تهذيب اللغة - ج ٢

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٦

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

باب العين والصاد مع الدال

(ع ص د)

ععصد ، صدع ، صعد ، دعص : مستعملة

عصد : أبو عُبَيد عن أبي زيد : يقال : عَصَد فلان يَعْصِد عُصُوداً إذا مات. وأنشد شَمِر :

على الرحل ممَّا منَّه السَيْر عاصدُ

وقال الليث : العاصد ههنا : الذي يعصِد العَصِيدة أي يُديرها ويقلبها بالمِعْصَدة ، شبَّه الناعس به لِخَفَقان رأسه. قال : ومن قال : إنه أراد الميّت بالعاصد فقد أخطأ.

ابن شُمَيل : تركتُهم في عِصْواد وهو الشَّرّ من قَتْل أو سِبَاب أو صَخَب. وقد عَصْوَدوا مُنْذُ اليوم عَصْوَدة أي صاحوا واقتتلوا.

وقال الليث : العِصْواد : جَلَبة في بَلِيَّة ، يقال : عَصَدتهم العَصَاوِيدُ ، وهم في عِصْواد بينهم ، يعني البلايَا والخُصُومات. قال : وجاءت الإبِل عَصَاوِيد : ركِب بعضُها بعضاً. وكذلك عصاويد الكلام. وقال ابن شُمَيل : العَصَاويد : العِطَاش من الإبِل. وقال ابن الأعرابيّ : رجُل عِصْواد : عَسِر شديد ، وامرأة عِصْواد : صاحبة شَرّ. وأنشد :

يا مَيَّ ذَات الطَوق والمِعضادِ

فدتْكِ كُلَّ رَعبَلٍ عِصْوادِ

ووِرْد عِصْواد : مُتْعِب وأنشد :

وفي القَرَب العِصواد للعِيس سائق

وقوم عَصَاوِيد في الحرب : يلازمون أقرانهم ولا يفارقونهم. وأنشد :

لمّا رأيتهمُ لا دَرْءَ دونهمُ

يدعُون لِحْيان في شُعث عصاويد

وفي «نوادر الأعراب» : يوم عَطَوَّد وعَطَرَّد وعَصَوَّد أي طويل. وركِب فلان عِصْوَدَّة وعِرْبَدَّة إذا ركِب رأيه. وقال أبو عُبَيدة : عَصَد الرجلُ المرأة عَصْداً ، وعَزَدها عَزْداً إذا جامعها. وقاله الليث. قال : ويقال : أعصِدْني حِمَارك أي أعِرْنيه لأُنْزِيه على أتَاني. قال : ورجل عَصِيد معصود : نَعْت سَوْء. ويقال : عصدتُه على الأمر عَصْداً إذا أكرهتَه عليه. والعَصْد : اللَيُّ ، وبه سمِّيت العَصِيدة.

صدع : قال الله جلّ وعزّ : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) [الحجر : ٩٤] قال بعض المفسّرين : اجهَر بالقرآن. وقال أبو إسحاق : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) : أظهِر ما تؤمَر به ، أُخِذ من الصَّدِيع

٥

وهو الصبح. قال : وتأويل الصَّدْع في الزُجاج : أن يَبين بعضُه من بعض. وأخبرني المنذري عن الحَرّانيّ عن ابن السِكيت قال : الصَّدْع : الفَصْل. وأنشد لجرير :

هو الخليفة فارضَوا ما قضاه لكم

بالحقّ يصدع ما في قوله جَنَفُ

قال : يصدع : يفصل ويُنْفِذ. وقال ذو الرُمَّة :

فأصبحت أرمي كلَّ شَبْح وحائل

كأني مُسَوٍّ قِسْمةَ الأرض صادع

يقول : أصبحت أرمي بعيني كل شَبْح ـ وهو الشخص ـ وحائل : كل شيء يتحرّك. يقول : لا يأخذني في عيني كسر ولا انثناء كأني مُسوّ ، يقول : كأني أريد قِسْمة هذه الأرض بين أقوام ، صادع : قاض ، يصدع : يَفْرُق بين الحقّ والباطل. وقال الفَرّاء : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) [الحجر : ٩٤] أي اصدع بالأمر ، أقام (ما) مقام المصدر. وقال ابن عَرَفة : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي فرّق بين الحقّ والباطل ، من قوله جل وعزّ : (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) [الروم : ٤٣] أي يتفرقون. وقال مجاهد : (بِما تُؤْمَرُ) أي بالقرآن. قلت : ويسمّى الصبح صَدِيعاً ، كما يسمّى فَلَقاً ؛ وقد انصدع وانفطر وانفلق وانفجر إذا انشقَّ. وقال الليث : الصَّدْع : شَقّ في شيء له صلابة. قال : وصدعْت الفلاة أي قطعتها في وسط جَوْزها. وكذلك صَدَع النهرَ : شقَّه شَقّاً ، وصدع بالحقّ : تكلّم به جِهاراً. وقال الله تعالى : (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) [الطارق : ١٢] قال الفرّاء : ذات الصدع : تتصدع بالنبات. وقال الليث : الصَّدْع : نبات الأرض لأنه يصدع الأرض فتصدّع به. قال : والصَّدِيع : انصداع الصبح ، والصَّدِيع : رُقعةٌ جديدة في ثوب خَلَق. وقال لَبِيد :

دعي اللوم أو بِيني كشَقّ صَدِيع

قال بعضهم : هو الرِدَاء الذي شُقَ صِدْعتين ، يضرب مثلاً لكل فُرْقة لا اجتماع بعدها. والصِّدْعَة والصِّدِيع : قطعة من الظباء والغَنَم. وجَبَل صادع : ذاهب في الأرض طُولاً. وكذلك سَبِيل صادع ووادٍ صادع. وهذا الطريق يَصْدَع في أرض كذا وكذا. ويقال : رأيت بين القوم صَدَعات أي تفرّقاً في الرأي والهَوَى ، يقال : أصلِحوا ما فيكم من الصَّدَعات أي اجتمِعوا ولا تتفرّقوا. وقال الليث : الصُّدَاع : وَجَع الرأس ، وقد صُدِّع الرجل تصديعاً. قال : ويجوز في الشعر صُدِع فهو مصدوع بالتخفيف. وتصدّع القومُ : تفرّقوا. الحَرّاني عن ابن السكيت : الصَّدْع في الزُجَاجة والحائط وغيرهما. والصَّدَع : الوَعِل بين الوَعِلين : ليس بالعظيم ولا بالشَّخْت. وكذلك هو من الظِباء. وأنشد :

يا رُبّ أبَّازٍ من العُفْر صَدَعْ

تقبَّض الذئبُ إليه فاجتَمَعْ

وقال الليث : الصَّدَع : الفَتِيّ من الأوعال. قال : ويقال : هو الرجل الشابّ المستقيم القناةِ. عمرو عن أبيه : الصَّدِيع : الثوب المشقَّق. والصديع : الصبح. أبو العباس عن ابن الأعرابي في قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي شُقّ جماعاتهم بالتوحيد.

