الأنوار القدسيّة

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني

الأنوار القدسيّة

المؤلف:

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: عترت
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7777-17-5
الصفحات: ١٩٠

(٥٨)

« شمس الهدى »

٧٨٢ واشرقت من افق الرسالة

شمس الهدى والرشد والدلالة

٧٨٣ بل من سماء الذات بدر المعرفة

به استنار كل اسم وصفة

٧٨٤ بل هو صبح الازل الوضاح ٣٥٤

من نوره العقول والارواح

٧٨٥ وهو مدار عالم الاسماء

واسطة الابداع والانشاء

٧٨٦ وكل نور هو ضوء نوره

ونور سيناء سنا من طوره

٧٨٧ ونوره في عالم الانوار

كالبدر في الكواكب الدرارى ٣٥٥

٧٨٨ انفاسه كالنفس الرحماني

حياة ما في عالم الامكان

٧٨٩ وفيض علمه على الانام

مقدس عن درن ٣٥٦ الاوهام

٧٩٠ وامره الماضي كلمح بالبصر

بل هو محور القضاء والقدر

٧٩١ وعزمه المحيط بالجهات

كنقطة المركز في الثبات

٧٩٢ غرته الغراء في الاشراق

بارقة الانفس والآفاق

٧٩٣ منطقه كالوحي لا سواه

إذ هو لا ينطق عن هواه

٧٩٤ فانه في ذاته العلية

سر الحقيقة المحمدية

٧٩٥ لسانه مفتاح ابواب الحكم

لسانه مصباح ارباب الهمم

٧٩٦ لسانه محجة ٣٥٧ القلوب

للسير في عوالم الغيوب

__________________

٣٥٤ الوضاح : الابيض اللون ، الحسن الوجه.

٣٥٥. الدرارى : جمع الدرى بتثليث الدال : الثاقب المضئ كالدر.

٣٥٦. الدرن : الوسخ وبالفارسية چرك ، ناپاكى.

٣٥٧. المحجة : جادة الطريق أي وسطه سميت بذلك لانها تقصد.

٨١

٧٩٧ لسانه لسان غيب الباري

وسره المحيط بالاسرار

٧٩٨ تجلت الاسرار من لسانه

وانجلت الاستار من بيانه

٧٩٩ بدت بنور علمه الربانى

حقيقة القرآن والمثاني

٨٠٠ وكيف لا وعلمه الالهى

مرآة غيب ذاته كما هي

٨٠١ وعلم الاسماة آدم الصفى

في كنه ذاته وسره الخفى

٨٠٢ ونال حضر من لدنه علما

ومنه لقمان استفاد حكما

٨٠٣ ومنه داود اصاب الحكمة

ثم ابنه إذ هو باب الرحمة

٨٠٤ وعنده علم الكتاب كله

فكل من سواه تحت ظله

٨٠٥ بل هو كالبحر من الحباب

ممن له علم من الكتاب

٨٠٦ وكل ما في الصحف المكرمة

ففى كتابه الحكيم محكمة

٨٠٧ إذ هو في مقامه الرفيع

صحيفة التكوين والتشريع

٨٠٨ وكيف لا وهى به قوامها

ومنه بدءها به ختامها

٨٠٩ قام بتكميل العقول والنهى ٣٥٨

مبدءه النبي وهو المنتهى

(٥٩)

« انواع العلوم »

٨١٠ بث لباب العلم في الالباب

وميز القشر من اللباب

٨١١ احيى بانواع العلوم والحكم

قلوب ارباب المعالى والهمم

٨١٢ روى الصدور بالعلوم الشافية

فانه عين الحياة الصافية

__________________

٣٥٨. النهى : جمع النهية العقل سمى به لانه ينهى عن القبيح وعن كل ما ينافى العقل.

