المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

فكلمة (كيف) أتت في رتبة الحال لزيد.

كما يوجد نوعين من الجمل هما :

أ ـ الجملة الشّرطيّة : وهي المصدّرة بحرف شرط.

مثال : إن تدرس تنجح.

ب ـ الجملة المصدّرة بظرف : سواء أكان ظرف زمان أم ظرف مكان.

مثال : عندك أخلاق.

أمّا الجملة الشّرطيّة فإنّها جملة فعليّة إذا صدّرت بأحد أحرف الشّرط.

مثال : إن تجدّ تنل.

أمّا إذا تصدّرت باسم شرط فإنّها جملة إسميّة إذا كان الاسم مسندا إليه.

مثال : من يصبر يظفر.

وإلّا فهي فعليّة.

مثال : ما تصنع أصنع.

وأمّا الظّرفيّة فإن قدّر فيها الظّرف متعلّقا بفعل فهي فعليّة وإلا فهي إسمية.

إعراب الجمل

الجمل الّتي لها محل من الإعراب

ونأتي فيما يلي على الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب بالتّفصيل واحدة إثر أخرى بعد ما نبيّن متى يكون للجملة محلّ من الإعراب.

٢٤١

يكون للجملة محلّ من الإعراب إذا استطعنا أن نؤوّلها بمفرد ، «أي : نجعلها كلمة واحدة».

مثال : القمر يسطع.

هذه الجملة لها محل من الإعراب لأنّنا نستطيع أن نقول.

مثال : القمر ساطع.

والجمل الّتي لها محل من الإعراب سبع.

١ ـ الخبريّة.

٢ ـ الصّفة.

٣ ـ في محل نصب مفعول به.

٤ ـ في محل نصب حال.

٥ ـ في محل جر بالإضافة.

٦ ـ في محل جزم جواب الشّرط.

٧ ـ الجملة المعطوفة على جملة لها محلّ من الإعراب.

١ ـ الجملة الخبريّة :

وهي التي تعرب خبرا لمبتدأ وتكون إما اسمية أو فعلية.

مثال : زيد أبوه منطلق / الحرّ يفضّل الموت على الذلّة.

فجملة «أبوه منطلق» جملة إسميّة في محلّ رفع خبر «زيد».

وجملة «يفضل» جملة خبرية في محل رفع خبر «الحرّ».

وتأتي الجملة خبريّة بعد الأفعال النّاقصة.

مثال : كان القمر نوره ساطع.

فجملة «نوره ساطع» جملة إسميّة في محل نصب خبر «كان».

٢٤٢

ـ بعد الأحرف المشبّهة بالفعل.

مثال : إنّ الشّمس أشعّتها قويّة.

فجملة «أشعّتها قويّة» جملة إسميّة في محل رفع خبر «إنّ».

٢ ـ الجملة الوصفيّة :

الجملة الوصفيّة التي تعرب صفة هي كلّ جملة جاءت بعد اسم نكرة وتكون فعلية أو اسمية وموضعها بحسب موصوفها رفعا أو نصبا أو جرا.

مثال : جاء رجل يضحك ـ رأيت رجلا يضحك ـ مررت برجل يضحك.

فجملة «يضحك» جملة فعليّة في محل رفع صفة لـ «رجل» في المثال الأوّل.

وفي محل نصب صفة في المثال الثّاني ، وفي محل جر صفة في المثال الثّالث.

٣ ـ الجملة في محل نصب مفعول به :

وهي كلّ جملة سواء أكانت فعليّة أم اسميّة ، وجاءت بعد فعل القول أو ما يشبهه كالأفعال الآتية : صرخ ـ نادى ـ صاح. وما جاء في معناها ، شريطة أن تكون هي الّتي قيلت.

مثال : قال الإمام عليّ : الحق يعلو.

جملة (الحقّ يعلو) في محل نصب مفعول به لفعل القول أو أن نقول في محل نصب مقول القول.

ـ قد تأتي الجملة في محل نصب مفعول به إذا وقع عليها فعل الفاعل ، إذ هناك أفعال تحتاج إلى مفعولين ، يكون المفعول الثّاني فيها جملة.

٢٤٣

مثال : ظنّ الرّجل الشّمس مشرقة.

فالشمس : مفعول به أوّل لـ (ظنّ) ومشرقة : مفعول ثان.

حيث تعدّى الفعل إلى مفعولين هما اسمان.

أما إذا قلنا : ظنّ الرّجل الشّمس تشرق.

فالمفعول الأوّل للفعل «ظنّ» هو الشّمس.

أما المفعول الثاني فهو جملة «تشرق» حيث وقعت في محل نصب مفعول به ثان.

