المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

الاسم نكرة جاز رفعه وجرّه ونصبه ، فالجرّ والرّفع كما سبق وعرضناه. وأمّا النّصب فعلى أنّه تمييز «ما» ويجوز ذلك لأنّه نكرة.

ماذا نستنتج؟

لم يؤتى بتركيب لا سيّما؟

القاعدة العامّة :

يؤتى بتركيب «لا سيّما» لتفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم ، وهو مركّب من «لا» النّافية للجنس وكلمة «سي» بمعنى «مثل».

مثال : أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

ـ الاسم الواقع بعد «لا سيّما» جاز فيه الرّفع والجرّ إذا كان معرفة.

مثال : يكافأ المجدّون ولا سيّما المجدّ المتفوّق أو المجدّ.

ـ وإذا كان نكرة جاز رفعه ونصبه وجرّه.

مثال : يكافأ المجدّون ولا سيّما مجدّ خلقه كريم أو مجدّ أو مجدّا.

ـ خبر «لا» في أسلوب «لا سيّما» محذوف دائما ، أمّا اسمها فهو كلمة «سي» بمعنى «مثل».

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دل في الأمثلة الآتية على الاسم الواقع بعد «لا سيّما» واضبطه بالشّكل واذكر حكمه الإعرابي :

١٦١

ـ الفراغ يفسد العقول ولا سيما الضّعيفة.

ـ ما أجمل الكواكب في فصل الصّيف ولا سيّما القمر.

ـ أحبّ نداءات البطولة ولا سيّما نداء المجد.

ـ العلماء محترمون ولا سيّما عالم عامل.

٢ ـ أنشيء ثلاث جمل يكون الاسم بعد «لا سيّما» في كل منها معرفة ، وبيّن الأوجه الممكنة في إعرابه وأي الأوجه ترجّح.

٣ ـ أنشيء ثلاث جمل يكون الاسم بعد «لا سيّما» في كلّ منها نكرة ، وبيّن الأوجه الممكنة في إعرابه وأيّ الأوجه ترجّح.

٤ ـ أعرب ما يلي :

ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح

ولا سيّما يوم بدارة جلجل

ـ يحبّ الله عباده ولا سيّما المؤمن.

إعراب تطبيقي :

العلماء محترمون ولا سيّما العاملين.

العلماء : مبتدأ مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره.

محترمون : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه (الواو) لأنّه جمع مذكّر سالم.

الواو : اعتراضيّة حرف لا محلّ له من الإعراب.

لا : نافية للجنس تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل ويسمّى اسمها وتبقي الثاني مرفوعا وتسّميه خبرها.

سيّما : سيّ : بمعنى «مثل» وهي اسم «لا» النّافية للجنس منصوب

١٦٢

وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. و «ما» زائدة للتّوكيد ، وسيّ مضاف.

العاملين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم. أمّا خبر «لا» محذوف (دائما) وتقديره موجود.

١٦٣

الدّرس الثالث والعشرون :

الاستثناء

الأمثلة :

ـ جاء القوم إلّا فؤادا.

ـ جاء القوم إلّا الدّوابّ.

ـ حضر القوم سوى فؤاد.

ـ لا ينهض بالوطن غير المخلصين.

ـ جاء الطّلّاب عدا واحدا أو واحد.

ـ جاء الطّلّاب ما خلا فريدا.

خطّة البحث :

بالنظر في الأمثلة ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ في المثال الأول أننا استثنينا فؤادا من حكم المجيء.

ف (فؤاد) هو المستثنى و (القوم) المستثنى منه و (إلّا) حرف الاستثناء.

ـ لم نصب المستثنى (فؤادا)؟

نصب المستثنى لأنّ الاستثناء تام وموجب ، أي أن المستثنى منه مذكور في الكلام ، وأسلوب الاستثناء غير مسبوق بنفي أو نهي أو استفهام إنكاري مثال : قام القوم إلّا زيادا.

فلو قلنا مثلا (ما نجح إلّا فؤاد). فقد وجب رفع المستثنى لأنّ المستثنى منه محذوف والكلام سبق بأحد أحرف النّفي (ما).

