المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

إرض من النّاس ما ترضاه لهم من نفسك ؛ ولا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

ـ قيل : حذار أن تلج في الخصومة.

ـ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم.

إعراب تطبيقي :

اليتيم الّذي يلوح زريّا

ليس شيئا لو تعلمون زريّا

اليتيم : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره.

الّذي : اسم موصول مبني على السّكون في محل رفع نعت للمبتدأ اليتيم.

يلوح : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

زريّا : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

ليس : فعل ماضى ناقض مبني على الفتح ، واسمها ضميرة مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

شيئا : خبر ليس منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

لو : حرف شرط غير جازم مبني على السّكون لا محل له من الإعراب.

٤١

تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبني على السّكون في محل رفع فاعل.

زريّا : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

جملة اليتيم : ابتدائية. لا محلّ لها من الإعراب.

جملة يلوح : صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

جملة ليس شيئا : في محل رفع خبر للمبتدأ اليتيم.

جملة لو تعلمون : فعل الشرط لا محل لها من الإعراب لأنّها اعتراضية.

جملة جواب الشرط محذوفة لأنّ كلاما سبق (لو) دلّ عليها.

أعرب :

لا

نافية للجنس

معلّمين

اسم لا مبني على الياء لأنه جمع مذكر سالم في محل نصب

في المدرسة

جار ومجرور متعلقان بخبر (لا) المحذوف والتقدير : لا معلمين موجودون في المدرسة.

٤٢

الدّرس الخامس :

أفعال المدح والذّم

الأمثلة :

(١)

ـ نعم الإمام عليّ بن أبي طالب.

(٢)

ـ بئس الرّجل السّارق.

ـ نعم العطاء عطاء المسكين.

ـ بئس حديثا النميمة.

ـ ألا حبّذا عاذري في الهوى.

ـ لا حبّذا الولد من كسول.

ـ بئس ما تتّصف به الكسل.

ولا حبّذا العاذل الجاهل؟

خطّة البحث :

ـ بعد النظر في الأمثلة ، ماذا نلاحظ؟

ـ ورد في الفئتين السّابقتين أمثلة على أفعال المدح والذّم.

في الفئة الأولى أمثلة على أفعال المدح وهي (نعم ، حبّذا).

وفي الفئة الثّانية أمثلة على أفعال الذّم هي (بئس ، لا حبّذا).

وتبيّن أنّ هذه الأفعال غير متصرفة (أي لا نستطيع أن نأخذ منها لا مضارعا ولا أمرا ... الخ). وقد وضعت لإفادة مدح أو ذم ويقصد بها المبالغة ، مبدوأة وفاعل هذه الأفعال محلّى بأل

٤٣

الجنسية (١) أو العهدية (٢) مثال : (الإمام ـ العطاء ... الخ) ؛ أو مضافا إلى المحلّى بأل السابقة. مثال : (بئس رجل العار والخيانة العميل) ؛ أو المضاف إلى المضاف إلى المعرّف بها ، مثل : نعم رافع شأن الوطن ؛ أو ضميرا مستترا وجوبا مفسرا بتمييز ويشترط فيه أن يلزم الأفراد والتذكير :

ـ بئس قوما الأعداء.

ـ نعم رجلا مزيد.

ففي كل من نعم وبئس ضمير مستتر وجوبا تقديره هو مراد للممدوح أو المذموم ويعود على التمييز. أي الرجل رجلا. وبئس القوم قوما.

ـ أو كلمة (ما) أو (من) مثل : نعم ما ينتج العامل الماهر ؛ بئس ما يقول الجاهل الأحمق ، ومثل : نعم من ترشده مطيعا ؛ بئس من تسمعه شاتما. ففي هذه الأساليب تكون «ما» تمييز والفاعل ضمير مستتر تفسره (ما). وكذلك القول في (من).

ـ أو «الذي» مثل : نعم الذي يجرّب فيتعلّم من تجاربه ؛ بئس الذي يأكل أموال الناس بالباطل.

