تهذيب اللغة - ج ١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

الأعرابيّ أنه أنشده في صفة الفرس :

يملأ عينَيك بالفِناءِ ويُرْ

ضيك عِقاباً إن شئتَ أو نَزَقا

قال : عِقاباً : يعقِّب عليه صاحبُه ، أي يغزو عليه مرّة بعد أخرى. قال : وقالوا عِقاباً أي جرياً بعد جَري.

قلت : هو جميع عَقِب.

قال : وقال الحارث بن بدر : «كنت مرّةً نُشْبةً وأنا اليوم عُقْبة».

قال : معناه كنتُ إذا نَشِبتُ بإنسانٍ وعَلِقتُ به لقي منّى شّراً ، فقد أعقبتُ اليوم ورجعتُ.

قلت : ولما حوّل الله الخلافةَ من بني أمية إلى بني هاشم قال سُدَيف ، شاعر ولد العبّاس ، لبني أمية في قصيدة له :

أعقبى آل هاشمٍ يا أمَيَّا

يقول : انزلي عن الخلافة حتّى يعلوَها بنو هاشم فإنّ العُقبة لهم اليوم عليكم.

أبو عبيد : قال الأصمعي : عَقَّبتُ الخَوْقَ ، وهو حَلْقة القُرط ، وهو أن يُشَدَّ بعَقبٍ إذا خَشُوا أن يَزِيغ. وأنشدنا :

كأنَّ خَوقَ قُرطها المعقوبِ

على دَباةٍ أو على يعسُوبِ

وعقَبت القِدح بالعَقَب مثلُه. وعقَبَ فلانٌ مكان أبيه عَقباً. وعقَبتُ الرجل في أهله ، إذا بغيتَه بشرٍّ وخلفتَه. وعَقبت الرجل : ضربت عقبه وعقبت الرجُل : إذا ركِبتَ عُقبة وركِب عُقبة. ويقال أكلَ فلانٌ أكلةً أعقبتْه سَقَماً.

وعقِب القدم : مؤخّرها ، ويقال عَقْبٌ ، وجمعه أعقاب. ومنه قوله : «ويلٌ للأعقاب من النار».

وقال الله جلّ وعزّ : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ) [المُمتَحنَة : ١١] هكذا قرأها مسروق وفسَّرها : فغنِمتُم ، وقرأها حُميدٌ : (فعقَّبتم) قال الفراء : وهو بمعنى عاقبتم. قال : وهي كقوله : (ولا تصاعر) (وَلا تُصَعِّرْ) [لقمَان : ١٨]. وقرىء (فَعَقَبْتُم) خفيفة. وقال أبو إسحاق : من قرأ فَعاقَبْتُمْ [المُمتَحنَة : ١١] فمعناه أصبتموهم في القتال بالعقوبة حتى غنمتم قال : ومن قرأ (فعقبتم) فمعناه : فغنمتم. قال : وأجودها في اللغة فعقَّبتم وعَقَبتم جيّد أيضاً ، أي صارت لكم عُقْبى. إلّا أنَّ التشديد أبلغ. وقال طرفة :

فعقَبتُم بذَنُوبٍ غَيْرَ مَرّ

قال : والمعنى أنّ من مضت امرأته منكم إلى مَنْ لا عهد بينكم وبينه ، أو إلى مَن بينكم وبينَه عهدٌ فنكثَ في إعطاء المهر فغَلبتم عليهم فالذي ذهبت امرأته يُعطَى من الغنيمة المهرَ من غير أن يُنقَص من حقِّه في الغنائم شيء ، يُعطَى حقَّه كَمَلاً بعد إخراج مهور النساء.

أبو عبيد عن أبي زيد : تعقّبت الرجلَ ، إذا أخذتَه بذنبٍ كان منه.

وفي حديث : «المُعْتَقِبُ ضامنٌ لما اعتَقَب». وهذا يُروى عن إبراهيم النَّخعيّ. يقال اعتقبت الشيء ، إذا حبستَه عندك. ومعناه أنّ البائعَ إذا باع الشيءَ ثم منعه المشتريَ حتَّى تَلِف عند البائع هلك من ماله ، وضمانُه منه.

١٨١

شمر عن أبي عمرو الشيباني : المِعقب : الخِمار. وأنشد :

كمِعقَب الرَّيْط إذْ نَشَّرتَ هُدَّابَه

قال : وسمِّي الخِمار مِعقباً لأنّه يعقُب المُلاءةَ يكون خلفاً منها.

وقال أبو العباس : قال ابنُ الأعرابي : المِعقَب : القُرط. والمِعقَب : السائق الحاذق بالسَّوق. والمِعقب : بَعير العُقَب. والمِعقَب : الذي يرشَّح للخلافة بعد الإمام. والمِعْقَب : النجم الذي يطلُع فيركب بطلوعه الزميلُ المعاقب. ومنه قول الراجز :

كأنَّها بين السُّجوف مِعقَبُ

وقال شمر : العُقبة : الشيء من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها. وقال الكميت :

وحاردتِ النُّكْدُ الجلادُ ولم يكن

لعُقبةِ قِدر المستعيرينَ مُعْقِبُ

وقال الأخفش في قول الله : (هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) [الكهف : ٤٤] أي عاقبة.

وقال أبو سعيد : يقال رأيت عاقبةً من طير ، إذا رأيتَ طيراً يعقُب بعضُها بعضاً ، تقع هذه فتطير ثم تقع هذه موقعَ الأولى.

وقال الفراء : يقال عاقبَه عاقبةً بمعنى العقاب والمعاقبة ، جعله مصدراً على فاعلة كالعافية وما أشبهها.

وقال الليث : عاقبة كل شيءٍ : آخره ؛ وَكذلك عاقِبُه ، والجميع العواقب والعُقُب. قال : والعُقبانُ والعُقْبى كالعاقبة والعُقُب. قال : ويقال أتَى فلانٌ إليَّ خيراً فعَقَبَ بخير منه. وأنشد :

فعقَبتم بذَنوب غير مَرّ

قال : والفرق بين العَقَب والعَصَب أنَّ العصَب يضرب إلى الصُّفرة والعَقَب يضرب إلى البياض ، وهو أصلبُها وأمتنُها. وأمّا العَقِب مؤخّر القدم فهو من العَصَب لا من العَقَب. قال : والعَقِب مؤنّثة ، وثلاث أعقب ، وتجمع على الأعقاب.

وفي الحديث : «ويلٌ للأعقاب من النار» وهذا يدلُّ على أن المسحَ على القدمين غير جائز ، وأنه لا بدّ من غَسل الرجلين إلى الكعبين ، لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يُوعِد بالنارِ إلّا في ترك العَبد ما فُرض عليه. وهو قول أكثر أهل العلم.

والليلُ والنهار يتعاقبان ، وهما عَقيبانِ كلُّ واحدٍ منهما عَقِيبُ صاحبه. ويقال تعقّبت الخبرَ ، إذا سألتَ غير من كنتَ سألتَه أوّلَ مرة.

ويقال أُعقِبَ عِزُّ فلانٍ ذُلًّا ، أي أُبدِل.

أبو عبيدٍ عن الأحمر قال : الأعقاب هي الخَزَف التي تُجعَل بين الآجر في الطيّ لكي يشتدَّ. وقال شمر : أعقاب الطيّ : دوائره إلى مؤخره. وقد عقَّبنا الركيّة ، أي طويناها بحجَرٍ من وراء حجر. قال : والعُقاب : حجرٌ يستَنْتِل على الطيّ في البئر ، أي يَفْضُل.

وقال الليث : العُقاب : صخرة ناتئة ناشزة في البئر في جُولها ، وربَّما كانت من قِبَل الطيّ ، وذلك أن تزول الصَّخرةُ عن موضعها. قال : والرجل الذي ينزل في البئر فيرفعها يقال له المعقِّب.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : القبيلة :

١٨٢

صخرة على رأس البئر ، والعقابانِ من جنبتيها يَعْضدانها.

وقال الليث : العُقاب هذا الطائر يؤنّث ، والجميع العِقْبان وثلاث أعقب ، إلّا أن يقولوا : هذا عُقابٌ ذكَر. قال : والعُقاب : العَلَم الضَّخم. والعُقاب : اللِّواء الذي يُعقَد للوُلاة ، شُبِّه بالعقاب الطائر. قال : والعُقاب : الصَّخرة العظيمة في عُرض الجَبَل.

والعِقاب والمعاقبة : أن تجزي الرجلَ بما فعل سُوءاً ، والاسم العُقوبة. ويقال أعقبته بمعنى عاقبته.

ويقال استعقبَ فلانٌ من فعله ندماً. ويقال أعقبَه الله خيراً بإحسانه ، بمعنى عوَّضَه وأبدله ، وهو معنى قوله :

ومن أطاع فأعقِبْه بطاعته

كما أطاعك وادلُلْه على الرَّشَدِ

واليعقوب : ذكر الحجَل ، وجمعه يعاقيب.

وقال الليث : يعقوب بن إسحاق اسمُه إسرائيل ، سمِّي بهذا الاسم لأنه وُلد مع عِيصُو في بطن واحد ، وُلِد عيصو قبله ويعقوبُ متعلِّق بعَقِبه ، خرجا معاً ، فعِيصو أبو الرُّوم.

