المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة - ج ٣

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة - ج ٣

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠

قابلنا أبا سعيد.

رأيت : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك وهو (التّاء) ، والتّاء ضمير متّصل مبني على الضمّ في محلّ رفع فاعل.

طالبات : مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم ، وهو مضاف.

المدرسة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة على آخره.

قابلنا : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك وهو (النّا) و (النّا) ضمير متّصل مبني على السّكون في محل رفع فاعل.

أبا : مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الخمسة وهو مضاف.

سعيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.

١٤١

الدّرس الخامس عشر :

المفعول لأجله

هممت أن أفرغ بندقيّتي وأعلّقها في كتفي ، وأن أجدّ في السّير مخافة أن يدركني الظّلام في الجبال ؛ إذ بثعلب يطفر من بين الأشواك عند عطفة في الطّريق ؛ فأرديته في الحال ، لا طمعا بجلده ، فجلود الثّعالب كما تعلم ، لا تنفع لشيء في هذا الفصل من السّنة ، ولكنّني أرديته تشفيا من الطّبيعة الّتي عاندتني كلّ ذلك النّهار ، وتشفيا من نفسي ، وتأكيدا لثقتي بعيني وبيدي ، وهربا من ذلك الحلم المزعج ، الّذي استولى على فكري.

عدت إلى حيث وقع الثّعلب ، وإذا بثلاثة جراء صغار تطفر من بين الأشواك ، وتتغلغل ما بين الصّخور القريبة ؛ فأدركت للحال أنّني قتلت أمّا لثلاثة بنين ، بل قتلت أمّا وبنيها الثّلاثة ، فقد كانوا قاصرين عن تحصيل رزقهم من دونها ، وأحسست كأنّ حرابا تطعنني في قلبي ، وعصيّا تنهال بالضّرب على رأسي.

ميخائيل نعيمة

(بتصرّف)

١٤٢

خطّة البحث :

ننظر في هذه الأمثلة :

ـ بعض النّاس يقتل الثعلب طمعا بجلده.

ـ قتل الصيّاد الثّعلب تشفيا من الطّبيعة الّتي عاندته.

ـ قتل الصيّاد الثّعلب تأكيدا لثقته بعينه وبيده.

ـ ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

نلاحظ أنّ ألفاظا وردت في الأمثلة هي مصادر تدلّ على سبب القتل.

ـ ما المصادر الّتي تدلّ على سبب القتل؟

المصادر هي : «طمعا ، تشفيا ، تأكيدا».

ـ ما حركة آخر المصادر المذكورة؟

إنّ حركة آخر المصادر المذكورة هي : «الفتحة».

ـ ما الأفعال الّتي اشتقّت منها المصادر «طمعا ، تشفيا ، تأكيدا»؟

الأفعال الّتي اشتقّت منها المصادر المذكورة آنفا هي : «طمع ، تشفّى ، تأكّد».

ـ ماذا تسمى هذه الأفعال؟

تسمّى أفعالا قلبيّة.

ـ ماذا تسمّى المصادر المشتقّة من الأفعال القلبيّة؟

تسمّى المصادر المشتقّة من الأفعال القلبيّة مفعولا لأجله.

ـ إذا ، ما المفعول لأجله؟

١٤٣

قاعدة عامّة :

المفعول لأجله مصدر قلبي منصوب يدلّ على السّبب الّذي من أجله حصل الفعل.

مثال : تعلّمت حبّا بالعلم.

اشتريت العلكة شفقة على بائعها.

شارك المفعول لأجله الفعل في الوقت والفاعل ؛ ففي المثال السابق إن فاعل المصدر الواقع مفعولا لأجله (حبا) وفاعل الفعل (اشترى) واحد (المتكلم) ، وإن زمن الفعل والمصدر واحد أيضا.

يأتي المفعول لأجله على ثلاث حالات :

١ ـ يأتي مجرّدا من أل التعريف ومن الإضافة ، فيكون منصوبا في الأكثر.

مثل : أتعلّم حبّا بالعلم.

وقد يكون في أحوال قليلة مجرورا : أتعلّم لحبّ العلم.

٢ ـ أن يحلّى بـ (أل) ، فيكسر مثل : أصعد الجبل للترويح عن النفس.

