المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

الدّرس الثالث :

المبني والمعرب من الأفعال

أ ـ المبني من الأفعال

الأمثلة :

(١)

ـ جاء خليل.

(٢)

ـ إصغ إلى المعلّم.

(٣)

ـ لأكافأنّ المجتهد.

ـ ركبت الفرس.

ـ اكتبنّ الفرض.

ـ لأندهنّ المسؤول.

ـ التّلاميذ نجحوا.

ـ اكتبن الفرض.

ـ الفتيات يذهبن.

ـ إدرسن الدّرس.

ـ أطع أباك.

ـ قوموا بواجبكم.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

نلاحظ أنّ أفعال المجموعة الأولى (جاء ـ ركبت ـ نجحوا) أفعال ماضية مبنيّة : فالفعل (جاء) مبنى لأنه لم يتصل به شيء على الفتح ، والفعل (ركبت) مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك ، والفعل (نجحوا) مبنى على الضمّ لاتّصاله بواو الجماعة. وهكذا يتبيّن أن الفعل الماضي لا يأتي إلا مبنيّا ؛ فإذا كان صحيح

٢١

الآخر يبنى على الفتح الظاهر : سار الأجداد ، وإذا كان معتل الآخر يبنى على الفتح المقدر : بنى الأجداد عماد الحضارة العربية.

وإذا اتصل به ضمير رفع متحرّك يبنى على السّكون مثال : شربت ، شربتم ، شربت ، شربت ، الخ ...

وإذا اتّصلت به واو الجماعة يبنى على الضّم ، مثال : نجحوا ـ ربحوا ـ ندموا ... الخ.

أمّا أفعال المجموعة الثّانية فالأفعال فيها جاءت على صيغة الأمر : (إصغ ـ اكتبنّ ـ اكتبن ـ ادرسن ـ أطع ـ قوموا).

ففي المثال الأوّل (إصغ) بني الفعل على حذف حرف العلّة لأنه معتل الآخر ؛ وفي المثال الثّاني (اكتبنّ) بني الفعل على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الثقيلة ؛ وفي المثال الثّالث (اكتبن) بني على الفتح لاتّصاله بنون التوكيد الخفيفة ؛ وفي المثل الرابع بني على السكون لاتصاله بنون النسوة ؛ وفي المثال الخامس (أطع) بني الفعل على السّكون لأنّه صحيح الآخر ؛ أمّا في المثال الأخير (قوموا) فقد بني على حذف النّون لاتّصاله بواو الجماعة.

أمّا في المجموعة الثّالثة فقد تبيّن أنّ الأفعال (أكافأنّ ـ أندهنّ ـ يذهبن) أفعال مضارعة مبنيّة. ولكن لبنائها أسباب هي : ـ

في المثال الأوّل بني الفعل المضارع (أكافأنّ) على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الثقيلة ، وفي المثال الثّاني بني الفعل (اندهن) على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الخفيفة ، وفي المثال الثّالث بني الفعل على السّكون لاتّصاله بنون النّسوة.

بعد هذا العرض ما ذا تبين؟ ما المبني من الأفعال؟ وما علامات البناء؟

٢٢

القاعدة العامّة :

ـ البناء هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة أي لا تتغير حركة الحرف الأخير منها بتغيّر موقع هذه الكلمة أو بتغير العوامل الداخلة عليها.

ـ المبني من الأفعال هو الماضي والأمر والمضارع المتّصل بنوني التّوكيد الثقيلة والخفيفة أو نون الإناث.

* يبنى الفعل الماضي على الفتح إذا كان صحيح الآخر مثال : شرح ـ درس ... الخ. أو إذا اتصلت به تاء التأنيث ، مثل : شرحت ، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين ، مثل كتبتا ، أو إذا اتصلت به تاء التأنيث وألف الاثنين معا مثال : كتبتا.

ويبنى على السّكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرّك ، مثال : شربت ـ شربتم ـ شربنا ، وإذا اتصلت به نون النسوة مثال : شربن.