وتسمَّى الخيل يعاقيبَ تشبيهاً بيعاقيب الحجَل ، ومنه قول سلامة بن جندل :

ولَّى حثيثاً وهذا الشيبُ يطلبُه

لو كان يُدركُه ركضُ اليعاقيبِ

وقال الله جلّ وعزّ في قصّة إبراهيم وامرأته : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) [هُود : ٧١] قرىء (يعقوبُ) بالرفع وقرىء يَعْقُوبَ بفتح الباء. فمن رفَعَ فالمعنى ومن وراء إسحاق يعقوبُ مبشَّر به. ومن فتح يَعْقُوبَ فإن أبا زيد والأخفش زعما أنه منصوب وهو موضع الخفض ، عطفاً على قوله (بِإِسْحاقَ). المعنى فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق بِيعقوبَ.

قلت : وهذا غير جائز عند حذاق النحويين من البَصريين والكوفيين. فأما أبو العباس أحمد بن يحيى فإنه قال : نصب يَعْقُوبَ بإضمار فعل آخر ، قال : كأنه قال فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها من وراء إسحاق يعقوبَ. ويعقوب عنده في موضع النصب لا في موضع الخفض بالفِعلِ المضمَر. وقال أبو إسحاق الزجاج : عطف (يَعْقُوبَ) على المعنى الذي في قوله : (فَبَشَّرْناها) [هُود : ٧١] كأنه قال : وهبنا لها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، أي وهبناهُ لها أيضاً.

وهكذا قال ابن الأنباري. وقول الفراء قريبٌ منه. وقول الأخفش وأبي زيد عندهم ، خطأ.

وقال الليث : المِعقاب من النساء : التي تلد ذكراً بعد أنثى. قال : والعُقَب : نُوَب الواردة تَرِدُ قطعةٌ فتشرب ، فإذا وردت قطعةٌ بعدها فشربت فذاك عُقبتها. وعُقبة الماشية في المرعى : أن ترعى الخُلّةَ عُقبةً ثم تُحوَّل إلى الحمض ، فالحَمضُ عُقبتُها. وكذلك إذا حوِّلت من الحمض إلى الخُلّة فالخُلّة عُقبتها. وهذا المعنى أراد ذو الرمة :

من لائح المَرْو والمرعَى له عُقَب

١٨٣

وأوله :

ألهاه آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبتُه

من لائح المَرْو ...

ويقال فلانٌ عُقبةٌ من بني فلان ، أي آخر مَن بقيَ منهم.

أبو عبيد : يقال على فلانٍ عِقْبة السَّرْو والجمال ، إذا كان عليه أثَر ذلك. وقال الفراء في الجَمَال : عِقبةٌ ، بكسر العين أيضاً ، أي بقيّة. وأما عُقبة القِدر فإنّ الأصمعيَّ والبصريِّين جعلوها بضم العين ، وكان الفراء يجيزها بالكسر أيضاً بمعنى البقية. ومن قال عُقبة القدر جعلها من الاعتقاب.

وقال اللِّحيانيُّ : العِقبة والعِقمة : ضربٌ من ثياب الهَودج مَوْشِيّ ، ومنهم من يقول عَقْمة وعَقْبة بالفتح. وقال : عُقبة القمر : عودته ، ويقال عَقْبة بالفتح ، وذلك إذا غابَ ثم طلع. ونخل مُعاقِبة : تحمل عاماً وتُخلِف آخَر وقال ابن السكيت : إبلٌ مُعاقِبة : ترعَى مرَّةً في حَمض ومرة في خُلَّة. وجاء فلانٌ مُعْقِباً ، إذا جاء في آخر النهار.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : عَقَب فلانٌ على فلانة ، إذا تزوّجها بعد زَوْجِها الأوّل ، فهو عاقبٌ لها ، أي آخر أزواجها. وعقّب فلان في الصلاة تعقيباً ، إذا صلَّى فأقام في موضعه ينتظر صلاةً أخرى. وفي الحديث : «مَن عَقَّب في صلاةٍ فهو في الصلاة». وقُرارة القِدْر : عُقبته.

وعَقيبك : الذي يعاقبك في العمل ، يعمل مرّة وتعمل أنت مرّة.

وقال أبو سعيد : قِدحٌ معقَّبٌ ، وهو المعاد في الرِّبابة مرّةً بعد مرةٍ تيمُّناً بفوزه. وأنشد :

بمثنَى الأيادي والمَنيح المعَقَّبِ

وقال أبو زيد : جَزورٌ سَحُوف المعقَّب ، إذا كان سميناً. وأنشد :

بجلمةِ عِليانٍ سَحوفِ المعقَّبِ

أبو عبيدة : المِعْقَب : نجم يتعاقب به الزميلان في السَّفَر ، إذا غاب نجم وطلعَ نجمٌ آخر ركب الذي كان يمشي. وأنشد :

كأنّها بينَ السُّحوفِ مِعقَبُ

وقال اللحياني : عقَبتُ في إثر الرجُل أعقُبُ عَقْباً ، إذا تناولته بما يكره ووقعتَ فيه. وأعقب الرجلُ إعقاباً ، إذا رجعَ من شرٍّ إلى خير. ويقال : لم أجد عن قولك متعقَّباً ، أي رجوعاً أنظر فيه ، أي لم أرخِّص لنفسي التعقُّبَ فيه لأنظرَ آتِيهِ أم أدعُه.

وقال أبو عمرو : العرب تسمِّي الناقة السوداء عُقاباً ، على التشبيه.

وقال اللِّحيانيّ : عَقَبونا مِن خَلفنا وعقَّبونا ، أي نزلوا بعد ما ارتحلنا. ويقال عقَبت الإبل تَعقُبُ عَقْباً ، إذا تحوّلت من مكان إلى مكانٍ ترعى فيه. وعقَب فلان يعقُب عَقْباً ، إذا طلب مالاً أو شيئاً.

وقال الأصمعي : العَقْب : العِقاب.

وأنشد :

لَيْنٌ لأهل الحق ذو عَقْبٍ ذكَرْ

١٨٤

والعَقْب : الرجوع. وأنشد لذي الرمّة :

كأنّ صياحَ الكُدرِ ينظرنَ عَقْبنا

تراطُنُ أنباطٍ عليهِ طَغامِ

معناه ينتظر صَدَرنا ليرِدْنَ بعدنا.

وقال ابن الأعرابي : إبلٌ عاقبة : تَعقُب في مرتعٍ بعد الحَمْض ؛ ولا تكون عاقبة إلّا في سنةٍ شديدة ، تأكل الشجر ثم الحمض. قال : ولا تكون عاقبة في العُشْب. والمعقّب : الرجل يخرج من حانة الخمّار إذا دخَلها من هو أعظمُ قدراً منه. ومنه قوله :

وإن تلتمِسني في الحوانيت تصطدِ

أي أكون معقِّباً.

وفي حديث أنس بن مالك أنه سئل عن التعقيب في رمضان فقال : «إنهم لا يرجعون إلّا لخير يرجونه أو شرٍّ يخافونه». قال شمر : قال إسحاق بن راهويه : إذا صلى الإمام في شهر رمضان بالناس ترويحةً أو ترويحتين ثم قام الإمام من آخر الليل فأرسل إلى قوم فاجتمعوا فصلَّى بهم بعد ما ناموا فإن ذلك جائز إذا أراد به قيامَ ما أُمر أن يصلَّى من الترويح. وأقلُّ ذلك خمسُ ترويحات ، وأهل العراق عليه. قال : فأمّا أن يكون إمامٌ صلّى بهم أوّلَ الليل الترويحات ثم رجع آخر اليل ليصلّي بهم جماعةً فإن ذلك مكروه ؛ لما روي عن أنس وسعيد بن جُبير في كراهيتهما التعقيب. وكان أنس يأمرهم أن يصلُّوا في بيوتهم.

وقال شمر : والتعقيب : أن يعمل عملاً من صلاةٍ أو غيرها ثم يعود فيه من يومه. يقال : عقَّبَ بصلاةٍ بعد صلاةٍ ، وغزوة بعد غزوة. قال : وسمعتُ ابن الأعرابي يقول : هو الذي يفعل الشيء ثم يعود ثانية. يقال صلّى من الليل ثم عقَّب ، أي عادَ في تلك الصلاة.

وفي حديث عمر أنه «كان يعقِّب الجيوشَ في كل عام» ، قال شمر : معناه أنّه يردُّ قوماً ويبعث آخرين يعاقبونهم. يقال قد عُقِّبَ الغازيةُ بأمثالهم وأُعقِبوا ، إذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم.

قال : ويقال عقَّبت الأمر ، إذا تدبَّرتَه.

قال : والتعقُّب : التدبُّر والنظر ثانيةً. قال طفيلٌ الغنوي :

فلن يجد الأقوامُ فينا مَسَبَّةً

إذا استُدبرتْ أيَّامنا بالتعقُّبِ

يقول : إذا تعقَّبوا أيامنا لم يجدوا مَسَبَّةً.

واستعقبتُ الرجلَ وتعقّبتُه ، إذا طلبتَ عورَتَهُ وعثرته. ويقال استعقبَ فلانٌ من كذا وكذا خيراً وشراً.

