تهذيب اللغة - ج ٢

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٦

وأنشد :

كل طِمِرٍّ غَذَوانٍ عَرَبُهْ

ويروى : عَدَوان. وقال الأصمعي : العِرْب : يبيس البُهْمَى والواحدة عِرْبة والتعريب : تعريب الفرس ، وهو أن يُكْوَى على أشاعر حافره في مواضع ثم يُبْزغ بمبزَغ بَزْغاً رقيقاً لا يؤثّر في عَصَبه ليشتدّ أَشْعره. قلت : وأشاعر الفرس : ما بين حافره ومنتهى شعر أرساغه. ورجل مُعْرِب : معه فرس عربيّ. وفرس مُعْرِب : إذا خلصت عربيَّته. وقال الجعديّ :

ويصهل في مثل جوف الطوِيّ

صهيلاً تبيَّنَ للمُعْرِب

أبو عبيد عن الكسائيّ : المعرب من الخيل : الذي ليس فيه عِرْق هجين ، والأنثى مُعْرِبة.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : قال : العَبْرَب : السُمَّاق. قال : وقِدْر عَرَبْرَبِيَّة وهي السُمَّاقيَّة. والعَرُوبة : يوم الجمعة. وكان يقال له في الجاهلية : يوم العَرُوبة ، والعَرَاب : حَمْل الخَزَم ، وهو شجر يُفتل من لِحَائه الحِبَال ، والواحدة عَرَابة ، تأكله القرود وربما أكله الناس في المجاعة. وعرِب السَنَامُ عَرَباً إذا ورم وتفتَّح. ويقال : ما في الدار عرِيب أي ما بها أحد. والعُرَيب : تصغير العرب. ويقال : ألقى فلان عَرَبُونه إذا أحدث. وعرِيب : حيّ من اليمن.

وقال الفرّاء : أعربت إعراباً وعرَّبت تعريباً إذا أعطيت العُربان. قلت : ويقال له : العَرْبون.

ورُوي عن عطاء أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع.

وقال شمر : الإعراب في البيع : أن يقول الرجل للرجل : إن لم آخذ هذا البيع بكذا فلك كذا وكذا من مالي. وقال أبو زيد : عرِب الجرح عَرَباً وحبِط حَبَطاً إذا بقيت له آثار بعد البُرْء. والعَرَبات : طريق في جبل بطريق مصر. واختلف الناس في العرب أنهم لِمَ سُمُّوا عرباً.

فقال بعضهم : أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يَعْرُب بن قَحْطان وهو أبو اليَمَن ، وهم العرب العاربة. ونشأ إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما معهم فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده العرب المستعرِبة.

وقال آخرون : نشأ أولاد إسماعيل بعَرَبة وهي من تِهامة فنُسِبوا إلى بلدهم.

روينا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «خمسة أنبياء من العرب. وهم : إسماعيل ، محمد ، شعيب ، صالح ، هود صلّى الله عليهم»

. وهذا يدلّ على أن لسان العرب قديم.

وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب. فكان شُعيب وقومه بأرض مَدْيَن.

وكان صالح وقومه ثمود ينزلون بناحية الحِجْر.

وكان هود وقومه ـ وهم عاد ـ ينزلون الأحقاف من رمال اليمن. وكانوا أهل عَمَد.

وكان إسماعيل بن إبراهيم والنبي

٢٢١

المصطفى محمد صلى الله عليهما من سُكّان الحَرَم. وكلّ من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها فهم عَرَب : يَمَنُهم ومَعَدّهم. والأقرب عندي أنهم سُمّوا عرباً باسم بلدهم : العَرَبات.

وقال إسحاق بن الفرج : عَرَبة : باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام. قال : وفيهما يقول قائلهم :

وعَرْبة أرض ما يُحِلّ حرامَها

من الناس إلّا اللوذعيُّ الحُلاحل

يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحِلت له مكَّةُ ساعة من نهار ، ثم هي حرام إلى يوم القيامة.

قال : واضطُرّ الشاعر إلى تسكين الراء من عَرَبة فسكَّنها.

وأنشد قول الآخر :

ورُجّت باحة العَرَبات رَجاً

ترقرقُ في مناكبها الدماء

كما قال : وأقامت قريش بعرَبة فتَنَّخَتْ بها وانتشر سائر العرب في جزيرتها ، فنُسبوا كلهم إلى عَرَبة ؛ لأن أباهم إسماعيل صلى‌الله‌عليه‌وسلم بها نشأ (وربل أي كثر أولاده) فيها فكثروا. فلمَّا لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها.

وروينا عن أبي بكر الصديق أنه قال : قريش هم أوسط العرب في العرب داراً ، وأحسنه جِواراً وأعربه ألْسنة.

وقال قتادة : كانت قريش تجتبي ـ أي تختار ـ أفضل لغات العرب ، حتى صار أفضل لغاتها لغة لها فنزل القرآن بها.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : العرَّاب : الذي يعمل العرابات ، واحدتها عرابة ، وهي شُمُل ضُرُوعِ الغنم.

قال : والعَرِيبة : الغريبة من الإبل وغيرها. وروى أبو العباس عنه أيضاً أنه قال : العَرَبة : النفْس.

قال : وعَرِب الرجل إذا غرِق في الدنيا.

وعَرِب إذا فصُح بعد لُكْنة في لسانه.

رعب : قال ابن المظفر : الرُّعْب : الخوف.

وتقول رَعَبت فلاناً رَعْباً ورُعْبَاً لغتان فهو مرعوب ورَعِيب. ورعَّبته فهو مُرَعَّب ، وهو مُرْتَعِب أي فزِع.

قال : والحَمَام الراعِبيّ يُرعّب في صوته ترعيباً ، وهو شدّة الصوت تقول : إنه لشديد الرعْب.

وقال رؤبة :

ولا أجيب الرَّعْب إن دعيتُ

ويروى :

... إن رُقيت

أراد بالرَّعْب الوَعِيد ، إن رُقِيتُ : أي خُدعت بالوعيد لم أنَقَدْ ولم أخَف. أبو عبيد : الترْعيب : السَنَام المقطَّع. وقال شمر : ترعيبه : ارتجاجه وسِمَنه وغِلظه ، كأنه يرتجّ من سمنه.

ويقال : أطعَمنا رُعبُوبة من سَنَام عنده.

وهو الرُّعَيْب. وكأن الجارية قيل لها : رُعْبُوبة من هذا.

وقال الليث : جارية رُعْبوبة : تارّة شَطْبة.

ويقال : رُعْبوب. والجميع الرعابيب. وقال الأصمعيّ : الرُّعْبُوبة : البيضاء.

وأنشد الليث :

٢٢٢

ثم ظلِلنا في شواء رُعْبَبه

مُلَهْوَج مثل الكشى نُكَشِّبُه

وقال غيره : يقال لأصل الطلعة : رُعْبُوبة أيضاً.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : جاءنا سيل راعب وقد رعب الواديَ إذا ملأه ـ بالراء ـ وأمَّا الزاعب فهو الذي يَدْفع بعضُه بعضاً.

وقال الليث : التِّرْعابة : الفَرُوقة.

أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال : المَرْعَبة : القَفْرة المُخيفة.

برع : أبو عبيد : البارع : الذي قد فاق أصحابه في السُودَد. وقد بَرَع يَبْرُع وَبَرُع يَبْرُع براعة فهو بارع.

وقال غيره : فلان يتبرَّع بالعطاء أي يتفضّل بما لا يجب عليه.

وقال ابن الأعرابي : البَرِيعة : المرأة الفائقة الجمال والعقل.

وقال غيره : يقال : بَرَعه وفَرَعه إذا علاه وفاقه وكلّ مُشْرِف بارعٌ فارع.

ربع : في الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بقوم يَرْبَعُون حجراً فقال : «عُمّال الله أقوى من هؤلاء».

وفي بعض الحديث : «يَرْتَبِعون حجراً».

قال أبو عبيدة : الرَّبْع : أن يشال الحَجَرُ باليد ، يُفعل ذلك لِتعرف به شدَّة الرجل.

يقال ذلك في الحجر خاصَّة. قال : وقال الأمويّ مثلَه في الرَّبْع.

وقال : المِربَعة : عَصاً يحمل بها الأثقال حتى توضع على ظهور الدوابّ. وأنشدنا :

أين الشِظاظان وأين المِرْبَعَهْ

وأين وَسْقُ الناقة الجَلَنْفَعَهْ

ابن السكيت : رابعت الرجل إذا رفعت معه العِدْل بالعصا على ظهر البعير. وقال الراجز :

يا ليت أم العَمْر كانت صاحبي

مكانَ من أنشا على الركائب

ورابعتني تحت ليل ضارب

بساعد فَعْم وكفّ خاضِب

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال لعديّ بن حاتم قبل إسلامه : «إنك تأكل المِرْباع وهو لا يَحِلّ في دينك».

قال أبو عبيد : المِرْباع : شيء كانوا في الجاهلية ، يغزو بعضهم بعضاً ، فإذا غنموا أخذ الرئيس ربع الغنيمة فكان خالصاً له دون أصحابه.