ويبنى على الضم إذا اتّصلت به واو الجماعة. مثال : زعموا ـ شرحوا ـ قرأوا.

* يبنى فعل الأمر على السّكون إذا كان صحيح الآخر ولم يتّصل به شيء. مثال : إقرأ ـ إسمع ـ أكتب.

ويبنى على السّكون عند اتّصاله بنون النّسوة. مثال : ادرسن ـ العبن.

ويبنى على الفتح إذا اتّصلت به إحدى نونيّ التّوكيد الخفيفة أو الثقيلة. مثال : اكتبن ـ اكتبنّ / ادرسن ـ ادرسنّ.

٢٣

ويبنى على حذف حرف العلّة إذا كان معتلّ الآخر. مثال : ادن ـ إسع ـ إمض.

ويبنى على حذف النّون إذا اتّصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة مثال : إشربا ـ إشربوا ـ إشربي.

أما المضارع فالأصل فيه الإعراب ، ويبنى في حالتين :

١ ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة. مثل : يلعبنّ ، يدرسن.

٢ ـ ويبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة مثال : الفتيات يرغبن بالتعلّم سعيا للتفوّق.

ب ـ المعرب من الأفعال

الأمثلة :

(١)

ـ يهطل المطر.

(٢)

ـ لن يكتب الكسلان.

(٣)

ـ لا تبذّر أموالك.

ـ يروي الفلاح أرضه.

ـ الغزاة لن ينتصروا.

ـ لم يأت أخوك.

ـ التّلاميذ يدرسون.

ـ لا تبخسوا النّاس حقوقهم.

خطة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة المذكورة أعلاه؟

٢٤

يتبيّن أن الأفعال الواردة في أمثلة المجموعات الثّلاث (يهطل ـ يروي ـ يدرسون ـ يكتب ـ ينتصروا ـ تبذّر ـ يأت ـ تبخسوا) كلّها أفعال مضارعة مع اختلاف آخرها ؛ فمنها الصّحيح الآخر مثل : (يهطل ـ يكتب ـ تبذّر) والتي أعربت بالحركات : فالفعل (يهطل) رفع بالضّمة ، الفعل (يكتب) نصب بالفتحة ، والفعل (تبذّر) جزم بالسّكون ؛ إذ ظهرت حركة الإعراب على أواخر الأفعال المذكورة إلّا الفعل (يروي) فلم تظهر حركة الضّم على آخره. والسّبب أنّه انتهى بأحد أحرف العلّة ، الّتي تجانس الحركات لذلك قدّرت الضّمة على اليّاء للثقل ، وهي تقدّر على الألف للتّعذّر وذلك إذا انتهى الفعل بألف ، مثال : تخشى ـ يسعى ، فلم تظهر حركة الإعراب عليهما لتعذّر ظهورها على الألف ، أمّا الفتحة فتظهر على المضارع المنصوب إذا انتهى بـ (ياء) أو (واو) ـ مثال : لن يدنو ؛ لن يمشي ـ لخفتّها لأنّ الواو والياء أثقل من الفتح.

ويرفع الفعل المضارع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، وهي كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة أو ياء المخاطبة أو ألف الاثنين. مثال : يدرسون ، تدرسون ، يدرسان ، تدرسان ، تدرسين.

والفعل المضارع يرفع إذا لم يسبقه ناصب أو جازم وإذا تجرّد من نوني التوكيد ونون النسوة.

وهو يرفع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر ، مثال : يكتب ، ويرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر مثال : (يدنو ـ يسعى ـ يكوي). ويرفع بثبوت النّون إذا كان من الأفعال الخمسة نحو (يدرسون ـ يدرسان ـ تدرسين).

أما في المجموعة الثّانية من الأمثلة ، فقد لاحظنا أنّ علامات

٢٥

إعراب الفعل الصّحيح الآخر (يكتب) الفتحة ـ لأنّه سبق بأحد أحرف النّصب (لن).

وكذلك الفعل (ينتظروا) نصب بحذف النّون لأنّه من الأفعال الخمسة.