٦

وقال غيره : أظهِر التوحيد ولا تَخَفْ أحداً. وقال غيره : فرّق القول فيهم مجتمعين وفُرَادَى. قال ثعلب : وسمعت أعرابياً كان يحضر مجلس ابن الأعرابيّ يقول : معنى (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي اقصد بما تؤمر. قال : والعرب تقول : اصدَع فلاناً أي اقصده لأنه كريم. أبو عُبَيد عن أبي زيد : الصِرْمة والقِصْلة والحُدْرة : ما بين العشرة إلى الأربعين من الإبل ، فإذا بلغتْ سِتّين فهي الصِّدْعة. وقال ابن السِكّيت : رجل صَدَع وصَدْع وهو الضَرْب الخفيف اللحِم ، وأما الوَعِل فلا يقال فيه إلا صَدَع : وَعِل بين وَعِلين.

صعد : قال الله جلّ وعزّ : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) [آل عمران : ١٥٣] الآية قال الفرّاء : الإصعاد : في ابتداء الأسفار والمخارج ؛ تقول أصعدنا من مكَّة وأصعدنا من الكوفة إلى خراسان ، ومن بغداد إلى خراسان وأشباه ذلك ، فإذا صعِدت في السُلَّم أو الدرجة وأشباهه قلت : صَعِدت ولم تقل : أصعدت. وقرأ الحسن : (إذ تَصْعَدون) جعل الصُّعود في الجبل كالصعود في السُّلّم. وأخبرني المنذري عن الحَرّانيّ عن ابن السكيّت قال : يقال : صعِد في الجبل وأصعد في البلاد. ويقال : ما زلنا في صَعُود ، وهو المكان فيه ارتفاع. قال : وقال أبو صخر :

يكون الناس في مباديهم ، فإذا يبِس البقلُ ودخل الحَرّ أخذوا إلى مَحَاضرهم ، فمن أمَّ القِبلة فهو مُصْعِد ، ومن أمّ العراق فهو منحدر. قلت : وهذا الذي قاله أبو صخر كلام عربيّ فصيح ، سمعت غير واحد من العرب يقول : عارضنا الحاجّ في مَصْعدهم أي في قصدهم مكَّة ، وعارضناهم في مُنْحَدرهم أي في مَرْجِعهم إلى الكوفة من مكّة. وقال ابن السِكّيت : قال لي عُمَارة : الإصعاد إلى نَجْد والحِجاز واليمن والانحدار إلى العراق والشام وعُمَان. قلت : وهذا يشاكل كلام أبي صخر. وقال الأخفش : أصعد في البلاد : سار ومضى ، وأصعد في الوادي : انحدر فيه ، وأمَّا صعِد فهو ارتقاء. أبو عُبَيد عن أبي زيد وأبي عمرو يقال : أصعد الرجل في البلاد حيث توجّه. وقال غيرهم : أصعدت السفينةُ إصعاداً : إذا مدَّت شِرَاعها فذهبت بها الريح صُعُداً. وقال الليث : صعِد إذا ارتقى ، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فهو مصَّعِّد إذا صار مستقبِل حَدُور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى. قال : وصَعّد في الوادي إذا انحدر. قلت : والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود ؛ قال الله تعالى : (كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ) [الأنعام : ١٢٥] يقال : صعِد واصَّعّد واصَّاعَد بمعنى واحد. وقال الله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) [النِّساء : ٤٣] قال الفرّاء في قوله تعالى : (صَعِيداً جُرُزاً) [الكهف : ٨] : الصعيد : التراب ، وقال غيره : هي المستوية. وقال أبو عُبَيدة في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيّاكم والقُعود بالصُّعُدات» : قال : الصُّعُدات : الطُّرُق ، مأخوذة من الصَّعيد ، وهو التراب. وجمع الصعيد صُعُد ، ثم صُعُدات جمع الجمع. وقال الشافعي فيما رُوِي لنا عن الربيع له : لا يقع اسم صَعِيد إلّا على تراب ذي

٧

غُبار. فأمّا البطحاء الغليظة والرقيقة والكَثِيب الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد وإن خالطه تراب أو صعيد أو مَدَر يكون له غُبَار كأن الذي خالطه الصعيدَ. قال : ولا يَتيَمم بنُورة ولا كُحل ولا زِرْنيخ ، وكل هذا حجارة. وقال أبو إسحاق بن السرِيّ : الصعيد : وجه الأرض. قال : وعلى الإنسان أن يضرب بيديه وجه الأرض ، ولا يبالي أكان في الموضع تراب أو لم يكن ؛ لأن الصعيد ليس هو التراب ، إنما هو وجه الأرض ، تراباً كان أو غيره. قال : ولو أن أرضاً كانت كلها صخراً لا تراب عليه ثم ضرب المتيمِّمُ يده على ذلك الصخر لكان ذلك طَهُوراً إذا مَسَح به وجهه. قال الله جلّ وعزّ : (فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) [الكهف : ٤٠] فأعلمك أن الصعيد يكون زَلَقاً.

والصُّعُدات : الطُرُق ، وسمّي صَعيداً لأنه نهاية ما يُصْعَد إليه من باطن الأرض لا أعلم بين أهل اللغة اختلافاً فيه أن الصعيد وجه الأرض. قلت : وهذا الذي قاله أبو إسحاق أحسبه مذهب مالك ومن قال بقوله ولا أستيقنه. فأمَّا الشافعيّ والكوفيّون فالصعيد عندهم التراب. وقال الليث : يقال للحديقة إذا خَرِبت وذهب شَجْراؤها : قد صارت صعيداً أي أرضاً مستوية لا شجر فيها. شَمِر عن ابن الأعرابيّ : الصعيد : الأرضُ بعينها ، وجمعها صُعُدات وصِعْدان. وقال أبو عُبَيد : الصُّعُدات : الطُرُق في قوله : «إياكم والقعود بالصُّعُدات». قال : وهي مأخوذة من الصَّعيد وهو التراب ، وجمعه صُعُد ثم صُعُدات مثلُ طريق وطُرُق وطُرُقات قال : وقال غيره : الصعيد : وجه الأرض البارزُ قلَّ أو كثر. تقول : عليك الصعيدَ أي اجلس على وجه الأرض.

وقال جرير :

إذا تَيْم ثوتْ بصعيد أرض

بكت من خُبْث لؤمهم الصعيدُ

وقال في أخرى :

والأطيبين من التراب صعيدا

سَلَمة عن الفرّاء ، قال : الصعيد : التراب ، والصعيد : الأرض ، والصعيد : الطريق يكون واسعاً وضيّقاً ، والصعيد : الموضع العريض الواسع. والصعيد : القبر. وقال الله جلّ وعزّ : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) [المدَّثِّر : ١٧] قال الليث وغيره : الصَّعُود : ضِدّ الهَبُوط ، وهي بمنزلة العَقَبة الكَئُود ، وجمعها الأصْعِدة. ويقال : لأُرهِقَنَّك صَعُوداً أي لأُجشِّمنَّك مشقة من الأمر. وإنما اشتقوا ذلك لأن الارتفاع في صَعود أشقّ من الانحدار في هَبُوط. قال في قوله : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) يعني مشقَّة من العذاب. ويقال : بَل جبل في النار من جَمْرة واحدة يكلَّف الكافر ارتقاءه ويُضرب بالمَقَامع ، فكلّما وضَعَ عليه رجله ذابت إلى أسفل وركه ، ثم تعود مكانها صحيحةً. قال : ومنه اشتُقّ تصعَّدني ذلك الأمرُ أي شقَّ عليَّ. وقال أبو عُبَيد في قول عُمَر : ما تصعَّدتني خُطْبة ، ما تصعَّدتني خُطْبة النكاح : أي ما تكاءدتني وما بَلَغت منّي وما جَهَدتني. وأصله من الصَّعُود وهي العَقَبة