وقال عبد الله بن عَنَمة :

لك المرباع فيها والصفايا

وحكمك والنَشِيطة والفُضُول

وقال غيره : رَبَعت القوم أَرْبَعهم رَبْعاً إذا أخذت ربع أموالهم أو كنت لهم رابعاً.

والرَّبْع أيضاً : مصدر رَبَعت الوَتَر إذا فتلته على أربع قُوًى.

ويقال : وَتَر مربوع. عمرو عن أبيه : الرُوميّ : شِرَاع السفينة الفارغة ، والمُرْبع : شراع المَلأَى. قال : والمتلمِّظة : مقعد الاستيام وهو رئيس الركّاب.

أبو عبيدة عن الأصمعيّ : الرَّبْع : هو الدار بعينها حيث كانت. والمَرْبَع : المنزل في الربيع خاصَّة.

٢٢٣

وقال شمر : الرُّبُوع : أهل المنازل أيضاً. وقال الشماخ :

تصيبُهمُ وتخطئني المنايا

وأَخْلُف في رُبُوع عن ربوع

أي في قوم بعد قوم.

وقال الأصمعي : يريد : في ربع من أهلي أي في مسكنهم بعد ربع.

وقال أبو مالك : الربع مثل السَكْن وهما أهل البيت. وأنشد :

فإن يك رَبْع من رجالي أصابهم

من الله والحَتْم المُطل شَعُوب

وقال ابن الأعرابي : الرَّبَّاع : الرجل الكثير شِرَى الرُّبُوع ، وهي المنازل. وقال شمر : الربع يكون المنزل ، وأهلَ المنزل.

قال : وأمَّا قول الراعي :

فعُجنا على رَبْع بربع تعوده

من الصيف حَشَّاء الحنين نَئُوج

فإن الربع الثاني طَرَف الجبل. والرِّبْع من أظماء الإبل : أن ترد الماءَ يوماً وتدعه يومين ثم ترد اليوم الرابع. وإبل روابع ، وقد وردت رِبْعاً. وأربع الرجلُ إذا وردت إبله رِبْعاً. والرِّبْع : الحُمَّى التي تأخذ كل أربعة أيّام ، كأنه يُحَمّ فيهما ثم يحمّ اليومَ الرابع. يقال : رُبع الرجل وأُرْبع.

وقال الهذليّ :

من المُرْبِعِين ومن آزل

إذا جَنَّه الليل كالناحط

أبو حاتم عن الأصمعيّ : أربعت الْحُمَّى زيداً إذا أخذته رِبْعاً ، وأغَبَّته إذا أخذتْه غِبَّاً. ورجل مُغِبّ ومُرْبِع ـ بكسر الباء ـ وأنشد :

من المربِعين ومن آزل

بكسر الباء ، فقيل له : لِمَ قلت : أربعت الحُمَّى زيداً. ثم قلت : من المُرْبِعين؟ فجعلته مرَّة مفعولاً ومرَّة فاعلاً ، فقال : يقال : أَرْبَع الرجلُ أيضاً.

أبو عبيد عن الكسائي : يقال : أربعت عليه الحُمَّى ومن الغِبّ : غَبّت. قلت : كلام العرب : أربعت عليه الحُمَّى ، والرجُل مُرْبَع ، بفتح الباء.

وقال الأصمعيّ أيضاً : يقال : أَرْبع الرجلُ فهو مُرْبع إذا وُلِد له في فَتَاء سِنه. وولده رِبْعيّون. وقال الراجز :

إن بنِيَّ غِلْمة صِيْفِيّونْ

أفلح مَن كان له رِبعيّون

وقال ابن السكيت : يقال : قد رَبَع الرجل يَرْبَع إذا وقف وَتحبَّس.

وقال الليث : يقال : اربَعْ على ظَلْعك ، وَاربَعْ على نَفْسك وَاربع عليك ، كل ذلك وَاحد معناه : انتظر. وَقال الأحوص :

ما ضرّ جيراننا إذا انتجعوا

لو أنهم قبل بينهم رَبَعوا

وَقال آخر :

أَرْبَع عند الورود في سُدُم

أنقع من غُلَّتي وَأجزاؤها

قال : معناه : أُلقي في ماء سُدُم وَألهج فيه.

٢٢٤

وَفي صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان أطول من المربوع وَأقصر من المشذَّب. فالمشذَّب : الطويل البائن. وَالمربوع : الذي ليس بطويل وَلا قصير. وكذلك الرابعة فالمعنى : أنه لم يكن مُفْرِط الطول ، وَلكن كان بين الرَّبْعة وَالمشذَّب. وَالمربوع من الشعْر : الذي ذهب جزء من ثمانية أجزاء من المديد والبسيط التامّ. وَالمثلوث : الذي ذَهَب جزءان من ستة أجزاء.

والرَّبْعة : الجوفة. وَيقال : رجل رَبْعة وَامرأة رَبْعة وَرجال وَنساء رَبَعات بتحريك الباء وَخولف به طريق ضَخْمة وَضَخَمات لاستواء نعت الرجل والمرأة في قولك : رجل رَبْعة وَامرأة رَبعة فصار كالاسم ، والأصل في باب فَعْلة من الأسماء مثل تَمْرة وجَفْنة أن يجمع على فَعَلات مثل تَمرات وجَفَنات ، وَما كان من النعوت على فَعْلة مثل شاة لَجْبَة وامرأة عَبْلة أن يجمع على فَعْلات بسكون العين. وَإنما جمع رَبْعة على رَبَعات وهو نعت لأنه أشبه الأسماء لاستواء لفظ المذكّر والمؤنّث في وَاحده.

وَقال الفرّاء : من العرب من يقول : امرأة رَبْعة وَنسوة رَبْعات ، وكذلك رجل رَبْعة ورجال رَبْعُون ، فيجعله كسائر النعوت وَيقال : ارتبع البعيرُ يرتبع ارتباعاً ، والاسم الرَّبعة ، وهو أشدّ عَدْو البعير. وأنشد الأصمعيّ لبعض الشعراء :

واعرورت العُلُطَ العُرْضِيّ تركضه

أُمّ الفوارس بالدِئداء وَالرَّبعَهْ

وَقال أبو يحيى بن كُناسة في صفة أزمنة السنة وَفصولها ـ وَكان علَّامة بها ـ : اعلم أن السنة أربعة أزمنة : الربيع الأوَل ، وَهو عند العامَّة : الخريف. ثم الشتاء ثم الصيف ، وَهو الربيع الآخر ، ثم القَيْظ. قال : وَهذا كله قول العرب في البادية.

قال : وَالربيع الأوَّل الذي هو الخريف عند الفرس يدخل لثلاثة أيام من أيلُول. قال وَيدخل الشتاء لثلاثة أيام من كانون الأول ، قال : وَيدخل الصيف الذي هو الربيع عند الفُرس لخمسة أيام تخلو من آذار ، ويدخل القيظ الذي هو صيف عند الفرس لأربعة أيام تخلو من حَزِيران.

قال أبو يحيى : وربيع أهل العراق موافق لربيع الفُرْس ، وهو الذي يكون بعد الشتاء. وهو زمان الوَرْد ، وَهو أعدل الآوِنة ، وَفيه تُقْطَع العُرُوق ، وَيُشرب الدوَاء.

قال : وَأهل العراق يُمطَرون في الشتاء كله ، وَيُخصِبون في الربيع الذي يتلو الشتاء ، وَأما أهل اليمن فإنهم يُمطَرون في القَيْظ وَيُخْصبون في الخريف الذي يسمّيه العرب الربيع الأول.

قلت : وسمعت العرب تقول لأول مطر يقع بالأرض أيام الخريف : ربيع ، ويقولون : إذا وقع ربيع بالأرض بعثنا الرواد وانتجعنا مساقط الغيث. وسمعتهم يقولون للنخيل إذا خُرِفت وصُرمت : قد تربَّعت النخيلُ ، وإنما سمّي فصل الخريف خريفاً لأن الثمار تُخترَف فيه ، وسمته العرب ربيعاً لوقوع أول المطر فيه. ويقال للفَصِيل الذي يُنْتَج في أول النتاج : رُبَع

٢٢٥

وجمعه رباع. ومنه قول الراجز :

وعلبة نازعتها رِبَاعي

سُمِّي رُبعاً لأنه إذا مَشَى ارتفع ورَبَع أي وَسَّع خَطْوه وعَدَا. ورِبْعِيّ كل شيء : أوله : رِبْعيّ الشباب ورِبْعِيّ النِّتَاج. يقال سَقْب رِبْعيّ ، وسِقاب رِبْعِيَّة : وُلِدت في أول النِتاج. وقال الأعشى :

