المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

صبرا : توكيد لفظي للأولى لا محلّ له من الإعراب.

فما : الفاء استئنافية ، وما النافية تعمل عمل ليس.

نيل : اسم (ما) مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره وهو مضاف.

الخلود : مضاف إليه مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره.

بمستطاع : الباء حرف جر زائد ، مستطاع : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنّه خبر.

١٤١

الدّرس العشرون :

الجامد والمشتق

خطّة البحث :

نطرح بعض الأمثلة للتطبيق :

(١)

ـ يا سامعا صوتي ، أجب على ندائي.

(٢)

ـ يرهف المهاجر مسمعيه.

ـ كانت أصوات المتكلمين مسموعة.

ـ يرى المغترب محيطه الجديد غريبا.

ـ إنّ الله سميع لدعاء البريء.

ـ ينهار ذلك الحاجز.

ـ يرهف المهاجر مسمعيه.

ـ وصل المغترب إلى مبتغاه.

(٣)

ـ القلم للكاتب سلاح فتّاك.

ـ يرى المغترب بيئته الجديدة غريبة.

ـ ينهار ذلك السّد.

ـ وصل المغترب إلى هدفه.

ـ لو أخذنا أمثلة المجموعة الأولى ما ذا نلاحظ؟

١٤٢

نلاحظ أنّ الجمل في المجموعة الأولى اشتركت في معنى واحد هو (السّمع) ؛ وسبب الاشتراك أنّ الكلمات (سامعا ـ مسموعة ـ سميع ـ مسمعيه) كلّها أسماء مأخوذة من الفعل سمع ، وتسمّى هذه الكلمات أسماء مشتقّة.

وفي أمثلة المجموعة الثّانية ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ الكلمات (مسمعيه ـ محيطه ـ الحاجز ـ مبتغاه) قد اشتقّت من المصادر (السمع) و (الإحاطة) و (الحجز) و (الابتغاء).

ـ إذا ، ما الاسم المشتقّ؟

الاسم المشتقّ هو ما دلّ على ذات ، يلاحظ فيها وجود الصفة كالأسماء السابقة.

مثال : عالم ـ علم / كاتب ـ كتب.

والمشاركة في الحروف الأصلية والاشتقاق هو أخذ كلمة من أخرى ، ويشترط أن تتفقا في المعنى والمادة الأصلية فتظل الكلمة المشتقة دالة على معنى الكلمة التي اشتقت منها أو المعنى الأصلي مع زيادة مفيدة تؤدي إلى اختلاف الكلمتين في الحروف والهيئة.

فالمصدر (السمع) مثلا هو أصل في الاشتقاق ، فيؤخذ منه.

الفعل الماضي «سمع».

والمضارع (يسمع) والأمر ، (اسمع) أو اسم الفاعل (سامع) واسم المفعول مسموع.

والمصدر (اسمع) يدل على «مطلق الضرب» ؛ أمّا الصيغ المشتقة منه زادت عليه في الدلالة وفي الحروف. وإذا ساواه الماضي في عدد الحروف فقد زاد عليه في الدلالة. وهكذا قل

١٤٣

في مسمعيه ، ومسامعه ... وهذا الاشتقاق يسمى الاشتقاق الصغير.

فننظر في أمثلة المجموعة الثالثة فنلاحظ الكلمات التالية :

القلم ، بيئة ، السّد ، الهدف.

هل لهذه الكلمات أصلا في اللّغة؟

أجل ، ولكنّها أسماء جامدة غير مشتقّة لا تتغيّر.

ـ إذا ، ما الاسم الجامد؟

الاسم الجامد هو الاسم الّذي يدلّ على ذات أو على معنى.

مثال : الجبل ـ الموت.

ـ هل للاسم الجامد أقسام؟ أجل ـ وسنبيّن ذلك من خلال الأمثلة :

(١)

ـ تنكّر الرّجل أهله وبلاده.