٨

الشاقَّة. وقال الليث : الصُّعُد شجر يذاب منه القار. وقال غيره : التصعيد : الإذابة ، ومنه قيل : خَلّ مُصَعَّد وشراب مصعَّد إذا عولج بالنار حتى يَحُول عمَّا هو عليه ، لوناً وطعماً. أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا وَلَدت الناقة لغير تَمَام ولكنها خَدَجت لستة أشهر أو سبعة فعُطفت على ولدِ عامِ أوَّلَ فهي صَعُود. وقال الليث : الصَّعُود : الناقة يموت حُوارها فترجع إلى فَصِيلها فتدُرّ عليه ، وقال : هو أطيب لِلبنها. وأنشد :

لها لبن الخليَّة والصَّعُود

قلت : والقول ما قاله الأصمعيّ ، سماع من العرب ، ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادِجاً. أبو عبيد : الصَّعْدة : الأَلَّة ، وهي نحو مِن الْحَرْبة أو أصغر منها. وقال النضر : الصَّعْدة : القَنَاة. وقال الليث : هي القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلى التثقيف ، وكذلك من القَصَب ، وجمعها الصِّعَاد. وأنشد :

صَعْدة نابتة في حائر

أينما الريحُ تُمَيِّلْها تمِلْ

وقال آخر :

خرير الريح في قَصَب الصِّعَاد

قال : والصَّعْدة من النساء : المستقيمة كأنها صَعْدة قَناةٍ ، وجَوَارٍ صَعْدات ، خفيفة لأنه نعت. وثلاث صَعَدات لِلقنا مثقَّلة لأنه اسم. وقال ابن شُمَيل : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه خرج على صَعْدة يتبعها حُذَاقِيّ. قال : الصَّعْدة : الأتَان الطويلة ، والْحُذَاقِيّ : الْجَحش. وقال الأصمعيّ : الصُّعَداء : هو التنفّس إلى فوق ، ممدود. وقولهم : صنع أو بلغ كذا وكذا فصاعداً أي فما فوق ذلك : وعُنُق صاعد أي طويل. ويقال : فلان يتبع صُعُداء معناه أنه يرفع رأسه ولا يطأطئه. وقال ابن شميل : يقال للناقة : إنها لفي صعيدة بازلَيها أي قد دنت ولَمَّا تَبْزُل ، وأنشد :

سَدِيس في صَعِيدة بازلَيها

عَبَنَّاة ولم تَسِق الْجَنِينا

زيادة من غير خطّ المصنِّف :

والصُّعْدُد : الصُّعُود وهي المشَقَّة ، قال :

أغشيتَهم عَوْصاء فيها صُعْدُد

أُردِف في آخره دال ، كما أُردف في دُخلل الرجل أي دخيله وبِطانته. والصَّعُوداء : الثنِيَّة الصعبة. وقال ابن مقبل :

وحدَّثته أن السبيل ثنِيَّة

صعوداء يدعو كل كهل وأمردا

وفي نفسه وصدره صَعْداء أي ما يتصاعده ويتكاءده ، قال الهذليّ :

وإن سيادة الأقوام فاعلم

لها صَعْداء مَطْلَعُها طويل

والصُّعَداء : الارتفاع. ومثاله من المصادر المُضَواء من المضيّ ، والمُطَواء من التمطّي ، والثُّوبَاء من التثاؤب ، والغُلَواء من الغلوّ ، قال ذو الرمّة :

قطعت بنهَّاض إلى صُعَدائه

إذا شمَّرت عن ساق خِمْس ذلاذلُه

والصَّعْد : الجبل الطويل ، قال :

ولقد سموتُ إليك من جبل

دون السماء صَمَحْمَح صَعْدِ

٩

والمَصْعَد : الْحَرّ المرتفع.

دعص : الدِّعْص : الكَثِيب من الرمل المجتمِع. وجمعه دِعَصَة وأدعاص ، وهو أقل من الحِقْف. أبو عُبَيد عن أبي زيد : أدعصه الحَرُّ إدعاصاً إذا قتله ، وأهرأه البَرْد إذا قتله. الليث : المندعِص : الشيء الميّت إذا تفسَّخ ، شُبّه بالدِّعْص لِوَرَمه. قال : وواحدة الدِّعْص دِعْصَة. وفي «نوادر الأعراب» : دَعَص برجله ودَحَص ومحص وقَعَص إذا ارتكض. ويقال : أخَذْتُه مداعَصَة ومداغَصَة ومقاعصة ومرافصة ومحايصة ومتايَسة أي أخذته مُعَازَّة.

باب العين والصاد مع التاء

[ع ص ت]

استعمل من وجوهه : صعت ، صتع.

صعت : قال ابن شُمَيل : جَمَل صَعْت الرُّبَة إذا كان لطيف الجُفْرة. وأنشد ابن الأعرابيّ فيما روى أبو العباس عنه :

هل لكِ يا خَدْلة في صَعْت الرُبَهْ

مُعْرَنزِم هامتُه كالْجُبْجُبَهْ

قال : الرُّبَة : العُقْدة ، وهي ههنا الكَوْسَلة وهي الحَشَفَة.

صتع : أبو عمرو : الصَّتَع : حِمَار الوحش.

قال : والصَّتَع : الشابّ القويّ. وأنشد :

يا بنت عَمْرو قد مُنحتِ وُدّي

والْحَبْلَ ما لم تقطعي فمُدّي

وما وِصال الصَّتَع القُمُدّ

وقال غيره : يقال للحمار الوحشيّ : صُنْتُع. وقال الطرمَّاح :

صُنْتع الحاجبين خَرَّطه البَقْ

لُ بَدِيئاً قبل استكاك الرياضي

وهو فُنْعُل من الصَّتَع. وقال الليث : جاء فلان يَتَصتَّع علينا بلا زاد ولا نفقة ولا حَقّ واجب. وقال أبو زيد : جاء فلان يتصتَّع إلينا ، وهو الذي يجيء وحده لا شيء معه. وفي «نوادر الأعراب» : هذا بعير يتمسّح ويتصتّع إذا كان طُلُقاً. ويقال للإنسان مثلُ ذلك إذا رأيته عُرْياناً. وأخبرني المنذريّ عن الطوسيّ عن الخرّاز عن ابن الأعرابيّ أنه أنشده :

وأَكَل الْخَمْسَ عيالٌ جُوّع

وَتَلِيت واحدة تصَتَّعُ

قال : تَلِي فلان بعد قومه وغَدَر إذا بقي. قال : وتصتّعها : تردُّدها. وروى غيره عنْه : تصتَّع في الأمر إذا تلدَّد فيه لا يدري أين يتوجّه.

(ع ص ظ) ، (ع ص ذ) ، (ع ص ث):

أهملت وجوهها.

باب العين والصاد مع الراء

[ع ص ر]

عصر ، عرص ، صعر ، صرع ، رصع ، رعص : مستعملات.