٨٢

٨١٣ افاض كالحيا على مواتها

فاسفر الصباح ٣٥٩ عن حياتها

٨١٤ ابان عن حقائق العرفان

بمحكم البيان والبنيان

٨١٥ شيد اركان الهدى بحكمته

وشاد ٣٦٠ قصرها بعالى همته

٨١٦ همته من هامة السماء

كقاب قوسين من الغبراء ٣٦١

٨١٧ مهد للسير الى الحقيقة

قواعد السلوك والطريقة

٨١٨ اعرب عن مقام سر الذات

وعالم الاسماء والصفات

٨١٩ حتى تجلى الحق في كلامه

فشاهدوه وهو في مقامه

٨٢٠ بل اشرقت حقيقة الحقائق

مذ بزغت شمس محيا الصادق

٨٢١ وفى بيانه وفى عيانه

غنى لذى عينين عن برهانه

٨٢٢ فلا وحق الصدق لولا الصادق

لم يك بالحق الحقيق ناطق

٨٢٣ له يد المعروف عند العارف

بل يده البيضا على المعارف

٨٢٤ دعا الى مكارم الاخلاق

بالقول والفعل بالاتفاق

٨٢٥ سن حديث الصدق صدق لهجته

وحسن الاخلاق حسن بهجتة

٨٢٦ وسار في الناس باحسن السير

سيرته سيرة خيرة الخير

٨٢٧ وهل ترى مكارم الاخلاق

الا عن الطيب في الاعراق ٣٦٢

٨٢٨ كان عظيم خلقه تراثا

عن جده اكرم به ميراثا

٨٢٩ افصح عن حقائق الكتاب

بما يزيل ريبه المرتاب

٨٣٠ فانه سليل من خوطب به

وهو ولى عهده و منصبه

__________________

٣٥٩. اسفر الصبح : اضاء.

٣٦٠. شاد وشيد بمعنى واحد أي رفع.

٣٦١. الغبراء : الارض لغبرة لونها.

٣٦٢. الاعراق : جمع العرق : اصل كل شئ وعرق البدن ما يجرى فيها الدم.

٨٣

٨٣١ بل هو في صحيفة الوجود

كنقطة الباء لدى الشهود

٨٣٢ وليس ما في الكتب المنزلة

الا وفى نقطة باء البسملة

٨٣٣ وفى بيانه لحفظ السنة

ما ليس في السنة الا سنة ٣٦٣

٨٣٤ دافع عنها بقواة العالية

مما خلت عنه القرون الخالية

٨٣٥ جاهد عنها اعظم الجهاد

ببث روح العلم والارشاد

٨٣٦ فاستحكمت بجده حدودها

يغنيك عن آثارها شهودها

٨٣٧ احيى ربوع ٣٦٤ العلم بعد الطمس٣٦٥

فاخضر عوده عقيب اليبس

٨٣٨ حتى غدت رياضها انيقة

واثمرت ثمارها الحقيقة

٨٣٩ عادت به شريعة الاحكام

نقية عن كدر الاوهام

٨٤٠ حتى صفا لاهلها زلالها

وبان عن حرامها حلالها

٨٤١ اكرم بها شريعة معظمة

بناءها على اساس العظمة

٨٤٢ على اساس الوحى والتنزيل

على يد الخبير بالتأويل

 (٦٠)

« العادلون عنه »

٨٤٣ ويل لمن مال عن الحق السوى

واتبع الباطل ابليس الغوى

٨٤٤ واستبدل الصادق مصباح الهدى

بالمفترى الكاذب مفتاح الردى

٨٤٥ اين هدى العلم من القياس

والوحى من وساوس الخناس

__________________

٣٦٣. الاسنة : ذوى الاعمار الكبيرة جمع السن.

٣٦٤. الربوع : الاحياء ، جماعة الناس ، المنزلة ، المحلة جمع الربع.

٣٦٥. الطمس : الانمحاء ، الدرس وبالفارسية كهنه گرديدن.

٨٤

٨٤٦ واين نور السنة البيضاء

من ظلمة الاهواء والاراء

٨٤٧ لقد تجلى الحق لكن الهوى

يغوى وكل من غوى فقد هوى ٣٦٦

٨٤٨ وان حب الجاه يعمى ويصم

عروته وثيقة لا تنفصم ٣٦٧

٨٤٩ وهو غطاء العقل والبصيرة

اخبث ما تسره السريرة

٨٥٠ مبدء كل فتنة وآفة

غاية من تقمص ٣٦٨ الخلافة

٨٥١ منه جرى على ائمة الهدى

من البلا ما ليس يحصى عددا

 (٦١)

« الدوانيقي والقساوة »

