تهذيب اللغة - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل (الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) ، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله الذي أرسله ربه (شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً).

وبعد ...

فإن للّغة سلطان وقداسة تستمدهما من وحي السماء ، أو من إجماع أهل الأرض. وقديما قالوا إنها توقيفية أوحى بها الله إلى عباده ليتفاهموا ويتعارفوا (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) [البقرة : ٣١].

ويزيدها قداسة أن تصبح لغة الدين والدنيا ، بها نزل القرآن وبها حفظ ، ونشأت حوله دراسات لغوية متنوعة.

وفي اختيار الله تعالى للغة العربية وعاء لكلامه ومجتلى لرسالته الخاتمة المعجزة الباقية مدى الدهر ، وأداة لتحديه المنكرين بالإعجاز القرآني ، ونصابا باهرا يرفع عليه المعجزة ويعلنها في معارض الخصام والمحاجة حول الأديان والمذاهب والآراء ... في هذا كله شهادة وأية شهادة على تفرد العربية باحتلال قمة البيان الإنساني ، وبقائها على الدهر بحيث أصبحت لغة قديمة وحديثة معا : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩]. ولقد عنى العرب عناية بالغة بجمع لغتهم وتسجيلها فتلقفها الرواة من البادية وأعدوا بذلك المادة الضرورية لوضع المعاجم اللغوية ، ولا نظن أن لغة ما ـ قديمة أو حديثة ـ توفر لها من المعاجم ما توفر للعربية. ففي القرن الثاني للهجرة افتتح الخليل بن أحمد عصر المعاجم الكبرى ، ثم تنافس اللغويون والنحاة بعده في تأليف معاجم مختلفة الحجم والمنهج. ولا يكاد يوجد قرن لم يوضع فيه معجم عربي جديد بل ربما وضع في القرن الواحد أكثر من معجم. ويعد القرن الرابع الهجري القرن الذهبي للمعاجم ، ففيه ظهر معجم ابن دريد (٣٢١ ه‍) ، والأزهري (٣٧٠ ه‍) والصاحب بن عباد (٣٨٥ ه‍) وابن فارس (٣٩٥ ه‍) ، والجوهري (٣٩٧ ه‍) وإذا كان قد فقد بعض المعاجم العربية ، فإن أغلبها

٥

وصلنا ، ومعظمها منشور ومتداول ، ومن بينها ما ترجم إلى لغات أجنبية. فقد توفرت وتجندت نخبة من الرواد لنبش أمهات كتب الحضارة العربية والإسلامية وعملت على تحقيقها وتيسيرها وتقديمها بشكل سليم.

هنا لا بد لنا من التنويه بأكثر من مدرسة ضمت على امتداد الوطن العربي نخبة من المحققين الأئمة ، جعلوا همهم الرجوع إلى المخطوطات المنتشرة في شتى الأصقاع ودراستها وتهذيبها وبلورتها بضبط علمي دقيق وصحيح ، أمثال عبد السلام هارون وإبراهيم الأبياري والبجاوي وغيرهم.

ولا شك في أن هذه المعاجم التي عملوا على تهذيبها وستبقى على مر الدهر معينا لا ينضب لتوضيح غريب الكلمات وغامض النصوص.

وانطلاقا من القيم التي آمنت بها دارنا في نشر أمهات كتب التراث العربي والإسلامي نرى في معجم «تهذيب اللغة» ـ للأزهري رحمه‌الله ـ الذي نخرجه اليوم بحلة جديدة وطبعة مصححة ومنقحة كنزا يجب أن يكون بمتناول الجميع.

ونحن في الدار إذ نفخر بنشر هذا الكنز الثمين أم المعاجم العربية ، نقول إنه واحد من الكتب الكثيرة التي قررناها في برنامجنا لتقديمها إلى القارىء الكريم ونعد بالمثابرة في خدمة تراثنا وإحيائه وتقديم المزيد من نفائس الحضارة العربية والإسلامية والسعي لإظهار هذه الأعمال بالشكل العلمي والفني اللائق لنكون في طليعة العاملين على نشره.

نسأل الله أن يعطينا القدرة على متابعة تقديم الجهود.

