المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

ـ أحلف بالله أن هذا كلام خاطىء.

ـ تالله لأسفهنّ رأيه.

ـ والله ـ لهذا كلام كاذب.

ـ أين يكمن جواب القسم في كل من أمثلة المجموعتين.

إنّ جواب القسم في المجموعة الأولى جملة إسميّة مقترنة بأن ولام الابتداء في المثال الأوّل والثّالث ، وفي المثال الثّاني اقترن (بأن) بلا (لام) الابتداء. وهذا الاقتران مستحسن في القسم الصّريح. أمّا في المجموعة الثّانية فإنّ جملة جواب القسم جملة فعليّة فعلها ماض مثبت لأنّه اقترن باللّام وقد في المثال الأوّل ، وفي المثال الثّاني مضارع مثبت باللّام والنّون.

إذا ، ما جواب القسم؟

القاعدة العامّة :

إنّ جواب القسم يكون جملة فعليّة فعلها ماض مثبت مقترن وجوبا بـ (اللّام) و (قد) ، مثال : والله لقد حضر زيد.

ـ إذا كان جواب القسم جملة فعليّة فعلها مضارع مقترن بـ (اللّام) وجب اقترانه بنون التّوكيد. مثال : والله لأقولن الحق.

ـ إذا كان جواب القسم جملة إسميّة مثبتة وجب اقترانه بـ (اللام) أو بـ (إنّ) أو بالاثنين معا. مثال : والله إنّ الخامل لفي جحيم. اللّام الّتي تدخل على جواب الجمل الإسميّة هي لام الابتداء والّتي تدخل على الفعل وهي لام التأكيد.

١٨١

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دلّ على جواب القسم في ما يلي واذكر نوعه :

ـ والله إن تفعل ما لا ينبغي تسمع ما لا تشتهي.

ـ والله إن تهن مالك تكرم نفسك.

ـ تالله إن تهن مالك تكرم نفسك.

ـ تالله إن تتكبر على الناس لتذلّنّ.

ـ وربّك إن يكثر كلامك ليكثرنّ غلطك.

ـ تالله إن أحسنت عملك تنجح.

٢ ـ إجعل كلا من الجمل التّالية جوابا للقسم :

... فلن تخذل.

... لسوف تندم.

... لنعم ما صنع.

... فأنت في مأمن من الأعداء.

... لقد أدّيت حقّ وطنك.

٣ ـ استعمل كلا من أحرف القسم في جملة مفيدة.

٤ ـ اكمل الجمل التّالية بجواب القسم المناسب :

ـ اقسم بالله ...

ـ تالله ...

ـ والله ...

ـ وأبيك ...

١٨٢

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ لعمرك إنّ الموت ما أخطأ الفتى

لكالطول المرخى وثنياه في اليد

ـ حلفت بالله لأكافحنّ الجهل.

إعراب تطبيقي :

لئن كنت قد بلّغت عني وشاية

لمبلغك الواشي أغشّ وأكذب

لئن : اللّام موطئه للقسم ، إن : حرف شرط جازم.

كنت : فعل ماض ناقص والتّاء اسمها. وجملة كنت في محل جزم فعل الشّرط.

قد : حرف تحقيق مبني على السّكون.

بلّغت : فعل ماض للمجهول مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك ، والتّاء ضمير متّصل في محل رفع نائب فاعل ، وجملة قد بلّغت في محل نصب خبر كنت.

عنّي : عن حرف جرّ ؛ والياء ضمير متّصل في محل جر بحرف الجرّ وهما متعلقان بـ (بلّغت).

وشاية : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

لمبلغك : اللّام رابطة لجواب القسم ، ومبلغ : مبتدأ مرفوع بالضّمة والكاف ضمير متّصل في محل جر بالإضافة ، وجملة لمبلغك جواب قسم مقدّر لا محلّ له من الإعراب.

الواشي : صفة مرفوعة بالضمّة المقدرة للثقل.

١٨٣

أغشّ : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره.

وأكذب : الواو حرف عطف ، أكذب معطوفة على أغش مرفوعة بالضّمة الظّاهرة ، وجملة جواب الشّرط محذوفة دلّ عليها جواب القسم.

