المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

خالدية محمود البيّاع

المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة

المؤلف:

خالدية محمود البيّاع


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٨٨

الفاعل (قائما ـ منطلقا ـ متطلعا) فلم تحتج إلّا إلى فاعل أو بالأحرى اكتفت بفاعلها فاسم الفاعل (قائما) فاعله (عمله).

واسم الفاعل (منطلقا) فاعله (لسانه) واسم الفاعل (متطلعا) فاعله (ضمير مستتر).

ـ ما شروط عمل اسم الفاعل؟ ـ اسم الفاعل نوعان من حيث العمل :

١ ـ المعرّف بأل : فيرفع فاعلا وينصب مفعولا به إذا كان فاعله متعديّا من غير أن يحتاج إلى شروط يحتاجها غيره.

٢ ـ النّكرة : في هذه الحالة تعمل بشرطين :

أ ـ أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال لا الماضي :

مثال : أنت مراجع دروسك ، فأنت مراجع دروسك في الحال أو مستقبلا. فإذا أريد المعنى الماضي قيل : أنت المقابل صديقك بإدخال (أل) على اسم الفاعل.

فقد تمّ المعنى بالإضافة ؛ فحذف التنوين من اسم الفاعل بسبب الإضافة. فـ (المقابل) : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و (صديقك) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ب ـ أن يعتمد اسم الفاعل على شيء قبله : (استفهام ـ أو نفي ، ومبتدأ أو نداء ، أو موصوف ...).

ـ فالمعتمد على مبتدأ مثل : عصام ناجحة مقاصده.

ـ والمعتمد على نفي مثل : ما محقّق عدوّنا مقاصده.

ـ والمعتمد على نداء مثل : يا مجاهدا عدوّه ، أبشر بنصر قريب.

(الفاعل) ضمير مستتر في مجاهد ، (عدوّ) مفعول به لاسم الفاعل (مجاهد) ، و (مجاهدا) منادى منصوب بالفتحة لأنّه شبيه بالمضاف.

١٠١

ـ والمعتمد على موصوف مثل : قابلت تلميذا ناسيا فروضه.

ـ والمعتمد على استفهام مثل : أعائد أخوك من سفره؟

ماذا نستنتج :

ما اسم الفاعل؟ ممّا يصاغ؟ ما عمله؟

قاعدة عامّة :

ـ اسم الفاعل هو ما صيغ من الفعل الثّلاثي على وزن فاعل ليدلّ على من يقوم بالفعل وهو لا يدل على صفة ثابتة في الموصوف (الفعل). ففي قولنا : خالد معاتب صديقه.

فالصفة (العتب) ليس ثابتة في خالد.

مثال : درس ـ يدرس ـ دارس.

قرع ـ يقرع ـ قارع.

ـ ويصاغ ممّا فوق الثّلاثي على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.

مثال : برهن ـ يبرهن ـ مبرهن.

استمتع ـ يستمتع ـ مستمتع.

ـ ويصاغ اسم الفاعل من الأفعال المعتلّة الآخر فإذا كان اسم الفاعل مرفوعا أو مجرورا حذف حرف العلّة من آخره واستعيض عنه بتنوين الكسر.

مثال : مشى ـ ماش. غدا ـ غاد. نعى ـ ناع.

ـ وإذا كان منصوبا فيحوّل حرف العلّة إلى ياء وينوّن.

مثال : مشى ـ ماشيا.

هذا إذا استعمل من دون (أل) أما إذا عرّف بـ (أل) فيصبح (الماشي) الغادي الناعي.

١٠٢

ـ يعمل اسم الفاعل عمل فعله. فإذا كان مشتقا من فعل متعد رفع فاعلا ونصب مفعولا به.

مثال : هذا هو الوطن الصّانع أبناؤه كلّ يوم له مجدا.

ـ وإن كان مشتقا من فعل لازم اكتفى بفاعله.

مثال : عاشر امرأ قائما على الأخلاق عمله.

ـ يعمل اسم الفاعل عمل فعله في حالات :

١ ـ إذا كان مقترنا بأل مثال قول الشّاعر :

ـ يأيّها الرّجل المعلّم غيره

هلّا لنفسك كان ذا التّعليم

٢ ـ إذا كان منوّنا. مثال : الكذب جالب شرّا كثيرا.

ـ أن يكون مشتقا من فعل متعدّ إلى مفعولين فيضاف لفظا إلى مفعوله الأوّل وينصب مفعوله الثّاني.