ويأتي في أحوال قليلة منصوبا : لا أقعد الجبن عز الهيجاء.

٣ ـ إذا ورد مضافا جاز نصبه وجرّه ، مثل : تصدقت ابتغاء مرضاة الله أو لابتغاء مرضاة الله.

١٤٤

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ضع خطّا تحت المفعول لأجله في ما يلي :

ـ زيّنت الشّارع إكراما للزّائر.

ـ يتحرق المغتربون شوقا إلى الوطن.

ـ إبتعد عن معاشرة السّفهاء محافظة على كرامتك.

ـ يموت الأبطال دفاعا عن الوطن.

ـ أكرّم معلّمي اعترافا بجميله.

٢ ـ أملأ الفراغ في ما يلي بالمفعول لأجله المناسب :

ـ جئتك ... لمساعدتك.

ـ كافأ الرّئيس موظّفيه ... لخدماتهم.

ـ يعمل المخلصون ... بالعمل.

ـ أبتعد عن عشرة الشّرير ... لشرّه.

ـ يقصد النّاس الجبال في الصّيف ... من الحرّ.

٣ ـ إجعل المفعول لأجله معرفة حيث ترى ذلك جائزا.

ـ علّمتك السّباحة خوفا عليك من الغرق.

ـ جلسنا في ظلّ شجرة منبسطة الأغصان اتّقاء الحرّ.

ـ خرجت من البيت انتجاعا للهواء النّقيّ.

ـ إنتشر الأولاد في الملاعب طلبا للهو.

٤ ـ استعمل كلّا من المصادر التّالية مفعولا لأجله في جملة مفيدة :

تمسّك ، شعور ، حب ، إكرام ، تأديب.

٥ ـ ضع أجوبة مناسبة تشتمل على مفعول لأجله :

ـ لم تقف لضيفك؟

ـ لم لا تضرب أخاك؟

١٤٥

ـ لم لا تكذب؟

٦ ـ بيّن موقع المفعول لأجله في الجمل الآتية :

ـ يعمل المحسنون ابتغاء مرضاة الله.

ـ إحرازا للنّجاح أجهدت نفسي.

ـ التماسا للرّحمة تضرّعت إلى الله.

ـ بكى الوالد حزنا على فقد ولده.

ـ أعرضت عن السّفيه تعفّفا وإباء.

٧ ـ أعرب ما يلي :

يقبل التلاميذ على الدّرس قبيل الامتحان خوفا من الرّسوب.

إعراب تطبيقي :

استبسل الأبطال دفاعا عن أرضهم.

استبسل : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره.

الأبطال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

دفاعا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

عن : حرف جرّ مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

وطنهم : اسم مجرور بمن وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف ، والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جرّ بالإضافة ، والميم لجمع الذّكور ، حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب ، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل «استبسل».

١٤٦

الدّرس السادس عشر :

المفعول فيه أو الظّرف

الصيّاد والأسد

تروي الأساطير أنّ صيّادا جلس تحت شجرة يستريح ساعة من عنائه ؛ ولكنّه جزع حين زأر أسد خلف الرّابية القائمة وسط الغابة.

تلفّت الصياد يمينا ويسارا ، فإذا الأسد أمامه رافعا يده اليمنى متألّما. تحيّر الصيّاد لحظة ، ثمّ اقترب من الأسد ، فوجد في قائمته شوكة نزعها بسرعة ، فزال الألم ، ومرّغ الأسد رأسه بالصيّاد كأنّه يشكره.

وفي ذات يوم قبض رجال السّلطان على الصيّاد بتهمة التّعامل مع العدوّ ، وكان بريئا من ذلك ، فأمر السّلطان الجائر بأن يلقي الصيّاد فريسة للسّباع.

اختار رجال الملك أسدا ، وجوّعوه أسبوعا ، وألقوا إليه الصيّاد المسكين. هجم الأسد عليه ، وما أن رآه حتّى أدرك صاحبه الّذي كان قد أسعفه في الغابة ، فمرّغ رأسه بين قدميه ، ثمّ رفعه فوق عنقه ودار به في السّاحة مسرورا ، على مرأى من المشاهدين ، ولم يصبه بأذى. فتعجّب النّاس

١٤٧

من ذلك ، وما دروا أنّ الأسد قد حفظ الجميل. أمّا الصيّاد فقد أيقن أنّ المعروف لا يضيع.