ويقال هما يعتقبان ويتعقّبان : إذا ذهبَ أحدهما جاء الآخر مكانَه.

ابن شميل : يقال باعني فلان سِلعةً وعليه تعقِبَةٌ إن كانت فيها ، وقد أدركتني في تلك السلعة تعقِبة. ويقال : ما عَقَب فيها فعليك في مالك ، أي ما أدركني فيها من دَرَكٍ فعليكَ ضمانُه.

وقال شمر : العَقَبة : الجبل الطويل يَعرِض للطَّريق فيأخُذُ فيه ، وهو طويلٌ صعبٌ شديد وإن كانت خُرمت بعد أن تشتدَّ ، وتطول في

١٨٥

السماء في صعود وهبوط ، أطْوَلُ من النَّقْب وأصعب مرتقًى ، وقد يكون طولهما واحداً. سَنَد النَّقْب فيه شيء من اسلِنْقاء ، وسَنَد العَقبة مستوٍ كهيئة الجدار.

قلت : وتجمع العقبة عِقاباً وعَقَبات.

وقال أبو زيد : يقال من أين كان عَقِبُك أي من أين أقبلت؟ ويقال لقي فلانٌ من فلانٍ عُقْبةَ الضَّبُع ، أي شِدَّة. وهو كقولك : لقي منه استَ الكلبة. قال : والعِقاب : الخيط الذي يشدُّ به طرفا حَلقة القُرْط.

ثعلب عن ابن الأعرابي : عَقِب النبتُ يَعقَب عَقَباً أشدَّ العَقَب ، إذا دَقّ عودُه واصفرَّ ورقُه. وكلُّ شيء كانَ بعد شيءٍ فقد عَقَبه. وقال جرير

عقَبَ الرّذاذُ خِلافَهم فكأنّما

بسَطَ الشواطبُ بينهنَّ حصيرا

وقال ابن السكيت : فلانٌ يَسقِي على عَقِب آل فلانٍ ، أي بعدهم. وذهب فلانٌ وعَقَبَه فلانٌ : يتلو عَقِبه.

قعب : أخبرني المنذري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : أوّل الأقداح الغُمَر ، وهو الذي لا يبلُع الريّ ؛ ثم القَعْب ، وهو قَدرُ رِيِّ الرجل ، وقد يروي الاثنين والثلاثة ؛ ثم العُسُّ. قال ابن الأعرابيّ أيضاً : والقاعب : الذئب الصَّيَّاح.

وقال الليث : القعب : قدح ضخمٌ جافٍ غليظ. والقَعبة : شبه حُقّة مطبَقة يكون فيها سَوِيق المرأة. وحافر مقعَّب : كأنّه قعبةٌ لاستدراته.

وقال غيره : قعَّب فلانٌ في كلامه وقعّر في كلامه بمعنًى واحد. وهذا كلامٌ له قعبٌ ، أي غَور.

قبع : في الحديث : «كانت قَبيعةُ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فضَّة» قال شمر : قبيعة السيف : ما تحت الشاربين مما يكون فوقَ الغِمد فيجيء مع قائم السيف. والشاربان : أنفان طويلان أسفلَ القائم ، أحدهما من هذا الجانب والآخر من هذا الجانب.

قال : وقال خالد بن جَنْبة : قبيعة السيف : رأسه الذي منتهى اليد إليه.

أبو حاتم عن الأصمعي : القَوبَع : قَبِيعة السيف وأنشد لمُزاحمٍ العُقَيلي :

فصاحُوا صِياحَ الطَّير من مُحزئلّةٍ

عَبورٍ لهاديها سِنان وقَوبَعُ

ورُوي عن الزِّبرِقان بن بدرٍ السعديّ أنَّه قال : «أبغضُ كنائني إليَّ الطُّلَعة القُبَعَة» ، وهي التي تُطلِع رأسَها ثم تخبؤه كأنّها قنفذةٌ تقبع رأسها.

ويقال قبَعَ فلانٌ رأس القربة والمزادة ، وذلك إذا أراد أن يَسقي فيها فيدخل رأسها في جوفها ليكون أمكنَ للسَّقي فيها ، فإذا قلب رأسها على خارجها قِيل قَمَعَه بالميم ، هكذا حفظت الحرفين عن العرب.

وقال شمر : قال المفضل : يقال قَبَعتُ السِّقَاء قَبْعاً ، إذا ثنيتَ فَمه فجعلتَ بشرته الداخلة ثم صببتَ فيه اللبنَ أو الماءَ. قال : وخنثَ سقاءَه ، إذا ثنى فَمه فأخرج أدَمتَه ، وهي الداخلة.

وقال ابن شميل : خنث فم السِّقاء : قلبَ

١٨٦

فمَه داخلاً كان أو خارجاً. وكلُّ قلبٍ يقال له خَنْث.

أبو عبيد عن أبي عمرو : القُبوع : أن يدخل الإنسان رأسَه في قميصه أو ثوبه.

وقد قبع يقبع قُبوعاً. وأنشد :

ولا أطرقُ الجاراتِ باللَّيْل قابعاً

قُبوعَ القَرَنْبَى أخطأته مجاحره

وقال الليث : قبع الخنزير يقبع قَبْعاً وقُباعاً. وقال أبو عبيدة : القَبْع : صوتٌ يردّده الفرس من منخريه إلى الحلق ، ولا يكون إلّا من نفارٍ أو شيءٍ يكرهه.

وقال عنترة :

إذا وقَع الرماح بِمَنْكِبَيه

تولّى قابعاً فيه صُدودُ

أبو العباس عن ابن الأعرابي : يقال لصوتِ الفيل القَبْعُ والنَّخَفة. قال : والقَبْع : الصِّياح. والقَبْع : أن يطأطىء الرجل رأسَه في الرُّكوع شديداً. والقَبْع : تغطية الرأس باللَّيل لرِيبة.

وقال الليث : القُباع : الأحمق. وكان في الجاهلية رجل أحمق يقال له قُباع بن ضَبّة ، يضرب مثلاً لكل أحمق. وقال أبو عبيدة : يقال للقنفذ قُبَاع لأنّه يقبع ، أي يخبأ رأسه وقال : وكان بالبصرة مكيالٌ واسع لأهلها ، فمرَّ والِيها به فرآه واسعاً فقال : «إنه لقُبَاع» ، فلقِّب ذلك الوالي قُباعاً. ويقال للمرأة الواسعة الجَهَاز : إنّها لقُباع.

وروى أبو العباس عن سلمة عن الفراء أنه قال : القُبَاعيّ من الرجال : العظيم الرّأس ، مأخوذ من القُبَاع ، وهو المِكيال الكبير.

وقال الليث : قَبَع الإنسان يقبع قبوعاً ، إذا تخلف عن أصحابه. وأنشد :

قَوَابِعَ في غَمَّى عَجاجٍ وعِثْيَرِ

قال : وقُبَع : دويْبَّة من دَوابّ البحر.

أبو عبيد عن أبي زيد : قبع الرجل في الأرض يقبع قُبوعاً ، إذا ذهب فيها. قال : وقال الأموي : قَبَع الرجلُ فهو قابع ، إذا أعيا وانبهر. يقال عدا حتَّى قبع.

وقال ابن شميل : القُبَعة : طُويِّرٌ أبقع مثل العصفور يكون عند جِحَرة الجِرذان ، فإذا فزِع أو رُمي دخلَ الجُحر.

بقع : في الحديث : «يُوشك أن يُستَعمَلَ عليكم بُقعانُ الشام» قال أبو عبيد : أراد ببُقعان الشام سَبْيَها ومماليكَها ؛ سمُّوا بذلك لأنَّ الغالب على ألوانهم البياض والصُّفرة ، وقيل لهم بُقْعانٌ لاختلاط ألوانهم وتناسلهم من جنسين مختلفين.

وقال أبو عبيد : يقال ما أدري أين سَكع وبقع ، أي أين ذهب.

وقال غيره : انبقَعَ فلانٌ انبقاعاً ، إذا ذَهبَ مسرعاً وعَدا وقال ابن أحمر :

كالثعلب الرائح الممطور صِبغَتُه

شَلَّ الحواملُ منه كيف ينبقعُ

قوله

«شلَّ الحوامل منه ...»

دَعَا عليه أن تَشَلَّ قوائمُهُ لسرعته.

ويقال للضَّبع باقع. ويقال للغراب أبقع ، وجمعه بُقعانٌ ، لاختلاط لونه.

وإذا انتضح الماءُ على بدن المستقي من ركيّةٍ ينزع منها بالعَلَق فابتلَّتْ مواضعُ من

١٨٧

جسَده قيل قد بقَّع. ومنه قيل للسُّقاة بُقْع وأنشد ابن الأعرابيّ :

كفَوْا سَنِتِينَ بالأسياف بُقْعاً

على تلك الجِفار من النفيِ

السَّنِتُ : الذي أصابته السنة. والنفيُّ : الماء الذي ينتضح عليه.