مثال : الفنّ مانع الإنسان علما ثانيا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ حوّل اسم الفاعل إلى فعل مضارع مناسب :

أنا مستلق على صخرة دهرية بيضاء ، فيها نواتيء مسننّة كالحراب. من ورائي صخور تتعالى متطلّعة إلى السّماء ، طارحة عليّ ظلّا ناعما كالمحبّة ، مؤنسا كالرّجاء ، عابقا بالسّلام والطمأنينة كالإيمان. بيني وبين تلك الصّخور قناة تتسابق فيها قطرات نبع متهامسة فوق الحصى ، مترنّمة بين الأعشاب ، باسمة عند انحدارها من علو صغير ، حاملة إلى الوادي تحيّة القمم البيضاء.

١٠٣

٢ ـ استخرج من النّص كلّ اسم فاعل نصب مفعولا به مشيرا إلى هذا المفعول.

٣ ـ استخرج من النّص كلّ اسم فاعل رفع فاعلا ظاهرا أي ملفوظا في الكلام.

ـ أكمل الجمل الآتية بوضع اسم الفاعل في المكان الخالي ، وبيّن موقعه الإعرابي.

١ ـ كان الإناء ...

٥ ـ الاستحمام عقب الأكل ...

٢ ـ لعلّ أباك ...

٦ ـ أكره الرّجل ...

٣ ـ ظننت الهلال ...

٧ ـ أكره الرّجل ...

٤ ـ يسرّني التلميذ ...

٥ ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية مبتدأ وأخبر عنه باسم فاعل مناسب :

المطر ـ التّاجر ـ الصّوت ـ المصباح ـ القمر ـ الشّجرة ـ الماء ـ السّماء ـ التّلميذ ـ الصّانع.

٦ ـ ضع كلّ اسم من الأسماء الآتية في جملة مفيدة ، وانعته باسم الفاعل المناسب :

كتاب ـ بناء ـ رجس ـ صديق ـ مدرسة ـ الحجرة.

٧ ـ كوّن ثلاث جمل في كلّ منها اسم فاعل فعله ثلاثي ، وثلاث جمل في كل منها اسم فاعل ممّا فوق الثّلاثي.

٨ ـ اعرب ما يلي : الضوء الصّناعيّ الضّعيف مفسد للهواء.

١٠٤

إعراب تطبيقي :

قال بشّار بن برد :

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا

صديقك ، لم تلق الّذي لا تعاتبه

إذا : ظرف لما يستقبل من الزّمان ، خافض لشرطه ، متعلّق بجوابه ، مبني على السّكون في محلّ نصب على الظّرفيّة.

كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك وهو التّاء ، والتّاء ضمير متّصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».

في : حرف جرّ مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

كلّ : اسم مجرور بفي وعلامة جرّه الكسرة والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (معاتبا) المتقدم.

الأمور : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

معاتبا : خبر كان منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

صديقك : مفعول به منصوب لاسم الفاعل «معاتبا» ، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

تلق : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف

١٠٥

العلّة من آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت».

الّذي : اسم موصول مبنّي على السّكون في محل نصب مفعول به.

لا : حرف نفي مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

تعاتبه : تعاتب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به.

والجملة المكونة من كان واسمها وخبرها في محل جر مضاف إليه لـ (إذا).

وجملة لم يلق الذي لا تعاتبه ، جواب (إذا)

١٠٦

الدّرس الخامس عشر :

اسم المفعول

الأمثلة :

(١)

ـ الأمّة الحيّة المكتوب اسمها في سجل الحضارة ، المحسوب لها بين الأمم ألف حساب وحساب ، المسموع رأيها بين الأراء هي الأمّة الّتي تعيش في أبعادها الزّمنية الثّلاثة.

(٢)

أمّا الأمّة الّتي لا تعيش في هذه الأبعاد فإنّها أمّة مقدّر عليها التّخلف ، مستضعف أبناؤها ، مصيرها متقاذف بين أمواج الزّمان العاتية.

خطّة البحث :

ـ ما الأفعال الّتي اشتقت منها كلمات (مكتوب ، محسوب ، مسموع) الدّاخلة في تركيب الفقرة الأولى؟

الأفعال هي (كتب ، حسب ، سمع) وهي أفعال ثلاثيّة :

ـ على أيّ وزن الكلمات (مكتوب ، مسموع ، محسوب)؟ هذه الكلمات على وزن مفعول وتسمّى اسم المفعول؟

ـ إذا كانت كلّ كلمة من هذه الكلمات تسمّى (اسم مفعول) وكان كلّ منها مشتقا من فعل ثلاثي ، فعلى أيّ وزن يصاغ اسم

١٠٧

المفعول من الفعل الثّلاثي؟

يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي على وزن (مفعول).