٤ ـ الجملة الحاليّة :

أي الّتي تعرب في محل نصب حال ، وهي كلّ جملة جاءت بعد اسم معرفة.

مثال : رأيت الجنود يخوضون المعركة.

جملة (يخوضون المعركة) في محل نصب حال (للجنود) حيث سبقت باسم معرفة (الجنود).

والتّقدير : رأيت الجنود خائضين المعركة.

ف (خائضين) هي حال الجنود استعيض عنها بجملة فعليّة «يخوضون المعركة».

ـ تأتي الجملة الحاليّة بعد واو الحال ، الّتي تسبق بجملة فعليّة تامّة ويأتي بعدها جملة إسميّة من مبتدأ وخبر ، ويمكن أن نستعيض عنها بـ «إذ».

قال الشاعر :

وتينة غضّة الأفنان باسقة

قالت لأترابها والصيف يحتضر

٢٤٤

فجملة «الصيف يحتضر» جملة إسميّة في محل نصب حال لأنّها سبقت بواو الحال.

وقد تأتي الجملة الحالية من دون «الواو» مثال : سار الجنود يتقدّمهم القائد.

فجملة «يتقدمهم» حال من الجنود.

٥ ـ الواقعة موقع المضاف إليه :

وترد في مواضع أهمّها :

أ ـ بعد الظروف : مثال : ودّعتك حين سار القطار.

فجملة «سار القطار» الواقعة بعد ظرف الزّمان «حين» في محل جر بالإضافة لأنّها بعد ظرف غير منوّن.

قال الشّابي :

إذا الشّعب يوما أراد الحياة

جملة «أراد الحياة» في محل جر بالإضافة لأنّها بعد ظرف غير منوّن.

٦ ـ الجملة في محل جزم جواب الشّرط :

وهي الواقعة جوابا لشرط جازم مقترن بالفاء أو إذا الفجائية ، فمحلها الجزم.

مثال : من يجتهد فسوف ينجح.

من : اسم شرط جازم فعلين في محل رفع مبتدأ.

يجتهد : مضارع مجزوم وهو فعل الشرط.

الفاء : رابطة لجواب الشرط.

٢٤٥

سوف : حرف تسويف واستقبال مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

ينجح : فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط.

مثال على «إذا» الفجائيّة.

إن تسألهم إذا هم يكذبون.

إن : حرف شرط.

تسألهم : جملة فعل الشّرط لا محلّ لها من الإعراب.

إذا : فجائيّة ، حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

يكذبون : جملة جواب الشّرط.

ملاحظة : تكون «إذا» فجائيّة إذا سبقت بجملة فعليّة ، ويأتي بعدها جملة إسميّة من مبتدأ وخبر.

كقوله تعالى : (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى).

٧ ـ الجملة المعطوفة :

وهي كلّ جملة تعطف على جملة لها محلّ من الإعراب ، ويكون محلها بحسب معطوفها رفعا أو نصبا أو جرا.

مثال : العالم يفكّر ويبدع.

فجملة «يفكّر» في محل رفع خبر «العالم».

الواو : عاطفة ، عطفت جملة «يبدع» على جملة «يفكّر» فباتت جملة «يبدع» في محل رفع خبر العالم.

إعراب تطبيقي على الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب.

قال الشّاعر :

٢٤٦

تضحك الأمسيات حين ترانا

ثمّ تبكي على القديم الجديد

جملة «ترانا» في محل جرّ بالإضافة حيث وقعت بعد ظرف غير منوّن.

قال تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

جملة (إِنِّي عَبْدُ اللهِ ....) في محل نصب مفعول به لفعل القول. أي في محل نصب مقول القول.

الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب

ـ لا يكون للجملة محلّ من الإعراب ، عند ما لا تخضع لعوامل الإعراب (أي لا. تؤول هذه الجملة بمفرد).

والجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب هي :

١ ـ الابتدائية.

٢ ـ الاستئنافية.

٣ ـ صلة الموصول.

٤ ـ الاعتراضيّة.

٥ ـ التّفسيريّة.

٦ ـ جواب القسم.

٧ ـ جواب الشّرط.

٨ ـ الجملة المعطوفة.

٢٤٧

نأتي على شرح كل من الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب المذكورة أعلاه بالتّفصيل.

١ ـ الجملة الابتدائية :

الجملة الابتدائيّة هي كلّ جملة تكون في أوّل الكلام.

مثال : هطل المطر في الشتاء.

جملة «هطل المطر» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة.

٢ ـ الجملة الاستئنافيّة :

وهي الواقعة في وسط الكلام منقطعة عما قبلها إعرابيّا كقوله تعالى :

(وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ، إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً).

