي متزمّلا في ثيابه ، وقرصعته أنا في ثيابه.

عمرو عن أبيه : القَرْصَع من الأيور : القصير المُعَجَّر ، وأنشد :

سلوا نساء أشجعْ

أيّ الأيور أنفع

أألطويل النُعْنُع

أم القصير القَرْصع

وقال أعرابي من بني تميم : إذا أكل الرجل وحده من اللؤم فهو مُقَرْصِع.

صقعل : أبو عبيد عن الأموي : الصِقَعْل : التمر اليابس ، يُنقع في اللبن الحليب.

وأنشد :

* ترى لهم حول الصِّقَعْلِ عِثْيرَة*

صلقع : وسلقع : وقال الليث : الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعَةُ : الإعدام. يقال صَلْقَعَ الرجلُ فهو مُصَلْقِعٌ : عديم مُعْدِم. قال : وتجوز فيه السين. وهو نعت يَتبع البلقع لا يفرد : يقال بَلْقَع سَلْقع. قال : وبلاد بلاقع سلاقع ، قال : والسَّلْقَع المكان الحَزْن والحصى إذا احميت عليه الشمس وهي الأرض القَفَار التي لا شيء فيها. ويقال : اسْلَنْقَعَ البرقُ إذا استطار في الغيم ، وإنما هي خَطْفة خفيفة لا لبث فبها. والسِّلِنْقَاع الاسم من ذلك.

عسلق : قال : وكل سبع جريء على الصيد يقال له عَسْلَق والجميع عسالق. وقال غيره : العَسَلَّق : الظليم وقال الراعي :

* بحيث يلاقي الآبِدَات العَسَلَّقُ *

عمرو عن أبيه : العَسْلَق : السراب.

[عسقل] : وقال الليث : العُسْقول : ضرب من الجَبْأة. وهي كمأة لونها بين البياض والحمرة والواحدة عُسقولة.

أبو عبيد عن الأصمعي : هي العساقيل.

قال : وأنشدنا أبو زيد :

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

أبو عبيد والعساقيل من السراب أيضاً. وقال كعب بن زهير :

* وقد تلفَّح بالقُور العساقيل *

أراد تلفعت القُور بالعساقيل فقلب.

وقال الليث : العسقلة والعُسقول : تلمّع السراب. وقِطَع السراب عساقل. وقال رؤبة :

جرد منها جُدَدا عساقلا

تجريدك المصقولة السلائلا

يعني المسحلَ جرَّداتُنا انسلَتَ شعرُها ، فخرجت جُدَدا بيضا كأنها عساقل السراب.

عمرو عن أبيه يقال ضرب عَسْقَلانه ، وهو أعلى رأسِه. وعسقلان من أجناد الشام.

عسقد : الأثرم عن أبي عبيدة وابن الأعرابي

١٧٩

عن المفضل قالا العُسْقُد : الطويل الأحمق.

عسقف : وقال الليث : العسقفة نقِيض البكاء. يقال : بكى فلان وعسقف فلان أي جَمَدت عينه فلم يبك.

فقعس : وبنو فقعس حيّ من العرب من بني أسَد. ولا أدري ما أصله في العربية.

صقعب : قال والصَّقْعَب : الطويل من الرجال.

أبو عبيد عن الأصمعي في الصقعب مثله.

عبقص : ابن دريد العَبْقَص والعُبْقُوص : دويّبة.

عسقب : وقال الليث : العِسْقِبة : عُنِيقيد يكون منفرِداً ملتزماً بأصل العنقود الضخم.

والجميع العساقب.

عمرو عن أبيه قال : العَسْقَبة : جمود العين في وقت البكاء.

قلت جعله الليث العسقفة بالفاء والباء عندي أصوب.

[قعمص ـ قعمس] : والقُعْمُوص والقُعْمُوس والجُعْمُوس واحد. ويقال قَعْمس إذا أبدى بمرّة ، ووضع بمرة. قال : ويقال تحرك قُعْمُوصه في بطنه ، وهو بلغة أهل اليمن. قال والقُعموس : ضرب من الكَمأة.

صعفق : وقال الليث : الصعفوق : اللئيم من الرجال. وهم الصعافقة ، كان آباؤهم عبيداً فاستعربوا. وقال العجَّاج :

* من آل صَعْفوق وأتباع أُخَر*

قال : وقال أعرابيّ : ما هؤلاء الصعافقة حولك. ويقال هم بالحجاز مسكنهم. رذَالة الناس. ويقال للذي لا مال له : صَعْفُوق وصعَفْقيّ. والجميع صعافقة وصعافيق. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي : رجل صَعْفقيّ.

قال : والصعافقة ـ يقال ـ قوم من بقايا الأمم الخالية باليمامة ، ضلَّت أنسابُهم.

قال أبو العباس : وغيره يقول : هم الذين يدخلون السوق بلا رأس مال.

ورَوَى أبو عبيد عن الشعبي أنه قال : ما جاءك عن أصحاب محمد فخذه ، ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة. قال : وقال الأصمعي : الصعافقة : قوم يحضُرون السوق للتجارة ، ولا نَقْد معهم ولا رؤوس أموال فإذا اشترى التجار شيئاً دخلوا معهم. والواحد صَعْفَقِيّ.

وقال غير الأصمعي : صعفق ، وكذلك كل من ليس له رأس مال. وجمعهم صعافقة وصعافيق.

وقال أبو النجم :

يوم قدرنا والعزيز مَن قدر

وآبت الخيل وقضّينا الوطر

من الصعافيق وأدركنا المِئَرْ

أراد أنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولا قوة على قتالنا. وكذلك أراد الشعبي : أن هؤلاء لا علم لهم ولا فقه ، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رؤوس أموال.

[سعفق] : الحراني عن ابن السكيت قال : كلّ ما جاء على فعلول فهو مضموم الأول ؛ مثل زُنبور وبُهلول وعُمروس

١٨٠