٨٥٢ ويل الدوانيقي ما اشقاه

قد بلغ الغاية في شقاه

٨٥٣ مما جرى منه على امامه

مما يزيل القلب عن مقامه

٨٥٤ أيسحب ٣٦٩ الامام وهو حاف

أهكذا شريعة الانصاف

٨٥٥ وهو ابن من علا على البراق

الى مقام ما ارتقاه راق

٨٥٦ أيوقف المولى امام عبده

والعرش عرشه ابا عن جده

٨٥٧ أيوقف الامام وهو حاسر٣٧٠

يا ويله ما ذلك التجاسر

٨٥٨ إذ هو تاج المجد والكرامة

فلا احق منه بالعمامة

__________________

٣٦٦. قد هوى أي قد سقط من علو الى اسفل.

٣٦٧. لا تنفصم : لا تنقطع.

٣٦٨. تقمص الخلافة أي لبس ذلك كما يلبس القميص قال امير المؤمنين في الخطبة المعروفة بالشقشيقة : اما والله لقد تقمصها ابن ابى قحافة ....

٣٦٩. يسحب : يجر على وجه الارض والحافى : الماشي بلا خف ولا نعل.

٣٧٠. الحاسر : المكشوف الوجه.

٨٥

٨٥٩ يا ويله من شتمه وسبه

ظلما فما اكفره بربه

٨٦٠ أمثله يشتم أو يسب

وهو لا رباب المعالى رب

٨٦١ وحرقه لباب بيت الشرف

تراثه من امراء السلف

٨٦٢ والباب ذاك الباب باب العظمة

والنار تلك النار نار الظلمة

٨٦٣ والباب باب كعبة التوحيد

والنار نار الكفر و الجحود

٨٦٤ وكم وكم بنى على الفتك ٣٧١ به

لو لم تكن عناية من ربه

٨٦٥ اتى بظلمه على اتمه

حتى اتم ظلمه بسمه

٨٦٦ جنى على ذرية الرسول

جناية تذهب بالعقول

٨٦٧ وما جنى به على بنى الحسن

لم يسمع الدهر بمثله ولن

__________________

٣٧١. الفتك : القتل على غفلة ، البطش.

٨٦

(٦٢)

« باب الحوائج الامام موسى بن جعفر »

صلوات الله عليهما »

٨٦٨ اشرق نور العلم والعبادة

في ملكوت الغيب والشهادة

٨٦٩ وقد تجلى نير اللاهوت

فاشرقت مشارق الناسوت

٨٧٠ أو نور طور الجبروت سطعا

فاندك فيه الطور والنور معا

٨٧١ والطور فان في فناء بابه

والنور كل النور من قبابه

٨٧٢ فانه مبدء كل نور

بل هو منتهاه في الظهور

٨٧٣ نور تعالى شانه عن حد

وعز في نعوته عن عد

٨٧٤ ذلك نور منية الكليم

رؤيته من زمن قديم

٨٧٥ ذلك نور كعبة الاعاظم

وقبلة الحاجات موسى الكاظم

٨٧٦ أبو العقول والنفوس النيرة

ام الكتاب وابن خير الخيرة

٨٧٧ بل هو نور كعبة التوحيد

وقبلة الشاهد في الشهود

٨٧

٨٧٨ نور سماء الذات والصفات

به حياة عالم الحياة

٨٧٩ فالق صبح الازل المنير

به استنار كل مستنير

٨٨٠ اضاءت السبع العلى بنوره

كأنها تدور حول طوره

 (٦٣)

« باب الرحمة »

٨٨١ تود وهى ركع ببابه

تكون ٣٧٢ سجدا على ترابه

٨٨٢ وبابه كعبة كل سالك

ومستجار الكل في المهالك

٨٨٣ وبابه ملتزم الارواح

باب المقام قبلة الضراح

٨٨٤ وهو مطاف كعبة الاسلام

ومشعر المشاعر العظام

٨٨٥ وبابه باب القضاء الجارى

كيف وهذا الباب باب الباري

٨٨٦ باب بدا لله فيه ما بدا

باب إليه مرجع الامر غدا

٨٨٧ اكرم به فانه باب الهدى

انعم به فانه باب الندى

٨٨٨ بل هو باب الكشف والشهود

والسير في عوالم الوجود

٨٨٩ وباب ابواب التجليات

في الذات والافعال والصفات

٨٩٠ وباب ابواب المعالى والهمم

باب مدينة العلوم والحكم

٨٩١ وكيف لا وانه ابن بجدته

سر على في علو رتبته

٨٩٢ وسر خير الخلق في سريرته

في علمه وحلمه وسيرته

٨٩٣ والجوهر الفرد من الكنز الخفى

وحاز فيما حاز كل الشرف

__________________

٣٧٢. تكون بالنصب باضمار« ان » مفعول ل‍ « تود » والضمير في « تود » راجع الى « السبع العلى» في البيت السابق وجملة « وهى ... » حالية.