خطّة البحث :

ـ نأخذ بعض أمثلة النّص الّتي تحمل شاهدا على المفعول فيه أو الظرف.

ـ جلس الصيّاد تحت الشّجرة.

ـ قبع الأسد خلف الرّابية.

ـ تقع الرّابية وسط الغابة.

ـ علام تدلّ كل من الكلمات الواردة في الأمثلة المذكورة أعلاه :

«تحت ، خلف ، وسط»؟

هذه الكلمات تدلّ على مكان (أي موقع).

ـ ماذا نسمّي الكلمات الّتي تدلّ على مكان؟

نسمّي الكلمات الّتي تدلّ على مكان «ظرف مكان».

ـ إذا ، ما ظرف المكان؟

ظرف المكان كلمة تدلّ على مكان حصول الفعل.

ـ هل من ظروف غير ظروف المكان؟

ـ أجل. هناك ظروف زمان ، نتعرّف إلى بعضها من الأمثلة الآتية :

ـ تحيّر الصيّاد لحظة.

ـ استراح الصيّاد ساعة.

ـ جوّع الرّجال الأسد أسبوعا.

ـ علام تدلّ كلّ من الكلمات «لحظة ، ساعة ، أسبوعا»؟

١٤٨

هذه الكلمات تدلّ على الزّمان.

ـ إذا كانت الكلمات المذكورة تدلّ على زمان ، فماذا تسمّى؟

تسمّى كل من الكلمات المذكورة ظرف زمان أو مفعولا فيه.

إذا ، ما ظرف الزّمان؟

ظرف الزّمان اسم منصوب يبيّن زمن وقوع الفعل.

ـ هل للمفعول فيه أحكام؟

أجل للمفعول فيه أحكام نستوضحها من الأمثلة الآتية :

ـ توجّه المسافر شرقا.

ـ تلفّت الصيّاد يمينا وشمالا.

ـ استراح الصيّاد ساعة.

ـ جاع الأسد أسبوعا.

ـ ماذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ أربعة من الظّروف وردت في أمثلة المجموعة وهي :

«شرقا ، شمالا» ظرفا مكان.

«ساعة ، أسبوعا». ظرفا زمان.

ـ ما حركة آخر كلّ من الظروف «شرقا ، يسارا ، ساعة ، أسبوعا»؟

إنّ حركة آخر كلّ من الظروف المذكورة هي : الفتحة.

ـ أمرفوعة الظروف هذه أم منصوبة ، أم مجرورة؟

هذه الظّروف منصوبة بالفتحة.

ـ إذا ، ما حكم المفعول فيه الظروف؟

حكم المفعول فيه الظّرف أن يكون منصوبا.

١٤٩

ـ إذا كانت الظّروف معربة فهل من ظروف مبنيّة؟

أجل هناك ظروف مبنيّة ، نتعرّف على بعضها بالأمثلة الآتية :

ـ أمطرت السّماء أمس.

ـ توقّفت عن العمل مذ شعرت بالتّعب.

ـ نلتقي حيث تشاء.

ـ أسرع فثمّة من ينتظرنا.

ـ نستخرج الكلمات الظّروف من المجموعة.

الكلمات الظّروف الواردة في المجموعة هي : «أمس ، مذ ، حيث ، ثمّة».

ـ ما حركة آخر الظروف المذكورة؟

إنّ حركة آخر هذه الظروف مختلفة ، إذ أتت مكسورة ، وساكنة ، ومضمومة ، ومفتوحة.

ـ أمعربة أم مبنيّة هذه الظروف «أمس ، مذ ، حيث ، ثمّة»؟

إنّ الظروف المذكورة هي : مبنيّة.

ـ هل يتعلّق الظّرف؟

الظروف كلّها تتعلّق ؛ نتبيّن أماكن تعلّقها من الأمثلة الآتية :

(١)

(٢)

ـ يربض الأسد خلف الرّابية.

ـ الأسد رابض خلف الرّابية.

ـ يستريح الصيّاد تحت الشّجرة.

ـ الصيّاد مستريح تحت الشّجرة.

ـ يقف الصيّاد أمام الأسد.