والفعل المضارع يجزم إذا سبق بأحد حروف الجزم (لم ، لما ، لام الأمر ، لا النّاهية) ، أو أحد حروف وأسماء الشّرط الّتي تجزم فعلين مضارعين :

مثال : إن تدرس تنجح.

أمّا المجموعة الثّالثة من الأفعال (تبذر ـ يأت ـ تبخسوا) فكلّها أفعال مضارعة مسبوقة بأحد حروف الجزم ؛ ففي المثال الأوّل ، سبق الفعل (تبذّر) بـ (لا النّاهية) فكانت حركة إعرابه السّكون لأنّه صحيح الآخر ، أمّا في المثال الثّاني فقد جزم الفعل (يأت) بحذف حرف العلّة لأنّه معتل الآخر ، والفعل (تبخسوا) فقد جزم بحذف النّون لاتّصاله بواو الجماعة. ومن هنا نخلص إلى القاعدة العامة للفعل المعرب.

قاعدة عامّة :

يعرب الفعل المضارع إذا لم يتصل بنوني التوكيد أو نون النسوة.

ـ يرفع المضارع إذا تجرّد من الناصب أو الجازم.

فيرفع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر ، مثال : يكتب ، ويرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر : مثال : يخشى ، يعتدي ، يسمو. ويرفع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة. مثل : يكتبون ، تكتبون ،

٢٦

يكتبان ، تكتبان ، تكتبين.

ـ وينصب الفعل المضارع إذا سبقته إحدى أدوات النصب : فينصب بفتحة مقدرة إذا كان معتل الآخر بالألف : لن يخشى العدوّ إلّا القوّة.

وينصب بفتحة ظاهرة إذا كان معتل الآخر بالواو أو بالياء : لن يسقي ؛ لن يدعو.

وينصب المضارع بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة : لم يكتبوا ، لن يكتبا ، لن تكتبي.

ـ ويجزم الفعل المضارع إذا سبق بإحدى حروف الجزم : يجزم بالسكون الظاهر إذا كان صحيح الآخر : لينفق ذو سعة.

ـ ويجزم بحذف حرف العلّة إذا كان معتل الآخر : لم يعتد ؛ لا تدع بالشرّ ؛ لا تخش في الله لومة لائم.

ـ ويجزم بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة : لا تعودوا إلى المعاصي بعد أن تتبيّنوا آثامها.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز الأفعال المبنيّة فيما يأتي ، وبين حال بناء كل منها :

قال الإمام عليّ في وصيّة بعث بها إلى ابنه الحسن «إمحض أخاك النصيحة ، وتجرّع الغيظ ؛ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ، ولا ألذّ مغبّة ؛ ولن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك ، وإن أردت قطيعة أخيك ، فاستبق له من نفسك بقيّة

٢٧

ترجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ؛ ومن ظنّ بك خيرا فصدّق ظنه ؛ ولا ترغّبن فيمن زهد عنك ؛ ولا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ؛ ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان».

٢ ـ كوّن ثلاث جمل مفيدة ، في كل واحدة منها فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون ؛ وثلاث جمل أخرى في كل واحدة منها فعل مضارع منصوب بفتحة مقدّرة ؛ وثلاث جمل في كل واحدة منها فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة.

٣ ـ أسند الأفعال الآتية إلى ألف الاثنين ، وواو الجماعة ، وياء المخاطبة على الترتيب ؛ واجعلها مرّة مرفوعة ، ومرّة منصوبة ، ومرّة مجزومة.

سقى ـ سامر ـ إستقبل ـ تعبّد ـ صلّى.

أعرب الجمل التّالية إعرابا تفصيليا :

ـ إنّ لإبراهيم ولدا حسن الأخلاق.

ـ العلماء يدعون إلى البرّ.

ـ إذا اختصم اللّصان ظهر المسروق.

ـ لا تبتئس بما كانوا يصنعون.

إعراب تطبيقي :

إحترم أباك تفز برضا ربّك.

إحترم : فعل أمر مبني على السّكون الظّاهر في آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

أباك : مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الخمسة

٢٨

وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني في محل جرّ بالإضافة.