ـ أو النكرة المضافة إلى النكرة أو غير المضافة ، مثل : نعم صديق رجل لا يداهن ؛ نعم رجل أنت.

وإذا جاوزت الفاعل في كلّ جملة رأيت اسما مرفوعا هو المخصوص بالمدح أو الذّم ، فما اعرابه؟

__________________

(١) (ال) الجنسية هي الداخلة على نكرة فتفيد التعريف والعموم والشمول أي هي تفيد شمول الخبر كله والغرض منها المبالغة في إثبات المدح أو الذم.

(٢) (ال) العهدية : وهي الداخلة على النكرة فتفيدها شيئا من التعريف.

٤٤

ـ يعرب الاسم المخصوص بالمدح أو الذّم خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره الممدوح أو المذموم.

ويجوز أن يتقدم المخصوص الفعل. مثال : علي بن أبي طالب نعم الإمام.

وحينئذ يعرب مبتدأ الجملة الثّانية خبرا له. وكذلك (حبّذا ولا حبّذا) فقد يستعملان كنعم وبئس ، ويعربان إعرابهما ، و (ذا) فيهما اسم إشارة فاعل ، وما بعدهما هو المخصوص بالمدح أو الذّم.

ونمثل على ما سبق بما يلي : نعم الرجل خالد ـ بئس الكذاب مسيلمة.

فخالد ومسيلمة مبتدأ والجملة قبلهما خبر. وفي حال تقدم المخصوص فقيل «خالد نعم الرجل» و «مسيلمة بئس الكذاب» فلا يختلف الإعراب.

ويقوم مقام «نعم وبئس» في المدح والذم كلمات كثيرة نذكر منها :

١ ـ حبذا ولا حبذا.

الأولى للمدح والثانية للذم بإضافة (لا) النافية إليهما ؛ وهما صيغتان جامدتان تثبتان على حالة واحدة في الأفراد والتثنية والجمع ، وفي التذكير والتأنيث :

حبذا المجتهد ؛ حبذا المجتهدان ؛ حبذا المجتهدون.

لا حبذا المنافق ؛ لا حبذا المنافقة ؛ لا حبذا المنافقات.

ويعربان على النحو التالي :

٤٥

حبّ : فعل ماضي لإنشاء المدح مبنى على الفتح الظاهر.

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.

المجتهد : مبتدأ مرفوع. خبره جملة حبذا.

٢ ـ ساء. وتستعمل للذم. وأحكام فاعلها كأحكام فاعل (بئس) وتعرب مثلها.

ساء العامل خالد.

ساء : فعل ماضي لإنشاء الذم مبني على الفتح الظاهر.

العامل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة (ساء العمل) في محل رفع خبر المبتدأ.

٣ ـ يجوز أن يعامل كلّ فعل ثلاثي يصلح للتعجب منه معاملة نعم وبئس في التركيب والإعراب ، فيبنى منه فعل ماض على وزن «فعل» ويستخدم للمدح أو الذم.

مثل : كرم التاجر خالد.

خبث الصبيّ سعيد.

ويكون الإعراب على النحو التالي :

كرم : فعل ماضي لإنشاء المدح مبني على الفتح الظاهر.

التاجر : فاعل كرم مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة الفعلية (كرم التاجر) في محل رفع خبر له.

٤٦

وتعرب الجملة الثانية كإعراب هذه الجملة ؛ فخبث : فعل ماضي لإنشاء الذم ، والصبيّ فاعله وسعيد مبتدأ والجملة الفعلية قبله خبرا له.

نصل من هذا إلى الاستنتاج التّالي :

ـ ما أفعال المدح والذّم؟

القاعدة العامّة :

أفعال المدح والذّم أفعال جامدة تأتي على صورة الماضي فقط لإنشاء المدح أو الذّم ، ولا بدّ لها من مخصوص بالمدح أو الذّم.

مثال : نعم القائد خالد / بئس الرّجل الخائن.

خالد ـ مخصوص بالمدح ـ الخائن مخصوص بالذّم.