جملة «إنّ العزّة جميعا» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.

٣ ـ الجملة الواقعة صلة للموصول.

إنّ جملة الصّلة تكون صلة لموصول إسمي (أي يكون الموصول إسما) كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ).

فجملة «أنزل على عبده ...» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الاسم الموصول (الّذي).

وتأتي صلة لموصل حرفي كحرف (ما).

كقوله تعالى : (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ).

فجملة «نسوا» صلة للموصول الحرفي (ما) بمعنى (الذي) والتقدير (بالذي نسوا ...) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول.

٢٤٨

٤ ـ الجملة الاعتراضيّة :

وهي كلّ جملة جاءت بعد شيئين متلازمين للتّوكيد أو التقوية والتحسين.

أ ـ بين الفعل والفاعل.

مثال : حضر ـ أرجّح ـ عمرو.

فجملة «أرجّح» جملة اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

ب ـ بين المبتدأ والخبر.

مثال : التّلاميذ ـ أحمد الله ـ مجدّون.

فجملة «أحمد الله» اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

ج ـ بين فعل الشّرط وجوابه.

مثال : مهما تعمل ـ وإن ساعدك النّاس ـ تنل عقابك.

جملة «وإن ساعدك النّاس» جملة إعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

د ـ بين القسم وجوابه :

كقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ لَوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ).

فجملة «لو تعلمون» إعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

٥ ـ الجملة التّفسيريّة :

وهي كلّ جملة وهي ثلاثة أنواع :

أ ـ المقترنة بحرفي التّفسير «أن وأي» ويجب أن تسبق بفعل القول دون حروفه «أي أشباه فعل القول» كقوله تعالى :

(فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ).

٢٤٩

أوحينا : فعل القول.

أن : حرف التّفسير.

اصنع الفلك : جملة تفسيريّة لا محل لها من الأعراب.

ومثله : يحمد المجاهد ، أي المدافع عن عرضه ووطنه وماله.

ب ـ المفسرة لعامل محذوف ، مثل قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. وجملة «انشقت» مفسّرة لا محل لها من الإعراب.

ج ـ المفسّرة للمراد بلفظ مفرد قبلها ، مثل «وتبادل المسافرون الرأي حول هذا الشيء ، أهو ضار أما نافع؟» فجملة أهو ضار أم نافع تفسر تبادل المسافرين الرأي.

٦ ـ جملة جواب القسم :

وهي كلّ جملة تأتي بعد القسم حيث يجاب بها عن القسم الصّريح ، أو القسم المقدّر الّذي تدلّ عليه قرينة لفظيّة ، مثل اللّام الموطئة للقسم.

مثال : والله لأنجحنّ.

جملة «لأنجحنّ» جملة جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب.

وكقوله تعالى : (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) فجملة «ينبذن في الحطمة» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب للقسم. والقسم دلت عليه اللام. التقدير : «فلا ، والله ، لينبذنّ».

٧ ـ جملة جواب الشّرط :

هي الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقترن «بالفاء» ، أو «إذا».

٢٥٠

مثال : من يعمل يربح.

جملة «يربح» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها جملة جواب الشّرط وغير مقترنة بالفاء.

أو الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم ، كجواب الأدوات (لو ، إذا ، لو لا ، كلما ...) مثل : إذا درست جيدا نجحت بتفوق.

٨ ـ الجملة لا محلّ لها من الإعراب.

التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب وتكون معطوفة أو بدلا أو توكيدا.

مثال : جاء الذي رأيته وصافحته.

جملة «أعرفه» جملة صلة الموصول «الذي» لا محلّ لها من الإعراب.

جملة «صافحته» معطوفة على جملة «رأيته» (أي جملة الصّلة) ولا محلّ لها من الإعراب.

ومثل : استغفرت الله استغرفته.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن الجمل الواردة في العبارات الآتية ، ثمّ بيّن نوع كلّ جملة من جهة الإعراب وعدمه :

من تتبّع شعر العرب ، واستقرأه ، ووقف على ما قالوه من الأمثال والحكم ؛ تبيّن له ما كان لهم من القدم الرّاسخة في معرفة أخبار الماضين وأخلاقهم وسيرهم ، وعلم أنّ الشّعر خزانة معارفهم وسجلّ أخلاقهم ومستودع علمهم.