عصر : قال الله جلّ وعَزّ : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر : ١ ، ٢] قال الفرّاء : والعصر : الدهر ، أقسم الله به. وروى مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال : العَصْر : ما يلي المغربَ من النهار. وقال قتادة : هي ساعة من ساعات النهار. وقال أبو إسحاق : العصر : الدهر ، والعصر :

١٠

اليوم ، والعصر : الليلة. وأنشد :

ولا يلبث العصران يوم وليلة

إذَا طَلَبَا أنْ يُدْرِكا ما تيمَّما

وقال ابن السكيت في باب ما جاء مثنَّى : الليل والنهار يقال لهما : العَصْران. قال : ويقال : العَصْران : الغداة والعَشِيّ. وأنشد :

وأمطُلُه العَصْرين حتى يَمَلَّني

ويرضى بنصف الدَّين والأنف راغِمٌ

وقال الليث : العصر : الدهر ، ويقال له : العُصُر مثقَّل. قال : والعَصْران : الليل والنهار. والعَصْر العَشِيّ. وأنشد :

تَرَوَّحْ بنا يا عمرو قد قَصُر العصر

قال : وبه سمّيت صلاة العصر. قال :والغداة والعَشِيّ يسمّيان العصرين. وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس قال : صلاة الوسطى : صلاة العصر. وذلك لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل. قال : والعصر : الحَبْس ، وسُمِّيت عَصْراً لأنها تعصَر أي تُحْبَس عن الأولى. قال : والعَصْر : العطِيَّة. وأنشد :

يعصر فينا كالذي تعصر

أبو عبيد عن الكسائيّ : جاء فلان عَصْراً أي بطيئاً. وقال الله جلّ وعزّ : (فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) [يُوسُف : ٤٩] قال أكثر المفسّرين : أي يَعْصِرون الأعناب والزيت. وقال أبو عبيدة : هو من العَصَر ـ وهو المَنجاة ـ والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر. وقال لبيد :

وما كان وقّافاً بدار مُعَصّر

وقال أبو زُبَيد :

ولقد كان عُصْرة المنجود

أي كان مَلْجأ المكروب. وقال الليث : قرىء : (وفيه تُعْصَرون) بضمّ التاء أي تُمطَرون. قال : ومن قرأ : (تَعْصِرون) فهو من عَصْر العِنب. قلت : ما علمت أحداً من القرّاء المشهَّرين قرأ : تُعصرون ، ولا أدري من أين جاء به الليث. قال : ويقال : عصرت العِنَب وعصَّرته إذا ولِيت عَصْره بنفسك ، واعتصرت إذا عُصِر لك خاصَّة. والاعتصار : الالتجاء. وقال عَدِيّ بن زيد :

لو بغير الماء حَلْقي شَرِق

كنتُ كالغَصَّان بالماء اعتصاري

قال : والعُصَارة : ما تحلَّب من شيء تَعْصِره. وأنشد :

فإن العذَاري قد خلطن لِلِمَّتى

عُصَارة حِنّاء معاً وصَبِيب

وقال الراجز :

عُصَارة الجُزء الذي تحلّبا

ويروى تجلّبا ، من تجلّب الماشية بقية العُشْب وَتلزّجته : أي أكلته ، يعني : بقيَّة الرُطْب في أجواف حُمُر الوحش. قال : وكل شيء عُصر ماؤه فهو عَصِير. وأنشد قول الراجز :

وصار باقي الجُزْء من عصيره

إلى سَرَار الأرض أو قُعوره

يعني بالعصير الجزء وما بقي من الرُّطْب في بطون الأرض ويبس ما سواه.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ

١١

ماءً ثَجَّاجاً) [النّبأ : ١٤] روي عن ابن عباس أنه قال : المُعْصِرات : هي الرياح. قال الأزهري : سمّيت الرياح مُعْصِرات إذا كانت ذواتِ أعاصِير ، واحدها إعصار ، من قول الله جلّ وعزَّ : (إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ) [البقرة : ٢٦٦]. والإعصار : هي الريح التي تَهُبُّ من الأرض كالعَمُود الساطع نحو السماء ، وهي التي يسمّيها بعض الناس الزّوْبَعة ، وهي ريح شديدة ، لا يقال لها إعصار حتى تَهُبّ كذلك بشدة. ومنه قول العرب في أمثالها :

إن كنتَ ريحاً فقد لاقيتَ إعصارا

يضرب مَثَلاً للرجل يَلْقَى قِرْنه في النَجْدة والبَسَالة. وقال ابن الأعرابيّ يقال : إعصار وعِصَار ، وهو أن تَهيج الريحُ الترابَ فترفعه. وقال أبو زيد : الإعصار : الريح التي تَسْطَع في السماء. وجمع الإعصار الأعاصير ، وأنشد الأصمعيّ :

وبينما المرءُ في الأحياء مغتبِط

إذا هو الرَمْس تعفوه الأعاصير

وروي عن أبي العالية أنه قال في قوله : (مِنَ الْمُعْصِراتِ) : [النبأ : ١٧] إنها السحاب. قلت : وهذا أشبه بما أراد الله جلَّ وعزَّ ؛ لأن الأعاصير من الرياح ليست من رياح المطر ، وقد ذكر الله أنه يُنزل منها (ماءً ثَجَّاجاً).

العصر : المطر ، قال ذو الرمة :

وتَبْسِم لَمْع البرق عن متوضّح

كلون الأقاحي شاف ألوانَها العَصْرُ

وقولُ النابغة :

تَنَاذرها الراقُون من سُوء سمّها

تراسلهم عصراً وعصراً تراجع

عصراً أي مرّة. والعُصَارة : الغَلَّة. ومنه يقرأ. وفيه تَعْصِرون [يوسف : ٤٩] أي تستغلون. وعَصَر الزرع : صار في أكمامه. والعَصْرة شجرة. وقال الفرّاء. السحابة المُعْصِر : التي تتحلّب بالمطر ولما تجتمع ، مثل الجارية المعصر قد كادت تحيض ولما تحِضْ. وقال أبو إسحاق : المعصِرات : السحائب ، لأنها تُعْصِر الماء. وقيل مُعْصِرات كما يقال : أجزَّ الزرعُ إذا صار إلى أن يُجَزَّ ، وكذلك صار السحاب إلى أن يمطر فيعصر. وقال البَعِيث في المعصرات فجعلها سحائب ذوات المطر فقال :

وذي أُشُر كالأُقحوان تشوفُه

ذِهابُ الصَّبَا والمُعْصِرات الدوالحُ

والدوالح من نعت السحاب لا من نعت الرياح ، وهي التي أثقلها الماء فهي تَدْلَحُ أي تمشي مشي المُثْقَل ، والذِهاب الأمطار. وقال بعضهم : المعصِرات ، الرياح. قال : و (مِنَ) في قوله : (مِنَ الْمُعْصِراتِ) [النبأ : ١٤] قامت مقام الباء الزائدة ، كأنه قال : وأنزلنا بالمعصرات ماء ثَجَّاجاً. قلت : والقول هو الأول. وأمَّا ما قاله الفرّاء في المُعْصِر من الجواري : إنها التي دنت من الحيض ولمَّا تحِض فإن أهل اللغة خالفوه في تفسير المعصر ، فقال أبو عُبَيد عن أصحابه : إذا أدركت الجاريةُ فهي مُعْصِر ، وأنشد :