١٨٤

الدّرس السادس والعشرون :

النّدبة

الأمثلة :

(١)

ـ وا عليّاه.

(٢)

ـ وا حجّاج.

ـ وا قتيل الدّار.

ـ وا من يؤذي الحيوان.

ـ وا من فتح مصر.

ـ وا من نشر الإسلاما.

خطّة البحث :

عرفنا في الجزء الثّاني من الدّروس أنّ المنادى اسم يذكر بعد حروف النّداء لاستدعاء مدلوله ، وأنّ حروف النّداء هي :

(يا ، أيا ، هيا ، أي ، الهمزة) فلو تأمّلنا الأسماء في المجموعة الأولى رأينا أنّها من نوع المنادى ، تجري عليها أحكامه من إعراب وبناء ، ولكن كلا منها منادى خاص لأنّه منادى محزون له متفجّع عليه ؛ فإذا قلت (وا عليّ) ، فكأنّك تناديه لينظر ما أنت فيه من الوجد والحزن عليه ، أي أن تندبه فهو (مندوب) ونداؤه يسمّى ندبة.

وإذا تأمّلنا المندوب المتفجع عليه (وا عليّاه) ، وجدنا أنّه اسم علم معرفة ، أو مضاف إلى معرفة ، أو اسم موصول مشهور بصلاته (وا من فتح مصر) ـ فلا يكون نكرة ولا مبهما كالضمائر وأسماء

١٨٥

الإشارة والأسماء الموصولة التي لم تشتهر بصلتها.

وإذا تأمّلنا أواخر المندوب وجدنا أنّه في إعرابه وبنائه يأخذ أحكام المنادى ، ولكن يجوز أن تزاد في آخره (ألف) وتسمّى (ألف النّدبة) ، وأن تزاد بعد الألف هاء عند الوقف تسمّى هاء السّكت.

مثال : وا معتصماه.

فالألف : للندبة حرف لا محلّ له من الإعراب.

والهاء : ها السّكت حرف لا محلّ له من الإعراب.

وبعد استطلاع الأمثلة نجد أنّ حروف النّدبة هي (وا) ، ويجوز استعمال (يا) إذا دلّت القرائن على أنّها للنّدبة. مثال : يا محمدّاه.

أمّا إذا تأمّلنا أمثلة المجموعة الثّانية وجدنا أنّ المندوب ليس متفجّعا عليه بل متوجّعا منه ، ووجدناه قد تجرّد في آخره من ألف الندبة. مثال : وا منير أو اتصل بألف الندبة بلا هاء السّكت عند الوقف. مثال : (الإسلاما).

القاعدة العامّة :

النّدبة نداء المتفجّع عليه أو المتوجّع عنه.

مثال : وا أميراه ، وا قلباه.

يقال للاسم المنادى بالنّدبة ـ المندوب.

مثال : وا معتصماه ، فالمندوب هو المعتصم.

أوجه المندوب ثلاثة.

أ ـ أن يكون مختوما بألف زائدة لتأكيد التّفجّع أو التّوجّع وبهاء السّكت.

١٨٦

مثال : وا أميراه.

ب ـ أن يكون مختوما بألف زائدة لتأكيد التّفجع أو التّوجّع.

مثال : وا قلبا.

ج ـ أن يبقى على حاله. مثال : وا قلب.

لنداء المندوب نستعمل (وا) غالبا وقد تستعمل (أيا) نادرا وبشرط أن لا يحصل التباس بالنّداء الحقيقي. مثال :

وا محمّداه ، أيا محمّداه.

في النّدبة عادة لا يجوز حذف المنادى أو أداته أي نبقي على حرف النّدبة والمندوب. مثال : وا عليّاه.

فلا يحق لنا حذف ركن من أركان النّدبة.

يكون المنادى المندوب :

أ ـ علما ـ وا أبتاه.

ب ـ معرفة غير مبهمة ـ وا رأساه.

ج ـ وقد يأتي مبهما إذا كان المبهم اسما موصولا مشتهرا بالصّلة.