ولكنها كانت نوًى أجنبيَّة

توالي ربِعيّ السقاب فأصحبا

هكذا سمعت العرب تنشِده. وفسّروا لي توالي السقاب أنه من الموالاة ، وهو تمييز شيء من شيء ، يقال : والينا الفِصْلان عن أمّهاتها فتوالت ، أي فصلناها عنها عند تمام الحول. ويشتد الموالاة ويكثر حَنِينها في أثر أمّهاتها ، ويُتَّخذ لها خَنْدق تحبس فيها ، وتُسَرَّح الأمهات في وجه من مراتعها. فإذا تباعدت عن أولادها سُرِّحت الأولاد في جهة غير جهة الأمَّهات فترعى وحدها فتستمرّ على ذلك وتُصْحِب بعد أيام. أخبر الأعشى أن نَوَى صاحبتِه اشتدَّت عليه فحنَّ إليها حَنينَ رِبْعيّ السقاب إذا وُولي عن أمّه ، وأخبر أن هذا الفَصيل يستمرّ على الموالاة ويُصحِب ، وأنه دام على حنينه الأول وتمَّ عليه ولم يُصحب إصحاب السَقْب. وإنما فسرت هذا البيت لأن الرواة لمَّا أشكل عليهم معناه تخبّطوا في استخراجه وخلّطوا ولم يعرفوا منه ما يَعرف مَن شاهد القوم في باديتهم ، والعرب تقول : لو ذهبت تريد وِلاء ضَبَّة من تميم لتعذَّر عليك موالاتهم منهم لاختلاط أنسابهم. وقال الشاعر

وكنا خُلَيطى في الجمال فأصبحت

جِمالي تُوالَى وُلَّهاً من جمالِكِ

تُوالى أي تُمَيَّز منها. وجاء في دعاء الاستسقاء : «اسقنا غيثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً». فالمَريع : المُخْصِب الناجع في المال. والمُرْبِع : المُغْني عن الارتياد لعمومه وأن الناس يربعون حيث كانوا فيقيمون للخِصْب العامّ. وقال ابن المظفر : يقال : أَرْبعت الناقةُ إذا استغلق رحمُها فلم تَقبل الماء. ثعلب عن سَلَمة عن الفرّاء : يُجمع ربيع الكلأ وربيع الشهور أَرْبِعة. ويجمع ربيع النهر أَرْبِعاء. قال : والعرب تذكر الشهور كلها مجرَّدة إلا شهري ربيع وشهر رمضان. وفي الحديث في المزارعة قال : «ويشترط ما سَقَى الرَّبيع» يريد النهر ، وهو السَعِيد أيضاً. أبو عبيد عن الفرّاء : الناس على سَكَناتهم ونَزَلاتهم ورِبَاعتهم ورَبَعاتهم يعني على استقامتهم. وقال الأصمعيّ : يقال : ما في بني فلان أحد يُغْني رِبَاعتُه غير فلان كأنه أمره وشأنه الذي هو عليه. قال الأخطل :

ما في معدّ فتى يغني رِبَاعَتُه

إذا يهمّ بأمر صالح فَعَلا

اللِّحيانيّ : قعد فلان الأُرْبَعاء والأَرْبُعَاوَى أي متربّعاً. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الخيل تُثْنِي وتُرْبِعُ وتُقْرِح ، والإبل تُثْني وتُرْبِع وتُسْدِس وتبزُل ، والغنم تُثني وتُربِعُ وتُسْدِس وتَصْلُغ. قال ويقال للفرس إذا استتمَّ سنتين : جَذَع. فإذا استتمّ الثالثة فهو ثَنِيّ ، وذلك عند إلقائه رواضعه. فإذا استتمّ الرابعة فهو رَبَاعٍ. قال : أثنى إذا

٢٢٦

سقطت رواضعه ونبت مكانه سِنّ. فنبات تلك السِنِّ هو الإثناء. ثم تسقط التي تليها عند إرباعه فهي رَبَاعِيته فتنبت مكانها سِنّ فهو رَبَاعٌ والجميع رُبْع وأكثر الكلام رَبَع وأرباع. فإذا حان قُرُوحه سقط الذي يلي رباعيته فينبت مكانه قارِحُه وهو نابه ، وليس بعد القروح سقوط سنّ ولا نبات سنّ. وقال غيره : إذا طعن البعير في السنة الخامسة فهو جَذَع ، فإذا طَعَن في السادسة فهو ثَنِيّ ، فإذا طَعَن في السابعة فهو رَبَاعٍ ، والأنثى رَبَاعية فإذا طعن في الثامنة فهو سدوس وسدِيس ، فإذا طعن في التاسعة فهو بازل. وقال ابن الأعرابي : تُجْذِع العَنَاق لسنة وتُثْني لتمام سنتين ، وهي رَبَاعية لتمام ثلاث سنين وسَدَس لتمام أربع سنين صالغ لتمام خمس سنين. وقال أبو فَقْعس الأسَديّ : وَلَد البقرة أوَّلَ سنة تبِيع ، ثم جَذَع ، ثم ثنِيّ ، ثم رباعٍ ، ثم سَدَس ، ثم صالغ. وهو أقصى أسنانِه ، روى ذلك أبو عبيد عنه. وقال الأصمعيّ : للإنسان من فوق ثَنيَّتان ورباعِيتان بعدهما ونابان وضاحكان وستة أرحاء من كل جانب وناجِذان وكذلك من أسفل. وقال أبو زيد : يقال لكل خُفّ وظِلْف ثنيَّتان من أسفل فقط. وأمّا الحافر والسِبَاع كلها فلها أربع ثنايا. وللحافر بعد الثنايا أربع رَباعِيات وأربعة قوارح وأربعة أنياب وثمانية أضراس. الليث : يوم الأربعاء بكسر الباء ممدود. ومنهم من يقول :

أربَعاء بنصب الباء ، وأربعاوان وأَرْبعاوات ، حمل على قياس قصباء وما أشبهها. ومن قال : أَرْبِعاء حمله على أسعِداء. ويقال : رُبِعت الأرض فهي مربوعة إذا أصابها مطر الربيع. وأنشد غيره :

بأفنان مربوع الصَرِيمة مُعْبِل

قال : والربيعة : بَيْضة السلاح. وكذلك قال ابن الأعرابي ومرابيع النجوم : التي يكون بها المطر في أول الأنواء. وقال أبو زيد : استربع الرملُ إذا تراكم فارتفع. وأنشد :

مستربع من عَجَاج الصيف منخول

ابن السكيت : ربيع رابع إذا كان مُخْصِباً. واستربع البعيرُ للسَيْر إذا قَوِي عليه. ورجل مستربع بعمله أي مستقِل به قويّ عليه. وقال أبو وَجْزة :

مستربع بسُرَى الموماة هيَّاج

وأما قول صخر :

كريم الثنا مستربع كل حاسد

فمعناه : أنه يَحمل حسده ويقدر عليه. وهذا كله من رَبْع الحجر وإشالته. وتربعت الناقة سَنَاماً طويلاً أي حملته : وأما قول أبي وجزة :

حتى إذا ما إيالات جرت بُرُحاً

وقد رَبَعن الشَوَى من ماطرٍ ماج

فإن معنى رَبَعن : أَمْطَرن من قولك : ربُعنا أي أصابنا مطر الربيع. وأراد بقوله : (من ماطر) أي من عَرَق (ماج) : مِلْح. يقول : أمطرت قوائمهن من عرقهنّ. والمرتَبِع من الدوابّ : الذي رعى الربيع فسمِن ونشِط ، ويقال : تربّعنا الحَزْن والصَمَّان أي رعينا بقُولها في الشتاء. وتربت الإبلُ بمكان

٢٢٧

كذا أي أقامت به وأنشدني أعرابيّ :

تربَّعت تحت السُمِيّ الغُيَّمِ

في بلد عافى الرياض مُبْهِم

عافى الرياض أي رياضه عافية لم تُرع. مُبْهِم : كثير البُهْمَى. وأمّا قول الشاعر :

يداك يد ربيع الناس فيها

وفي الأخرى الشهور من الحرام

فإنه أراد أن خصِب الناس في إحدى يديه لأنه يَنْعَش الناس بسَيْبه ، وأن في يده الأخرى الأمن والحِيطة ورَعْي الذِمام. وأمّا قول الفرزدق :

أظنّك مفجوعاً برُبْع منافق

تلبّسَ أثواب الخيانة والغَدْر

فإنه أراد أن يمينه تقطع فيذهب ربع أطرافه الأربعة. وأما قول الجعديّ :

وحائل بازل تربَّعت الصي

ف طويلَ العِفاء كالأُطُم

فإنه نصب الصيف لأنه جعله ظرفاً ، أي تربَّعت في الصيف سَنَاماً طويل العَفَاء أي حملتْه ، فكأنه قال : تربَّعت سَنَاماً طويلاً كثير الشحم. وقال ابن السكيت في قول لبيد يصف الغيث :

كأنَّ فيه لما ارتفقْتُ له

رَيْطاً ومِرْباع غانِم لَجَبا

قال : ذكر السحاب. والارتفاق : الاتّكاء على المرفق. يقول : اتكأت على مَرْفِقي أشيمه ولا أنام. شبَّه تَبوُّج البَرْق فيه بالرَيْط الأبيض. والرَيْطة : مُلاءة ليست بملفَّقة. وأراد بمرباع غانم صوب رَعْده.