٨٨

٨٩٤ كرسى علمه العظيم ارفع

من السموات العلى واوسع

٨٩٥ فانه في علمه الاشراقى

مليك عرشه بالاستحقاق

٨٩٦ وكيف وهو اعظم المرائى

لغيب ذات بارئ الاشياء

٨٩٧ فانه كالشمس والضياء

من المحمدية البيضاء

٨٩٨ فهل ترى بغيره يصاهى

مهجة ياسين وقلب طاها

٨٩٩ الى علاه منتهى مكارمه

ذا فاتح الخير وهذا خاتمه

٩٠٠ له الخلافة المحمدية

في كل مكرماته العلية

٩٠١ له الخلافة الالهية في

عباده اكرم به من خلف

٩٠٢ يعرب حقا في تجلياته

عن ذاته العليا وعن صفاته

(٦٤)

« السجن والسر»

٩٠٣ يفصح صدقا وهو في السجون

عن مستسر غيبه المكنون

٩٠٤ هو اسمه الاعظم وهو مختفى

والمظهر الاتم للكنز الخفى

٩٠٥ أو في حجاب القدس ناموس الازل

فلا يزال باطنا ولم يزل

٩٠٦ أو في محيط الكبرياء والشرف

كالدرة البيضاء وهى في الصدف

٩٠٧ واشرقت من حلق القيود

نقطة قطب حلقة الوجود

٩٠٨ ومذ على الجسر غدا مصفدا

وكان عرشه على الماء٣٧٣ بدا

٩٠٩ يمثل المبدء في ثنائه

في جبروته وكبريائه

__________________

٣٧٣. الآية السابعة من سورة الهود.

٨٩

٩١٠ تكبيره من افصح البيان

على الكبير المتعالى الشان

٩١١ يمثل المنزل في آياته

إذا تلى الايات في صلاته

٩١٢ يمثل العظيم في ركوعه

وهو على ما هو من خضوعه

٩١٣ كما يمثل العلى الاعلى

عند سجوده إذا تدلى

٩١٤ يمثل المشهود في تشهده

مذ بلغ الغايات في تجرده

٩١٥ يمثل النبي في سلامه

والمسك ٣٧٤كل المسك في ختامه

٩١٦ وهو حليف السجدة الطويلة

وصاحب الضراعة الجميلة

٩١٧ وازهرت عوالم الوجود

بنوره الزاهر في السجود

٩١٨ وكان من دموعه الغزيرة ٣٧٥

سحائب الرحمة مستشيرة

٩١٩ يعرب في القيام والقعود

عن قوسى النزول والصعود

٩٢٠ وفى قيوده عن انقياده

لله والفناء في مراده

(٦٥)

« المعاجز والماثر »

٩٢١ آيات معجزاته مرتسمة

ف صفحات الصحب المکرمة

٩٢٢ له من الماثر الجليلة

ما ليس يحصى احد تفصيله

٩٢٣ له يد المعروف والايادي

على الورى من حاضر وباد

٩٢٤ بل كل ما في عالم الايجاد

من ذلك المعروف والايادي

٩٢٥ إذ يده الباسطة القوية

حقا يد الباسط بالعطية

__________________

٣٧٤. أي : ريح المسك والمراد ريح وصله ورضوانه تعالى في ختام سلامه في صلاته.

٣٧٥. الغزيرة مؤنث الغزير : الكثير من كل شئ.