وآخر دعوانا (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

٦

المحتوى

 ـ نظرة عامة في التأليف المعجمي................................................. ٩

ـ نشأة وتطور المعاجم العربية.................................................... ١١

ـ المصادر التي استقى منها أصحاب المعجمات العربية موادها والمناهج التي التزموها في جمع هذه المواد     ١٢

ـ ما يوجه من مآخذ إلى المعجمات العربية في مجموعها.............................. ١٣

ـ أقسام المعجمات العربية قديمها وحديثها......................................... ١٤

ـ معجم «تهذيب اللغة»....................................................... ٢٥

ـ ملاحظة حول ما طبع من «التهذيب»......................................... ٣١

ـ عملنا في هذه الطبعة......................................................... ٣٣

ـ المراجع..................................................................... ٣٥

ـ تقديم بقلم الأستاذ عبد السلام هارون رحمه‌الله...................................... ٣٧

٧
٨

نظرة عامة في التأليف المعجمي (١)

إن من أهم ما تمتاز به العربية الفصحى أنها أوسع أخواتها السامية ثروة في أصول الكلمات وفي المترادفات ، فهي تشتمل على جميع الأصول التي تشتمل عليها أخواتها السامية أو على معظمها ، وتزيد عليها بأصول أخرى كثيرة.

وقد أجتمع فيها من المفردات في مختلف أنواع الكلمة ومن المترادفات في الأسماء والأفعال والصفات ما لم يجتمع مثله للغة سامية أخرى.

فقد أشتمل معجم «لسان العرب» ـ على ثمانين ألف مادة أصلية ، يضاف إليها أضعافها مما يتفرع عنها من مشتقات من الأفعال والمصادر والصفات والجموع وجموع الجموع ... وما إلى ذلك. هذا فيما يتعلق بكم المفردات.

وأما فيما يتعلق بالمترادفات فإنها تجل عن الحصر. فمن ذلك مثلا أنه جمع للأسد خمسمائة اسم ، وللثعبان مائتا اسم ، وكتب الفيروزآبادي بحثا في أسماء العسل فذكر له أكثر من ثمانين اسما ، وقرر مع ذلك أنه لم يستوعبها جميعا وذكر أنه يوجد للسيف في العربية ألف اسم على الأقل.

وقد جمع دوهامرDehammer المفردات العربية المتصلة بالجمل وشئونه فوصلت إلى أكثر من خمسة آلاف وستمائة وأربع وأربعين ، وكثير منها من المترادفات (٢). وكذلك الشأن في الأوصاف.

ونظرا لهذه الغزارة الكبيرة في مفردات العربية الفصحى ومترادفاتها ، كان وضع المعاجم على اختلاف أصنافها وطرائقها ضرورة في حياة اللغات ، ولا سيما اللغات التي قطعت في التقدم أشواطا وبلغت مبلغا غير يسير من الاتساع في التصرف وفي القدرة على التعبير عن حاجات الفكر والشعور.

وربما كان من موافقة الحقيقة القول : إن تأليف المعاجم كان قرين ازدهار

__________________

(١) انظر مجلة «مجمع اللغة العربية» (٦٠ / ١٢٩) ، التأليف المعجمي العربي قديمه وحديثه ، أقسامه وأغراض كل قسم وطريقته ، للدكتور علي عبد الواحد وافي.

(٢).٧٨٣ v.Renan : Langues semetiques

٩

الحضارات وتنوع فروعها وتعدد ضروبها ، وتفتح الأفكار وظهور الحاجة إلى ضبط الأسماء ، وسائر مواد اللغة ، والعناية بدقة الدلالة حتى لا تضيع المعاني الحقيقية في خضم الاستعمال ، وحتى لا يضل الباحث في اللغة حين يتلمس العلاقات بين الأصول وما يشتق منها فعلا ، وما يحتمل أن يشتق منها موافقا للقواعد العامة غير خارج عنها.

١٠

نشأة وتطور المعاجم العربية (١)

سبق العرب الأمم الأخرى على اختلاف أجناسها إلى تأليف المعاجم اللغوية ووضع الأسس لجمع مفردات اللغة وتحديد معانيها ، وبيان مشتقاتها ، ابتداء من القرن الثاني الهجري إلى زماننا هذا. فكان منها المعاجم الصغيرة التي يمكن للفرد أن يستفيد منها في سهولة ويسر ، وكان منها المعاجم الكبيرة التي قد تصل إلى عشرين مجلدا أو أكثر ، والتي هي أشبه بالموسوعات اللغوية الأدبية منها بالمعاجم.

بدأت الحركة المعجمية عند العرب في منتصف القرن الأول للهجرة ، وكان غرضها تفسير غريب القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف. ويعرف هذا النشاط في التاريخ اللغوي بـ «معرفة الغريبين» ، وأقدم مظاهر هذا النشاط «سؤالات نافع من الأزرق» لابن عباس رضي‌الله‌عنه ... على أن أقدم كتاب وضع في «غريب القرآن» صنعه (أبان بن تغلب ، (المتوفى ١٤٠ ه‍)،وبعده كتاب مؤرّج السدوسي ،(المتوفى ١٩٥ ه‍)

ثم إنه بعد طروء ظاهرة اللحن بسبب إختلاط العرب بغيرهم من الأمم ، ودخول الناس أفواجا في دين الإسلام باتت الرغبة ملّحة لجمع اللغة الفصيحة من أفواه أصحابها قبل أن يفسدها الأعاجم. ومنذ القرن الثاني الهجري صارت العربية تحصل بالدراسة لا بالممارسة ، وغدت المادة المعجمية ضرورية لهذه الدراسة.