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها

١٢

قال : وقال الكسائي : هي التي قد راهقت العشرين. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : المعصِر ساعة تَطْمُث أي تحيض ، لأنها تُحبس في البيت يجعل لها عَصَراً. قال : وكل حِصن يتحصَّن به فهو عَصَر. وقال غيره : قيل لها معصر لانعصار دم حيضها ونزول ماء تَريبتها للجماع ، وروى أبو العبّاس عن عمرو بن عمرو عن أبيه يقال : أعصرت الجاريةُ وأشْهدت وتوضَّأت إذا أدركت. وقال الليث : يقال للجارية إذا حرمت عليها الصلاة ورأت في نفسها زيادة الشباب : قد أعصَرت فهي مُعْصِر : بلغت عُصْرة شبابها وإدراكها. ويقال :

بلغت عَصْرها وعُصُورها. وأنشد :

وفنَّقها المراضع والعُصُور

وروي عن الشعبيّ أنه قال : يَعْتِصر الوالدُ على ولده في ماله. وَرَوى أبو قِلَابة عن عمر بن الخطاب أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه ، وليس للولد أن يعتصر من والده ، لفضل الوالد على الولد. قال أبو عُبَيد : قوله : يعتصر يقول : له أن يحبسه عنه ويمنعه إيّاه. قال : وكل شيء حَبَسته ومنعته فقد اعتصرته وقال ابن أحمر :

وإنما العَيش بربّانه

وأنت من أفنانه معتصِر

قال : وعصرت الشيء أعصِره من هذا.

وقال طَرَفة :

لو كان في أملاكنا أحَد

يعصر فينا كالذي تعصِرْ

وقال أبو عُبَيْد في موضع آخر : المعتصر الذي يصيب من الشيء : يأخذ منه ويحبسه. قال : ومنه قول الله : (فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) [يوسف : ٤٩]. وقال أبو عُبَيدة في قوله :

يعصر فينا كالذي تَعْصِرْ

أي يتّخذ فينا الأيادي. وقال غيره : أي يعطينا كالذي تعطينا. وقال شمر : قال ابن الأعرابيّ في قوله : (يعتصر الرجل مال ولده) قال : يعتصر : يسترجع. وحكى في كلام له : قوم يعتصرون العطاء ويُعبِرون النساء ، قال : يعتصرونه : يسترجعونه بثوابه. تقول : أخذت عصرته : أي ثوابه أو الشيء نَفْسه. وقوله : يُعْبِرون النساء أي يختِنونهنّ. قال : والعاصر والعَصُور : هو الذي يَعتصر ويعصر من مال ولده شيئاً بغير إذنه. شمر عن العِتريفيّ قال : الاعتصار : أن يأخذ الرجل مال ولده لنفسه ، أو يبقّيه على ولده. قال : ولا يقال : اعتصر فلان مال فلان إلّا أن يكون قريباً له. قال : ويقال للغلام أيضاً : اعتصر مال أبيه إذا أخذه قال : ويقال : فلان عاصر إذا كان ممسِكاً. يقال : هو عاصرٌ قليل الخَير قال شمر وقال غيره : الاعتصار على وجهين. يقال : اعتصرت من فلان شيئاً إذا أصبته منه. والآخر أن تقول : أعطيت فلاناً عطيَّة فاعتصرتها أي رجعت فيها. وأنشد :

ندِمت على شيء مضى فاعتصرته

ولِلنحْلة الأولى أعفُّ وأكرم

فهذا ارتجاع. قال : وأما الذي يمنع فإنما

١٣

يقال له : قد تعصّر أي تعسّر ، يجعل مكان السين صاداً. ثعلب عن ابن الأعرابيّ يقال : ما عَصَرك وثَبَرك وغَصنَك وشَجَرك أي ما منعك. والعصَّار : المَلِك المَلْجأ. ويقال : ما بينهما عَصَر ولا يَصَر ولا أيصر ولا أعصر أي ما بينهما مودَّة ولا قرابة. وروي في الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بلالاً أن يؤذِّن قبل الفجر ليعتصر معتصرُهم أراد الذي يريد أن يضرب الغائط. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده :

أدركت معتصري وأدركني

حلمي ويَسّر قائدي نعلي

قال ابن الأعرابي : معتصري : عُمُري وهَرَمي. وقال الليث : يقال هؤلاء موالينا عُصْرة أي دِنْية دون مَن سواهم. قلت : ويقال : قُصْرة بهذا المعنى. قال : والمِعْصَرة : التي يُعصر فيها العنب. والمِعْصار : الذي يجعل فيه شيء ثم يعصر حتى يتحلَّب ماؤه.

وكان أبو سعيد يروي بيت طَرَفة :

لو كان في أملاكنا أحد

يعصر فينا كالذي يُعصرْ

أي يصاب منه وأنكر تعصر. قال : ويقال : أعطاهم شيئاً ثم اعتصره إذا رجع فيه. والعِصَار الحِين ، يقال : جاء فلان على عِصَار من الدهر أي حِين. وقال أبو زيد : يقال : نام فلان وما نام لعُصْر وما نام عُصْراً ، أي لم يكَدْ ينام. وجاء ولم يجىء لعُصْر أي لم يجىء حِين المجيء. وقال ابن أحمر :

يدعون جارهم وذِمَّته

عَلَها وما يدعون من عُصْر

أي يقولون : واذِمَّة جارنا ، ولا يَدْعون ذلك حين ينفعه. وقال الأصمعيّ : أراد : من عُصُر فخفَّف ، وهو الملجأ. ويقال : فلان كريم العَصير أي كريم النسب. وقال الفرزدق :

تجرّد منها كلّ صهباء حُرَّة

لعَوْهجِ أو للداعريّ عصيرها

والعِصَار : الفُسَاء.

وقال الفرزدق أيضاً :

إذا تعشّى عَتيق التمر قام له

تحت الخَمِيل عِصار ذو أضاميم

وأصل العِصَار ما عصرتْ به الريح من التراب في الهواء. والمعصور : اللسان اليابس عطشاً. قال الطِرِمَّاح :

يَبُلّ بمعصور جَنَاحَيْ ضئيلةٍ

أفاويق منها هَلَّة ونُقُوع

في حديث أبي هريرة أن امرأة مرَّت متطيّبة لذيلها عَسرَة ، قال أبو عبيد : أراد : الغبار أنه ثار من سَحْبها ، وهو الإعصار. قال : وتكون العَصَرة من فَوْح الطيب وهَيْجه ، فشبَّهه بما تثير الريح من الأعاصير. أنشده الأصمعيّ :

[وبينما المرءُ في الأحياء مغْتَبِط

إذا هو الرَّمسُ تعفوه الأعاصير] (١)

__________________

(١) زيادة من «غريب الحديث».

١٤

قال الدينوريّ : إذا تبيَّنت أكمام السُنْبل قيل : قد عَصَّر الزَرْعُ ، مأخوذ من العَصَر وهو الحِرْز أي تحرَّز في غُلْفه. وأوعية السُنْبل أخْبِيته ولفائفه وأغْشيته وأكمته وقنابعه. وقد قنبعت السُنْبل. وهي ما دامت كذلك صمعاء ثم ينفقىء).