١٦٤

فالاستثناء ناقص منفي ، والاستثناء هنا متصل لأن المستثنى جزء من المستثنى منه

وإذا كان المستثنى ليس جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء منقطعا مثل : جاء القوم إلّا الدّواب.

فالاستثناء منقطع لأن (الدواب) ليس من جنس (القوم).

ونسمّي الاستثناء مفرغا مثال : ما نجح إلّا سمير. حيث حذف المستثنى منه. فأصل الكلام : ما نجح من الطلاب إلّا سمير.

وقد يستثنى (بغير وسوى) فيجرّ الاسم الّذي بعدهما على أنّه مضاف إليه مجرور. مثال : رأيت الأزهار متفتّحة غير زهرة.

ف (غير) ليست حرفا مثل (إلّا). إنّما هي اسم منصوب على الاستثناء و (زهرة) : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

غير وسوى لا يعربان هذا الإعراب ، إلّا إذا كان الكلام تامّا.

أمّا إذا كان الكلام غير تام فتعربان حسب موقعيهما في الجملة.

مثال : ما رأيت سوى واحد.

فسوى هنا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتّعذّر.

ويستثنى كذلك بعدا وخلا بنصب الاسم الذي يأتي بعدهما على أنّه مفعول به ، لأنّهما فعلان.

فعدا وخلا : فعلان ماضيان جامدان مبنيان على الفتح المقدّر للتّعذّر ؛ وهما فعلان للاستثناء وتطبّق على أسماء وأفعال الاستثناء أحكام إلّا نفسها من استثناء متّصل أو منقطع أو مفرغ.

إلام نخلص بعد هذا العرض؟

١٦٥

القاعدة العامّة :

ـ الاستثناء تعريفه ، أقسامه ، حالاته.

الاستثناء هو إخراج الاسم الواقع بعد إحدى أحرف الاستثناء من حكم ما قبلها. مثال : نجح الطّلّاب إلّا خالدا.

ـ أدوات الاستثناء هي : إلّا ـ غير ـ سوى ـ خلا ـ عدا ـ حاشا.

ـ الجملة الاستثنائية تشتمل على ثلاثة أشياء :

مستثنى ـ مستثنى منه ـ وأداة الاستثناء.

مثال : حضر الجميع إلّا أباك.

أباك : مستثنى / الجميع : مستثنى منه / إلّا : حرف الاستثناء.

ـ الاستثناء ثلاثة أقسام :

أ ـ المتّصل ـ وحيث يكون المستثنى من جنس المستثنى منه.

مثال : حضر القوم إلّا فؤادا.

ب ـ المنقطع ـ حيث يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه.

مثال : حضر الطّلّاب إلّا كتبهم.

ج ـ المفرغ ـ حيث يكون المستثنى منه محذوفا.

ويعرب الاسم الواقع بعد إلّا (المستثنى) حسب موقعه في الجملة أي أننا نقدر حذف أداة الاستثناء وأداة النفي

١٦٦

أو النهي. فنعرب مثل قولنا : ما نجح إلّا سمير مثل إعراب نجح سمير (فعل وفاعل) وفي هذه الحالة تكون الأداة (إلّا) ملغاة وتعرب أداة حصر.

للمستثنى ثلاث حالات :

أ ـ أن ينصب بإلّا ، عند ما تكون الجملة غير منفيّة والمستثنى منه موجود.

مثال : جاء الأولاد إلّا سميرا.

ب ـ أن يعرب بحسب موقعه في الجلمة إذا كانت الجملة منفيّة والمستثنى منه غير مذكور. مثال : ما نجح إلّا فؤاد / ما رأيت إلّا فؤادا.

ج ـ أن ينصب على الاستثناء أو أن يجعل بدلا من المستثنى منه إذا كانت الجملة منفيّة وذكر المستثنى منه. مثال : ما سقط المجتهدون إلّا فؤادا أو فؤاد.

ـ يكون المستثنى بـ (غير وسوى) مجرورا بإضافتهما إليه.

مثال : جاء القوم سوى نبيل.

ـ حكم (غير سوى) من الإعراب حكم الاسم الواقع بعد إلّا في جميع أحواله (متّصلا ، منقطعا ، ومفرغا).