وقد مرت حركة التأليف المعجمي عند العرب بعدة مراحل مبتدئة في القرن الهجري الثاني ، وأخذت تنمو تدريجيا حتى نضجت واكتمل نموها في القرن الرابع الهجري.

ويمكن تحديد هذه المراحل كالآتي :

المرحلة الأولى :

وهي مرحلة تدوين ألفاظ اللغة وتفسيرها بدون ترتيب. وقد سبق التدوين عملية الجمع التي قام بها الرواة والعلماء منذ أواخر القرن الهجري الأول وخلال القرن الهجري الثاني ، عن طريق السماع من عرب البادية واتصالهم المباشر بهم أو أثناء قدومهم إلى المدن ، فضلا عن اعتمادهم على القرآن الكريم والحديث النبوي والأدب ثم أخذ بعض

__________________

(١) انظر «المعاجم والمصطلحات» للدكتور حامد صادق فنيبي.

١١

الرواة يدونون هذا التراث اللغوي في رسائل متفرقة لا تخضع لأي ضرب من ضروب الترتيب والتنسيق.

ولعل كتاب «النوادر في اللغة» لأبي زيد الأنصاري (المتوفى سنة ٢٢٥ ه‍) خير ما يمثل هذه المرحلة. إذ يورد المؤلف فيه نصوصا شعرية ونثرية مليئة بالمفردات العربية النادرة فيشرحها ويعلق عليها من غير ترتيب في إيراد النصوص أو ربط بين معاني الألفاظ ، وقد يعمد المؤلف إلى ذكر ما كان لدى بعض قبائل العرب من لغات خاصة في الكلام أو من لهجاتهم.

المرحلة الثانية :

في هذه المرحلة اتجه علماء اللغة إلى جمع الألفاظ الخاصة بموضوع معين مستعينين بما خلّفه السابقون من الرواة وظهرت رسائل لغوية صغيرة سميت بالمعاجم الخاصة ، وصلنا بعضها بشكل مخطوط ، وفقد الكثير فيما فقد من كتب التراث.

ومما ألف في هذه المرحلة كتب الأصمعي (٢١٦ ه‍) في الدارات ، والسلاح ، والإبل ، والخيل ، والنبات ، والشجر ، والنخل والكرم.

وكتب ابن دريد (٣٢١ ه‍) في المطر واللبن والغرائز. وكتب أبي حنيفة الدينوري (٢٨٢ ه‍) في الأنواء والنبات. وكتب ابن قتيبة (٢٧٦ ه‍) في الرحل أو المنزل.

وكل هذه الرسائل كانت المادة الأساسية لمعاجم الألفاظ الكبرى التي ظهرت بعدها.

المرحلة الثالثة :

وهي المرحلة التي بدأ بها وضع معاجم شاملة للغة مرتبة على نمط خاص. فهي أما مرتبة على حسب الموضوعات وتسمى معاجم المعاني ـ أو المعاجم المبوبة ـ وهي امتداد لمعاجم المرحلة الأولى ، أو مرتبة بالنسبة لحروفها لا إلى معانيها وتسمى معاجم الألفاظ أو المعاجم المجنسة.

المصادر التي استقى منها أصحاب المعجمات العربية موادها والمناهج التي التزموها في جمع هذه المواد :

استخلص أصحاب المعجمات العربية معظم ما اشتملت عليه معجماتهم من كتاب الله الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) ، ومن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومن الأثار العربية في العصر الجاهلي والعصور الإسلامية الأولى ، واستخلصوا

١٢

بعضه من العرب المعاصرين لهم. وكانوا شديدي الاحتياط في هذه الناحية إلى حد الإفراط. فكانوا يتحاشون الأخذ ممن تشوب عربيته أية شائبة. ولذلك أخذوا كثيرا مما أخذوه عن عرب البادية لفصاحة ألسنتهم وبعد لهجاتهم عن التأثر باللغات الأعجمية وعزلتهم وقلة احتكاكهم بغيرهم. فكانوا يترقبون مجيء أعراب البادية إلى المدن في التجارة أو غيرها ، فيستمعون إلى حديثهم ويناقشونهم في مختلف شئون اللغة ، ويدونون من فورهم كل ما يهديهم إليه هذا الحديث وترشدهم إليه هذه المناقشة بصدد مفردات اللغة ودلاتها ووجوه استخدامها. وكانوا يتبعون أحيانا ما يسميه علماء اللغة «الملاحظة السلبية» فيرحلون إلى البادية ويقضون فيها بين ظهراني الأعراب مدة طويلة ، يعاشرونهم ويستمعون إليهم في أحاديثهم الطبيعية ويدونون ما يقفون عليه في هذا السبيل من مفردات وصيغ وأساليب (١).