شبَّهه بمرباع صاحب الجَيش إذا عُزِل له رُبع النَّهْب من الإبل فتحانَّت عند الموالاة ، فشبَّه صوت الرعد فيه بحنينها.

قال : وفي بني عُقَيل رَبِيعتان : رَبِيعة بن عُقَيل ، وهو أبو الخُلَعاء ، وربيعة بن عامر بن عُقَيل ، وهو أبو الأبرص وقُحافة وعَرْعَرة وقُرّة. وهما ينسبان : الرِبيعيِّينِ. ويقال لولد الناقة يُنْتَج في أول النتاج : رُبَع ، والأنثى رُبَعة. والجميع رِبَاع. وإذا نسب إليه فهو رُبَعيّ. وإذا نسب إلى الربيع قيل : ربيعيّ. وإذا نسب إلى ربيعةِ الفَرس فهو رَبعيّ. واليرابيع : جمع اليَرْبوع. وترابيع المتن : لحمه ، ولم أسمع لها بواحد. وقال ابن الأعرابيّ : الربَّاع : الكثير شِرَى الرباع وهي المنازل. قال : والرَّبِيعة : الروضة. والربيعة : المزادة. والربيعة بيضة الحرب. والرَّبِيعة : العَتِيدة. والرَّبِيعَة : الحَجَر الذي يشال.

وأنشد الأصمعي قول الشاعر :

فوه ربيع وكفُّه قَدَح

وبطنه حين يتّكي شَرَبَهْ

يَسَّاقط الناس حوله مرضا

وهو صحيح ما إن به قَلَبَهْ

أراد بقوله : فوه ربيع أي نهر لكثرة شربه وجمعه أربِعاء. ومنه الحديث : إنهم كانوا يُكْرون الأرض بما ينبت على الأربعاء. وقال ابن هانىء : قال أبو زيد : يقال : بيت أُرْبَعاواء على أفعلاواء ، وهو البيت على طريقتين وثلاث وأربع وطريقة واحدة ، فما كان على طريقة فهو خِبَاء ، وما زاد على طريقة فهو بيت. والطريقة : العمد الواحد ، وكل عمود طريقة وما كان

٢٢٨

بين عمودين فهو مَتْن.

بعر : البَعْر لكلّ ذي ظِلْف ولكل ذي خُفّ من الإبل والشاء وبَقَر الوحش والظباء ، ما خلا البقر الأهلي فإنها تَخْثِي ، وهو خِثْيها. والأرانب تَبْعَر أيضاً. والمِبعار : الشاة والناقة تباعِر حالبها ، وهو البِعار ، ويُعدّ عيباً ؛ لأنها ربما ألقت بَعَرها في المِخْلَب. ومباعر الشاء والإبل : حيث تُلقى البَعَر مَنه ، واحدها مَبْعَر. الأصمعي : البعير من الإبل بمنزلة الإنسان : يقع على الجمل والناقة إذا أجْذَعا. يقال : رأيت بعيراً ، ولا تبالي ذكراً كان أو أنثى ، ويجمع البعير أبعرة في الجمع الأقلّ ، ثم أباعر وبُعراناً. وبنو تميم يقولون : بِعير ، بكسر الباء. وشِعير ، وسائر العرب يقولون : بَعير ، وهو أفصح اللغَتَيْن. ويجمع البعر أبعاراً. وهي البَعْرة الواحدة. ثعلب عن ابن الأعرابي : البُعَيرة : تصغير البَعْرة وهي الغَضْبة في الله عزوجل. وقال أبو عمرو : البَعَر : الفَقْر التامّ الدائم. وقال ابن هانىء : من أمثالهم : أنت كصاحب البَعْرة. وكان من حديثه أن رجلاً كانت له ظِنَّة في قومه فجمعهم ليستبرئهم وأخذ بَعْرة ، فقال : إني رام ببعرتي هذه صاحب ظِنَّتي. فجفَل لها أحدهم وقال : لا ترمني بها ، فأقرَّ على نفسه ، فذهبت مثلاً. يقال عنه المَزْرِبة على مَن أقرَّ على نفسه.

عبر : قال الله جلّ وعزّ : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يُوسُف : ٤٣] سمعت المنذريّ يقول : سمعت أبا الهيثم يقول : العابر : الذي ينظر في الكتاب فيعبُره أي يعتبر بعضه ببعض حتى يقع فهمُه عليه. ولذلك قيل : عَبَر الرؤيا ، واعتبر فلان كذا. وقال غيره : أُخذ هذا كله من العِبْر وهو جانب النهر. وفلان في ذلك العِبر أي في ذلك الجانب. وعبرت النهر والطريق عُبُوراً إذا قطعته من هذا الجانب إلى ذلك الجانب ، فقيل لعابر الرؤيا : عابر لأنه يتأمَّل ناحتي الرؤيا فيتفكر في أطرافها ويتدبّر كلّ شيء منها ويَمضي بفكره فيها من أول ما رأى النائم إلى آخر ما رأى. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى في قول الله جلّ ذكره : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) : دخلت اللام في قوله : (لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) : لأنه أراد : إن كنتم للرؤيا عابرين وإن كنتم عابرين الرؤيا ، وتسمَّى هذه اللام لام التعقيب لأنها عقَّبت الإضافة. أبو عبيد عن أبي زيد : عَبَرت النهر والطريق عُبُوراً ، وعَبَرت الرؤيا عَبْراً وعِبارة. واستعْبرتُ فلاناً رؤياي ، وعَبَرت الكتاب أعبُره عَبْرا إذا تدبّرته في نفسك ولم ترفع به صوتك. ورُوي عن أبي رَزِين العُقَيلي أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الرؤيا على رِجْل طائر ، فإذا عُبِّرت وقعت ، فلا تقصّها إلا على وادّ أو ذي رأي». قال الزجاج : إنما قال : لا تقصّها إلا على وادّ أو ذي رأي لأن الوادّ لا يجب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحبّ. وإن لم يكن عالماً بالعبارة لم يَعْجَل لك بما يَغُمّك ، لا أن تعبيره يزيلها عمَّا جعلها الله عليه. وأما ذو الرأي فمعناه : ذو العلم بعبارتها ، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها ، أو بأقرب ما يعلمه منها. ولعله أن يكون في تفسيرها

٢٢٩

موعظة ترْدعك عن قبيح أنت عليه ، أو يكون فيها بُشرى ، فتحمد الله على النعمة فيها. وقال الله عزوجل : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) [الحَشر : ٢] أي تدبّروا وانظروا فيما نزل بُقريظة والنَضِير ، فقايسوا أفعالهم واتّعِظوا بالعذاب الذي نزل بهم. وقال أبو زيد : يقال : عَبِر الرجلُ يَعْبر عَبَراً إذا حزِن. وفَلان عُبْر أسفار إذا كان قوياً على السفر. والعُبْر أيضاً : الكثير في كل شيء. ورأى فلان عُبْر عينه في ذلك الأمر ما يُسْخِنُ عَيْنه. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العُبْر من الناس : القُلْف ، واحدهم عَبُور. والعُبْر : السحائب التي تسير سَيْراً شديداً. والعُبْر : الثَكْلى. والعَبْر : الناقة القويَّة على السَفَر. والعُبْر : البكاء بالحزن ، يقال : لأمّه العُبْر والعَبَر. قال : والعِبَار : الإبل القويّة على السير ، يقال للناقة هي عُبْر سَفَر.

أبو عبيد عن الكسائي : أعبرت الغنم إذا تركتَها عاماً لا تجزُّها. وغلام مُعْبَر إذا كاد أن يحتلم ولم يُخْتَن. وناقة عِبْر أسفار : تُقطع الأسفار عليها بالكسر.

أبو عبيدة : العَبِير عند أهل الجاهلية : الزعفران. وقال ابن الأعرابي : العَبِيرة : الزعفرانة.

وقال الليث : العَبِير : ضرب من الطيب قال : والمَعْبَر : شطّ نهر هو للعبور. والمِعْبرة : سفينة يعبَر عليها النهر. وعبّر فلان عن فلان تعبيراً إذا عَيّ بحجَّته فتكلم عنه بها. قال : وعبَّرت الدنانير تعبيراً إذا وزنتها ديناراً ديناراً. وأمَّا قول الله جلّ وعزّ : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) فمعناه : إلا [النِّساء : ٤٣] مسافرين ؛ لأن المسافر قد يُعوزه الماء. وقيل : إلا مارين في المسجد غير مريدين الصلاة. وقال الليث : العِبْرة : الاعتبار بما مضى.

