تهذيب اللغة - ج ١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ ينوء به

من الكوافر مهضوم ومهتَصَرُ

أبو العباس عن ابن الأعرابي : الجَعَل : القِصَر مع السِّمَن واللجاج.

وقال ابن دريد : الجَعْوَل : الرَّأْلُ ولدُ النعام.

جلع : أبو عبيد عن الأحمر : امرأة جالعٌ ، إذا كانت متبرِّجة ، بغير هاء.

قال : وقال الأصمعيّ : امرأةٌ جَلِعة ، وهي التي قد ألقَتْ قِناع الحياء ؛ والاسم منه الجَلاعة.

وقال الليث : المجالعة : تنازُع القوم عند شُربٍ أو قِمار. وأنشد :

أيدِي مُجالِعةٍ تكفُّ وتَنْهَدُ

قلت : ورواه غيره : «أيدي مُخالِعة» ، وهم المقامرون.

ورُوي في الحديث أنَّ الزُّبير بن العَوَّام «كان أجْلَعْ فَرِجاً» ، قال القتيبي : الأجلع من الرجال : الذي لا يزال يبدو فَرجُه. قال : والأجلع : الذي لا تنضمُّ شَفَتاه على أسنانه. قال : وكان الأخفش أجلعَ لا تنضمُّ شَفتاه.

وروَى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الجَلِع المنقلب الشفة.

قلت : أصل الجَلْع : الكشْف ، يقال جَلعت المرأةُ خِمَارَها ، إذا كشفَتْه عن رأسها.

وقال الراجز :

جالعة نصيفَها وتَجتَلحْ

أي تتكشَّف ولا تسَتَّر.

وروى ابنُ الفَرَج : أبو تراب عن خليفة الحُصَينيّ أنه قال : الجَلَعة والجَلَقة : مَضحَك الإنسان.

وقال الأصمعيّ : انجلع الشيء ، إذا انكشَفَ. قال الحكم بن مُعَيّة :

ونسَّعتْ أسنانَ عَونٍ فانجلعْ

عُمورُها عن ناصلاتٍ لم تَدَعْ

ويقال للرجل إذا انحسرت لِثاتُه عن أسنانه : قد نسَّع فوه.

وقال ابن شميل : جَلَع الغلامُ غُرلتَه وفَصعها ، إذا حَسَرها عن الحَشَفَة جَلْعاً وفَصْعاً.

وقال ابن الأعرابي : الجَلعَم : القليل الحياء ، الميم زائدة.

وأخبرني الإياديُّ عن شمر أنه قال : الجُلَعلَعة : الخُنْفَسَاءة. قال : ويروى عن الأصمعي أنه قال : كان عندنا رجلٌ يأكل الطين ، فامتخَط فخرجت من أنفه جُلَعلَعة نصفُها طين ونصفها خُنْفُساء قَد خُلِق. قال شمر : وليس في الكلام فُعَلعِل.

وقال الليث : الجَلَعلَع من الإبل : الحديد النَّفْس.

لعج : أبو عبيد : اللاعج : الهَوَى المُحرِق ، وكذلك كلُّ مُحرِق. وأنشد قول الهذَليّ :

ضرباً أليماً بسِبتٍ يَلعَج الجِلِدا

وقال الليث : لَعَج الحزْنُ فؤادَه يَلعَج لَعْجاً ، وهو حرارتُه في الفؤاد. وقال غيره : التعجَ الرجلُ ، إذا ارتمضَ من هَمٍّ يُصِيبه.

وسمعت أعرابياً من بني كُليب يقول : لمّا

٢٤١

فَتح أبو سعيد القِرمِطِيّ هَجَرَ سوَّى حِظاراً من سعَف النَّخل وملأه من النساء الهَجَريَّات ، ثمَ أَلعجَ النار في الحِظار فاحترقْن.

باب العين والجيم مع النون

[ع ج ن]

عجن ، عنج ، جعن ، نجع ، نعج : مستعملات.

عجن : أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : العُجُن أهل الرَّخاوة من الرجال والنساء. يقال للرجل عجينة وعَجين ، وللمرأة عجينة لا غير ، وهو الضعيف في بدنه وعقله. قال : والعُجُن : جمع عاجن ، وهو الذي أسنَّ فإذا قام عجنَ بيديه. يقال خَبَزَ وعَجَن ، وثَنَّى وثَلَّث ، ووَرَّصَ ، كلُّه من نعت الكبير.

وقال الليث : العَجّان : الأحمق ، ويقال إن فلاناً ليعجن بمرفقيه حُمقاً.

قلت : وسمعت أعرابيّاً يقول لآخر : يا عجّان إنّك لتَعجِنُه. فقلت له : ما يَعجِن ويحَك؟ قال : سَلْحه. فأجابه الآخر : أنا أعجنه وأنت تَلقَمه.

أبو عبيد عن الكسائي : يقال عَجِنت الناقةُ تَعْجَنُ عَجَناً ، إذا سمنَتْ.

وقال الليث : العجْناء : الناقة الكثيرة لحمِ الضَّرع مع قلَّة لبنها ، بيّنة العَجَن. قال : والمتعجّن : البعير المكتنز سِمَناً ، كأنّه لحمٌ بلا عظم.

قال : والعِجان معروف ، وهو آخر الذكر ممدود في الجلد ، والجميع العُجُن ، وثلاثة أعجنة. وأنشد :

يمدُّ الحبلَ معتمداً عليه

كأنّ عجانه وترٌ جَديدُ

وقال غيره : والعِجان : العُنق بلغة قومٍ من اليمن. وأنشد بعضُهم :

يا رُبَّ خَودٍ ضَلْعةِ العِجان

عِجانُها أطولُ من سِنانِ

وعجان المرأة : الوَتَرة التي بين قبُلها وثَعلبتها.

وقال اللحياني : عجنت الرجل ، إذا أصبتَ عِجانه.

وقال ابن الأعرابي : عاجنة المكان : وسطُه. وأنشد للأخطل :

بعاجنةِ الرَّحوبِ فلم يَسِيروا

ثعلب عن ابن عمرو عن أبيه قال : أعجنَ الرجلُ ، إذا ركب العَجْناء ، وهي السَّمينة.

وقد عجِنَتْ عَجَناً. وأعجَن ، إذا جاء بولدٍ عجينةٍ ، وهو الأحمق. وأعجنَ ، إذا أسنَّ فلم يَقُم إلا عاجناً ، وأعجن إذا وَرِمَ عِجانُه ، وهو الخَطُّ الذي بين أُدافه وثعلبتِه. قال : والمعجون : المجبوس من الرجال.

أبو الهيْثم عن نُصير : من الضُّروع الأعجَن. قال : والعَجَن : لحمة غليظة مثل جُمع الرجُل حِيالَ فِرقَني الضَّرَّة ، وهو أقلُّها لبناً وأحسنُها مَرآة.

قال : وقال بعضهم : تكون العجناء غزيرة وبكيئة.

وقال ابن السكيت : العَجْن : مصدر عجنت العجين. والعَجَن : عيب يصيب الناقةَ في

٢٤٢

حيائها ، وهو شبيهٌ بالعَفَل ، يقال ناقة عَجْناء.

وقال ابنُ دريد : العَجِنة والعَجْناء من الإبل : التي يَرِمُ حياؤها فلا تلقح. قال : والمعتَجِنة : التي قد انتهت سِمَناً.

عنج : أبو عبيد عن الأصمعي : العِناج إن كان في دَلْوٍ ثقيلة فهو حبلٌ أو بطانٌ يشدُّ تحتها ثم يشدُّ إلى العَراقي فيكون عَوناً للوذَم. وإذا كانت الدلوُ خفيفةً شُدَّ خيط تحتها إلى العَرقُوة ، وربّما شُدَّ في إحدى آذانها. قال : وقال الكسائي : عنَجت الدَّلوَ عَنجاً. وقال أبو زيدٍ مثل قول الأصمعي.

وقال الليث في العناج نحواً مما قالا.

قال : وكلُّ شيءٍ تَجذبه إليك فقد عَنجْتَه.

وقال أبو الهيثم : قال نُصَير : عَنَجت البَكر أُعنِجه عَنجاً ، إذا ربطتَ خِطامَه في ذراعه وقَصَرتَه. وإنّما يُفعل ذلك بالبكر الصغير إذا رِيضَ. وهو مأخوذٌ من عِناج الدَّلو.

قال : ومن أمثالهم : «عَودٌ يُعَلَّم العَنْج» ، يضرب مثلاً لمن أخذ في تعلُّم شيءٍ بعد ما كبِر.

وقال أبو زيد : عنجت البعير أعنُجه عَنْجاً ، إذا جذبتَ خطامه إليك وأنت راكبُه.

وقال أبو حاتم : قال الأصمعيّ في قولهم : «عَودٌ يعلَّم العَنْجَ» : أي يرُاضُ فيردّ على رجليه.

قال : وقال أبو زيد : العَنْج : أن يجذب راكبُه خِطامَه قِبَلَ رأسه ، حتَّى ربَّما لزِم ذِفراه بقادمة الرَّحْل. وقال الحطيئة يمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فوفوا به ولم يُخفروه :

قومٌ إذا عَقدوا عَقداً لجارهمُ

شَدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقه الكَرَبا

وهذه أمثالٌ ضربها لإيفائهم بالعهد.