ـ الاسم الواقع بعد (خلا ، عدا ، حاشا) له وجهان :

أ ـ أن ينصب على الاستثناء. مثال : جاء الطّلّاب عدا واحدا.

ب ـ أن يجرّ على أنه أحرف جرّ.

مثال : جاء الطّلّاب عدا واحد.

١٦٧

ـ إذا سبقت عدا وخلا بـ (ما) يجب نصب الاسم بعدها على الاستثناء.

مثال : نحج الطّلّاب ما عدا فؤادا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ حرّك الجمل التّالية :

ـ نجح الأولاد ما عدا الخامل / ليس لي سبيل غير سبيل المحبة.

ـ ما جاء سوى نبيل / حفظت القصائد إلّا ثلاثة.

ـ هجرت النّاس حاشا الصّديق / ما جاء المسافر إلّا محفظته.

ـ ما دك العروش أمر غير المجون واللهو / ألا كلّ مجدّ ما خلا العلم زائد.

٢ ـ قل ما محل غير وسوى من الإعراب واذكر السّبب في ما يلي :

ـ لا ينال أحد العلى غير من يسهر اللّيالي / جاء النّاس كلّهم سوى فؤاد.

ـ لم ينل أحد مراده غير هذا الفتى / ذهب الملك غير حاشيته.

ـ لا أرافق من الطّلّاب سوى زيد.

٣ ـ عيّن المستثنى فيما يلي وبيّن حكم إعرابه :

ـ ما أنت إلّا نذير / ليس للتّلميذ عمل إلّا المذاكرة.

ـ لم أقرأ من الكتاب إلّا صفحات / تقدّر الدّولة المجدّ لا المهمل.

ـ لن ينجح إلّا المجدّ / لم أصنع إلّا المعروف.

١٦٨

٤ ـ عبّر عن معنى كلّ جملة من الجمل الآتية بأسلوب استثناء مع تنويع أداة الاستثناء :

ـ شاهدت المصايف ولم أشاهد زحلة.

ـ أثمرت شجرة البلح من بين الشّجرات.

ـ عادت الطّائرات ولم تعد واحدة.

ـ صاحبني في سفري عليّ فقط.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ ما سقط المجتهدون إلّا فؤادا أو فؤاد.

ـ جاء المتسابقون ما خلا الشّهداء.

ـ قال النّابغة :

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم

بهنّ فلول عن قراع الكتائب.

إعراب تطبيقي :

الآية (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً).

درست الطالبات غير سعاد.

ما جاء المعلمون سوى معلّمين.

* إعراب (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً).

يا : حرف نداء مبنى على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

أيّها : أيّ : منادى نكرة مقصودة مبني على الضّم في محل نصب على النّداء ، والهاء للتنبيه حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

المزّمّل : بدل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة في آخره.

١٦٩

قم : فعل أمر مبني على السّكون حرّك بالكسرة منعا من التقاء السّاكنين ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

الليل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

إلّا : حرف استثناء مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

قليلا : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة في آخره.

* درست الطّالبات غير سعاد.

درست : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره والتاء للتّأنيث.

الطّالبات : فاعل مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره.

غير : اسم منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

سعاد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره.

* ما جاء المعلّمون سوى معلّمين.

ما : نافية حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

جاء : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره.

المعلّمون : فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم.

سوى : اسم منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتّعذر ، وهو مضاف.

معلّمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثّنى والنّون عوضا عن التّنوين في الاسم المفرد.

١٧٠

الدّرس الرابع والعشرون :

التّوكيد

الأمثلة :

ـ صافحت القائد القائد.

ـ رعى حفلتنا الوزير نفسه.

ـ عاد التّلاميذ جميعهم.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

هل ماثلت لفظة (القائد) الثّانية لفظة (القائد) الأولى في المثل الأوّل لفظا وحركة؟ ولم؟

نلاحظ أن لفظة «القائد» الثّانية ، ماثلت لفظة (القائد) الأولى في اللّفظة والحركة ، لأنّها تابع وجيء بها للتأكيد ، فهي تزيل أيّ لبس أو غموض يمكن أن يوحي به السياق. فالمصافح هو القائد ولا أحد غيره. وهذا التأكيد تم بتكرار للاسم الظّاهر. ويسمّى التأكيد اللّفظي.