وما اتخذوه من وسائل الاحتياط حيال القبائل والأمكنة اتخذوا مثله حيال الأزمنة والعصور. فلم يأخذوا إلا عن العصور التي كان اللسان العربي فيها سليما لم يصبه بعد تبلبل أعجمي ولا انحراف عن أوضاح اللغة الفصحى. ولذلك لم يأخذوا إلا عن عرب الجاهلية والإسلام إلى نهاية القرن الثاني الهجري بالنسبة إلى فصحاء الحضر ، وإلى أواسط القرن الرابع بالنسبة إلى فصحاء البادية. وسموا هذه العصور «عصور الاحتجاج» واهملوا ما عداها مبالغة في الدقة وحرصا على تحري وجوه الصدق واليقين.

(٢) ما يوجه من مآخذ إلى المعجمات العربية في مجموعها :

ولكن على الرغم من الوسائل السابق ذكرها التي اتخذها أصحاب المعجمات العربية في شئون التوثيق والحرص على تحري الحقيقة ، فإنه يوجه إلى معجماتهم وطرائقهم مآخذ كثيرة يرجع أهمها إلى ما يلي :

١ ـ أن أصحاب المعجمات قد أخذوا أحيانا بعض موادهم عن أشعار جاهلية ثبت فيما بعد أنها موضوعة ، فلا يبعد أن يكون بعض مفرداتها من اختراع الواضعين.

٢ ـ أنهم يأخذون أحيانا بعض موادهم من الكتب والصحف ، فحدث من جراء ذلك

__________________

(١) انظر في ذلك : أبا نصر الفارابي في كتابه «الألفاظ والحروف» والسيوطي في كتابه «المزهر» (١ / ١٠٤) ، وابن خلدون في مقدمته (٣ / ١٢٧٩ ، ١٢٨٠) طبعة دار نهضة مصر. تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي ، و «فقه اللغة» للدكتور علي عبد الواحد وافي ، الطبعة الثامنة الصفحات : ١٧٠ ، ١٧١.

(١) انظر في ذلك : أبا نصر الفارابي في كتابه «الألفاظ والحروف» والسيوطي في كتابه «المزهر» (١ / ١٠٤) ، وابن خلدون في مقدمته (٣ / ١٢٧٩ ، ١٢٨٠) طبعة دار نهضة مصر. تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي ، و «فقه اللغة» للدكتور علي عبد الواحد وافي ، الطبعة الثامنة الصفحات : ١٧٠ ، ١٧١.

١٣

تحريف في كثير من الكلمات التي نقلوها عن هذا المصدر ، لأنّ الرسم العربي كان في عهدهم مجردا من الإعجام والشكل فكان من الممكن أحيانا قراءة الكلمة الواحدة على عدة وجوه.

٣ ـ قد اندس في معجماتهم كثير من الكلمات المولدة وغير العربية الأصل بدون أن يشيروا إلى حقيقتها.

٤ ـ أن جامعي المعجمات لشدة حرصهم على تسجيل كل شيء يتصل بالمفردات دونوا كلمات كثيرة كانت مهجورة في الاستعمال ومستبدلا بها مفردات أخرى.

٥ ـ تخلط هذه المعجمات بين معاني الكلمة في مختلف اللغات العربية القديمة ، فيخيل لمن يرجع إليها أن هذه المعاني كلها كانت مستخدمة في لغة واحدة ، مع أن كل معنى منها قد لا يكون مستخدما إلا في إحدى هذه اللغات (لغات قريش وهذيل واليمن وتميم وربيعة وأسد وكنده ... إلخ).

٦ ـ تخلط هذه المعجمات بين معاني الكلمة الحقيقية ومعانيها المجازية ، فيخيل لمن يرجع إليها أن هذه المعاني كلها هي معان حقيقية للكلمة. ولا يستثنى من ذلك إلا بعض معاجم قليلة من أهمها «الأساس» للزمخشري) (١).

أقسام المعجمات العربية قديمها محديثها

ترجع المعجمات العربية قديمها وحديثها إلى الأقسام الثلاثة الآتية :

١ ـ معجمات في طوائف خاصة من المعاني أو الألفاظ :

يتمثل هذا القسم في رسائل أو كتب تعرض كل رسالة أو كل كتاب منها للألفاظ الموضوعة لطائفة خاصة من المعاني أو الألفاظ. ومن ذلك «رسائل» أبي حاتم في الأزمنة والحشرات والطير ، و «رسائل» الأصمعي في الدارات (٢) والسلاح والإبل والشاء وأسماء الوحوش والنبات والشجر والنخل والكرم.