٩٠

٩٢٦ ومن اياديه على العباد

معرفة المبدء والمعاد

٩٢٧ ونعمة العلم اتم نعمة

وليها ولى امر الامة

٩٢٨ معروفة المعارف المأثورة

فهى على ذمته مقصورة

٩٢٩ فانه قطب محيط المعرفة

بل هو سر كل اسم وصفة

 (٦٦)

« باب الحوائج »

٩٣٠ وبابه باب شفاء المرضى

وكل حاجة لديه تقضى

٩٣١ وبابه باب حوائج الورى

لاجله غدا به مشتهرا

٩٣٢ وكعبة الرجا لكل راج

ومستجار الملتجى المحتاج

٩٣٣ وكيف لا والباب باب الرحمة

وفى فنائه نجاة الامة

٩٣٤ له من الخوارق ٣٧٦ الجسيمة

ما جبهة الدهر به وسيمة ٣٧٧

٩٣٥ يغنيك عن بيانها عيانها

وانما شهودها برهانها

٩٣٦ وكظمه للغيظ من صفاته

ثبوته يغنيك عن اثباته

 (٦٧)

« الكواراث ٣٧٨ والمحن »

٩٣٧ قضى حياته مدى الزمان

وهى حياة عالم الامكان

٩٣٨ في السجن والحديد والعذاب

يا لعظيم الرزء والمصاب

__________________

٣٧٦. الخوارق الجسيمة : الكرامات والمعجزات العظيمة.

٣٧٧. الوسيمة : المعلمة ، الحسن الوجه.

٣٧٨. الكوارث : جمع الكارثه : المسبب الغم الشديد.

٩١

٩٣٩ ونوره في ظلمة المطمورة ٣٧٩

انار وجه قطرى المعمورة ٣٨٠

٩٤٠ بل الجهات الست والسبع العلى

والملا الاعلى استنارت كملا

٩٤١ ويل لهرون الخنا ٣٨١ اخنى على

موسى ربيب المجدبل رب العلا

٩٤٢ من بعد ان قضى على صلاته

يقطعها لا بل على حياته

٩٤٣ سيرة من طيبة الغراء

ظلما الى بصرة والزوراء ٣٨٢

٩٤٤ ولا تخل اخرجه عن وطنه

لا بل ازال روحه عن بدنه

٩٤٥ كيف واين الروضة المنورة

من محبس السندي راس الفجرة

٩٤٦ ولم يزل يعالج ٣٨٣ الحبوسا

وكان كل يومه عبوسا

٩٤٧ وعضه القيد فرض ساقه

لهفى لمن امضه ٣٨٤ وثاقه

٩٤٨ ولم يزل مصفدا مكبلا ٣٨٥

حتى قضى بالسم موسى الا جلا

٩٤٩ آنس ٣٨٦ نارا من سموم السم

فزاده غما عقيب غم

٩٥٠ نور الهدى خبا فاظلم الفضا

يا ساعد الله امامنا الرضا

٩٥١ واعجبا من هو ازكى ثمرة

من دوحة المجد الاثيل ٣٨٧ المثمرة

٩٥٢ من دوحة العلياء والفتوة

من دوحة التنزيل والنبوة

٩٥٣ كيف قضى بالرطب المسموم

على يد ابن شاهك المشوم

__________________

٣٧٩. المطورة : الحبس ، الحفيرة تحت الارض تخبا فيها الحبوب ونحوها.

٣٨٠. قطرى المعمورة : شقى الارض وجانبها.

٣٨١. الخناژ الفحش في الكلام واخنى عليه في الكلام : افحش.

٣٨٢. الزوراء : مدينة بغداد سميت بذلك لا زوار قبلتها أي للعدول والانحراف في قبلتها والمراد بطيبة الغراء المدينة الطيبة.

٣٨٣. يعالج : يمارس ويزاول.

٣٨٤. امضه : أو جعه ، احرقه وشق عليه.

٣٨٥. مصفدا مكبلا : مقيدا محبوسا.

٣٨٦. انس : ابصر.

٣٨٧. الاثيل : الشريف ، ذو الاصالة.