(٢)

ـ أمست رغبة المهاجر في العودة هوسا.

ـ استعرض المغترب كلّ وجه وكل زهره.

ـ تزدوج حياة المغترب.

ـ تذكّر المهاجر النّهر والوادي والبلبل والعنزة.

ـ يداخل المهاجرين اليأس والرّجاء ، والخوف والإقدام.

ـ لنأخذ أمثلة المجموعة الأولى ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أن كلا من الأسماء (الرّجل ، أهله ، بلاده ، وجه ، زهرة ، النّهر ، الوادي ، البلبل ، العنزة) ، أسماء جامدة غير مشتقّة ، وتدلّ على أشياء محسوسة ؛ وتسمّى الأسماء الجامدة المجسّمة والمحسوسة أسماء ذات.

١٤٤

ـ إذا ، ما اسم الذّات؟

اسم الذّات اسم يدلّ على أشياء مجسمّة ومحسوسة يمكن رؤيتها بالعين والإحساس بها بإحدى الحواس الأخرى.

ـ نأخذ أمثلة المجموعة الثّانية ما ذا نلاحظ في كل من الكلمات الواردة (العودة ، هوسا ، حياة ، اليأس ، الرّجاء ، الخوف ، الإقدام ... الخ) هل هذه الأسماء جامدة أم مشتقّة؟ إنّها أسماء جامدة.

ـ هل الأسماء المذكورة تدلّ على أشياء محسوسة؟

لا ، إنّها لا تدلّ على شيء محسوس.

ـ إذا ، ما نوعها؟ إنّها أسماء معنويّة نشعر بها في أنفسنا وندركها بعقولنا فلا يمكننا الشّعور بها وإدراكها بحواسنا الخمس مثل (حريّة ـ حنان ـ عواطف).

ـ ماذا يسمى هذا النّوع من الأسماء الجامدة؟

يسمّى اسم معنى.

ـ أنواع الاسم المشتق :

نبيّن أنواع الاسم المشتق من خلال الأمثلة.

(١)

ـ جارنا صالح مغترب ابنه.

ـ هؤلاء النّاس ممقوتة تصرّفاتهم.

ـ الطّموح أسمى هدفا من الخمول.

ـ علقت بالمشط شعرات أبيض لونها.

ـ يتطلّع المغترب للعودة توّاقة نفسه إلى وطنه.

١٤٥

(٢)

ـ يثب المغترب في قفزة واحدة إلى مسرح طفولته.

ـ يغفل المغترب عن ماضيه في مرحلة الكفاح.

ـ يعمل الفلّاح من مشرق الشّمس إلى مغربها.

ـ يتطلّع المغترب صباحا إلى المرآة.

ـ لنأخذ أمثلة المجموعة الأولى لتحديد أنواع الاسم المشتقّ وممّ اشتقّ كلّ منها؟ أجامدة أم مشتقّة الأسماء (مغترب ـ ممقوتة ـ أسمى ـ أبيض ـ توّاقة)؟ إنّها أسماء مشتقّة.

فإنّ كلمة (مغترب) اسم مشتق من الفعل (اغترب) ، وهو فوق الثّلاثي ، نحوّله إلى المضارع فيصبح يغترب.

نأخذ منه اسم الفاعل بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وبكسر ما قبل الآخر فصار الاسم (مغترب).

ـ ما نوع الاسم المشتقّ (مغترب)؟

إنّه اسم فاعل.

في المثال الثّاني (هؤلاء النّاس ممقوتة نصرفاتهم). إنّ كلمة (ممقوتة) اسم مشتقّ ، وقد اشتقّت من الفعل (مقت) الّتي مضارعها (يمقت) واسم المفعول إذا أخذ من الثلاثي يشتقّ دائما من مجهول. بقلب ياء المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر فباتت (ممقوت).

ـ ما نوع الاسم المشتقّ (ممقوت)؟

إنّها اسم مفعول.