أبو الحسن اللِّحياني : أرضٌ بَقِعةٌ : فيها بُقَع من الجراد. وقال أبو عمرو : يقال عليه خُرء بقاعِ وهو العرق يُصيب الإنسانَ فيبْيَضُّ على جلده شبه لُمَع. قال : والبقعة : قطعةٌ من الأرض على غير هيئة التي إلى جنبها ، والجميع بُقَع وبقاع. والباقعة : الرَّجل الدَّاهية. يقال ما فلانٌ إلّا باقعة من البواقع ، لحلوله بقاعَ الأرض وكثرة تنقيبه في البلاد ومعرفته بها ، فشبِّه الرجل البصير بالأمور به ، ودخلت الهاء في نعت الرجل مبالغة في صفته ، كما قالوا : رجلٌ داهية ، وعَلَّامة ، ونسّابة.

وقال أبو زيد : يقال أصابه خُرء بَقَاعَ وبَقَاعِ يا فتى ، وبَقاع مصروف وغير مصروف ، وهو أن يصيبَه غبارٌ وعرقٌ ، فتبقى لمع منه على جسده. قال : وأرادوا ببقاعِ أرضاً بعينها.

قال : ويقال تشاتما وتقاذفا بما أبقى ابنُ بُقَيع قال : وابن بُقَيع : الكلب ، وما أبقى من الجِيفة.

وقال أبو عمرو : الباقعة : الطائر الحَذِر ، إذا شرِب الماء نظر يَمنةً ويَسرة.

وقال اللِّحياني : يقال ابتُقِع لونه ، وامتُقِع لونُه ، وانتُقِع لونه ، بمعنًى واحد.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : يقال للأبرص : الأبقع ، والأسلَع ، والأقْشَر ، والأصلخ ، والأعرم ، والملمَّع ، والأذمل. والجميع بُقْع.

وبقيع الغَرْقَدِ : مَقبُرة بالمدينة ، كان منبتاً لشجر الغَرقد فنُسب إليه وعُرفَ به. والغَرقد : شجر العَوسَج.

عبق : أبو الحسن اللِّحياني ، ويعقوب بن السكيت : يقال ما في نِحْيِه عَبَقةٌ ولا عَمقَة ، أي ما فيه وضَر من السَّمْن. وأصل ذلك من قولك : عبِق به الشيء يَعبَق عَبَقاً ، إذا لصِق به. وقال طرفة :

ثم راحوا عَبَقُ المسكِ بهم

يُلحفون الأرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ

أبو عبيد عن أبي عمرو : عَسِق به وعَبِق به : إذا لصق به. وريح عَبِقٌ : لاصق. وقال ابن شُمَيل : قال الخُزاعيُّون ـ وهم من أعرَبِ الناس ـ رجلٌ عبِقٌ لبِق ، وهو الظريف. أبو عبيد : شَيْنٌ عَباقِيَةٌ ، وهو الذي له أثرٌ باق. وقال غيره : العَباقية : شجرة ذات شوك تُؤذي مَن عَلِق بها.

وأنشد :

غداةَ شُواحطٍ لَنَجَوْتَ شَدّاً

وثوبُك في عَباقيةٍ هَريدُ

وقال الليث : العَباقية : الرجلُ الداهيةُ ذو شرٍّ ونُكر. وأنشد :

أطفَّ لها عَباقيَةٌ سَرَندى

جريء الصدر منبسطُ اليمينِ

وقال ابن شُميل : العَباقية : اللص الخارب الذي لا يُحجم عن شيء. ورُوي عن

١٨٨

الأصمعيّ أنه قال رجلٌ عِبقَّانة زِبِقَّانة ، إذا كان سيّء الخلق والمروءة كذلك.

وقال الليث : امرأة عَبِقة ورجلٌ عَبِق ، إذا تطيَّبا بطيبٍ فلم تذهب رائحتُه أياماً.

بعق : أبو عبيد عن الأصمعي : البُعاق : المطر الذي يتبعَّق بالماء تبعُّقاً. وفي حديث حذيفة أنه قال : ما بقي من المنافقين إلا أربعة. فقال رجل : «فأين الذين يبعِّقون لقاحَنا وينقُبون بيوتنا؟» يعني أنهم ينحرونها. فقال حذيفة : أولئك هم الفاسقون. قال أبو عبيدة : قوله «يبعِّقون لقاحنا» ، يعني أنهم ينحرونها ويُسيلون دماءَها يقال انبعق المطر ، إذا سال بكثرة. وقال الليث : الانبعاق : أن ينبعق عليك الشيء مفاجأةً من حيثُ لم تحتسبْه.

وأنشد :

بينما المرء آمنا راعهُ را

ئعُ حتفٍ لم يَخْشَ منه انبعاقَه

وفي «نوادر الأعراب» : ابتعقَ فلانٌ كذا وكذا ابتعاقاً ، إذا أخذه من تلقاء نفسه ، فهو مبتعق.

وقال الليث : البُعاق : شدّة الصوت.

والباعق : المطَر يفاجىء بوابل. وقد بَعَق بُعاقاً. وأنشد :

تيمَّمتُ بالكِدِيَوْنِ كي لا يفوتَني

من المَقْلة البيضاء تفريطُ باعقِ

قال : يعني ترجيع المؤذّن إذا مَدَّ صوتَه في أذانه.

قلت : ورواه غيره : «تفريط ناعق» مِن نعَق الراعي بغنمه ، إذا زجَرها ودعاها.

باب العين والقاف مع الميم

[ع ق م]

عقم ، عمق ، قمع ، قعم ، معق ، مقع : مستعملات.

عقم : عمرو عن أبيه قال : العَقْميُ : الرجُل القديمُ الكرم والشَّرف. قال : والعُقمي من الكلام : غريبُ الغريب.

وقال أبو الهيثم : قال ابن بُزْرج : امرأةٌ عَقَام ورجلٌ عَقَام ، إذا كانا سيِّئَي الخُلُق. وما كان عَقاماً ولقد عَقُم تَخلّقه. قال : وامرأة عقيم : لا تلد. ورجلٌ عقيم : لا يُولَد له. قال : وجمع العَقام والعَقيم العُقْم. ويقال للعقيم من النساء : قد عَقِمَتْ ، وفي سوء الخلق : قد عقُمتْ. قال : وقد قالوا في العقيم أيضاً : ما كانت عقيماً ، ولقد عُقمتْ فهي معقومة. وهو العُقْم والعَقْم. وقد عَقَم الله رحمهَا.

وقال أبو عبيد : سمعتُ الأصمعيّ يقول : عَقامٌ وعقيمٌ بمعنًى واحد ، مثل بَجَالٍ وبجيل ، وشَحاحٍ وشحيح.

وقال الليث : يقال حَربٌ عَقام وعُقام : لا يَلوي فيها أحدٌ على أحد. قال : ويقال عُقِمت الرحم عُقماً ، وذلك هَزمةٌ تقمع في الرحم فلا تقبل الولد.

قال : والريح العَقيم في كتاب الله يقال هي الدَّبور ، لا تُلقح شجراً ولا تحمل مطراً. وقال جلّ وعزّ : (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) [الذّاريَات : ٤١]. قال أبو إسحاق : الريح العقيم : التي لا يكون معها لَقْحٌ ، أي لا تأتي بمطَر ، إنّما هي ريحُ

١٨٩

الإهلاك. ويقال المُلْكُ عقيم يقتُل الوالد فيه ولدَه ، والولَدُ والدَه. وحربٌ عقيمٌ : يكثر فيها القَتْل فيبقى النِّساء أَيامَى.

وفي حديث ابن مسعود حين ذكر القيامةَ وأنَّ الله يَظهَر للخَلْق ، قال : «فيخرُّ المسلمون سجوداً لربِّ العالمين وتُعقَم أصلاب المنافقين فلا يقدرون على السجود». قال أبو عبيد : قوله تُعقَم أصلابُ المنافقين ، يعني تيبس مفاصلُهم فتبقى أصلابُهم طبقاً واحداً. قال : والمفاصل يقال لها المعاقم. وقال النابغة :

تخطُو على مُعُجٍ عُوجٍ معاقمها

يحسبن أنّ تُراب الأرض منتَهبُ

وقال أبو عبيد : يقال المرأة معقومة الرحم ، كأنها مسدودتها. وقال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : الاعتقام أن يحفروا البئر فإذا اقتربوا من الماء احتفرُوا بئراً صغيرة في وسطها بقدر ما يجدون طعمَ الماء ، فإن كان عذباً حفَروا بقيّتَها. قال : وأنشدنا للعجاج :

إذا انتحى معتقماً ولجَّفا

وقال الليث في الاعتقام : إنّه المضيُّ في الحفر سُفْلاً.

وقال هو وغيره : العَقْم : ضربٌ من الوشي ، الواحدة عَقْمة. وقال الأصمعيّ : العُقميُ : كلامٌ عقيم ، لا يشتقُّ منه فعل. وقال ابن شميل : إنّه لعالمٌ بعُقميّ الكلام وعُقْبيّ الكلام ، وهو غامض الكلام الذي لا يعرفُه الناس ، وهو مثلُ النوادر. وقال أبو عمرو : سألت رجلاً من هُذيل عن حرفٍ غريب فقال : هذا كلامٌ عُقْميٌ ، يعني أنه من كلام الجاهليّة لا يُعرَف اليوم. وقال ابن الأعرابي : يقال فلانٌ ذو عُقْميّاتٍ ، إذا كان يلوِّي بخَصمه.