أمّا في الفقرة الثّانية (أمّا الأمّة الّتي لا تعيش .....) ما الأفعال الّتي اشتقت منها كلمات : (مقدّر ـ مستضعف ـ متقاذف)؟

لقد اشتقت هذه الكلمات من الأفعال (تقدّر ـ استضعف ـ تقاذف) وهي أفعال يزيد كل منها على ثلاثة أحرف ، ومضارع الأفعال المذكورة أعلاه مجهول ، ومضارع ـ تقدّر ـ تقدّر ـ استضعف ـ يستضعف ـ تقاذف ـ يتقاذف.

ـ كيف يصاغ اسم المفعول ممّا فوق الثّلاثي؟

يصاغ اسم المفعول من غير الثّلاثي على وزن مضارعه المجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر. إذا ، ما اسم المفعول؟

ـ اسم المفعول هو ما صيغ من الفعل الثّلاثي على وزن مفعول وممّا فوق الثّلاثي على وزن مضارعه المبني للمجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر.

عمل اسم المفعول :

(١)

ـ إنّ شعبا معدّة أجياله لأزمانها مخطّطة حياته تخطيطا علميّا هو شعب مكتوب له كلّ عيش بائس ، مسلّط عليه حكّام بائسون.

(٢)

ـ إنّ وطنا ممنوحا شعبه همّة ونشاطا موهوبا أبناؤه ذكاء خلّاقا ، ملبسة أرضه ثوب الرّبيع الدّائم ، هو وطن يتمنّى العيش فيه كلّ من عرفه.

١٠٨

ـ لنأخذ اسم المفعول في كل من الفقرتين المذكورتين.

إنّ أسماء المفعول في كلّ من الفقرتين :

«معدّة ، مخطّطة ، مكتوب ، مسلّط ، ممنوحا ، موهوبا».

هي مشتقة من الأفعال التّالية :

«عدّ ، خطّط ، كتب ، سلّط ، فتح ، وهب».

ـ في الأفعال المذكورة أفعال تتعدّى إلى مفعول واحد وأفعال تتعدّى إلى مفعولين ونضع كلا منها على حدة.

إنّ الأفعال المذكورة أعلاه الّتي تتعدى إلى مفعول به واحد هي :

«عدّ ، خطّط ، كتب ، سلّط».

أمّا الفعلان : «منح ، وهب» فقد تعدّيا إلى مفعولين.

ـ إذا ، إن أسماء المفعولين المشتقّة من أفعال متعديّة إلى مفعول به واحد قد رفعت في الفقرة الأولى ، نائب فاعل ، «أجياله ، حياته ، كلّ ، حكّام».

إنّ أسماء المفعول في الفقرة الثانية ، رفعت نائب فاعل ونصبت مفعولا به.

ـ ماذا نستنتج؟ ما اسم المفعول؟ وكيف يصاغ؟ وما عمله؟

قاعدة عامّة :

هو اسم صيغ من أصل الكلمة ليدلّ على ما وقع عليه الفعل ، مثل : مأكول ، مكتوب مفتوح ، مقهور ، مغدور ... وهذه الصيغة تدل على صفة غير ثابتة في الموصوف. ففي قولنا : الشعب المستعمر مقهور ، فالقهر

١٠٩

ليس صفة ثابتة فيه ، وهو (يزول) متى (زال) الاستعمار.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي على وزن مفعول.

مثال : كتب ، يكتب ، مكتوب.

درس ، يدرس ، مدروس.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي المعتلّ العين على وزن مضارعه المجهول وتبديل حرف المضارعة ميما مفتوحة.

مثال : قال ، يقول ، مقول.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي المعتل اللّام على وزن مضارعة المجهول وتبديل حرف المضارعة ميما مفتوحة (وتضعيف لامه).

مثال : مشى ، يمشي ، ممشّى.

كوى ، يكوي ، مكويّ.

ويصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي المضعف على وزن مفعول بعد فك تضعيفه : مدّ ، ممدود ، ردّ ، مردود.

ـ ويصاغ اسم المفعول ممّا فوق الثّلاثي ، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر.

مثال : سلّط ، يسلّط ، مسلّط.

استعمر ، يستعمر ، مستعمر.

عمل اسم المفعول.