ـ أمّا في المثال الثّالث (الطموح أسمى هدفا من الخمول) ، ماذا نلاحظ؟

١٤٦

سمة من سمات التّفضيل. فكلّ ما جاء على وزن أفعل فهو اسم تفضيل ، وكلمة (أسمى) اسم مشتقّ على وزن أفعل وهو اسم تفضيل.

ـ أمّا المثال الرّابع (علقت بالمشط شعرات أبيض لونها).

فإنّ كلمة (أبيض) صفة مشبّهة باسم الفاعل ومؤنّثها فعلاء ، وكل صفة كانت على وزن أفعل الّتي مؤنثها فعلاء فهي صفة مشبّهة باسم الفاعل ؛ إذا ، كلمة أبيض اسم مشتقّ وهي صفة مشبهّة.

ـ في المثال الأخير من المجموعة الأولى (يتطلّع المغترب للعودة (توّاقة) نفسه إلى وطنه) ، ماذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ كلمة (توّاقة) فعلها (تاق) ، وصيغة المبالغة منها هي (توّاقة) على وزن (فعّالة) ، وزن فعّالة أكثر الأوزان شيوعا ، فصيغ المبالغة هي أسماء مشتقّة من أفعال وكلمة توّاقة صيغة من صيغ المبالغة فهي اسم مشتقّ.

ـ هل الأسماء المشتقّة الّتي ذكرناها (اسم فاعل «مغترب» ، أو اسم المفعول «ممقوتة» ، أو اسم التّفضيل «أسمى» ، أو الصّفة المشبّهة «أبيض» ، أو صيغة المبالغة «توّاقة») قد عملت عمل الفعل أم لا؟

إنّها عملت عمل الفعل فما اشتقّ منها من لازم طلب فاعلا ، وما اشتقّ من متعدّ طلب فاعلا ومفعولا به.

ـ نأخذ أمثلة المجموعة الثّانية : هل نلاحظ أنّ الكلمات (مسرح ، مرحلة ، مشرق ، مغرب ، مرآة) هي أسماء مشتقّة؟

أجل إنّها أسماء مشتقّة ، وإنّ كلمة (مسرح) تدلّ على مكان ، والكلمات (مرحلة ، مشرق ، مغرب) تدلّ على زمان وكلمة

١٤٧

(مرآة) تدل على الآلة ، وإنّ هذه الأسماء لا تعمل عمل الفعل.

إذا ، ما الجامد وما المشتق وكم نوعا الاسم الجامد؟ وكم نوعا الأسماء المشتقّة؟

قاعدة عامّة :

ـ الاسم نوعان جامد ومشتق ، الاسم الجامد هو الاسم الّذي يدل على ذات أو على معنى وهو لا يؤخذ من غيره.

مثال : باب ، زهرة.

والاسم الجامد نوعان ، اسم ذات ويدلّ على أشياء محسوسة.

مثال : رجل ـ بيت.

واسم معنى يدلّ على أمور معنويّة تدرك بالعقل والشّعور.

مثال : حريّة ، قوميّة ، حنان.

الاسم الجامد متصرّف ، فهو يثنّى ويجمع وينسب ويصغّر.

مثال : رجل ـ رجلان ـ رجال ، رجيلي ، رجلي.

الاسم المشتق هو الّذي يؤخذ من المصدر.

مثال : صدق ، صدق ، يصدق ، صدّق ، صادق ، صديق ، أصدق.

الأسماء المشتقّة هي الفعل واسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التّفضيل ، والصّفات المشبّهة ، وأمثلة المبالغة ، واسما المكان والزّمان ، واسم الآلة.

ـ عمل الاسم المشتق.

١٤٨

اسم الفاعل المشتق من فعل لازم ، يرفع فاعلا مثال : مرّ المركب مرفرفة أعلامه.

اسم الفاعل المشتق من فعل متعدّ ، يرفع فاعلا وينصب مفعولا به أو أكثر تبعا للفعل الّذي اشتقّ منه اسم الفاعل.