تفز : فعل مضارع مجزوم بجواب الطّلب وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

برضا : الباء حرف جرّ مبنى على الكسرة الظّاهرة في آخره.

رضا : اسم مجرور بحرف الجرّ (الباء) وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف الممدودة للتّعذّر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تفز) ، وهو مضاف.

ربك : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة على آخره وهو مضاف ؛ والكاف ضمير متّصل مبنى على الفتح في محلّ جر بالإضافة.

٢٩

الدّرس الرابع :

المبني والمعرب من الأسماء

المبني من الأسماء

(١)

ـ جاءت هذه المرأة.

(٢)

ـ على مكتبي أحد عشر كتابا.

ـ سيبويه من أئمة النّحو.

ـ إشتريت أحد عشر قلما.

ـ أنت فهّامة العرب.

ـ إجتمعت مع أحد عشر عالما.

ـ جاء الّذي أحب.

ـ يا رجل.

ـ متى تريد الذّهاب؟

ـ لا رجل في الدّار.

ـ من يدرس ينجح.

ـ لا حيّ باق.

ـ هيهات أن يعود.

ـ لا ضدّين مجتمعان.

(٣)

ـ لله الأمر من قبل ومن بعد.

ـ إذا جاء نصر الله والفتح.

خطّة البحث :

نتعرف إلى الأسماء المبنيّة بعد عرضنا للأمثلة.

ـ كيف نتبيّن الأسماء المبنيّة؟

الأسماء المبنيّة الوّاردة في مجموعة الأمثلة متنوّعة. ومنها إسم

٣٠

الإشارة (هذه) ، واسم العلم (سيبويه) والضّمائر (أنت) ، والاسم الموصول (الّذي) واسم الاستفهام (متى) واسم الشّرط (من) ، واسم الفعل (هيهات) ، والعدد المرّكب (أحد عشر) ، والمنادى النكرة المقصودة (رجل) واسم لا النّافية للجنس (رجل ، حي ، ضدّين) ، والظروف المنقطعة عن الإضافة ، (قبل ، بعد) ، الظرف (إذا) ، فلو أخذنا الأمثلة الوارد فيها العدد (أحد عشر) وجدنا أنّ حركة بنائه بقيت واحدة وهي (الفتحة) رفعا ونصبا وجرّا وهذا يؤكد لنا بناءه وعدم إعرابه : أمّا بناء العدد (أحد عشر) فنذكّر بأنه يبنى دائما على فتح الجزأين ؛ ومثله جميع الأعداد حتى التسعة عشر ، ما عدا (اثني عشر) ، فإنّها تعرب إعراب المثنّى مع بناء (عشرة) دائما على الفتح فقط. وما يشبه العدد في إعرابه الظروف المركّبة.

مثال : أزور المريض صباح مساء.

أنا أكتب ليلا نهارا.

ومثلهما أيضا الأحوال المركّبة أي تبنى على فتح الجزأين.

مثال : نديم جاري بيت بيت.

أمّا لو أخذنا مثال الآية الكريمة.

(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)

وجدنا أن (قبل وبعد) ظرفان قطعا عن الإضافة ، ومعناهما في ذات المتكلّم. وهذان الظرفان يبنيان على الضّم إذا قطعا عن الإضافة ، ومثله الأسماء المبهمة ، نحو : غير ، أوّل ، أسماء الجهات ، فإنها تبنى على الضّم.

أمّا مثال (سيبويه) فإنّه يبنى على الكسر رفعا ونصبا وجرّا ، لأنّ ما ينتهي بـ (ويه) ـ مثال : (نفطويه ، خمارويه ، سيبويه) ـ يبنى

٣١

على الكسر. ومن الأسماء المبنيّة أيضا على الكسر ما جاء على وزن فعال : وهو علم لأنثى مثال :

قال الشّاعر :

إذا قالت حذام فصدّقوها

فلبّ القول ما قالت حذام

وما كان اسم فعل ، كنزال وحذار وبدار.