__________________

(١) مجلة «مجمع اللغة العربية» (٦٠ / ١٣٤ ، ١٣٥) ، التأليف المعجمي العربي قديمه وحديثه. للدكتور علي عبد الواحد وافي.

(٢) دارات العرب : سهول تنبت ما طاب ريحه من النبات ، وهي تنيف على مائة وعشر. ومنها دارة جلجل وانظر «تاج العروس» (١١ / ٣٢١ ـ ١٣٣).

١٤

و «رسائل» أبي زيد في المطر واللّبأ (١) واللبن والغرائز والجرائم والمشترك اللفظي.

و «رسائل» ابن قتيبة في الرحل والمنزل واللّبأ واللبن والنبات وأسمائه والنخل والخيل والسلاح والطير والهوام وجواهر الأرض (٢).

و «رسائل» ابن دريد في السرج واللجام والسحاب والغيث ، وابن خالويه في «أسماء الأسد وأسماء الحية». والفيروز آبادي في المترادف (٣) وأسماء العسل وأسماء السيف ، وأبي هلال العسكري في الألفاظ الدالة على بقايا الأشياء (٤) ، وكتاب «الشعراء» ، و «من غلبت كنيته على اسمه» ، و «من يعرف منهم بأمه» ، وكلاهما لابن حبيب. وكتاب «العققة والبررة» لأبي عبيد (٥).

و «رسائل» قطرب والصغاني وابن السكيت في الأضداد ـ الألفاظ التي يطلق كل منها على الشيء وضده ـ. ويدخل كذلك في هذا القسم المعجمات القديمة الفلسفية والعلمية والجغرافية وتراجم الأشخاص وما إلى ذلك ، كـ «كشاف اصطلاحات الفنون» للتهانوي ، و «التعريفات» للجرجاني ، و «الكليات» لأبي البقاء و «معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع» للبكري الأندلسي ، و «أسماء جبال تهامة» لابن الإصبع (٦) ، و «معجم البلدان» و «معجم الأدباء» لياقوت الحموي ، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان.

٢ ـ معجمات جامعة في المفردات الموضوعة لمختلف المعاني :

ترتب هذه المعجمات المعاني بطريقة خاصة ، وتذكر الألفاظ التي تقال للتعبير عن كل معنى منها ؛ فتجد أبوابها مرتبة على مثل هذا الوضع : خلق الإنسان ، الحمل والولادة ، الرضاع والفطام ، الغذاء السيىء للولد ، أسنان الأولاد وأسماؤها في مختلف المراحل ،

__________________

(١) اللبأ ـ وزن عتب ـ أول اللبن عند الولادة.

(٢) عرض ابن قتيبة لبعض هذه الموضوعات في رسائل خاصة ؛ وأما الموضوعات الأخرى فقد عقد لها فصولاً في كتابه «أدب الكاتب».

(٣) عرض لذلك في كتابه «الروض المألوف ، فيما له اسمان إلى ألوف».

(٤) عرض لذلك في كتابه «المعجم في بقايا الأشياء».

(٥) حقق كتابي ابن حبيب وكتاب «العققة والبررة» لأبي عبيد وشرحها المرحوم الأستاذ عبد السلام هارون.

(٦) حقق كتاب البكري وضبطه وعارضه بمخطوطات القاهرة المرحوم مصطفى السقا ، وحقق كتاب «جبال تهامة» المرحوم الأستاذ عبد السلام هارون.

١٥

شخص الإنسان وقامته وصورته ، صفات الرأس ، قلة الشعر وتفرقه في الرأس ... إلخ.

فهذا القسم من المعجمات يرجع إليه من يعرف معنى ما ويرغب في الوقوف على الألفاظ الموضوعة له ، ومن أشهر ما ألف من معجمات هذا القسم خمسة كتب ، وهي :

١ ـ كتاب «الألفاظ» لابن السكيت. وهو أقدم ما ألف من هذا النوع. وقد راجع هذا الكتاب ونقحه وشرح شواهده وكملها وعلق عليها ـ الخطيب التبريزي شارح «ديوان الحماسة» لأبي تمام ، وضمن هذا كله كتابا أسماه «كنز الحفاظ في تهذيب الألفاظ» أي في تهذيب كتاب «الألفاظ» لابن السكيت.

٢ ـ «الألفاظ الكتابية» للهمذاني.

٣ ـ «مبادىء اللغة» للأسكافي.