لا تتصرف هذه الأفعال ، وهي تدلّ على حدث لا يحتاج إلى تغيير الزّمان فيه ، فمعنى المدح والذّم لا يختلف في الماضي عنه في المضارع أو الأمر ، وهذه الأفعال هي :

١ ـ نعم ـ حبّذا ـ فعلان مخصوصان بالمدح. مثال : حبّذا الرّجل خالد.

٢ ـ بئس ـ لا حبّذا ـ فعلان مخصوصان بالذّم. مثال : بئس الرّجل الكسول.

ـ يكون فاعل نعم وبئس كالتّالي :

١ ـ معرفا بأل الجنسيّة أو العهدية. مثال : نعم العبادة الصّلاة.

٤٧

٢ ـ مضافا إلى المعرّف بأل : مثال : بئس عمل التّلميذ الغشّ.

٣ ـ ضميرا مستترا وجوبا مفسّرا بنكرة منصوبة على أنّها تمييز. مثال : نعم قوما العرب.

ـ ففاعل نعم هو الضّمير المستتر تقديره وجوبا (هو).

ـ قوما تمييز منصوب بالفتحة. العرب : مبتدأ مؤخر.

٤ ـ مميزا بـ (ما) مثال : بئس ما يفعل الأعداء.

ما : نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على أنّها تمييز.

ـ يختلف إعراب حبّذا عن (نعم وبئس) لأنّها تتألفّ من ماض جامد (حبّ) و (ذا) ـ اسم إشارة في محل رفع فاعل.

مثال : حبّذا النّجاح.

حبّذا

فعل وفاعل

النّجاح.

مبتدأ مؤخر

الجملة في محل رفع خبر مقدّم

أهم ما يتميز به المخصوص بالمدح والذّم ما يلي :

١ ـ لا يأتي المخصوص بالمدح أو الذّم إلّا معرفة أو نكرة موصوفة.

مثال : نعم البطل الطارق بن زياد / بئس الرّجل الكذّاب.

٢ ـ المخصوص بالمدح أو الذّم مرفوع أبدا على أنّه مبتدأ.

مثال : نعم العمل الاجتهاد.

٤٨

٣ ـ قد يحذف المخصوص بالمدح أو الذّم إذا دل عليه دليل.

مثال قوله تعالى : (نِعْمَ الْعَبْدُ ، إِنَّهُ أَوَّابٌ.*)

أحكام التمييز في أفعال المدح والذّم.

يجب في تمييز أفعال المدح والذّم ما يلي :

١ ـ أن يتأخر التمييز ولا يتقدّم على فعله ؛ فلا نقول خالد نعم قائد. بل نقول : نعم قائدا خالد.

٢ ـ أن يتقدّم التّمييز على الاسم المخصوص. مثال : نعم رجلا سلمان.

٢ ـ أن يطابق التّمييز الاسم المخصوص ، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا :

ـ نعم فتيانا المجدّون.

ـ ساءت فتيات الراغبات في النميمة.

ـ نعمت فتاتين سعاد وفاطمة.

ـ ساء رجلين خالد ومنير.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن الفاعل والمخصوص في الجمل الآتية :

ـ حبّذا القناعة مع الجدّ.

ـ نعم القائد طارق.

ـ الاسكندريّة نعم المصيف.

٤٩

ـ المزاح يورث النّدم فبئس العادة.

ـ بئس مصيرا الأشرار السّجون.

ـ نعم صديقا الكتاب.

٢ ـ كوّن أربع جمل تشتمل على (نعم ـ بئس) مع استيفاء أحوال الفاعل.

٣ ـ ضع في كلّ مكان خال كلّ أنواع فاعل (نعم ـ بئس) على التعاقب :

ـ نعم ... الصانع المجيد.

ـ بئس ... خلق الوعد.

ـ نعم ... أبو الهول.

ـ بئس ... صديق الرّخاء.

ـ نعم ... المدرسة.

ـ بئس ... الأثرة.

ـ نعم ... خدمة الوطن.

ـ بئس ... الكتب المفسدة للأخلاق.

٤ ـ اضبط الأبيات التّالية وبيّن الاسم المخصوص بالنداء.

١ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب

زهير ، حسام مفرد من حمائل

٢ ـ يمينا لنعم السّيدان وجدتما

على كل حال من سحيل ومبرم

٣ ـ ألا حبّذا أهل الملا ، غير أنّه

إذا ذكرت ميّ فلا حبّذا هي

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ ألا حبّذا صحبة المكتب

وأحبب بأيامه أحبب

٥٠

(من توضّأ يوم الجمعة فيها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل).

حديث شريف

إعراب تطبيقي :

أيها الدّهر حبّذا أنت دهرا

قف حميدا ولا تولّ حميدا

أيّها : منادى مبني على الضّم في محل نصب والهاء للتنبيه.

الدّهر : بدل مرفوع بالضمّة الظّاهرة في آخره.

حبّذا : حبّ فعل ماض مبني على الفتحة و (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع فاعل.

أنت : ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.

دهرا : تميير منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

قف : فعل أمر مبني على السّكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره وجوبا (أنت).

حميدا : حال منصوبة بالفتحة الظّاهرة في آخره.

ولا : الواو للعطف ، لا النّاهية.

تولّ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.

حميدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

إعراب الجمل :

جملة حبّذا : في محل رفع خبر المبتدأ المؤخر أنت.

٥١

جملة : حبّذا أنت : جملة ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

جملة : قف حميدا : استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

جملة لا تولّ حميدا : معطوفة على استئنافية فهي مثلها لا محلّ لها من الإعراب.

٥٢

الدّرس السادس :

أسلوب التّعجب أو أفعل التّعجب

الأمثلة :

ـ ما أجمل السّماء.

ـ ما أحسن حظّك.

ـ ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل.

ـ أكرم بأخيك من شجاع.

ـ أحسن بخطّه.

ـ قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ).

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟ نلاحظ الآتي :

إذا أردنا أن نعبّر عن إعجابنا بصفة لشيء ما نشتقّ من هذه الصّفة إحدى هاتين الصيغتين : ١ ـ ما أفعله / ٢ ـ أفعل به.

فتقول متعجبا من حسن حظ رفيق لك :

ما أحسن حظّه / أو أحسن بحظّه.

فتأتي بالمتعجب منه منصوبا بعد الفعل الأوّل ومجرورا بالباء الزّائدة وجوبا بعد الفعل الثّاني ؛ كما أنّنا لاحظنا من خلال الأمثلة أن المتعجب له ومنه معرفة وليست نكرة ، وهذا دليل أنّ أفعال التّعجب لا تعطي إلا لمعارف مثال : ما أكرم خالدا ، أو نكرة مختصة مثل : أكرم برجل ينفع النّاس. وعلى هذا يكون إعراب صيغة التّعجّب الأولى (ما أفعله) على نحو المثال الآتي : ـ ما أجمل خطّك.

٥٣

ما : نكرة تامة بمعنى شيء مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ.

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا على خلاف الأصل تقديره هو يعود على (ما).

خطّك : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة (أجمل خطّك) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).

أمّا الصيغة الثّانية أفعل به ، فيتم إعرابها على النّحو التّالي :

ـ المثال : أكرم بخالد ـ

أكرم : فعل ماض أتى على صورة الأمر ، مبني على الفتح المقدّر على آخره منع من ظهورها السّكون العارض.

بخالد : الباء حرف جرّ زائد وجوبا ، خالد : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزّائد.

ما صيغتا التّعجب ، وما شروطهما؟

قاعدة عامّة :

صيغتا أسلوب التّعجب هما :

١ ـ ما أفعله. مثال : ما أجمل السّماء.

٢ ـ أفعل به. مثال : أكرم بالشّجاع.

شروط صوغ فعلا التعجّب :

٥٤

١ ـ يشترط في الفعل الذي يتعجب منه مباشرة أن يكون ثلاثيا ، ولا يصاغ من رباعي أو خماسي أو سداسي.

كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ ؛) (أسمع وأبصر) هنا فعلا تعجّب على وزن أفعل. وشذّ قولهم : ما أتقاه وما أولاه للخير ، وما أعطاه للصدقات!