ـ ماذا نستنتج؟

ـ ما الأسماء المبنيّة؟

أ ـ الأسماء المبنيّة هي :

١ ـ الضّمائر كقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي).

حيث بنى الضّمير (أنت) على الفتح وهو في محل رفع مبتدأ.

٢ ـ أسماء الإشارة : جاء هذا.

بني اسم الإشارة (هذا) على السّكون وهو في محل رفع فاعل.

٣ ـ الأسماء الموصولة : مثال : رأيت الّذي نجح.

حيث بني الاسم الموصول (الّذي) على السّكون مع أنّه في محل نصب مفعول به.

٤ ـ أسماء الاستفهام : مثال : من درس الدّرس.

حيث بني اسم الاستفهام (من) على السّكون مع أنّه في محل رفع مبتدأ.

٥ ـ أسماء الشرط : مثال : من يدرس ينجح.

حيث بني اسم الشرط (من) على السّكون مع أنّه في محل

٣٢

رفع مبتدأ.

٦ ـ أسماء الأفعال : مثال : آه منك.

حيث بنيت (آه) على الكسر مع أنّها اسم فعل مضارع بمعنى أتألم.

وبعض الظروف كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).

إذ بني (قبل وبعد) على الضّم لقطعها عن الإضافة ؛ وكذلك «إذا وإذ» وغيرها من الظروف المبنيّة.

كلّ ما ذكرنا يبنى أصالة لأنّه سمع عن العرب ، ولم يكن ممّا قيس على العرب.

ب ـ المنادى إذا كان علما مفردا. مثال : يا سمير.

أو نكرة مقصودة. مثال : يا رجل.

وهو يبنى على ما يرفع به.

ج ـ إسم لا النّافية للجنس إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف يبنى على ما يرفع به.

مثال : لا رجل في الدّار.

د ـ ما ركب من الأعداد. مثال : في البيت أحد عشر رجلا.

ـ ما ركّب من الظروف. مثال : زارني الطبيب صباح مساء.

ـ ما ركّب من الأحوال. مثال : رأيت المدير سعيدا سعيدا.

هـ ـ المبهمات المقطوعة عن الإضافة لفظا وهي تبنى على الضّم.

كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).

وـ وما ختم بويه.

٣٣

مثال : جاء سيبويه.

رأيت سيبويه.

مررت بسيبويه.

إذ بنيت على الكسر رفعا ونصبا وجرّا.

ـ ما جاء على وزن فعال علما لأنثى أو اسم فعل أو سبّا لأنثى.

ويطرد بناؤها على الكسر مثل (حذام) في المثال السابق (١).

فحذام بنيت على الكسر مع أنّها في موقع فاعل. أما اسم الفعل : في المثال : حذار من نزولك ، اسم فعل أمر بمعنى إحذر مبني على الكسر.

المعرب من الأسماء

(١)

ـ جاء خالد.

(٢)

ـ رأيت زيدا.

(٣)

ـ مررت بزيد.

ـ جاء الولدان.

ـ رأيت الولدين.

ـ مررت بالولدين.

ـ جاء المعلّمون.

ـ رأيت المعلّمين.

ـ مررت بالمعلّمين.

ـ جاء أخوك.

ـ رأيت أخاك.

ـ مررت بأخيك.

ـ جاءت المعلّمات.

ـ رأيت المعلّمات.

ـ مررت بالمعلّمات.

ـ أسوان بلد حار.

ـ وصلت أسوان.

ـ عشت في أسوان.

__________________

(١) ص ٣٤.

٣٤

خطّة البحث :

ـ ما علامات الإعراب الواردة في الأمثلة السابقة؟

نلاحظ أن أمثلة المجموعة الأولى تبيّن لنا علامات إعراب الأسماء في حالة الرّفع ، وأمثلة المجموعة الثّانية النّصب وأمثلة المجموعة الثّالثة الجر.

ـ ما علامات الإعراب ، وما أنواعها ومواقعها؟

الإعراب أنواع وكل نوع له علامات أصول ، وعلامات فروع ، تعرف وتتميّز بها ؛ فالعلامات الأصول كل منها يختص بنوع :

١ ـ الضّمّة ، وهي علامة للرّفع. نحو : جاء زيد.