يعمل اسم المفعول عمل فعله المجهول :

ـ فيرفع نائب فاعل ، إن كان مشتقّا من فعل متعدّ إلى مفعول به واحد.

١١٠

مثال : ما أكرم الوطن الموهوب جانبه.

ـ ويرفع نائب فاعل وينصب مفعولا به ثانيا ، إن كان مشتقا من فعل يتعدّى إلى مفعولين.

مثال : هذه أمّة موهوب أبناؤها ذكاء فائقا.

ومن شروط عمله أنه إذا كان محلى بـ (أل) عمل مطلقا ، وإن تجرّد منها فلا يعمل إلا إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال وكان معتمدا على ما سبقه. الأمثلة التالية توضح ذلك : رأيت المحمود صنيعه ؛ فكلمة : صنيعه نائب فاعل لاسم المفعول المحلى بأل : المحمود. ولا يجوز أن يقال : خالد محمود صنيعه البارحة. بل يستخدم الفعل فيقال : حمد خالد على صنيعه البارحة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز في ما يلي اسم المفعول من المفعول به :

ـ تلك شجرة مقطوعة.

ـ اشتريت كتبي من مكتبة المدرسة.

ـ كتب الأطفال مزيّنة بالصوّر.

ـ هذه الحديقة محاطة بالأسلاك الشائكة.

ـ رأيت في طريقي رجلا مبتورة رجله.

٢ ـ أشر بخط إلى اسم المفعول الواقع فاعلا ، وبخطيّن إلى اسم المفعول الواقع مفعولا به :

ـ حزن المطرود من المدرسة حزنا شديدا.

١١١

ـ سمعت المأسور يبكي بحرقة.

ـ يدافع المشكوّ عن نفسه.

ـ رأيت المشرّدين يبحثون عن مأوى.

ـ جاء المدعوون كلّهم.

٣ ـ صغ اسم المفعول من كلّ من هذه الأفعال وضعه في جملة مفيدة :

صاغ ـ باع ـ ارتعى ـ ابتنى ـ جلا ـ سقى.

٤ ـ حوّل كلّا من الأفعال التّالية إلى وزن «أفعل» أو «فعّل» ثمّ صغ منه اسم المفعول مضبوطا بالحركات اللّازمة :

لقي / بان / علا / ولي / قال / دان / خاف / راق / بدا / بلا.

٥ ـ ضع ما يلي في المثنّى ثمّ في الجمع :

ـ هذه كلمة مبنيّة.

ـ هذا هو الرّجل المرجوّ.

ـ خذ الكلمة المعربة.

ـ الجملة المبهمة لا تفيد أحدا.

ـ أنت المصطفى.

٦ ـ أكتب أربع جمل في كلّ منها اسم مفعول يكون كما يلي :

١ ـ فاعلا. ٢ ـ مفعولا به. ٣ ـ خبرا لكان. ٤ ـ خبرا لإنّ.

٧ ـ إملأ الفراغ باسم المفعول المناسب مضبوطا بعلامة الإعراب :

ـ تلك كأس ... شرابا.

ـ جبالنا ... أشجارا دائمة الخضرة.

ـ كتب الصّغار ... بالصّور الزّاهية.

ـ إذا تركت النّوافذ ... دخل النّور والهواء.

١١٢

ـ الأرض ... والمروية تعطي الغلال.

ـ والأرض ... تنبت الأشواك.

٨ ـ أعرب ما يلي :

أصبح المرميّ راميا.

لعلّ المبتلي ينجو من بليّته.

إعراب تطبيقي :

قال المتنبي :

لعلّ عتبك محمود عواقبه

وربّما صحّت الأجسام بالعلل

لعلّ : حرف ترجّي ونصب مبني على الفتح مشبّه بالفعل يدخل على المبتدأ والخبر ينصب الأوّل اسما له ويرفع الثّاني خبرا له.

عتبك : اسم لعلّ منصوب بالفتحة على آخره ، وهو مضاف ، والكاف ، ضمير متّصل مبني على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

محمود : خبر «لعلّ» مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

عواقبه : نائب فاعل لاسم المفعول «محمود» مرفوع بالضّمّة ، وهو مضاف والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جرّ بالإضافة.

وربّما : الواو ، استئنافيّة ، حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب. ربّما : ربّ : حرف جر شبيه بالزائد ، ما : كافة

١١٣

اتصلت بـ (ربّ) فجاز دخولها على الفعل.

صحّت : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره ، والتّاء للتأنيث.