ـ الصيّاد واقف أمام الأسد.

بم تعلّق الظّرف في المجموعتين السّابقتين؟

١٥٠

ـ في المجموعة الأولى تعلّقت الظّروف «خلف ، تحت ، أمام» بالفعل.

ـ في المجموعة الثّانية يتعلّق الظرف «خلف» باسم الفاعل «رابض».

وفي المثال الثّاني يتعلّق الظّرف «تحت» باسم المفعول مستريح ...

ـ إذا ، بم يتعلّق الظّرف؟

يتعلّق الظرف بالفعل أو بما يشبه الفعل.

ـ ما المفعول فيه؟ أحكامه؟ تعلّقه؟

قاعدة عامّة :

المفعول فيه ويسمّى الظرف ، وهو اسم مكان أو زمان يتضمن معنى (في) ويبيّن زمان وقوع الفعل أو مكانه.

مثال : جلست في مكتبي ليلا.

جلست خلف مكتبي.

ـ الظّروف نوعان : أ ـ ظروف زمان ، بـ ـ ظروف مكان.

ـ حكم الظروف أن تكون منصوبة.

مثال : توجّه والدي شرقا.

استراح الصيّاد ساعة.

ـ أكثر الظّروف معربة منصوبة ، وبعض الظّروف مبنيّة لا تتغيّر حركة آخرها ، وتكون في محل نصب ؛ إلّا إذا سبقها حرف جرّ فتكون في محلّ جرّ.

مثال : مررت من أمام المدرسة.

١٥١

ـ الظّروف الأكثر استعمالا بعضها للزّمان وهي :

حين ، عند ، عندما ، ريث ، ريثما ، بين ، بينما ، بعد ، بعدما ، قبل ، قبلما ، لما ، إذا ، إذ ، أمسى ، مذ ، منذ ، قط ، أبدا.

وبعضها للمكان وهي : حيث ، حيثما ، عند ، تحت ، فوق ، أمام ، وراء ، يمين ، شمال ، بين ، هنا.

وهناك كلمات أخرى تستعمل ظرفا وغير ظرف وهي :

اليوم ، السّاعة الصّباح ، المساء ، الليل ، النّهار الخ ...

فهي تصلح للنصب على الظرفية إذا ذكرت لبيان زمن الأمد الواقع. فإذا لم تذكر لبيان الزمن جاز أن تكون غير ظرف ، فتعرب إعراب الاسم مطلقا. فقد يكون الظرف فاعلا : قرب يوم الامتحان ، ومفعولا : انظر يوم ميلادي ، ومبتدأ : يوم الجمعة يجمع المسلمين. وخبرا يوم الجمعة يوم مبارك.

ـ يتعلّق الظّرف بالفعل ، أو بما يشبه الفعل ، كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والمصدر ...

مثال : الأسد رابض خلف الرّابية.

مثال : اللّص مقتول أمام البيت.

وقوفا تحت المظلّة اتّقاء للشّتاء.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ استعمل الظّرف المناسب في المكان الخالي ممّا يلي :

أقف ... المرآة أسرّح شعري و... أن أتناول فطوري ، أخرج إلى الشارع ، و... تمرّ سيّارة المدرسة ،

١٥٢

أنضمّ إلى رفاقي وتنطلق بنا السيّارة إلى ... تنتشر في الملاعب ، ويقرع الجرس فندخل قاعات الدّرس و...

نستمع الشّرح ونناقشه ، ثمّ إنّي أعود ... إلى البيت و... أن أتمّم واجباتي أتناول طعام العشاء و...

يحين وقت النّوم ، أدخل غرفتي وأركع ... ربّي وأصلّي و... قليل أهجع إلى النّوم.

٢ ـ ألّف ثلاث جمل يكون في كلّ منها ظرف زمان ، وثلاثا أخرى في كلّ منها ظرف مكان.

٣ ـ ضع خطّا تحت ظرف الزّمان ، وخطّين تحت ظرف المكان في ما يلي :

إذا جاءنا ضيف استقبلناه مرحّبين ، وعندما ينصرف نودّعه متمنّين أن تتكرّر زيارته ، وقبل أن يغيب عن أنظارنا نلوّح له بأيدينا باسمين ؛ ثمّ نعود إلى حيث يدعونا واجب العمل. وقد نقضي ساعة أو أكثر في أعمال البيت ، ولا نجري وراء اللهو والعبث.