عرص : أبو عبيد عن الفرّاء : عرِص البيت أي خَبُثت رِيحته. قال : وقال الأصمعيّ : كل جَوْبة منفتِقة ليس فيها بناء فهي عرْصة. قلت : وتُجمع عَرَصات وعِراصاً. وأنشد أبو عُبَيدةَ بيت المخبّل :

سيكفيك صرب القوم لَحمٌ معرّصٌ

وماءُ قدور في القِصاع مشيبُ

فروى ثعلب عن سَلَمة عن الفرّاء أنه قال : لحم معرَّص أي مقطَّع. وقال الليث : اللحم المعرّص : الذي يُلْقى على الجَمْر فيختلِط بالرَّمَاد ولا يَجُود نُضْجُه. قال : فإن غيَّبْته في الجمر فهو مملول ، فإن شَوَيته فوق الجمر فهو مُفْأد. قلت : وقول الليث في المعرَّص أعجب إلي من قول الفرّاء. وقد روينا عن ابن السِكِّيت في المعرَّص نحواً مما قاله الليث. أبو عبيد عن الأصمعيّ : العَرّاص من البُرُوق : الشديد الاضطراب. وقال الليث : العَرّاص من السحاب : ما أظلّ من فوقُ ، ولا يكون إلَّا إذا رَعَد وبَرَق. وأنشد لذي الرمة :

يَرْقَدُّ في ظِلّ عَرّاص ويطرده

حفيفُ نافجة عُثْنُونها حَصِبُ

أبو عُبَيد عن الفرّاء قال : العَرَص والأرن : النشاط ، وقد عَرِصَ يعرَص. والترصّع مثله. أبو عبيدة : رمح عَرّاص : إذا هُزّ اضطرب. وقال ابن حبيب : بعير معرَّص للذي ذَلَّ ظهرُه ولم يَذِلَّ رأسُه. قال : ولَحْم معرَّص إذا لم يُنْعَم طَبْخه ولا إنضاجه. وقال الليث : العَرْص : خَشَبة توضع على البيت عَرْضاً إذا أرادوا تسقيفه ، ثم يُلْقَى عليه أطرافُ الخُشُب القصار. وروى أبو عُبَيد عن الأصمعيّ هذا الحرف بالسين المعرَّس : الذي عُمِل له عَرْس ، وهو الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يَبلغ أقصاه ، ثم يوضع الجائز من طَرَف العَرْس الداخل إلى أقصى البيت ، ويُسَقّف البيت كله : فما كان بين الحائطين فهو السَهْوة ، وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع قلت : رواه أبو عُبيد بالسين ، ورواه الليث بالصاد ، وهما لغتان ويقال : تركت الصبيان يلعبون ويعترصون ويَمْرَحُون. وسُمّيت ساحة الدار عَرْصة لاعتراص الصبيان فيها. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : العَرُوص : الناقة الطيّبة الرائحة إذا عَرِقتْ. وفي «نوادر الأعراب» : تعرَّصْ يا فلان وتهجَّسْ وتَعرَّج أي أقِم والمِعراص : الهِلَال ، لبُرُوقه. وقال :

وصاحب أبلج كالمعراص

رعص : أبو عُبيد عن الأصمعيّ يقال للحيَّة إذا ضُربت فلوت ذَنَبها : قد ارتعصتْ ، وأنشد للعجّاج :

إلا ارتعاصاً كارتعاص الْحَيَّهْ

وقال ابن دريد : ارتعص الجَدْي إذا طَفَر من نشاطه.

١٥

وقال الليث : الرَّعْص بمنزلة النَفْض ، تقول : ارتعصت الشجرة وقد رعصتها الريحُ وأرعصتها ، لغتان. والثور يطعُن الكلب فيحتمله ويَرْعُصُه رَعْصاً إذا هزّه ونفضه. وروى البخاريّ في «كتابه» لأبي زيد : ارتعص السُوق إذا غلا. والذي رواه شمر لأبي عبيد لأبي زيد : ارتفص ، بالفاء. قال شمر : ولا أدري ما ارتفص. قلت : ارتفص السوق بالفاء إذا غلا صحيح ، كأنه مأخوذ من الرُّفْصة وهي النوبة. والذي رواه مؤلف «الحصائل» تصحيف وخطأ. ويقال : رَعَص عليه جلْدُه ، يرعَص وارتعص واعترص إذا اختلج ، وروى ابن مهديّ عن أبي الزاهريَّة عن ابن شجرة أن أبا ذَرّ خرج بفرس له فتمعّك ثم نهض ثم رَعَص فسكَّنه وقال : اسكن فقد أجيبت دعوتك ، قال القتيبيّ : قوله : رعص يريد أنه لمَّا قام من مراغه انتفض وأُرْعِد. يقال : رعص وارتعص.

رصع : أبو عبيد عن الفرّاء : الترصُّع : النشاط مثل العَرَص. قال : وقال أبو عمرو : الرَّصْعاء من النساء : الزَلَّاء. وقال الليث : الرَّصَع مثل الرسَح ، وهي رَصْعاء إذا لم تكن عجزاء. قال : وقال بعضهم : هي التي لا إسكتين لها. قال : وأمَّا الرَّصْع ـ بسكون الصاد ـ فشِدَّة الطعن ، يقال :

رصعه بالرمح وأرصعه. وقال العجّاج :

وَخْضاً إلى النصف وطعناً أرصعا

وقال ابن شميل : الرصائع : سيور مضفورة في أسافل حمائل السيف ، الواحدة رِصَاعة. وقال الليث : الرَّصيعة : العُقْدة التي في اللِّجَام عند المعذَّر حتى كأنه فَلْس. قال : وإذا أخذت سَيْرًا فعقدت فيه عُقَداً مثلَّثة فذلك الترصيع. وهو عَقْد التَميمة وما أشبه ذلك. وقال الفرزدق :

وجئن بأولاد النصارى إليكُم

حَبَالَى وفي أعناقهنَ المراصع

أي الخَتْم في أعناقهنّ. وقال الليث : الرَّصَع : فِراخ النَحْل. قلت : هذا خطأ ؛ قال ابن الأعرابيّ : الرَضَع : فِراخ النَحْل بالضاد ، رواه أبو العباس عنه ، وهو الصواب ، وقد مرّ في باب الضاد والعين. والذي قاله الليث بالصاد في هذا الباب تصحيف. أبو عُبيدة في كتاب «الخيل» : الرصائع واحدتها رَصِيعة ، وهي مَشَكّ محاني أطرافِ الضلوع من ظَهْر الفرس. وفرس مرصَّع الثُّنَن إذا كانت ثُنَنُه بعضُها في بعض. وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الرصيعة : البُرّ يُدَقّ بالفِهْر ويبَلّ ويُطبخ بشيء من سَمْن. عمرو عن أبيه : الرَّصِيع : زِرّ عُرْوة المصحف ، ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، الرَّصَّاع : الكثير الجِماع. قال : والرِّصَاع : الجماع ، وأصله في العصفور الكثير السفاد : وقد تراصعت العصافير.

قال أبو عبيد في باب لزوق الشيء : رصِع فهو رَصِع مثل عَسِق وعَبِق وعَتِق وعَتِك.

صرع : أبو عُبَيد : الصُّرُوع : الضروب في قول لَبِيد :

وخَصْم كنادي الجنّ أسقطت شأوهم

بمستحوِذٍ ذي مِرّة وصُروع

وقال غيره : صروع الحبْل : قُواه.