أمّا المثال الثّاني :

رعى حفلتنا الوزير نفسه.

فقد ماثلت لفظة نفسه لفظة الوزير في الحركة لأنها تابع أيضا :

١٧١

وذكرت لفظة نفسه ، للتأكيد على أن الوزير شخصيا ولا أحد غيره قد رعى الحفلة.

وما يؤكّد بلفظة (نفس) المفرد والمثنّى والجمع في المذكّر والمؤنّث :

أمّا المثال الثّالث :

عاد التلاميذ جميعهم.

فقد ماثلت لفظة (جميعهم) لفظة (التلاميذ) في الحركة لأنّها تابع وذكرت لفظة (جميعهم) بعد لفظة (التّلاميذ) لتأكيد نجاحهم جميعا ، ولإزالة ما قد يلتبس على السامع أو يتوهمه من أن أحدا منهم قد رسب.

ويسمّى مثل هذا التّابع «تأكيدا معنويا».

قاعدة عامّة :

التأكيد أو التّوكيد : تابع يذكر لتثبيت أمر المتبوع في نفس السّامع أو دفعا للإنكار وإزالة للشّبهة أو رفعا لاحتمال المجاز وإزالة للتوهم والظنّ.

مثال : قارعت الخطيب الخطيب.

واجهت القائد نفسه.

وصل المهاجرون جميعهم.

التّأكيد قسمان لفظي ومعنويّ.

١ ـ اللّفظي : يكون بتكرار اللفظ السابق ويكون المؤكّد :

أ ـ اسما ظاهرا. مثال : قارعت اللّاعب اللّاعب.

١٧٢

ب ـ ضميرا. مثال : صاحبتك أنت.

ج ـ فعلا. مثال : قام قام الخطيب.

د ـ حرفا. مثال : لا لا أنازل الجبان.

ه ـ جملة. عافاك الله ، عافاك الله

٢ ـ التأكيد المعنوي وألفاظه. نفس ، عين جميع ، كلّ ، عامّة ، كلا ، كلتا.

يؤكّد بـ (نفس وعين) المفرد مذكرا ومؤنّثا ، وقد تفردان مع المفرد ، وتجمعان مع المثنّى والجمع.

مثال : جاء المعلّم نفسه أو عينه.

جاء المعلّمان أنفسهما أو أعينهما.

جاء المعلّمون أنفسهم أو أعينهم.

جاءت المعلمات أنفسهن أو أعينهنّ.

ـ يجوز جرّ (نفس وعين) بباء زائدة. مثال : جاء المعلّم بنفسه أو بعينه.

تؤكّد (كلا وكلتا) المثنّى. الأولى للمذكّر والثّانية للمؤنّث.

مثال : رقّي الطيّاران كلاهما.

كوفئت التّلميذتان كلتاهما.

إذا أضيفت (كلا وكلتا) إلى الضّمير فإنّهما تعربان بالحروف أي ترفعان بالألف وتنصبان وتجرّان بالياء ؛ أمّا إذا أضيفتا إلى الاسم الظّاهر فإنّهما تعربان بالحركات مقدّرة على الألف.

ـ وصل التّلميذان كلاهما.

١٧٣

ـ كافأ المدير التّلميذين كليهما.

ـ كافأ المدير كلا التّلميذين.

إذا أريد تقوية التّأكيد جيء بكلمة أجمع بعد كلمة (كل) متصرّفة بحسب متبوعها.

مثال : فاز الطّلاب كلّهم أجمعون.

هنّأت الطّلاب كلّهم أجمعين.

ومن ألفاط التوكيد المعنوي أيضا كل وجميع وعامة.

ويراد بهذه الكلمات الشمول. ويكون المؤكد بها جمعا له مفرد ، مثل : جاء المسافرون جميعهم أو كلهم ، أو عامتهم ؛ كما يكون مفردا دالا على أجزاء. مثل : جمعت مالي كله بالجدّ والاجتهاد ، أو (مالي جميعه ، أو عامته).