مثال : وا من بنى السّد.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ أندب الأسماء الآتية بعد استيعابك صور النّدبة الثّلاث :

محمّد ، معتصم ، أبو عبيدة. من جمع القرآن ، فاتح مصر.

٢ ـ أندب ثلاثة أسماء من الأعلام بصور النّدبة الثّلاثة.

١٨٧

ـ أندب ثلاثة أسماء من المضاف بصور النّدبة الثلاثة.

ـ أندب اسما موصولا بصور النّدبة الثّلاثة.

٣ ـ أعرب :

ـ وا كبدا قد تقطّعت كبدي

وحرّقتها لواعج (١) الكمد (٢)

ـ فيا أسفا عليك وطول شوقي

إليك لو أنّ ذلك ردّ شيئا

إعراب تطبيقي :

وا أميراه.

وا : حرف نداء وندبة مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

أمير : منادى مندوب مبني على الضمّة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالفتحة (الحركة المناسبة للألف) ، وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّدبة المحذوف.

الألف : ألف النّدبة. حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

الهاء : هاء السّكت أو الوقف ، حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

__________________

(١) اللواعج : جمع لاعج : الهوى المحرق.

(٢) الكمد : الحزن الشّديد.

١٨٨

وا قلبا ـ وا قلب.

وا : حرف نداء للندبة مبنّي على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

قلب : منادى مندوب مبني على الضمّة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالفتحة (الحرك المناسبة للألف) وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّدبة المحذوف.

الألف : ألف النّدبة ، حرف منبيّ على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

١٨٩

الدّرس السابع والعشرون :

الاستغاثة

الأمثلة :

(١)

ـ يا لرجل الدّين من الكافرين.

(٢)

ـ يا للبرد.

ـ يا لعلي لليتامى.

ـ يا لخصب الأرض.

ـ يا للزكاة ويا للعطاء.

ـ يا للفواكه ويا للخضار.

ـ يا للعلم ويا للأدب.

ـ يا للزحام ويا للانفراج.

خطّة البحث :

إذا أصابنا ما لا قدرة لنا على ردّه ، أو نزلت بنا كارثة ، وأردنا أن نستنجد بمن يستطيع دفعها وتخفيف ويلاتها ، ناديناه مستغيثين به فنقول مثلا : (يا لرجل المروءة). ويسمّى المنادى (مستغاثا به أو مستغاثا) ، والاسم الدّال على من أصابته شدّة أو على الشدّة نفسها (مستغاثا من أجله). والمستغاث به في الحقيقة منادى فيكون علما.

مثال : يا لتوفيق. ويكون مضافا ، مثال : يا لخصوبة الأرض.

ويكون شبيها بالمصاف ، ويكون نكرة مقصودة مثال : يا لرجل.

١٩٠

ولا يكون نكرة غير مقصودة ، لأنّه من غير المفهوم أن نستغيث بما لا تقصد ، ويخالف المنادى أيضا في أنّه قد يكون محلّى بأل.

فإذا أخذنا أمثلة المجموعة الأولى وجدنا لاما داخلة على المستغاث به (لرجل ـ لعلي ـ للزكاة ... الخ) ، وهذه اللّام حرف جر ، وهي ومجرورها متعلقان بـ (يا) لأنّها هنا بمعنى (التجيء).

ولكن إذا دققنا في هذه الأمثلة رأينا للاستغاثة مع اللّام أساليب ثلاثة :

فقد يكون المستغاث به غير معطوف عليه. كما في المثال الأوّل والثّاني (يا لرجل الدّين ـ يا لعلي ...).

وقد يكون معطوفا عليه كما في المثال الثّالث (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ، وذلك بتكرار (يا) ، وقد يكون معطوفا عليه من غير (يا) كما في المثال الرّابع من المجموعة الأولى. أمّا المستغاث له فقد يذكر مجرورا باللّام كما في المثال الأوّل ، أو مجرورا بمن كما في المثال الثّاني. وقد لا يذكر حرف الجرّ.