والشعرى العَبُور ، وهما شعريان. إحداهما الغُمَيضاء ، وهو أحد كوكبي الذراعين. وأمَّا العَبُور فهي مع الجوزاء تكون نيّرة. سمّيت عُبُوراً لأنها عَبَرت المَجَرَّة وهي شأمية. وتزعم العرب أن الأخرى بكت على أثرها حتى غمِصَت فسمّيت الغُمَيصاء. وقال الليث : عَبْرة الدمع : جَرْيه. قال : والدمع نفسه يقال له : عَبْرة. ومنه قوله :

وإن شفائي عَبْرة إن سفَحتها

ورجل عَبْران وامرأة عَبْرى إذا كانا حزينين. أبو عبيد عن الأصمعيّ : من أمثالهم في عناية الرجل بأخيه وإيثاره إيَّاه على نفسه قوله : لك ما أبكي ولا عَبْرة بي ، يضرب مثَلاً للرجل يشتدّ اهتمامه بشأن أخيه. ويقال : عبّر بفلان هذا الأمرُ إذا اشتدّ عليه. ومنه قول الهذليّ :

ما أنا والسيرَ في مَتْلف

يعبّر بالذكر الضابط

ويقال : عَبَر فلان إذا مات فهو عابر ، كأنه عبر سبيل الحياة. وأنشد أبو العباس :

فإن نَعْبُر فإن لنا لُماتٍ

وإن نغبُر فنحن على نذور

سَلمة عن الفراء : العَبَر : الاعتبار. والعرب تقول : اللهم اجعلنا ممَّن يعبَر الدنيا ولا يعبُرها أي ممّن يعتبر بها

٢٣٠

ولا يموت سريعاً حتى يرضيك بالطاعة. وقال الأصمعيّ : يقال في الكلام : لقد أسرعت استعبارك الدراهم أي استخراجك إيّاها. ويقال : عَبَرت الطير أعبُرها وأعبِرها إذا زجرتها. وقال ابن شميل : عبرت متاعي أي باعدته. والوادي يعبر السَيْل عنا أي يباعده. أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : العَبَّار : الجَمَل القويّ على السير. والمُعْبَر : التَيس الذي تُرك عليه شعره سنواتٍ فلم يُجَزّ. وقال بِشْر بن أبي خازم :

جَزيز القفا شبعان يربض حَجْرَةً

حديث الخصاء وارم العَفْل مُعْبَرُ

وقال اللحياني : العَبُور من الغنم : فوق العظيم من إناث الغنم. يقال : لي نعجتان وثلاث عبائر. وغلام مُعْبَر إذا كبر ولم يُخْتن. وإنه لينظر إلى عَبَر عينه إذا كان ينظر إلى ما يُعْبِر عينه أي يُسْخِنها. وقال الأصمعي : العُبْريّ من السِدْر : ما كان على شطوط الأنهار. وقال اللحياني العُمْريّ والعُبْريّ من السِدر الذي يَشرب من المياه. قال : والذي لا يشرب من المياه ويكون بَرّيّاً يقال له الضال. وروى ابن هانىء عن أبي زيد : يقال للسِدْر وما عظم من العوسج : العُبْرِيّ. وقال أبو سعيد : العُبْريّ والعُمْريّ : القديم من السِدْر.

[باب العين والراء مع الميم]

ع ر م

عمر ، عرم ، رمع ، رعم ، مرع ، معر : مستعملات. عمر : قال الله جلّ وعزّ في كتابه المنزل عليه : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحِجر : ٧٢] رَوَى أبو الجوزاء عن ابن عباس في قوله : لَعَمْرُكَ يقول : بحياتك. قال : وما أقسم الله تعالى بحياة أحد إلّا بحياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأخبر المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال : النحويون ينكرون هذا ، ويقولون : معنى لَعَمْرُكَ : لَدِينُك الذي تعمر. وأنشد :

أيها المنكح الثريا سهيلاً

عَمْرَكَ الله كيف يلتقيان

قال : عَمْرَك الله أي عبادتك الله ، فنصب. وأنشد :

عمركِ الله ساعة حدثينا

وذرِينا من قول مَن يؤذينا

فأوقع الفعل على اللهَ في قوله : عَمْرَك الله. قال : وتدخل اللام في (لعمرك) ، فإذا أدخلتها رفعت بها فقلت : لَعَمْرُك ، ولعمر أبيك. قال : فإذا قلت : لعمر أبيك الخير نصبت الخير وخفضت فمن نصب أراد أن أباك عَمرَ الخير يَعْمُره عَمْراً وعمارة ، ونصب الخير بوقوع العَمْر عليه ، ومَنْ خفض الخير جعله نعتاً لأبيك. أبو عبيد عن الكسائي : عَمْرَك الله ، لا أفعل ذاك نَصَب على معنى : عمَّرتك الله أي سألت الله أن يعمّرك ، كأنه قال : عمَّرت الله إياك. قال : ويقال : بأنه يمين بغير واو.

وقد يكون عَمْرَ اللهِ ، وهو قبيح قال : والعَمْر والعُمر واحد. وسمّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أن يبقى. وعَمْرَك الله مثل ناشدتك الله.

٢٣١

وقال أبو عبيد : سألت الفرّاء لِمَ ارتفع لَعَمْرُكَ [الحجر : ٧٢] فقال : على إضمار قسم ثان ، كأنه قال : وعَمْرِك فلعمرُك عظيم ، وكذلك لحياتك مثله.

قال : وصدَّقَه الأحمر وقال : الدليل على ذلك قول الله جلّ وعزّ : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ) [النِّساء : ٨٧] كأنه أراد : والله ليجمعنّكم فأضمر القَسَم. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : قال الأخفش في قوله : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ) : وعَيْشِك وإنما يريد به العُمْرُ.

وقال أهل البصرة : أضمر له ما يرفعه : لعمرك المحلوفُ به. قال الفرّاء : الأَيمان يرفعها جواباتها : وقال : إذا أدخلوا اللام رفعوا. وقال المبرّد في قولك : عَمْرَ الله : إن شئت جعلت نصبه بفعل أضمرته ، وإن شئت نصبته بواو حذفته : وعَمْرِكَ الله. وإن شئت كان على قولك : عمّرتك الله تعميراً ، ونشدتُك الله نَشْداً ، ثم وضعت عمرك في موضع التعمير وأنشد فيه :

عَمْرتُكِ الله إلّا ما ذكرتِ لنا

هل كنتِ جارتنا أيام ذي سَلَم

يريد : ذكّرتك. وقال الليث : تقول العرب : لعمرك ، تحليف بعُمر المخاطَب. قال : وقد نُهي عن أن يقال : لعمر الله. قال : وفي لغة لهم : رَعَمْلُك يريدون : لعمرك. قال : وتقول : إنك عمري لظريف. وأخبرني المنذري عن الحَرّانيّ عن ابن السكّيت قال : يقال : لعمرك ولعمر أبيك ولعمر الله مرفوعة. قال : والعَمْر والعُمْر لغتان فصيحتان ، يقال : قد طال عَمْره وعُمره ؛ فإذا أقسموا فقالوا : لعَمرك وعمرِك وعمري فتحوا العين لا غير. قال : وأمَّا قول ابن أحمر :

ذهب الشباب وأَخلف العَمْر

فيقال : إنه أراد العُمر ، ويقال : أراد بالعَمْر الواحدَ من عمور الأسنان وبين كل سِنَّين لحم متدلٍّ يسمّى العَمْر وجمعه عُمُور. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه قال : عَمَرت ربّي أي عبدته. وفلان عامر لربّه أي عابد. قال : ويقال : تركت فلاناً يعمُر ربَّه أي يعبده. وقال الله جلّ وعزّ : (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها) [هُود : ٦١] أي أذِن لكم في عمارتها واستخراج قُوتكم منها. وقوله جلّ وعزّ : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) [فَاطِر : ١١] وفُسّر على وجهين : قال الفرّاء : ما يطوَّل من عمر من عمر معمَّر ولا يُنقص من عُمره يريد آخر غير الأول ، ثم كنّى بالهاء كأنه الأول. ومثله في الكلام : عندي درهم ونصفه ، المعنى : ونصف آخر ، فجاز أن يقول : نصفه ؛ لأن لفظ الثاني قد يُظهر كلفظ الأول ، فكنى عنه كنايةَ الأول. قال : وفيها قول آخر : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) يقول : إذا أتى عليه الليل والنهار ونقَصا من عمره. والهاء في هذا المعنى للأول لا لغيره ؛ لأن المعنى : ما يطوَّل ولا يذهب منه شيء إلَّا وهو مُحْصًى في كتاب ، وكلٌّ حسن ، وكأن الأوّل أشبه بالصواب ، وهو قول ابن عباس ، والثاني قول سعيد بن جُبَير. وقال

٢٣٢

الله جلّ وعزّ : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البَقَرَة : ١٩٦] والفرق بين الحجّ والعمرة أن العمرة تكون في السنة كلها ، والحجّ لا يجوز أن يُحْرَم به إلّا في أشهر الحجّ : شوّال وذي القعدة وعَشْر من ذي الحجَّة. وتمام العمرة أن يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمرة ، والحجّ لا يكون إلا مع الوقوف بعرفة يوم عرفة. والعمرة مأخوذة من الاعتمار وهو الزيارة. يقال : أتانا فلان معتمراً أي زائراً. ومنه قوله :

وراكبٌ جاء من تَثْليث معتمرُ

ويقال الاعتمار : القصد ، وقال :

لقد سما ابن معمر حين اعتمر

المعنى : حين قصد مغزًى بعيداً. وقيل : إنما قيل للمُحْرِم بالعمرة : معتمِر لأنه قصد لعمل في موضع عامر ، فلهذا قيل : معتمِر. ومكان عامر : ذو عمارة. ويقال لساكن الدار : عامر والجميع عُمَّار.