الأجسام : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

بالعلل : الباء : حرف جر مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب. العلل : اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. والجار والمجرور متعلّقان بالفعل «صحّت».

١١٤

الدّرس السادس عشر :

الصّفة المشبّهة

الأمثلة :

(١)

ـ هذا رجل جميل محيّاه ، كرمت نفسه ، وكثرت تضحياته ، وصدقت أقواله في النّاس.

(٢)

ـ هو جميل المحيّا ، ذو نفس كريمة وتضحيات كثيرة.

خطّة البحث :

ـ إنّ الكلمات «جميل ، كريمة ، كثيرة ، صادقة» اشتقّت من الأفعال «جمل ، كرم ، كثر ، صدق» وكلها أفعال ثلاثيّة.

ـ على أيّ وزن صيغت كلمات «جميل ، كريمة ، كثيرة ، صادقة»؟

صيغت كل من الكلمات على وزن فعيل. مثال : جميل ، كريم ، كثير. وصيغت كلمة صادقة مذكر.

ـ ماذا تسمّى كل كلمة من هذه الكلمات؟

تسمّى هذه الكلمات صفة مشبّهة باسم الفاعل.

وسمّيت صفة مشبّهة باسم الفاعل لأنّها تشبه الفاعل من حيث أنّها تثنّى وتجمع وتذكّر وتؤنّث وتعمل مثله فيما بعدها. إلا أنّها تختلف عنه بدلالتها على صفة ثابتة في الموصوف غير

١١٥

مقترن بزمن معيّن. فالصفة المشبهة هي الصفة المشتقة من الفعل الثلاثي اللازم والدالة على وصف وموصوف ، ودلت على الثبوت والدوام. والفعل اللازم يكون على وزن (فعل) مثل : كرم. أو على وزن فعل (بكسر العين) مثل : فرح وإذا كان الفعل اللازم على وزن فعل (بفتح العين) مثل : خرج ، دخل ، كتب ؛ فالوصف منه يكون على وزن فاعل ، وتسمى صيغته باسم فاعل.

مثال : نخيل ـ طويل.

وتصاغ الصّفة المشبّهة من الفعل الثلاثي المجرّد على أوزان كثيرة أشهرها :

أ ـ فعل مؤنّثة : فعلة ـ فطن مؤنّثة ـ فطنة.

ب ـ أفعل مؤنّثة : فعلاء ـ أحسن مؤنّثة ـ حسناء.

ج ـ فعلان مؤنّثة : فعلى ـ عطشان مؤنّثة ـ عطشى.

د ـ فعيل مؤنّثة : فعيلة ـ كريم مؤنّثة ـ كريمة.

ه ـ فعل ، مثل : صلب ، حرّ.

وـ فعل ، مثل : بطل ، حسن.

ز ـ فعول ، مثل : خجول.

ح ـ فعّال ، مثل : همّام.

ي ـ الصفة المحوّلة :

ـ عن اسم الفاعل. مثل : شاحب الوجه ، معتدل الوزن.

ـ عن اسم المفعول. مثل : مهذب الأخلاق ، محمود الصفات.

ـ هل تعمل الصّفة المشبّهة عمل اسم الفاعل؟

سنبيّن ذلك من بعض الأمثلة :

١١٦

(١)

١ ـ أكرم برجل حسن خلقه.

(ب)

١ ـ أكرم برجل حسن خلقه.

٢ ـ هذان رجلان كرم نسبهما.

٢ ـ هذان رجلان كريم نسبهما.

٣ ـ هذا هو الحاكم الّذي طهر قلبه.

٣ ـ هذا هو الحاكم الطّاهر القلب.

ماذ نلاحظ؟

في جمل المجموعة الأولى ثلاثة أفعال لازمة هي «حسن ـ كرم ـ طهر».

فاعل (حسن) ـ خلقه / فاعل (كرم) ـ نسب / فاعل (طهر) ـ قلب.

هذه الأفعال قد تحوّلت في أمثلة المجموعة الثّانية إلى صفات مشبّهة باسم الفاعل وهي (حسن ـ كريم ـ الطّاهر).

ماذا عملت الصّفة المشبّهة في أمثلة المجموعة الثّانية؟

عملت الصّفة المشبّهة عمل فعلها اللّازم الّذي اشتقت منه فرفعت فاعلا :

إنّ فاعل (حسن) ـ خلق / فاعل (كريم) ـ نسب / فاعل (الطّاهر) ـ القلب.