فالمال يتكون من أجزاء مثل القروش والليرات والآلاف ومئات الآلاف. ويمكن الانتفاع بكل من هذه الأجزاء التي يدل عليها لفظ المال بنفسه من دون حاجة إلى الآخر.

ملحقات التوكيد المعنوي :

يلحق بألفاظ التوكيد المعنوي (كل ، جميع ، عامة) نوعان من الكلمات.

النوع الأول : أجمع ، جمعاء ، أجمعون ، جمع نحو :

ـ حضر الجيش كلّه أجمع وحاول التحرير.

ـ راجعت الصفحة كلها جمعاء.

ـ نجح الطلاب كلهم أجمعون.

ـ نجحت الطالبات كلهنّ جمع.

١٧٤

والنوع الثاني : اسم مصدر :

يضاف في بعض الصيغ العدد إلى ضمير المعدود فيعرب توكيدا ، مثل :

نجح الطلاب سبعتهم بتفوّق.

جاء الضيوف تسعتهم.

سلمت على المدرسين ثلاثتهم.

رأيت المهندسين خمستهم.

فكل من الألف : سبعتهم ، تسعتهم ، ثلاثتهم. مضاف إلى ضمير المعدود (هم) ويعرب : توكيد معنوي تابع للمعدود (المؤكد). في الإعراب الأول والثاني تبعه في الرفع ، والثالث تبعه في حالة الجر والأخير تبعه في حالة النصب.

قاعدة عامّة :

ـ إذا أكّد الضمير المرفوع المتّصل أو المستتر بـ (نفس وعين) وجب تأكيده أوّلا بالضّمير المنفصل.

مثال : المعلّم أنهى هو عينه النّص.

باشرت أنا نفسي العمل.

ـ إذا أكّد الضّمير المنصوب أو المجرور بـ (عين أو نفس) لم يؤكد بالضمير المنفصل.

مثال : واجهتك نفسك.

ـ يؤكّد بالضمير المرفوع المنفصل كلّ ضمير متّصل.

مثال : نجوت أنت ـ أطعتك أنت ـ التقيت بك أنت.

ـ لا يؤكّد الاسم الظّاهر بالضّمير فلا يقال قدم إبراهيم هو.

١٧٥

ـ يؤكد الضّمير بالضّمير.

مثال : نجوت أنت.

ـ يؤكد الضّمير الاسم الظّاهر.

مثال : نجوت نفسك.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ اعط عشر جمل مستعملا فيها كلا وكلتا.

٢ ـ ضع التّوكيد والمؤكّد المناسبين في المكان الخالي من الجمل التّالية :

ـ من بنى مستقبله فهو ...

ـ على أكتاف ... تقوم دعائم الوطن.

... قطف الفلّاح ... الشّجرة ...

٣ ـ أكّد ما تحته خط توكيدا معنويّا.

ـ على هذه الشّواطىء أتمشّى أبدا بين الرّمل والزّبد. إن المّد يمحو آثار قدمي وستذهب الرّيح بالزّبد. أمّا البحر والشّاطىء فيظلّان إلى الأبد.

٤ ـ أعرب ما يلي :

إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم

يزين من أجاره قد ضيما

إعراب تطبيقي :

فأين إلى أين النّجاة ببغلتي

أتاك أتاك اللّاحقون أحبس أحبس

١٧٦

فأين : الفاء حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ. التقدير : النجاة كائن أو صائر.

إلى أين : جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف للمبتدأ.

النّجاة : مبتدأ مؤخّر.

ببغلتي : جار ومجرور متعلّقان بالنّجاة ، والياء في محل جر بالإضافة.

أتاك : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف في محل نصب مفعول به.

أتاك : فعل ماضي مبني على مقدّر والكاف في محل نصب مفعول به ، وهو توكيد للفعل الأول (أتاك).

اللّاحقون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

احبس : فعل أمر حرّك بالكسر لضرورة الشّعر ومبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

احبس : فعل أمر حرّك بالكسر لضرورة الشّعر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

جملة أتاك تأكيد.