وقال أبو حاتم السِّجزيّ : العَقَام : اسم حيّة تسكُن البحر. قال : وحدَّثني من أثق به أنّ الأسودَ من الحيّاتِ يأتي شطَّ البحر فيصْفِر فتخرج إليه العَقَام ، فيتَلاويان ثم يفترقان ، فيذهب هذا في البرّ ويرجع العَقَام إلى البحر.

عمرو عن أبيه قال : العَقْم : القطع ؛ ومنه قيل المُلْكُ عقيم ؛ لأنه تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق. قال : ويقال عُقِمت المرأة تُعقَم عَقْماً ، وعَقِمَتْ تَعقَم عَقَماً ، وعَقمت تَعقُم عُقماً. ورجل عقيم : لا يولد له. وامرأة عقيم : لا تحمل.

قعم : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : القَعَم : ضِخَم الأرنبة ونتوءُها وانخفاض القَصَبة. قال : والقَعَم أحسن من الخَنَس والفَطَس. وقال في موضعٍ آخر : في أنفه قَعَم أي عَوَج.

قال : والقَيعَم : السنّور.

عمرو عن أبيه قال : القَعْم : صِياحُ السنّور.

وقال الليث : أُقعِم الرجلُ ، إذا أصابه الطاعون فمات. قال : وأقعمته الحيّة ، إذا لدغَتْه فماتَ من ساعته. وقال الأصمعي : لك قعمة هذا المال ولك قُمْعته ، أي لك خياره وأجوده.

عمق ـ [معق] : قال الله جلّ وعزّ : (يَأْتُوكَ

١٩٠

رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ) [الحَجّ : ٢٧] قال الفراء : لغة أهل الحجاز عميق. وبنو تميم يقولون معيق. وقال مجاهد في قوله : (مِنْ كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ) قال : من كل طريقٍ بعيد.

وقال الليث في قوله (مِنْ كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ).

قال : ويقال مَعِيق. والعميق أكثر من المَعِيق في الطريق. قال : والفجّ : المضربُ البعيد.

قلت : وقد قال غيره : هو الشِّعب الواسع بين الجبلين.

وتقول العرب : بئر عميقة ومعيقة ، وقد أعمقتها وأمعقتها ، وقد عمُقَت ومعُقت مَعاقةً. وإنّها لبعيدةُ العَمْق والمعْق.

وقال ابن شميل : يقال : لي في هذه الدار عَمقَ أي حقّ ، ومالي فيها عَمَق أي حقٌّ.

وقال الليث : الأعماق والأمعاق : أطراف المفازة البعيدة ؛ وكذلك الأماعق. وقال رؤبة :

وقاتم الأعماق خاوي المختَرَقْ

مشتبه الأعلام لمّاع الخَفَقْ

وقرأت بخط شِمر لابن شُميل قال : المَعْق : بُعد أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المعقُ الأيامَ. يُقال عَلَونا مُعُوقاً من الأرض منكرة ، وعلَونا أرضاً مَعْقاً. وأمّا المَعِيق فالشديد الدُّخول في جوف الأرض ، يقال غائط مَعيق.

قال شمر : وقال الأصمعي وابن الأعرابي : الأعماق شيئان : المطمئنّ ، ويجوز أن يكون بعيدَ الغَور. وقال ابن الأعرابي في قول رؤبة : «وقاتم الأعماق» : يعني الأطراف.

ويقال تعمَّق فلانٌ في الأمر ، إذا تنوّق فيه ، فهو يتعمَّق.

وقال ابن السكيت : العُمَق : موضع على جادّة طريق مكة ، بين معدِن بني سُلَيم وذات عِرق. والعامة تقول العُمُق ، وهو خطأٌ. قاله الفراء. وعَمْق : موضع آخر.

وقال ابن السكيت : العِمْقَى : نبت. وبعيرٌ عامق : يرعى العِمْقَى.

قمع : أبو عبيد : قَمعتُ الرجلَ وأقمعتُه بمعنًى واحد وروى الحرّاني عن ابن السكيت قال : أقمعت الرجلَ بالألف ، إذا طلع عليك فرددتَه. قال : وقمعته ، إذا قهرته. وقال غيره : قمعت الوَطْبَ ، إذا جعلتَ القِمَع في فمه لتصبَّ فيه لبناً أو ماءً. وقمعت القِربة ، إذا ثنيتَ فمها إلى خارجها ، فهي مقموعة. والقَمَع : ورم يكون في مؤق العين ، يقال قَمِعت العينُ تَقمع قَمَعاً ، إذا ورِمَ مُؤقها. ومنه قول الأعشى :

ومأقاً لم يكن قَمِعاً

أبو عبيد عن الأصمعي : القَمَعة : ذباب عظيم أزرق ، وجمعها قَمَعٌ ، يقع على رؤوس الدوابّ فيؤذيها. وقال أوس بن حجر :

ألم تَرَ أنّ الله أنزلَ مُزنةً

وعُفرُ الظِّباء في الكِناس تَقَمَّعُ

يعني تحرِّك رؤوسها من القَمَع

الحرانيّ عن ابن السكيت قال : القَمْع :

١٩١

مصدر قمعتُه أمقعُه قمعاً. قال : والقَمَع : بَثر يخرج في أصول الأشفار. قال : وقال الأصمعي : القَمَع : فسادٌ في موق العين واحمرار. قال : والقَمَع أيضاً : جمع قَمَعة ، وهي السَّنام. قال : والقَحَدة أصلُه. وأنشد :

وهم يُطعِمون الشَّحمَ من قَمَع الذُّرى

قال : والقَمَع أيضاً : ذباب يركب الإبل والظباءَ إذا اشتدَّ الحرّ ، فإذا وقَع عليها تقمَّعت منها.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ويلٌ لأقماع القَول ، ويلٌ للمصرِّين» قوله : ويلٌ لأقماع القول ، عنى به الذين يسمعون القولَ ولا يَعُونَه ولا يعملون به ، كما أنّ الأقماع لا تُمسِك شيئاً مما يصبُّ فيها. شبّه آذانَهم بها في كثرة ما يدخلها من المواعظ وهم مُصِرُّونَ على ترك العَمَل بها. وواحد الأقماع قِمَع ، وهو الأداة التي يُصَبُّ فيها ما يُحقَن في السقاءِ وغيره من الأوعية. وقيل الأقماع أريد بها الأسماع.

شمر عن أبي عمرو قال : القَمِيعة : الناتئة بين الأذنين من الدوابّ ، وجمعها قمائع. وقال أبو عبيدة : القميعة : طَرف الذَّنَب ، وهو من الفرس منقطع العسيب ، وجمعها قمائع. وأنشد لذي الرمة :

وينفُضنَ عن أقرابهنَّ بأرجلٍ

وأذنابٍ حُصِّ الهُلْبِ زُعْر القمائعِ

وقَمَعة العرقوب مثل قَمَعة الذنَب. والقَمَع : ضِخَم قَمعة العُرقوب ، وهو من عيوب الخيل ، يستحبُّ أن يكون الفرس حديد طرف العُرقوب. وقال بعضهم :القَمَعة : الرأس ، وجمعها قَمَع. وقال قائل من العرب : «لأجزَّنَ قَمَعكم» ، أي لأضربنّ رؤوسكم.

وقال الأصمعيّ : حدّثني أبو عمرو بن العلاء قال : قال سيف بن ذي يزن حين قاتلَ الحبشة :

قد علمَتْ ذاتُم نِطَعْ

أنّى إذمْ موتُ كَنَعْ

أضربُهم بذِمْ قَلَعْ

اقتربُوا قِرفَمْ قِمَعْ

قال : أراد : النطع ، وإذا الموت كنع ، فأبدل من لام المعرفة ميماً. وقوله «قِرف القمع» أراد أنَّهم أوساخ أذلّاء كالوسخ الذي يُقرَف من القِمَع. ونصب «قِرفَ» لأنه أراد يا قرف القِمَع. والقِمَع : ما التزق بالعنقود من حبّ العنب والتَّمْر. والثُّفروق : قِمَع البُسرة والتمرة.

والمِقمعة : شبه الجِرَزة من الحديدِ والعَمَد يُضرب بها الرأس ، وجمعها المقامع. قال الله تعالى : (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) [الحَجّ : ٢١] وهي الجِرَزَة من الحديد ، والله أعلم.

وقَمَعة بن إلياس بن مُضَر : أحد ولدِ خِندِف ، يقال إنه لقّب بقَمَعةَ لأنّه انقمع في ثوبه حين خرج أخوه مدركةُ بن إلياس في بُغاء إبل أبيه ، وقعد الأخ الثالث يطبخُ القدر ، فسمِّي باغي الإبل مُدركة ، وسمّي طابخ القدر طابخة ، وسمِّي المنقمع في ثوبه قَمَعة. وهذا قول النسَّابين.

١٩٢

ومتقمَّع الدابة : رأسها وجَحافلها ، ويجمع على المقامع. قال ذو الرمّة :

وأذناب زُعر الهُلْب صُحْم المقامِع

يريد أن رؤوسها سُود.

وقال الأصمَعيّ : يقال لك قُمْعة هذا المال ، أي خياره.

وقال غيره : إبل مقموعة : أخذ خيارُها.