وقال النضر : عَنَجة الهَوْدجِ : عضادةٌ عند بابه تسُدُّ الباب.

وقال الليث : العَنَج بلغة هذيل : الرَّجُل.

قال : ويقال بالغَين : غَنَج.

قلت : قاله ابنُ الأعرابيّ وغيره بالغين ، ولم أسمعه بالعين من أحدٍ يُرجع إلى علمه ، ولا أدري ما صحتُه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : العَناجيج : جياد الخيل ، واحدها عُنجوج.

وقال الليث : ويكون العُنْجُوج من النجائب أيضاً قال : والعُنجُج : الضَّيْمُرَانُ من الرَّياحين.

قلت : لم أسمعه لغيره.

ويقال : إنّي لا أرى لأمرك عِناجاً ، أي مِلاكاً ، مأخوذ من عِناج الدَّلو. وأنشد الليث :

وبعضُ القول ليس له عِناجٌ

كسَيْل الماء ليس له إتاءُ

عمرو عن أبيه : أعنجَ الرجل ، إذا اشتكى عِناجَه. والعِناج : وجع الصُّلب والمفاصل.

وقال ابن دريد : رجلٌ مِعْنجٌ : يتعرَّض للأمور.

نجع : قال أبو عبيد : سمعتُ الأصمعيّ يقول : المنتَجَع : المنزلُ في طلب الكلأ.

٢٤٣

والمحضر : المرجعُ إلى المياه.

قلت : النُّجْعة عند العرب : المذهب في طلب الكلأ. والباديةُ تحضُر مَحاضرَها عند هَيج العُشب ونقص الخُرَف ، وفَناء ماء السماء في الغُدران ، فلا يزالون حاضرةً يشربون الماءَ العِدَّ حتى يقعَ ربيعٌ بالأرض خَرَفيّاً كانَ أو شَتياً ، فإذا وقعَ الربيعُ توزّعَتْهم النُّجَع وتتبَّعوا مسَاقطَ الغيث يرعَون الكلأ والعُشب إذا أعشَبت البلاد ، ويشربون الكَرَع ، فلا يزالون في النُّجَع إلى أن يهيج العُشب من عامٍ قابل وتَنشَّ الغُدران ، فيرجعون إلى مجاضرهم على أعداد المياه.

وقال الليث : انتجعنا أرضاً نطلُب الرِّيف.

وانتجعنا فلاناً نطلب معروفَه. وأنشد قول ذي الرمة :

فقلتُ لصَيدحَ انتجِعِي بلالا

ويقال : نجعَ في الإنسان طعامُه ينجع ، إذا استمرأه وصَلَح عليه.

قال : والنَّجيع : دَمُ الجَوف.

ويقال نجعتُ البعيرَ أنجَعهُ ، إذا سقيتَه النَّجوع ، وهو المَدِيدُ ، وذلك أن تسقيه الماءَ بالبِزْر أو السِّمسم.

وقال ابن السكيت : هو النَّجوع للمديد ، وقد نجعت البعير. ويقال هذا طعامٌ يُنجَع به ويُستنجَع به ويُستَرجَع عنه ، وذلك إذا نَفَعَ واستُمرِىء فسُمِن عنه. وكذلك الرِّعْي. وهو طعامٌ ناجعٌ ، ومُنْجع ، وغائر. ونُجِع الصبيُّ بلبن الشاة ، إذا غُذِي به وسُقِيَه. ومنه الحديث : «عليك باللَّبَن الذي نُجِعْتَ به» ، أي غُذِيتَ به.

عمرو عن أبيه : أنجع الرجلُ ، إذا أفلحَ.

ونجع الدواء وأنجعَ ، إذا عمل. وقال ابن الأعرابي : أنجعَ إذا نفع. يقال نَجَع فيه الدواءُ ينجَع ويَنجِع ونَجَّعَ بمعنى واحد.

ويقال للمُنتَجَع مَنْجَع ، وجمعه مناجع ، ومنه قول ابن أحمر :

كانت مناجعَها الدَّهنا وجانبُها

والقُفُّ مما نراه قِرْفة دَرَرا

وقال ابن دريد : ماء ناجع ونجيع ، إذا كان مريئاً.

جعن : جَعْونةُ من أسماء العرب. وقال أبو عمرو الشيْباني : رجلٌ جَعوَنة ، إذا كان قصيراً سميناً.

وقال ابن دريد : الجَعْن فعلٌ مُماتٌ ، وهو التقبُّض. قال : ومنه اشتقاق جَعونة.

نعج : ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعيّ قال : النَّعجة والعَجَّان : الأحمق.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا أكل الإنسانُ لحمَ ضأنٍ فثُقل على قلبه فهو نَعِجٌ.

وأنشد :

كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ

فهمْ نَعِجونَ قد مالت طُلاهمْ

وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : أنعج القومُ إنعاجاً ، إذا سَمِنت إبلُهم. وقد نَعَجت الإبل تنعَج ، إذا سمِنت. قال : وهي في شعر ذي الرمّة.

وقال شمر : نعجت الإبلُ إذا سمنت ، حرفٌ غريب. قال : وفتّشت شعر ذي الرمة فلم أجد هذه الكلمة فيه.

قلت : نَعج بمعنى سمِنَ حرفٌ صحيح.

٢٤٤

ونَظَر إليّ أعرابيٌّ كان عهدُه بي وأنا ساهمُ الوجه ، ثمّ رآني وقد ثابَتْ إليَّ نفسي ، فقال لي : «نَعِجْتَ أبا فلانٍ بعد ما رأيتك كالسَّعَف اليابس». أراد صَلَحت وسَمِنت. وقال الله جلّ وعزّ في قصة داود وقول أحد المَلكين اللذَين احتكما إليه : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) [ص : ٢٣] قال أبو العباس محمد بن يزيد : النَّعْجة عند العرب : البقرة الوحشية ، وحكم البقرة عندهم حكم الضَّائنة ، وحكم الظبية حكم الماعزة. والنعجة : الأنثى من الضأن ، وجمعها نِعاج. والعرب تكني بالنعجة والشاة عن المرأة ، ويسمُّون الثور الوحشيّ شاة.

وقال أبو خيرة : النَّاعجة من الأرض السهلة المستوية ، مَكْرُمةٌ للنَّبات تنبت الرِّمْث. والنواعج والناعجات من الإبل : البِيض الكريمة. وجملٌ ناعج وناقة ناعجة. وقد نَعِج اللونُ الأبيض يَنْعَج نُعوجاً ، وهو البياض. وقال العجاج :

في ناعجات من بَياضٍ نَعِجا

ومَنعِج : اسم موضع.

وقال أبو تراب : قال أبو عمرٍو : النَّعَج : السِّمَن ، يقال نَعِجَ هذا بعدي ، أي سَمِن.

قال : والنَّعْج : أن يربوَ وينتفخ. قال : وقال غيره : النَّهَج مثله.

أبو عبيد عن الأصمعي : الناعجة : البيضاء من الإبل ، ويقال هي التي يُصاد عليها نِعاج الوحش.

وقال ابن دُريد : النَّعْج : ضرب من سير الإبل. قد نَعجَت الناقةُ نَعْجاً. وأنشد :

يا ربِّ ربَّ القُلُصِ النَّواعجِ

وقال غيره : النَّواعج : البيض من الإبل.

باب العين والجيم مع الفاء

[ع ج ف]

عجف ، عفج ، جعف ، فجع ، جفع ، مستعملات.

عجف : أبو زيد : عَجَفْتُ نفسي عن الطعام أعجِفُها ، إذا حبستَ نفسَك عنه وأنت تشتهيه لتُؤْثِر به غيرك. ولا يكون العَجْف إلّا على الجوع والشَّهوة.

قلت : وهو التَّعجيفُ أيضاً ، وهو قول الراجز :

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ

ولا تُميراتٌ ولا تعجيفُ

وقال ابن الأعرابي : عَجَفَت نفسي على المريض ، إذا أقمتَ على تمريضه.

وعَجَفَت نفسي على أذَى الخليل ، إذا لم تخذُلْه. وقال الراجز :

إنّي وإن عَيَّرتِنِي نُحولي

لأَعْجِفُ النفسَ على خليلي

وعجفَت نفسي عنه عَجفاً ، إذا احتملتَ عنه ولم تؤاخذْه. وقيل التعجيف : سوء الغذاء والهزَال. وسيفٌ معجوف ، إذا كان داثراً لم يُصقَل. وقال كعب بن زهير :

وكأنّ موضعَ رَحْلها من صُلبها

سَيفٌ تقادمَ عهدُه معجُوفُ

وقال ابن دريد : العَجَف : غلظ العظام وعَرَاؤها من اللحم.