٤ ـ أدخل على الجملة التّالية كلّا من الظّروف أدناه وغيّر ما يلزم :

«تتراكم الغيوم في السّماء وتهطل الأمطار وتجري السّواقي»

بعدما ، عندما ، لمّا ، أمس ، إذا ، حينما.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ مشيت ساعة مشية من لا يعرف همّا.

ـ سار الجنود وراء قائدهم.

١٥٣

إعراب تطبيقي :

ـ قال تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ).

ـ ذهبت إلى المدرسة صباحا وعدت مساء قبل الغروب.

اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

يوما : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

ترجعون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية (ترجعون) في محل نصب صفة ليوم.

إلى الله : جار ومجرور متعلقان بالفعل (ترجعون).

ذهبت إلى المدرسة صباحا وعدت مساء قبل الغروب.

ذهبت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك وهو التّاء ، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

إلى المدرسة : جار ومجرور متعلقان بالفعل ذهبت.

صباحا : ظرف زمان منصوب على أنه مفعول فيه من الفعل ذهبت.

وعدت : الواو عاطفة : عدت (إعرابها كإعراب ذهبت).

مساء : ظرف زمان منصوب على أنّه مفعول فيه من الفعل (عدت).

١٥٤

الدّرس السابع عشر :

المفعول معه

استيقظت من النّوم وصياح الدّيك ، وانطلقت أملأ صدري بالهواء النّقيّ ، فسرت وجانب النّهر ، بين الزّرع والماء ، فأدركت أصحابا كانوا قد سبقوني إلى ذلك المرج ، فسلّمت عليهم وتجاذبنا أطراف الحديث ، ثمّ اتّفقت والأصحاب على تناول الغداء ولفيفا من الأصدقاء الّذين سيأتون اليوم لزيارتي.

خطّة البحث :

لنتبيّن المفعول معه وأحكامه من الأمثلة الآتية.

(١)

(٢)

ـ استيقظ الرّجل مع صياح الدّيك.

ـ استيقظ الرّجل وصياح الديك.

ـ اتفقت مع الأصحاب على اللّقاء.

ـ اتّفقت والأصحاب على اللّقاء.

ـ تناولنا الغداء مع لفيف من الأصدقاء.

ـ تناولنا الغداء ولفيفا من الأصدقاء.

ـ ماذا نلاحظ بعد قراءتنا للأمثلة؟

نلاحظ أنّ «الواو» في المجموعة الثّانية قد حلّت محلّ «مع»

١٥٥

الواردة في المجموعة الأولى.

ـ إذا ، ما المعنى الّذي أفادته «الواو»؟

إنّ المعنى الّذي أفادته «الواو» هو : المعيّة (أي المصاحبة).

ـ ما حركة آخر كّل من الأسماء الواقعة بعد هذه «الواو»؟

إنّ حركة آخر كلّ من الأسماء الواقعة بعد «الواو» هي : «الفتحة».

ـ ماذا تسمّى «الواو» الواقعة قبل كلّ من الأسماء الآتية : «صياح ، الأصحاب ، لفيفا»؟

تسمّى «الواو» الواقعة قبل الأسماء المذكورة هي : «واو المعيّة».

ـ ماذا يسمّى الاسم الواقع بعد «واو» المعيّة؟

يسمّى الاسم الواقع بعد «واو» المعيّة المفعول معه.

ـ ما حكم إعراب المفعول معه؟

إنّ حكم إعراب المفعول معه : النّصب.

ـ إذا ، ما المفعول معه؟ ما وظيفة «واو المعيّة»؟

قاعدة عامّة :

ـ المفعول معه اسم منصوب يقع بعد «واو» بمعنى (مع) أو بمعنى حذا ، الدالة على المصاحبة.

مثال : سرت طلوع الشّمس.

تختلف «واو» المعيّة عن «واو» العطف في معناها وفي وظيفتها.

ـ تكون «الواو» للمعيّة وينصب الاسم بعدها إذا كان

١٥٦

العطف ممتنعا لمانع معنوي ، أي أن ما بعدها لا يشترك مع ما قبلها.