وقد قمعتُها قَمعاً. ويقال تقمّعتها ، أي أخذت قُمْعَتها. وقال الراجز :

تقمَّعوا قُمعتَها العقائلا

أبو خيرة : القَمَع : مثل العَجاجة تثور في السماء.

وقال ابن شميل : من ألوان العنب الأقماعيّ ، وهو الفارسيّ.

وقال أبو عبيدة : القَمَعة : ما في مؤخّر الثُّنّة من طرف العُجاية مما لا يُنبت الشعر.

وقال شمر : القَمَع طبَق الحلقوم ، وهو مجرى النّفَس إلى الرئة.

وفي حديث عائشة أنها كانت تلعب بالبناتِ مع صواحبَ لها ، قال : «فإذا رأين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انقمعْنَ» ، أي تغيَّبْن ، يقال قَمعتُه فانقمَعَ ، أي ذلّلتُه. قال : وانقماعهنَّ : دخولهنَّ في بيتٍ أو سِتْر.

وحكى شمر عن أعرابيّة أنها قالت : القَمْع أن تَقْمع آخَرَ بالكلام حتّى تتصاغرَ إليه نفسُه. قال : وقال الأصمعي : سمِّي القِمَع قِمَعاً لأنّه يُدخَل في الإناء. يقال قمعتُ الإناءَ أقمعه. قال : والقَمْع : أن يوضع القِمَع في فم السقاء ثم يُملأ.

قال أبو تراب : سمعت أبا سعيد وغيره من أهل العلم يقولون : إداوَةٌ مقموعة ومقنوعة ، بالميم والنون : خُنِثَ رأسها.

وقال شمر : وقال بعضهم : القَمَع : طَبَق الحُلقوم.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القَمْع : الذُّلّ. والقَمْع : الدُّخول فِراراً وهرباً.

أبو عبيد عن الأمويّ : اقتمعتُ ما في السقاء ، أي شربته كلَّه وأخذته.

سلمة عن الفراء : يقال : خُذْ هذا الإناءَ فاقمعه في فمه ثم اكْلِتْه في فيه.

مقع : أبو عبيد عن الأحمر : يقال : امتَقَع الفصيلُ ما في ضَرع أُمِّه ، إذا شرِب ما فيه أجمع. وكذلك امتقَّه وامتكَّه.

وقال أبو عبيد : قال الفراء : مُقِعَ فلان بسَوءةٍ ، إذا رُمي بها. وقال غيره : مقَعْته بشرٍّ ولقَعتُه بمعناه ، إذا رميتَه بها. وقال غيره : امتُقِع لونُه وانتُقِع لونه ، إذا تغيَّر لونه من فزع أو علّة.

وقال الليث : المَقْع والمَعْق : الشُّرب الشديد. قال : والفصِيل يَمقَع أمَّه ، إذا رَضِعَها.

أبواب العين والكاف

ع ك ج : مهمل.

باب العين والكاف والشين

[ع ك ش]

استعمل منه : شكع ، عكش.

شكع : أبو عبيد : الشُّكاعَى : نبتٌ ، وقد رأيتُه

١٩٣

في البادية ، وهو من أحرار البقول. قال : وقال الأحمر : أشكعَني وأحمشني وأذرأني وأحفَظَني ، كلُّه أغضبَني. وقال غيره : شَكِع الرجلُ يَشكع شَكَعاً ، إذا كثُر أنينُه وضجرهُ من مَرضٍ يُقلِقه. ويقال لكلِّ متأذٍّ من شيءٍ : شَكِعٌ وشاكع. ويقال للبخيل اللئيم شَكِعٌ. وقال ابن أحمر الباهليّ يذكر الشُّكاعَى وتداويَه به حين سَقَى بَطنُه.

شربت الشكاعى والتددْتُ ألِدَّةً

وأقبَلْتُ أفواهَ العروقِ المكاوِيا

عكش : أهمله الليث.

أبو العباس عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه أنه قال : هي العنكبوت ، والمُولَةُ ، والعُكاشة ، والعُكّاشة ، وبه سمي الرجلُ عُكّاشة. وكلُّ شيء لزمَ بعضُه بعضاً فقد تعكَّش.

وقال الأصمعيّ : شعر عَكِشٌ ومتعكِّشٌ ، إذا تلبَّد. وشعرٌ عِكشُ الأطراف ، إذا كان جعداً. وشجرة عكِشَة : كثيرةُ الفروع متشجنة. قال : والعُكَّاشُ : اللَّوَّاء الذي يتفشَّغ الشجرُ ويلتوي عليه.

وقال ابن شميل : العَوْكشة من أدوات الحرَّاثين : ما يُذرَّى به الأكداسُ المَدُوسة ، وهي الحِفراة أيضاً. ويقال شدَّ ما عَكِشَ رأسُه ، أي لزمَ بعضُه بعضاً.

باب العين والكاف والضاد

[ع ك ض]

استعمل منه حرف واحد : [ضكع]

ضكع : روى أبو عبيد عن الفراء : رجل ضَوكَعةٌ ، وهو الأحمق. وقال غيره : الضَّوكع : المسترخي القوائم في ثقل.

وأما العَضَنّكُ فقد أثبتناه في رباعيّ العين.

باب العين والكاف والصاد

[ع ك ص]

استعمل من وجوهه : [عكص ، كعص].

عكص : أبو عبيد عن الفراء : رجل عَكِصٌ عَقِص : شكس الخلق سيِّئُه. ورأيت مِنه عَكَصاً ، أي عسراً وسوءَ خُلُق.

ورملة عكِصَةٌ : شاقّة المسلك.

كعص : قال بعضهم : الكَعْص : اللئيم. قلت : ولا أعرفه أنا.

باب العين والكاف والسين

[ع ك س]

استعمل من وجوهه : عكس ، سكع ، كسع ، عسك ، كعس.

عكس : أبو عبيد عن أبي عمرو : العَكيس : الدقيق يُصَبُّ عليه الماءُ ثم يُشرب.

وأنشدنا لمنظور الأسدي :

لمَّا سقيناها العكيسَ تمذّحت

خَواصرُها وازداد رشحاً وريدها

وقال أبو عبيد : وقال الأصمعي : إذا صُبَّ لبنٌ على مرقٍ كائناً ما كان فهو العكيس.

أبو عبيد عن الأحمر : عكست البعير عكساً ، وهو أن تشدَّ عنقَه إلى إحدى يديه وهو بارك ، والاسم العِكاس. وقال ابن الأعرابي مثله.

وروي عن الربيع بن خُثَيم أنه قال : «اعكِسوا أنفسَكم عكسَ الخيل باللُّجُم».

١٩٤

قال شمر : معناه اقدعوها وكفوها. قال أعرابيٌّ من بني نُفَيل شنقتُ البعير وعكستُه ، إذا جذبتَ من جريرِه ولزمت من رأسه فهملج. قال : وقال الجعديّ : العَكْس أن يَجعلَ في رأس البعير خطاماً ثم يعقده إلى ركبته لئلا يصُول.

وقال الليث : العكس : ردُّك آخرَ الشيء على أوّله. وأنشد :

وهُنَّ لدى الأكوار يُعْكَسْنَ بالبُرى

على عَجَلٍ منها ومنهنَّ يُكسَعُ

قال : والرجل يمشي مَشيَ الأفعى فهو يتعكَّس تعكُّساً ، كأنه قد يبِست عُروقُه.

وربّما سمِّي السكران كذلك.

وقال أبو زيد : يقال مِن دون ذلك مِكاسٌ وعِكاس ، وذلك أن تأخذ بناصيته ويأخذ بناصيتك.

عسك : أبو عبيد عن أبي عمرو : عَسِك به ، وسَدِك به ، إذا لزمه. أبو العباس عن ابن الأعرابي : عسق به وعَسِك به ، إذا لصِق به.

كعس : الليث : الكَعْس : عِظام السُّلامَى ، وجمعه الكِعاس. وهي أيضاً عظام البراجم في الأصابع ، وكذلك من الشاء وغيرها.

كسع : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ليس في الكُسْعة صَدَقة» ، قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : الكُسْعة : الحمير.

وأخبرني المنذري عن الطوسيّ عن الخرّاز قال : قال ابن الأعرابي : الكُسْعة : الرَّقيق ، سمِّيت كُسْعة لأنّك تكسعها إلى حاجتك. قال : والنُّخّة : الحمير.

والجَبْهة : الخيل قلت : سمِّيت الحمير كُسعةً لأنّها تُكسَعُ في أدبارها إذا سِيقَت وعليها أحمالُها.

وفي «النوادر» : كسعَ فلانٌ فلاناً وكسَحه ، وثَفَنَه ، ولَظَّه ولاظَه ولأظه ، يلُوظُه ويلُظُّه ويَلأَظُه ، إذا طرده.

والكَسع أيضاً : أن يؤخذ ماء بارد فيضرب به ضروع الحلائب إذا أرادوا تغريزها ليبقى لها طِرقُها ويكون أقوى لأولادها التي تُنتجُها فيما تقتبل. وقال ابن حلّزة :

لا تكسَع الشُّولَ يأغبارها

إنك لا تدري مَن الناتجُ

واحلُبْ لأضيافك ألبانَها

فإنَّ شرَّ اللبنِ الوالجُ

والأغبار : جمع غُبْر ، وهو بقية اللبن في الضرع. يقول : لا تغرِّز إبلك وأنت تُريغُ بذلك قوَّةَ نسلها ، واحلبْها لأضيافك فلعلَّ عدوّك يُغير عليها فيكون الناتجَ دونك.