وتقول العرب : أشدُّ الرجال الأعجَف

٢٤٥

الضَّخم : وقال الليث : العَجَف : ذَهاب السِّمَن. والذّكر أعجف والأنْثى عجفاء ، والجميع عِجافٌ في الذُّكران والإناث ، والفعل عَجُف يَعجُف عَجَفاً. قال : وليس في كلام العرب أفعل وفعلاء جمعها على فِعال غير أعجف وعَجْفاء ، وهي شاذّة ، حَمَلوها عى لفظ سِمان فقالوا سِمان وعِجاف وجاء أفعل وفعلاء على فَعُلَ يفعُل في أحرف معدودة ، منها عجُف يعجُف فهو أعجف ، وأدُم يأدُم فهو آدَم ، وسمُر يَسمُر فهو أسمر ، وحَمُق يحمُق فهو أحمق ، وخَرُق يخرُق فهو أخرق.

وقال ابن السكيت : قال الفراء : يقال عَجُف وعَجِف ، وحَمُق وحَمِق ، ورعُن ورعِنَ ، وخَرُق وخرِق. وقال ابن الأعرابيّ في قوله :

ولا تُميراتٌ ولا تعجِيفُ

قال : التَّعجِيف : أن ينقل قُوتَها إلى غيرها قبل أن تشبع من الجدوبة. قال : والعُجوف : مَنع النَّفْس من المقابح.

والعُجوف أيضاً : تَرْك الطعام.

وقول الله جلّ وعزّ : (يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ) [يُوسُف : ٤٣] هي الهَزْلى التي لا لحم عليها ولا شحم ، ضُربت مثلاً بسبع سنين لا قَطْرَ فيها ولا خِصب.

عفج : أبو عبيد عن أبي زيد : الأعفاج للإنسان واحدها عَفْج. والمصارين لذوات الخفّ والظِّلف والطير. وقال شمر : يقال لواحد الأعفاج عَفْجٌ وعَفَج وعِفْج. وقال الليث : العَفْج من أمعاء البطن لكلِّ ما يجترّ كالمِمْرَغة للشاء. وقال الشاعر :

مَباشيم عن غِبّ الخزيرِ كأنّما

تُنقنِق في أعفاجهنَ الضفادعُ

وقال أبو زيد : عَفَجه بالعصا عفجاً ، إذا ضربَه بها في ظهره ورأسه. قال : وعفجَ الرجلُ جاريتَه ، إذا نكَحها. وقال ابن الأعرابي : المِعفجة : العصا. وقال : والمِعفَج الأحمق الذي لا يضبط العمل والكلام ، وقد يعالج شيئاً يعيشُ به على ذلك. يقال إنهم ليَعفِجون ويَعثِمون في الناس. والعَثْم : أن يَعثِم بعضَ الأمر ويَعجِز عن بعض.

وقال ابن شميل : العَفَجة : نِهاءٌ إلى جَنْب الحياض ، فإذا قَلَص ماءُ الحياض اغترفوا من ماء العَفَجة يسربون منها.

جعف : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «مَثل الكافر كمثَل الأَرزة المُجْذِيَة حتَّى يكون انجعافُها مرّة واحدة». قال أبو عمرو : الانجعاف : الانقلاع. ومنه قيل جعفتُ الرجلَ ، إذا صَرعتَه فضربتَ به الأرض.

ونحو ذلك قال أبو عبيدة.

أبو عبيد عن الأصمعي : يقال ضربه فجعبَه وجَعَفَه وجأفه ، وجَعفله وجفَله ، إذا صَرَعَه.

وقال الليث : جُعف : حيّ من اليمن.

والجَعْف : شِدّةُ الصرع.

فجع : الفجيعة : الرزيئة الموجعة ، وجمعها فجائع. والتفجُّع : التوجّع والتضوُّر للمرزِئة. والفواجع : المصائب المؤلمة التي تفجع الإنسان بما يعزُّ عليه من مالٍ أو حميم ، والواحدة فاجعة ودَهر فاجعٌ وموت فاجع. وقد فجِع فلانٌ فهو

٢٤٦

مفجوع. وفجعني الموتُ بفلانٍ ، إذا أصيبَ له حميم. وقال لبيد :

فجَّعني الرعد والصواعقُ بالفا

رس يومَ الكريهةِ النَّجُدِ

جفع : قال بعضهم : جَعفَه وجَفَعه ، إذا صَرَعَه. وهذا مقلوب ، كما قالوا : جذب وجَبَذ. وروى بعضهُم بيت جرير :

وضيفُ بني عِقالٍ يُجْفَعُ

الجيم ، أي يُصرع من الجوع. ورواه بعضهم : «يُخفَع» بالخاء.

وقد أهمل الليث جفع ، ولم يصحَّ لي فيه شيء.

باب العين والجيم مع الباء

[ع ج ب]

عجب ، عبج ، جبع ، جعب ، بعج : مستعملات.

عجب : قال الله جلّ وعزّ : (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) [الصَّافات : ١٢] قرأ حمزة والكسائي : (بل عجبتُ ويسخرون) بضم التاء ، وهكذا قرأ عليّ وابن عباس. وقرأ ابن كَثِير ، ونافع ، وابن عامر ، وعاصم ، وأبو عمرو : (بَلْ عَجِبْتَ) بنصب التاء. وقال الفراء : والعجب وإن أسند إلى الله تعالى فليس معناه من الله كمعناه من العباد ؛ ألا ترى أنه قيل (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) [التّوبَة : ٧٩] وليس السُّخْريُّ من الله كمعناه من العباد.

وقال الزجاج : أصل العجب في اللُّغة أن الإنسان إذا رأى ما ينكرُه ويَقِلُّ مثله قال : قد عجبتُ من كذا. وعلى هذا معنى قراءة من قرأ (بل عجبتُ) ، لأنّ الآدمي إذا فَعَل ما ينكره الله جاز أن يقول فيه عجبتُ. والله قد عَلِم ما أنكره قبل كونه ، ولكن الإنكار والعَجَب الذي تلزم به الحجّةُ عند وقوع الشيء.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العَجَب : النَّظر إلى شيء غير مألوف ولا معتاد. وقال : العِجْب : الذي يحبُّ محادثة النساء ولا يأتي الرِّيبة. والعُجْب : فَضلةٌ من الْحُمْق صَرَفَها إلى العُجْب.

وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال : العَجْب والعِجْب والعُجْب : الرجل الذي يُعجِبه القُعود مع النِّساء. قال : والعَجْب : عَجْب الذَّنب ، وهو العُصعُص.

وقال الليث : عَجِبَ يَعجَب عَجَباً ، وأمرٌ عجيب وعُجاب. قال : والاستعجاب : شدّة التعجُّب. وقصّةٌ عَجَب. ويقال أعجبني هذا الشيء وأُعجِبتُ به ، وهو شيءٌ معجِبٌ ، إذا كان حسناً جدّاً. والمُعجَب : الإنسان المُعجَب بنفسه أو بالشيء تقول : عجَّبت فلاناً بشيء تعجيباً فعجِب منه.

قال : وعُجوب الكُثبان : أواخرها المستدِقّة. وقال لبيد :

بعُجوب أنقاء يَمل هَيَامُها

وناقة عَجْباء بيِّنة العَجَب ، إذا دقَّ أعلى مؤخَّرها وأشرفت جاعرتاها ، وهي خِلقة قبيحة فيمن كانت. قال : والعَجْب من كل دابَّة : ما ضُمَّت عليه الوركانِ من أصل الذنب المغروز في مؤخر العَجُز. ويقال لشَدَّ ما عجُبت الناقة ، إذا دقَّ أعلى

٢٤٧

مؤخّرها وأشرفت جاعرتُها.

وقال الله تعالى : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) خفيف ، وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَميُّ : إنّ هذا لشيء عجّاب [ص : ٥] بالتشديد. قال الفراء : هو مثل قولهم رجل كريم وكُرَامٌ وكُرَّام ، وكبير وكُبَار وكُبَّار.

وفي «النوادر» : تعجَّبني فلانٌ وتفتَّنني ، أي تَصَبّاني.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس أنه قال : التعجُّب : أن تَرَى الشيء يُعجِبُك تظنُّ أنّك لم تر مثلَه. قال : وقولهم لله زيد! كأنَّه أي جاء به الله من أمر عجيب ، وكذلك قولهم : لله درُّه ، أي جاء بدرِّه من أمر عجيب لكثرته.

عبج : أهمله الليث : وقال إسحاق بن الفرج : سمعت شجَاعاً السُّلَميَّ يقول : العَبَكة : الرجُل البغيض الطَّغَامة الذي لا يَعِي ما يقول ولا خير فيه. قال : وقال مُدركٌ الجعفري : هو العَبَجة ، جاء بهما في باب الكاف والجيم.

جعب : أبو عبيد عن أبي عبيدة : الجعابيب : القصار من الرجال. وقال الليث : الجُعْبوب : الدنيّ من الرجال.

ثعلبٌ عن عمرو عن أبيه قال : الجَعْبيّ : ضربٌ من النمل. وقال الليث : هو نملٌ أحمر. وجمعه جَعْبِيَّات.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الجِعِبَّى والجَعْبَاء والجَعْواء ، والناطقةُ الخرساء : الدُّبُر ونحو ذلك. وقال الليث : الجَعْباء : الدُّبر. قال : والجَعْبة : كنانة النُّشَّاب.

وقال ابن شُمَيل : الجَعْبة : المستديرة الواسعة التي على فمها طبقٌ من فوقها.