٩٢

(٦٨)

« النعش المحمول »

٩٥٤ أمثل موسى وارث الرسالة

يحمل نعشه مع الحمالة

٩٥٥ نعش تطوف حوله الافلاك

تبركت بحمله الاملاك

٩٥٦ ولم يشيعه من الناس احد

فيالها من غربة بغير حد

٩٥٧ بل شيعته الزفرات ٣٨٨ المحرقة

من انفس قلوبها محترقة

٩٥٨ شيعة العقول والارواح

لهم على غربته نياح

٩٥٩ وكيف نعش صاحب الخلافة

يرمى على الجسر من الرضافة

٩٦٠ تنوح في غربته عليه

خشخشة الحديد في رجليه ٣٨٩

٩٦١ ناحت عليه زمر الملائك

بل ناحت الحور على الارائك

٩٦٢ ام كيف يستخف بالنداء

عليه وهو اعظم الارزاء

٩٦٣ فيا لذك الهتك والجسارة

على سليل القدس والطهارة

٩٦٤ نادى عليه الرجس بالتحقير

وانه ابن آية التطهير

٩٦٥ أيذكر الطيب وابن الطيب

بافحش القول فيا للعجب

٩٦٦ وهو ابن من نودى باسمه على

منابر القدس بعز وعلى

٩٦٧ نودى باسمه العظيم السامى

في الصلوات الخمس بالاعظام

٩٦٨ أحجة الحق امام الرافضة

بل حجة الباطل منه داحضة ٣٩٠

__________________

٣٨٨. الزفرات : جمع الزفرة : التنفس مع مد النفس ، النفس الحار.

٣٨٩. الرصافة : محلة ببغداد.

٣٩٠. داحضة : باطلة.

٩٣

٩٦٩ وليس في الغيب ولا الشهادة

سواه قائد الى السعادة

٩٧٠ بل رفض الباطل رفضا رفضا

ومحض الحق الصريح محضا

٩٧١ فلا ورب العرش لولا الكاظم

لم يك للدين الحنيف ناظم

٩٤

(٦٩)

« في الامام الثامن ابى الحسن على بن »

« موسى الرضا صلوات الله عليهما »

٩٧٢ قد استوى سلطان اقليم الرضا

باليمن والعز على عرش القضا

٩٧٣ عرش الخلافة الالهية في

عباده فياله من شرف

٩٧٤ لا بل على اريكة الهوية

ومركز المشية الفعلية

٩٧٥ له الولاية المحمدية

في سر ذاته على البرية

٩٧٦ ولاية التكوين والابداع

اكرم بهذا الملك المطاع

٩٧٧ إذ يده العليا يد الايادي

فهو مثال مبدء المبادى

٩٧٨ اسمائه الحسنى له صفات

وهى لذاته تجليات

٩٧٩ سلطانه على الورى سلطانه

فما اعزه تعالى شانه

٩٨٠ اعظم ما احب ان يعرف به

في ذاته وفى معالى رتبته

٩٨١ فهو من الكنز الخفى الباهر

ذاتا ووصفا اعظم المظاهر

٩٥

٩٨٢ مقامه الرفيع في اعلى القلم

ولوح ذاته صحيفة الحكم

٩٨٣ فاتحة الكتاب في الجلالة

إذ هو سر خاتم الرسالة

٩٨٤ بل نقطة الباهى في عين الرضا

فانه سر ابيه المرتضى

٩٨٥ آيات كبريائه والعظمة

بينة في الزبر المعظمة

٩٨٦ صحيفة الوجود من آياته

لطيفة الشهود سر ذاته

٩٨٧ ومحكمات الكلمات الباهرة

لذاته العليا شؤن ظاهرة

٩٨٨ والحرف عالياته مرتسمة

في ذاته العلى قدرا وسمة

٩٨٩ تحكى عن الغيب المصون ذاته

تعرب عن شؤنه صفاته

٩٩٠ ظهوره ظهور نور النور

فلا اتم منه في الظهور

٩٩١ شمس سماء عالم اللاهوت

والقمر الزاهر في الناسوت

٩٩٢ والملكوت ٣٩١ من ظلال نوره

والملك كله فناء طوره

٩٩٣ والجبروت ٣٩٢ كالمسخرات

لامره في المحو والاثبات

٩٩٤ والملا الاعلى سرادقاته

والعرش والسبع العلى مرقاته

٩٩٥ غرته نور رواق العظمة

ديباجة الكون بها منتظمة

٩٩٦ طلعته مطلع انوار الهدى

ولا ترى لها افولا ابدا

٩٩٧ ووجهه قبلة كل عارف

ومستجار كعبة المعارف

٩٩٨ وفى محياه حياة الاوليا

وكيف وهو روح خير الانبياء

٩٩٩ وعينه عين الرضا بالقضا

نفسي لك الفداء يا عين الرضا

١٠٠٠ولاتسل ٣٩٣ عن قلبه السليم

إذ لا تنال نقطة التسليم

__________________

٣٩١. الملكوت : عالم الغيب والملك : عالم الشهادة اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص ٨٨.