٤ ـ «فقه اللغة» للثعالبي في مجلد واحد صغير ، وهو في الحقيقة ليس كتابا في «فقه اللغة» بالمعنى الحديث لهذه الكلمة ولكنه في مجموعه متن من متون اللغة التي تعنى ببيان الألفاظ الموضوعة لمختلف المعاني.

٥ ـ «المخصص» لابن سيدة الأندلسي في سبعة عشر جزءا كبيرا ، وهو أدق المؤلفات في هذا القسم ، وأحسنها تنسيقا ، وأكثرها استيعابا لمسائل البحث. ويشتمل هذا الكتاب ، بجانب بحوثه الأصلية ، على بعض بحوث في فقه اللغة بمعناه الحديث ، وذلك كالبحث الذي عرض له في مقدمة كتابه عن نشأة اللغة ، والبحوث التي عرض لها في الأجزاء الأخيرة من مؤلفه المتعلقة بالتضاد والترادف ، والاشتراك والاشتقاق والتعريب والمجاز والممدود والمقصور والتذكير والتأنيث وإبدال الحروف بعضها من بعض.

٣ ـ معجمات جامعة ترمي إلى شرح معاني المفردات :

تعرض هذه المعجمات لشرح مفردات اللغة العربية ، فترتب الكلمات ترتيبا خاصا ليسهل على من يريد الوقوف على معنى أيّة كلمة الرجوع إليها في موطنها. فهذا القسم من المعجمات ـ على عكس القسم السابق ـ يحتاج إليه من يعرف اللفظ ويرغب في الوقوف على مدلولاته.

وهذا القسم هو أهم أقسام المعجمات جميعها ، بل إنه هو وحده الذي تنصرف إليه كلمة «المعجم» عند إطلاقها.

وتنقسم هذه المعجمات بحسب طريقتها في ترتيب موادها ثلاثة أقسام ، وهي :

١ ـ معجمات ترتب كلماتها بحسب ترتيبها في مخارج أول حروفها. فتبدأ مثلا

١٦

بالكلمات التي تخرج أوائل حروفها من الحلق ، ثم التي تخرج أوائل حروفها من الحنك ، ثم من الأضراس ، ثم من الشفه ... وهلم جرا.

٢ ـ معجمات ترتب كلماتها بحسب ترتيب أواخرها في حروف الهجاء. فتبدأ بالكلمات التي تنتهي بحرف الهمزة ، ثم بالكلمات التي تنتهي بحرف الباء.

٣ ـ معجمات ترتب كلماتها بحسب ترتيب أوائلها في حروف الهجاء. فتبدأ بما أوله همزة ، وتنتهي بما أوله ياء.

ومعظم المعجمات في هذه الأنواع الثلاثة يقتصر على شرح الأصل ، وما تفرع عنه على طريق الاشتقاق العام (الأفعال والمصادر والأسماء والجموع والصفات ...).

وقليل من هذه المعجمات لا يقتصر على شرح الأصل وما تفرع عنه على طريق الاشتقاق العام ، بل يعرض كذلك لما تفرع عنه على طريق الاشتقاق الكبير ، وهو الذي يلاحظ فيه ارتباط كل مجموعة ثلاثية من الأصوات ببعض المعاني ارتباطا مطلقا غير مقيد بترتيب الحروف ، فتدل كل مجموعة منها على المعنى المرتبط بها كيفما اختلف ترتيب حروفها. ففي شرحه لكلمة «جبر» مثلا يشرح كذلك كلمات جرب ، وبجر ، وبرج ، ورجب ، وربج ... لاشتراك هذه الكلمات كلها في معنى عام وهو الشدة والقوة.

ومن أهم هذه المعجمات القديمة عشرون معجما اعتمد عليها الباحثون ، واعتبروها أهم المراجع في هذا القسم ، وهي (١) :

١ ـ كتاب «العين» للخليل بن أحمد (المتوفى سنة ١٧٤ ه‍).

وهو أقدم معجم من هذا النوع. وقد رتب كلماته بحسب ترتيب أوائلها في مخارج الحروف. فبدأ بالكلمات التي تبدأ أوائلها بحروف الحلق (٢) ، وبدأها بحرف العين ؛ لأن مخرجها هو أقصى الحلق ، ولذلك سمى كتابه «كتاب العين» ثم بحروف الحنك ، ثم الأضراس ، ثم الشفة. وجعل حروف العلة آخرا ، وهي الحروف الهوائية. وحصر فيه مركبات المعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي ، وبيّن المهمل منها والمستعمل ، وكان المهمل في الرباعي والخماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله ، ولحق به الثنائي لقلة دوراته ، وكان استعمال الثلاثي أغلب ، فكانت أوضاعه أكثر لكثرة

__________________

(١) رتبنا هذه المعجمات بحسب ترتيب ظهورها تاريخيا.