أبو عبيدة عن الأصمعيّ : عَمِر الرجلُ يَعْمَر عَمَراً أي عاش. وعَمَر فلان بيتاً يَعْمُره. وأنشد محمد بن سَلَّام كلمة جرير :

لئن عَمِرَت تَيْم زماناً بِغِرّة

لقد حُدِيث تَيمٌ حُدَاء عَصَبْصَبا

وقال اللحياني : دار معمورة : يسكنها الجِنّ. ويقال عَمرَ مالُ فلان يَعْمَر إذا كثر. وأتيت أرض بني فلان فأعمرتها أي وجدتها عامرة. المَعْمَر : الذي يقام به. وقال طرفة :

يا لكِ من قُبَّرة بمَعْمَر

وقال آخر :

يَبْغينك في الأرض مَعْمَرا

أي منزلاً. وقال الليث : العَمْر : ضرب من النخل ، وهو السَحُوق الطويل.

قلت : غلِط الليث في تفسير العَمْر ، والعُمْر : نخل السُكّر يقال له : العُمْر ، وهو معروف عند أهل البحرين. وأنشد الرياشيّ في صفة حائط نخل :

أَسْود كالليل تدجَّى أخضرُهْ

مخالط تعضوضُه وعُمُرُهْ

بَرْنيَّ عَيْدَانٍ قليلاً قَشَرُهْ

والعَضوض : ضرب من التَمر سَرِيّ. وهو من خير تُمْران هَجَر ، أسود عَذْب الحلاوة. والعُمْر : نخل السُكّر ، سَحُوقاً كان أو غير سَحوق. وكان الخليل بن أحمد من أعلم الناس بالنخيل وألوانه. ولو كان الكتاب من تأليفه ما فسّر العمر هذا التفسير. وقد أكلت أنا رُطَب العُمْر ورُطَب التعضوض وخَرَفتهما من صغار النخل وعَيْدانها وجَبّارها. ولو لا المشاهدة لكنت أحد المغترّين بالليث وخليلِه وهو لسانه.

أبو العباس عن ابن الأعرابي : يقال رجل عَمَّار إذا كان كثِير الصلاة كثِير الصيام. ورجل عَمَّار مُوَقًّى مستور ، مأخوذ من العَمَر وهو المِنديل أو غيره تغطِّي به الحُرَّة رأسها ، ورجل عمَّار وهو الرجل القويّ الإيمان الثابت في أمره الثخين الوَرَع ، مأخوذ من العَمِير ، وهو الثوب الصفيق النسِيج القويّ الغَزْلِ الصبور على العمل. قال : والعَمَّار الزيْن في المجالس مأخوذ

٢٣٣

من العَمْر وهو القُرْط والعَمّار : الطيّب الثناء والطيب الروائح مأخوذ من العَمَار وهو الآس. قال : وعمَّار المجتمِع الأمر اللازم للجماعة الحِدِب على السلطان مأخوذ من العِمَارة وهي القبيلة المجتمِعة على رأي واحد. قال : وعمَّار : الرجل الحليم الوَقُور في كلامه وفعاله ، مأخوذ من العَمارة ، وهي العمامة. وعَمَّار مأخوذ من العَمْر وهو البقاء ، فيكون باقياً في إيمانه وطاعته وقائماً بالأمر والنهي إلى أن يموت قال : وعَمَّار : الرجل يجمع أهلَ بيته وأصحابَه على أدب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والقيام بسُنّته ، مأخوذ من العَمَرات وهي اللَحَمات التي تكون تحت اللحِي ، وهي النغانغ واللغاديد. وهذا كله محكيّ عن ابن الأعرابي.

وقال أبو عبيدة : في أصل اللسَان عَمْرَتان. ويقال عُمَيميرتان ، وهما عظمان صغيران في أصل اللسان. والعَمِيرة : كُوَّارة النَحْل.

وقال ابن الأعرابي : يقال كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير ، هكذا قال بالعين. قال : والمعمور : المخدوم. وعمرت ربي وججَته أي خدمْته. ويقال للصنَبُع : أمُ عامر كأن ولدها عامر ومنه قول الهذلي :

وكم من وجار كَجيْب القمِيص

به عامر وبه فُرْعُل

ومن أمثالهم : خامِري أمّ عامر ، ويضرب مَثَلاً لمن يُخدع بلين الكلام. ويقال : تركت القوم في عَوْمرة أي في صياح وجَلَبة.

والعمَارة : الحَيّ العظيم تنفرد بظَعْنها وإقامتها ونُجْعتها. وهو من الإنسان : الصَدْر ، سمّي الحيّ العظيم عِمارة بعمارة الصدر ، وجمعها عمائر.

ومنه قول جرير :

يجوس عمارة ويكفّ أخرى

لنا حتّى نجاوزها دليل

ورُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تُعْمِروا ولا تُرقبوا ، فمن أُعْمِر داراً أو أُرْقِبها فهي له ولورثته من بعده.

وقال أبو عبيد : هي العُمْرى والرقْبى. والعُمْرَى : أن يقول الرجل للرجل : داري هذه لك عمرك أو يقول : داري هذه لك عمري ، فإذا قال ذلك وسلَّمها إليه كانت للمعمَر ولم ترجع إلى المعمِر إن مات. وأمّا الرُقْبَى : فأن يقول الذي أرقبها : إن متَّ قبلي رجعت إليّ ، وإن متُّ قبلك فهي لك. وأصل العمرى مأخوذ من العُمْر ، وأصل الرقبى من المراقبة ، فأبطل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الشروط وأمضى الهبة. وهذا الحديث أصل لكلّ من وهب هِبة فشرط فيها شرطاً بعد ما قبضها الموهوب له : أن الهِبَة جائزة والشرط باطل.

وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزَّ :(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) [الطور : ٤] : جاء في التفسير أنه بيت في السماء بإزاء الكعبة ، يدخله كلَّ يوم سبعون ألْفَ ملَكٍ يخرجون منه ولا يعودون إليه.

وقال الأصمعي : العُبْريّ والعُمْريّ : السِدْر الذي يَنْبت على الأنهار ويَشرب الماء.

٢٣٤

وقال أبو العَمَيْثل الأعرابيّ : العُبْريّ والعمريّ من السِدْر : القديمُ ، على نهر كان أو غيره. قال : والضال : الحديث منه.

وأنشد قول ذي الرمة :

قطعت إذا تجوّفت العواطي

ضروب السدر عُبريّاً وضالا

وقال : الظباء لا تكنِس بالسدر النابت على الأنهار.

وقال أبو سعيد الضرير : القول ما قال أبو العميثل ، واحتجّ هو أو غيره بحديث محمد بن مَسْلَمة ومَرْحَب. قال الراوي لحديثهما ما رأيت حرباً بين رجلين قطّ علِمتها مثلها. قال كلُّ واحد منهما إلى صاحبه عند شجرة عُمْريَّة ، فجعل كلُّ واحد منهما يلوذ بها من صاحبه. فإذا استتر منها بشيء خَذَم صاحبُه ما يليه حتى يخلُص إليه ، فما زالا يَتَخَذَّمانها بالسيف حتى لم يبق فيها غُصْن ، وأفضى كل واحد منهما إلى صاحبه ، في حديث طويل.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : العَمَار : كلّ شيء علا الرأسَ من عمامة أو قلنسوة أو غير ذلك. ويقال للمعتّم : مُعتمِر.

وقال بعضهم في قول الأعشى :

... ورفعنا عمارا

أي قلنا له : عمّرك الله أي حيَّاك الله. وقال ابن السكيت : العامران في قيس : عامر بن مالك بن جعفر ، وهو مُلَاعِب الأسِنَّة ، وهو أبو بَرَاء ، وعامر بن الطُفَيل بن مالك بن جعفر. قال : والعُمرَان أبو بكر وعُمَر ، فغلّب عمر لأنه أخفّ الاسمين. قال : وقيل : سُنَّة العُمَرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز.

وقال أبو عبيدة نحوه. قال : فإن قيل : كيف بدىء بعمر قبل أبي بكر وهو قبله ، وهو أفضل منه فإن العرب يفعلون مثل هذا ، يبدءون بالأخسّ ؛ يقولون : ربيعة ومُضَر ، وسُلَيم وعامر ، ولم يترك قليلاً ولا كثيراً.

وقال أبو يوسف : قال الأصمعي : حدثنا أبو هلال الراسبيّ عن قتادة أنه سئل عن عتق أمَّهات الأولاد ، فقال : أعتق العُمَران فيمن بينهما من الخلفاء أمّهات الأولاد ، ففي قول قتادة : العُمَران : عمر بن الخطَّاب وعمر بن عبد العزيز.