٣٩٢. الجبروت : عند ابى طالب المكى عالم العظمة يريد به عالم الاسماء والصفات الالهية وعند الاكثرين عالم الاوسط وهو البرزخ المحيط بالامريات الجمة التعريفات ص ٣٣

٣٩٣. لا تسل مخفف « لا تسال ».

٩٦

١٠٠١ وهو بما فيه من الجواهر

ممثل الكنز الخفى الباهر

١٠٠٢ جل عن الحدود والرسوم

ما فيه من جواهر العلوم

١٠٠٣ مفاتح الغيوب في لسانه

مصابح الشهود في بيانه

 (٧٠)

« قوله وبيانه »

١٠٠٤ وعز شانه عن المشاكل

في حله لعقدة المشاكل

١٠٠٥ لسانه عين الحياة الدائمة

به مبادى الحياة قائمة

١٠٠٦ لسانه ناطقة التوحيد

ومنطق التجريد٣٩٤والتفريد

١٠٠٧ منطقه منطقة الشوارق

في الفلك الدوائر بالبوارق

١٠٠٨ ينبى في بيانه الكريم

عن موجزات النبا العظيم

١٠٠٩ يعرب عن جوامع العلوم

باحسن الحدود والرسوم

١٠١٠ يفصح عن مصادر الامور

وكيف وهو مبدا الصدور

١٠١١ رموز علمه كنوز المعرفة

حقائق الدين بها منكشفة

١٠١٢ بنور علمه وحسن المنطق

يكشف عن سر الوجود المطلق

١٠١٣ وفى بيانه مكارم الشيم

وفى معانيه بدائع الحكم

١٠١٤ وفى ببذله العلوم حقها

كرامة على من استحقها

١٠١٥ علومه الحقة في الاشراق

كالشمس في الانفس والافاق

__________________

٣٩٤. التجريد : اماطة السوى والكون عن القلب والسر والتفريد : وقوفك بالحق معك اصطلاحات الصوفية ضميمة التعريفات ص ١١٧ ونقل ايضا ان التجريد قطع تعلقات ظاهرية والتفريد قطع تعلقات باطنية.

٩٧

١٠١٦ كل كلامه جوامع الكلم

عقودها وثيقة لا تنفصم

١٠١٧ كلامه هدى لمن به اهتدى

وقوله فصل على من اعتدى

١٠١٨ كلامه نور ونور الطور

كانه ظهور ذاك النور

١٠١٩ كلامه لطيفة المعارف

حياة كل سالك وعارف

١٠٢٠ به تجلت لالى الابصار

حقائق الاسرار والانوار

١٠٢١ به سمت معاهد العلوم

حتى علت على ذرى٣٩٥ النجوم

١٠٢٢ بل جازت السدرة منتهاها

تكاد ان ٣٩٦ تدنو الى ادناها

١٠٢٣ كيف وربانيها على

فلا ينال قدرها العلى

١٠٢٤ على الرضا سليل المرتضى

ومن بكفه مقاليد القضا

١٠٢٥ عقل العقول في علو المرتبة

نفس الرسول في سمو المنقبة

١٠٢٦ اصل الاصول فهو اسمى شجرة

فرع البتول فهو ازكى ثمرة

١٠٢٧ وباسمه استدارت الدوائر

وباسمه استقامت السرائر

١٠٢٨ وباسمه السامى جرى فلك الفلك

وذكره عنوان تسبيح الملك

١٠٢٩ وذكره تحيى به القلوب

وتنجلى بذكره الكروب

١٠٣٠ هو المثانى بل هو التوحيد

هو الكتاب المحكم المجيد

١٠٣١ فمن يضاهى شرفا وجاها

روح محمد وقلب طاها

١٠٣٢ بيضاء موسى هي في يمينه

ونور ياسين على جبينه

١٠٣٣ وآية النور سناء نوره

والنور كل النور في ظهوره

١٠٣٤ في لوح نفسه مقام للرضا

عن وصفه تكل اقلام القضا

__________________

٣٩٥. الذرى : راجع الى التعليقة برقم ٣١٧.