ـ ولو أخذنا من المثل المستغاث به (لرجل الدّين ـ لعلي ـ للزكاة للعطاء ، للعلم ، للأدب). وجدنا أن لام المستغاث مفتوحة دائما عند ما تسبقها (يا) فإن سبقتها (واو) العطف من غير تكرار (يا) كسرت كما في المثل (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ؛ أمّا لام المستغاث لأجله ، فمكسورة دائما ، وهي ومجرورها متعلّقان بـ (يا) كما تعلّق بها المستغاث به ولامه ، أمّا أمثلة المجموعة الثّانية فلا نجد بها مستغاثا به ولا مستغاثا لأجله. ولكن نجد أساليب على صورة الاستغاثة يقصد بها التّعجب من شدّة الشّىء أو كثرته.

١٩١

ويسمّى المنادى في المجموعة الثّانية (متعجبا منه) ، وهو يشبه المستغاث به في جميع أحكامه.

ولو أخذنا أمثلة المجموعتين وجدنا أن الحرف الدّاخل على المستغاث به أو المتعجب منه (يا) دائما.

ويجوز أن يأتي المستغاث به والمتعجب منه غير مجرورين باللام ، وأن يبقيا على حالهما كما لو كانا مناديين.

مثال : يا محمد ، يا حرّ.

أو أن يختم بألف. مثال : يا محمدا ـ يا حرّا.

وهذه الألف لا تجتمع مع لام المستغاث به أو المتعجب منه.

القاعدة العامّة :

الاستغاثة هي نداء شخص ليعين غيره ويغيثه.

مثال : يا لتوفيق ـ يا للغريق.

ـ لا يستعمل من أحرف النّداء في الاستغاثة إلّا (يا) وفي الاستغاثة (مستغاث ـ مستغاث له) مثال : يا لتوفيق للغريق.

للمستغاث ثلاثة أوجه :

أ ـ أن يجرّ لفظا بلام مفتوحة. مثال : يا لتوفيق للغريق.

ب ـ أن يختم بألف زائدة لتأكيد الاستغاثة. مثال : يا عشيرتا للضعيف.

ج ـ أن يترك على حاله جاريا مجرى المنادى : مثال : يا لعلي للمسكين.

١٩٢

ـ إذا كرّر المستغاث وكان غير مقترن بـ (يا) فإنّ لامه تكسر.

مثال : يا للرجال وللنساء للبائسين.

ـ يجوز جرّ المستغاث له بـ (من) إذا كانت الاستغاثة عليه لا له. مثال : يا لقبيلتي من الغزاة المستبدين.

ـ أحكام المتعجّب منه كأحكام المستغاث ، فتقول في التّعجب من كثرة الأزهار.

مثال : يا للأزهار! ـ يا زهرا! ـ يا زهر!.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ استغث بمن يأتي بصور الاستغاثة الّتي تعرفها ، مع ذكر المستغاث من أجله :

الأطباء ـ رجال القضاء ـ الكرماء ـ المحتاجون ـ اليتامى ـ حماة الدّيار.

٢ ـ هات ثلاثة أمثلة للاستغاثة مع ذكر المستغاث لأجله. وثلاثة أمثلة مختلفة للمتعجب منه.

٣ ـ ضع مستغاثا في المكان الخالي :

١ ـ ... من كثرة السّمك.

٢ ـ ... للمنكوبين بالحريق.

٣ ـ ... للأميين.

٤ ـ ... من جشع التّجّار.

٥ ـ ... للفقراء المساكين.

١٩٣

٤ ـ أعرب ما يلي :

ـ صبغت وفاتك فيه أبيض فجره

يا للعيون من الصّباح الأسود

ـ تكنّفني الوشاة فأز عجوني

فيا للناس للواشي المطاع

إعراب تطبيقي :

يا عشيرتا للضّعيف.

يا : حرف نداء واستغاثة.

عشيرتا : منادى مفرد نكرة مقصودة مبني على الضّم المقدّر على التّاء منع من ظهورها اشتغال المحل بالفتحة المناسبة للألف ، وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف والاستغاثة المحذوفة ، والألف زائدة لتوكيد الاستغاثة.

يا عشيرة للضعيف.