مثال : يا سامعا دعاء البريء.

ـ اسم المفعول يرفع نائب فاعل.

مثال : اقتيد المجرم المكبّلة يداه إلى السّجن.

ـ الصّفة المشبهّة ترفع فاعلا.

مثال : أطلّ القمر الضّعيف نوره.

ـ صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل ، إذا كانت بمعنى اسم الفاعل.

مثال : إنّ الكريم لوهّاب سائليه أمواله.

ـ يجوز أن يتعلّق الجار والمجرور والظّرف بالاسم المشتق مثل الفعل تماما.

مثال : أخوك ذاهب وجاره إلى الصيّد.

ـ الاسم المشتق متصرّف فهو يثنّى ويجمع وينسب إليه ويصغّر.

كاتب ، كاتبان ، كاتبون ، كاتبيّ ، كويتب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز الجامد والمشتق مع ذكر القاعدة.

يجب على الطّالب أن يأتّم بأهل الرأي المؤتمنين ، ويأتلف

١٤٩

بذي الفضل من المؤتمنين ، ويأتزر بمئزر السؤدد والكمال ، ويتأدّب بجميع الآداب ، فيكون صادقا عاملا مجتهدا ، وعليه ألّا يكذب فبئس عاقبة الكاذبين.

٢ ـ من أي الأفعال اشتقّت الكلمات التّالية :

مبراة ، مغرب ، متقدّم ، معروف ، استهجان ، مكبّر ، تكرّم ، منضدة ، أعلم ، أصدق ، تدريس.

٣ ـ صغ أفعالا من المصادر التّالية :

صفرة ، زلزلة ، قيام ، نهوض ، سموّ ، خذلان ، ثبات ، نموّ ، قضاء.

٤ ـ دلّ على الاسم الجامد واذكر نوعه :

يذكرني طلوع الشّمس صخرا

وأندبه لكلّ طلوع شمس

ولو لا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفسي

الخنساء

٥ ـ ألّف ثلاث جمل في كل منها فاعل مشتق ، وثلاث جمل في كلّ منها مفعول به مشتق.

٦ ـ خذ من الأفعال التّالية ما يمكن من أسماء مشتقّة :

ساق ـ باع ـ بنى ـ رمى ـ دنا ـ سلم ـ وعد ـ جرف ـ بقي.

٧ ـ أعرب ما يلي :

وما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه

ولا كلّ مؤت نصحه بلبيب

١٥٠

إعراب تطبيقي :

والّذي حارت البريّة فيه

حيوان مستحدث من جماد

والّذي : الواو حسب ما قبلها.

الّذي : اسم موصول في محل رفع مبتدأ.

حارت : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره والتّاء تاء التّأنيث السّاكنة حرّكت بالكسر منعا لالتقاء السّاكنين.

البريّة : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره.

فيه : (في) حرف جر ، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلّق بـ (حارت).

حيوان : خبر مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره (اسم جامد ذات).

مستحدث : صفة مرفوعة بالضمّة الظّاهرة على آخره.

من جماد : (من) حرف جر ، جماد : اسم مجرور بحرف الجرّ (من) وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة في آخره ، والجار والمجرور متعلّقان بالصّفة مستحدث.

١٥١

الدّرس الواحد والعشرون :

درس موسّع

لا النّافية للجنس

عرض الدّرس

الأمثلة :

(١)

ـ لا رجل قادم.

(٢)

ـ لا شاهد زور محبوب.

ـ لا سرور دائم.

ـ لا شجرة نخل في الحديقة.

ـ لا رجلين قادمين.

ـ لا آلة حراثة في الحقل.

(٣)

ـ لا عاملا على الإصلاح مذموم.

ـ لا مسافرا في المهجر مقبلا.