مثال : سرت وطلوع الشّمس.

فلا يمكن أن تكون الواو للعطف هنا لأن طلوع الشمس لا يسير.

ـ إذا وقعت بعد ضمير رفع متّصل أو مستتر دون أن تفصل بينهما بضمير منفصل مؤكد للضمير المتصل. وفي هذه الحال يرجح النصب على المعية.

مثال : تنزّهت وسميرا.

أتنزّه وسميرا.

فلو كانت الواو للعطف لقلت : تنزهت أنا وسمير / أتنزه أنا وسمير.

لا محلّ لواو المعيّة من الإعراب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ أشر بخط إلى المفعول معه في ما يلي :

ـ جاء زيد وأخوه.

ـ مشى اللّص وجدار البيت.

ـ تنزهت وسميرة.

ـ رحّبت بالزّائر وصديقه.

٢ ـ ميّز بين «واو» العطف و «واو» المعيّة.

ـ تعلّمت القراءة والكتابة.

١٥٧

ـ تعلّمت القراءة ويوسف.

ـ تعاهدت وأخي على السير في طريق مستقيمة.

ـ إشترك خالد وسعيد في حلّ المسألة.

ـ جارنا رجع وأخاه من السّفر.

٣ ـ إستعمل كلّا من المفردات التّالية مفعولا معه في جملة مفيدة :

الشّاطىء ، الجبل ، الجوار ، الشّارع الجديد.

٤ ـ حوّل «واو» العطف إلى «واو» المعيّة في الجمل الآتية مجريا التغييرات الضروريّة :

مثال : توجّهت أنا والمعلّمان إلى قاعة الامتحان.

توجّهت والمعلّمين إلى قاعة الامتحان.

ـ مررت بك وبصديقك.

ـ اتّفقت أنا والأصحاب على القيام برحلة.

ـ أقبلت أنت ورفيقاتك في الوقت المناسب.

ـ إنطلقنا نحن والرّفاق إلى الجبل.

٥ ـ أتمّم الجمل التّالية واضعا مكان النّقط مفعولا معه مناسبا ممّا يلي :

قطع ، احتمال ، إضاعة ، التّدخّل ، طاعة ، التّوغّل.

ـ ما لك و... في ما لا يعنيك.

ـ كيف أنت و... الصّبر.

ـ كيف أنت و... والديك.

ـ كيف أنت و... المسافات الطويلة.

ـ ما لك و... في البحر.

١٥٨

٦ ـ أعرب ما يلي :

سر والرّصيف ـ تسابقت وجارنا.

إعراب تطبيقي :

ما لك والتوغّل في الغابة.

ما : اسم استفهام مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ.

لك : اللّام : حرف جرّ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب ، والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح في محلّ جرّ بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلّقان بخبر ما المحذوف.

الواو : للمعيّة. حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

التوغّل : مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

في : حرف جر مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

الغابة : اسم مجرور بـ (في) وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره ، والجار والمجرور متعلّقان بـ (توغل).

١٥٩

الدّرس الثامن عشر :

الفعل المعلوم والفعل المجهول

لم تكن أمسيّة الخميس الماضي أمسيّة عاديّة من الأمسيّات الّتي تتعاقب هادئة ساكنة على قريتنا الصّغيرة الوادعة.

كانت القرية في هذه الأمسيّة ، على موعد مع صغارها ، الّذين أرادوا أن يودّعوا من عامهم الدّراسي ، فصلا منقضيا ، ويكرّموا معلّميهم ويدخلوا الفرحة إلى قلوب ذويهم ، فأحيوا ، لهذه الغاية ، احتفالا لا ينسى.

افتتح الاحتفال بالنّشيد الوطني وبدأ البرنامج المقرّر على النّحو التّالي :

ـ قدّمت رقصات فولكلوريّة متنوّعة.

ـ مثّلت مسرحيّة اجتماعيّة صوّرت فيها حياة القرية الخ ...

لقد كان احتفالا بسيطا سرّ به أهل القرية.

ولكنّ السّرور الأكبر سرور الآباء والأمّهات الّذين رأوا بأعينهم كيف يربّى أبناؤهم ، وكيف يعدّون للحياة وكيف يصنع مستقبل وطنهم.

١٦٠