جملة احبس تأكيد.

١٧٧

الدّرس الخامس والعشرون :

القسم

الأمثلة :

ـ بأبي وأمي أنت.

ـ تالله لأسفهنّ رأي هذا الرّجل.

ـ لله ... لأنجو من فضولك.

ـ والله لقد نجحت.

خطّة البحث :

لاحظنا من خلال الأمثلة المذكورة أسلوب قسم دخل على كل من الجمل الأربع ، والدّليل على القسم أنّ كلا من الأمثلة قد احتوى حرفا من حروف القسم هي (الباء في المثال الأوّل) ، و (التاء في المثال الثّاني) (اللّام في المثال الثّالث) و (الواو في المثال الرّابع) ، هذه الحروف الأربعة قد جرّت الاسم الذي اتّصل بها وبهذا تكون هذه الأحرف قد أخذت حكم أحرف الجرّ. مثال :

وأبيك إنّ هذه الفتاة تزعجني وإعرابه (وأبيك) : الواو : حرف قسم وجرّ مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. أبيك : اسم مجرور بواو القسم وعلامة جرّه (الياء) لأنّه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

ـ إذا ، ما القسم؟ وما أحرفه؟

ـ القسم أسلوب يستعمل لإثبات معنى الكلام أو نفيه.

١٧٨

مثال : والله ما كذبت أبدا.

وأحرف القسم هي :

(الواو ، الباء ، التّاء ، اللّام) وهي أحرف جرّ للقسم.

مثال : والله إنّك لصادق فيما قلت.

فقد لاحظنا أنّ فعل القسم حذف مع الواو ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف وتقديره (أقسم) ، ومثل الواو والتّاء واللّام فإنّ أحكام (الواو) تطبّق عليهما ، أمّا (الباء) فقد يجوز ذكر فعل القسم قبل (الباء) مثال : أقسم بالله ، ويجوز حذفه أيضا. مثال : بربي سأعود إليك.

أنواع القسم :

الأمثلة :

(١)

ـ والله إنّك لعالم بأمورك.

(٢)

ـ أشهد لقد رأيت خالدا منتصرا.

ـ أقسم بالله إنّي لمريض هذا اليوم.

ـ علم الله إنّه لعالم.

ـ تالله لأحترمن رأيك.

ـ لأحترمنّ المؤمن.

نلاحظ بالنظر في الأمثلة السابقة أنّ أحرف القسم المستعملة في المجموعة الأولى هي : الواو ، الباء ، التّاء ، والمقسم به هو (الله) والمقسم عليه هو (إنك لعالم) في المثال الأوّل ، وفي الثّانية (إني لمريض) وفي الثّالثة (لأحترمن رأيك).

هذا النّوع من القسم هو القسم الصّريح لأنّه تمّ بألفاظ موضوعة له.

١٧٩

أمّا القسم الوارد في المثلين الأولين من المجموعة الثّانية فالقسم يؤكد بالقرينة المعنويّة (علم الله) ؛ أمّا (اللّام) في المثل الثالث من المجموعة الثّانية متّصلة بالفعل (لأحترمن) هي القرينة اللّفظيّة التي تؤكد القسم.

وهكذا نخلص إلى أنواع القسم.

القاعدة العامّة :

القسم نوعان : صريح وغير صريح.

أ ـ الصّريح : هو الذي يتمّ بوساطة الألفاظ الموضوعة للقسم ويتألف من حرف القسم ، والمقسم به ، والمقسم عليه ، ويسمّى جواب القسم.

مثال : لعمرك إنّ الجاهل مذموم.

اللّام : أداة القسم ، عمرك : المقسم به.

ب ـ القسم غير الصّريح : هو الّذي يتمّ بوساطة ما وضع لغير القسم ولكن يفهم القسم من معناها ولا بدّ من وجود قرينة في الكلام تدلّ على القسم.

مثال : أشهد لقد رأيت الغلبة للحق.

(لقد) هي القرينة.

جواب القسم :

(١)

ـ والله إنّك لكاذب في كلّ ما قلت.

(٢)

ـ والله إن صدقت لقد حقّقت كثيرا.

١٨٠