١٦

وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : هما صِرْعان وضِرْعان وحَتْنان ، وهذا صِرْع هذا وضِرْعه أي مِثله ، وأنشد ابن الأعرابيّ :

مثل البُرَام غداً في أُصْدَة خَلَق

لم يَسْتَعِنْ وحوامي الموتِ تغشاه

فرَّجْت عنه بصَرْعَينا لأرملة

أو بائس جاء معناه كمعناه

قال يصف سائلاً شبَّهه بالبُرَام وهو القُرَاد : لم يستعِن يقول : لم يحلق عانته ، وحوامي الموت وحوائمه : أسبابه ، وقول : بصرعينا أراد بهما إبلاً مختلِفة المشي تجيء هذه وتذهب هذه لكثرتها ، هكذا رواه بفتح الصاد وقال : الأسنان مرتصِعة إذا التصقت وتقاربت ، والرصَع : قرب ما بين المنكبين ، رجل أرصع ، والرصَع : التقارب والتضايق ، ورَصِعت عيناه : التزقتا. ورصِع فلان بفلان فهو راصع به أي لازم ، ورَصَع فلان بمكان رصُوعاً ورصِع بإستْه الأرض رَصْعاً : ألْزقها بها ورصائع القوس : سُيورها التي تُحسَّن بها القوس ، قال :

صفراء كالقوس لها رصائعُ

معطوفةٌ بالغَ فيها الصانع

والمراصيع : النحل أي صغار الولد وقال الأصمعيّ : فلان يأتينا الصِّرْعَين أي غُدوة وعشية. وقال ابن السكيت : الصَّرْعان : الغَداة والعشيّ ، وأنشد لذي الرمّة :

كأنني نازع يَثْنيه عن وطن

صَرْعان رائحةً عَقْل وتقييدُ

أراد عقلٌ عشيَّةً وتقييد غُدوة ، فاكتفى بذكر أحدهما. ويقال للأمر : صَرْعان أي طرَفان. الليث وغيره : الصَّرْع : الطَّرْح بالأرض للإنسان ، تقول : صرعه صَرْعاً ، والمصارعة والصِّراع : معالجتهما أيّهما يصرع صاحبه. ورجل صِرِّيع إذا كان ذلك صَنعته وحاله التي يُعرف بها. ورجل صَرَّاع إذا كان شديد الصراع وإن لم يكن معروفاً. رجل صَرُوع للأقران : أي كثير الصَّرْع لهم. والصَّرَعة : هم القوم الذين يَصْرَعون من صارعوا. قلت : يقال : رجل صُرْعة وقوم صُرَعة والمِصراعان من الشِّعْر : ما كان له قافيتان في بيت واحد ، ومن الأبواب : ما له بابان منصوبان ينضمَّان جميعاً ، مَدْخلهما بينهما في وسط المصراعين. ومصارع القَتْلَى : حيث قُتِلوا. وأمّا قول لَبيد :

منها مصارع غابة وقيامها

فإن المصارع جمع مصروع من القَصَب. يقول : منها مصروع ، ومنها قائم ، والقياس مصاريع. وبيت من الشِّعر مُصَرّع : له مصراعان. وكذلك باب مصرَّع. وفي الحديث : «الصُّرَعة ـ بتحريك الراء ـ الرجل الحليم عند الغضب». وقال أبو مالك : يقال : إن فلاناً ليفعل ذاك على كل صِرْعة أي يفعل ذاك على كلّ حال. عمرو عن أبيه قال : الصَّرِيع : المجنون ، والصَّرِيع : القضيب يَسقط من شجر البَشَام ، وجمعه صِرْعان.

ثعلب عن ابن الأعرابي يقال : هذا صِرْعه وصَرْعه وضِرعه وضَرعه وطِبْعه وطَلعه

١٧

وطِباعه وطبيعه وشَنّه وقِرْنه وقَرْنه وشِلوه وشُلَّته أي مِثله. وقال ابن السكيت : يقال : طلبت من فلان حاجة فانصرفت وما أدري على أي صِرْعَيْ أمرِهِ أنصرِف أي لم يبيّن لي أمره. وأنشد :

فرُحت وما وَدَّعت ليلى وما دَرَت

على أيّ صِرْعَيْ أمرِها أتروّح

والصريع من القِداح : ما صُنع من الشجر ينبت على وجه الأرض ، وقال ابن مقبل :

وأزجر فيها قبل نمّ صحائها

صريع القِدَاح والمَنِيح المخيَّرا

وإنما خيَّره لأنه فائز مبارك. ويقال : الصريع : العُود يجِفّ في شجره ، يتَّخذ منه قِدْح ، وهو أجود ما يكون ، قال :

صريع دَرِير مسّه مس بيضه

إذا سنحت أيدي المفيضِين يبرح

أي يُخرج فيدُرّ على صاحبه باللحم. والصَّرْعانِ : حَلْبتا الغداةِ والعشيّ ؛ قال عنترة :

ومنجوبٍ له منهن صَرْع

يميل إذا عدلْتَ به الشِوارا

المنجوب : السِّقاء المدبوغ بالنَّجَب. ومنهن يعني : من الإبل ، أي لهذا السِّقاء من هذه الإبل صَرْع كلّ يوم ، والصرع الآخر لأولادها ، وأخبر أن هذا الصرع يملأ السِّقَاء حتى يميل بكل ما يُعدَل به إذا حُمِل ، والشِّوار : متاع الراعي وغيره. وقوله :

ألا ليت جَيْش العَيْر لاقى سَرِيَّة

ثلاثين منّا صَرْع ذاتِ الحقائل

صرع ذات الحقائل أي حِذَاء ذات الحقائل وناحيتها ، وهي وادٍ.

صعر : قال الله جلّ وعزّ : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) [لقمان : ١٨] وقرىء : (ولا تُصَاعر). قال الفرّاء : ومعناهما : الإعراض من الكِبْر. وقال أبو إسحاق : معناه : لا تُعْرِض عن الناس تكبّراً ، ومجازه : لا تُلزِم خَدّك الصَّعَر. وقال الليث : الصَّعَر : مَيل في العُنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشِّقَّين ، والتصعير : إمالة الخَدّ عن النظر إلى الناس تهاوُناً وكِبْراً ، كأنه مُعْرض. قال : وربما كان الظليم والإنسان أَصْعر خِلقَةً. قال : وفي الحديث : «يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر وأبتر» ، يعني : رُزالة الناس الذين لا دين لهم. قال : والصعارير : دَحَاريج الجُعَل ، وقد صعْرَرْت صُعْرورة ، وأنشد :

يَبْعَرن مثل الفُلْفُل المصعرَرِ

ويقال : ضربته فاصعَنْرر إذا استدار من الوَجَع مكانه وتقبّض. وربما قالوا : اصعَرَّر فأدغموا النون في الراء. وكل حَمْل شجرة يكون أمثال الفُلفل ـ نحو حَمل الأبْهل وأشباهه ممَّا فيه صلابة ـ فإنها تسمَّى الصعارير وأنشد :

إذا أَوْرق العبسيّ جاع بَناتُه

ولم يجدوا إلا الصعارير مَطْعَما

ثعلب عن ابن الأعرابي : الصعارير : صَمْغ جامد يشبه الأصابع. قال : والصعارير : الأباخس الطوال ، وهي الأصابع. وقال أبو حاتم : الصعارير : اللبَنُ المصمَّغ في

١٨

اللِبأ قبل الإفصاح. وقال غيره : الاصعرار : السيْرُ الشديد ، يقال اصعرَّت الإبل اصعراراً ، وقَرَب مُصْعَرّ. وأنشد أبو عمرو :

وقد قَرَبن قَرَباً مُصْعَرّا

إذا الهِدَان حار واسبكرَّا

وقال أبو عُبَيد : الصَّيْعرية : سِمَة في عُنُق البعير. والصَّيْعريَّة أيضاً : اعتراض في السَّيْر. ويقال للصمغة المستديرة :صُعْرورة.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الصَّعَر والصَّعَل : صِغر الرأس ، والصَّعَر : التكبّر ، والصعَر : أكْل الصعارير وهو الصَّمْغ.