عشيرة : منادى مبني على الضّم في محل نصب مفعول به لفعل النّداء والاستغاثة المحذوف.

يا لخالد للعرب

يا : حرف نداء واستغاثة.

لخالد : اللام حرف جر ، خالد : اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة والجار والمجرور متعلقان بـ (يا) المتضمنة معنى (التجىء) أو (أدعو) ؛ خالد : منادى مستغاث مجرور لفظا منصوب محلا. علما أنه مفعول به لفعل النداء

١٩٤

المحذوف. وتكون لا في هذا الشكل من إعراب خالد حرف جر شبيه بالزائد. (وخالد مستغاث به).

لسليمان : جار ومجرور متعلقان بيا. (وهو مستغاث له).

١٩٥

الدّرس الثامن والعشرون :

الاشتغال

الأمثلة :

(١)

ـ إن المال جمعته فانفقه في سبيل الخير.

(٢)

ـ خرجت من الدّار فإذا الطفل تصدمه سيّارة.

ـ الكريم أكرمت ولديه.

ـ ذو الفضل إن قابلته فاستقبله.

ـ هلّا الدواء اشتريته لتبرأ ممّا ألم بك.

ـ ألا نجاحا باهرا تحقّقه.

ـ كريم على العلّات ماضي العزائم.

(٣)

ـ جميل عاتبه.

ـ شرفك صنه.

خطّة البحث :

نأخذ أمثلة المجموعة الأولى نجد أنّ الاسم الأوّل في كلّ منها متلوّ بفعل ، وأنّ هذا الفعل اشتغل عن نصب الاسم السّابق

١٩٦

عليه بنصب الضمير العائد عليه كما في المثال الأوّل (إن المال جمعته فانفقه في سبيل الخير) وهو الضمير (الهاء).

أمّا في المثال الثّاني فقد نصب اسما متّصلا بالضّمير العائد عليه كما في المثال : (الكريم أكرمت والديه) ، ونرى أن الفعل لو لم يشتغل بنصب الضّمير أو ما اتّصل بالضّمير ، لتسلّط على الاسم السّابق فنصبه ، ولو أنّك نظرت إلى بقيّة الأمثلة في المجموعتين لوجدت ذلك ظاهرا في جميعها ؛ وقد يسمى الاسم المتقدّم في الأمثلة الواردة وأشباهها (مشغولا عنه).

ـ بم سبق المشغول عنه؟

لو عدنا إلى الأمثلة لوجدنا أن المشغول عنه مسبوقا بـ (إن) الشرطيّة وهلّا الّتي للتحضيض أو بإحدى أدوات العرض (ألّا). وهذه الأمثلة لا تدخل على الأفعال ، فإذا جاء بعدها اسم كان مفعولا لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور في الجملة ، ولمّا كان الفعل المذكور (جمعته ، اشتريته ، تحققه) طالبا مفعولا به وجب أن يكون الفعل المحذوف طالبا مفعول به كذلك.

وعلى هذا يكون كل اسم من الأسماء (المال ، نجاحا ، الدّواء) واجب النّصب بفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور ، فالمشغول عنه في هذه الأمثلة وأشباهها واجب النّصب لوقوعه بعد أداة تختص بالدّخول على الأفعال.

أمّا أمثلة الطّائفة الثّانية فإنّ المشغول عنه في المثال الأوّل (الطّفل) مسبوقا (بإذا) الفجائية وهي تختصّ بالدّخول على الأسماء ؛ وفي المثال الثّاني (ذو الفضل إن قابلته فاستقبله) متلوّا بأداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. كأدوات الشّرط والاستفهام

١٩٧

والتحضيض وغيرها. فالمشغول عنه في المثال الأوّل يجب رفعه بالابتداء لأنّ (إذا) الفجائيّة كما قلنا لا تدخل إلّا على الجمل الإسميّة. مثال : خرجت فإذا الأرض تضيئها الشمس. والمشغول عنه في المثال الثّاني من المجموعة الثّانية (ذو الفضل إن قابلته فاستقبله) ويجب رفعه بالابتداء أيضا لأنّ الفعل الذي بعد الأدوات التي لها حق الصدارة لا يصح أن نعمل ما بعدها فيما قبلها فلا يجوز أن يعمل الفعل (قابل ...) في كلمة (ذو) الواقعة قبل الشرط. ومن ذلك يتضّح أن المشغول عنه يجب رفعه إذا جاء بعد أداة تختصّ بالدّخول على الأسماء أو سبق أداة يعمل ما بعدها فيما قبلها.