وقال ابنُ الأعرابي : قال أعرابي : ضِفتُ قوماً فأتوني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ معشِّشات.

قال : الكُسَع : الكِسَر. والجَبيزات : اليابسات.

ويقال : كَسَعَ فلانٌ فلاناً بما ساءه ، إذا همَزه من ورائه بكلامٍ قبيح. ويقال : ولَّى القومُ أدبارَهم فكسَعَوهم بسيوفهم ، أي ضربوا دوابرهم.

وكُسَع : حيٌّ من العرب رُماة ، وكان فيهم رجلٌ رامٍ ، فرمَى بعدما أسدفَ الليلُ عيراً فأصابه ، فظنَّ أنّه أخطأه فكسر قوسَه ، ثم ندم من الغد حين نظر إلى العَير قد اسبَطرَّ

١٩٥

ميتاً وسهمُه فيه. فصار مثلاً لكلِّ نادمٍ على فعلٍ فعَلَه. وفيه يقول الفرزدقُ وقد ضربه مثلاً لنفسه حين طلّق امرأته نوار :

ندمتُ ندامةَ الكُسَعيِ لمّا

غدت مني مطلَّقةً نَوارُ

وقال الليث : الكُسْعة : الرِّيش المجتمع الأبيض تحت ذنَب العُقاب ، وجمعها الكُسَع. وكَسَعتِ الظَّبية والناقةُ ، إذا أدخلت ذنَبها بين رجليها. وناقة كاسع بغيرهاء. والكَسَع في «شِيات الخيل» من وضح القوائم : أن يكون البياض في طرف الثُّنّة في الرِّجل. قاله أبو عبيدة.

وقال أبو سعيد : إذا خطَرَ الفحلُ فضربَ بين فخذيه فذلك الاكتساع ، فإن شالَ به ثمّ طَواه فقد عَقْرَبه.

وقال أبو سعيد : الكُسْعة تقع على الإبل العوامل ، والبقر الحوامل ، والحمير ، والرَّقيق. وإنما كَسْعُها أنّها تُكْسَع بالعِصِيِّ إذا سِيقتْ.

سكع : قال ابن السكيت : ما أدري أين سَكَع وبكع وبقع ، أي ما أدري أين ذهب.

وقال أبو زيد : المسكِّعة من الأرَضينَ : المِضَلَّة.

عمرو عن أبيه : رجل نَفِيح ونِفِّيح ، وساكع ، وشَصِيب ، أي غريب.

وفي «النوادر» : يقال فلانٌ في مُسَكِّعةٍ ومُسَكَّعة من أمره ، وهي المضلِّلة المودِّرة التي لا يُهتَدى فيها لوجه الأمر.

وأنشد الليث :

ألَا إنّه في غَمْرَةٍ يتسكَّعُ

أي لا يدري أين يأخذ من أرض الله.

باب العين والكاف والزاي

[ع ك ز]

استعمل من وجوهه : زعك ، عكز.

زعك : أبو عبيد عن أصحابه : الأزعكيّ : القصير اللئيم. وقال غيره : هو المسنُّ الفاني.

عكز : عمرو عن أبيه : العِكْز : الرجل السيّىء الخلق البخيل المشؤوم. وقال غيره : العُكّازة : عصاً في أسفلها زُجٌّ يتوكّأ عليها الرجل ، وجمعها عكاكيز وعُكَّازات.

ع ك ط : أهملت وجوهه.

باب العين والكاف والدال

[ع ك د]

عكد ، دعك ، دكع : مستعملة.

عكد : أبو عبيدة : القلب عَكَدته ، وهو أصل القلب بين الرئتين. وقال الليث : العكَدة : أصل اللسان وعُقْدته.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : يقال حَبَابُك وشَبَابُك ، وأمّ معكودِك ، ومَعكودُك ، ومجهودُك أن تفعل كذا وكذا ، معناه كلِّه غايتك وآخر أمرك. ويقال استعكد الضبُّ بحجرٍ أو شجر ، إذا تعصَّم به مخافة عُقابٍ أو باز. وأنشد ابنُ الأعرابيّ في صفة الضبّ :

إذا استعكَدَتْ منه بكلِّ كُداية

من الصَّخر وافاها لدى كلِّ مَسرحِ

وقال الليث : عَكِد الضبُ يعكَد عَكَداً ، إذا سمِنَ وصلُب.

١٩٦

دعك : أبو زيد : الداعكة من النساء : الحمقاء الجريئة. والدَّعَك : الحُمق والرُّعونة ، وقد دعِك دعَكاً ، ورجلٌ داعك من قومٍ داعكين ، إذا هلكوا حُمقاً ، والدَّعْك : دعْك الأديم. ودعَكتُ الثوب باللُّبْس ، إذا ليّنتَه. ودعكت الخصم دعكاً ، ومعكتُه مَعكاً ، إذا ذلَّلتَه.

وقال ابنُ الأعرابيّ : يقال تنحَّ من دَعْكة الطريق وعن ضَحْكه وضَحّاكِهِ ، وعن حنّانِه وجَدِيّته وسليقته.

قال : ويقال للرجل الأحمق داعكةٌ بالهاء.

وأنشد :

هبَنَّقيٌّ ضعيفُ النَّهْض داعكة

يَقْني المُنَى ويراها أفضلَ النَّشبِ

دكع : أبو عبيد عن أبي زيد : من أمراض الإبل الدُّكاع ، وهو سعالٌ يأخذُها. قال : ويقال دكَعَ البعيرُ دَكْعاً ، وقَحَب يَقحَب ، ونَحب يَنحِب ، ونَحَز ينحَز وينحِز ، كلُّه بمعنى السُّعال.

وقال الليث : الدُّكاع : داءٌ يأخذ الخيل في صدورها كالخَبْطة في الناس ؛ يقال دُكِع الفرس ، فهو مدكوع.

باب العين والكاف والتاء

[ع ك ت]

عتك ، كتع ، كعت : مستعملة.

عتك : ابن هانىء عن أبي زيد : العاتك من اللبن : الحازر ، وقد عتك يَعتِك عُتوكاً.

وقال أبو مالك : العاتك : الراجع من حالٍ إلى حال.

عمرو عن أبيه : العتيك : الأحمر من القِدَم ، وهو نعتٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : العاتك : اللَّجوج الذي لا ينثني عن الأمر. وأنشد :

نُتبعهم خيْلاً لنا عواتكا

قال : وسمِّيت المرأة عاتكة لصفائها وحُمرتها. وقال : عتكت المرأة على زوجها ، إذا نَشَزت.

أبو عبيد عن أبي عمرو : عتك فلان يَعتِك عَتْكاً ، إذا كرَّ في القتال. وعتكَ عتكة مُنكرةً ، إذا حَمَل.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أنا ابنُ العواتك من سُلَيم» ، روى القتيبي لأبي اليقظان أنه قال : العواتك ثلاث نسوة تسمَّى كلُّ واحدةٍ عاتكة : إحداهنّ عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذَكْوان ، وهي أمُّ عبد مناف بن قصيّ. والثانية : عاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان ، وهي أمُّ هاشم بن عبد مناف. والثالثة : عاتكة بنت الأوقصِ بن مُرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان ، وهي أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فالأولى من العواتك عمة الوسطى ، والوسطى عمة الأخرى وبنو سُليم تفخر بهذه الولادة.

أبو عبيد عن الأصمعي : العاتكة من القسيّ : التي طال بها العهدُ فاحمرَّ عودُها.

ثعلب عن ابن الأعرابي : نبيذٌ عاتك ، إذا صفَا.

اللِّحياني : أحمر عاتك ، وأحمر أقشر ، إذا كان شديد الحمرة. ونخلة عاتكة ، إذا كانت لا تأتبِر ، أي لا تقبل الإبار ، وهي

١٩٧

الصَّلود تحمل الشِّيص.

وقال الحرمازي : عتك القومُ إلى موضع كذا ، إذا عدَلوا إليه. وقال جرير :

 ... ولا (١)

أدري على أيِّ صَرفَيْ نيّة عتَكوا

وقال الليث : عتك في الأرض يَعتِك ، إذا ذهبَ فيها. وعتيك : أبو قبيلة من اليمن.

كتع : ابن السكيت وغيره : ما بالدار كَتِيع ، كقولك ما بها عَرِيب.

عمرو عن أبيه : الكُتْعة : الدَّلو الصغير ، وجمعها كُتَع.

أبو عبيد : كاتعه وقاتعه ، إذا قاتله.

ويقال جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون بالتاء ، تؤكَّد الكلمة بهذه التواكيد كلِّها. أخبرني بذلك المنذري عن أبي الهيثم. وقال غيره : وقال بعضهم : الكُتَع : الذِّئب بلغة أهل اليمن.

وقال الليث : الكُتَع من أولاد الثعالب ، ويجمع كُتْعاناً. قال : وأكتع حرف يوصل به أجمع لا يفرد. وجمعاء كتعاء ، وجُمَع كُتَع ، وأجمعون أكتعون ؛ كلُّ هذا توكيد. قال : ورجلٌ كُتَع : لئيم ، وهم الكُتَعون. لم أسمعه لغيره.