زيد : فاعل مرفوع بالضّمّة.

٢ ـ الفتحة : وهي علامة النّصب. نحو : رأيت زيدا.

فزيدا : مفعول به منصوب بالفتحة.

٣ ـ الكسرة : علامة للجر (أو الخفض). نحو : مررت بزيد.

فزيد : اسم مجرور بالكسرة الظّاهرة.

ولكلّ واحدة من هذه العلامات الأصليّة مواقع تقع فيها وسنذكرها لك بالتّفصيل.

الضّمّة تكون علامة للرّفع في ثلاثة مواضع بالإضافة إلى المضارع المرفوع.

١ ـ الاسم المفرد : نحو : جاء زيد والفتى. فزيد والفتى مرفوعان.

على الفاعليّة ، وعلامة رفعهما ضمّة ظاهرة في (زيد) ، ومقدّرة للتعذّر في الفتى.

٢ ـ جمع التّكسير وهو ما تغيّر فيه المفرد عن الجمع.

٣٥

مثال : جاء الرّجال والأسارى.

إذ رفعا على الفاعليّة بالضّمّة الظّاهرة في (الرّجال) ، والضّمّة المقدّرة للتعذّر في (الأسارى).

٣ ـ جمع المؤنّث السالم ، اسما كان أم صفة.

نحو : جاءت الهندات المسلمات.

فالهندات والمسلمات ، مرفوعان وعلامة رفعهما الضّمّة الظّاهرة.

ولا تكون مقدّرة أبدا في المؤنّث السالم ، لأنّه ينتهي بتاء مفتوحة لا تقدّر الحركة عليها.

الفتحة : تكون علامة للنّصب في موضعين بالإضافة إلى المضارع المنصوب :

١ ـ الاسم المفرد : نحو : رأيت زيدا وأكرمت الفتى.

ف (زيدا) و (الفتى) منصوبان على المفعولية لكونهما مفعولا به وعلامة الأول منصوب بالفتحة الظاهرة ، والثاني منصوب بفتحة مقدرة (للتعذّر).

٢ ـ جمع التّكسير : نحو : رأيت الرّجال والأسارى.

فالرّجال والأسارى منصوبان ، الأول (الرجال) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والثاني (الأسارى) منصوب بفتحة مقدّرة للتّعذّر.

الكسرة : تكون علامة للجرّ أي الخفض في ثلاثة مواضع هي :

١ ـ الاسم المفرد المنصرف. مثال : مررت بزيد والفتى.

فزيد والفتى مجروران وعلامة جرّهما كسرة ظاهرة في زيد

٣٦

ومقدّرة للتّعذّر في (الفتى).

٢ ـ جمع التّكسير المنصرف. مثال : يعوذون برجال ؛ يرفقون بالأسارى.

فرجال والأسارى مجروران وعلامة جرّهما الكسرة الظّاهرة في الرّجال والكسرة المقدّرة للتّعذّر في الأسارى.

٣ ـ جمع المؤنّث السّال : مثال : مررت بالهندات المسلمات.

الهندات والمسلمات مجروران بالكسرة الظّاهرة.

وأما علامات الأسماء والفروع فسبع : أربعة أحرف ، وحركتان (وحذف) : فالأحرف الأربعة هي : الواو والألف والياء والنّون.

والحركتان هما : الكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم ، والفتحة نيابة عن الكسرة في الاسم الّذي لا ينصرف.

والسابعة (الحذف).

فهذه (السبعة) تنوب عن الحركات الثلاث : فمنها ما ينوب عن الضّمّة ، ومنها ما ينوب عن الفتحة ، ومنها ما ينوب عن الكسرة.

ـ ينوب عن الضّمّة اثنان : الواو ، الألف ؛ وينوب عن الفتحة ، الكسرة ، الياء ؛ الألف. ينوب عن الكسرة اثنان : الفتحة والياء.