قال : والوفْضَة أصغر منها وأعلاها وأسفلها مستوي. قال : وأمَّا الجعبة ففي أعلاها اتساع وفي أسفلها تبنيق ويفرَّج أعلاها لئلّا ينتكث ريش السهام ، لأنها تُكَبُّ في الجعبة كَبّاً ، فظُباتُها في أسفلها ، ويُفَلطَح أعلاها من قِبَل الريش ، وكلاهما من شقيقتين من خَشَب.

وقال الأصمعي فيما يروي عنه أبو تراب : ضربَه فجعَبه وجعفَه ، إذا ضربَ به الأرض. ويثقَّل فيقال جعَّبه تجعيباً ، أي صرعَه. قال : والمتجعِّب : الميّت أيضاً.

ثعلب عن ابن الأعرابي : المِجْعَب : الصِّرِّيع من الرجال يَصرَع ولا يُصرَع.

وفي «النوادر» : جَيشٌ يتَجَعْبَى ويتجَرْبَى ، ويتقبقب ، ويتهبهب ، ويتدربَى : يركب بعضُه بعضاً.

جبع : أهمله الليث. وأنشد أبو الهيثم قولَ ابن مُقْبِل :

وطَفلةٍ غيرِ جُبّاعٍ ولا نَصَفٍ

وقال : أراد غير قصيرة.

وقال غيره : الجُبّاع : سهمٌ قصير يَرمِي به الصِّبيان. ويقال للمرأة القصيرة جُبّاعٌ تشبيهاً بالسهم القصير.

بعج : قال ابن المظفر وغيره : يقال تبعَّج السحابُ بالمطر وانبعج ، وتبعَّق وانبعق ، إذا انفرَج عن الوَبْل الشديد. وقال العجّاج :

حيث استهلَّ المُزْنُ أو تبعَّجا

٢٤٨

ويقال بعَّج المطر تبعيجاً في الأرض ، إذا اشتدَّ وقعُه حتَّى فَحَص الحجارة.

قال : ورجلٌ بَعِجٌ كأنه مبعوجٌ البطن من ضعف مَشيِه.

قال : ويقولون بَعَجه حبُّ فلانٌ ، إذا اشتدَّ وجدُه وحَزِن له.

قلت : لَعَجَه حبُّه أصوبُ من بعجه ، لأنّ البعج الشقُّ. يقال بعجَ بطنه بالسكّين ، إذا شقَّه وخضخضَه فيه. وقال الهذلي :

كأنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعيجُ

شبّه ظُباتِ النصال بنار جمرٍ سُخِيَ فظهرت حُمرتُه.

وفي الحديث : «إذا رأيت مكّة قد بُعِجَتْ كظائمَ ، وساوَى بناؤها رؤوسَ الجبال ، فاعلمْ أنّ الأمر قد أظَلَّك». بُعِجَتْ أي شُقَّتْ وفتح كظائمُها بعضُها في بعض واستُخرِج عيونها.

والبواعج : أماكن في الرمل تَسترِقّ ، فإِذا نبتَ فيها النصيُّ كان أرقَّ له وأطيب.

وقال الشاعر يصف فرساً :

فإذا له بالصَّيف ظِلٌّ باردٌ

ونصِيُ باعجَةٍ ومَحضٌ مُنْقَعُ

قوله «مُنْقَع» ، أي أُديمَ له اللبنُ المحض يسقاه. من نقع الشيءُ إذا دام.

وباعجَة : اسم موضع.

باب العين والجيم مع الميم

[ع ج م]

عمج ، عجم ، جمع ، جعم ، مجع ، معج : مستعملات.

عجم : قال الله جلّ وعزّ : (لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ) [فُصّلَت : ٤٤]. قال الفراء : قرىء (أأعْجَميٌ وعربيٌّ) بالاستفهام ، وجاء في التفسير : أيكونُ هذا الرسول عربيّاً والكتابُ أعجَميٌ. قلت : ومعناه أن الله قال : ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا هلّا فصّلت آياته عربيَّةَ مفصَّلَةَ الآي. كأنّ التَّفصيل للسان العرب ، ثم ابتدأ فقال : (أَعْجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ)؟ حكايةً عنهم ، كأنهم يعجبون فيقولون كتاب أعجميٌ ونبيٌّ عربي ، كيف يكون هذا؟ فكان أشدَّ لتكذيبهم.

وقال الفراء : وقراءة الحسن بغير استفهام ، كأنّه جعله من قبل الكفرة. والأعجم والأعجمي : الذي لا يُفصِح وإن كانَ عربيَّ النَّسب. والعَجَميّ : الذي نسبته إلى العجم وإن كان يفصح. وقال أبو إسحاق : يُقرأ (ءَ أَعْجَمِيٌ) بهمزتين ، ويقرأ (أعْجميٌ) بهمزة واحدة بعدها همزة خفيفة تشبه الألف ، ولا يجوز أن تكون ألفاً خالصةً لأن بعدها عيناً وهي ساكنة. ويقرأ : (أَعَجميٌ) بهمزة واحدة والعين مفتوحة.

قال : وقرأ الحسن : (أَعْجَميٌ وعربيٌّ) بهمزة واحدة وسكون العين. قال : وجاء في التفسير أن المعنى لو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا هلّا بُيِّنت آياته أقرآن أعجميٌ ونبيٌّ عربيّ. ومن قرأ (ءَ أَعْجَمِيٌ) بهمزة وألف فإنه منسوب إلى اللِّسان الأعجميّ. تقول : هذا رجلٌ أعجميٌ ، إذا كان لا يُفصح ، كان من العجم أو من العرب. ورجُلٌ عَجَميٌ ، إذا كان من الأعاجم ، فصيحاً كان أو غير فصيح. قال : والأجود

٢٤٩

في القراءة : (ءَ أَعْجَمِيٌ) بهمزة وألف على جهة النسبة إلى الأعجم. ألا ترى قوله : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) [فُصّلَت : ٤٤] ولم يقرأهُ أحد عَجمياً. وأما قراءة الحسن (أعجمي وعربي) فعلى معنى هلَّا بيِّنت آياته فجعل بعضُه بياناً للعجم ، وبعضه بياناً للعرب. قال : وكلُّ هذه الأوجه الأربعة سائغة في العربيّةِ والتفسير.

وأخبرني أبو الفضل عن أبي العباس أنه سئل عن حروف المعجم : لم سمِّيتْ مُعجماً؟ فقال : أمّا أبو عمرو الشيبانيّ فيقول : أَعْجَمت أبْهَمت. قال : والعَجَميّ مُبهَم الكلام لا يتبيَّن كلامه. قال : وأما الفراء فيقول : هو من أعجمت الحروف. قال : ويقال قُفل مُعجَم ، وأمرٌ معجَمٌ ، إذا اعتاص. قال : وسمِعتُ أبا الهيْثم يقول : مُعجَم الخطّ هو الذي أعجمَه كاتبه بالنُّقط. تقول : أعجمتُ الكتابَ أُعجِمُه إعجاماً. ولا يقال عجَمتُه ، إنَّما يقال عَجَمتُ العود ، إذا عَضِضتَه لتعرف صلابتَه من رَخاوته. قال : والعَجْم : عضٌّ شديد بالأضراس دونَ الثنايا. قال : وكانوا يعجمُون القِدحَ بين الضِّرسين إذا كان معروفاً بالفَوز ليؤثروا فيه أثراً يعرفونه به.

وفي الحديث : «العَجْماءُ جُرْحُها جُبَار» ، قال أبو عبيد : أراد بالعجْماء البهيمةَ ، سمِّيت عجماءَ لأنَّها لا تتكلَّم. قال : وكلُّ من لا يقدر على الكلام فهو أعجمُ ومُستعجِم. قال : ويقال قرأ فلانٌ فاستَعجم عليه ما يقرؤه ، إذا التبس عليه فلم يتهيَّأ له أن يمضيَ فيه. وقال الحسن : «صلاة النَّهار عَجْماء» معناه أنه لا يُسمَعُ فيها قراءة. قال : ومعنى قوله : «العَجْماء جُرحُها جُبارٌ» البهيمة تنفلت فتصيب إنساناً في انفلاتها ، فذلك هَدَرٌ ، وهو معنى الجُبَار. وقال غيره : العَجَم جمع العجَميّ ، وكذلك العرب جمع العربيّ. ونحو هذا من جمعهم اليهوديَّ والمجوسي اليهودَ والمجوسَ. والعُجْم جمع الأعجم الذي لا يُفصِح ، ويجوز أن يكون جمعَ العَجَم ، فكأنه جمع الجَمْع. وكذلك العُرْب جمع العرب ، يقال هؤلاء العرب والعَجَم ، وهؤلاء العُرب والعُجم. قال ذو الرمّة :

ولا يرى مثلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ

فأراد بالعُجْم جمع العَجَم ، لأنه عطف عليه العَرَب.

وقال الليث : المُعْجَم : الحروف المقطَّعة ، سمِّيت معجَماً لأنها أعجمية. قال : وإذا قلت كتابٌ معجَّم فإنّ تعجيمَه تنقيطه لكي تستبين عُجمتُه وتَضِحَ.

قلت : والذي قاله أبو العباس وأبو الهيثم أبْيَن وأوضَح.