عرفنا فيما سبق أن الحروف المشبّهة بالفعل تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسما لها وتبقي الثّاني مرفوعا ويصير خبرا لها.

والحرف (لا) النافية للجنس هو من النواسخ ويعمل عمل (إنّ) في الجملة الإسميّة إذ ينصب المبتدأ وتبقي الخبر مرفوعا ، ولكن بشروط ؛ وهذه الشّروط هي الّتي جعلت لها خصيصة مغايرة لـ (إنّ) وأخواتها.

١٥٢

من الواضح أن (لا) تفيد النّفي دائما.

مثال : لا رجل في الدّار.

فقد نفينا وجود جنس الرّجال مطلقا ؛ فلا يجوز أن نضيف :

لا رجل في الدار بل رجل في الدّار ؛ فقد سمّيت (لا) النافية للجنس لأنها تنفي بدخولها جنس ما دخلت عليه ونوعه.

وهكذا يتبيّن بأنّ (لا) النّافية للجنس عكس (إن) في المعنى ؛ إذ (إن) تفيد دائما تأكيد الإثبات ، بينما (لا) لتوكيد النفي.

١ ـ شروط عملها :

تعمل (لا) عمل إنّ بشروط هي :

١ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.

٢ ـ أن لا تفصل عن اسمها بفاصل.

٣ ـ أن يكون خبرها منفيا عن اسمها نفيا مطلقا أي نفيا عاما.

٤ ـ ألّا يدخل عليها حرف جر.

٥ ـ ألّا يتقدم خبرها على اسمها.

٢ ـ إعراب اسمها :

لاسمها حالتان في الإعراب :

أ ـ البناء. يكون اسمها مبنيا إذا كان مفردا ؛ فيبنى على ما ينصب به ولو كان معربا. مثل : لا عامل مجد.

لا : نافية للجنس. حرف مبني على السّكون تدخل على المبتدأ والخبر وتعمل عمل (إنّ) ، تنصب المبتدأ وترفع الخبر.

١٥٣

عامل : اسم لا النّافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.

مجدّ : خبر لا النّافية للجنس مرفوع بالضّمة.

٣ ـ تبيّن من خلال إعراب الجملة أنّ اسمها مبنيّا في محلّ نصب وهذا إذا كان اسمها مفردا ، أي ليس مضافا أو شبيها بالمضاف.

لا يتغيّر إعراب اسمها سواء أكان مثنّى أم جمعا.

مثال : لا معلّمين قادمان.

لا معلّمين قادمون.

لا معلّمات قادمات.

فإذا تأمّلت الإسم في أحواله الثّلاث وجدته يعرب بالحرف لا بحركة الإعراب ، وكون (لا) النّافية للجنس تبني اسمها على ما ينصب به ، فإن كلّا من المثلين الأوّلين يبنى على الياء.

وفي المثال الثّالث يبنى على الكسرة عوضا عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم.

ـ متى يكون اسم (لا) النّافية للجنس معربا منصوبا؟

ب ـ الإعراب. يكون اسم (لا) معربا منصوبا إذا كان مضافا أو شبيها بالمضاف. فاسم (لا) في أمثلة المجموعة الثّانية أعلاه هو اسم مضاف. ففي قولنا (لا شاهد زور محبوب). فشاهد وهو اسم (لا) مضاف إلى (زور) ويعرب على النحو التالي :

شاهد : اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. وهكذا يكون إعراب (شجرة) و (آلة) في المثلين التاليين ؛ أمّا اسم (لا) في أمثلة المجموعة الثالثة (فهو شبيه بالمضاف) ، أي تعلّق به شيء تمّ به معناه. ففي قولنا : (لا عاملا على الصلح مذموم)

١٥٤

تعلّق الجار والمجرور (على الصلح) باسم (لا) (عاملا) ، وأتمّ معناه. ويعرب إعراب المضاف ، فهو : منصوب بالفتحة.

والفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف ، أن الأول فيكون مضافا إلى نكرة دائما. أما الثاني فيكون المتعلق به أو المعطوف عليه إمّا نكرة أو معرفة. فيقال : لا عاملا الشرور محمود ، ويقال :

لا عاملا شرورا محمود.

أولا : ماذا يفيد لفظ لا؟

قاعدة عامّة :

ـ يجوز حذف الخبر إذا أمكن معرفته من سياق الكلام.

مثل : هذا مجتهد ولا شكّ ، أي لا شك في اجتهاده.

ومثل : لا إله إلّا الله. والتقدير : لا إله موجود إلّا الله.

ـ إذا جاء اسم (لا) معرفة أو انفصل عنها بفاصل ، بطل عملها ووجب تكرارها ، مثل : لا وليد عندنا ولا سمير.

ـ إذا اتصل بـ (لا) حرف جر ، بطل عملها ، وجاء ما بعدها مجرورا بحرف الجر. مثل : عدت بلا مال.

ـ يجوز في نعت (لا) الرفع والنصب والفتح.

لا تلميذ كسول في الفصل. (كسول) : نعت لتلميذ مبني على الفتح في محل نصب عطفا على تلميذ.

لا تلميذ كسولا في الفصل. (كسولا) : نعت لتلميذ منصوب عطفا على محل تلميذ.

لا تلميذ كسول في الفصل. (كسول) : نعت مرفوع عطفا على محل (لا تلميذ) وهو الرفع على الابتداء.

١٥٥

ثانيا : خبرها :

يكون خبر (لا) مفردا. نحو : لا مقاتل عدوّ مذموم.

وإعرابه : خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة وتكون جملة :

مثل : لا طالب علم يقنع. فجملة يقنع في محل رفع خبر لا. ويكون شبه جملة ، مثل : لا طعام في البيت.

فالجار والمجرور في محل رفع خبر لا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ عيّن في الأمثلة الآتية نوع اسم (لا) النّافية للجنس ثمّ اعربه :

لا رأي لمن لا يطاع ـ لا ضدّين مجتمعان ـ لا رجل فضاء فوق القمر ـ لا أبيض ثوبه شيء الهندام ـ لا متقنا عمله خائبا.

٢ ـ ميّز في الأمثلة التّالية (لا) العاملة النّافية للجنس من (لا) الملغاة ، ثمّ بيّن سبب العمل والإلغاء :

لا مسرح في قرانا ـ لا بدّ ممّا ليس منه بد ـ أحب إخوتي بلا تمييز ـ نصف المثقف لا هو عالم فيفيدوه ولا هو جاهل فيستفيد.

٣ ـ كوّن أربع جمل يكون اسم (لا) النّافية للجنس في الأولى منها منصوبا بالفتحة ، وفي الثّانية منصوبا بالياء وفي الثّالثة منصوبا بالألف. وفي الأخيرة منصوبا بالكسرة.

٤ ـ هات ثلاث جمل يكون اسم (لا) النّافية الملغاة بحيث يكون سبب الإلغاء في الأولى دخول حرف الجر عليها ، وفي الثّانية عدم تنكير معموليها (أي اسمها وخبرها) ، وفي الثّالثة فصلها عن اسمها بفاصل.

١٥٦

٥ ـ ميّز في الجمل الآتية لا النّافية للجنس من لا النّافية للواحد وبيّن عمل كل منهما.

ـ لا معلم غائبا بل معلّمان.

ـ لا سائح في المدينة بل سياح.

ـ لا عمل خير ضائع.

ـ لا رجل في الدّار.

٦ ـ أعرب ما يلي إعرابا موسّعا :

ـ ولا خير في حسن الجسوم ونبلها

إذا لم تزن حسن الجسوم عقول

ـ لا شيء في الشّرق أغلى منك منزلة

يا جهل حسبك هذا المجد من حسب

إعراب تطبيقي :

أعرب : كلّ مجرم لا محالة معاقب.