٣٩٦. اعطى « ان » المصدرية حكم « ما » المصدرية في الاهمال راجع الى « مغنى اللبيب » الباب الثامن القاعدة الحادية عشرة.

٩٨

١٠٣٥ لقد تفانى في الرضاء بالقضا

حتى تسامى وتسمى بالرضا

١٠٣٦ بل في رضا الباري رضاه فان

بل ذاته بذلك العنوان

١٠٣٧ بل جاز عن اقصى مراتب الفنا

حتى تجلى قائلا انى انا

١٠٣٨ هو ابن من دنى الى ادناه ٣٩٧

ما كذب الفؤاد ما راه

١٠٣٩ وهو لذلك الفؤاد ثمرة

فاين منه الطور اين الشجرة

١٠٤٠ يمثل النبي في اخلاقه

فانه النابت من اعراقه ٣٩٨

١٠٤١ له كرامات ومكرمات

في صفحات الدهر بينات

١٠٤٢ شهود صدق لسمو ذاته

كانه النبي في صفاته

 (٧١)

« الحرم المنيع »

١٠٤٣ ترى الملوك سجدا ببابه

فالعز كل العز في اعتابه

١٠٤٤ تطوف حول قبره الاملاك

كانه المحور والافلاك

١٠٤٥ تبكى على محنته وكربته

وبعده عن داره وغربته

١٠٤٦ ويل بل الويلات للمأمون

ويل لذاك الغادر الخؤن

١٠٤٧ لم يحفظ النبي في سبيله

وتاه في الغى وفى سبيله

١٠٤٨ خان امين الله في امانته

فهل ترى اعظم من خيانته

١٠٤٩اخرجه من مهبط التنزيل

إليه بالخداع والتسويل ٣٩٩

__________________

٣٩٧. قال الله تبارك وتعالى في شان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى علمه شديد القوى ذومرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى فأوحى الى عبده ما اوحى ما كذب الفؤاد ما راى أفتمارونه على ما يرى سورة النجم ٣ تا ١١.

٣٩٨. الاعراق : جمع العرق : اصل كل شئ.

٣٩٩. التسويل : الاغواء وتزيين العمل.

٩٩

١٠٥٠ ولا يحيق المكر أي مكر

الا باهله كما في الذكر٤٠٠

١٠٥١ ولاه عهده وجل جهده

في نقض عهده ونكث عهده

١٠٥٢ فيالها ولاية مشؤومة

كانت لها نتيجة مسمومة

١٠٥٣ وبان من ماثر الامام

بانه احق بالمقام

١٠٥٤ فقد بدت في مدة الولاية

خوارق لس لها نهاة

١٠٥٥ وكان ما يبدو من الخوارق

امضى على الخصم من البوارق

١٠٥٦ فازداد ذلك الحقود حسدا

فانه نار تذيب الجسدا

١٠٥٧ فاغتاله بالعنب المسموم

ويل لذاك الظالم الغشوم ٤٠١

١٠٥٨ لولا رضاه بالقضاء الجارى

لاسود وجه الدهر بالبوار

١٠٥٩ ومادت ٤٠٢ الارض بلابتيها

وساخت ٤٠٣ الارض بمن عليها

١٠٦٠ قضى شهيدا صابرا محتسبا ٤٠٤

وهو غريب بل غريب الغربا

١٠٦١ تقطعت امعاءه بالسم

فداه نفسي وابى وامى

 (٧٢)

« الباكون عليه » ١٠٦٢

بكت عليه هاطلات ٤٠٥ القدس

ناحت عليه نفحات الانس

__________________

٤٠٠. أي كما في القران في سورة الفاطر آية ٤٤ « ولا يحيق المكر السيئ الا باهله » والمعنى : لا ينزل جزاء المكر السيئ الا بمن فعله مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤١٢

٤٠١. الغشوم : الغاصب ، الظالم.

٤٠٢. مادت : تحركت واضطربت ودارت.

وقد تقدم شرح « لا بتيها » في التعليقة برقم ٣٢٥.

٤٠٣. ساخت : انخسفت.

٤٠٤. محتسبا : مظنونا ومنكرا عليه.

٤٠٥. الهاطلات : الباكيات.

١٠٠