٢٥١

٢ ـ دلّ على الجمل الواردة في العبارات الآتية ، ثمّ بيّن نوع كلّ جملة واذكر محلها من الإعراب :

قال النّابغة الذّبيان من قصيدة له يعتذر فيها إلى النّعمان بن المنذر وكان قد جفاه :

فإنّك كاللّيل الّذي هو مدركي

وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع

وقال كثير عزّة :

وقد زعمت أنّي تغيّرت بعدها

ومن ذا الّذي يا عزّ لا يتغيّر

تغيّر جسمي والخليقة كالّذي

عهدت ، ولم يخبر بسرّك مخبر

وقال الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) :

من أعطى أربعا لم يحرم أربعا : من أعطى الدّعاء لم يحرم الإجابة ، ومن أعطى التّوبة لم يحرم القبول ، ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة ، ومن أعطى الشّكر لم يحرم الزيادة.

٣ ـ ضع كل جملة من الجمل الآتية في مكان من كلام مفيد بحيث تكون الجملة ذات محلّ من الإعراب ، ثمّ بيّن نوعها ومحلّها من الإعراب.

أشجارها مثمرة ـ قراءة مفيدة ـ صحبته مشرّفة ـ زيارتهما محمودة ـ عملهنّ متقن ـ ثيابهم طاهرة.

٤ ـ ضع كلّ جملة من الجمل الآتية في مكان مفيد من الجملة ،

٢٥٢

بحيث لا يكون لها محلّ من الإعراب ثمّ بيّن نوعها.

يا طالب المجد ـ الكتاب نافع ـ إن تدبّرت نصحه ـ الجوّ صحو ـ أكرمته ـ ضاعت نقوده.

٢٥٣

الدّرس السابع والثلاثون :

معاني الحروف

الأمثلة :

ـ العامل يؤمن بضرورة العمل.

ـ لا يؤمن العامل بضرورة العمل.

ـ لن يؤمن العامل بضرورة العمل.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

بعد استطلاعنا للأمثلة المذكورة لاحظنا أنّ الفعل المضارع الوارد في المثال الأوّل (يؤمن) مرفوع بالضّمّة.

أمّا في المثال الثّاني فقد سبق الفعل (يؤمن) بالحرف (لا) ولكنّها لم تغير حركة إعرابه ؛ والسّبب أنّ (لا) حرف لا يعمل وتعرب كما يلي :

لا : حرف نفي مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

يتبيّن أنّ (لا) لم تؤثر بالفعل إعرابا ولكنها أثّرت في المعنى وذلك أنّها نفت إيمان العامل بالعمل.

إذا ، جعلت الفعل منفيّا بعد ما كان في المثال الأوّل مثبتا.

أمّا في المثال الثّالث فإنّ الحرف (لن) هو حرف عامل ، لأنّه

٢٥٤

أثّر في معموله (يؤمن) ، فأحدث فيه إعرابا أي تغيّرا في حركة آخره.

فقد نصب الفعل بعد ما كان في المثالين الأوّلين مرفوعا.

بالإضافة إلى إفادته معنى النّفي للفعل بعد أن كان مثبتا. وجعل زمنه للمستقبل بعد أن كان للحال.

وهكذا يتبيّن أنّ الحروف نوعان : عاطلة (أي غير عاملة) وعاملة. يظهر معناها وعملها من التّركيب.

قاعدة عامّة :

كم نوعا الحروف من حيث العمل.

الحروف من حيث العمل قسمان :

أ ـ عاطلة : (أي غير عاملة).

مثال : لا ينفع الكسل.

ب ـ عاملة : مثال : لن ينفع الكسل.

ـ إنّ للحروف سواء أكانت عاطلة أم عاملة معنى تفيده في التّركيب.

لا : حرف نفي (عاطل عن العمل).

لن : حرف نفي (عامل) لأنّه حرف نصب ينصب الفعل المضارع.

وسآتي على تبيان الحروف ومعانيها وإعرابها في دروس خاصّة واضعة كلّ من أنواع الحروف في جدول.

٢٥٥

إعراب نموذجي :

فإما أن تكون أخي بصدق

فأعرف منك غثي من سميني

فإما : الفاء حسب ما قبلها. إمّا : حرف دال على التفصيل منبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أن : حرف مصدري ونصب.

تكون : فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

أخي : خبر تكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لـ (الياء) ، وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

بصدق : الباء حرف جر ، صدق : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة لـ (أخ).

فأعرف : الفاء حرف عطف. أعرف : فعل مضارع منصوب لأنه معطوف على (يكون) المنصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

منك : من حرف جر ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بأعرف.

غثي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، وهو مضاف والياء ياء المتكلم مضاف إليه.

٢٥٦

من : حرف جر.

سميني : اسم مجرور بمن وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على ما قيل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أعرف.

ـ المصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ. والخبر محذوف التقدير : إمّا كونك أخي بصدق فأمر حاصل.

ـ جملة أعرف مؤولة بمصدر في محل رفع معطوف على المصدر (كونك).

٢٥٧

٢٥٨

٢٥٩

٢٦٠