عمرو عن أبيه قال : الكتيع : المفرَد من الناس.

سلمة عن الفراء : إذا كانت الدلو صغيرةً فهي الحُرْجة والكُتْعة ، وإذا كانت كبيرةً فهي السَّجيلة.

وفي «النوادر» : جاء فلانٌ مُكَوتعاً ومُكْتِعاً ومُكْعراً ومُكعتراً ، إذا جاء يمشي مشياً سريعاً.

كعت : أهمله الليث. وأخبرني المنذرِي عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الكُعَيت : البُلبُل جاء مصغَّراً كما ترى.

وقال أبو زيد : رجلٌ كَعْتٌ وامرأةٌ كَعْتة ، وهما القصيران. لم أسمعه لغيره.

باب العين والكاف والظاء

[ع ك ظ]

استعمل من وجوهه : عكظ ، كعظ.

عكظ : أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : إذا اشتدَّ على الرجل السفرُ وبَعُدَ قيل : قد تنكَّظ ، فإذا التوى عليه أمره فقد تعكَّظ.

وقال إسحاق بن الفرج : سمعت بعضَ بني سليم يقولون : عكَّظه عن حاجته ونكَّظه ، إذا صرفَه عنها. وعكَّظ عليه حاجته ونكَّظها ، إذا نكَّدها.

وقال غير واحد : عُكاظ : اسم سوقٍ من أسواق العرب ، وموسمٌ من مواسمهم الجاهلية. وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ كلّ سنة ويتفاخرون بها ويحضرها شعراؤهم فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرّقون.

وأديمٌ عُكاظيٌ نُسب إلى عكاظ ، وهو

__________________

(١) كذا في نسخ «التهذيب». وتمام صدر البيت في «اللسان» و «التاج» (عتك) :

ساروا فلست علي أني اصبت بهم

١٩٨

ما يُحمل إلى عكاظ فيباع به.

وقال الليث : سمِّي عكاظ عُكاظَ لأنَّ العرب كانت تجتمع بها فيعكِظ بعضُهم بعضاً بالفَخار ، أي يَدْعَك. وعكظَ فلانٌ خصمَه باللَّدد والحُجَج عَكْظاً.

وقال غيره : عكَظ الرجلُ دابّتَه يعكِظها عكظاً ، إذا حبَسَها. وتعكّظ القومُ تَعكُّظاً ، إذا تحبَّسوا ينظرون في أمورهم. قال : وبه سمِّيت عكاظ.

كعظ : قال ابن المظفّر : يقال للرجل القصير الضّخم كَعيظٌ ومكعَّظٌ.

[ع ك ذ] : مهملة

باب العين والكاف والثاء

[ع ك ث]

استعمل من وجوهه : [كثع ، عكث].

كثع : أبو عبيد عن الأصمعي قال : الكَثْعة والكَثْأة : اللّبن الخاثر. يقال كَثَع وكثأ.

شمر عن ابن الأعرابيّ : كثأ اللبن ، إذا ارتفع وصفا الماءُ من تحته.

وقال الأصمعي : يقال أكْثَعَ سقاؤك ، إذا خرج زُبده. وشرِبتُ كَثْعةً من لبن ، أي حين ظهرت زُبدتُه.

وقال المفضّل : كثَّعتِ اللحيةُ وكثّأت ، إذا كثُرت وكثُفت. ويقال كثعت الغنم تكثَعُ فهي كاثعة ، إذا سَلَحَتْ. ورمَت الغنم بكُثوعها ، إذا رمت بسُلوحها. واحدها كَثْع.

وقال الليث : شفةٌ كاثعة ، إذا كثر دمُها حتَّى كادت تنقلب. ولِثَة كاثعة أيضاً.

وامرأة مكثِّعة.

وقال ابن الفرج : قال الأصمعيّ : يقال للقوم : ذروني أكثِّع سقاءكم وأكثِّئه ، أي آكل ما علاه من الدَّسَم.

عكث : وأمَّا عكث فإني لا أحفظ في ثلاثيِّه حرفاً أعتمده. وفي رُباعيه العنكث ، وهو نبتٌ معروف ، وكأن النون فيه زائدة.

باب العين والكاف مع الراء

[ع ك ر]

عكر ، عرك ، كرع ، كعر ، ركع : مستعملات.

عكر : أبو عُبيد : عَكِرَ الماءُ عكَراً ، إذا كدِر ؛ وكذلك النبيذ. وأعكرته وعكّرته : جعلت فيه عكَراً.

وفي الحديث : «أنتم العكارون لا الفرَّارون» قال ابن الأعرابي : العكّار : الذي يحمل في الحرب تارة بعد تارة. وقال غيره : العكّار : الذي يولِّي في الحرب ثم يكرُّ راجِعاً. يقال عَكَر واعتكر بمعنًى واحد.

وقال اللِّحياني : اعتكر الشبابُ ، إذا دامَ وثبتَ حتَّى ينتهيَ منتهاه. وقال غيره : اعتكر الليلُ ، إذا اختلط سوادُه. وأنشد :

وأعسف الليل إذا الليلُ اعتكرْ

وحدّثني حاتم بن محبوب عن عبد الجبار عن سفيان عن عبد الملك بن عمير قال : عاد عمرو بن حُريث أبا العُريانِ الأسديَّ فقال له : كيف تجدك؟ فأنشده :

تقارُبُ المشي وسُوءٌ في البصر

وكثرة النسيان فيما يُدَّكَر

١٩٩

وقلُة النوم إذَا اللَّيلُ اعتكَرْ

وتركيَ الحسناء في قُبل الطُّهُرْ

وقال الليث : اعتكر العسكرُ ، إذا رجَعَ بعضُه على بعض فلم يُقدَر على عدِّه. واعتكر المطر ، إذا اشتدَّ. واعتكرت الرياح ، إذا جاءت بالغُبار.

وقال ابن شميل : طعام معتكِر ، أي كثير.أبو عبيد عن أبي زيد : العكَرة : الكثير من الإبل.

وقال الليث : العكَر : دُرديُّ النَّبيذ. قال : والعَكَر من الإبل : ما فوق الخمسمائة.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : العِكْر : الأصل.

ورجَع فلانٌ إلى عِكره. وأنشد :

ليَعُودَنْ لمعدٍّ عِكْرها

دَلجُ الليلِ وتأخاذ المِنَحْ

وقال أبو عمرو : لبنٌ عكركرٌ : غليظ.

وأنشد :

فجَّعهم باللَّبنِ العكركرِ

عِضٌّ لئيمُ المنتمَى والعُنصُرِ

ويقال : بَاع فلانٌ عِكرةَ أرضه ، أي أصلها.

والعكَدة والعَكَرة : أصل اللسان.

ثعلب عن ابن الأعرابي : العكَر : الصَّدأ على السَّيف وغيره. قال : وأنشدني المفضَّل :

فصرتُ كالسَّيفِ لا فِرِنْدَ له

وقد علاه الخَبَاطُ والعكَرَا

قال : الخَباط : الغُبار. ونسَقَ بالعكر على الهاء فكأنه قال : وقد علاه ـ يعني السيف ـ وعكرَه الغبارُ. قال : ومن جعل الهاء للخباط فقد لحنَ ، لأنّ العرب لا تقدِّم المكنَّى على الظاهر.

عرك : في الحديث أن العَرَكيَ سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الطُّهور بماء البحر.

قال أبو عبيد عن أبي عمرو : والعَرَكيُ : صيّاد السمَك ، وجمعه عَرَك. قال : ومنه قيل للملّاحين عَرَك لأنّهم يَصيدون السمكَ. وقال زُهير :

يَغْشَى الحداةُ بهم حُرَّ الكثيب كما

يُغْشِي السَّفائنَ موجَ اللُّجّة العَرَكُ

أبو عبيد عن الأصمعي : العَرَك والعَرِك : الصوت.

وقال غيره : العَروك : ناقة فيها بقيَّة من سَمِنها وسَنامها ، لا يُعلَم ذلك حتَّى يُعرَك سَنامُها باليد. وقال غيره : العَركيّة المرأة الفاجرة. وقال ابن مقْبل يهجو النجاشيّ :

وجاءت به حيّاكة عَرَكيّةٌ

تنازعَها في طُهرها رجُلانِ

والعِراك : ازدحام الإبل على الماء ، وقد اعتركت اعتراكاً. واعتراك الرِّجال في الحرب : ازدحامُهم ، وعَرْكُ بعضِهم بعضاً.

والمعركة : الموضع الذي يعتركون فيه إذا التقَوا ؛ والجمع المعارك. ويقال عاركتُه عراكاً ومعاركة ، وبه سمِّي الرجلُ مُعارِكاً.

ويقال عركتُ الأديم عَرْكاً ، إذا دلكتَه دَلْكاً. وعركت القومَ في الحرب عَركاً.

وعريكة البعير : سَنامه إذا عرَكه الحِمْل ، وجمعه العَرِيكُ. ويقال : إنّ فلاناً لليِّنُ العريكة ، إذا كان سَلِسَ الأخلاق سهلَها.

٢٠٠