(٢) حروف الحلق : ع ح ه خ غ / ق ك / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ي.

١٧

دوراته (١).

وقد نهج الخليل في جميع مواد معجمه منهجا خاصا ، فما كان يقتصر على شرح ما تفرع عن المادة على طريق الاشتقاق العام ، بل كان يذكر كذلك في كل أصل ما تفرع عنه على طريق الاشتقاق الكبير ؛ فيتكلم مثلا عن «ضام وضمى وضم وأمضى» في موضع واحد.

وهذا يؤيد أن الخليل قد فطن من قبل أبي علي الفارسي وتلميذه ابن جني إلى موضوع الاشتقاق الكبير ، وهو دلالة الأصوات في لفظ ما على أصل معنوي عام كيفما اختلف ترتيبها.

ولم يظهر هذا الكتاب إلا حوالي سنة ٢٥٠ ه‍ ؛ أي بعد وفاة مؤلفه بأكثر من نصف قرن. ويظهر أن المنون قد عاجله قبل إتمامه ، فأكمله جماعة بعد وفاته (٢).

٢ ـ كتاب «الجمهرة» (جمهرة الكلام) لابن دريد (المتوفى سنة ٣٢١ ه‍).

وقد جمع مواده من كتاب «العين» ومن رسائل أخرى للأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما. وبدأ بالثنائي من الألفاظ ، ثم الثلاثي ، وهكذا إلى الخماسي والسداسي وملحقاتهما. وجمع النوادر في باب مفرد. واصطنع طريقة الخليل ، فذكر في كل أصل ثلاثي ما تفرع عنه على طريق الاشتقاق الكبير.

٣ ـ كتاب «البارع» للقالي البغدادي (المتوفى سنة ٣٥٦ ه‍).

وقد سار فيه على طريقة الخليل في كتابه «العين» ، وزاد مواد كثيرة على ما جاء في هذا الكتاب.

٤ ـ «التهذيب» (٣) ـ تهذيب اللغة ـ لأبي منصور الأزهري (المتوفى سنة ٣٧٠ ه‍).

ويقع هذا المعجم في عشرة مجلدات. وقد نهج في ترتيب مواده وجمع فروع كل مادة منهج الخليل في كتاب «العين».

٥ ـ «استدراك الغلط الواقع في كتاب العين» لأبي بكر الزبيدي ، من علماء الأندلس ،

__________________

(١) انظر «مقدمة ابن خلدون» (١٢٦٨ ـ ١٢٧٠) تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي.

(٢) شك العلماء في نسبة «العين» للفراهيدي كالأخفش والنضر وابن شميل والسدوسي والأزهري وابن دريد ، واتفقوا بأن صاحب الفكرة هو الخليل وهو صاحب المنهج وأسلوبه.

(٣) هو الكتاب الذي بين أيدينا وسيأتي الكلام عليه مفصلا ، وقد عنى المرحوم الأستاذ عبد السلام هارون بعمل فهارس لكتاب «التهذيب» وحقق كذلك الجزءين الأول والتاسع منه.

١٨

(المتوفى سنة ٣٧٩ ه‍).

وهو في الحقيقة اختصار لكتاب «العين» للخليل. وهذا المختصر خير من الأصل ، وأقرب منه مأخذا ؛ «فقد حذف منه المهمل كله ، وكثيرا من شواهد المستعمل ولخصه أحسن تلخيص مع المحافظة على الاستيعاب» (١).

٦ ـ «المحيط» للصاحب بن عباد (المتوفى سنة ٣٨٥ ه‍) وهو في سبعة مجلدات.

٧ ـ «الجوهرة» للصاحب بن عباد ، وهو مختصر لكتاب «الجمهرة» لابن دريد.

٨ ـ «تاج اللغة وصحاح العربية» ، المشهور باسم «الصحاح» للجوهري الفارابي (المتوفى سنة ٣٩٣ ه‍).

ويقع هذا المجلد في جزءين ، جمع فيهما الجوهري أربعين ألف مادة تلقى معظمها من أفواه العرب مشافهة في بطن جزيرتهم ، ورتب كلماته بحسب ترتيب أواخرها في حروف الهجاء جاعلا لكل حرف بابا ، ومقسما كل باب إلى فصول بحسب ترتيب أوائل كلماته في حروف الهجاء ، ورتب الكلمات في الفصل الواحد حسب ترتيب عين الكلمة في حروف الهجاء.

ويعتمد هذا الترتيب على الحروف الأصلية وحدها ، فلا يقام وزن للحروف المزيدة ، ولا للحروف التي استبدل بها غيرها وفقا لقاعدة صرفية. فللبحث عن كلمة «مسجد» مثلا يرجع إليها في «سجد» وعن «قال» يرجع إليها في «قول».