٢ ـ وأن يكون مبنيّا للمعلوم ؛ فلا يجوز التعجب بفعل مبني للمجهول مثال : ما أعلم أستاذي.

٣ ـ وأن يكون تامّا ؛ فلا يصاغ من الأفعال النّاقصة (كان وأخواتها) مثال : حسن ، أحسن.

٤ ـ أن يكون متصرفا ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الأفعال الجامدة ، ولا من الأسماء الجامدة مثال : أجمل بالدّعاء.

٥ ـ أن يكون مثبتا ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الفعل المنفي. مثال : فضل ، أفضل.

٦ ـ أن يكون قابلا للتّفاوت ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الأفعال غير القّابلة التّفاوت. مثال : علم ، أعلم ـ فنقول : فؤاد أعلم من خالد.

٧ ـ لا تأتي الصفة المشبهة من فعل التعجب على صيغة أفعل فعلاء ، مثل : أحمر حمراء ، أعرج عرجاء. وشذّ قولهم : ما أحمقه ، ما أهوجه ، ما أرعنه! وإذا قررنا التعجب مما لم يستوف الشروط السابقة فيؤتى بمصدره منصوبا بعد أشد أو أكثر ونحوهما ، ومجرورا بالباء الزائدة بعد أشدد أو أكثر ونحوهما.

٥٥

مثال : ما أشدّ استغفار المؤمن.

أجمل باستغفار المؤمن.

أمّا إذا كان الفعل منفيا أو مبنيا للمجهول فتأتي بالمصدر مؤولا مثل : ما أحسن أن لا يحضر المجرم / أكرم بأن يهزم العدوّ.

وإذا كان الفعل ناقصا ، نأتي بالمصدر صريحا أو مؤولا.

مثل : ما أجمل كونك مجتهدا أو : ما أجمل ما كنت مجتهدا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ تعجّب من بعض صفات ما يأتي :

النّملة ، الطّبيعة ، الانتصار ، النّجاح.

اضبط بالشّكل التّام النّص التّالي :

ـ ما أجمل أن يقضي الإنسان أيّامه في الجبل. لله تلك الجبال في الشّتاء ، ولله ذلك المناخ البديع في الصّيف. فسبحان من وهب الجمال وفرّقه على فصول السّنة ، وتوّج الجبال ، للّذين يكرهون الفوضى والضّجيج ، للّذين يحبون الانسجام والهدوء ، للّذين يكرهون التّصنع ، وللّذين يحبون البساطة ، يكون الجبل الملاذ الوحيد ؛ فأحبب بالجبل وأكرم.

أعرب ما يلي :

ـ أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا)(١)

__________________

(١) السورة ١٩ الآية ٣٨.

٥٦

إعراب تطبيقي :

أكرم بقوم يزيّن القول فعلهم

ما أقبح الخلق بين القول والعمل

أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر للتّعجب مبني على الفتح منع من ظهوره السّكون العارض لصيغة فعل الأمر.

بقوم : الباء حرف جرّ زائد وجوبا ، قوم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنّه فاعل.

يزين : فعل مضارع مرفوع بالضّمة الظّاهرة على آخره.

القول : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

فعلهم : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة في آخره والهاء ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.

ما : نكرة تامّة بمعنى شيء مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ.

أقبح : فعل ماض جاء على صيغة التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا يعود على ما.

الخلق : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره. وجملة (أقبح الخلق) في محل رفع خبر ما.

بين : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف.

القول : مضاف إليه مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره.

والعمل : الواو حرف عطف ، العمل اسم معطوف على (القول) مجرور مثله بالكسّرة الظّاهرة في آخره.

٥٧

الدّرس السابع :

المصدر القياسي والسّماعي

الأمثلة :

(١)

ـ زرقة السّماء.

(٢)

ـ إكرام الضّيف.

ـ ثغاء الماشية.

ـ تأنيب الضّمير.

ـ نقيق الضّفادع.