وقال ابن السكيت وغيره : العَجَم : نَوى التمر والنَّبِق ، الواحدة عَجَمة. والعَجَم.

صِغار الإبل ، ويجمع عُجوماً. والعَجْم : العَضّ. وقال في قول علقمة :

سُلّاءةٌ كعصا النَّهديِّ غُلَّ لها

ذو فَيئةٍ من نَوى قُرَّانَ معجومُ

قال ابن السكيت : معنى قوله «غُلّ» ، أي أُدخِل لها إدخالاً في باطن الحافر في موضع النُّسور. وشبَّه النسور بنوى قُرّانَ

٢٥٠

لأنَّها صِلاب. قال : وقوله «ذو فيئة» يقول : له مَرجوع. ولا يكون ذلك إلّا من صلابته ؛ وهو أن يُطعم البعير النَّوى ، ثم يفتّ بعره فيخرج منه النوى يُعلَفه مرة أخرى ، ولا يكون ذلك إلّا من صلابته. قال : وقوله «معجوم» يريد أنه نوى الفم ، وهو أجود ما يكون من النوى ؛ لأنَه أصلب من نوى النبيذ المطبوخ.

قال : وخطب الحجاج يوماً فقال : «إنّ أمير المؤمنين نكب كنانتَه فعَجَم عيدانها عُوداً عُوداً ، فوجدني أمرَّها عوداً» ، يريد أنه قد رازَها بأضراسه ليمتحنَ صلابتها. وقال النابغة :

فضلَ يَعجُم أعلى الرَّوقِ منقبضاً

أي يعضّ أعْلى قَرنه وهو يقاتله.

ويقال فلانٌ صُلب المَعْجمة ، وهو الذي إذا جرّستْه الأمورُ وُجِد صلباً.

شمر عن ابن الأعرابي : ناقة ذات مَعْجَمة ، أي ذات صلابة وشِدّة. وأنشد بيت المرّار :

جمالٌ ذات معجمةٍ ونوقٌ

عَواقدُ أمسَكتْ لَقحاً وحُولُ

وقال غيره : ذات معجمة ، أي ذات سِمَن. وأنكره شمر.

وقال الليث : يقول الرجل للرجل : طال عهدي بك ، ما عجمَتْك عيني منذ كذا وكذا ، أي ما أخذَتْك. وقال اللحياني : رأيت فلاناً فجعلَتْ عيني تَعجمُه ، أي كأنّها لا تعرفه ولا تمضي في معرفته كأنّها لا تُثبته. وقال أبو داود السِّنْجيّ : رآني أعرابيٌّ فقال لي : تعجُمك عيني ، أي يتخيَّل إليّ أنِّي رأيتك. قال : ونظرت في الكتاب فعجَمتُ ، أي لم أقفْ على حروفه. وأنشد :

على أنّ البصير بها إذا ما

أعار الطرفَ يَعجُم أو يَفِيلُ

واستعجَمتْ على المصلِّي قراءَتُه ، إذا لم تَحضُره.

والإبل تسمَّى عواجمَ وعاجماتٍ لأنها تعجُم العظام. ومنه قوله :

وكنتُ كعظم العاجمات اكتَنفْنَهُ

وقال أبو عبيدة : فحلٌ أعجم : يهدر في شِقشقةٍ لا ثُقْب لها ، فهي في شدقه لا يَخْرجُ الصَّوتُ منها. وهم يستحبّون إرسالَ الأخرس في الشَّول ؛ لأنه لا يكاد يكون إلّا مئناثاً.

قال : والعَجَمات : صخور تنبت في الأودية. وقال أبو دُوَاد :

عذبٌ كماء المُزْنِ أن

زلَه من العَجماتِ باردْ

يصف ريقَ جاريةٍ بالعُذوبة.

ورُوي عن أمّ سلمة أنها قالت : «نهانا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نَعجُم النَّوى طَبْخاً» ، وهو أن يُبالغَ في طبخه وإنضاجه حتّى يتفتّت النوى ويفسد. قال القتيبيّ : معناه أنه أن يبالغ في طبخه وإنضاجه. قال : ورأى أن تؤخذ حلاوته عفواً ، يعني حلاوة التمر ولا يبلغ في ذلك النوى ، إمّا لأنه قوتٌ للدواجن فيذهب قوّته إذا أنضج ، أو لأنّه يُفْسِد طعم السُّلَافة.

وقال ابن الأعرابيّ فيما روى عنه أبو

٢٥١

العباس : العَجْميّ من الرجال : المميِّز العاقل. قال : والعَجوم : الناقة القويّة على السَّفر.

وقال أبو عمرو : ناقة عَجَمجمةٌ : شديدة.

وأنشد :

باتت تُباري ورِشاتٍ كالقطا

عجمجماتٍ خُشفاً تحت السُّرَى

الورِشات : الخِفاف. والخُشُف : الماضية في سيرها بالليل.

(١) ومن باب عجم : قال أبو زيد : يقال إنه لتعجُمك عيني ، أي كأنّي أعرفُك. ويقال : لقد عجموني ولفَظوني ، إذا عرفوك.

وقال أبو العباس : أنشدنا ابنُ الأعرابيّ لجُبيهاء :

فلو أنَّها طافت بظِنْبٍ معجَّمٍ

نفَى الرقَّ عنه جَدبُه فهو كالحُ

قال : المعجّم : الذي قد أُكلَ حتّى لم يَبقَ منه إلّا قليل. والظِّنْب : أصل العرفج إذا انسلخَ من ورقه (٢).

عمج : أبو عبيد : يقال عَمَج في سيره ومَعَج ، إذا سار في كلِّ وجه ، وذلك من النشاط.

والتعمُّج : التَّلوّي في السير. ويقال : تعمّج السيلُ في الوادي ، إذا تعوَّجَ يَمنةً ويَسرةً.

وقال العجاج :

ميّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا

تَدَافُعَ السَّيلِ إذا تعمَّجا

ويقال : عَمَج في الماء ، إذا سبَح. والعَموج : السابح في شعر أبي ذؤيب.أبو عبيد عن الأصمعيّ : العَومَج : الحيَّة. والتعمُّج : التَّلوِّي.

معج : يقال معج الرجلُ جاريتَه يَمعجُها ، إذا نكَحها ، ومَعجَ المُلْمولَ في المُكحُلة ، إذا حرَّكه فيها.

وقال الليث : حِمارٌ مَعَّاج : يشتقُّ في عَدْوه يميناً وشِمالاً. وقد مَعَج يَمعَج ، إذا جَرَى في كلّ وجه. وقال العجّاج يصف العَيْر :

غمر الأجاريِّ مِسَحّاً مِمعَجا

والريح تمعج في النبات : تَقلبُه وتَفْليه.

وقال ذو الرمة :

أو نفحةٍ من أعالي حَنوةٍ مَعجَتْ

فيها الصَّبا مَوهناً والرَّوضُ مرهومُ

قال : والفصيل يَمعَج ضرعَ أمِّه ، إذا لهزَه وقلَّبَ فاه في نواحيه ليستمكن. وقال عُقبة بن غَزْوان : فعل ذلك في مَعجة شبابه وغَلوة شبابه وعُنفُوانه. وقال غيره : في موجة شبابه بمعناه.

مجع : أبو عبيد عن أبي عمرو : المِجْعة من النساء هي التي تَكلَّمُ بالفُحش ، والاسم منه المَجَاعة.

وقال ابن الفرج : سمعتُ جماعةً من قيس يقولون : تماجَنَ الرجُلان وتماجعا ، إذا ترافثا.

وقال غيره : يقال للرجل إذا أكل التمرَ

__________________

(١) وقع ما بين الرقمين في المطبوع في آخر مادة (عمج) التالية ، وقال المحقق في الحاشية : «يبدو أنه استدراك من الأزهري أو من الناسخ على مادة (عجم) السابقة» وإدراجها مع مادتها أنسب.

٢٥٢

باللبن : قد تمجَّعه ، وهو لا يزال يتمجَّع ، وهو أن يَحسُوَ حُسوةً من اللبن ويَلقَم عليها تَمرةً. وذلك المجيع عند العرب. وربَّما أُلقِيَ التمرُ في اللَّبَن حتّى يتشرَّبَه ، فيؤكل التَّمر وتَبقى المُجَاعة ، وهي فُضالة المَجِيع. ورجلٌ مَجَّاعة ومُجَّاعة ، إذا كان يحبُ المجيع. وأنشد الليث :

جارتي للخبيصِ والهرُّ للفأ

رِ وشاتي إذا اشتهينا مجيعا

كأنه قال : وشاتي للمجيع إذا اشتهيناه.

جعم : قال الليث : الجَعماء من النساء : التي أُنكرَ عقلُها هَرَماً. قال : ولا يقال للرجُل أجْعَم. قال : ويقال للناقة المسنَّة جعماء ، قال : وجَعِم الرجُل جَعَماً ، إذا قرِم إلى اللَّحم وهو في ذلك أكول. ورجلٌ جَعِمٍ وامرأةٌ جَعِمة ، وبهما جَعَمٌ ، أي غِلظُ كلامٍ في سَعةِ خَلق. وقال العجاج :

إذ جَعِمَ الذُّهلانِ أيَ مَجْعَمِ

أي جَعِموا كما يُقرَم إلى اللَّحم.