وقد اقتصر «الصحاح» على الكلام على أصل الكلمة وما تفرع عنها على طريق الاشتقاق العام ، ولم يتبع طريقة الخليل في الكلام على ما تفرع عن الأصل على طريقة الاشتقاق الكبير. وليس لطريقة «الصحاح» مزية ظاهرة في ترتيب الكلمات بحسب أواخر حروفها غير التسهيل على طالبي القوافي والأسجاع ، لأن الكلمات المتحدة في أواخر حروفها تجمع بحسبها في باب واحد ، ولكن مزيتها هذه ليست شيئا مذكورا بجانب ما تشتمل عليه من تعقيد ومجانبة للأوضاع الطبيعية. ومع ذلك فقد انتهجها كثير من أصحاب المعجمات من بعده.

وهذا المعجم من أهم المراجع القديمة وأشهرها في العصر الحاضر ، وأكثرها استيعابا لمفردات اللغة. ومع ما امتاز به من الدقة وتحرى وجوه الحق وقوة المصادر التي اعتمد عليها وصدقها ، واقتصاره على اللغات الصحيحة الفصيحة الثابتة بالرواية ؛ فإن بعض الناقدين قد أخذ عليه كثيرا من الأخطاء في تفسير الكلمات وكثيرا من مظاهر التصحيف في

__________________

(١) «مقدمة ابن خلدون» (٣ / ١٢٧٠) (طبعة نهضة مصر) تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي.

١٩

رسمها (١).

٩ ، ١٠ ـ «المجمل» لابن فارس ، (المتوفى سنة ٣٩٥ ه‍).

وهو أستاذ الصاحب بن عباد صاحب معجمي «المحيط» و «الجوهرة» السابق ذكرهما. وقد رتب ابن فارس كلمات هذا المعجم حسب ترتيب أوائلها في حروف الهجاء. وفي العصر نفسه ألف معجمه الشهير «مقاييس اللغة» في خمسة مجلدات (٢). وقد ظهر كلاهما في العصر نفسه الذي ظهر فيه كتاب «الصحاح» للجوهري.

١١ ـ «المحكم والمحيط الأعظم» ، أو «المحكم في لغة العرب ، وجمل من غريب الكتاب والحديث وفنون من النحو والأدب» ، وهو المشهور باسم «المحكم» لابن سيدة الأندلسي (المتوفى سنة ٤٥٨ ه‍). وهو صاحب كتاب «المخصص» السابق ذكره.

وقد سار في ترتيب مواده وجمع فروع كل مادة منها على طريقة الخليل في كتاب «العين» و «التهذيب» للأزهري (٣). وعرض فيه لكثير من قواعد الصرف المتعلقة بالقلب والإبدال والتصغير والنسب والإدغام والجمع وأسماء الجموع والإمالة وأبنية الأفعال والمصادر .. وهلم جرا.

١٢ ـ «تلخيص كتاب المحكم» لمحمد بن أبي الحسن صاحب المستنصر ، من ملوك الدولة الحفصية بتونس. وقد قلب ترتيب هذا الكتاب إلى ترتيب كتاب «الصحاح» في اعتبار أواخر الكلم وبناء التراجم عليها (٤).

١٣ ـ «أساس البلاغة» للزمخشري (المتوفى سنة ٥٣٨ ه‍).

__________________

(١) من هؤلاء الناقدين الفيروزآبادي في معجمه «القاموس المحيط» الذي سيأتي الكلام عليه (رقم : ٢٠) ، وابن بري في كتابه «التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح» ويقصد «صحاح الجوهري» وقد تصدى كثير من الباحثين للرد على ناقديه والدفاع عنه وألفوا في ذلك كتبا خاصة. انظر ما كتبه ابن خلدون في «مقدمته» عن هذا الكتاب (٣ / ١٢٧٠) تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي وللأستاذ المرحوم عبد السلام هارون كتاب «تهذيب الصحاح» في ثلاثة مجلدات مع الأستاذ عبد الغفور عطار (ط. دار المعارف) وقد اشتركا كذلك في إعادة طبع كتاب «الصحاح» كله طبعة محققة في ستة مجلدات (ط. دار المعارف).

(٢) نشرت دار إحياء الكتب العربية معجم «مقاييس اللغة» في ستة مجلدات سنة (١٣٧١ ه‍) تحقيق المرحوم الأستاذ عبد السلام هارون.

(٣) ولكنه وضع حروفه الثلاثة الأخيرة على هذا الترتيب : الألف فالياء فالواو ، على حين أن الخليل والأزهري رتباها على هذا الوضع : الواو فالألف فالياء.

(٤) «مقدمة ابن خلدون» (٣ / ١٢٧٠) تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي.

٢٠