وقال : اصعرَّت الإبل واصعنفرت وتمشْمَشَتْ وامذقرَّت إذا تفرَّقت.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الصعارير : صمغ جامد يشبه الأصابع. قال : والصَّعارير : الأباخس الطوال وهي الأصابع واحدها أبخس. والأصعر : المعرض بوجهه كبْراً. وفي الحديث : «كل صعَّار ملعون» أي كل ذي كِبْر وأبَّهة. يقال : أصاب البعيرَ صَعَر وصَيَد أي أصابه داء يلوي عنقه. ويقال للمتكبّر : فيه صَعَر وصَيَد.

باب العين والصاد مع اللام

ع ص ل

عصل ، علص ، صلع ، صعل ، لعص : مستعملات.

لعص :

أهمل الليث لعص وقال ابن دريد : اللَّعَص : العَسَر ، يقال تَلَعَّص فلان علينا أي تعسَّر. قال : واللعِصُ : النهِمُ في الأكل والشرب ، وقد لعِص لَعَصاً. ولا أحفظ ما قاله أبو بكر لغيره.

عصل :

أبو عبيد عن أبي عمرو : الأعصال : الأمعاء ، واحدها عَصَل ، وقاله الليث وغيره. والعَصَل في الناب : اعوجاجه. وقال :

على شناحٍ نابُهُ لم يَعْصَلِ

وقال صخر :

أبا المثلَّم أقصر قبل باهظة

تأتيك مني ضروسٍ نابها عَصِل

وقال أوس :

رأيت لها ناباً من الشر أعصلا

وقال الليث : الأعصل من الرجال : الذي عُصِبَتْ ساقه فاعوجَّت. وشجرة عَصِلة وهي العوجاء التي لا يُقدر على إقامتها لصلابتها. وسهم أعصل : معوجّ المَتْن ، وجمعه عُصْل ، وقال لبيد :

فرميت القوم رِشْقاً صائباً

لسن بالعُصْل ولا بالمفتعل

والعَصَلة : شجرة إذا أكل البعير منها سَلَّحته. والجميع : العصل. وقال حسَّان :

تَخْرُج الأضْياحُ من أستاههم

كسُلاح النِيبِ يأكلن العَصَلْ

والأضياح : الألبان الممذوقة. أبو عمرو : عصَّل الرجلُ تعصيلاً ، وهو البُطْء في الأمر. أبو عبيدة : فرس أعصل : ملتوي العَسِيب حتى يبرز بعضُ باطنه الذي لا شعرَ عليه. والعَصِل : الرمْل الملتوي المعوجّ. ورجل أعصل : يابس البدن ، وجمعه عُصْل. وقال الراجز :

١٩

ورُبَّ خيرٍ في الرجال العُصْلِ

ويقال للسهم الذي يلتوي إذا رُمي به : مُعَصِّل. والعَصَل : الالتواء في كل شيء.

عمرو عن أبيه : يقال : هو المِحْجَن والصَوْلجان والمِعْصِيل والمِعْصال ، والصاع والميجار والصولجان. والمعْقف ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : المِعْصَل : المتشدّد على غَرِيمه ، والعاصل : السهم الصُّلْب والعَصْلاء : المرأة اليابسة ، قال :

ليست بعصلاء تَذْمِي الكلبَ نكهَتُها

ولا بِعَنْدلة يَصْطَكُّ ثَدْياها

والعَصْلَى : الموضع الذي ينبت فيه العَصَل أي القُلَّام. قال العبَّاس بن مِرْداس :

عفا مُنْهَل من أهله فمُتالِع

فَعصلَى أرِيكٍ قد خلت فالمصانع

منهل : ماء ببلاد بني سُلَيم.

أبو عمرو : عصَّل الرجل تعصيلاً إذا أبطأ. وأنشد :

يَألِبُها حُمْرانُ أيَّ ألْب

وعَصَّل العَمْريُ عَصْلَ الكلْب

والألْب : السوق الشديد. يقال : ألَب الإبلَ يألِبُها إذا طردها. والعاصل : السهم الصُّلْب.

علص : أبو عبيد عن أبي عمرو : العِلَّوْص والعِلَّوْز جميعاً : الوَجَع الذي يقال له : اللَّوَى ونحو ذلك قال الليث قال : والعِلَّوص من التُخمة والبَشَم ، وهو اللَّوَى الذي يَيْبَس في المعدة. يقال : علَّصت التُخمَةُ في مَعِدته تعليصاً ، وإن به لعِلَّوصاً ، وإنه لعِلَّوْص مُتَّخِم. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العِلَّوص : الوَجَع ، والعِلَّوْز : الموت الوَحِيّ. والعِلّوض بالضاد : ابن آوى. قال : ويكون العِلَّوز اللَّوَى. ويقال : رجل عِلَّوص دأبه اللَّوَى.

صلع : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الصُّلَّعة : الصخرة الملساء ، حكاه عن أبي المكارم. وفي حديث لقمان بن عاد :

وإلّا أر مطمعي فوَقّاع بصُلَّعِ

قال أبو عبيد : قال بعضهم : سألت ابن مَنَاذر صاحب العربية الشاعر عن الصُّلَّع فقال : الحَجَر ، قال : وسألت الأصمعيّ عنه فقال : هو الموضع الذي لا يُنْبِت من الأرض ، وأصله من مَصلَع الرأس. ويقال للأرض التي لا تُنبت : صَلْعاء. وقال شَمِر ـ فيما ألَّف بخطه ـ : الصَّلعاء : الداهية الشديدة ، يقال : لقِي من الصَّلْعاء.

وأنشد للكميت :

فلمّا أحلّوني بصلْعَاء صَيْلَم

لإحدى زُبَى ذي اللبدتين أبي الشِبْل

أراد : الأسد.

وفي الحديث : «يكون كذا وكذا ثم تكون جبَرُوَّةٌ صلْعاء». قال : والصلعاء ههنا : البارزة كالجبَل الأصلع البارز الأملس البرَّاق. قال : وانصلعت الشمس وتصلَّعت إذا خرجت من الغَيْم. وقال أبو ذؤيب :

فيه سنان كالمنارة أصلع

أي برّاق أملس. وقال آخر :

يلوح بها المذلَّق مِذْرَبَاه

خروج النجم من صَلَع الغِيام

وقال الليث : الصُلَّاع : الصُفَّاح وهو

٢٠