وقال غيره : الجَعْماء من النساء : الهَوْجاء البَلْهاء. وجَعِم الرجلُ لكذا ، إذا خفَّ له. ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الجِعْميُ : الحريص. والجَعوم : المرأة الجائعة. والجَعوم : الطَّموعُ في غير مطمع.

أبو عبيد عن أبي زيد : جَعِم الرجلُ يَجعَم ، إذا طمِع جَعمَا. قال : وقال الأصمعيّ : الجَعماء : المسنة من النُّوق. وقال ابن الأعرابي : هي الجمعاء والجعماء معاً.

ابن السكيت : جَعِمت الإبلُ تجعَم جَعَماً ، وهو طَرَفٌ من القَرَم ، إذا لم تجد حَمْضاً ولا عِضاهاً فتَقرَم إليها فتقضَم العِظامَ وخَروءَ الكلاب.

وقال أبو زيد : يقال للدُّبر الجَعْماء والوَجْعاء ، والجَهْوة ، والصِّمارَى.

عمرو عن أبيه قال الجَعَم : الجُوع. يقال يا ابن الجعماء. وقال ابنُ الأعرابيّ : الجيعم الجائع.

جمع : قال الله عزوجل : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) [يُونس : ٧١] قال الفرّاء : الإجماع : الإعداد والعزيمة على الأمر.

قال : ونصب (شُرَكاءَكُمْ) بفعل مضمر كأنك قلت : فأجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم.

قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله. وأنشد في الإجماع :

يا ليت شعري والمُنى لا تنفعُ

هل أغدُوَنْ يوماً وأمري مُجمَعُ

قال الفراء : فإذا أردت جمع المتفرِّق قلت : جمعت القومَ فهم مجموعون ، كما قال الله تعالى : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) [هُود : ١٠٣]. قال : وإذا أردت كسبَ المال قلت جمَّعت المال ، كقول الله تعالى : الّذي جمّع مالا وعدّده. وقد يجوز (جَمَعَ مالاً) [الهُمَزة : ٢] بالتخفيف.

وقال الزجاج : الذي قاله الفراء غلطٌ في إضماره وادعوا شركاءكم ؛ لأنَّ الكلام لا فائدة فيه ، لأنهم كانوا يَدْعون شركاءهم لأن يُجمعوا أمرهم. قال : والمعنى فأجمعوا أمركم مع شركائكم. وإذا كان الدُّعاء لغير شيءٍ فلا فائدة فيه. قال : والواو بمعنى مع كقولك : لو تُركت الناقةُ

٢٥٣

وفصيلَها لرضيعها. المعنى لو تُركت مع فصيلها. قال : ومن قرأ : (فاجمعوا أمركم وشركاءكم) بألف موصولة فإنه يعطف (وَشُرَكاءَكُمْ) [يونس : ٧١] مع (أَمْرَكُمْ). قال : ويجوز فاجمعوا أمركم على شركائكم. وقال الأصمعيّ : جمعتُ الشيء ، إذا جئتَ به من هاهنا وهاهنا. قال : وأجمعتُه ، إذا صيَّرتَه جميعاً. وقال أبو ذؤيب :

وأولاتِ ذي العَرْجاء نَهبٌ مُجمَعُ

وقال الفراء في قوله جلّ وعزّ : (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) [طه : ٦٤] قال : الإجماع : الإحكام والعزيمة على الشيء ، تقول : أجمعتُ الخروجَ وأجمعتُ على الخروج. قال : ومن قرأ : فاجمعوا كيدكم فمعناه لا تدَعوا من كيدكم شيئاً إلا جئتم به.

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : أجمع أمرَه ، أي جعله جميعاً بعد ما كان متفرِّقاً. قال : وتفرُّقه أنه جعل يدبِّره فيقول مرّةً أفعل كذا ومرة أفعل كذا ، فلما عزمَ على أمرٍ محكم أجمعَه ، أي جعله جميعاً. قال : وكذلك يقال أجمعتُ النَّهب. والنَّهب : إبلُ القومِ التي أغار عليها اللُّصوص فكانت متفرِّقةً في مراعيها فجمعوها من كلّ ناحيةٍ حتّى اجتمعتْ لهم ثمَّ طردوها وساقوها ، فإذا اجتمعت قيل أجمعوها. وأنشد :

نهبٌ مُجمَعُ

وقال بعضهم : جمعت أمري. والجمع : أن تجمع شيئاً إلى شيء. والإجماع : أن تجعل المتفرّقَ جميعاً ، فإذا جعلته جميعاً بقي جميعاً ولم يكد يتفرَّق ، كالرأي المعزوم عليه المُمضَى.

وقال غيره في قول أبي وَجْزة السعديّ :

وأجمعتِ الهواجرُ كلَّ رَجعٍ

من الأجماد والدَّمِث البَثاءِ

أجمعت : أيبسَتْ. والرَّجع : الغدير. والبَثاء : السهل.

وقال بعضهم : أجمعْتُ الإبل : سقتُها جميعاً. وأجمعَتِ الأرضُ سائلةً وأجمع المطر الأرض ، إذا سال رَغابُها وجَهادُها كلُّها.

وقال الله جلّ وعزّ : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) [الجُمُعَة : ٩] قال الفراء : خفّفها الأعمش وثقَّلها عاصمٌ وأهل الحجاز. قال : وفيها لغة : الجُمْعة ، وهي لبني عُقيل. قال : ولو قرىء بها لكان صواباً. قال : والذين قالوا الجُمعَةَ ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنّه يجمع الناس ، كما يقال رجلٌ هُمَزة لمُزَة : ضُحَكة.

وقال الليث : الجمْعة يوم خُصَّ به لاجتماع الناس في ذلك اليوم ، وتجمع على الجُمُعات والجُمَع ، والفعل منه جمَّع الناسُ ، أي شهِدوا الجمعة.

لت : الجمعة تثقَّل والأصل فيها التخفيف جُمْعة. فمن ثقل أتبع الضمّةَ ، ومن خفّف فعلى الأصل. والقراء قرءوها بالتثقيل.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ذكر الشهداء

٢٥٤

فقال : «ومنهم أن تموت المرأة بجُمْع» ، قال أبو عبيد : قال أبو زيد والكسائيّ : يعني أن تموت وفي بطنها ولد. وقال الكسائيّ : ويقال بجَمْعٍ أيضاً. قال أبو عبيد : وقال غيرهما : وقد تكون التي تموت بجُمع أن تموت لم يمسَّها رجل. قال : وروي ذلك في الحديث : «أيُّما امرأةٍ ماتت بجُمْع لم تُطمثْ دخلت الجنّة». وأنشد أبو عبيد :

وردْناه في مجرى سُهيل يمانياً

بصُعرِ البُرَى من بين جُمعٍ وخادِجِ

قال : والجُمْع : الناقة التي في بطنها ولدٌ.

والخادج : التي ألقت ولدَها.

أبو العباس : الجُمَّاع : الضُّروب من الناس المتفرّقون. وأنشد قول ابن الأسلت :

من بين جَمع غيرِ جُمّاعِ

والجمع : اسم لجماعة الناس. ويُجمَع جموعاً.

وقال الليث : جُمَّاع كلّ شيء : مجتمع خَلْقِه. من ذلك جُمّاع جسَدِ الإنسان.

قال : وجُمَّاع الثَّمرة ونحوها ، إذا اجتمعت براعيم في موضعٍ واحدٍ على حملها.

وقال ذو الرمّة :

ورأس كجُمَّاع الثّريا ومِشفرٌ

كسِبْتِ اليَمَاني قَدُّه لم يُحَرَّدِ

وروى ابن هانىء عن أبي زيد : ماتت النساءُ بأجماع ، والواحدة بجُمْع ، وذلك إذا ماتت وولدُها في بطنها ، ماخضاً كانت أو غير ماخض. قال : وإذا طلّق الرجلُ امرأته وهي عذراء لم يدخلْ بها قيل طُلِّقَتْ بجُمْع ، أي طُلّقتْ وهي عذراء لم يدخل بها ؛ وكذلك إذا ماتت وهي عذراء قيل : ماتت بجمع.

ويقال ضربوه بأجماعهم ، إذا ضَربوه بأيديهم. وضربه بِجُمْعِ كفِّه. ويقال : أمركم بجُمْع فلا تُفشوه ، أي أمركم مجتمع فلا تفرّقوه بالإظهار.

وقال أبو سعيد : يقال أدام الله جُمَعةَ بينكما ، كقولك أدام الله ألفة ما بينكما.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أُتي بتمرٍ جنيبٍ فقال : من أين لكم هذا؟ قالوا : إنا لنأخُذ الصَّاعَ من هذا بالصاعين. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فلا تفعلوا ، بع الجَمْع بالدراهم وابتعْ بالدَّراهم جنيباً». قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : كلُّ لونٍ من النخل لا يُعرف اسمه فهو جَمْع. يقال قد كثُر الجَمْع في أرض فلانٍ ، لنخلٍ يخرج من النوى. ومزدلفة يقال لها جَمْع. وقال ابن عباس : «بعثَني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الثَّقَل من جَمع بلَيْل».