نحن بنو الموتى فما بالنا

نعاف ما لا بدّ من شربه

كلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

مجرم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.

لا : نافية للجنس

محالة : اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب ، وخبر (لا) محذوف تقديره (موجود).

معاقب : خبر المبتدأ (كلّ) مرفع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

١٥٧

نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

بنو : خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

وحذفت النون للإضافة.

الموتى : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على الألف للتعذّر.

فما : الفاء استئنافية. ما الاستفهامية حرف مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

بالنا : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وهو مضاف و (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

نعاف : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

والجملة الفعلية (نعاف) في محل نصب حال ،

ما : موصولة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

لا : نافية للجنس.

بدّ : اسمها مبني على الفتح في محل نصب.

من شربه من حرف جرّ مبني على السكون. شربه : اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلّقان بخبر لا.

١٥٨

الدّرس الثاني والعشرون :

لا سيّما

الأمثلة :

ـ أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

ـ يعجبني العمّال المجدّون ولا سيّما عامل مبكّر.

ـ سيعاقب المذنبون ولا سيّما مذنب له سابقة.

ـ يكافأ المجتهد ولا سيّما مجتهد خلقه كريم (أو مجتهد أو مجتهدا).

ـ أجاد المفكّرون ولا سيّما مفكّر حديث السّنّ أو مفكّر أو مفكّرا.

ـ أحبّ سكنى القرى ولا سيّما قرية على الرّابية أو قرية أو قرية.

خطّة البحث :

ـ ورد تركيب «لا سيّما» في معظم كتب القواعد في باب «الاستثناء» على الرغم من أنّه يختلف عن الاستثناء في الحكم والإعراب ، وقد آثرنا إيراده في موضع خاص به لأنّه يشتمل على «لا» النّافية للجنس.

فإذا قلنا «أحبّ الكتب» فهمنا من كلامنا حبّ الكتب ؛ ولكن عند ما نضيف فنقول : ولا سيّما «كتب الأدب» ، فهمنا أنه نصيب كتب الأدب من هذا الحبّ يفوق غيرها من أنواع الكتب ، وذلك لأنّ كلمة «سيّ» التي بمعنى «مثل» مدّدت عدم المماثلة

١٥٩

لكتب الأدب بغيرها من الكتب.

إذا ، فماذا أفاد تركيب لا سيّما؟

إن تركيب «لا سيّما» أفاد تفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم كما في المثال :

أحبّ رجال الأدب ولا سيّما الشّعراء.

حيث فضّل الشّعراء على غيرهم من رجال الأدب.

فلو تأمّلنا هذا التّركيب من حيث اللّفظ وجدناه مبدوءا بلا النافية للجنس.

واسمها : كلمة «سيّ» وخبرها محذوف دائما تقديره «موجود» أما كلمة «ما» المتّصلة «بسيّ» فهي إمّا زائدة ؛ وإمّا اسم موصول في محل جرّ بالإضافة ، وإمّا تكون «ما» نكرة موصوفة بمعنى «شيء» وهي في الحالتين الأخيرتين مضاف إليه.

ولو أخذنا الاسم الواقع بعد «لا سيّما» فماذا نلاحظ؟

نلاحظ ما يلي :

إنّ الاسم الواقع بعد «لا سيّما» في كلّ من الأمثلة المتقدّمة ، يأتي أحيانا معرفة ، كما في الأمثلة الثّلاثة الأولى ؛ وأحيانا يأتي نكرة ، كما في الأمثلة الثّلاثة الأخيرة ، فالاسم المعرفة بعد «لا سيّما» :

مثال : أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

يكون مرفوعا أو مجرورا.

فإذا كان مرفوعا ، يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره موجود وتكون الجملة صلة الموصول بـ (ما) لا محلّ لها من الإعراب.

أمّا الجرّ فعلى تقدير إضافة «سيّ» إليه وزيادة «ما» ، فإذا كان

١٦٠