ـ استعجال الأمور.

ـ زلزلة الأرض.

ـ اقشعرار البدن.

خطّة البحث :

نشير إلى المصادر الواردة في الأمثلة المذكورة أعلاه ونعرّف المصدر وأوزانه وأحكامه.

ـ ما نوع المصادر الواردة في المجموعة الأولى؟

إنّ المصادر (زرقة ـ ثغاء ـ نقيق) مصادر قياسيّة أخذت من الأفعال الدّالة على لون ، أو صوت (زرق ، ثغا ، نقّ) لذلك أتت مصادر هذه الأفعال على وزن فعلة وفعال وفعيل.

مثال : حمرة ، نباح ، شخير.

وهذه المصادر ثلاثيّة لأنّها صيغت من فعل ثلاثي.

٥٨

ـ كيف يصاغ المصدر من الفعل الثّلاثي ؛ وما أوزانه.؟

يصاغ المصدر من الفعل الثّلاثي وفق ما سمع من كلام العرب ، وما وجد في المعجمات ، ولا يوجد قاعدة خاصّة إنّما هناك أوزان للمصادر الثّلاثيّة وهي :

١ ـ ما دلّ على حرفة أو شبهها ، أن يكون على وزن فعالة.

مثال : تجارة / حدادة / إمارة / نيابة.

٢ ـ ما دلّ على رفض أو اضطراب ، ويكون على وزن فعلان.

مثال : فوران / غليان / جولان.

٣ ـ ما دلّ على امتناع ، ويكون على وزن فعال.

مثال : إباء / نفار.

٤ ـ ما دلّ على مرض ، ويكون على وزن فعال.

مثال : سعال / زكام / صدام.

٥ ـ ما دلّ على سير ، أن يكون على وزن فعيل.

مثال : رحيل / دبيب.

٦ ـ ما دلّ على صوت ، ويكون على وزن فعال وفعيل.

مثال : نباح / زئير / نهيق.

٧ ـ ما دلّ على لون ، ويكون على وزن فعلة.

مثال : صفرة / زرقة / حمرة.

وتصاغ المصادر من المزيد الثلاثي على النحو التالي :

١ ـ أفعل ـ إفعال. مثال : أسرع ـ إسراع.

٢ ـ فعّل ـ تفعيل ـ تفعلة. مثال : جرّب ـ تجريب / تجربة.

٥٩

٣ ـ فاعل ـ مفاعلة ـ فعال. مثال : صارع ـ مصارعة / صراع.

٤ ـ تفاعل ـ تفاعل. مثال : تقاسم ـ تقاسم.

٥ ـ تفعّل ـ تفعّل. مثال : تقدّم ـ تقدّم.

٦ ـ افتعل ـ افتعال. مثال : انتقل ـ انتقال.

٧ ـ انفعل ـ انفعال. مثال : انكسر ـ انكسار.

٨ ـ افعلّ ـ إفعلال. مثال : احمرّ ـ احمرار.

٩ ـ استفعل ـ استفعال. مثال : استقبل ـ استقبال.

١٠ ـ افعوعل ـ افعيعال. مثال : احدودب ـ احديداب.

أمّا المصادر الواردة في المجموعة الثّانية (إكرام ، تأنيب ، زلزلة ... الخ) هي مصادر رباعيّة أي صيغت من فعل رباعيّ (أكرم ، أنّب ، زلزل ... الخ).

يصاغ المصدر الرّباعي من الأفعال الرّباعيّة وفق الأسس التّالية :

١ ـ إذا ابتدأ الفعل بهمزة ، يأتي المصدر على وزن إفعال.

مثال : أكرم ـ إكرام.

أمّا إذا كان الحرف الّذي قبل الأخير ألفا ، تحذف هذه الألف في المصدر وتضاف تاء مربوطة. مثال : أقال ـ إقالة / أحال ـ إحالة.

٢ ـ إذا كان الحرف الثّاني مضعّفا ، فيأتي المصدر على وزن (تفعيل).

مثال : علّم ـ تعلم / أنّب ـ تأنيب.

٦٠