بعد هذا العرض ما ذا نستنتج؟ ما الصّفة المشبّهة؟ وما عملها؟ وما أوزانها؟

١١٧

قاعدة عامّة :

الصّفة المشبّهة باسم الفاعل صفة مشتقّة من الفعل اللّازم تشبه الفاعل من حيث التثنية والجمع والتذكير والتأنيث ومن حيث عملها فيما بعدها ؛ إلا أنّها تختلف عنه بدلالتها على صفة دائمة غير مرتبطة بزمن.

مثال : رجل بخيل / هذا هو الحاكم الطّاهر القلب.

ـ تعمل الصّفة المشبّهة عمل فعلها اللّازم المشتقّة منه فترفع فاعلا.

مثال : أحسن برجل يقظ عقله.

فكلمة عقل : فاعل مرفوع للصّفة المشبّهة «يقظ».

ـ أوزانها. تأتي الصّفة المشبّهة ، من الثّلاثي على أوزان متعدّدة ، أكثرها دورانا في الكلام وزن فعيل.

مثال : بخيل / طويل / كريم / سريع / صحيح / صريح / بعيد / ... الخ.

وزن أفعل الّذي مؤنثة فعلاء. مثال : أحمر ـ حمراء.

وزن فاعل الدّال على معنى الثبوت. مثال : صالح / فاسد / طاهر / سامي.

وزن مفعول الدّال على الثبوت. مثال : مجنون / محمود.

ـ ترفع الصّفة المشبّهة فاعلها في المعنى. مثال : هذا الرّجل دقيق العظم.

فكلمة (العظم) مجرورة بالإضافة إلى (دقيق) وعملها فاعل للصفة المشبّهة (دقيق) يتبين ذلك من قولنا : دقيق عظمه.

١١٨

ـ تنصب الصّفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها على شبه المفعول إذا كانت مؤنّثة. مثال : رأيت الخطيب البليغ القول.

رأيت : فعل وفاعل. الخطيب : مفعول به للفعل رأى.

البليغ : نعت للخطيب تبعه في النّصب وهي الصّفة المشبّهة. القول : منصوبة على التشبيه بالمفعول به.

واعتبرت الصّفة المشبّهة في هذا الأسلوب شبيهة بالمفعول به وليست مفعولا به لأنّ الصّفة المشبّهة العاملة فيه مأخوذة من فعل لازم واللّازم لا ينصب مفعولا به.

ـ تنصب الصّفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها إذا كان نكرة منوّنة على أنّه تمييز.

مثال : خالد حسن أخلاقا.

ـ تجرّ الصفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها على أنّه مضاف إليه.

مثال : خالد نظيف الثّوب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ضع تحت الصّفة المشبّهة خطا وتحت اسم الفاعل خطين :

قال بعض الحكماء : المؤمن شريف ، ظريف ، لطيف ، غضيض الطّرف ، سخيّ الكفّ ، لا يردّ سائلا ، متواصل الأحزان ، مترادف الإحسان ، متأسّف على ما فاته من تضييع أوقاته ، كأنّه ناظر إلى ربّه مراقب لما خلق له ، كثير المعونة ، قليل المؤونة.

١١٩

٢ ـ ضع مكان المصدر ، الصّفة المشبّهة :

مثال : ضخامة الجسم ـ جسم ضخم.

ضخامة الجسم ـ استقامة السّيرة ـ سمرة اللّون ـ صباحة الوجه ـ رشاقة القدّ ـ سذاجة الطّبع ـ فصاحة اللّسان.

٣ ـ اعط الصّفة المشبّهة من الأفعال الآتية :

كلا ـ فقه ـ رثّ ـ إتّسع ـ حسن ـ سما ـ لذّ ـ إستوى ـ فطن ـ عذب ـ امتلأ.

٤ ـ اعط الصّفة المشبّهة من الأفعال التّالية على وزن فعيل :

رفع ـ كرم ـ جمل ـ صرح ـ طال ـ صحّ.

٥ ـ ألّف جملتين في كل منهما صفة مشبهّة أو أكثر على أن ترفع كلّ صفة فاعلا.

مثال : ما أحسن رجلا يقظا عقله.

٦ ـ أعرب ما يلي :

لقد ظفرت بمحدّث صادقة كلماته.

إعراب تطبيقي :

قال أبو العلاء المعرّي :

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تستطعه الأوائل

و: حسب ما قبلها.

إنّي : إنّ حرف توكيد ونصب وهي حرف مشبّه بالفعل تدخل على المبتدأ والخبر تنصب الأوّل اسما لها وترفع الثّاني

١٢٠