أمّا إذا دقّقنا في أمثلة المجموعة الثّالثة (جميل عاتبه) رأينا أنّ المشغول عنه فيها ليس مسبوقا بأداة تختصّ بالدخول على الأفعال أو الأسماء ، وليس سابقا أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها لهذا يجوز أن تنصبه بفعل محذوف ويجوز أن ترفعه على أنّه مبتدأ والجملة بعده خبر له. مثال : جميل عاتبه أو / جميلا عاتبه.

القاعدة العامّة :

الاشتغال أن يتقدّم اسم واحد ويتأخر عنه فعل أو شبهه يشتغل عنه بالعمل في ضميره أو ما اتصل بضميره مباشرة.

مثال : الوزير قابلته.

يكون المشغول عنه :

أ ـ مرفوعا. مثال : الوزير قابلته.

ب ـ منصوبا. مثال : هل الوزير قابلته.

١ ـ قد يشتغل العامل في اسم مشتمل على ضمير يعود إلى المشغول عنه.

١٩٨

مثال : الوزير قابلت خادمه.

٢ ـ يجب نصب المشغول عنه إذا وقع بعد أدوات التحضيض والعرض والشّرط والاستفهام (ما عدا الهمزة).

مثال : هل الوزير قابلته؟

هلّا العلم طلبته!

إن إبراهيم صادفته فادعه.

٣ ـ يرجح نصب المشغول عنه في أربعة مواضع :

أ ـ أن يسبق بنهي. مثال : الولد لا تضربه.

ب ـ أن يليه أمر. مثال : جميلا عاتبه ـ خالدا لينصره الله.

ج ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام. مثال : أكاذبا نصدّقه.

د ـ أن يقع جوابا لمستفهم عنه منصوب. مثال : عليّا هنأتّه.

وذلك جوابا لمن يسأل (من هنّأت؟).

يجب رفع المشغول عنه في ثلاثة مواضع :

أ ـ إذا وقع بعد واو الحال. مثال : تنزهت والأرض يزينها زهرها.

ب ـ إذا وقع بعد إذا الفجائية. مثال : خرجت فإذا الأرض تضيئها الشمس.

ج ـ إذا وقع قبل أدوات الاستفهام. مثال : المعلّم هل احترمته.

قبل أدوات الشّرط : إبراهيم إن صادفته فادعه.

١٩٩

قبل ما النّافية : العلم ما تركته.

قبل لام الابتداء : التعاون لنحن نباركه.

قبل ما التعجبيّة : الطّقس الجميل ما أحبّه.

قبل كم الخبريّة : المصلح كم قدّرناه.

قبل إنّ وأخواتها : الزورق إنّي أركبه.

في هذه الحالات يكون خبر المبتدأ جملة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن في الجمل التّالية المشغول عنه واعربه. وبيّن حكمه من حيث وجوب النّصب أو الرّفع :

ـ (العامل) باركت.

ـ دخلت فإذا (الطلّاب) يخاطبهم المدير.

ـ هلّا (الإخوان) صارحتهم.

ـ كتبت و (الطاولة) يهزّها أخي الصّغير.

ـ (الوطن) هلّا خدمته.

ـ (النشيد) الوطني إنّي أردّده.

٢ ـ ضع كل حرف من الحروف الآتية وهي :

إن ، إذا الشّرطية ، لو ، مرّة قبل المشغول عنه ومرّة بعده ثم اذكر حكمه وموقعه من الإعراب.

٣ ـ استعمل الأفعال الآتية مرّة مع اسم مشغول عنه واجب النّصب ، ومرّة مع اسم واجب الرّفع ، وثالثة مع اسم يجوز فيه الوجهان.

٢٠٠