وقال الليث : يقال : ضربت فلاناً بجُمْع كفّي ، ومنهم من يكسر فيقول بِجِمْع كفي. وتقول أعطيتُك من الدراهم جُمْعَ الكفّ كما تقول مِلْء الكفّ.

وقال الليث : يقال المسجد الجامعُ نعتٌ له لأنه علامة للاجتماع يَجمع أهله. قال : ولا يقال مسجد الجامع.

قلت : النحويون أجازوا جميعاً ما أنكره الليث. والعرب تضيف الشيء إلى نفسه

٢٥٥

وإلى نعته إذا اختلف اللفظان ، كما قال الله جلّ وعزّ : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البَيّنَة : ٥] ومعنى الدين المِلّة كأنه قال : وذلك دينُ الملّة القيِّمة.

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : العرب تضيف الاسم إلى نعته كقوله جلّ وعزّ : (وَعْدَ الصِّدْقِ) [الأحقاف : ١٦] و (وَعْدَ الْحَقِّ) [إبراهيم : ٢٢] وصلاةُ الأولى ، ومسجد الجامعِ.

قلت : وما علمت أحداً من النحويِّين أبَى إجازتَه ، وإنما هو الوعد الصِّدقُ ، والمسجدُ الجامعُ ، والصلاة الأولى.

وقال الليث : المَجمَع يكون اسماً للناس ، وللموضع الذي يجتمعون فيه. قال : والجماعة : عددُ كلِّ شيءٍ وكثرته.

والجِماع : ما جَمَع عدداً ، كما تقول : جِماع الخباء أخبية. وقال الحسن : «اتَّقوا هذه الأهواء التي جماعها الضلالة ومعادها النار». وكذلك الجميع ، لأنه اسم لازم.

وقال الليث : رجل جميع ، أي مجتمع في خَلْقه. وأما المُجتمِع فالذي استوت لحيتُه وبلغ غايةَ شبابه ، ولا يقال للنساء. وأنشد أبو عبيد :

قد سادَ وهو فتًى حتى إذا بلغَتْ

أَشدُّهُ وغلا في الأمر واجتمعا

ويقال للرجل إذا استوت لحيته : مُجتمِع ، ثم كَهْلٌ بعد ذلك.

وقال الليث : يقال : لك هذا المال أجمعُ ، ولك هذه الحِنطة جمعاءُ ، وهؤلاء نسوةٌ هنَ جُمَعُ لك ، غير منوَّن ولا مصروف.

قال : وتقول : استجمعَ السَّيلُ ، واستجمَعَتْ للمرء أمورُه ، واستجمعَ الفرسُ جَرْياً. وأنشد :

ومستجمع جرياً وليس ببارحٍ

تُباريه في ضاحي المِتانِ سواعدُه

يعني السَّراب. وسواعده : مجاري الماء.

والمجامعة والجِماع : كناية عن النِّكاح.

وقال ابن الأعرابي : الجمعاء : الناقة الكافَّة الهرمة.

ابن بزرج : يقال أقمت عنده قَيظةً جمعاء وليلةً جمعاء.

وقال الأصمعي : قِدرٌ جِماعٌ وجامعة ، وهي العظيمة. وقال الكسائيّ : أكبر البِرام الجماع ، ثم التي تَليها المِئكلة.

ويقال فلانٌ جماعٌ لبني فلان ، إذا كانوا يأوُون إلى رأيه وسُودده ، كما يقال مَرَبٌّ لهم. واشترى دابّةً جامعاً : تصلُح للسَّرج والإكاف. وأتان جامع : أوّلَ ما تحمل.

وقال اللحياني : ذهب الشهر بجُمْعٍ وبجمْع ، أي أجمع. وفلانٌ جميع الرأي ، أي ليس بمنتشر الرأي.

وقال أبو عمرو : المَجمعة : الأرض القَفْر. والمَجمَعة : ما اجتَمع من الرمال ، وهي المَجامع. وأنشد :

بات إلى نَيْسبِ خَلٍّ خادعِ

وَعْثِ النِّهاض قاطعِ المجامع

بالأَمِّ أحياناً وبالمُشايِعِ

٢٥٦

المشايع : الدليل الذي ينادي إلى الطريق يدعو إليه.

وقال ابن السكيت : أجمع الرجلُ بناقته ، إذا صَرَّ أخلافَها أجمع. وكذلك أكمشَ بها. وجمَّعتِ الدجاجةُ تجميعاً ، إذا جَمعت بيضها في بطنها ويقال للجارية إذا شبّت ؛ قد جمَعت ، أي لبست الدِّرع والخمار.

ويقال استأجرته مشاهرةً ومجامَعة ، أي كلَ جُمعةٍ بكذا.

واستجمع البقلُ : إذا يبس كلُّه. واستجمع الوادي ، إذا لم يبق منه موضعٌ إلّا سالَ. واستجمع القومُ ، إذا ذهبوا كلَّهم لم يبقَ منهم أحد ، كما يستجمع الوادي بالسَّيل. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : «عجبتُ لمن لاحَنَ الناسَ كيف لا يعرف جوامعَ الكلم» يقول : كيف لا يقتصر على الإيجاز ويترك الفضولَ من الكلام. وهو من قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوتيتُ جوامعَ الكَلِم» يعني القرآن وما جَمَع الله عزوجل بلطفه من المعاني الجَمَّة في الألفاظ القليلة ، كقوله تعالى : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) [الأعرَاف : ١٩٩].

أبواب العين والشين

[ع ش ض] [ع ش ص]

أهملت وجوهُها.

باب العين والشين مع السين

[ع ش س]

استعمل من وجوهه : شسع : أبو عبيد عن أبي زيد : شَسَعْت النعل وأشسعتُها إذا جعلتَ لها شِسعاً.

ابن بُزْرُج : يقال شَسِعت النَّعلَ ، وقَبِلت وشرِكتْ ، إذا انقطع كلُّ ذلك منها. قال : ويقولون للرجل المنقطع الشسع : شاسع.

وأنشد :

من آل أخنس شاسع النعلِ

يقول : منقطِعه.

شمر عن ابن الأعرابي : أشسعت النعل وشسَّعتها : جعلت لها شسعاً. وقال الليث : الشِّسع السَّير نفسه ، وجمعه شُسوع. قال : والشاسع : المكان البعيد ، وقد شَسَع شسوعاً. وربَّما زادوا في الشِّسع نوناً. وأنشد :

ويل لأجمال الكرِيِّ منّي

إذا غدوتُ وعدونَ إنّي

أحدو بها منقطعاً شِسْعَنّى

فأدخل النُّون.

وقال المفضل : الشِّسع : جُلُّ مالِ الرجل ، يقال ذهب شِسع ماله ، أي أكثره. وأنشد :

عَداني عن بَنِيَّ وشِسْع مالي

حِفاظٌ شَفَّني ودمٌ ثقيلُ

وشِسع المكان : طَرَفه ؛ يقال حللنا شِسعَيِ الدَّهناء.

وكلُّ شيء نبا وشخَص فقد شَسَع. وقال بلال بن جرير :

لها شاسِعٌ تحت الثياب كأنه

قَفا الديك أوفَى غُرفه ثمَّ طرَّبا

ويروى : «أوفى غُرفةً».

٢٥٧

وروى عمرو عن أبيه قال : الأحوز : القُبَضة من الرِّعاء الحسنُ القيام على ماله. وهو الشِّسع أيضاً ، وهو الصِّيصةُ أيضاً. وقال شمر : قال محارب : إنَّ له شِسْعَ مالٍ ، وهو القليل. قال : وقال العُقيلي : الشِّسع : ما ضاق من الأرض. وقال ابن الأعرابي : عليه شسعٌ من المال ، ونَصِيّةٌ ، وعُنصلة ، وعِنْصِيَة ؛ وهي البقيَّة. وأنشد بيت المرار :

عَداني عن بنيّ وشِسع مالي

قال : ويقال فلانٌ شِسع مال ، كقولك أيِّلُ مال وإزاءُ مال.

ويقال شَسعت داره شُسوعاً ، إذا بعدت.

باب العين والشين مع الزاي

[ع ش ز]

استعمل من وجوهه : عشز : أبو عبيد عن أبي عمرو : عشز الرجل يَعشِز عَشَزاناً ، وهي مِشية المقطوع الرِّجل.

الليث : العَشْوَزُ : ما صلُب مسلكُه من طريقٍ أو أرض. وأنشد لِلشَّمّاخ :

المقفِراتُ العشاوزُ

وقالهُ أبو عمرو وأنشد :

تَدقّ شُهبَ طلحِهِ العشاوزُ

باب العين والشين مع الطاء

[ع ش ط]

استعمل من وجوهه : عشط ، عطش.

عشط : قلت : لم أجد في باب ثلاثيِ عشط شيئاً صحيحاً.

العَنْشط والعشَنَّط مِن رباعيِّه ، والنون زائدة. وروى أبو عبيد عن الأصمعيّ أنه قال : العَشَنَّط بتشديد النون ، والعَنْشَط بتسكين النون : الطَّويل.

عطش : قال الليث وغيره : يقال رجلٌ عطشان وامرأة عطشانة وعطشَى ، والجميع عِطاش. وقد عَطِش يَعْطَش عطشاً. وتقول : هو عاطِشٌ غداً. والمعاطش : مواقيت الظِّمْء.