وقال أبو عبيد : يقال : عمر الله بك منزلك وأعمر ، ولا يقال : أعمر الله منزله ، بالألف.

وقال يعقوب بن السكيت : العَمْران : عمرو بن جابر بن هلال بن عُقَيل بن سُمَيّ بن مازِن بن فزارة ، وبَدْر بن عمرو بن جُؤَية بن لَوْذان بن ثعلبة بن عديّ بن فزارة وهما رَوْقا فزارة. وأنشد لقُرَاد بن حَنَش يذكرهما :

إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر

وبدر بن عمرو خِلت ذُبْيان تُبّعا

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : أبو عمرة : كنيَة الجوع ، وأبو عُمَير : كنية فرج الرجل.

٢٣٥

وقال الليث : الإفلاس يكنى أبا عَمْرة.

وقال ابن الأعرابي : كنية الجوع أبو عمرة ، وأنشد :

إن أبا عمرة شرّ جار

وقال ابن المظفر : كان أبو عمرة رسول المختار ، وكان إذا نزل بقوم حلّ بهم البلاءُ من القتل والحرب. ويعْمُر الشُّدَّاخ أحد حكَّام العرب. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : اليعامير : الجِداء ، واحدها يَعْمُور. وأنشد :

مثل الذميم على قُزْم اليعامير

وجعل قطرب اليعامير شجراً ، وهو خطأ.

وقال أبو الحسن اللحياني : سمعت العامريَّة تقول في كلامها : تركتم سامراً بمكان كذا وعامراً.

قال أبو تراب : فسألت مصعَباً عن ذلك فقال : مقيمين مجتمعين.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : العَمَر ألَّا يكون للحُرَّة خِمار ولا صَوْقعة تغطّي رأسها ، فتُدخل رأسها في كُمّها. وأنشد :

قامت تصلّي والْخِمار من عَمَر

قال : والعَمْر حَلْقة القرط العليا ، والْخَوْق : حَلْقةُ أسفلِ القُرط. والعَمْرة : خَرَزة الحُبّ. والعُمْرة : طاعة الله جل وعزَّ.

معر : قال ابن المظفّر : مَعِر الظُفُر يَمْعَر مَعَراً إذا أصابه شيء فنصَل. قال : ويقال : غضب فلان فتمعَّر لونُه إذا تغيَّر وعَلَتْه صُفرة.

وقال ابن الأعرابي : الممعور : المقطِّب غَضَباً لله.

وقال : يقال : معِر الرجل وأمعر ومَعَّر إذا فنِي زادُه.

وقال شمر : قال ابن شميل : إذا انفقأت الرهْصَة من ظاهر فذلك المَعَر ، وقد مَعِرت مَعَراً ، وجَمَل مَعر ، وخُفّ مَعِر : لا شعرَ عليه.

وفي الحديث : «ما أمعر حاجّ قطّ» معناه : ما افتقر. وأصله من مَعَر الرأس.

وقال أبو عبيد : الزَمِر والمَعِر : القليل الشعَر. وأرض معِرة إذا انجرد نَبْتها.

وأمعر القومُ إذا أجدبوا. وتمعّر رأسه إذا تمعَّط.

وأمعرت المواشي الأرضَ إذا رعت شجرها فلم تَدَع شيئاً يُرْعَى.

وقال الباهلي في قول هشام أخي ذي الرمة :

حتى إذا أمعروا صَفْقَيْ مباءتِهِم

وجرّد الخَطْبُ أثباج الجراثيم

قال : أمعروه : أكلوه. وأمعر الرجلُ إذا افتقر ، فهو لازم وواقع. ومثله : أملق الرجل إذا افتقر ، وأملقته الخطوب أي أفقرته.

رعم : قال الليث : رَعمت الشاة تَرْعَم فهي رَعُوم. وهو داء يأخذها في أَنْفها فيسيل منه شيء يقال له : الرُّعَام.

قال : ورَعُوم : اسم امرأة.

أبو عبيد عن أبي زيد : الرَّعُوم ـ بالراء ـ : من الشاء التي يسيل مُخَاطها من الهُزَال وقد أَرْعمت إرعاماً إذا سال رُعَامُها وهو

٢٣٦

المُخَاط. ويقال : كِسْر رَعِم : ذو شحم.

والرِّعْم : الشَحْم.

وقال أبو وجزة :

فيها كسورٌ رَعِمات وسُدُفْ

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الرَّعَام واليعمور : الطلِيّ وهو العَرِيض. ويقال رَعَمْتُ الشمسَ إذا نظرت وجوبها. وقال الطِرِمَّاح :

ومُشيحٍ عَدْوه مِتْأقٌ

يَرْعَم الإيجاب قبل الظلام

أي ينتظر وجوب الشمس. عرم : الليث : عَرَم الإنسان يَعْرُم عَرَامة فهو عارم ، وأنشد :

إن امرؤ يذُبّ عن محارمي

بَسْطةُ كَفّ ولسانٍ عارمِ

 وعُرَام الجيش : حَدّهم وشِرَّتهم وكثرتهم. وأنشد :

وليلة هَول قد سَرَيت وفِتْيةٍ

هَدَيتُ وجمع ذي عُرام مُلَادِس

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : العَرِم : الجاهل ، وقد عَرَم يَعْرُم وعَرُم وعَرِم.

وقال الفرّاء : العُرَاميّ من العُرّام وهو الجهل.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : يقال لقشور العَوْسج : العُرَام ، وأنشد :

وبالثُمَام وعُرَام العَوْسَج

قال : والعَرِم : السَيْل الذي لا يطاق. قال الله جلّ وعزّ (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) [سَبَإ : ١٦] قال أبو عبيدة : العَرِم جمع العَرِمة وهي السِكْر والمُسنَّاة. وقيل : العَرِم : اسم واد. وقيل : العَرِم ههنا : اسم الجُرَذ الذي بَثَق السِكْرَ عليهم ، وهو الذي يقال له : الخلْد. أبو العباس عن ابن الأعرابي : من أسماء الفأر البِرّ والثُعْبة والعَرِم. وقيل : العَرِم : المطر الشديد. وكان قوم سبأ في نَعْمة ونِعمة وجِنان كثيرة. وكانت المرأة منهم تخرج وعلى رأسها الزَبِيلِ فتعتمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر فيسقط في زَبِيلها ما تحتاج إليه من ثمار الشجر ، فلم يشكروا نعمة الله ، فبعث الله عليهم جُرَزاً وكان لهم سِكْر فيه أبواب يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء ، فنقبه ذلك الجُرَذ حتى بثق عليهم السِكْر فغرَّق جِنانَهم. وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابي : يوم عارم : ذو نهاية في البَرْد نهارُه وليلُه. وأنشد :

وليلة إحدى الليالي العُرَّم

بين الذراعين وبين المِرْزَم

تهُمّ فيها العَنْز بالتكلُّم

أبو عُبَيد عن الأصمعيّ قال : الحيَّة العَرْماء : التي فيها نُقَط سود وبيض. وقال أبو عبيد : ورُوِي عن مُعاذ بن جبل أنه ضحَّى بكبشين أعرمين.

وأنشد الأصمعيّ :

أبا مَعْقِل لا توطِئَنْكَ بَغَاضَى

رؤوسَ الأفاعي في مراصدها العُرْمِ

وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال : الأقلف يقال له : الأعرم. ورَوَى عمرو عن أبيه أنه قال : العرامين : القُلْفان من الرجال. قال : والعُرمان : الأكَرَة ،

٢٣٧

واحدهم أعرم. قلت : ونون العرامين والعُرْمان ليست بأصلية. يقال : رجل أعرم ورجال عُرْمان ثم عرامين جمع الجمع. وسمعت العرب تقول لجمع القِعْدان من الإبل : القعادين ، والقِعْدانُ جمع القَعُود ، والقعادين نظير العرامين. وقال ابن الأعرابيّ : العريم : الداهية. وقال ابن شميل عن الهَمْداني : العَرِم والمِعْذار : ما يُرْفع حول الدبرة. شمر عن ابن الأعرابي : العَرَمَة : أرض صُلْبة إلى جَنْب الصَّمان. وقال رؤبَة :

وعارض العِرْض وأعناق العَرَمْ

قلت : العَرَمة تتاخم الدَهْنى وعارض اليمامة يقابلها ، وقد نزلْت بها. وقال ابن الأعرابي : كبش أعرم : فيه سواد وبياض. وقال ثعلب : العَرِم من كل شيء : ذو لونين. قال : والنمر ذو عَرَم. وكذلك بَيْضُ القطا عُرْم. وقال أبو وَجْزة :