فالواو تكون علامة للرّفع نيابة عن الضّمّة في موضعين هما :

١ ـ جمع المذكر السالم اسما أو صفة. مثال : جاء الزيدون المسلمون.

فالزيدون : فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم.

٣٧

والمسلمون : صفة لـ (الزيدون) مرفوع لأنه جمع مذكر سالم.

والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

٢ ـ الأسماء الستّة ، ألفاظ محفوظة وهي :

أبوك ، أخوك ، حموك ، فوك ، ذو ، هنوك (١).

بشرط أن تكون مفردة ومضافة لغير ياء المتكلم.

نحو : هذا أبوك.

فأبوك : خبر للمبتدأ مرفوع بالواو لأنّه من الأسماء السّتة والكاف في كل منها مضاف إليه.

الألف : تكون علامة للرّفع نيابة عن الضّمّة في موضع واحد. وهو المثنّى المرفوع.

مثال : وصل الولدان.

فالولدان : فاعل وصل ، مرفوع بالألف ، والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد.

وتكون الألف علامة للنّصب في الأسماء الستّة.

مثال : رأيت أباك الخ ...

فأباك : مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

الياء : علامة الجرّ بدل الكسرة في ثلاثة مواضع هي :

١ ـ المثنّى : مثال : مررت بالولدين.

حيث جرّت الولدين بالياء لأنّه مثنّى والنون عوضا عن التنوين

__________________

(١) هنوك : من (هن) ، وهو ما يستقبح ذكره من كل شيء.

٣٨

في الاسم المفرد.

٢ ـ جمع المذكّر السّالم : مررت بالمعلّمين.

المعلّمين : اسم مجرور بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم ؛ والنّون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد.

٣ ـ الأسماء الستّة. مثال : مررت بأبيك.

فأبيك اسم مجرور بالياء لأنّه من الأسماء الستّة والكاف للخطاب في محل جر بالإضافة.

وتكون الياء علامة للنّصب في موضعين :

المثنّى وجمع المذكّر السّالم.

١ ـ المثنّى المنصوب. مثال : رأيت الولدين.

حيث نصبت الولدين بالياء لأنّها مثنّى.

٢ ـ جمع المذكّر السّالم : رأيت المعلّمين.

نصب المعلّمين بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم.

الكسرة : وهي حركة تنوب عن الفتحة في جمع المؤنّث السّالم. وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين.

مثال : رأيت المعلّمات.

فالمعلّمات : مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم.

الفتحة : تنوب عن الكسرة في الاسم الممنوع من الصّرف.

مثال : سافرت إلى دمشق.

فدمشق : اسم مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف.

٣٩

تمارين تطبيقيّة

١ ـ بيّن المعرب بعلامة أصليّة ، والمعرب بعلامة فرعية ؛ مع بيان هذه العلامات الفرعية ، وبيان ما نابت عنه من العلامات الأصلية في الكلمات الواردة في التمرين الآتي :

أخوك من تدعوه عند الحاجة فيسرع إلى إجابتك ، ولا يرى لنفسه عليك حقّا ـ إذا عرضت لك حاجة فلا تجعلها عند من يمنّ عليك بقضائها ؛ فإنّ المنّ على نفوس الرّجال أثقل من حمل فادح الأثقال.

ـ المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه.

ـ إنّ أخاك من واساك.

ـ المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمّتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم

٢ ـ كوّن الجمل الآتية :

ـ جملة مكوّنة من اسم مرفوع بضمّ مقدّر ؛ وجملة مبدوءة بحرف وبعده اسم منصوب بالياء نيابة عن الفتحة ؛ وجملة مبدوءة باسم مرفوع بالواو نيابة عن الضّمّة ، وبعده حرف جر اسما لا ينصرف.

٣ ـ ثنّ الكلمات التّالية واجمعها ، وضع كل واحدة منها في جملة (بعد التثنية والجمع).

المسافر ، التّاجر ، المعلّم. العاملة.

٤ ـ حوّل الخطاب في العبارة الآتية إلى المفردة المؤنّثة ، ثم إلى المثنّى والجمع بنوعيه :

٤٠