قلت : واحدها مَعطَش ، وقد يكون المعطش مصدراً لعطش يعطش. ويقال عطّشت الإبلَ إذا زدت في ظِمئها وحبستَها عن الماء يومَ وِردِها ، فإن لم تبالغ في ذلك قلت أعطشتها والمُعَطَّش : المحبوس عن الماء عمداً.

اللِّحياني : مكان عَطِشٌ وعَطُشٌ ، أي قليل الماء. قال : ويقال رجل عَطشانُ نطشان ، وقومٌ عَطاشَى وعُطاشَى. وقد أعطشَ فلان وإنّه لمُعْطِشٌ ، إذا عطشت إبلُه وهو لا يريد ذلك. ورجلٌ مِعطاشٌ وامرأةٌ مِعطاش.

ع ش د ـ ع ش ت ـ ع ش ظ

أهملت وجوهها.

باب العين والشين مع الذال

[ع ش ذ]

استعمل من وجوهها :

شعذ : قال الليث : استعمل منه الشَّعوذة والشَّعوذيّ. قال : وليس من كلام أهل البادية. فأمَّا الشعوذة فخِفَّة في اليد وأُخَذٌ كالسِّحر ، يُرَى الشيء بغير ما هو عليه أصله في رأي العين. قال : والشَّعوذيّ

٢٥٨

اشتقاقه منه ، لسرعته ، وهو الرَّسول للأمراء على البريد.

باب العين والشين مع الثاء

شعث : روي عن عمر أنه سأل زيداً عن الجَدِّ والإخوة فقال له : «شَعِّثْ ما كنت مُشعِّثاً» قال شمر : فسَّرهُ شعبة قال : التشعيث : التفريق. ويقال تشعَّثه الدهر ، أي أخذه. قال : وتشعّثَ مالَه ، إذا أخذَه. قال : وشَعِثْتُ من الطعام : أكلت قليلاً. ولمّ الله شَعَثه ، أي جمع ما تفرَّق منه. ومنه شَعَث الرأس.

وقال الليث : تقول رجل أشعث وشَعِثٌ وشَعْثَانُ الرأس. وقد شعِث يشعَث شَعَثاً وشُعوثة. وشعّثته أنا تشعيثاً ، وهو المغبَرّ الرأس المنتَتِفُ الشعر الحافُّ الذي لم يَدَّهن.

قال : والتشعُّث : التفرُّق والتنكّث ، كما يتشعّث رأس المسواك. والتشعُّث : انتشار الأمر. وأنشد :

لمَّ الإله به شعثاً ورمَّ به

أمورَ أمّتهِ والأمر منتشرُ

وقال النابغة :

فلستَ بمستبقٍ أخاً لا تَلُمُّه

على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ

والأشعث : اسم الوتد ، سمِّي أشعثَ لتشعُّث رأسه ؛ ومنه قوله :

وأشعث عاري الضَّرتين مُشَجَّج

بأيدي السَّبايا لا أرى مثله جَبرا

قال : والمشعَّث في الضَّرب الخفيف من الشعر : ما صار في آخره مكان فاعلن مفعولن كقول سلامة بن جندل :

وكأنَّ ريقتَها إذا نبَّهتَها

صهباءُ عَتَّقَها لشَرْبٍ ساقي

قال : ويقال في الدعاء : لمَّ الله شَعَثكم وجَمَع شَعْبكم ، ولمّ الله شَعَثَ أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أي جمع كلمتَهم.

وقال الأصمعيّ : يقال للبُهمى إذا يَبِس سفاه : أشعث. قال ذو الرمّة :

ما زال مُذْ أوجفَتْ في كلِّ ظاهرةٍ

بالأشعث الفردِ إلّا وهو مهمومُ

قال الأصمعي : أساء ذو الرمّة في هذا البيت ، وإدخال «إلّا» هاهنا قبيح ، كأنه كره له إدخال تحقيق على تحقيق. ولم يُرد ذو الرمّة ما ذهبَ إليه ، إنما أراد لم يَزَلْ من مكانٍ إلى مكان يستقري المراتعَ إلّا وهو مهموم ، لأنّه رأى المراعي قد يبست. ف «ما زال» هاهنا ليس بتحقيق ، إنما هو كلام مجحودٌ فحقَّقه ب «إلّا».

باب العين والشين مع الراء

[ع ش ر]

عشر ، عرش ، شرع ، رعش ، شعر : مستعملات.

عشر : قال الليث : العَشْر عدد المؤنّث ، والعشرة عدد المذكّر ، فإذا جاوزت العشرة أنَّثت المذكر وذكَّرتَ المؤنث ، تقول عشر نسوة وعشرة رجال ، فإذا جاوزْت العشر فإنّ ابن السكيت حكَى عن الفراء تقول في المذكر أحد عشَر. قال : ومن العرب من يسكِّن العين فيقول أَحَدَ عْشَر ، وكذلك يسكّنها إلى تسعةَ عشَر ، إلّا اثني عشر فإنَ

٢٥٩

العين منه لا تسكّن لسكون الألف والياء قبلها. قال : والعدد منصوبٌ ما بين أحدَ عشرَ إلى تسعةَ عشرَ في النصب والرفع والخفض ، إلَّا اثني عشر فإن اثنَيْ واثنتي يعربان لأنهما على هجاءين. قال : وإنما نُصب أحد عشر وأخواتها لأنَّ الأصل أحدٌ وعَشَرة ، فأسقطت الواو وصيِّرا جميعاً اسماً واحداً ، كما تقول : هو جاري بيتَ بيتَ ، ولقيتُه كِفَّةَ كِفَّة ، والأصل بيتٌ لبيتٍ ، وكِفَّةٌ لِكفَّة ، فصُيِّرتا اسماً واحداً. وتقول في المؤنث إحدى عَشَرة ، ومن العرب من يكسر الشين فيقول عَشِرة ، ومنهم من يسكّن الشين فيقول إحدى عَشْرة ، وكذلك اثنتي عَشَرة ، واثنتي عَشِرة واثنتي عَشْرة ، وثِنتيْ عَشَرة وعَشِرة وعَشْرة. قال : وتسقط الهاء من النيِّف فيما بين ثلاث عشرة إلى تسع عشرة من المؤنث. وإذا جُزتَ إلى العشرين استوى المذكّر والمؤنّث فقلت عشرون رجلاً وعشرون امرأة.

قال : وتقول : هذا الواحد والثاني والثالث إلى العاشر في المذكر ، وفي المؤنث : هذه الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة.

وتقول : هو عاشر عَشَرةٍ وهي عاشِرةُ عَشْرٍ. فإذا كان فيهنَّ مذكر قلت : هي عاشرة عَشَرةٍ ، غلَّبتَ المذكر على المؤنث.

وتقول : هو ثالثُ ثلاثةَ عشرَ ، أي هو أحدهم. وفي المؤنث : ثالثةُ ثلاثَ عشرةَ لا غير بالرفع في الأول. وتقول : هو ثالثُ عَشَرَ وهو ثالثَ عشرَ ، يا هذا ، بالرفع والنصب ، وكذلك إلى تسعة عشر. فمن رفَع قال : أردت هو ثالثُ ثلاثةَ عشرَ ، فألقيتُ الثلاثةَ وتركتُ ثالثَ على إعرابه. ومن نصبَ قال : أردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَر ، فلما أسقطت الثلاثةَ ألزمْتُ إعرابَها الأوّلَ ليُعلَم أنّ هاهنا شيئاً محذوفاً. وتقول في المؤنث : هي ثالثةُ عَشْرة وهي ثالثةَ عَشْرة. وتفسير المؤنث مثل تفسير المذكر.

وتقول : هو الحادي عَشرَ وهو الثاني عشر والثالث عَشَرَ إلى العشرين ، مفتوح كلُّه. وفي المؤنث : هذه الحاديةَ عشرةَ والثانيةَ عشرةَ إلى العشرين ، تدخل الهاء فيها جميعاً.

وقال الكسائيّ : إذا أدخلتَ في العدد الألف واللام فأدخِلْهُما في العدد كلِّه ، فتقول : ما فعَلَت الأحدَ عَشَرَ الألفَ الدرهم. والبصريون يدخلون الألفَ واللام في أوّله فيقولون : ما فعلت الأحد عشرَ ألف درهم.

وقال الليث : تقول : عشرتُ القومَ : صرتُ عاشرَهم ، وكنت عاشرَ عَشْرة. قال : وعشرت القومَ وعَشَرتُ أموالهم ، إذا أخذتَ منهم العُشْر ، وبه سمِّي العَشَّار. والعُشْر : جزء من العشَرة ، وهو العَشِير والمِعشار. قال : وتقول : جاءَ القوم عُشَار عُشَارَ ، ومعشر مَعشر ، أي عشرة عشرة ، كما تقول : جاءوا أُحاد أُحاد ، وثُناء ثُناءَ ، ومَثنى مَثني.

قال : والعِشْر : ورد الإبل يوم العاشر. وفي حسابهم : العِشْر التاسع. وإبلٌ عواشر : ترِد الماء عِشراً ، وكذلك الثوامن

٢٦٠