باتت تباشر عُرماً غير أزواج

قال : والعَرَمة : الأنبار من الحِنطة والشعير. وقال الليث : العُرْمة : بياض بَمَرمَّة الشاة الضائنة أو المعْزى. وكذلك إذا كان في أذنها نُقَط سود والاسم العَرَم. قال : والعَرَمة : الكُدْس المَدُوس الذي لم يُذَرّ ، يجعل كهيئة الأَزَج ثم يُذرَّى. قال : والعَرَمْرَم : الجيش الكثير. والعَرَم : اللحم ، قاله الفرَّاء. قال : ويقال : عَرَمت العظم أعرِمه إذا تعرّقتَه. والعُرَام والعُراق واحد. ويقال : أعْرُم من كلب على عُرَام. ويقال : إن جزورَكم لطيّب العَرَمة أي طيّب اللحم. ويقال عَرَم الصبيّ ثدي أمّه إذا مَصّه. وأنشد يونس :

ولا تُلْفَيَنّ كذات الغلا

م إن لم تجد عارماً تعترمْ

أراد بذات الغلام : الأمّ المرضع إن لم تجد مَن يمتَصّ ثديها مصّته هي. قال : ومعناه : لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه. وعارِمة : أرض معروفة. وقال ابن الأعرابي : عَرْمى والله لأفعلن ذاك وعَرْمى وحَرْمى ثلاث لغات بمعنى : أَمَا والله. وأنشد :

عَرْمى وجَدّك لو وجدتَ لهم

كعداوةٍ يجدونها تَغلي

وقال شمر : العَرَم : الكُدْس من الطعام ، عَرَمةٌ وعَرَم. وقال بعض النَمريين : تجعل في كل سُلْفة من حبّ عَرَمة من دَمَال. فقيل له : ما العَرَمة؟ فقال : جُثْوة منه يكون مزبلين حِمْلَ بقرتين.

رمع : أبو العباس عن ابن الأعرابي : الرَّمِع : الذي يتحرّك طَرَفُ أَنْفه من الغضب.

ويقال : جاءنا فلان رامعاً قِبرّاه ، والقِبرّي : رأس الأنف ، ولأنفه رَمَعَان ورَمَعٌ ورَمْع. وقال الليث : رَمَع يَرْمَع رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرك الرَّمّاعة : ما يتحرَّك من رأس الصبيّ الرضيع من يافوخه من رقَّته.

قال : والرمَّاعة : الاست لترمّعها أي تحرّكها.

قال : واليَرْمَع : الحَصَى الأبيض التي تَلألأُ في الشمس ، الواحدة يَرْمَعة.

وقال غيره : اليَرْمَع : الحزَّارة التي يَلعب بها الصبيان إذا أدِيرت سمعت لها صوتاً ،

٢٣٨

وهي الخُذُروف.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الرَّمّاع : الذي يأتيك مغضَباً ولأنْفه رَمَعان أي تحرّك.

قال : والرمَّاع الذي يشتكي صُلْبَه من الرُّمَاع وهو وجع يعترض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السقي. وأنشد :

بئس طعام العَزَب المرموع

حَوْءبة تُنْقِض بالضلوع

ويقال : قبحه الله وأُمّاً رَمَعت به أي ولدته. أبو سعيد : هو يَرْمَع بيديه أي يقول : لا تجيء ، ويومىء بيديه ، ويقول : تعال. وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه غضِب غضباً شديداً حتى خُيِّل إلى من رآه أن أنفه يتمزَّع.

قال أبو عبيد : ليس يتمزّع بشيء ، وأنا أحسبه يترمَّع. وهو أن تراه كأنه يُرْعَد من شدّة الغضب. قلت : إن صحَّ يتمزَّع روايةً فمعناه : يتشقَّق ، من قولك : مَزَّعت الشيء إذا قسَّمته ، وكل قطعة مُزْعة ، ومزعت المرأة قطنها إذا أقطْعته ثم زبَّدته. وقال أبو زيد : يقال : دَعْه يترمَّعْ في طُمَّنه أي دعه يتسَكَّع في ضلالته.

وقال غيره : معناه : دعه يتلطَّخ بخُرْئه.

مرع : شمر عن ابن الأعرابي : يقال : أَمْرِع رأسك دُهْنه وأَمْرِغه أي أكثر منه وأوسعه.

وقال رؤبة :

كغصن بان عودُه سَرَعْرَع

كأن وِرْداً من دهان يُمْرَع

وفي حديث الاستسقاء أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا فقال : «اسقِنا غيثاً مَرِيعاً» ، المَرِيع : ذو المراعة والخِصْب ، يقال : أمرع الوادي إذا أخصب.

وقال ابن مقبل :

وغيث مَرِيع لم يُجدَّع نباتُه

ولته أهاليل السمَاكِين مُعْشِب

لم يجدّع نباته أي لم ينقطع عنه المطر فيجدَّع كما يجدّع الصبيّ إذا لم يَرْوَ من اللبن فيسوء غذاؤه ويُهْزَل. وأمرع القوم إذا أصابوا الكلأ فأخصبوا. وأمرع المكان إذا أَكْلأَ.

ثعلب عن ابن الأعرابي المُرَعة : طائر طويل ، واحدته مُرْعَة ، وجمعها مُرَع. وأنشد :

سقى جارتَيْ سُعْدى وسُعدَى ورهطَها

وحيث الْتقى شرقٌ بسُعْدى ومغربُ

بذي هَيْدب أيْما الرُبَا تحت وَدْقه

فتَرْوَى وأيْما كلّ واد فيَرْعَبُ

له مُرَع يخرجن من تحت وَدْقه

من الماء جُون ريشها يَتصبّب

عمرو عن أبيه : المُرَعة : طائر أبيض حسن اللون طيّب الطعم في قَدْر السُّمَانى ، وجمعها مُرَع.

وقال ابن الأعرابي : المَرِع : الموضع المخصب ، وقد أمرع المكان ومَرُع ، ولم يأت مَرَع ويجوز مَرَّع.

وقال : مرِع الرجل إذا وقع في خصب ، ومَرِع إذا تنعّم. ابن شميل : المُمْرِعة : الأرض المعشِبة المُكْلِئة.

وقد أمرعت الأرض إذا شبع غَنَمُها ، وأمرعت إذا أكلأت في الشجر والبقل.

٢٣٩

ولا تزال يقال لها : مُمْرِعة ما دامت مكلئة من الربيع واليبيس.

وقال أبو عمرو : أمرعت الأرض إذا أعشبت. ومكان مُمْرِع مَرِيع.

وقال ابن الأعرابي : أمرع المكانُ لا غير.

ومَرَع رأسَه بالدُهْن إذا مَسَحه.

وقال أعرابيّ : أتت علينا أعوام أمْرُعٌ إذا كانت خِصْبة.

وقال في قول أبي ذؤيب :

مثلُ القناة وأزعلته الأَمْرُع

إنه عنى السنين المخصبة.

وقال الأعشى :

سلس مقلَّده أسيل

خدّه مرِع جنابُه

أبواب العين واللام

[باب العين واللام مع النون]

ع ل ن

علن ، لعن ، نعل : مستعملة.

علن : يقال : عَلِن الأمر يَعْلَن عَلناً ، وعَلَن يَعْلُن إذا شاع وظهر. وأعلنته أنا إعلاناً.

وقال الليث : أعلن الأمرُ إذا اشتهر.

قال : وتقول : يا رجل استعلِنْ أي أظهِرْهُ.

قال : والعِلَان : المعالنة إذا أعلن كل واحد لصاحبه ما في نفسه. وأنشد :

وكفّي عن أذى الجيران نفسي

وإعلاني لمن يبغي عِلاني

والعَلَانية على مثال الكراهية والفراهية : ظهور الأمر.

لعن : قال الله جلّ وعزّ (بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ) [البَقَرَة : ٨٨] قال أهل اللغة : (لَعَنَهُمُ اللهُ) أي أبعدهم الله. واللعن : الإبعاد.

وقال الشَّماخ :

ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه

مقام الذئب كالرجل اللَّعِين

أراد : مقام الذئب اللعين الطريد كالرجل.

ويقال : أراد : مقام الذئب الذي هو كالرجل اللعين ، وهو المنفيّ. والرجل اللعين لا يزال منتبِذاً عن الناس ، شبَّه الذئب به. وكلّ من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحقّ العذاب فصار هالكاً.

وقال الليث : اللعن : التعذيب.

قال : واللَّعِين : المشتوم المسبوب ولعنه الله أي عذّبه.

قال : واللعنة في القرآن : العذاب. قال : واللعين : ما يُتَّخذ في المزارع كهيئة خَيَال يُذْعَر منه السباع والطيور.

وقال غيره : اللعن : الطرد والإبعاد. ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلّد في العذاب. والمُلاعنة بين الزوجين إذا قذف الرجل امرأته أو رماها برجل أنه زنى بها فالإمام يلاعِن بينهما. ويبدأ بالرجل ويقفه حتى يقول : أشهد بالله أنها زنت بفلان وإنه لصادق فيما رماها به. فإذا قال ذلك أربع مرات قال في الخامسة : وعليه لعنة الله (إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) فيما رماها به. ثم تقام المرأة فتقول أيضاً أربع مرات : أشهد

٢٤٠